رواية جمرية الصقر الفصل الرابع 4 - بقلم سلوى عوض
بارت 4
في مدينة توسكانا بإيطاليا، كان ليو يجلس على إحدى الشواطئ، بينما لارا اقتربت وجلست بجانبه. بدأ الحديث بينهما:
لارا: "ليو، أخبارك إيه؟ لسه مفتكرتش حاجة؟ ارجوك ساعد نفسك وساعدنا."
شعر ليو بصداع شديد، فامسك برأسه ثم سقط على الأرض مغشيًا عليه.
لارا: "ليو، ليو، ارجوك رد عليا. أنا السبب في اللي حصل ليك. عمري ما هسامح نفسي."
تندفع لارا للمناداة على الحراس ليأخذوه إلى غرفته.
(فلاش باك)
قبل شهرين، في ساعة متأخرة من الليل في مدينة ميلانو، كانت لارا تتشاجر مع والدها عبر الهاتف.
لارا: "يابابا، لو سمحت، عايزة أنزل مصر، أرجوك عايزة أنزل مصر."
الاب: "تنزلي مصر لمين؟ 100 مرة قولتلك إحنا ملناش حد في مصر."
لارا: "لأ، أمي هناك."
الاب "أمك اللي خانتني ورمتك."
لارا: "ماما مخانتكش، إنت اللي متوهم كده."
الاب: "وانتي تعرفي منين؟ كنتي صغيرة وماكنتيش فاهمة، ولسه صغيرة."
لارا: "أنا مش صغيرة. متعاملنيش كأني طفلة. وممشي ورايا حرس كمان. إنت ظلمتني وظلمت أمي."
الاب: "ما تجيبيش سيرتها على لسانك. دي ست منحلة وخاينة، أنا شفت ده بعيني."
لارا بعصبية، وبكت: "لأ، أمي مظلومة."
أغلقت الهاتف وجرت بسرعة بسيارتها. وفي نفس اللحظة، كان هناك شاب يجري بسرعة، لتصدمه لارا.
تصرخ لارا وتتوقف بالسيارة، بينما الحراس يقفون خلفها في سياراتهم، والشاب مغشي عليه على الأرض، غارقًا في دمائه.
اتصل أحد الحراس بوالد لارا قائلاً له: "الحقنا يا ياسر بيه، الأنسة لارا خبطت واحد بالعربية."
ياسر: "إزاي؟ هي حالتها إيه دلوقتي؟"
الحارس: "هي منهارة يا فندم."
ياسر: "سيبوا الولد ده وهاتوها وتعالوا."
الحارس: "حاضر يا فندم."
الحارس: "يلا يا أنسة لارا، والد حضرتك قال مينفعش تفضلي هنا."
لارا: "طب والشاب ده؟"
الحارس: "ياسر بيه أمرنا نسيبه."
لارا: "أنا مش هسيبه، لازم أوديه المستشفى."
الحارس: "متخليناش نستخدم القوة مع حضرتك. لازم نمشي من هنا."
تخرج لارا مسدس من حقيبتها موجهه بيه الي رأسها قائله: الي هيقرب مني هضرب نفسي بالن ** ار
اتصل أحد الحراس بوالدها ليخبره بما يحدث.
ياسر: "هاتوه وهاتوا على المزرعة، ومتخلوهاش تسوق."
الحارس: "خلاص، هناخده على المزرعة يا فندم."
لارا: "لا، لازم يروح المستشفى."
الحارس: "الأنسة لارا عاوزة توديه المستشفى.
" ياسر: "ادهاني... اهدي يا لارا، اهدي يا حبيبتي. إحنا نجيبه على المزرعة وأنا هكلم الدكاترة كلهم وهجهز له مكان.
" لارا: "تبكي، وعد يا بابا."
الاب: "وعد يا بنتي، أنا هكلم حد يبعت لك إسعاف حالًا يجيبه على المزرعة."
أغلقوا الهاتف، وجاءت الإسعاف خلال دقائق، ثم انطلقوا إلى المزرعة.
-------------------------------------------
بعد ساعتين، وصلوا إلى المزرعة وكانت حالة الشاب متأخرة للغاية. فورًا، أخذوا الشاب وبدأوا الكشف عليه.
كبير الأطباء: "ياسر بيه، لازم يتنقل مستشفى في أسرع وقت، لأنه اتساب فترة طويلة بينزف، والواقعة أثرت على المخ. أحمد ربنا إنه عايش لحد دلوقتي، دي معجزة."
ياسر: "طب إنت شايف إيه يا دكتور؟"
الدكتور: "أنا هنقله في المستشفى بتاعتي، هدخله على مسؤوليتي، عشان معاهوش أي بيانات."
ياسر: "أنا عايز الموضوع يتم في سرية تامة. هكتبلك شيك، حط في الرقم اللي يعجبك، المهم يتم في سرية. أنا عايز الولد ده يعيش، لو حصل له أي حاجة، بنتي ممكن تعمل في نفسها حاجة."
الدكتور: "تمام، تمام."
أخذ الأطباء يوسف بالإسعاف وتوجهوا به إلى المستشفى. وبعد 10 أيام، فاق الشاب ، لكنه كان غير واعٍ بأي شيء.
الدكتور: "الحالة فاقت، بس في شوية كدمات بسيطة، وللأسف مش واعي باللي حواليه."
ياسر: "طب ينفع يخرج؟"
الدكتور: "أه، بس يفضل تحت الرعاية الطبية."
ياسر: "طيب، أنا هبعت عربية تاخده."
أغلق ياسر الهاتف.
لارا: "إيه أخباره يا بابا؟ طمني."
الوالد: "فاق وبقى كويس، بس لازم نجيبه هنا عشان الشوشرة. أنا هكلم الرجالة، حد يجيبه."
بعد ساعة، وصل الشاب إلى المزرعة، وهو غير واعٍ بأي شيء ولا يعرف أحدًا. جرت لارا عليه.
لارا: "حمد الله على السلامة."
الشاب: لم يرد.
ياسر: "حمد الله على سلامتك يا ليو، خضتنا عليك."
لارا: "ليو!!"
ليو: "هو حضرتك تعرفني؟"
ياسر: "أيوه، طبعًا. إنت كنت ماسكلي حسابات المزرعة."
ليو: "بس أنا مش فاكر حاجة خالص."
لارا: "أصل..."
ياسر: "أصل أنا كنت محتاج ورق مهم جدًا وكلمتك عشان تجيبه بنفسك، وقلتلك تيجي بسرعة، وللأسف عملت حادثة ودلوقتي إنت فاقد الذاكرة، ولازم ترتاح. إحنا هنسيبك دلوقتي عشان ترتاح. تعالي معايا يا لارا."
خرجوا من الغرفة وتركوا ليو غير واعٍ بأي شيء ولا يفهم أي شيء.
لارا: "إنت ليه قلتله كده يا بابا؟"
ياسر: "عشان لو كنت قولتله الحقيقة، مضمَنش ممكن يبلغ، ولازم أحميكي. وهتطلع إشاعات عليكي مش صح، ويقولوا كانت بتسوق وهي شاربه."
لارا: "إنت غلط يا بابا. كان لازم تحكيله وتسيبه هو يقرر."
الوالد: "أنا معنديش غيرك، ومعنديش استعداد أخسرك. وبعدين إحنا منعرفش ده مين، معاهوش أي أوراق تثبت هويته. ممكن يكون كان بيجري وهارب من حاجة ويتسبب في مشاكل إحنا في غنى عنها. وبالنسبة لموضوع والدتك..."
لارا: "مش وقته دلوقتي."
تمر الأيام، تقترب لارا من ليو وتهتم به. بدأ ليو يتعافى جسديًا، لكن ذاكرته لم ترجع. كل ما يراه هو كوابيس.
------------------------------------------
(الوقت الحاضر )
استيقظ ليو فجأة وهو يصرخ قائلاً: "احميكي من مين؟ إنتِ مين؟"
لارا: "اهدا يا ليو، هو نفس الكابوس تاني."
ليو: "أه، المرادي شوفت البنت دي بتجري وبتقولي ارجع واحميني. أنا مش فاهم حاجة."
لارا: "طب خد الدوا وحاول ترتاح، بس خلي بالك يا ليو. الدكتور قال كل ما تضغط على نفسك كل ما هتتعب أوي."
أخذ ليو الدواء، ثم شعر بدوار خفيف و ذهب في نوم عميق.
------------------------------------------
في ميلانو
صقر: "الحمد لله، أطمنت شوية، بس أنا لازم أرجع مصر لأني سايب ورايا حاجات كتير."
ميمو: "اتكل على الله يا صاحبي، أنا لو عرفت أي أخبار هكلمك على طول."
صقر: "طب خلاص، أنا بكرة إن شاء الله هسافر."
-------------------------------
(في القاهرة)
، وصل صقر إلى القاهره واتصل بوالده الحج محمود.
صقر: "إيه يا حج، أخبارك إيه؟ إنت في مصر ولا سافرت؟"
الوالد: "لا، لسه في مصر يا ولدي."
صقر: "وأنا كمان لسه واصل."
الوالد: "لازم تاجي ضروري على بيت أختك."
صقر: "في حاجة؟ أنا كده كده كنت جاي أسلم عليهم."
الوالد: "لما تاجي، هقولك."
بعد لحظات، وصل صقر إلى منزل أخته، وبعد السلام والترحيب.
صقر: "خير يا حج، جلجتني. وهيام فين؟ مش شايفها."
الاب : "هيام ده أنا من ساعة ما جيت، مشوفتهاش غير خمس دجايج ."
في هذه اللحظة، جاء طارق ليرحب بصقر.
طارق: "أبو الصقور، ابن خالتي. إلي واحشني."
صقر: "وأنت أكتر والله يا حبيبي."
طارق: "والله كويس إنك جيت. الولاد نفسيهم يشوفوك قوي، زمانهم جاين من المدرسة."
عندما وصل الأولاد من المدرسة، فرحوا بوجود خالهم وجدهم.
طارق: "يلا، اطلعوا غيروا عشان نتغدى."
---------------------------------------------
على الغداء
حور: "هي ماما معرفتش إن خالو صقر هنا؟"
صقر: "لا، لسه مكلمتهاش."
حور: "خالو، ماما مش بتخاف من بابا ولا جدو، بس بتخاف منك إنت. ماما واحشتنا يا خالو، نفسنا نشوفها."
طارق: "مش قولنا قبل كده مفيش كلام على الأكل؟"
صقر: "سيبها تتكلم يا طارج. جولي يا حور."
حور: "ينفع يا خالو، المدرسة تعمل حفلة وكل الأولاد والبنات مامتهُم معاهم، وإحنا ماما مش معانا؟ كل حفلة، ماما مش بتكون موجودة. الولاد بيقولوا لنا 'إنتوا بتكذبوا، أنتوا معندكوش ماما، إنتوا ولاد الدادة.' محدش بيهتم بينا، ويذاكر لنا غير بابا ودادة، مش بنشوف ماما خالص. وأنا خليت دادة تكلمها في التليفون، قالت لي: 'عايزة إيه يا حور؟ أنا مش فاضية'، وقفلت السكة في وشي."
صقر: "أنا وبابا وجدو جاعدين معاكم، وهنلعب كمان لحد ما تاجي من الشغل."
الأولاد: "بجد يا خالو؟"
صقر: "بجد يا حبايبي."
صقر محدثًا نفسه: "وبعدين معاكي يا هيام، حد يبطى مديله 3 هدايا زي دول ويهمل فيهم؟ ماشي، صبرك عليا."
----------------------------------------------------
في الصعيد، في منزل الصياد، كان عمار خلال الايام الماضيه يحاول الاقتراب من جمريه التي كانت حزينة على موت والدها، ويوسف الذي انقطعت أخباره، وكانت تدعو أن يكون بخير، لكنها تقول لنفسها إنه يكفيها ما حدث لوالدها.
دخلت زبيدة: "إيه يا جمريه، يا بتّي، حالك مش عاچبني ولا عاچب حد. لازم تفوجي لحالك عشان نشوف حالنا."
جمريه: "حال ايه يا أمي؟"
زبيدة: "يا بتّي، الدنيا عتخرب. الأرض والمزرعة اللي مهملينها."
جمريه: "اعملوا يا امي اللي تعملوه، أنا مليش نفس لِأي حاچة في الدنيا."
زبيدة: "طيب..."
ثم تركتها وذهبت، ودخلت مكتب حمدان لتجد أمين يقلب في ورقة.
زبيدة: "بتعمل إيه يا حزين؟"
أمين: "بشوف حاچة تنفعنا."
زبيدة: "سيب كل اللي في يدك ده. عايزاك تاخد بالك انت وولدك من كل أملاك حمدان."
أمين: "طب وبتك مش هتتحدّت؟"
زبيدة: "لسه حزينه على أبوها."
أمين: "خليها حزينه، كل ده لصالحنا."
------------------------------------------------
في أحد الموالد، كانت الأضواء الساطعة والموسيقى العالية تعم المكان. كان الناس يتراقصون ويغنون، فيما كان عمار يدخل، يبتسم قائلاً: "أنا جيت يا حبة الجلب."
محاسن، التي كانت تشعر بالسعادة لرؤيته : "عمار حبيبي وسيد الرجالة."
عمار : "بجد يا بت حبيبك أنا وشيفاني سيد الرجالة."
محاسن بدلال : "بجد يا جاب الجلب."
ثم أخرج عمار أسورة من جيبه : "إيه رأيك في دي؟"
نظرَت محاسن للأسورة : "زينة جوي يا عمار، وشكلها غالية."
عمار بتفاخر: "وانتي لسه شوفتي حاجة، أنا هصيغك من فوجك لتحتك، هجيب لك كل حاجة تحلمي بيها."
محاسن : "يخليك ليا، وتجبلي كل اللي نفسي فيه، بس قولي جبت فلوسها منين؟ شكلك وقعت على كنز."
عمار : "حاجة زي كده."
التفتت محاسن وقالت بجدية: "أوعى تكون عملت حاجة عفشه تضيع حالك. أنا مليش غيرك، إنت عارف إني بحبك جوي."
لكن قبل أن يجيب، دخلت نجمة فجأة، قاطعة الحديث نجمه: "يلا يا خايتي، نمرتك چات . الحب مش هياكلنا عيش."
عمار : "بس يا بت المركوب، قريب ٠وي مش هخليكي ترجصي لمخلوج غيري."
ذهب محاسن وصعدت على المسرح، حيث كان الجمهور يصفق لها، ولكن في الصفوف الأولى كان هناك شاب يجلس بعينيه الحادتين، هو سعد، ابن أحد كبار الكفر، والذي كان يراقب محاسن طوال الوقت، وكان معروفًا بسلوكه الفاسد.
صعد سعد إلى المسرح، وأخرج من جيبه رزمة من المال، وألقاها على محاسن، مما جعلها تشعر بعدم الارتياح. ثم اقترب منها همسًا في أذنها قائلاً: "قد دول 10 مرات لو جيتي معايا البيت."
فزع قلب محاسن ودفعت يد سعد وقالت بصوت منخفض: "مبقاش إلا إنت يا بتاع الكوبية، أنا رقاصة آه، بس بشرفي."
وفي هذه الأثناء، كان عمار يجلس في زاوية، لم يسمع ما يحدث على المسرح. لكنه كان يراقب محاسن من بعيد ويشعر بالغيرة الشديدة.
لكن فجأة، رفع سعد يده وضرب محاسن على وجهها بقوة. كان الصوت قاسيًا ومفاجئًا. في تلك اللحظة، انفجر عمار من مكانه، مسرعًا نحو سعد، وركض إليه ليصفعه على وجهه بقوة.
تبدل المنظر فجأة إلى عركة كبيرة بين عمار وسعد على المسرح، حيث بدأ الناس يصرخون ويتدافعون. جاء بعض الحراس على الفور ليحاولوا الفصل بينهما، لكن الفوضى كانت قد عمّت المكان.
كانت نجمة تحاول أن تجر محاسن بعيدًا عن الفوضى،
حيث قالت محاسن : "أنا مش ههمِل عمار"
لكن نجمه تمسكت بها وقالت: "
نجمه: انزلي يافجريه هنروح في داهيه كله منك قولتلك متخليش عمار ياجي هنا وانتي بترقجي
ثم، في اللحظة الأكثر توترًا، اخرج أحد أصحاب سعد من بين الحضور، وكان يحمل سلا ** حًا ، مما جعل الجميع يتراجعون فجأة. رفع الرجل الس *لاح ووجهه نحوهم، ثم أطلق الن *ار في الهواء، مما أحدث صوتًا عاليًا ومخيفًا.
محاسن صرخت في رعب، والكل في المكان تجمد من الخوف، بينما بدأت فوضى جديدة تعم المكان بعد إطلاق النار.
•تابع الفصل التالي "رواية جمرية الصقر" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق