رواية جمرية الصقر الفصل التاسع 9 - بقلم سلوى عوض
عمار: أنا لازم أكتب عليها السبوع الجاي.
محاسن: هملني لحالي يا عمار روح، روح اتجوز بنت الحسب والنسب! وأنا ماليش غير رب كريم يتولاني برحمته. وههمل البلد والصعيد كله عشان ترتاح. يا ريتني ما حبيتك ولا عرفتك. حالك حال كل الرجالة، تحبوا الغوازى وتمشوا معاهم، ولما ياجي الجواز، تتجوزوا بنات الناس الزينة، كن الغازيه ديه معندهاش جلب وبتحب كيف كل البنته الله يسامحك يا عمار ... والله لو بيدي أجلع جلبي من مكانه
عمار : إيه كل الكلام اللي يوجع ديتي ؟! أنتي حبيبتي وحلمي اللي بحلم بيه من يوم ما عرفتك يا حبة جلبي، يا سونة. وهتجوزك... وعترقصيلي لوحدي!
محاسن تضحك بسخريه : آه، تتجوزني... بكتير جواز عرفي؟
عمار (يضرب بيده على الطاولة): أنتي حمارة يا بت! بجولك هجوزك جواز انتي ايه جطر .. ليه مش عاوزة تسمعي الحديت للآخر؟ اسمعي وبعدين ابجي ولولي براحتك
محاسن (بغصة): جول يا عمار، جول. هعمل نفسي مصدقاك.
عمار: ععمل حالي هتجوزها وانتي عتهربيها يوم كتب الكتاب يا حبه جلبي والله اسمي معيكتب ف جسيمه غير واسمك جاره
محاسن: ولزمته ايه كتب الكتاب اللي معيتمش ديتي
عمار : مش بجولك حمارة؟ أنا مضطر أعمل كده عشان زبيدة شافتني في الأوضة عنديها. ولازم أعمل كده عشان البنت المسكينة ما تتفضحش.
محاسن : يا عيني عليكي يا جمريه أمك... وبتعمل فيكي كل ده؟
عمار :الله يرضي عليها فوجتني
محاسن : والله نفسي احب علي يدها اللي رجعتك لعجلك
عمار :عتتعرفي عليها وتبجو أصحاب وتعملي حسابك مافيش رجص تاني انا عاخدلك بيت وتجعدي فيه انتي ونجمه ولما اخلص الموال ديتي نتجوزو ياست البنته كلهم
محاسن: ياريت يا عمار نفسي اهمل الغلب ديتي كله كفايه أن اللي يسوي واللي ميسواش بيتطلع عليا... الله يسترك زي معتسترني
عمار :انتي جلبي يابت بس لازم ابوي وزبيده يصدجونا عشان كديه بكره الصبح تبجي جاهزه عشان عنجرج وجمريه عتكون معانا وععرفك عليها
محاسن: جد يا عمار !؟
عمار: جد ياروح عمار
#بقلم_سلوى_عوض
________________________________
في مكان آخر بعيد عن الصعيد، كان ليو جالسًا في حديقه القصر امام البحر، سارحًا في أفكاره. تلك الأحلام الغريبة التي تطارده، البنت التي تصرخ في وجهه قائلة "الحقني"، والتعابين التي تظهر من العدم، كل ذلك أصبح كابوسًا لا يفارقه.
بينما كان غارقًا في تأملاته، اقتحم بيترو الغرفة، ونظر إليه بنظرة مليئة بالتحدي.
بيترو (بصوت ساخر): هتفضل تمثل كده كتير؟
ليو (برفع حاجبه): أمثل إيه؟
بيترو (بنبرة تهديد): آه، تمثل لحد ما حطيت الراجل الكبير وبنته في جيبك. بس أنا مش هسمحلك تكوش على كل حاجة. افهمني كويس... أنا هكون كابوسك الحقيقي يا ليو!
لم يكد ينهي كلماته حتى أمسك ليو رأسه متألمًا، وبدأ يترنح قبل أن يقع مغشيًا عليه.
نصر (مفزوعًا): إيه اللي حصل؟
بيترو (ببرود): معرفش... اتصرف واتصل بالدكتور حالًا.
بينما نصر يهرول نحو الهاتف، تابع بيترو بنبرة ساخرة:
بيترو: أنت مصدق إنه تعبان؟ ده ممثل قدير!
نصر صرخ بصوت عالٍ وهو يرى لارا تقترب:
نصر: آنسة لارا، الحقينا بدكتور! ليو مغمى عليه!
لارا (بخضة): حاضر، حاضر!
أخرجت هاتفها بسرعة واتصلت بالطبيب الذي وصل على الفور، وبدأ بفحص ليو بينما لارا تقف بجانبه بلهفة.
لارا (بقلق): طمّني عليه يا دكتور.
الدكتور (بنبرة مطمئنة): اهدي شوية، يا آنسة. واضح إنه تعرض لضغط عصبي شديد. في حالته دي، أي ضغط عصبي ممكن يكون خطر عليه.
بعدما انتهى الطبيب، التفتت لارا إلى نصر بقلق:
لارا: إيه اللي حصل؟
نصر: مش عارف. ليو وبيترو كانوا بيتكلموا، وفجأة وقع كده.
نظرت لارا نحو بيترو بعينين مشتعلتين، واقتربت منه بخطوات ثابتة.
لارا (بحزم): عملت إيه فيه؟
بيترو (ببرود): مش عارف إزاي واحد زي ده قدر يخدعكم كلكم ويسيطر عليكم. والغريب إنكم مصدقينه.
لارا (بغضب): بيترو! مش عايزة أسمع منك كلمة واحدة عن ليو، فاهمني؟ والمرة دي مش هقول لبابا، لكن اعتبر ده تحذير. لو قربت منه، هتشوف مني اللي عمرك ما شفته.
بيترو (بخوف): حاضر... حاضر.
بعد أن أنهت حديثها مع بيترو، التفتت إلى نصر.
لارا: نصر، ليو مسؤول منك. خد بالك عليه، وبيترو ما يقربش منه أبدًا. دخلوه أوضته فورًا. ومش هكرر كلامي تاني.
نصر : مفهوم... مفهوم.
ألقت لارا نظرة غضب أخيرة نحو بيترو قبل أن تذهب نحو غرفة ليو لتطمئن عليه.
#بقلم_سلوى_عوض
________________________________
وقف بيترو يتأمل المشهد بعينين مليئتين بالغضب والغيرة. داخله بركان مشتعل، لا يستطيع أن يستوعب فكرة أن ليو قد يقترب من لارا، تلك الفتاة التي أحبها منذ طفولته، منذ أن كانت تكبر أمامه كزهرة صغيرة.
بيترو (بصوت داخلي مليء بالغضب): أنا لازم أكشفك يا ليو، وأعرف عنك كل حاجة. لازم أبعدك عن لارا. مش معقول تاخدها مني... وأنا بحبها من زمان. يجي حتة عيل زيك ياخدها مني؟ مافيش غير نصر اللي عارف كل حاجة. لازم أصلح علاقتي معاه، وأخليه يحس إنك ممكن تاخد مكانه عند الراجل الكبير. ساعتها هيكون المفتاح لكل الأسرار اللي عندك، وأنا اللي هكشفك.
توجه بيترو نحو نصر الذي كان منشغلًا بأحد الحراس، وناداه.
بيترو : تفتكر الواد ده... ليو... فاقد الذاكرة بجد ولا بيمثل؟
نصر (بثقة): لا، طبعًا مش بيمثل. ده فاقد الذاكرة بجد. وابعد عنه يا بيترو، أحسن لك.
بيترو (بتظاهر بالندم): يبقى أنا كده ظلمته... ياريته يسامحني.
نصر (بارتباك): ياريت يا بيترو. هو... أنت تعرف عنه حاجة؟
بيترو (ببرود): بسأل بس... بطمن.
نصر: اطمن.
بيترو (بخبث): يعني... مش ممكن يأذينا؟
نصر (يشكك): بتقول إيه؟
بيترو (بجدية): أنت ناسي إنه عارف عننا كل حاجة؟ والراجل الكبير مسلّمه العملية الجديدة.
نصر (بقلق): عندك حق...
بيترو (بهدوء خبيث): طب قول لي... اللي عرفته عنه؟ عشان لو حاول يأذينا، نلاقي حاجة نهدده بيها.
نصر (متردد لكنه يجيب): اسمع يا سيدي... اسمه يوسف حمدان، من الصعيد في مصر. أبوه كان راجل غني، بس توفى، وهو مايعرفش. عنده أخت وحيدة.
بيترو (بتفكير عميق): وبالنسبة لوجوده في إيطاليا؟
نصر: مشارك مع مجموعة شباب مصريين في مطعم بيتزا اسمه ميلانو في ميلانو. والشباب دول بيدوروا عليه، حتى إنه واحد صاحبه جه من مصر وفضل يدور عليه في كل مكان، لكن معرفش يوصله.
بيترو (بخبث): تمام جدًا. كده لو حاول يعمل أي حاجة نقدر نوقفه عند حده.
نصر (بحذر): مش عارف ليه الباشا مأمن له أوي كده.
بيترو: عشان لارا معجبة بيه، وانت عارف الراجل الكبير متعلق بيها إزاي.
نصر (بقلق شديد): بس إحنا كده كلنا ممكن نروح في داهية.
بيترو (بثقة): اطمن... مش هيلحق يعمل حاجة.
ظل نصر ينظر إلى بيترو بريبة، بينما كان الأخير يرسم في عقله خطة لإيقاع ليو في فخه، غير مدرك أن القادم يحمل أسرارًا أكبر مما يتوقع.
#بقلم_سلوى_عوض
_______________________________
في نجع الصائغ، جلس صقر بجانب صديقه طارق، يحاول إقناعه بخطة تهدف لحمايته من الخطر الذي يلاحقه. الجو كان مشحونًا بالقلق، لكن نظرات صقر الحازمة كانت مليئة بالعزيمة.
صقر (بحزم): طارق، انت هتروح تجعد في إسكندرية عند نادر صاحبي. متجلجش، نادر صاحب صاحبه ورجولة، وهو اللي هيخفيك عن العيون لحد ما نتصرف وتظهر برائتك.
طارق (بحزن): خلي بالك من الولاد يا صقر. ولو جرالي حاجة، عرفهم إن أبوهم بريء، وإنّي عشت طول عمري إنسان شريف.
صقر (بثقة): أنا عارف كل ده. وإن شاء الله مش هيحصل لك حاجة أبدًا.
وهنا رن هاتف صقر، فتغيرت ملامح وجهه عندما رأى اسم المتصل.
صقر (يرد بسرعة): خير يا زيدان؟
زيدان: يا كبير، الأنسة أخت الأستاذ يوسف خرجت النهارده مع الواد ابن جوز أمها ولسه راجعين، مالهمش كتير.
صقر (بنبرة صارمة): عاوزك تكون زي ظلها بالظبط. وأي حاجة تحس إنها مش تمام، تبلغني فورًا.
زيدان: تحت أمرك يا كبير.
صقر: الأمر لله. البت أمانة في رقبتي يا زيدان.
زيدان (مطمئنًا): متخافش، في عيني ووالله.
أنهى صقر المكالمة وأعاد هاتفه إلى جيبه. التفت إليه طارق وقد لاحظ تغير ملامحه.
طارق (بتساؤل): في حاجة؟
صقر (مترددًا): ده موضوع... بعدين أحكيلك عليه يا طارق.
طارق (بحزن): الله يكون في عونك، شايل هموم الدنيا كلها على دماغك يا صقر.
صقر (بتنهيدة): ربك المعين يا صاحبي. جهز حالك، العربية هتوصلك إسكندرية وتبقى تحت أمرك.
طارق (يعترض): ما اسافر بالقطر.
صقر (بحزم): متضمنش القطر يكون فيه إيه.
ثم استدار صقر ليشرف على تجهيز السيارة، والهموم الثقيلة تلاحقه. كان في عقله يدور حديث واحد: حماية الجميع مهما كان الثمن.
#بقلم_سلوى_عوض
______________________________
في عيادتها كانت هيام تتحدث عبر الهاتف مع المحامي الخاص بالعائلة، وعلامات الحزم ظاهرة على وجهها.
هيام (بصوت حاسم): عاوزاك يا متر ترفعلي قضية خلع على طارق جوزي.
المحامي (مندهش): ليه كده بس، يا دكتورة؟ ده انتو بينكم ولاد.
هيام (بحزم): من فضلك يا متر، اعمل اللي بقولك عليه.
المحامي: طيب... هو تليفونه شغال؟
هيام: معرفش، ومش عايزة أعرف.
المحامي: تحت أمرك يا دكتورة.
وبما أن المحامي يعرف صقر جيدًا، قرر أن يخبره بما حدث. اتصل صقر به فور تلقيه الخبر.
صقر (بقلق): خير يا متر؟
المحامي: يا كبير، دكتوره هيام طلبت مني أرفع قضية خلع على طارق. قلت لازم أبلغك الأول.
صقر (بحزم): متعملش أي إجراءات يا متر، أنا هتصرف. وأشكرك إنك بلغتني.
المحامي (بأمانة): إحنا عشرة عمر يا كبير، مش مجرد محامي وموكلين.
صقر: ربنا يديم المعروف.
بعد المكالمة، التفت صقر إلى طارق الذي كان جالسًا شارداً بعد تجهيز أغراضه للسفر.
صقر (بهدوء): طارق، لازم تطلق هيام. هي كلمت المتر وعاوزة ترفع قضية خلع.
طارق (بصدمة): كده يا هيام؟ ده جزاء حبي ليكي وصبري على إهمالك ليا وللولاد؟ يا خسارة، يا هيام...
حاضر يا صقر . أول ما اوصل إسكندرية، هطلقها.
صقر: بس هتبعت ورقة الطلاق على البلد هنا، عشان محدش يعرف مكانك. أختي متستاهلكش، ولا تستاهل ولادها. شكلها هتفوج بعد فوات الأوان.
طارق (بغصة): حاضر، يا صقر.
كانت الكلمات الأخيرة ثقيلة على قلب طارق، لكنه قرر تنفيذ ما قاله صقر، لأنه يعرف أنه صديقه المخلص الذي لن يخذله.
#بقلم_سلوى_عوض
______________________________
(في منزل جمريه )
دخلت زبيدة على جمريه بغضب، ملامح وجهها تنذر بقرار صارم.
زبيدة (بحدة): اعملي حسابك، كتب الكتاب بكرة في العشية. خلونا نلم فضايحك انتي وعمار.
جمريه (مذعورة): بس أنا مش عاوزة أتجوز.
زبيدة (بتهكم): أمال عاوزة تدوري على كيفك مع عمار؟ أنا جُلت كلمتي وخلاص. وكتب الكتاب والدخلة في نفس اليوم.
ثم تركتها زبيدة، وصفعت الباب وراءها بقوة.
جمريه: أنا لازم أتصل بـعمار وأفهمه.
وبالفعل، أمسكت الهاتف واتصلت بـعمار، تحكي له ما حدث.
عمار (بصوت مطمئن): هاوديها يا جمريه، وأنا هتصرف. وخدي، كلمي محاسن، هي عتفهمك كل حاجة.
محاسن (بهدوء): ازيك يا جمريه؟ متخافيش، إحنا واقفين جارك. وكفاية جميلك اللي عملتيه مع عمار.
جمريه: عمار كيف يوسف عندي
محاسن: عمار عياجي دلوك عندكم. وبكرة، تطلعوا كأنكم رايحين تجيبوا حاجات ليكي، وتعملي حالك فرحانة، فاهماني يا جمريه؟
جمريه: حاضر، فاهمة.
محاسن: ولما تيجي، هاجولك على الخطة كلها.
وضعت جمريه الهاتف، وهي تشعر بخليط من القلق والأمل، متمنية أن تسير الأمور كما خططوا لها.
بقلم_سلوى_عوض
•تابع الفصل التالي "رواية جمرية الصقر" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق