رواية وشم على حواف القلوب الفصل التاسع و الاربعون 49 - بقلم ميمي عوالي
اللهم أجب دعاءنا وأعطنا سؤلنا وحقق آمالنا ورجاءنا وإجعل الخير فيما دعوناه يا رب العالمين وإجعل أعمالنا صالحة خالصة لوجهك الكريم يا الله وتقبلها منا ومن جميع المسلمين يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.
49
وشم على حواف القلوب
الفصل التاسع و الاربعون
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
كان حكم و رامى بالقاهرة لحضور خطبة مى و التى اصرت ان تكون بشقتهما الجديدة و بحضور العائلتين فقط
و كانت السعادة ترتسم على وجه الجميع ، و قد اصر حكم على تقديم هدية ذهبية قيمة لمى بمناسبة الخطبة ، و قام بدعوتها و شهاب لحضور زفافه القائم بالصعيد بعد خمسة ايام فقط
و بعد انتهاء الخطبة و ذهاب عائلة شهاب ، قام رامى بدعوة شهاب وعروسه على سهرة بالخارج للعشاء ، و دعا حكم ايضا و لكن حكم قدم اعتذاره لعدم وجود وقت لديه ، فهو يرغب بشراء بعض الاحتياجات الخاصة لزفافه
فدلته مى على مول شهير بالقاهرة يستطيع ان يجد به كل ما يحتاج اليه
اما ثريا .. فبعد ان فرغ المكان الا منها و من فؤاد.. قالت بغطرسة : مش كان المفروض ان رامى يعزمنا احنا كمان مع مى و خطيبها ، على فكرة ابنك هيفضل طول عمره قليل الذوق ، و واضح ان الفلاحة اللى ناوى يتجوزها اثرت عليه بزيادة
فؤاد بترصد : رامى عزم مى و خطيبها عشان ينبسطوا بخطوبتهم .. تروحى انتى معاهم ليه و بمناسبة ايه انا مش فاهم ، ثم هو انا مش حذرتك قبل كده انك تتكلمى بطريقتك دى عن رامى ابنى
ثريا بازدراء : ابنك اللى هيعرنا على اخر الزمن بالفلاحة اللى ناوى يتجوزها
فؤاد بحدة : احترمى نفسك بقى و مالكيش دعوة لا بابنى و لا بخطيبته ، و بعدين انتى ناسية ان انا كمان فلاح و اللا ايه
ثريا بتعالى : و ما تنساش انى نضفتك و نجرتك لحد ما بقيت بالشكل اللى انت عليه ده دلوقتى
قدفؤاد بصدمة : نضفتينى .. بقى برضة دى كلمة تقولها ست محترمة لجوزها
ثريا بامتعاض ساخر : جوزها .. جوزها اللى ضيع اللى و راه و اللى قدامه لحد ما قربنا نشحت
فؤاد : نشحت .. بقى كل الهيلمان اللى انتى فيه ده و هنشحت .. اتقى الله ، ده انتى اللى بتصرفيه فى يوم واحد يعيش عيلة كاملة شهر بحاله
ثريا : مش كفاية مانعنى من النادى و من صحابى ، حابسنى هنا من يوم ما بيعت الفيلا و حاططنى هنا لوحدى بين اربع حيطان ، حتى عربيتى مش عارفة لحد النهاردة انت وديتها فين و خفيتها بعيد عنى
فؤاد بسخرية و هو ينظر اليها شذرا : و هو فيه فلاحين برضة بيسيبو مراتاتهم يلفوا بعربياتهم كده عمال على بطال
ثم قال بلكنته الصعيدية : ثم اياك تنسى عاد انى صعيدى و دمى حر ، و ماينفعش مرتى تخرج من دارى من غير علمى ، ده يبقى فيها موتها ، مافيش خروج من اهنا واصل من غير اذنى بعد اكده
ثريا بسخرية : لو تطجين الصعايدة واحشك اوى كده .. ما تروح تعيش مع ابنك هناك و تريحنا
فؤاد بكيد : و الله فكرة زينة و ممكن اعميلها صوح ، و الواحد يشوفله هناك مرة حلوة اكده تكون سنها بيضحك لجل يتجوزها و يصطبح بوشها كل صبحية ، بدل بوز الغراب اللى بصطبح عليه كل يوم ده
ثريا بشهقة صادمة : انا بوز غراب يا فؤاد
فؤاد بسخرية : ألعن .. ده حتى الغراب بينعق شوي و يسكت شوي ، انما انتى .. ابااااى عليكى كان الواحد معاشر بومة
ثريا بتوعد : يعنى انا بومة و غراب .. ماشى يا فؤاد .. اصبر بس عليا
فؤاد : الحقيقة يا ثريا انى اللى صبرى عليكى خلاص نفد و خولص لحد اكده .. بح كيف مابيقولوا ، و لازما اعرف انتى ناوية على ايه دلوك عاد
ثريا بعدم فهم : ناوية على ايه فى ايه بالظبط .. وضح كلامك
فؤاد: اسمعى .. انتى دلوك عرفتى زين انى ماعودتش فؤاد بتاع زمان اللى كان صابر عليكى صبر الابل ، و الحمدلله انى رجعت لعقلى و قدرت ارجع لربنا قبل ما اموت و اخسر دنيتى و اخرتى كمانى بسبب مشيانى وراكى
ثريا بعجرفة : برضة مش فاهمة انت عاوز تقول ايه
فؤاد: بقول انى خلاص .. اتطمنت على مى ، و ان شاء الله هتطمن عليها خالص بعد الفرح اللى خلاص مافاضلش عليه غير شهرين عاد ، يعنى ما بقاش فى حاجة تجبرنى انى اعاشرك و لا استحملك اكتر من اكده
ثريا بسخرية ممتعضة : تستحملنى انا
فؤاد بحدة : ايوة انتى .. خلاص عاد .. مابقيتش متحمل غرورك و لا عنجهيتك الكدابة دى اكتر من اكده .. انزلى على الارض شوي و عيشى الواقع اللى احنا عايشينه
ثريا : انت عاوزنى اشحت
فؤاد : و هو انى بشحت ، و لا العيشة اللى انتى عايشاها دى عيشة شحاتين ، ما تفوقى بقى ، انذرتك كتير و صبرت عليكى ياما ، و قلتلك سابق انى بس منتظر اخلص من موضوع مى
ثريا بازدراء : بقيت ترغى كتير اوى يا فؤاد ، ماتخلصنى و تقول عاوز ايه على طول كده من غير رغى كتير
فؤاد : ماشى يا ثريا .. انى هعمل اللى عليا للاخر و هخيرك بين خيارين مالهمش تالت .. ياتعيشى وياي عدل زى ما انى رايد و بما يرضى الله ، يا اما كل واحد فينا يروح لحال سبيله
ثريا بازدراء : كل واحد يروح لحال سبيله طبعا .. انا لا يمكن اعيش معاك من تانى بعد ما رجعت حنيت لعيشة الفلاحين بتاعتك دى من تانى .. ماهو صحيح الاصل غلاب
فؤاد : ماشى .. تقدرى تلمى حاجتك و تحضرى حالك ، و وقت ما تعرفى هتقعدى فين بلغينى لجل اطلقك رسمى
ثريا بعنجهية : و حقوقى اللى عندك
فؤاد : عشان بس تعرفى ان رجوعى لاصلى فيه موصلحة ليكى ، هديكى حقوقك كلاتها ، ما هو انى لو كنت فضلت كيف ما انتى رايدة .. كنت قلتلك مالكيش عندى حاجة واصل كيف ما قلتيها لحكم سابق .. فاكرة يا ثريا
ثريا : و المفروض توفر لى مكان يليق بيا اقدر اعيش فيه
فؤاد : مش من ضمن حقوقك دى يا ثريا ، انتى حقوقك عندى المؤخر و النفقة و بس ، و كله بما يرضى الله و كرما منى كمانى .. هديكى نفقة متعة رغم انك ماتستحقيهاش
ثريا : و ما استحقهاش ليه بقى ان شاء الله
فؤاد : لان انتى اللى متنمردة على العيشة يا ثريا ، انى لا ظلمتك و لا غدرت بيكى
ثريا : و هو انت لما تصمم تبيع الفيلا و تجيبنا فى الجحر ده تبقى ماغدرتش بيا
فؤاد بصدمة : جحر .. انتى بتسمى شقة ميتين و خمسين متر جحر يا ثريا ، بس عموما .. خلاص العايط على الفايت نقصان من العقل .. رتبى حالك يا بت الناس و كل واحد يشوف موصلحته
و لازم تفهمى انى بحاول لاخر لحظة انى اكون كريم وياكى لجل خاطر مى بتى و بس ، و لازما تفهمى كمانى انى بعد ما اطلقك و اديكى كل حقوقك ، انه مهما حوصل لا يمكن اردك لذمتى نوبة تانية واصل و لا تطولى منى ميلم احمر تانى عاد
اما بدار كريمة .. فكانت كريمة تجلس جلستها المعهودة بجوار النافذة و هى تتطلع الى الاشجار التى بحديقتها ، و كانت سهى بصحبة زوجها تجلس قبالتها ببطنها التى قد بدا عليها البروز ، فقال حمدى ضاحكا : كل النساوين اما بيبقوا حبلين بتبقى بطنهم قدامهم كيف البطيخة ، و سهى كيف اللى بالعة نقاية زتونة
كريمة : هى سهى اكده فى حملها ، مابيبانش عليها قبل السابع اكده
حمدى : لولاش بس الدكتورة بتورينا صورة الاميرة على الشاشة ماكنتش صدقت
بسيونى : يعنى خلاص اتوكدتوا انها صبية
حمدى بابتسامة واسعة : ايوة .. اميرة ان شاء الله ، امى سمتها خلاص
كريمة : تتربى فى عزك يا ولدى
حمدى : تعيشى يا امة و فى عزك انتى و ابويا بسيونى ان شاء الله
سهى بحمحمة : ماقلتيليش يا امة
كريمة : رايدانى اقول لك ايه يا سهى
سهى : هتحضرى فرح حكم
كريمة بجمود و هى تشيح بوجهها الى النافذة : انتى رايدانى احضر فرح ضرة خالتك الله يرحمها على اخوكى الخايب اللى حتى ما راعاش حرمة عمته
حمدى : سامحينى يا امة على حديتى اللى هقوله ده ، بس انى شايفك ظالمة الست نجاة
كريمة بحدة : انى ظالمة يا حمدى
حمدى : حقك عليا انى ما اقصدش اكده ، بس هو ميتى الست نجاة كانت ضرة خايتك ، إذا كانت خايتك ماتت و شبعت موت قبل ما عم مصيلحى الله يرحمه يتجوز الست نجاة بياجى خمس و اللا سبع سنين كمانى
كريمة : و افرض .. ما كانلوش جواز بعديها
بسيونى : يا كريمة .. المصيلحى عمره ما فكر انه يتجوز على فايزة الله يرحمها طول ما كانت عايشة ، رغم انه كان عارف ان عيب الخلفة منيها هى ، و عمره ما فكر يكسر بخوطرها
كريمة بتهكم : قصدك كان خايف لا نطلقها منيه و ينحرم من العز اللى كان متمرمغ فيه
سهى : بس عم المصيلحى ما كانش شوية برضك يا امة .. يعنى كان عندياته ارض كتير ، و الا ماكانش بقى شيخ البلد السنين دى كلاتها
بسيونى : و كمان خايتك بنفسيها قالت له يتجوز و هو اللى مارضاش لجل كان خايف على زعلها
لتشيح كريمة راسها بعدم رضا ، فقالت سهى برجاء : يعنى يرضيكى اخوى يبقى لوحديه فى ليلة زى دى ، ده ما عادلوش غيرك انتى و خاله بتاع مصر
يعنى برضيك خاله بتاع مصر ياجى يحضر جوازه و انتى اللى جاره أهنا ماتحضريش و تقفى وياه
كريمة : بت انتى .. لا هو انتى فاكرانى نايمة على ودانى و اللا ايه ، فؤاد جاى لجل ابنه هيتجوز بت اخو شيخون ، يعنى ما هواش جاى مخصوص لحكم
بسيونى : و لو ما كانش ابنه هياخد زينب كان هيجيه برضك يا كريمة ، ده ساعة ما انطخ كان عنديه قبل ما احنا اللى جاره اهنا نروح له ، ده ابن خايته الوحيد .. ازاى يعنى ما يجيهوش
كريمة بقلة صبر : انتو رايدين ايه منى دلوك
سهى برجاء : حكم جايلك بعد شوى يطلب منيكى من تانى انك تقفى جاره يوم جوازه يا امة ، وافقى يا امة و ماتكسريش بخوطره ، و افتكرى وقفته جارى يوم جوازى انى و حمدى
كريمة بقلة حيلة : ماشى
سهى بلهفة : هتحضرى
كريمة باذعان : هحضر ، و اقفلوا بقى على السيرة دى دلوك
بدار بكر كانت لبيبة تجلس بصحن الدار بجوار بدر و هما يرتبان ترتيبات خطبة زين .. و بدور
فقال زين : ما توسعوش الدنيا اوى يا امة .. الدنيا هناك ما شاء الله هتوبقى واسعة بزيادة
بدر : يعنى ما نفرحوش بيكم يا ولدى
زين : انى ما كنتش ناوى اعمل الحكاية دى دلوك لجل يعنى ابويا ما جاش عليه كتير هو و جدى و جدتى ، لكن عمى شيخون قاللى اننا هنتدارى وسط
عمى حكم و زينب
لبيبة : استأذنت من عمتك حسنة يا زين .. لجل ما تكونش واخدة على خوطرها
زين : عمتى حسنة هى اللى طيبت خوطرى يا خالة لبيبة
بدر : كيف يعنى
زين : قالت لى اوعى تكون فاكر ان لجل ما ابوك مات انك هتوبقى لوحدك انت و اللا بدور ، عمك شيخون فى ضهرك و خايتك بتى قبل ما توبقى بت اخوى ، يعنى انى و عمك شيخون .. بنجوزوا عيالنا لعيالنا ، و اوعاكم تزعلوا ان خطوبتكم مع جواز خالتك نجاة و زينب ، ان شاء الله وقت الليلة الكبيرة هنعمل لكم ليلة الكفر كلاته يحكى و يتحاكى عنيها
بدر : فيها الخير و الله
بدور : طول عمرى كنت بحس انى بخاف من عمتى حسنة دى ، لكن سبحان الله ، من بعد جدى و ابويا الله يرحمهم لما قربت منينا لقيتها طيبة خالص
لبيبة بشرود : ايوة .. سبحانه الهادى
و تعود الذاكرة بلبيبة لوقت ان ارسلت لها حسنة بعد موت سميحة طالبة زيارتها فى دارها دون ان يكون معها احد ، فذهبت اليها لبيبة بالفعل و ما ان جلست بجانبها
فلاش باك
لبيبة بفضول : خير يا حسنة .. طلبتينى ليه
حسنة : طلبتك لجل نتصافى يا لبيبة ، خلاص .. مابقاش فى حاجة تخلينا نتخاصم و نتفارق ، كل حاجة خلاص راحت لحالها
و عندما التزمت لبيبة الصمت ، اكملت حسنة حديثها قائلة : مش رايدة نقلبوا فى القديم يا لبيبة ، بس لو كان فى حد غلط ، فكلنا غلطنا ، ماحدش بيناتنا ماغلوطش يا لبيبة ، انى غلوطت و انتى غلوطتى و اللى راحوا كمانى كلهم غلطوا
يمكن الوحيد اللى ما اشتركش معانا فى الغلط ده هو ابويا الله يرحمه
لبيبة و هى تمصمص شفتيها : الله يرحمه .. كان راجل طيب وعلى نياته ، مالوش فى الخبث و لا اللوع
حسنة و هى تمسح دموعها : و لا الكدب ، و احنا كدبنا ياما على الخلق و على روحنا كمانى ، بس انى خلاص يا لبيبة ، فوقت .. و مابقيتش عاوزة ايتها حاجة من الدنيا دى غير ان ربنا يسامحنى ، و يباركلى فى جوزى و عيالى ، و انتى كمانى يا لبيبة .. انسى
لبيبة بجمود : بكر طلقنى انى و بدر يوم ما راح فى الحريقة مع ابوكى و امك يا حسنة
حسنة بصدمة : انتى بتقولى ايه .. طلقكم انتم الجوز نوبة واحدة اكده .. ليه و ازاى ما حدش درى
لبيبة بجمود : احنا اللى خليناه يطلقنا و يفوت الدار و طلبنا منيه كمانى انه يفوت الكفر كلاته ، و لولا الحريقة و اللى حوصل يوميها كان الكفر كلاته درى
حسنة بفضول : عيمل ايه يا لبيبة
لبيبة بترصد : اتفق مع امك و خايتك الله يسامحهم بقى .. انه يودر جوزك يا حسنة كيف ما انتى خابرة و الله اعلم بقى كنتى موافقة و اللا لا
حسنة و هى تنفى التهمة عن نفسها : لاا يا لبيبة احلفلك انى ما وافقتش ، و لجل اكده امى و سميحة وبكر كانوا كارفيننى فى اخرة ايامهم و كمانى لجل تصدقينى .. انى قلت لشيخون على كلات شى
لبيبة بذهول : قلتى لشيخون .. يعنى شيخون خابر صوح ان بكر هو السبب فى العيار اللى انطخ بيه ولد الزيات ، و ان العيار كان قاصده هو مش صاحبه
حسنة : ايوة خابر .. لانى حذرته قبليها
لبيبة برهبة : و وافق ان عيال بكر يتجوزوا عياله .. ايه ، ناوى ياخد تاره من العيال با حسنة
حسنة بنفى : لاا يا لبيبة .. لاا يا خايتى ، العيال مالهاش ذنب فى شي واصل ، ليه يشيلوا ذنبنا ، شيخون طول عمره بيحب العيال و بيعتبرهم عياله كيف احمد و زينب و زينة تومام و عمره ما يضمر لهم شر ابدا
انى رجعت لربنا يا لبيبة و قريت بذنبي كله لجل يسامحنى و يغفر لى ، و عيال خوى عيالى مهما حوصل من ابوهم برضك عيالى
و اللى عرفته من شيخون ان زين طالب منيه زينة يمكن من سنتين فاتم ، و كمانى احمد ولدى .. كان مفاتحة فى حكاية بدور من سنة و زيادة ، يعنى موت بكر من حياه مافرقتش ابدا فى حكايتهم ، و شيخون زين من جواه كيف براه يا لبيبة و عمره مايغدر ابدا
ها يا خايتى .. ناوية تنسى اللى فات و نفتحو صفحة جديدة مافيهاش غير عيالنا اللى احنا التنين هنبقى جدود عيالهم ، و اللا هتفضلى شايلة منى يا خايتى
لبيبة : لا يا حسنة .. هنتصافى يا خايتى ، انى كمانى روحت لنجاة و قلتلها على اللى انى عيملته زمان
حسنة : حكيتى لنجاة
لبيبة : قلتلها على اللى يخصنى و بس ، و ان انى السبب فى جوازها من المصيلحى
حسنة بتنهيدة : ربك يهدى النفوس يا خايتى
عودة من الفلاش باك
فى دار شيخون .. كانت زينب تجلس بحجرتها مع زينة و هى تحزم حقائبها
و كانت زينة تهلل و تغنى و تداعب شقيقتها بمرح و تقول
يحيا ابوها وشنبه اللي محدش غلبه
يحيا ابوها ورمش عنيه اللي محدش مشا عليه
يحيا ابوها وخالها اللي يودوعزالها
يحيا ابوها يحيا عاوج الطربوش علي ناحيه
حلوة يا بنت الرجاله حلوة وعينك مليانه 💃💃
وفي عين العدو بوصه وبنتنا بقت عروسه
وفي عين العدو سلايه وتروح وتيجي ع الحبايه
حلوة يا واد وبيضه .. ماليه عليك الاوضه
حلوة يا واد وصغيره .. ماليه عليك المندره
حلوة يا واد ورقه .. ماليه عليك الشقه
ورا يا حسود ورا خلي الشمعه منوره 💃💃
ياللي عمامك ربع دسته
واحد وزير و التاني مدير و التالت شيخ الحته
ياللي خيلانك ربع دستة
واحد وزير و التاني مدير و التالت صاحب المطبعة
دولا مين و دولا مييين
دولا أهلك يا عروسة زي الورد مفتحين
دولا مين و دولا مييين
دول أهلك يا عريسنا زي الشمع منورين
دولا مين و دولا مييين
دول حبايب جايه تهني ع الشمال و ع اليمين 💃💃
رشوا الشارع ميه.. دى عروسة الغالي جاية .
رشوا الشارع كاكولا .. عروسة الغالي منقولة.
فدخلت عليهما حسنة و هى تحمل بعض الحقائب البلاستيكية قائلة : امسكى يا زينب
زينب بانتباه : ايه كلات الشنط دى يا امة .. انتى جيتى ميتى
حسنة : دى حاجات خدت ابوكى عشان ياجى معايا نجيبهالك ، و لسه توك راجعين
زينة و هى تنظر بداخل الحقائب : جيبتوا لها ايه يا امة
حسنة : دولم شوية عبايات كانت خايتك شافتهم لما نزلنا سوا النوبة اللى فاتت بس ماكانش فيه مقاسها وقتيها ، بس انى وصيت الست اللى بتشتغل هناك و اول ما مقاسها جه حدتنى و روحنا جيبناها انى و ابوكى و عاودنا طوالى
زينب و هى تختطف الحقائب من زينة بلهفة : صوح يا امة
حسنة : ايوة يا عين امك ، شوفيهم اكده و قيسيهم ، و شوفى الواناتهم عاجباكى و اللا ايه
زينة و هى تشاهد العبائات : الوانات ايه اللى ما تعجبهاش .. ده انتى مافيش لون زينب بتحبه الا وجيبتيهولها اهه
حسنة : هى اللى تقول مش انتى ، هو انتى اللى هتلبسى و اللا هى
زينب و هى تعدل من احدى العبائات على جسدها : الله .. حلوين قوى يا امة
حسنة و هى تلف جسد زينب امامها : ماشاء الله تبارك الله العباية عليكى كيف الكحكة يا زينب .. مبروكين عليكى يا بتى .. تدوبيهم فى عرق العافية
لترتمى زينب باحضان حسنة و تقبلها قائلة : يخليكى ليا و ما اتحرمش منيكى ابدا
حسنة : اوعاكى مصر تاخدك و تنسينا يا زينب
زينب و هى دامعة العين : عمرى يا امة .. عمرى ما اقدر انساكم ، هو انى اقدر استغنى عنيكم
ليسمعوا صوت حمحمة شيخون و هو يدق الباب ، فتفتح له زينة قائلة : تعالى يا ابة
شيخون و هو ينظر لزينب بابتسامة : العباية طلعت مليحة عليكى اهه ، ما محتاجينش نرجع المركز من تانى
زينب بخجل : ايوة يا ابة الحمدلله .. تسلملى انت و امى يا رب
شيخون بمكر : طب و الراجل اللى ودانا و رجعنا بعربيته ده ، مالوش واجب حدانا و اللا ايه
حسنة : و هو رامى بقى غريب ، ده بقى صاحب دار
شيخون : و هو صاحب الدار مالوش واجب يعنى
حسنة : له حق طبعا ، و انى هروح بنفسى اقدمهوله على ما زينب تغير خلقاتها و تاجى
زينب بخجل : طب هو انى هاجى ليه
شيخون بابتسامة : اصله جايبلك حاجات اكده و رايد يديهالك بنفسيه
زينة بمرح : يا سيدى يا سيدى .. اومال بس انى ما اتعملش معايا اكده ليه يا خلق
حسنة و هى تضر.ب زينة على رأسها بخفة : الله اكبر انتى هتقرى يا بت انتى على خايتك و اللا ايه ، ثم خايتك بتتجوز .. بتتتجوز و رايحة بيت جوزها ، انما انتى لساكى يا دوب خطوبة .. يعنى شبكة و بس ، مالك انتى بقى و مالها
زينة بامتعاض : هو انتى لازما كل شوى تفكرينى انها فايتانى و ماشية يا امة
شيخون : ادعى لخايتك ان ربنا يسعدها و يهدى سرها يا بتى ، و عقبالك انتى كمانى انتى و احمد
زينة بخجل : فى عمرك و صحتك يا ابوى
زينب بمرح : اول نوبة اشوف كسوفك يا زينة
شيخون و هو يتجه الى الخارج : انى هروح بقى للراجل اللى فايته وحديه تحت ده ، احسن لو فضلت وسطيكم اكده مش نازل له واصل
كان رامى يجلس بصحبة شيخون عندما دخلت عليهم زينب بخجل قائلة : السلام عليكم
ليردا عليها السلام و يقول شيخون : تعالى يا زبنب ، اقعدى مع رامى على ما اصلى العصر فى الاوضة اللى جاركم اهنا
زينب : ماشى يا ابة
و ما ان ذهب شيخون للصلاة قال رامى بابتسامة : ازيك
زينب : الحمدلله
رامى : جهزتى حاجتك كلها و اللا لسه
زينب : الحمدلله .. تقريبا خلصت
رامى : يعنى مش ناقصك حاجة
زينب بخفوت : لاا
رامى و هو يقدم لها عدة حقائب : طب خدى دول .. حطيهم فى الشنط بتاعتك
زينب بفضول : ايه دولى
رامى بخبث : شوفيهم
لتنظر زينب بداخل احدى الحقائب فتجد بداخلها حذاءا يشبه الى حد ما حذائها الذى تمزق منها سابقا ، فتنظر بداخل اخرى فتجد حذائا اخر نفس الموديل بلون اخر ، و هكذا .. خمس حقائب بداخل كل حقيبة حذاء .. جميعهم نفس الموديل و لكن بلون مختلف ، فنظرت الى رامى بذهول قائلة : كلات دولى جزم و كلاتهم كيف بعض بكلات الالوانات دى .. ليه اكده
رامى بمرح : مش ده الموديل بتاع الجزمة اللى اتقطعت منك و اللى بيريح رجلك و خلاكى تفضلى تلبسيها لحد ما انفج.رت منك
زينب : تقوم تجيبلى خمسة .. كتير قوى ، و بعدين يعنى انى خلاص خلصت الجامعة .. هروح بكلات دولى فين عاد
رامى ضاحكا : اهو توفرى عليا بعدين
زينب بحاجب مرفوع : ايوة ايوة .. قول بقى انك بتسبق و تكسر عينى
ليزداد صحك رامى و يقول : حاجة زى كده
زينب : و مين اللى قال لك بقى ان عينى ممكن اى حد يكسرها
ىامى و هو يحك انفه : لا ما انا عارف انك قوية ، انا بس كل الحكاية انى لما لقيت الموديل قدامى ، افتكرتك لما قلتي انك على طول بتلبسيها عشان بتريحك .. فجيبتلك كل الالوان اللى بتحبيها
زينب و هى تخفى ابتسامتها : طب و انت عرفت مقاسى و الالوانات اللى بحبها كمانى كيف
رامى : الحقيقة والدتك هى قالت على المقاس و هى كمان اللى اختارت الالوان و قالت لى ان دى الالوان اللى بتحبيها
زينب بابتسامة رضا : ايوة .. اكده فهمت ، ماشى .. شكرا
رامى ضاحكا : يا شيخة ده انا قلت مش هسمع كلمة شكرا دى منك ابدا
زينب باعتداد : لاا .. انى اعرف الاصول زين ، و طالما جيبتلى هدية لازما اقول لك عليها شكرا
رامى : طب مى كلفتنى اسالك لو محتاجة حاجة تجيبها لك معاها و هى جاية بكرة
زينب ببهجة : قلت لها انها هتبات معايا اهنا
رامى بابتسامة : ايوة قلت لها ، و كمان الست نجاة هى كمان هتبات هنا معاكم .. دى اوامر والدك
زينب بخجل : ايوة .. لجل الحنة كلاتها هتوبقى اهنا .. و امى هى اللى هتعملهالنا ، و كمانى لجل عروسة احمد هى كمانى هتوبقى اهنا معانا و ما تنكسفش من الرجالة هناك فى دوار عمتى
رامى بابتسامة هادئة : انتى عارفة ان انا و انتى هنسافر على مصر بعد الفرح على طول
زينب ببعض الرهبة : ايوة .. عارفة
رامى : خايفة يا زينب
زينب و دموعها تهد.د بالهبوط : مش خابرة كيف هبعد عن ابويا و امى و خواتى ، ده انى لما كنت بروح الجامعة ، كنت مابصدق اخلص المحاضرات بتاعتى عشان ارجع لهم جرى .. مش خابرة كيف هبعد عنيهم اكده
رامى : مش عاوزك تخافى و لا تقلقى .. و كمان انا عندى ليكى خبر هيفرحك اوى
زينب : خبر ايه ده
رامى : البيت بتاع بابا اللى هنا فى الكفر .. بابا طلب من حكم انه يرممهوله ، و حكم وافق طبعا ، و قال لى انه هيبتدى فيه على طول اول ما يبتدى ينزل شغل بعد الجواز
و انا حاليا بقى عندى شغل كتير مع حكم ، يعنى هحتاج انى اجى الكفر كتير و طبعا هجيبك معايا ، و لما نيجى بقى ان شاء الله نبقى نقعد هناك ، يعنى بقى لك دار هنا زيك زيهم كلهم ، و اوعى تفكرى انى عشان شغلى و سكنى الاساسى فى القاهرة .. انى هقطعك عنهم ، خالص يا زينب ، و حتى لو ماعنديش شغل هنا ، وقت ما تشتاقيلهم و تبلغينى .. هتلاقينى فى اول فرصة جايبك و جاى ، ها .. لسه قلقانة
لتهز زينب رأسها نفيا و تقول بابتسامة : انى متشكرة قوى يا رامى ☺️
•تابع الفصل التالي "رواية وشم على حواف القلوب" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق