رواية على القلب سلطان الفصل الثامن 8 - بقلم آية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
البارت الثامن من رواية ❤ على القلب سلطان ❤
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة .....
القت كلمتها امامه فتصنم جسده بالكامل ينظر لها بزهول ... ظل على حالته لا يستوعب ما تفوهت به ... كذلك هي التى وعت على حالها ..
وقف مسرعاً يبتعد قليلاً يواليها ظهره وعقله كالاسواق المفتوحة لا يميز شيئاً ...
اما هى فوقفت تردف معتذرة بخجل وندم _ سلطان ... انا اسفة ... انا مش عارفة انا قولت كدة ازاي ... بس انا مشتتة فعلاً .... كنت بدور على حل واتكلمت من غير ما افكر .
لف جسده وعاد اليها ينظر لها بقوة واردف بصدق _ اوعى تقولي كدة ... انتى قيمتك اكبر من كدة بكتير ... انتى اكبر من انك تطلبي من حد طلب زي ده ... انا عارف كويس الضغط اللى عليكي ... بس انا من الشرق وانت من الغرب ... الفرق بينا كبير اوى يا سيلين هانم ... الفرق هدفع تمنه من كرامتى ومن راحتى ... صدقيني انا فعلا حابب اساعدك ... حابب احميكي ومستعد اعمل علشانك اي حاجة حتى لو فيها روحي مش هتأخر بس فيه حاجز كبير اوى بينا ... حاجز مهما حاولت مش هقدر اتخطاه ... فهمانى ! .
نظرت له بحزن وخزى ثم اومأت حتى تهرب من الموقف بأكمله ثم التقطت حذاؤها وفرت هاربة من امامه وهو لم يتركها بل اسرع خلفها الى ان وصلا الفندق ..
دلفت الى الاستقبال وطلبت كارت القفل الخاص بغرفتها وكذلك هو وصعدا سوياً في المصعد وكلٍ منهما فى افكاره لم يتفوه احداهما بحرف الى ان وصل المصعد وخرجا الاثنان يبحثان على الغرف التى كانت متجاورة ..
دلفت سيلين غرفتها واغلقت سريعاً وارتمت تبكي على الفراش بتعب وتأنيب وخزى من نفسها ... كيف سمحت لنفسها ان تطلب طلباً كهذا ! ... هل تعرض نفسها على احدهم ! ... ماذا يظنها الآن ؟ ... هل وصل بها الامر الى هنا ! .
اما هو فدخل غرفته وجلس بتعب يفكر فى تلك التى شغلت قلبه وعقله مؤخراً ... صراع داخلى يلازمه بين ما كان سيفعله وبين الفتاة التى تسمى خطيبته وبين تلك التى تثق به .
يعترف انه لم ينجذب لغيرها مثلما فعل معها .... حتى خطيبته هى التى احبته واختارته وليس هو ... يعترف ان قلبه دق بعنف لها ولدموعها ... يعترف لنفسه انه اخطأ ويبدو ان خطأه سيكون سر عذابه ... يعترف انها تمتلك اجمل عيون رآها وابرء ملامح ...
تنهد بقوة مردفاً باختناق كأنه يحدث شخصاً آخر _ وريني بقى هتخرج منها ازاي يا سلطان ؟ .
&&&&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
فى شقة نبيل مساءاً ... يجلس بضيق بسبب عدم معرفته مكان تواجد سيلين .
لقد ذهبت من الشركة على عجلة ولم تعد ثانياً وهذا ان دل فإنه يدل على شئ سئ قادم فى طريقه اليه .
وهذا المعتوه سلطان لا يجيب على اتصالاتى ولا حتى رسائلي .
رن هاتفه معلناً عن اتصال من احدهم ... ترقب الاسم واجاب بحذر _ الو !
اردف الطرف الآخر بلهفة _ نبيل بيه ... سيلين هانم هنا فى شرم ... انا شوفتها واقفة مع العمال قدام باب المصنع ... بصراحة مكنتش متأكد اوى لانى كنت شايفها من بعيد ... بس فضلت وراها لحد ما لقيتها داخلة فندق هى والحارس اللى معاها .
نظر نبيل للامام بحقد ووعيد مردفاً بفحيح _انت متأكد ؟
اردف الاخر بثقة وتأكيد _ متأكد يا نبيل بيه .
اغلق الخط ووقف يفكر بوعيد مردفاً _ ماشي يا بن ال**** .
رن جرس الباب فاتجه ليفتح فوجد ابنه ادم يقف مائلاً مستنداً على الباب يتطلع له بتيه .
نظر له نبيل باشمئزاز مردفاً _ انت سكران ! .
ضحك ادم ساخراً يردف وهو يدلف للداخل _ لاء فايق .
دلف ادم وجلس باهمال على المقعد واتجه نبيل يجلس بجواره بعدما اغلق الباب يردف بشرود _ عرفت ان سيلين راحت شرم الشيخ ... اكيد وصلها خبر بالعامل اللى مات ... وابن ال**** اللى اسمه سلطان مبيردش عليا .
ضحك ادم مردفاً بعتب _ قلتلك متضمنش واحد زي ده مسمعتنيش ... اشرب بقى ... اهو لف عليها اهو وهيكوش على كل حاجة لوحده .
نظر له بصدمة مردفاً _ دانا ارمي جتته لكلاب السكك ولا حد يعرفله طريق جره ... ده حتة عيل ميسواش مالوش لا اصل ولا فصل ... هو فاكر انه هيفلت من ايدي ..
نظر ادم لوالده واردف بخبث _ توء ... غلطان ... كدة هتخسر ... خطتك معاه هتتعرف وسيلين هتأمن نفسها كويس وهيبقى توقيعها مستحيل ... الاحسن انك تبلغه ان خلاص انت صرفت نظر عن الخطة دى وتديله قرشين وتمشيه ... وتشوف رد فله ايه لو حور وقتها انا هدخل ... متقلقش .
نظر نبيل لابنه مردفاً بتساؤل _ هتتصرف ازاي ؟ .
اردف ادم بخمول ونعاس وهو يتمدد على الاريكة _ متقلقش ... عندى خطة ب ... بس قولي اهم حاجة محدش يعرف عن الخطة اللي بينك وبين سلطان حاجة ... مش كدة ! .
اومأ نبيل مردفاً _ مافيش غيرك ... لا اختك ولا ولاد عمك يعرفوا ...واصلا هما فى دنيا تانية ... واضح ان مبقاش يهمهم .
اردف ادم وهو يكاد يغلق عينه _ تمام ... حلو اوى ... تصبح على خير يا نبيل بيه .
غفى سريعاً بينما يتطلع نبيل عليه بتعجب ويفكر فيما يمكن ان يحدث
&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
فى صعيد مصر
تحديداً فى محافظة سوهاج
استيقظ الجد توفيق فجراً على حلم راوده عن حفيده سلطان ابن المرحوم ابراهيم ...
فُتح عينه ينظر الى سقف الغرفة بشرود فى امر هذا السلطان الذى دائما يراوده فى احلامه ... ايمكن ان يكون اخطأ في حقه ! ... ايمكن ان يكون عزيز قلبه ابراهيم حزين الآن لاجله ! ... ماذا عليه ان يفعل ؟.
قام من على الفراش ليؤدى فريضة الفجر متمتماً وهو يتجه للوضوء _ استغفر الله العظيم واتوب اليه .
توضأ وخرج من غرفته ينادى ابنه محمود مردفاً بنبرة صارمة _ محمود ... محموووود ... يالا نلحق الفجر حاضر .
نزل محمود بسرعة يرتدى جلبابه بعد ان توضأ ثم دنى من يده يقبلها مردفاً باحترام _صباح الخير يا بوي ..
اومأ توفيق برأسه مردفاً بثبات _صباح الخير يا ولدى ... يالا نلحج الفجر
اومأ محمود وهو يتجه مع والده مردفاً _ يالا يا بوي اتفضل .
خرج الاثنان متجهين الى المسجد القريب وادوا صلاة الفجر جماعة ثم عادوا سوياً واثناء عودتهما اردف توفيق بتساؤل _ متعرفش حاجة عن ولد اخوك يا محمود ؟
اردف محمود برتابة _ اكيد يا بوي ... انا عيني مبتغفلش عنيه بردو ... ده ابن الغالي ... بس لو تحنن جلبك عليه يا بوي ... وتبعت تجيبه وسطينا إهنا هو وامه ... يساعدنى فى شغلنا ويشيل عننا شوي ويكون عون لاخواته البنات .
ولأول مرة لم يغضب توفيق بل تنهد مردفاً _ يا ولدى انى جلتله جبل سابج ييجي ويعيش وسطينا ووسط اخواته ... بس هو مرضيش يسيب امه ...وانى مش جادر اشوفها جدامى ... ده اللى كانت السبب فى موت ابني يا ولدى وهى السبب فى بعده عن مرته وعياله .
اردف محمود بترقب _ ده اللى انت سمعته يا بوي ... بس محدش عارف الحجيجة فين ... فكر يا بوي ... انا عارف ان روايح بنت عمى غالية عنديك جوي ... وابوي الحاج جبل ما يموت موصيك عليها زين ... بس بردو انى عارف اخوه الله يرحمه ... وخابر انه مش ظالم ... هو كان بيحب ام سلطان وكان بيرتاح عنديها يا بوي ... وياعالم الحجيجة فين .
اردف توفيق بصلابة _الحجيجة انه اتجوزها من غير علمى ... وروايح اتظلمت يا ولدى ... وانت عارف زين ان حج الراجل الشرعي انه يتجوز واحدة واتنين وتلاتة واربعة بس يعدل بيناتهم يا ولدى ... وان معدلش يبجى هي واحدة بس ... واصلا ربنا سبحانه وتعالى جال (ولن تعدلوا ) يبجى ليه يعمل اكدة ويجهر قلب بت عمك ؟
تنهد محمود مردفاً باقناع _ ما يمكن مكانش مرتاح يابوي معاها ... انت خابر زين ان روايح حمجية ودايما صوتها عالى ... وده طبع الراجل معيحبوش واصل ... وخصوصا اننا صعايدة يا بوي ومنحبش صوت الحرمة يبجى عالي علينا ... فكر زين يا بوي ... فكر وشوف هتعمل ايه علشان اخوي يبجى مرتاح فى قبره .
اومأ توفيق بصمت ودلفوا البيت بعد ان قضوا الطريق فى الحديث .
&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&
استيقظت سيلين وقد ارتدت قناع الصلابة مجدداً .. حيث من يراها يظنها شخصاً آخر تماماً .
اجرت اتصالتها اللازمة لشراء ما يلزمه المصنع ونقل المعدات القديمة فوراً وها هى تستعد للذهاب الى منزل العامل المتوفي لارضاء اهله .
كانت قد ابتاعت ملابس منمقة من خلال الانترنت وذلك عن طريق البيدج الخاص بمحل ملابس معروف فى شرم الشيخ اعتادت على الشراء منه عند مجيئها الى هنا .
ها هو الباب يطرق يبدو ان طلبيتها قد وصلت ... فتحت الباب وتناولت الاغراض بيدها وقد تم دفع المبلغ عن طريق حسابها البنكى .
ارتدت ما ابتاعته والذى عبارة عن دريس احمر واسدلت شعرها الحريري الاسود ثم تطلعت لنفسها فى المرآة ها هى الصورة التى تريد ان تظهر بها ...
اخفت عيونها بتلك النظارة ذو الايطار الذهبي وحملت الكيس الورقي الآخر وخرجت من غرفتها .
اتجهت تطرق الباب المجاور ففتح سلطان الذى لم يبدل ثيابه بل خلع جاكيته وظل بالقميص الابيض وقد فُتح ازراره الاولى ليعطى له شعوراً بالراحة قليلاً .
نظر لها بعيون ناعسة وشعر مشعتت يبدو انه استيقظ للتو ... كانت تتطلع لملامحه الوسيمة من خلال نظارتها براحة فهى تخفي عيناها المشتاقة عنه .
اردف بتساؤل _ سيلين هانم ! ... هي الساعة كام دلوقتى ؟
اردفت بجمود وهى تناوله الكيس الورقي _ البس دي ... بسرعة ... هستناك تحت .
كادت ان تغادر فأوقفها مردفاً بلغة آمرة _ استنى مينفعش تنزلي لوحدك ... ياريت تدخلى اوضتك لحد ما اخلص ... ثوانى وهخرج .
نظرت له ثم اردفت بحدة وتصميم _ انا هنا اللى اقول ايه ينفع وايه مينفعش ... ياريت كلامى يتنفذ ... انا مستنياك تحت .
خرج من غرفته واردف مشاكساً بنبرة مهددة _ خلاص يبقى هنزل كدة .
توقفت تقلب عيناها بضجر قليلاً رافعة رأسها للاعلي ثم التفتت تنظر له فوجدت التحدى فى عينه فقررت العودة لغرفتها وانتظاره .
اما هى فضحك ودلف غرفته وفتح ما اتت به فوجد قميص اوف وايت وبنطال جينز ازرق وملابس قطنية داخلية وعطر رجالى ..
اعجب بذوقها وباهتمامها به ودلف المرحاض مغتسلاً سريعاً ثم ابدل ثيابه ومشط شعره ووضع من العطر الذى احضرته وخرج متجهاً الى غرفتها ورفع يده ليطرق ففتحت الباب يبدو انها شعرت به .
نظرت له فوقف على حافة الباب يردف وهو يتطلع لها يسألها عن ما يرتديه _ ايه رأيك ؟ .
كان مظهره جذاباً جداً ... ارضى عيناها المحبة ولكنها اردفت بجمود _ يالا اتأخرنا .
مرت من جانبه وهو خلفها يجز على اسنانه بغيظ منها ومن اسلوبها الذى هو يعلم اسبابه جيداً وللحقيقة يفضل طريقتها هذه حتى يريح ضميره قليلاً .
نزلا للاسفل وخرجا فوجدا السيارة تنتظرهما امام الفندق ... فتح الباب لها فركبت ونظر لها وجدها تنظر للامام بصلابة بينما لو كانت النبضات مرأية لفضحت امرها .
اغلق الباب وركب هو ف الامام وانطلق السائق حيث المصنع اولاً .
بعد قليل اردف سلطان محدثاً السائق _ اقف على جنب هنا يا اسطى .
توقف السائق وترقبت سيلين فنزل سلطان وابتاع مشروب القهوة وبعض الفطائر له وللسائق ولسيلين .
عاد حاملاً اياهم ومد يده يناولها الطعام والقهوة مردفاً _ ياريت تفطرى الاول ... انتى مأكلتيش حاجة من امبارح .
احبت اهتمامه وفعلته تلك برغم انها تحاول التظاهر بالثبات بعد ما حدث امس ... ولكنها حقاً جائعة ... تناولت منه مردفة ببعض الترقي _ ميرسي .
سعد كثيراً ثم شرع هو فى تناول ما احضره كما فعلت هي اما السائق فانتظر الى ان يصل .
وصلت السيارة امام باب المصنع ... نزل سلطان اولاً ونزلت سيلين ثم دلفا الى المصنع فوجدا الجميع على قدم وساق وقد تم تشميع الآلات القديمة حتى يتم استبدالها بأخرى .
كان العمال فى حالة فرحة وامتنان لهذه المديرة التى نفذت طلباتهم وحافظت على ارواحهم .
ابتسمت سيلين برضا مردفة بصوت عالى _ صباح الخير .
رد العمال جميعاً وتحدث كبيرهم شاكراً _ شكراً يا سيلين هانم ... اول مرة نطلب طلب ويتنفذ بسرعة كدة ... العمال هنا كانوا عايزين يجيبوا نبيل بيه بس انا صممت اننا نطالب ان حضرتك اللى تيجي لانى متأكد ان الوضع مش هيرضيكي .
اردفت سيلين بامتنان _ انا اللى بشكركوا انكوا فعلا جبتونى وعرفتونى ايه اللى بيحصل من ورايا ... وبالمناسبة ... رواتبكم هتزيد بنسبة ٢٠ % ... وده اعتبروه شكر منى لتعبكم معانا طول السنين دي ... واى طلبات تحتاجوها ياريت تتواصلوا مع سكرتيرة مكتبي وهى هتبلغنى .
شكرها الجميع بامتنان بينما هى اشارت لكبيرهم مردفة باحترام _ ممكن تيجي معايا توريني بيت العامل اللى اتوفى ! .
اومأ الرجل بسعادة مردفاً _ اه طبعا يا هانم اتفضلي .
قالها وهو يشير ان تسبقه فخرجت وتبعها سلطان والرجل ..
تلقائياً اتجه الرجل يركب بجانب السائق فنظرا سلطان وسيلين الى بعضهما بينما اردف سلطان وهو يهز كتفيه _ عندك حل تانى ! .
ابعتدت نظرها عنه بصمت وركبت مكانها بينما لف سلطان للجهة الاخرى وركب مجاوراً لها ولكنه حاول جاهداً الابتعاد عنها مسافة مناسبة نظراً لتحفظها ولاحترامها الذى يراه ويستشعره دائماً .
اما هى وبرغم ادعائها القوة والصلابة الا انها التصقت بالباب كالقط المزعور وهذا حتى لا تحتك به نهائياً وهذه هي سيلين ... فبرغم عدم ارتداؤها للحجاب الا انها تلتزم بقواعد الدين والاصول ... حقاً تتمنى ارتداؤه فى اقرب وقت ... فوالدها حرص على تعليمها الدين الاسلامى بالطريقة الصحيحة ... كذلك فعلت والدتها ولكن يبدو ان قرار الحجاب تُرك لها ..
توقفت السيارة بعد فترة امام احد البيوت التى يحيط سقفها اغطية خشبية ... يبدو منزل قديم متهالك ...
نظرت له سيلين بحزن وشفقة ... نزل الرجل المسن مردفاً بصوت عالى _ هو ده البيت يا سيلين هانم .
نزلت سيلين تنظر للبيت بتعجب ... نزل سلطان متفحصاً ايضاً ... تذكر منزله وتذكر والدته التى مؤكد تشبه سيدة هذا المنزل ..
خطى الرجل وطرق باب المنزل ففتحت طفلة فى ال٧ من عمرها تبتسم ابتسامة ساحرة آسرت قلب سيلين ... وبرغم شعرها الاصفر المشعتت ووجهها الذابل وملابسها القديمة الا ان ملامحها جميلة حقاً .
تساءلت الطفلة بترقب _ انتو مين ؟
اقتربت منها سيلين ودنت لمستواها مردفة بهدوء وحنو _ انتى اسمك ايه ؟
اردفت الطفلة بدلال وخزى _ اسمى صفية .
ابتسمت سيلين تردف بحب _ اسمك جميل اوى يا صفية ... ممكن تنادى لماما .
اسرعت الطفلة للداخل تنادى والدتها التى حضرت بعد قليل مردفة وقد عرفت الرجل المسن _ اهلاً يا عم حميد ... خير ؟
اردف الرجل بسعادة _ دى سيلين هانم يا ست ام عبده ... مديرة المصنع ... وهى جاية علشان تطمن عليكوا وتشوف طلباتكوا ايه ؟
نظرت لها السيدة بغضب ثم اردفت بحدة وكبرياء وحزن تجلى فى ملامحها _ ماليش طلبات ... لو تقدر ترجع راجلى ماشي ... غير كدة انا مش عايزة حاجة من حد .
اردفت سيلين بحزن وقلة حيلة محاولة تهدأتها _ اسمعيني يا ست ام عبده ... انا بجد أسفة جدااا عن اللى حصل ده ... وعارفة انه شئ بشع ... انا زيكوا اتحرمت من بابا وماما ... بس فعلاً انا ماليش اي ذنب فى موت زوجك ... وهحاول على اد ما اقدر انى اتكفل بيكوا شهرياً واي طلب انا تحت امركوا .
نظرت لها السيدة بترقب ثم اردف بهدوء نسبياً _ روحى لحال سبيلك يا ست ... احنا مبنقبلش العوض ... عوضنا على الله .
حزنت سيلين كثيراً وحاولت التحدث ثانياً الا انّ فتى ذو ١٥ عاماً خرج من خلف والدته بغضب يحمل سكيناً مردفاً وهو يتقدم من سيلين _ اوعى ياما روحها قصاد روح ابويا .
الا ان سلطان اسرع يحمله بذراع واحد مبعداً اياه بكل سهولة عن سيلين ومتحكماً فى حركته ثم تناول منه تلك السكين تحت نظرات الرعب التى ظهرت على وجه سيلين وتلك السيدة تترقب حدوث ما يمكن ان يحدث لابنها ..
كاد سلطان ان يعنفه فأردفت السيدة بدموع _ سيبوا يا باشا حقكوا عليا ... سامحيه يا هانم هو بس حزين على موت ابوه .
نظرت سيلين الى سلطان واردفت بآمر _ سيبوا يا سلطان .
تركه سلطان ولكن ظل متحفظاً عليه ... اتجهت اليه سيلين وتحدث بلين وهدوء وتفهم _ انت اسمك ايه ؟
نظر لها الفتى بغضب واردف _ عبده .
اومات مسترسلة _ اسمع يا عبده ... لما تقتلنى هتروح السجن ... وهتسيب مامتك واخواتك لوحدهم يتبهدلوا خصوصا بعد وفاة والدك ... وهتبقى عذبت والدتك للمرة التانية وحرقت قلبها عليك ... لو كان الانتقام سهل كنت انا اول واحدة انتقمت من اللى عذبونى وحرمونى من ابويا وامى ... صدقنى اللى حصل مع والدك ده قضاء وقدر ... انا مش هقدر اقولك هعوضك لانى عارفة كويس موت الاب بيعمل ايه فى الابن ... بيكسر ظهره نصين وهو عايش ... بيحوجه للناس يا عبده ... بس انت لازم تقوى وتفكر بعقلك علشان خاطر مامتك واخواتك ... لازم تعوضهم وتكون راجل جدع وشهم يعتمد عليه ... فاهمنى ؟ .
نظر لها مطولاً ثم اردف بجرأة _ يبقى اشتغل في المصنع مكان ابويا .
اردفت متسائلة بسعادة _ انت في سنة كام ؟
اردف الفتى _ فى تالتة اعدادى .
اومأت مستكملة _ تمام يبقى تكمل دراستك وتشتغل فى الاجازة ومصاريف تعليمك انت واخواتك عليا ... وفيه معاش شهرى هيوصل لكم كل اول شهر .
هز رأسه معارضاً يردف بكبرياء _ احنا مش محتاجين حاجة من حد .
اردفت مقنعة _ ده مش تفضل منى ولا تعويض .. ده واجب ودين عليا ... ولو انت عايز تحقق حلم بباك يبقى تسمع كلامى ... تمام ! .
نظر الفتى لها ثم لف نظره لوالده التى تومئ له بدموع فاردف بثبات _ ماشي .
اومات سيلين مبتعدة براحة بينما وقفت امام السيدة تردف بهدوء _ انا بجد مهما اقول مش هقدر اطيب خاطركم ... بس ان شاء الله اللى جاي احسن ... اوعدكم ان طلباتكم كلها هتكون دين فى رقبتى ... وانا هكلم مختصين علشان البيت بتاعكم لازمه تصليح ... محتاجة اي حاجة تانية ؟
ابتسمت السيدة بسعادة وقد رأت الطيبة والحنو فى قلب هذه الفتاة مردفة _ شكراً يا هانم ... شكرا .
ارتاح قلب سيلين و فتحت حقيبتها واخرجت ظرف ابيض مغلق وناولته لها ثم شكرتها ونظرت للرجل الذى كان يتابع مردفة _ تعالى نوصلك يا عم حميد .
اومأ الرجل وركب معها بينما هى نظرت لسلطان وجدته شارداً بها فابعدت نظرها سريعاً قبل ان يفضحها توترها واسرعت تركب فى الخلف بينما هو لم يلاحظ حتى ذلك لقد كان شارداً فيها حقاً ... انها حلم كل رجل ... وليس هذا فقط بل حلم جميل صعب المنال ... انها فتاة رائعة ذو قلبٍ صنع من اثمن مجوهرات العالم ... كيف لها ان تكون بكل هذا الحنين والطيبة والنعومة ! ...
اردف لحاله بصوت داخلى _ سلطان ! ... انت حقاً اكثر الرجال حظاً ... لقد ارادتك زوجاً لها ... لم ترغب بك كغيرها من النساء التى تعرفت عليهن ... بل ارادتك شريك لحياتها الوحيدة ... ارادتك حامى ومأمن لها ... احتاجتك كرجل حقيقي فى حياتها ! ...
فكر قليلاً سلطان ...فكر فى الامر ثانياً ... يمكن ان يكون لك حياة معها ... يمكن ان يكون قدر لك الله ان تعشق فتاة مثلها ...كنت تريد المال ... فلماذا لم يعد يهمك مالها الان ؟! ... لما اصبحت لا تريد سوا قربها ! ...
هل القت عليك تعويذة اصابت قلبك يا رجل ! ... ولكن ماذا عن ... لمياء ! ... ماذا عن تلك الخطة اللعينة ... انسيت امرها يا خائن ... ولكن ... ولكن ... ولكن ماذا ؟ ... اولم تكن هذه نتيجة اقناعها لك بقبول الامر ! ... اه يا سلطان اه انت فى امر صعب يا رجل .
لم يفق الا عندما اردفت سيلين من خلال النافذة بصوت عالى _ سلطان يالا .
نظر لها ثم لف نظره الى الفتى الذى يجاوره فمد يده وتناول كف الفتى وفتحها ووضع بداخلها السكين مردفاً بفحيح _ متعملش كدة تانى .
غادر يركب فى الخلف ايضاً وغادرت السيارة على الفور ..
اوصلا العم حميد واتجها سريعاً الى المطار حيث رحلة العودة الى القاهرة وكلٍ منهما يفكر فى امر الآخر .
كانت رحلة العودة صامتة تماماً ... قضت سيلين نصفها ف النوم كعادتها بينما سلطان قضاها كاملةً فى تأملها والتفكير فى عرضها الذى بالتأكيد سيغير حياته ..
نزلت سيلين من السيارة وهو خلفها ... اردفت وهى ترتدى نظارتها _ انا هروح القصر .... كدة كدة يوم العمل قرب يخلص فى الشركة .... وانت تقدر تروح تطمن على والدتك وترتاح .
اومأ مردفاً بثبات _ تمام .
غادرا فى تلك السيارة التى كانت تنتظرهما واوصل سلطان سيلين الى القصر وعاد هو الى منزله مع السائق التى صممت سيلين ان يوصله .
دخل سلطان منزله فوراً ينادى على امه مردفاً _ أما ... يا حاجة منيرة ! .
خرجت منيرة من احدى الغرف تردف بفرحة _ سلطان ! ... حمدالله على السلامة يا روحى .
اتجه يقبل يدها مردفاً بحب واشتياق _الله يسلمك يا ست الناس ... وحشتيني يا اما .... قولي بقى طابخة ايه انا واقع من الجوع .
اردفت بحنين وهى تسرع الى المطبخ _ يا حبيبي ... حالا ... انا كنت عارفة انك هترجع جعان علشان كدة عملتلك محشي .
شمر سلطان عن ساعديه مردفاً بحماس_ ايوة بقى يا ست الناس هو ده .
بعد قليل تناولا غدائهما سوياً وعقله شارداً فى امر سيلين ... هل اكلت ام لم تأكل يا ترى ! ...
نظر لوالدته يريد اخبارها بكل ما حدث وبكل ما يحدث داخله ولكنه يعلم رد فعلها فقرر الصمت ..
&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
عند سيلين التى صعدت على غرفتها بعدما اخبرت علية بمجيئها وابدلت ثيابها بأخرى مريحة تناسب النوم وجلست على الفراش تتصفح الانترنت وتتابع الملفات التى ارسلتها لها وداد بعناية ودقة بينما طرقات خفيفة على الباب تبعها دخول علية تحمل صنية صغيرة مردفة بحنو _ نمتى يا سيلين ؟
رفعت سيلين رأسها تتطالعها بابتسامة وود _ لاء يا دادا تعالى .
اتجهت الى الطاولة ووضعت عليها الصنية مردفة بحنو _ جبتلك الغدا ... انتى اكيد جاية جعانة ومش هتقولي ... انا عرفاكى .
ابتسمت تردف _ فعلا يا دادا ... انا فعلا جعانة جدااا ... بس كان فيه شوية ملفات بقرأهم وهاجى آكل .
هزت علية رأسها معترضة باصرار تردف _ لاء ... اقفلي اللاب وتعالى الاول .
اطاعتها سيلين وبالفعل اتجهت تجلس امام الطاولة تنظر بشهية الى الاطباق وما تحتويه ثم شارعت فى تناول الطعام بينما غادرت علية وشردت هى تفكر فى امر هذا السلطان الذى احتل عقلها لامتلاكه قدر من الهيبة والثبات يميزه عن غيره .
&&&&&&&
فى الصباح استعدت سيلين للذهاب للشركة ونزلت للاسفل بينما سلطان اتى مبكراً ينتظرها خارجاً بحماس ..
خرجت بعدما تناولت وجبة الافطار ..نظرت له ثم لفت نظرها مردفة _ صباح الخير .
اردف بتوتر _ صباح النور ... احم ... هو احنا ممكن نتكلم ؟ ! .
نظرت له بتعجب واردفت بتساؤل _ نتكلم ؟ ... خير ؟
حك انفه بسبابته واردف _ ينفع جوة ؟ .
نظرت للداخل ثم له واردفت بقبول _ اه طبعا اتفضل .
عادت للداخل وهو يتبعها الى ان دخلت غرفة المكتب الخاصة بوالدها ودلف هو خلفها ..
وقفت فى وسط المكتب تتطلع عليه بتعجب متسائلة بينما هو كان فى حالة لاول مرة تراه عليها .
ظل صامتاً ينظر للاتجاهات الاربعة فأردفت هي متسائلة _ سلطان ! ... خير ؟ اتكلم .
تحمحم واردف بتوتر وهى يحاول اخراج شيئاً ما من جيب جاكيته _ احم ... انا ... انا كنت .
اخرج علبة صغيرة منمقة واردف وهو يفتحها امام وجهها بخوف ويظهر منها خاتم زواج ذهبي رقيق _ كان نفسي اجبلك نجمة من السما ... لان مافيش اي حاجة تساوى قيمتك ... وعارف انه قليل اوى ... بس لازم منه .
نظرت للذى فى العلبة بتعجب وهى تضيق عيناها بينما ضربات قلبها تتسارع وتقرع كالطبول ولم تتفوه بل رفعت نظرها اليه متسائلة .
اردف هو بقليل من الجرأة _ تتجوزيني ؟ .
•تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق