رواية جمرية الصقر الفصل الخامس 5 - بقلم سلوى عوض
حبايبي بعتذرلكم عن التاخير والله غصب عني كان لاسباب صحيه ان شاء الله مش هتأخر عنكم تاني
بارت 5
أطلق النار في الهواء، فعمّ المكان ضجيج مرعب وفوضى عارمة، وسقط عمار على المسرح وسط ذهول الجميع، لتسرع إليه محاسن .
محاسن (وهي تصرخ بحرقة): جوم يا عمار... اسم الله عليك يا غالي... جوم يا حبيبي!
لاحظت إصابة عمار في كتفه، فحاولت مساعدته بيدين مرتجفتين ودموع غزيرة، بينما تعمّقت الفوضى من حولها وسط أصوات متداخلة.
محاسن (تهدد بعصبية): والله لبلغ الحكومة... وأوديكم في داهية!
عمار : لاه ... يا محاسن... حكومة إيه؟ أنا زين، ما تخافيش .
ظهر سعد المرسي حينها، موجهًا نظراته الحادة للجميع.
سعد: لسه مخلصتش! مش سعد المرسي اللي حد ياخد منه حاچة وهو عاوزها!
غادر سعد ورجاله المكان بسرعة، تاركين خلفهم حالة من الرعب والصدمة. حاول عمار الحديث، لكنه بالكاد استطاع.
عمار (بإعياء): هاتيلي حد يطلع الرصاصه ... بسرعة.
محاسن: لازم تروح المستشفى
عمار: علاج؟ لاه مستشفي لاه . مستشفي يعني سين وجيم
نجمة : انا هكلم دكتوره معرفه
محاسن : بسرعة يا نچمه
أخذت نجمة هاتفها واتصلت بالطبيب.
نجمة: تعالَ بسرعة، في واحد عندنا واخد رصاصه
الدكتور : بس كده هتدفعو الضعف غير الاداوت الى هجيبها
نجمه :الى انت عاوزه بس بسرعه الله يخليك
الدكتور :انا جايلك
عادت نجمة لتنضم إلى محاسن التي كانت تحاول السيطرة على الموقف.
محاسن : شيلوه معايا، ندخله جوه.
اندفع اثنان من رجال المولد لمساعدة محاسن، وحملوا عمار بحذر إلى الغرفة الخاصة بها.
محاسن : براحة عليه... بالله عليكم.
______________________________
في القاهرة، في بيت طارق وهيام، بعد الغداء
يجلس صقر مع والده، يتبادلان الحديث .
والاب : عملت إيه؟ وصلت ليوسف ولا لسه؟
صقر: والله يا بوي لفّينا الدنيا كلها عليه، حتى السفارة روحناها، لكن مفيش أخبار عنه.
الاب: إن شاء الله يبجى زين وربنا يطمنا عليه. طب وخيته أخبارها إيه؟
صقر: ما أنا جولتلك، موصي زيدان يخلي باله منها، وامها وجوزها جاعدين معاها.
الاب (بقلق): بس انت جولتلى قبل سابق ان امها عفشه وطماعه ووانا خايف علي البنيه يا والدي ليضحكو عليها هيا وجوزها وخصوصي ولد جوز امها عمار انا سامع ان سمعته عفشه جوي جوي وبتاع غوازي
صقر: متجلجش يا بوي زيدان عينه عليها ويمكن امها ربنا هداها وبردك في الاول والاخر بتها وخصوصي ان يوسف محدش عارف عنه حاجه
الاب: ياريت يا ولدي. البنيّة يتيمة ووحيدة، ومكنش ليها غير أبوها. الحمل كله بجى تجيل عليك
صقر (بتساؤل): عرفت منين يا بوي إن عمار سمعته عفشه ؟
الاب: ما أنا سألت زيدان، ولما حكالي إنه رايح نجع الصياد، جالي عن عمار وسمعته.
صقر: ربنا يجيب العواجب سليمة يا بوي.
الاب : يارب يا ولدي. ويهديكِ يا هيام يا بنتي!
صقر (بتنهيدة): أمي السبب، يا بوي، في اللي بتعمله هيام. طلعت جباره زيها.
الاب (بحزم): جصدك إني مليش كلمة مع أمك؟ أنا ساكت يا ولدي عشان المركب تمشي، لكن أنا مش ضعيف. لما فوتّلك كل حاجة تتصرف فيها، مكنش ضعف مني، أنا كنت جولت أكبرك، والحمد لله طلعت جدها وجدود.
صقر:تعرف يا بوي طارج صعبان عليا شغله في الحكومه وفي مكتبه واهو طلع دلوجتي يذاكر للعيال بنتك لازملها وجفه جبل بيتها ما يتخرب
__________________________
في المولد
وصل الطبيب إلى الغرفة حيث كان عمار مستلقيًا يعاني من إصابته. بدأ في إخراج الرصاصة من كتفه .
محاسن (بلهفة): هو هيبجى زين يا دكتور؟
الدكتور: هدي له مسكن قوي، وسيبوه يرتاح يومين من غير حركة. لازم ياكل كويس عشان يعوض الدم اللي نزفه.
محاسن: حاضر يا دكتور.
أخرجت محاسن كل ما معها من نقود وأعطتها للطبيب، لكنه نظر إليها بعدم رضا.
الدكتور: الفلوس دي قليلة.
ترددت قليلًا، ثم خلعت الحلق من أذنها ومدّته له.
محاسن (بحزن): خد يا دكتور، عمري كله فدا عمار.
نظر لها الطبيب بوقاحة وغمز بخبث.
الدكتور: أنا في الخدمة لو حصل أي حاجة، كلميني على طول.
محاسن (بعصبية): اتكل على الله، يا دكتور، الله يسهّل طريجك... كويس إن عمار مش فايج!
غادر الطبيب، فالتفتت محاسن إلى نجمة بغضب.
محاسن: جبتي منين جليل الحيا ده؟
نجمة: أمال كنتي عايزاني أجيبلك مين؟ ده الوحيد اللي يجدر يصون سرنا.
محاسن: خدي الإسوره دي، روحي للصايغ وبيعيها.
نجمة (بتردد): يا بنت، عمار لو عرف هيزعل.
محاسن: انتي سمعتي بودنك، لازم ياكل كويس. وكمان نجيب له جلابية بدل اللي اتجطعت. يلا، روحي هاتي لحم وفراخ وخضار وفاكهة كتير
نجمة (مازحة): ياريت يا عمار تتطخ كل شوية عشان ناكل لحمة وطير.
محاسن (بعصبية): جطع لسانك! اسم الله عليه من أي شر.
نجمة (بضحك): ده أنا بهزر يا بت ، عاوزاكي تفكي شوية.
محاسن (بحزن): قلبي بيتخلع عليه، ياريت أنا مكانه وهو لا.
نجمة: ما تجوليش كده، إحنا ملناش غيرك. لما تتصابي مين هيجف جنبنا؟ وهو كان لازم يعني يعمل فيها سبع الرجالة؟ مش عارف إنك رقّاصة والناس لازم تنجط؟ ربنا يسامحه، الليلة اضربت وضاع علينا النجوط.
محاسن (بغضب): غوري، هاتي اللي قلت لك عليه، وبطلي كلامك الماسخ ده.
__________________________________
في منزل جمرية، أمين يتحدث مع زبيدة:
أمين: فينه عمار؟
زبيدة: معرفشي، من وجت ما طلع مفيش خبر عنه.
أمين: تلجاه لسه داير ورا الغوازي، وعشان كده بتديه فلوس كتير يعمل اللي على كيفه بيها.
زبيدة (بعصبية): بطل الرط ده واسمعني زين. أنا عتحدد مع جمرية على جوازها من عمار.
أمين (بدهشة): انتي اتجنيتي يا مرا؟ هتجوليلها الكلام ده دلوجتي؟
زبيدة: جن لما يخربطك، أيوة هجولها. مالك انت؟
أمين: طب مش لما يجي المعدول الأول؟
زبيدة: هيعاود يعني؟ هو هيروح فين؟
__________________________________
في غرفة جمرية، كانت تجلس وحدها تحدث نفسها بهدوء:
جمرية (تفكر): أنا لازم أتابع أملاك أبوي وأملاكنا بنفسي. عم أمين وعمار بيتبعوها، بس علي الاجل الاجي حاجه اشغل نفسي بيها.
طرق الباب فجأة، ودخلت أمها زبيدة بنبرة ساخرة.
زبيدة: انتي لسه جاعدة تغربلي الهم وتنخليه؟
جمرية (بحزن): أبويا ويوسف وحشوني جوي.
زبيدة: أبوكي مات ويوسف محدش عارفله طريج. فكري في نفسك .
جمرية (باستغراب): هو مش يوسف ده ولدك؟
زبيدة: ولدي، بس همل الدنيا، نعمله إيه يعني؟ إحنا نعرف عنه حاجة؟ ولا نعرف طريجه . المهم يا جمريه كنت عوزاكي في موضوع تاني خالص
جمرية: خير يا أمي، أنا كمان كنت عايزاكم في موضوع.
زبيدة: موضوع إيه؟
جمرية: كنت بفكر أتابع أملاكنا بنفسي.
زبيدة (بتعجب): كيف يعني؟
جمرية: أجصد أتابع الدنيا مع عمي أمين وعمار.
زبيدة (بغضب): والله عال، يا بت بطني! أمين وعمار هيسرجوكي يعني؟! مش كتر خيرهم إنهم مراعيين حالك ومالك؟ دول شغالين عندك من غير أجره!
جمرية : مش جصدي كده، يا أمي.
زبيدة: طب اسمعي الحديت ده الناس في الكفر ابتدت تتحدت
جمرية (باستغراب): على إيه، يا أمي؟
زبيدة: انتي ناسية إنك شابة وعمار شاب؟ الناس بتجول كيف شابة وشاب جاعدين في بيت واحد؟
جمرية: والناس مالها يا أمي؟ دا عمار زي أخويا.
زبيدة (بغضب): لا! ده مش أخوكي. والناس كده مسكت سيرتنا على الفاضي.
جمرية: بس يا أمي، إحنا مبنعملش حاجة غلط.
زبيدة: مش مهم. إحنا كده ما قدامناش غير حل واحد تتجوزي عمار.
جمرية (بصدمة): كيف يعني، ياما؟
زبيدة: ده الحل الوحيد. حتى لو سيبنا البيت أنا وأمين وعمار وسابوكي لوحدك، الناس هتجول خد غرضه منك وسابك. لازم تتجوزيه عشان نجطع لسان الناس.
جمرية (بصوت مرتفع): الحديت ده معجبنيش ياما
زبيدة (بحدة): عايزة تفضحينا يا بت حمدان؟ هتتجوزي غصب عنك. السبوع الجاي كتب كتابك، والكلام خلص. ناجص البنات تجول رأيها كمان!
خرجت زبيدة غاضبة، وصفعت الباب خلفها.
جمرية (ببكاء شديد): إيه اللي بدل حالك، يا أمي؟ كنتِ زينة... ولا انتي كنتي عفشة من الأول؟! مبجتش فاهمة حاجة.
__________________________________
في المساء في غرفة محاسن، أفاق عمار ليجدها جالسة بجواره، تبكي.
عمار: أنا لازم أمشي، أبوي هيجلب الدنيا عليّ.
محاسن: تمشي كيف؟ الدكتور جال لازم ترتاح يومين.
عمار: اسمعي الكلام يا محاسن، لازم أمشي.
محاسن (بقلق): أخاف عليك تتعب وأنت لسه مجروح.
عمار: لازم أبات في البيت. أبويا عيخرب الدنيا لو مارجعتش.
محاسن (ببكاء): مش هجدر اتحددت عشان متتعبش
(تدخل نجمة فجأة، تقطع حديثهما.)
نجمة: إنت فوجت يا أخوي؟
محاسن: فاج، وعاوز يمشي وهو لسه تعبان.
نجمة: يمشي يروح فين؟
عمار (بحدة): وانتي مالك بالكلام ده؟
نجمة: أنا غلطانة إني جبتلك الدكتور! على فكرة يا ست محاسن، الدكتور خد آخر جرش معاكي وخد حلجك، وبعتي الأسورة وجبتي لحم وخضار وعلاج، ومش فاضل من حجها غير 3000 جنيه. وأول ما فاج عاوز يهملك ويرجع لناسِه.
عمار (بدهشة): بتجولي إيه يا بت إنتِ؟
محاسن : إيه اللي سحبك من لسانك يا نجمة؟
نجمة: خلاص، اتحرجوا! أنا هسيبلكم الدنيا وماشية.
(تخرج نجمة غاضبة من الغرفة.)
عمار : صح، عملتي كده يا محاسن؟
محاسن : ده أنا أبيع عمري عليك يا عمار، كل ده من خيرك.
عمار: معلش، يا محاسن، هاتي 1000 جنيه عشان أركب عربية خصوصي وأروح، وهعوضك عن كل حاجة.
(يأخذ عمار المال، يغادر المولد، وبعد ساعة يصل منزله، يتحدث لنفسه بهمس وهو يتسلل داخل البيت:
عمار: كلهم نايمين. العربية خدت آخر جرش معايا ومعاييش مليم. وزبيدة بتنجطني بالفلوس . أنا هطلع أوضة جمريه وأفتح الخزنة. كده كده زبيدة قالتلي الرقم بتاعها.
(يتسلل عمار بهدوء إلى غرفة جمرية، وهي نائمة. يفتح الخزنة ويأخذ منها مبلغًا كبيرًا، لكنه ينسى يغلقها بهدوء. صوت الخزنة يُوقظ جمرية التي تصحو بخضة، وتنظر لعمار.)
جمرية (بصدمة): بتعمل إيه هنا يا عمار؟
•تابع الفصل التالي "رواية جمرية الصقر" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق