Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جمرية الصقر الفصل الثالث 3 - بقلم سلوى عوض

 رواية جمرية الصقر الفصل الثالث 3 - بقلم سلوى عوض 


بارت 3

(في القاهرة)

كان الحج محمود قد وصل إلى بيت ابنته هيام في القاهرة، وفي طريقه استرجع حديثًا دار بينه وبين طارق، زوج ابنته، قبل عدة أيام.

(فلاش باك)

طارق: ازايك يا عمي؟ عامل إيه؟ وصقر وزياد أخبارهم إيه؟
الحج محمود: الحمد لله، بخير. بس زياد، زي ما انت عارف، شغال في السياحة ، بياجي كل فين وفين.
طارق: طب وخالتي أخبارها إيه؟
الحج محمود: خالتك زينة، وبخير والله يا ولدي. انت عامل إيه؟ وأخبار هيام والعيال؟
طارق: والله كله تمام، بس أنا بتصل عشان أطمن عليكم في الأول، وكمان عشان أطلب منك حاجة.
الحج محمود (بقلق): خير يا ولدي؟ فيكم حاجة ولا إيه؟
طارق (بحزن): لا يا عمي، إحنا كويسين والحمد لله، بس أنا عايزك تنزل القاهرة ضروري.
الحج محمود: طب قولي، هيام فيها حاجة؟
طارق: لا يا عمي، هيام بخير .
الحج محمود: أمال في إيه؟
طارق: مفيش حاجة، والله العظيم إحنا بخير. بس أنا محتاجك في موضوع تاني.
الحج محمود: موضوع خير يعني؟
طارق: كل خير إن شاء الله.
الحج محمود: حاضر، يا ولدي.

(الوقت الحاضر)

يصل الحج محمود ويكون في استقباله طارق عند مدخل البيت.

الحج محمود: خير يا ولدي، أول ما كلمتني چبت العربية والسواج وقولت لخالتك إني اتوحشتكم وجاي أشوفكم. حتى هي جالتلي أجي معاك وأعملهم زيارة زينة، بس قولتلها لا، أنا يومين ومعاود، خير يا طارق، في إيه؟
طارق: ارتاح يا عمي، نشرب الشاي لغاية ما الغدا يجهز وأحكيلك كل حاجة.
الحج محمود: يا ولدي، أنا مش جاي عشان أكل . اجعد احكيلي، في إيه؟ طمن جلبي عليكم.
طارق (بتنهيدة): حاضر يا عمي، هحكيلك...

يجلس طارق مع الحج محمود ويبدأ في شرح المشكلة:

طارق: بص يا عمي، انت عارف إني بحبكم وبقدركم قد إيه، وبحب هيام قد إيه. أنا بشكر ربنا إنها جابتلي ولادي، أجمل حاجة في حياتي، لكن هيام بقت مهملة جدًا فينا.
الحج محمود (مستغرب): مهملة؟ في إيه يا ولدي؟
طارق: إحنا مبنشوفهاش خالص يا عمي. لو قولتلك إنها بتيجي وإحنا نايمين وتمشي وإحنا نايمين، هتصدقني؟ الولاد نفسيتهم تعبانة، ومستواهم الدراسي قل جدًا. أنا كمان بقيت مهمل في شغلي عشان أقدر أقعد معاهم. هي سيباهم للدادة على طول، وده مينفعش. حضرتك عارف إن مفيش حد يقدر يعوض دور الأم.
الحج محمود: عندك حق يا ولدي، محدش يعوض دور الأم.
طارق: هيام يا عمي طول الوقت مشغولة بالمستشفى والعيادة، وأهمالها لينا زاد. أنا حاولت كتير أكلمها، لكن مفيش فايدة. محبتش أكلم صقر، انت عارف إنه عصبي، وممكن يتخانق معاها، وأنا مش هسمحله يزعقلها. عشان كده لجأتلك، انت حكيم وتعرف تكلمها.
الحج محمود: الله يرضى عليك يا ولدي، أنا هتصرف.
طارق: بس انا ليا طلب عندك بعد اذنك تفهم هيام ان حضرتك جي تتكلم من نفسك وان انا مكلمتكش عشان متزعلش مني.
الحج محمود: حاضر يا ولدي. ياريتها تعرف طيمتك وجيمة عيالها. ربنا يهديها.

بعد قليل، يعود الأولاد من المدرسة ويستقبلون جدهم 
 يزن و ياسين تؤام 7 سنين و حور 5 سنين.

الأولاد (بصوت واحد): جدو! جدو! وحشتنا! حمد الله على سلامتك!
يزن: هتقعد معانا، صح؟ إحنا فاضلنا يومين وناخد الإجازة.
ياسين: آه، لازم تقعد معانا في الإجازة كمان. إحنا بنحبك أوي يا جدو.
الجد: حاضر، من عيني يا ولادي.
حور (ببراءة): جدو، تيتا عاملة إيه؟ هي وخالو ثقر، وزيزو عامل إيه كمان؟
الجد: كويسين يا حبيبتي، وبيسلموا عليكم.
حور: جدو، عاوزة أقولك حاجة.
الجد: قولي يا حور.
حور: : لما تيجي ماما من الثغل زعقلها وقولها اقعدي مع ولادك عشان احنا مش بنثوفها خالص وبابا طيب مش بيرضى يزعلها وبنتك علطول سيبانا وقاعده في ثغلها اقولك على حاجه ياجدو بابا ممكن يتجوز ويجبلها ضره تقرفها وساعتها الست دي هتعذبنا وتخليني اعمل كل حاجه واخواتي يتشردو وتمشي الشغالين والداده 
ويزن وياسين اخواتي هيبيعو مناديل في الشارع شوفت بقى بنتك هتعمل فينا ايه 

الحج محمود يبتسم للحظة، لكن يفاجأ بردها الجريء:

طارق (غاضبًا): عيب كده يا حور! بتجيبي الكلام ده منين!
حور: من التلفزيون، يا بابا. وأوعى تتجوز واحدة شريرة. لو اتجوزت، خليها طيبة وتقعد معانا، حتى لو بتضربنا مش مشكلة بس تقعد معانا 
ياسين: لا يا حور، إحنا طيبين مش هنزعلها 
الجد (مبتسمًا): مين اللي مش هتزعلوها؟
حور: مرات بابا يا جدو، إنت مش مركز معايا من الصبح؟

الجد : هو انت اتجوزت يا طارق على بنتي

حور: لا يا جدو، أنا بقولك لو... بابا لو زهق هيعمل كده. بنتك مش واخدة بالها مننا، وأنا خايفة علينا.

طارق يحاول السيطرة على الموقف:
طارق: حور، اطلعي انتي وأخواتك مع الدادة، غيروا هدومكم، وانزلوا عشان الغدا.

يزن (بحزن): إحنا كل يوم بناكل من غير ماما. هي أكيد مش بتحبنا.

يحزن الجد على حال أحفاده وبنته، فيقرر الاتصال بها. يتصل بالمستشفى أكثر من مرة دون رد. وأخيرًا ترد الممرضة:

الممرضة: أيوة، يا حج، الدكتورة في العمليات ومشغولة.
الحج محمود: شكراً يا بنتي. لما تخلص، خليها تكلمني ضروري.

بعد الغداء، استراح الحج محمود في غرفته، بينما جلس طارق مع أولاده يذاكر لهم.

حور (بفضول): أكيد ماما هتيجي النهارده عشان العشا، صح يا بابا؟
طارق: يا رب، يا حور.
حور (بابتسامة): هي ماما وحشاك للدرجة دي إنك تتمنى تتعشى معاها؟
طارق (مازحًا): بطلي لِمَاضَة بقى وكَمِّلي مذاكرة!

------------------------------------------

(في المستشفى )
الممرضة: دكتورة، مبروك على نجاح العملية.
هيام (تهز رأسها بابتسامة بسيطة)
الممرضة: والد حضرتك اتصل، وبيقول إنه موجود في بيت حضرتك اللي في القاهرة، وكان عاوزك تكلميه ضروري.
هيام (بهدوء): مش وقته دلوقتي، أنا بجهز للعملية التانية.
الممرضة: طب لو رن تاني؟
هيام (بحدة): مترديش.
الممرضة: يمكن عايز حضرتك في حاجة مهمة؟
هيام (ترفع صوتها غاضبة): إنتِ مالك؟ إيه اللي دخلك في حياتي؟ اعملي اللي بقولك عليه وانتي ساكتة. هاتي التليفون!

تأخذ هيام الهاتف وتغلقه بغضب، ثم تترك الغرفة بسرعة استعدادًا للعملية التالية.

الممرضة (تتمتم بضيق): وأنا مالي؟ صح، ما يتفلقوا كلهم.

--------------------------------------------

في منزل طارق وهيام

يمر الوقت، ويحين موعد العشاء، لكن هيام لا تصل. هاتفها مغلق، والقلق يسيطر على المنزل. يستمر الوضع حتى منتصف الليل دون أن تأتي.

أخيرًا، تصل هيام إلى المنزل في ساعة متأخرة، لتجد والدها وزوجها جالسين في الصالة بوجوه تبدو عليها علامات الاستياء.

هيام (بابتسامة منهكة): حمد الله على السلامة يا بابا. معلش، اتأخرت عليك، كان عندي عمليات كتير. خير يا بابا، إيه اللي جابك من البلد؟ في حاجة ولا إيه؟
الحج محمود (بنبرة هادئة): وحشتوني يا بنتي، جلت أجي أشوفكم.
هيام: طيب يا بابا، نورت الدنيا. إيه يا طارق، عامل إيه؟ والولاد أخبارهم إيه؟
طارق (مختصرًا): كويسين الحمد لله.
هيام: طيب يا بابا، عن إذنك، أروح أرتاح. كان عندي عمليات كتير وتعبت جدًا.

الحج محمود (بصوت جاد): عايز أتحدد معاكي لحالنا.
طارق (مستأذنًا): طب أنا هقوم أسيبكم.
هيام: لا يا بابا، أجّل الكلام لبكرة. أنا تعبانة وعاوزة أنام.
الحج محمود: طيب، ارتاحي. بكرة الصبح نتكلم. وعلى العموم، أنا قاعد معاكم يومين.
هيام: تمام، اتعشيت يا بابا؟
الحج محمود: آه، اتعشيت أنا وجوزك وولادك لحالنا.
هيام (تتظاهر باللامبالاة): طيب. تصبح على خير.

تتركهم هيام وتتجه لغرفتها، بينما ينظر الحج محمود إلى طارق بتعبير يعكس حزنه وقلقه على ابنته وأحفاده.
---------------------------------------------

في الصعيد - منزل الصياد

(تجلس جمريه بمفردها وتتحدث إلى نفسها بصوت خافت):
وحشني يوسف أوي... أنا حتى يا رب ما أعرفش أي حد من صحابه عشان أطمن عليه. ربنا يطمننا عليك يا خوي.

(تستيقظ زبيده وتنزل لتجد جمريه جالسة في الصالة):
جمريه: صباح النور يا أمي، امال عمي امين وعمار فين مهيفطروش معانا

زبيده: خرجو يابتي من غير فطار في مشكله في مزرعة السمك راحو يشوفوها وقالو هيحاولو يحلوها ان شاء الله.
جمريه (بقلق): مشكلة إيه؟ لقدر الله خير؟
زبيده: جيه تليفون لامين وواحد من الي شغالين قاله ان البتاعه الي هتغذي السمك دي باظت وعتكهرب الناس.

جمريه : يا ساتر يا رب! طب وإيه الحل؟
زبيده: الحمد لله إن أمين وعمار موجودين. لو ما كانوش هنا، كان زمانك غرجتي .
جمريه: البركة فيكوا يا أمي.

زبيده (بجفاف): ده كانو عايزين فلوسات عشان الحاجات الي هيعدلوها ديتي .
جمريه (باستغراب): حاضر يا أمي، بس مش أنا اديتك مفتاح الدولاب وكان فيه فلوس كتير؟ خلصوا كيف دول؟

زبيده (تبدو غاضبة): هو أنتي دريانة بحاجة؟ أول عشيه جه واحد وقال إن ليه فلوس علف كتير على أبوكي.
جمريه (تتحدث بحذر): بس أبويا ما كانش بيخبي عليا حاچة، وأنا عارفة إن معلوش مليم لحد.

زبيده (ترفع صوتها): بتكدبيني يا بت بطني؟! أنا اللي مهملة حالي وبيتي وجاعدة خدامة هنا أنا وچوزي وولده؟!
جمريه (بهدوء): مجصدش يا أمي، أنا بس بسأل.

زبيده (بحدة): تسألي! ده إنتي بتسرقيني خلاص؟! يابتي، إحنا نهملولك حالك ومالك ونرجع بيتنا.
جمريه (بحزن): حقك عليا يا أمي، بس ما تهملونيش وحدي.

زبيده: احمدي ربنا إن عمك أمين مش هنا، كان زمانه رما لك مفاتيح كل حاجة في وشك وقالك الله الغني عنك. إحنا واخدين منك إيه؟ إحنا طالع عينينا يا بنتي عشان نعدل ونحل المشاكل اللي كان سايبها المرحوم أبوكي.
جمريه: بس الراجل ده كذاب! محدش كان ليه فلوس عند المرحوم أبويا. أبويا كان له فلوس بره وكان بيسيبها للناس زكاة عن صحتنا.

زبيده (بخبث): واد المركوب ضحك علينا، أول ما قال إن الدين بيعذب الميت في قبره. عشان كده، إديناه كل الفلوس اللي كانت معانا.
جمريه (بحزن): الله يسامحه.

زبيده (بجفاف): طب فين الفلوس اللي قلت لك عليها؟ ولا نهمل الدنيا تخرب؟
جمريه (بقلق): هطلع أجيب لك فلوس المرحوم أبويا اللي أنا شايلها معايا.

(تصعد جمريه وتحضر النقود، وتأخذها زبيده منها بلهفة.)

(جمريه تحدث نفسها بحزن):
هي أمي مالها؟ خايفة على المزرعة والأرض وكل حاجة ليه؟ ده خايفه على حالي أكتر مني . والغريبة إنها لا سألت على يوسف ولا حتى قلقانة عليه.

----------------------------------------
في القاهرة 

(الحاج محمود يجلس في الصالة بعد استيقاظه، يبدو منتظرًا هيام. تدخل الدادة إلى المنزل.)

الدادة: صباح الخير يا حج.
الحج محمود: صباح الخير يا بنتي. أمال فين هيام؟ لسه نايمة؟
الدادة: لا يا حج، الدكتورة خرجت من بدري، وأنا كمان ركبت الأولاد الباص للمدرسة.

(يبدو الاستغراب على وجه الحاج محمود.)

الحج محمود: خرجت إزاي؟ أنا كنت عايز أتحدد معاها.

الدادة: معلش يا حج، عن إذنك.

(تمضي الدادة، ويمسك الحاج محمود بهاتفه ليجري اتصالاً بهيام. بعد رنات قليلة، تجيب هيام بصوتٍ سريع.)

محمود: إنتِ خرجتي إزاي من غير ما نتحدد ؟
هيام (ببرود): معلش يا بابا، أنا مشغولة جدًا النهارده. هسيبك دلوقتي عشان عندي شغل كتير.

(قبل أن يكمل حديثه، تغلق هيام الهاتف ثم تغلق الجهاز بأكمله. يضع الحاج محمود الهاتف جانبًا ويحدث نفسه بحزن.)

محمود: ربنا يهدي حالك يا بنتي.

(يدخل طارق إلى الصالة، يبدو مرتبًا بعد استيقاظه.)
طارق: صباح الخير يا عمي.
محمود: صباح الخير يا ولدي. ليه ما روحتش شغلك؟
طارق: أروح شغلي إزاي وأنا واخد يومين إجازة مخصوص عشان أقعد مع حضرتك؟

(تظهر بسمة خفيفة على وجه الحاج محمود.)
محمود: كتر خيرك يا طارق، مجتش من بنتي.

-----------------------------------------
(في إيطاليا)

في إيطاليا، ذهب صقر وصديقه ميمو إلى السفارة المصرية بحثاً عن يوسف، لكنهما لم يتوصلوا إلى أي معلومات تفيدهم عنه. في السفارة، قابلوا مسؤولًا الذي أخبرهم أنه سيتحقق من الأمر في قسم الجوازات. بعد قليل، وصل الرد بأن يوسف لم يسجل خروجه من البلاد، مما جعلهما يشعران بالإحباط.

صقر: "إيه الحل يا ميمو؟ إحنا كده مسبناش باب مدورناش فيه."

ميمو: "ممكن يكون عامل مشكلة وحب يهرب عن طريق البحر. تعالى يا صاحبي نسأل عليه هناك."

صقر: "يا رب ده آخر أمل لينا، اقف معانا يا رب."

اتجهوا إلى منطقة الموانئ حيث كانوا يظنون أن يوسف قد يكون هرب عن طريق البحر. لكنهم أيضاً لم يحصلوا على أي معلومات جديدة، وكان الإحباط قد بدأ يتسلل إليهم. في تلك اللحظة، خرج ميمو صورة ليوسف من جيبه، وأعطاها لأحد رجال الأكل الذين كانوا يقفون في المكان. الرجل نظر في الصورة وقال بسرعة:

الراجل: "أيوه ده، أنا شفته قبل كده، كان معاه واحدة."

صقر: "أنت متأكد؟ ان هو ده؟"

الراجل: "أيوه، متأكد. اكل من عندي قبل كده."

أضاء وجه صقر بابتسامة مفاجئة، وعاد الأمل في قلبه. شعر بأنهم أخيرًا اقتربوا من العثور على يوسف.

  •تابع الفصل التالي "رواية جمرية الصقر" اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات