رواية وشم على حواف القلوب الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم ميمي عوالي
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلي
27
وشم على حواف القلوب
الفصل السابع و العشرون
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
كانت نوارة تحدث سهى بحب قائلة : انتى بتى اللى مخلفتهاش ، و حمدى ولدى هو اللى فاضللى ، و بتمنى من كل قلبى انى اشوفكم انتم التنين مبسوطين و قلوبكم مولفة على قلوب على بعض ، و عشان اكده جيت انبهك انك تسيبى فتحى هنا فى بيت ابوكى ، اكنه كان راجل غريب عنينا كلاتنا .. فهمتينى زين يا سهى
لترتمى سهى باحضان نوارة قائلة ببعض الرهبة : أيوة يا امة .. فهمتك 😟
نوارة : اعتبرى حالك بتبتدى دنيتك من اول و جديد ، و انتى دلوك عروسة جديدة .. و من حقك تفرحى و يتعمل لك اجدعها فرح
سهى بشهقة : لاا يا امة .. فرح ايه ده اللى ينعمل ، و كمان ممكن يعنى حمدى …
نوارة بمقاطعة : حمدى هو اللى قال اكده
نوارة بدهشة : قال ايه يا امة
نوارة بفخر : انه هيعمل لك احلاها زفة بالطبل و المزمار
سهى باستنكار : زفة ايه بس يا امة
نوارة ضاحكة : اومال ليه ، كان بدك تنجوزى سكيتى اكده اياك ، دى هتبقى زفة تليق بسهى و حمدى صوح
ليسمعوا دقا على الباب ، لتفتح نوارة و تلتقط شئ ما من احد الخادمات ثم تغلق الباب ، لتلتفت الى سهى مرة اخرى و تناولها ما التقطته من الخادمة ، لتجد سهى عباءة بيضاء مطرزة بالخيوط الحريرية اللامعة شبيهة بالطراز المغربى ذات غطاء الرأس الذاتى ، لتقول : ايه دى يا امة
نوارة : دى العباية اللى حمدى جايبهالك عشان الزفة ، رغم انى كان بدى اجيبلك فستان فرح ، بس حمدى قاللى انك يمكن ماترضيش تلبسيه ، فبعت جابلك دى من ابصر ايه اللى بيقولوا عليه ده التت و اللا البت ده
سهى ضاحكة : من النت يا امة
نوارة بعدم اهتمام : ياختى بقى ، المهم انك تقومى ياللا تجهزى عشان الزفة هتبقى قبل المغرب بساعة اكده
سهى بقلق : هو يا امة يعنى لازما الزفة دى
نوارة : طبعا لازما اومال ايه ، و بعدين كمان حمدى دلوك بيزوقلك الفرس اللى هتركبيه
سهى بذهول : انى هركب فرس يا امة
طنوارة باستنكار : هتخافى اياك
سهى بتردد : عمرى ماركبتهم
نوارة بغنج مرح : يعنى انى كنت ركبتهم ، بس ابوكى عبد الحليم صمم يركبهولى يوم فرحنا و لف بيا البلد كلاتها
سهى ضاحكة : الله يحظك يا امة ، و ماخوفتيش
نوارة بحزم : طول ما لجام الفرس فى يد جوزك اوعاكى تخافى من شى
سهى بشرود : جوزى
نوارة : ايوة جوزك يا بتى ، ربنا يهدى سركم و يسعدكم ، و يولف قلوبكم على قلوب بعض قادر كريم
لتستمع سهى الى صوت المزمار قريبا من نافذتها ، لتنهض نوارة قائلة : ياللا يا بتى اجهزى ، و انى كمان ههم على الدار عشان استقبلك اما توصلى
لتتركها نوارة تتخبط بين أفكارها و الرهبة تعتليها بشدة ، فلم تكن تضع بحسبانها ان تبدأ حياتها مع حمدى بتلك الطريقة ، فكل ماكان يدور بخاطرها انها ستمضى بزواجها من اجل ان يقترن وجودها مع ولديها
لم تصرح بما جال بخاطرها لاحد ، و لم تسمع ان احدا نفى ما بخاطرها ، لتقول بتنهيدة ثقيلة : يارب .. مافيش غيرك عالم باللى فى ضميرى و نيتى ، قوينى على اللى جاى
فى منزل تهامى .. كانت تجلس عزيزة و على وجهها علارات الامتعاض و كانت تقول لحسنة : انى بدى اعرف ليه شيخون يروح يحضر الليلة دى من اصله
حسنة : حكم عزمه يا امة
عزيزة : و افرضى ، هو ناسى ان حمدى ده كان جوز خايتك و اللا ايه انى مش فاهمة
تهامى : و هو احنا كان حصل بيناتنا حاجة عفشة لا سمح الله يا عزيزة ، الراجل اتجوز بتك بالمعروف ، و برضك طلقها بالمعروف لما بتك هى اللى طلبت انها تطلق ، تبقى زعلانة ليه بقى ان شيخون رايح يهنى و يبارك
عزيزة بامتعاض : ماهو برضك مش الكل عرف ان جابر اتكلم على بتك ، يعنى الناس هتقول انه طلق بتك و راح اتجوز عادى اهه
سميحة و التى كانت تلتزم الصمت : هى الناس يعنى عرفت و اللا ماعرفتش .. هتفرق معايا فى ايه
عزيزة بتهكم : تفرق كتير يا فالحة ، كان المفروض انك انتى اللى تتجوزى الاول مش هو
حسنة : يا امة الناس كلاتهم عارفين ان بتك هى اللى طلبت الطلاق ، و الكفر كلاته مصدق الحديت اللى بتك طلعته عليه فى حكاية الخلف دى
سميحة و هى توجز حسنة بقدمها خفية عن ابيها : ربنا يهنيه
حسنة بخفوت لشقيقتها : كلها كام شهر و تلاقى سهى بطنها قدامها شبرين و الكل يعرف انك كنتى بتتبلى عليه
سميحة بامتعاض : و ده وقته انتى كمانى
حسنة : ده وقته و نص يا ست سميحة ، لو جابر ماسرعش جوازكم انتم راخرين قبل ما ده يحصل ، ممكن يفكر ان عطلة الخلفة دى كانت منيكى انتى فيرجع فى كلامه من تانى ، ما هو اكيد برضيك نفسه فى حتة عيل يشيل اسمه
اما نجاة .. فكانت قد استعدت مع ولديها و مع احمد ، بعد ان جهزت ورد وياسمين ، و اتجهوا جميعهم بعد ذلك الى منزل كريمة الزيات
و عند وصولهم وجدوا حكم و شيخون بانتظارهم
و ما ان رآهم حكم حتى تعلق بصره بنجاة .. فكان يشعر بانها متألقة رغما عن عدم استخدامها لاى مساحيق تجميلية ، و لكنه شعر ان أشعة الشمس المتساقطة على وجهها تزيدها جمالا و تألق مع تلك الابتسامة العذبة التى تزين ثغرها ، و ما ان اقتربت منهم حتى اشاح ببصره بعيدا و هو يحاول السيطرة على دقات قلبه المتواترة
و كان جابر بصحبة حكم و شيخون و كانت تلك هى المرة الاولى التى يلتقى فيها بنجاة من سنين عدة
و بعد ان تبادل الجميع السلام و التحية .. قال حكم : اتأخرتم اكده ليه ، ده احنا خلاص كتبنا الكتاب
نجاة و هى تتظر لياسمين و ورد : البنتة كانوا فرحانين بالطريق و بيتفرجوا على الكفر ، فقلت اسيبهم بنبسطوا
جابر بحمحمة : ما تأخذينيش يا ام عبدالله انى ما عزتكيش قبل سابق فى موت الحاج مصيلحى
نجاة بهدوء : و لا يهمك يا جابر .. انى عزراك ، و اعتبر عزاك وصل
شيخون : طب ادخلى انتى حدا الحريم مع البنتة و خلى عبد الرحمن و عبدالله معانا
حكم : ياريت لو مالقيتيش سهى معاهم تحاولى تشوفيها
نجاة : عينى حاضر
و ما ان همت بتركهم حتى ناداها حكم قائلا : نجاة
لتلتفت إليه بعيون متلهفة قائلة : ايوة
ليقترب حكم منها و هو يناولها شئ ما بيدها ، لتتلامس الايدى برعشة حين وضع بيدها قلادة ذهبية و هو يقول : ياريت تلبسيها السلسلة دى و قوليلها انها هدية منى ، اصلى مالحقتش اديهالها
نجاة : يا خبر .. كيف يعنى ، دى هديتك و لازما تديهالها بيدك
حكم : لما انتى تديهالها ، هتبقى كيف مانى اللى مديهالها بالظبط
لترتعش حدقتاها بتيه فيقول : ياللا همى عشان تلحقى تلبسيهالها بيدك
فتتركه و تتجه الى الداخل و هى تحاول السيطرة على دقات قلبها المرتجفة ، و عند وصولها الى مجلس النساء وجدت سهى تجلس بينهم و هى ترسم على وجهها ابتسامة هادئة ، و ما ان وقعت عيناها على نجاة حتى اتسعت ابتسامتها ، و نهضت لاستقبالها قائلة : نجاة .. انى مبسوطة قوى انك جيتينى النهاردة
نجاة : و كيف ما اجيكيش يا سهى ، انتى عارفة غلاوتك عندى قد ايه ، و كمان البنتة اول نوبة يشوفوا فرح حدانا ، و يبقى فرح عمتهم
لتنحنى سهى مقبلة الصغيرتين بحب ، و ما ان اعتدلت حتى مدت نجاة يدها بالقلادة و تلبسها إياها قائلة : دى هدية من اخوكى مالحقش يديهالك ، و قاللى البسهالك بيدي
سهى : حلوة قوى
نجاة : انتى اللى حلوة و زى القمر و العباية هتاكل منك حتة ، جيبتيها من فين دى
سهى: عن جد يا نجاة ، دى هدية من حمدى
نجاة ببعض الخبث : و الله شاطر حمدى و بيعرف بنقى و يختار كمانى
سهى بخجل : تعالى بقى اقعدى جارى انتى و البنات
و قبل ان تجلس نجاة الى جوار العروس .. وقع بصرها على كريمة التى كانت تنظر اليها بعينين كالصقر مما جعل نجاة تزدرد لعابها بصعوبة و هى تومئ برأسها محيية اياها دون اى كلمة
لتنتبه سهى على نظرات امها الحادة لنجاة ، و تشعر بعدم رضاها عن وجودها ، فتنهض مرة اخرى قائلة : هاخد البنتة يسلمو على امى احسن ماشافتهمش قبل اكده
لتصطحب سهى الصغيرتين الى كريمة و اقتربت منها قائلة : سلمى يا امة على بنات حكم .. ياسمين و ورد
لتبتسم كريمة للصغيرتين و تربت على رأسيهما و هى تقول لابنتها بخفوت : ضرة خالتك الله يرحمها بتعمل ايه اهنا يا بت ، ازاى تعزميها من غير ماتقوليلى
سهى و هى تحاول ان تبدو طبيعية و هى ترد على حديث امها : حكم اللى عزمها يا امة ، و بعدين دى فى دارنا يعنى
كريمة بامتعاض : انى ليا حساب بعدين فى الحكاية دى
ليسمعوا صوت بسيونى عاليا و هو يقول : ياللا الزفة
لينهض الجميع وسط صوت الزغاريد العالية ، و تسحب كريمة ابنتها بهدوء حتى وصلت لدى الباب الكبير ليستقبلها بسيونى بين احضانه و يقبل راسها ، ثم يسلمها الى حمدى الذى مد يده اليها و امسك كفها و سحبها معه بهدوء قائلا : على مهلك
لم يقل غيرها و لم يرفع عينيه اليها ، و هى الاخرى سارت معه بهدوء مرتجف ، حتى وصلت الى اسفل الدرج لتجد سلما خشبيا صغيرا ذات درجتين فقط ، لتسمع حمدى يقول لها : اطلعى على السلمتين دولى عشان تعرفى تركبى الفرس
سهى بوجل و بصوت تبحث عنه بداخلها : ما بلاش حكاية الفرس دى ، اخاف
لتسمع صوت ولديها من خلفها يشجعانها ليضحك حمدى بخفوت قائلا : ياللا همى قبل ما يخلونى اشيلك و اقعدك عليه بنفسى
لتشهق سهى و تصعد الدرجتين بتوتر حتى وقفت مستقيمة و هى تدور باعينها حولها ، لتجد الجميع يتطلع اليها فى انتظار القادم مع سماع حمدى قائلا بهدوء : لفى ياللا بالراحة و اقعدى و ماتخافيش ، الفرس مش هيتعتع من مكانه غير لما تظبطى حالك
لتنفذ ما قاله بتردد حتى استوت على ظهر الفرس تحت نظرات حمدى المتفحصة و هو يعدل لها حرف ردائها ثم قال : انى هتحرك بشويش ماتخافيش
لتومئ له برأسها و سط صوت الزغاريد الذى علا مع اول حركة للفرس ، و الذى علا معه ايضا صوت المزمار ، ليتقدم بها حمدى الى خارج البوابة الحديدية متجها فى طريقه الى دارهم و من خلفه زفة المزمار و بعض المدعوين من الرجال و النساء
و كانت نجاة و الصغيرتين بيدها من خلف السرب ، حتى وجدت احمد يدنو منها قائلا : استنى يا عمة ، عمى حكم قاللى اقولك تاجى تركبى العربية
نجاة : و لزمتها ايه العربية ، دولم عشر دقايق
احمد : ماخابرش ، بس ابويا كمان واقف معاه مستنييكى اهه
لتلتفت نجاة لترى حكم بقف بجوار سيارة رامى و بجواره شيخون و ولديها عبدالله و عبد الرحمن لتقول بفضول : هو جابر مشى
احمد : ايوة جاله تليفون و بعد ما رد عليه سابنا و مشى
لتذهب نجاة اتجاه حكم و شيخون ليقول لها شيخون : تعالى ياللا اركبى مع العيال و احمد هيركب معاكم
احمد : طب ماتخليك انت معاهم يا ابة
شيخون : لاا .. روح انت معاهم لحد ما ترجع مع عمتك الدوار ، انى هرجع على الدار
وظل حكم بسيارته خلف موكب العروس حتى وصلت سهى الى دار عبد الحليم لتستقبلهم نوارة بالزغاريد ، لتتفاجئ سهى بحمدى و هو يرفع ذراعيه و يتلقفها من خصرها لينزلها على الارض بين يديه قائلا : نورتى دارك يا عروسة
لتخفض سهى راسها خجلا دون ان تنبث ببنت شفة ، لتجد نوارة تتلقفها بين ذراعيها بفرحة ثم تتركها ليحتضنها عبد الحليم مقبلا راسها ، و يدعوها للدخول متمنيا لها السعادة
اما جابر .. فقد هاتفته سميحة وقتما كان مازال يحضر العرس ، و عندما سمعت صوت الزغاريد قالت : انت فينك اكده ، و ايه الدوشة اللى حداك دى
جابر : دى الزغاريد بتاعة فرح اخت حكم
سميحة بشهقة ذاهلة : لا هو انت فى فرح حمدى ولد عبد الحليم يا جابر
جابر : ايوة .. مالك اتاخدتى اكده
سميحة بتردد : لا هو انت ناسى انه طليقى
جابر : لاا مش ناسى ، بس و فيها ايه دى
سميحة : فيها ايه كيف يعني ، بتحضر فرح طليق عروستك
جابر : و فيها ايه برضيك ، ثم انى اللى يخصنى حكم اللى عزمنى على فرح خايته
سميحة بامتعاض : يعنى انت شايف انها عادى اكده و مافيهاش ايتها حاجة
جابر : ايوة عادى
سميحة : طب ده انى كنت مستنياك
جابر : مستنيانى فين دلوك
سميحة : كنت معدية من جار الارض القبلية بتاعتك و قلت اطل عليك و اشوفك .. اتوحشتك
جابر : روحى يا سميحة
سميحة : يعنى مش هتاجى
جابر : لاا يا سميحة مش هاجى ، و قلتلك المرة اللى عدت انك ماتكرريهاش نوبة تانية ، حوصل و اللا لاا
سميحة : بقى اكده برضك يا جابر ، تكسفنى اكده ، و انى اللى قلت اعدى عليك و نقعدو نتسامرو مع بعض شوية
جابر بحزم : لو مارجعتيش داركم دلوك طوالى يا سميحة مش هيحصل بينى و بينك طيب .. انتى فاهمة و اللا لاا ، هكلمك بعد عشر دقايق مايزيدوش ثانية .. الاقيكى قاعدة جار امك فى داركم .. مفهوم
ليغلق الخط بعدها فورا ثم يقترب من حكم و شيخون و اللذان قد ابتعد عنهما اثناء حديثه مع سميحة و قال لهما : انى همشى بقى يا حكم ، الف مبروك مرة تانية
حكم : اللا .. ماتستنى اما نعملو الزفة يا جدع
جابر : معلش اعذرنى انى .. كفاية عليا اكده ، عاوز اعمل مشوار اكده قبل ما ارجع على الارض
شيخون : خلاص .. روح انت و يمكن ابقى احصلك بعد شوى
اما شيخون فهو الاخر قد ترك حكم و ذهب الى داره ، ليجد زينب و زينة تجلسان معا و كل منهما بيدها كتاب و تستذكر به فقال : ايه يا اولاد بتعملوا ايه
زينة : اهلا يا ابة ، بنذاكر
شيخون : و انتى يا زينب رجلك عاملة ايه دلوك
زينب : الحمدلله يا ابة ، فكيت الرباط خلاص
شيخون : بس اياكى تهمليها برضيك
زينب : حاضر
شيخون : امكم فين اومال
زينة : فى دار جدى
شيخون : مش بعادة يعنى تروح فى وقت وخرى اكده ، فى حاجة و اللا ايه
زينة و هى تتبادل النظرات مع زينب : مش عارفة يا ابة ، بس ستى عزيزة كلمتها و كانت عايزاها
شيخون : ماشى ، انى هطلع اجيب حاجة من فوق و يمكن ابقى اروح اجيبها لو عوقت بزيادة
اما سميحة فبعد ان اغلقت الهاتف مع جابر التفتت لامها التى كانت تجلس بجوارها و قالت : عاجبك اكده ، اهو قلب عليا
عزيزة : انتى اللى باينك مابقيتيش قادرة عليه
سميحة : هو من النوبة اللى فاتت قاللى ما اهوبش ناحية الارض نوبة تانية ، و قلتلك انه هيغفلقها على دماغى ماسمعتيليش من اصله
حسنة : انا بدى اعرف ايه لازمتها الحركة دى من اساسه يا امة ، و بعدين افرضى كان قال لها انه رايحلها الارض ، كان ايه يعنى اللى هيوحصل
عزيزة : كنت هبقى عارفة انه لسه فى ايدها كيف العجينة ، انما دلوك لاا ، ده عاوز يتحكم فيها و يمشيها على الحبل
سميحة بامتعاض : و هو انى كنت اشتكيتلك
عزيزة : هو انتى يا موكوسة مش حاسة انه اتقلب حاله من وقت ما اتصالح مع جوز خايتك
سميحة بتردد : و ايه يعنى ، و بعدين هو بيغير عليا ، جابر طول عمره دمه حامى ، و لجل اكده مش عاوزنى اروح له الغيط نوبة تانية قدام الانفار و الاوجارية
عزيزة و كأنها تحدث حالها : ياخوفى لا تكون الحكاية حاجة تانية خالص غير اكده و الارض تضيع من يدنا
سميحة : انى ما يهمنيش الارض دى من اصله ، انى جابر عندى بالدنيا كلاتها
عزيزة : اكتمى .. و لو حدتك تقوليله امى عايزاك
سميحة : عايزاه فى ايه بقى
عزيزة بسخرية : عاوزاه يتم الجوازة يا عنيا ، انى مش عاجبنى الحال ده ابدا ، على الاقل اعرف اللى فى نيته
سميحة : يا خوفى لاتغفلقيها على دماغى و تهدى كل اللى عملته قبل اكده
لتسمع سميحة صوت هاتفها لتجد ان جابر هو المتصل ، و عندما نطقت باسمه اختطفت امها الهاتف من يدها و قامت هى بالرد على جابر و قالت : ازيك يا جابر
جابر بحمحمة : اهلا يا خالة كيفك
عزيزة : بخير يا ولدى طول ما انت بخير ، بس كنت عاوزاك فى كلمتين اكده
جابر : خير
عزيزة : خير يا ولدى ، ياريت تاجى تشرب معانا الشاى و نتحدت براحتنا
جابر : ماشى ، هعدى عليكم بعد صلاة العشا
و بعد ان انهت عزيزة الاتصال نظرت الى سميحة قائلة بحزم : جابر جاى بعد صلاة العشا ، مش عايزة اشوف طرف توبك طول ماهو موجود
سميحة بامتعاض : و ليه بقى
عزيزة : اللى قلت عليه يتنفذ احسنلك يا بنت تهامى
حسنة : و مين اللى هيضايفه طيب يا امة
عزيزة : ماحدش له صالح
لتنهض حسنة قائلة : خلاص .. انى ماشية ، ماعدش لقعدتى عازة
عزيزة : انى اصلا لسه ما اتحددتش معاكى فى اللى كنت عايزاكى فيه
حسنة : ما انتى قعدتى تتحدتى عن الفرح و جابر و مواضيع كتير قوى ، فى ايه تانى
عزيزة : زينب
حسنة بانتباه : مالها اللى ينخفى قطرها .. عملت ايه
عزيزة : ماعملتش حاجة ، بس يعنى .. مش المفروض تتجوز بقى ، مابقيتش صغيرة
حسنة : انتى شايفالها عريس و اللا ايه
عزيزة : و نشوف لها ليه ، ما زين ولد اخوكى موجود و هو اولى من الغريب بيها و بالعز اللى شيخون هيمرمغها فيه
حسنة : هو زين قال لك حاجة
عزيزة : و هو زين ممكن يقول لاا على زينب ، مال و جمال و اصل ، و تربية عمته ، هيعوز ايه تانى اكتر من اكده ، و اهم هم الجوز هيتخرجوا السنة دى ، يعنى ماعدش لحد فيهم حجة
حسنة : ايوة يا امة ، بس الحكاية دى بالذات انى ما اقدرش افاتح فيها شيخون ابدا ، البت دى بالذات اللى بياجى يمتها شيخون بياكله بسنانه
عزيزة : انى بس عاوزاكى تجسى نبضه من بعيد لبعيد ، و سيبيلى انى الباقى
كانت سهى قد دخلت الى غرفتها بصحبة حمدى الذى جلس على الفراش و قال : اقعدى يا سهى ، بدى اتحدت معاكى شوي
لتجلس سهى الى جواره فى صمت دون النظر اليه ، لتسمعه يقول : بصيلى يا سهى و انا بحدتك ، بدى احس انك سمعانى و فاهمة حديتى زين
لترفع سهى عينيها اليه بخجل لتجده ينظر لها و يبتسم اليها ابتسامة هادئة ثم قال بمرح : العباية هتاكل منك حتة ، يارب تكون عجبتك
سهى و هى تزدرد لعابها بصعوبة : حلوة قوى .. تعيش و تجيب
حمدى : انى طلبتهالك من على النت مخصوص ، اول ما شفتها.. شفتك فيها ، و قلت فى بالى .. ليه ماجيبهالكيش و تلبسيها فى الفرح و تبقى اكنها فستان الفرح ، حاكم انى عارف انه مايصحش نلبسى فستان فرح فى ظروفنا دى ، لكن لو بيدى كنت جيبتلك
انى عارف ان ابويا و امى اتحدتوا قدامك و معاكى قبل سابق فى اللى انى عاوز اقولهولك دلوك ، بس برضك عاوزك تسمعيه منى انى كمان
ولاد فتحى الله يرحمه فى دارنا من اكتر من سنة دلوك ، يعنى مش محرومين منيهم مثلا و عشان اكده اتجوزتك لجل نضمن عيالنا فى حضننا زى ما ناس ياما بتعمل
انى لما قلت يا جواز من بعد ما طلقت سميحة ، امى سألتنى و قالت لى عاوز مين ، كل اللى فكرت فيه و قلتهولها وقتها .. انى عاوز واحدة تشبه لسهى
قلتلها عاوز واحدة طيبة كيف سهى و حنينة كيف سهى ، و لسانها حلو كيف سهى ، قلتلها شوفيلى واحدة كيف سهى فى كل حاجة
لقيت امى ضحكت و قالتلى طب و ليه ندور بقى على واحدة كيف سهى فى كل حاجة و سهى نفسيها موجودة ، طب ما تتجوز سهى
وقتها حسيت انى اتخضيت ، لكن لقيت ابويا بيقوللى ان ده يوم المنى ، و لقيته هو و امى ميالين للحكاية دى ، امى قالتلى وقتها .. ما تتاخدش اكده ، و انى لا هبقى اول و لا اخر راجل يتجوز ارملة اخوه ، و ان انى اولى بيكى من اى راجل غريب
اول ما سمعت كلمة راجل غريب دى حسيت انى اتقبضت و انى مش هبقى مبسوط ابدا لو شفتك فى دار راجل تانى
يمكن فى الاول كنت باصص ليها من جيهة انك أرملة فتحى .. لكن يوم بعد التانى ، حسيت انى رايدك ليا ، مش عشان انتى ارملة فتحى اخوى لاا ، عشانك انتى ، عشان انتى سهى و بس
و لما قلت لامى انى رايدك .. كنت خايف لا تزعل منى ، لكن لقيتها فرحت ، شفت فرحتها فى عينيها هى و ابويا
حسيت انى عاوز ابتدى معاكى دنيتى من الاول ، نفسى تنسينى كل اللى عدى عليا قبل اكده ☺️
اما جابر ، فبعد ان انتهت صلاة العشاء توجه الى دار التهامى ، و عند وصوله كانت عزيزة فى استقباله مع زوجها ، و بعد ان جلس بصحبتهم قالت له عزيزة : اسمع يا جابر يا ولدى .. انت قريت القاتحة مع عمك تهامى و بكر و شيخون ، و حددتوا كمان معاد الجواز ، لكن يا ولدى فى حاجات مهمة لازما تتعمل و انى مش شايفة ان فى ايتها حاجة بتتم من وقتها لحد دلوك
جابر : حاجات زى ايه يعنى يا خالة اللى انتى تقصديها 🙄
•تابع الفصل التالي "رواية وشم على حواف القلوب" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق