رواية وشم على حواف القلوب الفصل السابع والثلاثون 37 - بقلم ميمي عوالي
اللهم إن كانت عظمت ذنوبي .. وآثامي وخطاياي حالت بيني وبينك بقضاء حوائجي .. فإني أسألك بجلال وجهك وعظيم شأنك .. وأتوسل بك وأتوجه إليك .. أن تغفر لي وترحمني ، وتقضي حاجتي ، وتفرج عني كربتي وما أهمني .
37
وشم على حواف القلوب
الفصل السابع و الثلاثون
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
ما ان بدأ رامى فى السير على طريق السفر باتجاه القاهرة .. الا و هاتف شقيقته بعد ان نظر الى الساعة و وجدها قد قاربت على التاسعة ، لترد عليه مى قائلة بشغف : ما تقولليش انك وصلت
رامى ضاحكا : لاا .. مش للدرجة دى ، انا يا دوب مسكت الطريق
مى بامتعاض : يعنى على كده هتوصل بعد العصر
رامى : لاا ماتقلقيش ، هحاول اوصل بدرى عن كده ان شاء الله ، على الاقل نلحق الاكل و هو سخن
مى بعدم فهم : اكل ايه ده
رامى ضاحكا : مش عارف بالظبط ، بس الست نجاة باعتة معايا زيارة معتبرة عشانك
مى بفرحة : بجد .. عشانى انا
رامى : ااه ، قلتلها ان الحاجات عجبتك المرة اللى فاتت و انك نفسك فيها من تانى
مى بشهقة : انت بتشحت عليا يا رامى
رامى : يابنتى شحاتة ايه بس ، دى ست جميلة جدا ، و مسافة ماقلتلها كده لقيتها حطالى الزادة و الزوادة ، و ما اقوللكيش بقى على الروايح
مى بتحذير : اوعى تروح بيهم على الفيلا
رامى : لا طبعا .. هو انا اهبل ، عشان ثريا هانم ترميهم زى المرة اللى فاتت ، هطلع بيهم على عندى طبعا ، و جت فى دماغى فكرة كده ، قلت اخد رايك فيها
مى : فكرة ايه دى
رامى : ايه رايك تجيبى شهاب و تيجوا عندى نتغدا كلنا سوا ، و اللا هو كمان مالوش فى الكلام ده
مى : مش عارفة ، بس متهيالى ممكن ينبسط من الحركة دى
رامى : خلاص .. اول ما الاقى نفسى قربت هكلمك تحصلونى على هناك
مى : خلاص اتفقنا ، بس مش ملاحظ حاجة
رامى بفضول : حاجة ايه دى
مى : انى قلتلك انى عملالك مفاجأة ، و من ساعتها ماسالتينيش ايه هى
رامى بتذكر : ااه صحيح ، معلش ، انتى عارفة بقى الدنيا كانت عاملة ازاى فى البلد ، ها .. ايه بالظبط بقى المفاجأة
مى : يا سلااام .. عاوزنى اقوللك كده بسهولة ، لا طبعا ، لازم تشوفها بنفسك ، و تقوللى رايك ، رغم انى عارفاه من دلوقتى
رامى : ماشى يا ستى .. كلها كام ساعة و هبقى عندك و فأجئينى براحتك
مى بحماس : مستنياك
بدار شيخون .. كان قد استيقظ كجميع ابنائه ، ليجد زينب قد قامت بتحضير الفطور و دعتهم لتناوله ، ليجلس شيخون بصحبة ابنائه و يتناول طعامه بنهم ، فهو لم يذق الطعام منذ ساعات طويلة ، و لم يتناول سوى لقيمات قليلة منذ ماحدث ما حدث
و اثناء تناوله الطعام انتبه على احمد و هو يقول : هنروح لامى كلاتنا يا ابة ، و اللا تحب اروح انى و انتم تبقوا تاجو براحتكم
شيخون : لاا يا ولدى ، هنروح كلاتنا مع بعض
احمد : طب و مين هيبات معايا النهاردة من خواتى
لينظر شيخون الى زينة قائلا : عمك حكم امبارح قاللى انك ماتقدريش تباتى هناك وحدياتك مع احمد ، الحديت ده صوح
زينة بصدق : ماخبراش ، بس مش هعرف الا اما اجرب ، سيبونى اجرب الليلة دى و اشوف
زينب باشفاق : لو مش هتقدرى يا زينب خليكى انتى و ابات انى مع احمد .. انتى برضيك لساكى صغيرة هبابة
زينة برفض : الصغير مسيرة يكبر يا زينب ، خلينى اجرب الليلة دى و لو ما قدرتش هقول .. انى مش هكابر مهما ان كان عشان مصلحة امى
شيخون : ماشى يا زينة ، و عموما انتم ان شاء الله مش هتحتاجو شى ، الناس هناك هم اللى بيعملوا كلات شى ، هو بس نفس و ونس وياها بالليل
ليترك الطعام و ينهض قائلا : الحمدلله .. خلى مسعدة تعمللى شاى يا زينب على ما اغير خلقاتى ، و انتو اجهزوا على ما اشرب الشاى ، عمكم حكم قدامه نص ساعة و هتلاقوه على وصول
زينب : حاضر يا ابة
و قبل ان يتركهم شيخون عاد للنظر الى زينب مرة اخرى و قال و هو يراقب رد فعلها : صحيح يا زينب
زينب : اؤمرنى يا ابوى
شيخون : عمك حكم طلب يدك منى
ليرتسم الوجوم على وجه زينب و هى تكاد تبكى من الصدمة ، قبل ان يكمل شيخون حديثه قائلا .. لرامى ولد خاله
ليلمح شيخون ابتسامة راحة تلوح على وجه زينب بخجل ، فيربت على كتفها قائلا : ربنا يسعدك يا بتى
لتحتضنها زينة بفرحة قائلة : مبروك يا زينب ، و الله من ساعة ماشفت رامى ده و انى قلت انه يليق بيكى
احمد بحب : مبروك يا زينب ، رغم انى هيعز عليا فراقك يا خايتى
زينة باستنكار : فراق ايه ده ، احنا نشرط عليه انه يتجوزها معانا اهنا فى الدار
احمد و هو يضر.ب بمرح على جبهة زينة : دار ايه يا هبلة ، الا هو هياخدها معاه مصر ، و اللا تكونيش اياك فاكرة انه هيقعد فى الكفر
زينة بشهقة : و تبعد عنينا .. لاا .. انى مش موافقة على الجوازة دى
زينب : ليه بس يا زينة ، ما انى اكيد هاجى ازوركم و انتم كمانى هتاجوا تزورونى
زينة بنصف عين و خبث : ده انتى موافقة و مبسوطة بقى على اكده
لتتورد وجنتى زينب خجلا فتقول زينة بسعادة صادقة : ربى يسعدك يا خايتى ، انتى تستاهلى الخير كلاته
كان شيخون لازال واقفا على الدرج يراقبهم دون ان يلاحظه اى منهم .. فقال بصوت مسموع جعل زينب تذوب خجلا : ماحدش فيكم بقى يجيب سيرة الحكاية دى قدام حد دلوك و خصوصى امكم لجل ما تزعلش ، حتى لو سالتكم ، تردوا بانكم ماتعرفوش شى .. مفهوم
اما بالمشفى فكانت حسنة تتأوه منذ الصباح الباكر ، بينما سميحة و عزيزة تغضان بنوم عميق ، فكانت تناديهم بأنين و هى تعانى من الالام الشديدة ، و عندما يئست من تلبية ندائها .. ظلت تتحسس بيدها حتى وصلت الى جرس استدعاء التمريض بعد معاناة شديدة ، و بعد مرور برهة قصيرة وجدت احدى الممرضات تدق الباب و تفتحه ، لتطل عليها متسائلة عن سبب الاستدعاء .. فقالت حسنة بالم : انجدينى ياخايتى بحاجة تسكن الوجع اللى عندى ده الله يباركلك
الممرضة و هى تنظر بساعتها : حاضر .. خمس دقايق و هيجيبوه ، هو معاده دلوك اصلا ، بس انتى طولتى الجرس ازاى ، ماتحاوليش تتحركى كتير لجل ما تأذيش حالك بزيادة ، اندهى على اللى معاكى دول يتصرفوا
حسنة بالم : ندهت عليهم كتييير و مش سامعيننى
الممرضة و هى تقترب من الفراش الاخر : هم جايين اهنا لجل يناموا و اللا لجل ياخدوا بالهم منيكى ، لتربت على ذراع سميحة قائلة بامتعاض : يا مدام و اللا ياحاجة .. اصحى
لتنتبه سميحة و تنهض بعد ان وكزت امها بذراعها ، و قالت : صباح الخير .. فيه ايه
الممرضة بتهكم : فيه ان الست عمالة تلالى على حد فيكم و انتم نايمين و مش دريانين ، و لما مالقيتش منكم رجا رنت هى الجرس
سميحة بامتعاض : و ايه اللى حوصل يعنى لما رنت هى الجرس
الممرضة : اللى حوصل ان الجرس كان بعيد عن يدها و الحركة ممنوعة اصلا عنيها خالص ، و انتم تنين .. بدلوا مع بعض حد يصحى و حد ينام ، زى الحاج ما عمل اكده امبارح هو و بتها
عزيزة : خلصنا .. ماحصولش حاجة لكل ده
لتلتفت الممرضة الى حسنة قائلة : زمانهم حضروا العلاج .. و هيمروا عليكى بيه دلوك .. اتحملى شوي معلش ، و ماتتحركيش اكده نوبة تانية
حسنة برضوخ و ألم : ماشى .. بس قوليلهم بسرعة الله لا يسيئك
عزيزة لحسنة بامتعاض : و انتى راخرة .. ماكنتى تندهى عليا و اللا على خايتك
حسنة بألم : انى حسى اتنبح يا امة .. بقالى ياجى ساعة و انى بنده شوي و اسكت شوي
سميحة و هى تعيد ترتيب ملابسها : هو احنا يا امة هنمشى ميتى
عزيزة : اما ياجى حد من عيالها و اللا جوزها حتى ، ما ينفعش نمشى و نسيبها اكده بطولها
حسنة بحزن : لو عاوزين تمشوا انتو مشوا ، ماتشغلوش بالكو بيا
عزيزة : انتى عاوزة جوزك و عيالك يعايرونا بيها ، دولم يمسكهوهالنا العمر كلاته ، ثم قالت بفضول : هو مين اللى هيبات وياكى الليلة .. زينب برضيك
حسنة بتنهيدة : ما خابراش
سميحة بسخرية : و هو عريسها هيفوتها تبات اكده فى المستشفى كل يوم و التانى
لتنظرعزيزة بانتباه لحسنة قائلة : ايوة ايوة .. انى اكده فهمت .. يبقى بقى جوزك قفل على الحديت بتاع زين و زينب لجل يديها لصاحبه ، واعر برضك و خابر ان صاحبه ماهيسألوش على مال البت و اللا حالها و يفوتهوله زى ما المصيلحى فات له ورث نجاة و مالها كلاته اكده
عزيزة بتحذير لحسنة : المهم .. ياريت بقى تلجمى لسانك ده خالص مع المدعوقة اللى ما تتسمى دى لو جاتلك تبات وياكى من تانى ، ماتتحدتيش وياها فى شى واصل .. مانقصينش عاد ، على ما اشوفلى صرفة فى الموال ده
حسنة برهبة : اوعاكى تفكرى تعملى اللى قلتى عليه امبارح ده يا امة احب على يدك
عزيزة بشر : خليكى انتى فى موالك و مالكيش صالح باللى انى هعمله
حسنة بألم : يا أمة الله لا يسيئك
عزيزة بحدة : قلتلك مالكيش صالح انتى بالموال ده
وصل حكم لدار شيخون و اصطحب معه شيخون و ابنائه و اتجه الى المشفى و فى الطريق قال حكم لشيخون : مافيش اخبار من امبارح
شيخون : لاا
حكم : ماحاولتش تحدت حد منيهم تطمن لو فى جديد
شيخون : انى امبارح اتسبحت و اندلقت نمت لحد الفجر ما أذن ، حتى صليت بالدار ماقدرتش اروح الجامع
حكم : معلش ملحوقة
شيخون : و ادينا رايحين ليهم اهه ، و هنعرفو كلات شى
احمد : هو رامى سافر خلاص
حكم : ايوة .. من قيمة نص ساعة اكده ، كان عاوز يبقى معانا و احنا رايحين نتطمن على الحاجة قبل ما يسافر ، بس انى قلتله يروح هو و انى معاكم اهه ، و اللا انى مش كفاية و اللا ايه يا باشمهندس
احمد : لاا .. ازاى الحديت ده ، ده انت الخير و البركة كلاتها يا عمى
و عند وصولهم الى المشفى ذهب شيخون مع احمد الى الحسابات .. تاركا زينب مع زينة تتجهان الى غرفة امهما
وكانت الممرضة قد قامت باللازم لحسنة ، لتدخل عليها زينة بلهفة قائلة : صباح الخير يا امة .. كيفك النهاردة
حسنة و هى تنظر لزينة بلهفة مماثلة : زينة .. اتوحشتك يا بتى
عزيزة بجمود : انتو جايين لحالكم
زينة : لاا .. ابويا و احمد راحوا الحسابات الاول و بعدين هيحصلونا
عزيزة : و مين اللى هيبات مع امك النهاردة
زينة : انى و احمد
زينب و هى تقبل راس حسنة : لساكى موجوعة يا امة و اللا حاسة انك بقيتى زينة هبابة
و قبل ان ترد حسنة قالت عزيزة بلهجة حادة خفيضة الصوت : و هتبقى زينة ازاى يعنى و هى راقدة اكده يا ام مخ ضلم انتى
زينة بدفاع عن زينب : جرى ايه يا ستى ، احنا عاوزين نتطمنو على امى .. حوصل ايه يعنى
عزيزة و هى تنظر بغل لزينب : عاوزاكم تتعلموا الكلام الزين يبقى كيف ، و ماتبقوش اكده زى اللى لسانهم محتاج الحش
لتعلم زينب على الفور ان عزيزة توجه حديثها لها وحدها ، فلم تكد زينة تحاول الرد على عزيزة مرة اخرى .. حتى امسكتها زينب من ذراعها قائلة : خلاص يا زينة ، هو احنا جايين نتطمن على امك و اللا جايين نرغى
سميحة بسخرية : لا و الله و عقلتى يا زينب ، له حق حكم يطلب يدك
لتنظر زينب الى زينة بتردد و لكنها تذكرت تنبيهات ابيها فقررت عدم الرد ، فتقول عزيزة بترصد : جرى ايه يا بت انتى .. هى البسة اكلت لسانك و اللا ايه .. هى مش خالتك بتحدتك .. مابترديش عليها ليه
زينب بتردد و هى تنظر لحسنة التى كانت تغمض عينيها بامتعاض : انى ما خابراش انتو بتتحدتوا على ايه ، و كمانى الحديت ده مع ابويا ، انى مالياش صالح بيه
سميحة بتهكم : اهى تلاقيها ضحكت على الراجل بحبتين السهوكة دولهمن لغاية ما خلته نسى …
لتسمع حسنة تقول بتحذير ممتعض : بكفاياكى بقى يا سميحة
لتجدها سميحة تنبهها بعينيها الى وجود زينة بصحبتهم ، فتمتعض ملامحها و تقول لامها : اهم جم اهم ، ياللا بينا بقى و اللا ايه
عزيزة : اصبرى خمسة على ما شيخون ياجى
و ما هى الا لحظات و دخل احمد اولا باتجاه فراش امه و هو يلقى التحية و يسأل امه عن حالها ، ليلحقه شيخون و هو يدق بعصاته ارضا معلنا عن وصوله و هو ينظر بتهكم الى عزيزة و سميحة و هو يقول بحاجب مرفوع و ابتسامة سخرية : كيفك يا ام بكر
عزيزة و هى تحاول كتم غيظها : بخير يا ولدى .. كيفك انت عاد
شيخون بمرح : انى زين على الاخر الحمدلله ، عقبالك انتى و سميحة …… و بكر
لتشعرعزيزة بان شيخون خلف حديثه .. حديث آخر ، لتشعر بالرهبة منه و لاول مرة بعمرها ، فتتبادل النظرات مع سميحة التى قبلت شقيقتها ببعض الرهبة و قالت : احنا هنهملك بقى دلوكيت يا حسنة مع جوزك و عيالك و هنبقى ناجيكى من تانى ، ياللا فتناكم بعافية .. ياللا يا امة
لتتجه الى الباب و من خلفها امها و لكن شيخون ظل بمكانه يسد عليهم الباب و لم يتحرك حتى وقفت سميحة امامه قائلة بتردد و هى تزدرد لعابها و اشير الى الباب : عدينا يا جوز اختى
شيخون : هو اذا حضرت الشياطين و اللا ايه يا سميحة .. مالكم مستعجلين اكده عاد
سميحة : احنا هنفوتكم بقى تقعدوا مع حسنة براحتكم قبل ما حد ياجى يكروشنا
شيخون بعبث : و هو انتو قالين راحتنا فى ايه ، ما تخليكى مأنسانا شوى ، ده حتى .. يمكن جابر ياجى بعد شوى اكده
قالها شيخون و هو يتجه الى المقعد الذى بجوار حسنة و يجلس عليه و يقول لحسنة : كيفك النهاردة يا ام احمد
حسنة بجمود : الحمدلله
سميحة و هى تنظر لامها بفضول : هياجى ميتى
شيخون و هو يدعى عدم الفهم : هو مين ده
سميحة بدهشة : جابر
شيخون : ما خابرش ، و بعدين يعنى يا سميحة انتى لو قعدتى هتقعدى لجل جابر و اللا لجل خايتك الراقدة مكسرة دي
لتتجه عزيزة الى الباب قائلة بغيظ دفين : ياللا يا سميحة .. همى خلينا نلحق نروح لابوكى
سميحة بتردد : طب بسى………
لتنهرها عزيزة قائلة : ماتقعديش تبسبسى .. قلت ياللا
لتذهب سميحة خلف امها و هى تضر.ب الارض غيظا ليضحك شيخون بشدة ، ثم ينظر لحسنة قائلا بخبث : لو خايتك بعقلها صوح و خابرة مصلوحتها زين .. كانت تعرف جابر فى انهى جيهة و تروح هى من الجيهة التانية
لتنظر له حسنة بريبة و لكنها لا تجيبه باى كلمة ، فى حين قالت زينب لشيخون : هو مافيش اخبار يا ابة من الحكيم ، ماحدش قال امى هتخرج من اهنا ميتى
شيخون : لسه يا زينب .. لسه
اما سميحة فكان الامتعاض هو السمة السائدة على ملامحها و هى تجلس بجانب امها فى سيارة الأجرة عائدين الى الكفر ، و عندما نظرت لها عزيزة و رأت وجهها تكسوه تلك الملامح قالت لها بأمر : افردى بوزك ده
سميحة باعتراض : سيبينى فى حالى بقى الله يرضى عنيكى
عزيزة : هو انتى يا بت انتى هتفضلى هبلة اكده لميتى ، هو انتى صدقتى صوح ان جابر رايح حداه
سميحة بعدم فهم : مش هو اللى بيقول
عزيزة بتهكم : ده بس عشان يمسك عليكى غلطة يا هبلة
سميحة : غلطة ايه دى
عزيزة بغيظ : هو انتى يا بت جاموسة
سميحة بضجر : هو فيه ايه يا امة
عزيزة : فى انك البعيدة ما بتفهميش ، هو مش البقرة التانية قالت انه سمعها و هى بتبعبع من البنج
سميحة : ايوة .. قالت اكده
عزيزة : و احنا مش خابرين هى بعبعت باية و هو كمانى ما راسهاش على بر
سميحة : ايوة يعنى ايه برضك
عزيزة : يعنى بيلعب بيكى و بيتتريق عليكى ، بدليل صوت ضحكه اللى كنا سامعينه لحد ما وصلنا حدا السلم
سميحة بريبة : تقصدى انه عارف حاجة
عزيزة : ماخابراش .. بس مش مرتاحاله
سميحة بتردد : طب و العمل يا امة
عزيزة بحيرة : ماخابراش ، بس احسن حاجة نعملها كلاتنا ، اننا نتعاملوا عادى و لا كأن حاجة حوصلت ، و لما نشوف اخرتها ايه
سميحة : و افرضى بقة لقيناه هو عمل حاجة
عزيزة : ما ظنيش .. شيخون برضيك خايف لا الحديت يطول حد من عياله ، و لجل اكده .. رجع ردها من تانى بعد ما طلقها
سميحة : ايوة صوح
عزيزة بانذار : رايداكى تفتحى عينيكى و مخك ده شوية ، و تصحصحى لكل كلمة تتقال لك او تقوليها
اما جابر .. فقد انهى بناء غرفة بصوان مغلق بارضه القبلية ، و قام بنقل غرفة نومه الخاصة بزوجته الراحلة ، و ايضا بعض المستلزمات الخاصة بها كما تم الاتفاق مع تهامى ، ليبدأ فى ترتيب داره و هاتف تهامى و اخبره انه قد قام بشراء غرفة نوم جديدة ، و قام بفرشها بالكامل بداره ، ليقول تهامى : مبارك عليكم يا ولدى ان شاء الله ، و الله اللى حوصل لحسنة خلانى مش قادر افرح بشى
جابر : انى برضيك لقيت ان مايصوحش اقول لسميحة و خالة ام بكر ياجو ويايا ، و لولا انى كنت منفق مع التاجر على المعاد كنت لغيت كلات حاجة دلوك ، بس انى قلت ابلغك لانى كنت متفق وياك ، و انت عارف انى مابرجعش فى كلمة و لا معاد واصل و لو على رقبتى
تهامى : ايوة يا ولدى .. عارف و متوكد كمانى
جابر : ماشى يا عم تهامى .. ابقى بلغ الجماعة بقى اما يتطمنوا على مرة شيخون و يرجعوا بالسلامة من عنديها ان شاء الله
و ما ان وصلت عزيزة و سميحة الى دارهم .. حتى قابلهم تهامى بلهفة قائلا : خير يا اولاد طمنونى على حسنة ، كيفها دلوك
عزيزة : اهى زى ما هى
تهامى بقلق : يعنى لساتها بتتوجع برضيك
سميحة : لاا يا ابة .. اما بيدوها العلاج بتروق شوى
تهامى بتوسل : يارب زيح عنيها دى غلبانة و صاحبة عيال ، شيل من ماعليها يارب
عزيزة و هى تتجه الى الاعلى بصحبة سميحة : ايوة ادعيلها .. و ادعيلنا كلاتنا يمكن ربنا يزيح من ما علينا الغمة
تهامى : جابر حدتنى فى التلفون
لتتوقف سميحة و تلتفت الى ابيها و هى تتبادل النظرات مع امها و تقول : حدتك ليه .. فى حاجة
تهامى : ماهو امبارح كان معاده مع الراجل بتاع العفش عشان اوضة النوم بتاعتكم
سميحة : ايوة .. ماهو النحس ورايا ورايا
تهامى : لا نحس و لا حاجة يا بتى استغفرى ربك ، جابر اما حدتنى قاللى انه راح هو للراجل امبارح و جاب اوضة حلوة مبروكة عليكم
سميحة بلهفة : صوح يا ابة
تهامى : صوح يا بتى
عزيزة بحدة : و كيف يعنى يختار و ينقى من غيرنا
تهامى : يعنى كان هيعمل ايه يا عزيزة ، الراجل كان مدى كلمة للتاجر ، و جابر راجل مايرجعش فى كلمته واصل
عزيزة بغضب : و اشمعنى رجع فى كلمته ويانا ، ماهو برضك متفق ويانا ان انى و بتك هنكون وياه و هو بيجيب الاوضة
سميحة : ماتفرقش يا امة
عزيزة بذهول : كيف يعني ما تفرقش ، احنا هنعرف كيف ان كانت الاوضة عدلة و اللا لااا ، مش كفاية انه مارضيش يجيب قشاية غيرها ، كمانى ماتبقاش جاية على عينينا ، انتى لازما يجيكى احلى و اغلى حاجة ، ده انتى بنت عزيزة
سميحة بامتعاض : يا امة احب على يدك بكفاياكى بقى اللى انتى بتعمليه ده عاد
عزيزة : يا بت بكفاياكى انتى عاد ترخصى حالك عنديه اكتر من اكده ، بعد أكده لو ضر.بك بالبلغة ماحدش هيعرف يفتح خشمه وياه بكلمة لجل واخدك بالرخيص
سميحة بتهكم : طب ما انتى وزنتى حسنة بالدهب .. قادرة تفتحى خشمك حتى
تهامى بانتباه : و هى مالها حسنة و مال اللى بتتحدتوا فيه ده ، هى حسنة كان جوزها هانها و اللا عيمل فيها حاجة عفشة ، طول عمره بيعاملها بالغالى ، و لما حوصل لها اللى حوصل مدخلها مستشفى بشئ و شويات و صرف عليها الوفات لحد دلوك
سميحة بتردد و هى تنظر لامها برهبة : انى يعنى اقصد ان الواحدة ما تضمنش ايه اللى ممكن يوحصل ليها
تهامى : فى دى عندياتك حق ، فضيها سيرة بقى يا عزيزة ، جابر راجل ، و كلف و اللا ما كلفش راجل ، جاب غالى و اللا جاب رخيص راجل ، كفاية انه بيراعى صاحبة و وقفته مع بتك
عزيزة و هى تزيح سميحة من امامها بغضب و تستكمل طريقها الى الاعلى : اندعقوا .. بس مايبقاش حد بعد اكده يقول انى ما نبهتكمش
اما بالقاهرة .. فقد وصل رامى الى منزله ليهاتف مى و يخبرها بانه فى انتظارها هى و شهاب ، و يقوم بتحضير الطعام على المائدة حتى وصلت مى و قامت بدق الباب بطريقة مرحة .. ليفتح رامى الباب بابتسامة و هو يقول : هو انتى مش معاكى مفتاح
و لكنه توقف عن اكمال حديثه و هو ينظر الى مى بانبهار لتقول له بمرح : ايه.. هى القطة كلت لساتك و اللا ايه
رامى بسعادة ملحوظة : الحقيقة المفاجأة هى اللى كلت لسانى
مى : عجبتك
رامى و هو يسحبها بين احضانه و يضمها بحب : الا عجبتنى ، دى احلى مفاجأة ، عملتيها امتى دى
مى : طب ايه هتسيبنا كده على الباب
رامى و هو ينظر الى شهاب باعتذار : انا اسف ، بس فعلا المفاجأة نستنى حتى انى ارحب بيك .. اتفضل
شهاب بدماثة : الحقيقة انا عاذرك ، لان انا كمان بلمت زيك كده برضة اول مرة شفتها بالحجاب
ليدعوهم رامى للجلوس و هو يطالع مى بدقة و يقول : لو كنتى قلتيلى على المفاجاة دى كنت جيبتلك هدية على الخطوة الحلوة دى
مى : بس مش معنى كده انك مش هتجيبها
رامى ضاحكا : لا طبعا .. حقك محفوظ ، بس .. اخبارهم فى البيت ايه
مى ضاحكة : طبعا لحد دلوقتى مامى معتبرانى بهزر او بلعب ، و انا سايباها تماما
رامى: كده احسن برضة ، ثم التفت الى شهاب قائلا : مى كلمتنى عنك كتير
شهاب : الحقيقة هى كلمتنى عنك اكتر ، لدرجة انها قالتلى ان موافقتك على جوازنا هو اول شروطها
رامى بابتسامة : طب تعالوا ناكل الاول لقمة مع بعض ، و بعدين نتكلم بعد كده براحتنا
•تابع الفصل التالي "رواية وشم على حواف القلوب" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق