رواية جمرية الصقر الفصل الرابع عشر 14 - بقلم سلوى عوض
(في منزل والدة محاسن)
غزاله وهي تتحدث لجمرية بحب: "روحي يا بتي، ربنا يوجف معاكي إن شاء الله وينصرك."
جمرية بابتسامة: "الله يخليكي يا خالة
محاسن: جومي اسبحي وغيري جلجاتك دوله، وهعملك وكله زينه."
جمرية بهدوء: "ما تتعبيش نفسك."
محاسن بابتسامة: "ولا تعب ولا حاجه، جومي بس."
جمرية بتواضع: "تعبتكم معاي."
غزاله بحنان: "والله يا بتي، انتي نورتيني وكبرتي بيا."
نجمة بنبرة دعابة: "أمال إيه عاد؟ الست جمرية بت الحسب والنسب جاعدة معانا."
جمرية وهي تبتسم بصدق: "ورحمة أبوي حسّاكم خواتي."
نجمة وهي تضحك: "يبجى تجومي تتسبحي، ومحاسن تعمل الوكل، وناكلو ونسهرو، ومحاسن ترجصلنا شوية. رقصها جميل جوي المضروبة."
جمرية بابتسامة : "حاضر."
____________________________________
(في إيطاليا )
لارا وهي تتحدث مع والدها: "بابا، عاوزه أعرف ليّو الحقيقة."
ياسر بلهجة جادة: "مش الدكتور قال محدش يضغط عليه؟"
في هذه الأثناء، يدخل بترو وهو يطرق الباب.
ياسر : "تعالى يا بترو، انتي يا لارا اطلعي دلوقتي."
لارا غادرت الغرفة بهدوء.
بترو : "إيه يا بوص، الواد الجديد ده خد مكاني ولا إيه؟"
ياسر : "خد مكانك إزاي؟"
بترو : "انت مش عارف إني بحب لارا؟"
ياسر بحزم: "ياريت تفهم إنه هنا عشان يعمل العملية الجديدة. وكده كده هو فاقد الذاكرة، يعني أنسب حد للموضوع، وشه مش محروق زيكم."
بترو : "مش يمكن يكون ظابط؟"
ياسر : "ودي تفوتني؟ أنا عرفت عنه كل حاجة. هيعمل العملية وبعدها..."
بترو مقاطعًا بحدة: "بعدها نخلص منه. لارا مش هتكون لغيري."
ياسر بتحذير: "أنا مبحبش الدم."
بترو بضحكة سخيفة: "وبالنسبة لتجارة السلاح؟ الناس بتسلك سنانها بيه؟"
ياسر بانفعال: "بترو، اوعى تتكلم تاني عن شغلنا. ممكن لارا تسمع."
بترو بابتسامة ماكرة: "ما هو بعد العملية، لتخلص عليه يا أخلص أنا، عشان بنتك شكلها حبته."
ياسر بقلق: "ما هو ده اللي مخوفني."
بترو بابتزاز: "يا كده يا أهد المعبد على الكل."
ياسر بنبرة حاسمة: "بعد العملية اعمل اللي انت عايزه، هو كده كده مش داري بنفسه."
___________________________________
لارا: "يا ترى يا ليو بعد الذاكرة ما ترجعلك هتسيبنا؟"
ليو: "بس هي ترجع عشان أرتاح."
لارا: "ليو... أنا يعني... عاوزه أقولك إني في إحساس حلو من ناحيتي ليك."
ليو: "صدقيني، أنا عندي نفس الإحساس، بس خايف أكون كنت خاطب أو بحب أو متجوز... وممكن أكون كنت حد مش كويس. ساعدني يا رب."
لارا: "مستحيل، أكيد انت إنسان محترم. أما مسألة إنك متجوز أو كان في واحدة في حياتك، ده اللي هتكشفه الأيام."
ليو: "أمال مين بس اللي دايمًا في منامي وف كوابيسي بتقول لي الحقني؟"
لارا: "مش عارفة. ليو، إن شاء الله ربنا هيدلني على الصح."
بترو: "إيه يا آنسة لارا، هو مافيش غير بس اللي بتقعدي معاه؟"
لارا: "ده على أساس إني كنت بقعد معاك قبل كده؟ الزم حدودك، انت مجرد حارس ليا وبس."
بترو: "تمام، تمام. البوص عايزك."
ليو: "عن إذنك يا لارا."
________________________________
(في مكتب ياسر)
ليو: "حضرتك عايزني؟"
ياسر: "آه، اقعد يا ليو. انت الفترة اللي قعدتها معانا أثبت إنك جدير بثقتي. عشان كده، عايزك تجهز نفسك الأسبوع الجاي. هنسلم شحنة أعلاف ونباتات طبية، بس من النوع الغالي أوي، وعشان كده اخترت إنك تكون على رأس المجموعة اللي هتسلم الشحنة."
ليو: "ديه كبيرة، وإن شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك."
ياسر: "أكيد."
ليو: "عن إذنك."
ياسر: "تمام، تقدر تمشي."
_______________________________
(في الصعيد)
غزاله: "تعرفي يا جمرية، بناتي دول فين وفين لما ياجوني، يادوبك يبعتولي جرشينات ويطمنوا عليا بالتلفون."
محاسن: "ما انتي يا أما اللي بقالك زمان ولا راضية تخرجي، ولا حتى راضية البلد. كن عليكي تار؟ ولا في سر مخليكي جاعدة هنا في البلد؟"
غزاله بارتباك: "سر إيه وتار إيه؟ أنا بس بعد المرحوم أبوكم زهدت الدنيا، وإني حابة البلد. عشان كده معوزاش أهملها."
نجمة: "جومي ارقصي يا محاسن، أمك مش هتجول حاجة لو جاعدتي تجرريها سنة بحالها."
محاسن: "ماشي، جايمة عشان خاطر جمرية بس."
جمرية: "حبيبتي يا سونة، والله ميستاهلك عمار ولد أمين."
محاسن: "والله عمار زين، بس كان محتاج حد يعدلله مخه، والبركة فيكي."
نجمة: "ما نخلصوش النهارده من سيرة عمار الزفت، جومي ارقصي."
محاسن: "بس يا بت، عمار ده نور عيني."
غزاله: "شوفي البت ولا عندها حيا ولا خشى."
محاسن: "عحبه يا أما."
غزاله: "يا خوفي من اللي جاي، ربنا يستر."
محاسن: "اجعدي انتي، اتكلمي كلام مفهماهوش."
غزاله: "ربنا يعدلكم بختكم يا رب ويسترها عليكم."
________________________________
(في بيت الصياد)
أمين: "انتي يا مرا، علي جلبك مرواح؟ مش جلجانه علي بتك؟"
زبيدة ما ردتش عليه، وكانت مشغولة بالدهب.
أمين: "عكلم نفسي أنا؟ إياك؟"
زبيدة: " عايز إيه؟"
أمين: "بجولك
زبيدة: سمعتك! مالك انت ومالها؟"
امين : "مالي كيف بس بردك مهما كان وليه وبتك
زبيده: أديك جولت بتّي يعني ليكش صالح انت. وبعدين، طول عمرها عتحب أبوها، عمري محبتني."
أمين: "إيه جلبك ده حجر؟"
زبيدة: "علي أساس جلبك رجيج؟ ما إحنا دافنينه سوا."
أمين: "علي راحتك. شاله حتى ياكلوها."
زبيدة: "اطمن، مش هيعملوا فيها حاجة لما يعرفوا إنها متعرفش طريج أخوها. هيعيّفوها ويتركوها. نكون إحنا غرفنا شوية من الخير ديتي."
أمين: "طيب، طفي النور، خليني أتخمد."
أمين في سره: "ده الواحد يخاف علي نفسه منكِ، يا عجربة. أنا عارف حب إيه اللي كنت عحبهولك؟ حبتك عجربة."
________________________________
في القاهرة
هيام مشغولة كعادتها في شغلها وأولادها ولا على بالها شيء. بتخرج من عملية لعملية، مشغولة دايمًا وما بتاخدش نفسها.
___________________________________
في نجع الصائغ
نجاة: "وبعدين في ولدك يا محمود؟ مهمل الكفر ومهملنا! داير يدور على صاحبه، ويحل مشاكل طارج وناسي نفسه خالص."
محمود: "صجر راجل ميتخافش عليه."
نجاة: "أمال ماراضيش يتجوز ليه؟ يكونش طالعلك في شبابك لما كنت."
محمود: "أنا مهملك المطرح، ورايح أنام مع عيال بنتي."
نجاة: "روح يا أخوي، لولا شلتك لا كان زمانك عندك بنت ولا ولد."
محمود يتركها ويخرج ويتمتم: "بتجلبي في الجديم ليه يا نجاة؟ أنا شايل همي في جلبي وساكت. فينك بس يا ضي عين محمود؟ دورت عليك كتير، لو أعرف بس روحتي فين وخفيتي... يا ترى عايشة ولا الزمن عمل فيكي إيه؟"
يمسح دمعة نزلت على خده ويدخل على أحفاده، يجدهم جالسين.
حور: "بابا وحشني أوي."
محمود يحضنها: "وأنا كمان."
يزن: "بابا قال عنده شغل هيخلص ويجيلنا، وخالو صقر كمان مش موجود، وتيتا مش بتقعد معانا زي ماما."
محمود: "أنا جيت أقعد وكمان هنام معاكم، وأحكيلكم حواديت."
فرح الأطفال: "إحنا بنحبك أوي يا جدو."
ويمر الليل على الجميع بهدوء وسكينة.
_______________________________
(في القاهره)
صقر بيروح البنك يسحب الفلوس، ورضوى كانت بلغت المباحث. بعد ما سمعوا التسجيل، جابوا إذن النيابة. كلمت رضوى صقر هي وطارق، وصقر قالهم إنه هيقابل رأفت بعد ساعة في كافيه اسمه "موكا"، بعد الشركة بكام شارع.
طارق: "عارفه."
رضوى كلمت رئيس المباحث وبلغته بمكان الكافيه.
فعلاً وصلوا، وكانت القوة مستنية بعيد عن الكافيه، لكن في ضابطين قاعدين على ترابيزة تانية جوا الكافيه.
صقر يتصل برأفت: "هات الأوراق، أنا منتظرك في الكافيه."
رأفت: "الفلوس؟"
صقر: "الفلوس معايا."
رأفت: "صورهملي."
صقر: "هدخل الحمام وأصورهملك."
صقر دخل الحمام وصور الفلوس بجهاز تسجيل تحت الترابيزة.
رأفت: "تمام، عشر دقايق وأكون عندك."
صقر: "تمام، مستنيك."
بعد عشر دقائق وصل رأفت.
رأفت: "فين الأمانة؟"
صقر: "خد نفسك، واشرب حاجة."
رأفت: "لا، معلش. عشان محدش من الشركة يلاحظ غيابي."
صقر: "فين الورق؟"
رأفت: "أهو."
صقر يديه الفلوس ويأخذ الورق.
الشرطة تدخل فجأة وتقبض على رأفت.
رأفت: "أنا ماعملتش حاجة!"
الضابط: "آه، ما إحنا عارفين. يلا معانا نشوف عملت ولا ما عملتش."
رأفت: "واحد زيك يوقعني؟!"
وهنا يدخل طارق.
طارق: "عملتلك إيه يا رأفت عشان تدمر مستقبلي؟!"
: "ليه؟ عشان الفلوس؟ ملعون أبو الفلوس!"
رأفت: "لا، عشان أنت الكفاء الأمين اللي كل الشركة بتحلف بحياته. وأنا إيه؟ ما أنا من سنك، وعندي مكتب خاص ومعايا فلوس، غير إنهم كانوا عاوزين يعينوك عضو في مجلس الإدارة. عندك كل حاجة، وأنا معنديش حاجة."
صقر: " طارج سيبك منه، ده إنسان مريض، مش راضي باللي ربنا قسمهوله، والطمع ماليه. أديك خسرت كل حاجة."
الشرطة تدخل وتقبض على رأفت.
الضابط: "وأنت يا بشمهندس تعالى معانا عشان نقفل كل حاجة." وبالنسبة للأستاذ صقر، فإحنا بنشكره."
صقر: "لا شكر على حاجة يا باشا.
صقر، رضوى وطارق بيروحوا مع الشرطة لانهاء الاجراءات
______________________________________
(بعد انهاء الاجراءات )
صقر: "أنا لازم أرجع البلد، وراي هناك هم ما يتلم
طارق: "مش عارف أقولك إيه
صقر: بس أوعاك تقول حاجة. قولي بس هتعمل إيه."
طارق : "هروح الشركة أقدم استقالتي، خلاص. مش عاوز أشتغل معاهم تاني. وأشوف المكتب، بقالى كتير مروحتهوش."
صقر: "متشكرين يا أستاذة على تعبك معانا."
رضوى: "بتشكرني على إيه؟ ده شغلي. ثانيًا، المهندس طارق شخصية محترمة، وأنا كنت حاسة إنه بريء."
صقر: "بتجولي حاسة؟ طيب، أطرج أنا.
طارق: يومين كده، وهاجي عشان أشوف الولاد، إن شاء الله."
صقر : "اطمن، الولاد بخير، وأنا أول ما أوصل، إن شاء الله هطمنك عليهم."
صقر: "عن إذنك، دجيجه يا استاذه رضوى."
صقر: "تعالي يا طارج."
طارق: "خير،
صقر: "البنت شكلها معجبة بيك ياواد خالتي، علي بركة الله، ربنا يجعلك نصيب معاها ويجعلها عوض عن المخبلة خيتي .
طارق: "يعني لو ارتبطت برضوى، مش هتزعل؟"
صقر: "أزعل؟ كيف؟ إنت مخبل! والله أفرح لك من جوه قلبي. امشي، أنا بقى وربنا يوفقك يا صاحبي."
___________________________________
(يذهب صقر ويرجع طارق لرضوى)
رضوى: بس غريبة، إزاي أستاذ صقر يساعدك؟ و أنت يعني طلقت اخته
طارق: "صقر أخويا وصاحبي، وأجدع حد ممكن تقابليه. ابن خالتي ومتربين مع بعض."
رضوي: "يعني مراتك بنت خالتك؟"
طارق: "قصدك طليقتي."
رضوي: "بس هي أم أولادك."
طارق: "أولادي بس اللي بيني وبينها. أي حاجة غير كده لأ. هيام خلاص مالهاش مكان في حياتي تاني. أنا قلبي بدأ يدق لإنسانة تانية وقفت جنبي."
رضوي: "مين يا ترى؟
طارق: بعد ما احل مشاكلي ، هعملهم زيارة في البيت. بس تفتكر ممكن توافق عليا؟"
رضوي (بزعل): "أكيد هتوافق. أنت إنسان محترم، وتشرف أي عيلة."
طارق: "يعني لو أنت مكانها، هتوافقي؟"
رضوى بتسرع : أكيد."
طارق: "طب ممكن تاخدي لي معاد من سيادة المستشار والدك؟"
رضوي: "ليه يا طارق؟"
طارق: "عشان أتقدّم للإنسانة اللي آمنت ببراءتي وصدّقتني من غير ما تشك لحظة فيا."
رضوي (بكسوف): "عارفة ومتأكدة إنك بريء، وحسيت بده من أول ما شفتك.
طارق :وأنا عمري ما هنسي وقفتك جنبي."
رضوي: "بس أنت متعرفش حاجة عني."
طارق: "كفاية إني عرفتك."
رضوي: "لازم تعرف برضه، أنا أرملة. جوزي كان جارنا. اتجوزنا ثلاث سنين، وكان طيب قوي ومحترم. خلفت منه بنتين توأم، هنا وهايا، وكان نعم الزوج والأب. لكنه توفى في حادثة عربية. طبعاً تعبت ودخلت المستشفى واتعالجت، وربنا قدرني عشان بناتي. بابا أصر إننا نعيش معاه. قفلت شقتي عشان كل ركن فيها كان بيفكرني بيه."
طارق: "وأنا بحترم إخلاصك ووفائك للمرحوم جوزك. وإن شاء الله هكون أب لبناتك، وأنت هتكوني أم لأولادي."
رضوي (ضاحكة): "خمس أولاد، ربنا يعيني، وولادك يقبلوني."
طارق: "ولادي محرومين من حنان الأم، بس أنا واثق إنك هتعوضيهم عن حنان أمهم."
رضوي: "سبحان الله، بناتي ربنا بعتلهم أب حني."
طارق: "وأنا ولادي ربنا عوضهم بأم طيبة وحنينة."
•تابع الفصل التالي "رواية جمرية الصقر" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق