رواية على القلب سلطان الفصل السابع 7 - بقلم آية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
البارت السابع من رواية ❤ على القلب سلطان ❤
بقلم /آية العربي
قراءة ممتعة ....
كانت تتابع سيلين عملها كعادتها وفجأة طرقت وداد الباب واردفت بلهفة صادمة _ سيلين هانم فى مشكلة كبيرة .
توترت ملامح سيلين وتسائلت بقلق _ خير في ايه يا وداد ؟
اردفت وداد بملامح منكمشة _ المصنع اللى فى شرم الشيخ حصل فيه حالة وفاة نتيجة اصابة عمل والعمال كلهم عاملين اضراب ومصممين انهم مش هيشتغلوا غير لما المدير العام يقابلهم ويكلموه .
اردفت بتساؤل وحزن _ حالة وفاة نتيجة اصابة عمل ازاي ؟ ... طيب شوفي المطلوب ايه منى وانا اعمله ؟ ... ده المصنع اللى عمى مسئول عنه والميزانية بتاعته هو المسئول عنها يا وداد يبقى ليه طالبين يقابلوا المدير العام ؟ ...
اردفت وداد وهى تهز كتفيها _ معرفش يا سيلين هانم ... بس اكيد فيه عندهم مشكلة ... ياريت لو تقدرى تسافرى وتشوفيها بأسرع وقت .
شردت للا شئ تردف بتأكيد _ اكيد عمى عمل عملة سودة .
ثم نظرت الى وداد وتابعت _ احجزيلي تذكرتين حالاً على شرم يا ود .
ثم التقطت سماعة الهاتف وحادثت سلطان مردفة على عجل _ سلطان ! ... اطلعلي لو سمحت .
اغلقت ونظرت للامام بشرود تفكر فى ما قد يكون احدثه عمها من مشكلات .
نظرت الى وداد مردفة بلغة آمرة _ وداد ... عمى ميعرفش انى مسافرة ... تمام ؟
اومات وداد مردفة بطاعة _ حاضر .... عن اذنك هروح احجز التذاكر ..
غادرت وداد وبعد دقيقة طرق الباب فسمحت للطارق ... دلف سلطان ينظر لها بترقب ... رفعت نظرها اليه واردفت _ سلطان احنا هنسافر شرم حالاً .
تعجب يميل برأسه قليلاً متسائلاً _ خير يا سيلين هانم ! .
نظرت له ثم اردفت بتبرير _ حصل حالة وفاة فى المصنع هناك والعمال عاملين اضراب وعايزينّى .
اومأ لها بتفهم مردفاً بثبات _ تمام .
رن هاتف مكتبها الداخلى فأجابت _ ايوة يا وداد ! ... تمام اوى .
اغلقت الخط ونظرت لسلطان مردفة وهى تلملم اشياؤها _ قدامنا ساعتين ... يادوب اروح القصر ابدل هدومى .
غادرت معه سريعا متجهين اللى القصر ..
وصلت السيارة ونزلت سيلين مردفة وهى تنظر الى سلطان بعجلة _ سلطان لو حابب تروح تغير بدلتك روح وتعالى .
هز رأسه مردفاً بثبات _ كدة تمام يا سيلين هانم متقلقيش ..
اومات له ودلفت الى القصر ومنه الى جناحها حيث ابدلت ثيابها سريعاً بأخرى مناسبة لهذه الرحلة وقد وضعت لوازمها الشخصية فى حقيبة يدها وغادرت بعد دقائق الى الاسفل حيث قابلت علية التى تسائلت بتعجب _ خير يا سيلين يابنتى ... حصل حاجة ؟
وضعت سيلين كفيها على كتف علية واردفت مطمئنة _ متقلقيش يا دادا كله تمام ... بس لازم اسافر شرم حالاً ... ومتقلقيش الحارس معايا ... وهكلمك اطمنك ... يالا سلام .
ابتعدت بينما لحقتها علية مردفة بحنو _ تمام يا حبيبتي تروحى وترجعى بالسلامة ... طمنيني يا سيلين ..
فى تلك الاثناء كان سلطان يهاتف والدته يخبرها بسفره المفاجئ كي تطمئن واخبر لمياء التى سعدت بسبب قربه من سيلين واقتراب تنفيذ ما هو مطلوب منه .
خرجت سيلين حيث ينتظرها سلطان واردفت وهى تشير لعلية مودعة اياها بينما ركبت السيارة وركب سلطان يردف بتساؤل _ نمشي ؟
اومأت له واردفت محدثة رأفت _ رأفت انت هتوصلنا ع المطار وترجع ..
اومأ لها السائق وبالفعل غادر حيث المطار .
&&&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
فى الشركة كان نبيل متوتراً يريد معرفة اين ذهبت سيلين هكذا فجأة ... لقد رآها وهى تغادر وخلفها سلطان ..
حاول الاتصال على سلطان وارسال رسائل نصية له ولكنه لم يرد عليه ... تسحب بمكر متجهاً الى مكتب وداد ثم تحمحم مردفاً بخبث _ احم ... هي سيلين لسة مجتش ولا ايه ؟
نظرت له وداد مردفة بتحفظ وابتسامة رسمية _ لسة يا نبيل بيه ... حضرتك محتاج منها حاجة ؟
اردف ماكراً _ يعنى كنت هتناقش معاها فى موضوع خاص ... طيب مقالتش هترجع امتى ؟
اردفت وداد بمراوغة _ للاسف مقالتش ... ممكن حضرتك تكلمها وتسألها .
نظر لها بغضب ثم اندفع عائداً الى مكتبه عندما علم ان الامر لم يجدى نفعاً
&&&&&&&&
وصلت السيارة الى المطار ونزل منها سلطان وتبعته سيلين تمشى وهو جانبها متوجهان الى الداخل سريعاً قبل اقلاع الطائرة ..
بعد دقائق من انتهاء الاجراءات صعدت سيلين مع سلطان على متن الطائرة المتجهة الى شرم الشيخ مدينة السلام ...
كانت سيلين تجلس فى المقعد المجاور لسلطان .
نظرت له واردفت بتوتر ممزوح بمرح _ تعرف انى بخاف من اقلاع الطيارة اوى ... بلاش تتريق عليا ..اوكى ؟
ابتسم ينظر من النافذة مردفاً بثبات _ برغم انها اول مرة ليا اركب طيارة بس اطمنى ... مش هتريق .
نظرت له متسائلة بتعجب _ بجد يا سلطان ! ... اول مرة تسافر ؟
اومأ مردفاً وهو يتطلع من النافذة _ ايوة حقيقي ... كان نفسي جداا ... واهو حققت واحد من احلامى .
اردفت بترقب _ وايه هي باقي احلامك يا سلطان .
لف نظره اليها يتمعن في ملامحها ثم ضيق عيناه واردف غير واعياً على حاله _ انتِ .
ضربات عنيفة تضرب صدرها من هذا الجزء الملعون الذى يدعى القلب وهى تتطلع له بتعجب وصدمة حتى لسانها انعقد ولم تستطع التحدث بعدها .
اخرجهما من هذا الموقف اقلاع الطائرة فتشبتت سيلين فى المقعد بقوة ورفعت رأسها الى الاعلى تغمض عيناها بقوة بينما هو ينظر الى ملامحها وافكاره تتزاحم معنفة اياه من تصريحه المفاجئ لنفسه قبلها ... كيف نطق شيئاً كهذا ! ... بأي حق قالها ... وهل تعلى العين عن الحاجب ؟! ... أنَسى من هو وماذا يفعل ! ... انسى امر خطبته من هذه الفتاة التى تحبه ! ... انسى امر تلك الخطة التى دائما تأرقه في نومه ! .
حلقت الطائرة فى الهواء وارتخت اعصاب سيلين وجلست تنظر من النافذة حيث لم يعد للكلام اهمية بعد كلمته تلك ... تفكر وتفكر ما معنى تلك ال ( انتِ ) التى قالها ... ما قصده ! ... هل فهمت خطأ ... هل كان سيكمل لولا اقلاع الطائرة ! ... تفكر وتفكر الى ان غلبها النوم فأمالت برأسها على النافذة واغلقت جفونها غافية عن هذا الذى يتطلع اليها وقد سرت فى عروقه مشاعر غريبة ..
تدفقت سريعاً كتدفق الدماء فى الاوردة ... لما هى بهذه البراءة ؟ ... لما ينجرف اليها ؟ ... لما كل السُبل تصل الي قلبها ؟ .
وصلت الطائرة فى مطار شرم الشيخ وبدأ الركاب فى خلوها بينما سلطان ينظر لتلك التى ما زالت غافية ... حتى انه يخشى ايقاظها ... امال قليلاً مردفاً بنبرة حنونة هادئة _ سيلين هانم ! .
تململت تفتح عيناها ببطء ... اول ما رأته هو المطار من النافذة فعلمت انهما وصلا الى وجهتهما ..
اعتدلت واردفت بخجل وهى تلتفت ناظرة لكل شئ حولها الا عينه _ احم ... انا أسفة نمت من غير ما حسيت .
اردف بحنو حتى يزيل الحرج من على عاتقها _ ولا يهمك انا كمان نمت .
فكت حزامها ووقفت تستعد للنزول وهو امامها يأمن الطريق الى ان نزلا من الطائرة وولجوا الى المطار .
انتهت الاجراءات وخرج سلطان وهى خلفه ... اردف سلطان متسائلاً _ فيه عربية مستنياكى ؟
اومأت له مردفة _ ايوة انا قولت لوداد تكلم نيفين المشرفة على العمال هنا وهى بعتتلنا عربية .
نظر سلطان وجد احدهم يشير لهما علم انه السائق عندما اردف مرحباً _ حمدالله ع السلامة يا سيلين هانم ... شرم نورت .
ابتسمت سيلين وهى تستعد للركوب وسلطان يأمنها حتى ركبت وغادروا على الفور الى المصنع .
بعد قليل توقفت السيارة امام المصنع وقد كان هناك مخيم وتجمع من العمال امام بابه يجلسون ممتنعون عن العمل .
عندما رآوا سيلين فى السيارة توقفوا جميعاً وحالة من الشغب استحوذت على الموقف وقد بدأوا فى التزاحم عند السيارة بينما اردف سلطان بمهارة وثبات _ سيلين هانم متنزليش من العربية غير لما اقولك .
نزل سلطان من السيارة بهيأته الرجولية البحتة ووقف ينظر للعمال من خلف نظارته يقرأ نظراتهم ويحفظ اعدادهم الهائلة ثم اردف بصوت عالى _ يا شباب ... نهدى ونقف وكل طلباتكوا سيلين هانم هتشوفها ... هى جاية مخصوص علشان كدة ... يعنى نراعى ده ونراعى انها سيدة ... تمام يا رجالة ؟ .
اردف كبيرهم والذى يقف على رأسهم _ متقلقش يا باشا ... سيلين هانم بنتنا واستاذ سمير الله يرحمه على راسنا بس احنا لينا حق عندها علشان كدة طلبناها .
نظر له سلطان قليلاً ثم تحرك باتجاه الباب وفتحه مردفاً بهدوء _ انزلي يا سيلين هانم .
نزلت سيلين بحذر تتطلع عليهم بترقب ... وقفت بجانب سلطان الذى يتابع بعيون ردارية ... اردفت بصوت ناعم عالى نسبياً _ مساء الخير على اهلى ... اولاً البقاء لله طبعاً فى حالة الوفاة اللى حصلت هنا وتأكدوا ان لو فيه علينا خطأ ولو بنسبة ١% فأنا مش هقصر فى حق حد ... وانا جاية حالا من القاهرة علشان اشوف طلباتكوا واعرف ليه عاملين اضراب عن العمل .
تقدم كبيرهم قليلا منها بينما مد سلطان ذراعه امامها دليل على توقفه فتوقف الرجل مردفاً بتعقل _ يا سيلين هانم ... احنا كل اللى طالبينه انه حضرتك تشوفي بعينك الحالة اللى عليها المصنع ... نبيل بيه حياتنا متهموش ... السنة اللى فاتت جه هنا وقلناله ان المكن محتاج تغيير وفيه ماكينات تانية محتاجة صيانة بس هو قال ان الميزانية حاليا ما تسمحش بكدة ومشي وسابنا حتى لما طلبنا نزود مرتباتنا رفض ... الوقتى الراجل اللى اتوفي ده بسبب سوء حالة المكن ذنبه ايه ؟ ... ذنب عياله ايه ؟ ... ليه يتيتموا ويتحرموا من سندهم ! ... ولا علشان احنا غلابة يا هانم وصوتنا مش مسموع يتعمل فينا كدة ؟ .
كانت سيلين تستمع لهم بصدمة ... كيف يحدث هذا ؟ ... كيف لعمها ان يكون بهذه الخسة والندالة ..
خلعت نظارتها واردفت بتعجب ونبرة حزينة متسائلة _ ازاي كل ده بيحصل هنا ؟ .... الميزانية الخاصة بالمكن والصيانة بتتحط كل سنة والماكينات اصلاً بابا الله يرحمه قبل ما يتوفي ماضي على ورقة تغييرها ... وازاى عمى يقول كدة ؟ ... انا مش مصدقة .
اردف احدهم بغضب من خلف ذلك الرجل _ يعنى ايه ياهانم مش مصدقة ؟ ... واحنا هنكدب ليه ؟ ... قدامك المصنع اهو تقدرى تشوفي بنفسك .
نظرت له مردفة بقوة _ انا جاية علشان اشوف بنفسى ..
نظرت الى الرجل الأخر واردفت متنهدة بحزن _ اتفضلوا معايا ورونى المصنع .
تجمع العمال وتداخلوا فى بعضهم بينما يقف سلطان امام جسد سيلين يمنع اي احتكاك احدهم بها دون قصد بينما عقله يلعن ذلك العم الذى يبدو ان لحكايته سبيلاً آخر .
خطى سلطان مردفاً بلغة آمرة _ سيلين هانم خليكي ورايا ..
تقدم هو حتى دلف من باب المصنع وهى تمشى خلفه ويسبقهم العمال ... دلفت المصنع ونظرت حولها بتمعن وسلطان يقف بجانبها يتابع ايضاً ما يحدث ..
اخدها العمال الى الألات والمعدات التى تآكلت من الصدأ ولم تعد صالحة للعمل بينما هناك آخرى بحالة تالفة تماماً ... كانت تتابع بحزن وضيق استحوذ على صدرها فشعرت بالاختناق وهى تهز رأسها بزهول مردفة _ مش ممكن ... مش ممكن ... ازاى مصنع الحلوانى يبقى كدة ... ازاي عمى يعمل حاجة زى كدة ؟ .
اردف الرجل الكبير بتعقل _ انا كنت متأكد ان انتى معندكيش علم ... سمير بيه الله يرحمه كان بردو بيثقك فى اخوه بس نبيل بيه كان دايماً مش اد الثقة دى .
نظرت الى سلطان خلفها بزهول كأنها تخبره ( أرأيت يا سلطان ! ... اترى ماذا فعل عمى ! )
بينما الأخر يقف متألماً ومتعجباً فى أن واحد ...
عندما اقتربت من تلك الآلة المتسببة فى موت العامل اردف الرجل بحزن _ دى عصارة الفواكة يا سيلين هانم ... شوفي وضعها بنفسك .
نظرت لها بزهول ولم تحتمل فوضعت وجهها بين كفها تهز رأسها بعنف وقد انتابتها حالة من الرعب .
انفطر قلب سلطان على حالتها ولولا تحفظها لكان اسندها بذراعيه ولكنه اردف بقلق _ حد يجيب كرسي .
ازاحت يدها من على وجهها واذ بدموعها تغرق ملامحها مردفة بصوت مختنق _ لاء يا سلطان مش عايزة اعد ... ذنبه ايه الراجل المسكين اللى اتوفي ده ... كدة ذنبه هيفضل متعلق فى رقبتى انا يا سلطان ... ليه عمى يعمل كدة وازاااي ! ...
ثم اردفت بصوت عالى مهزوز كي يسمعه كل العمال الذين رأفوا على حالتها _ من الصبح الماكينات دى كلها هتتغير ... والعامل اللى اتوفى انا هروح بيته واى تعويض هيطلبوه انا هدفعه .
ثم اردفت بقهر وقلبٍ ممزق بصوت منخفض لم يسمعه سوا سلطان _ مع ان مافيش اي حاجة فى الدنيا تعوضه ... مستحيل .
اردف احدهم بهدوء وترقب _ تمام يا سيلين هانم ... بس ياريت حضرتك تكونى موجودة لحد ما الآلات فعلا تتغير وتشوفي ده بنفسك .
نظرت لسلطان كأنها تستأذنه فأومأ لها برضا وحنو فأردفت بقبول _ تمام ... انا هفضل معاكوا لحد ما كل حاجة تتصلح ... من بكرة الصبح ان شاء الله هنبدأ ... وكل طلباتكوا انا هنفذهالكوا ..
فرح العمال كثيراً واردفوا بشغب _ تسلمى يا سيلين هانم ... بنت سمير بيه بصحيح .
نظرت لهم نظرة اخيرة وغادرت وسلطان خلفها بثبات حتى وصلت للخارج امام السيارة ... اوقفها يمد لها منديلاً مردفاً بمشاكسة حتى يزيح الحزن من عيناها _ بردو مش معاكى مناديل ! .
نظرت له بعيون لامعة واردفت وهى تتناول منه المنديل _ بس معايا سلطان .
آسرته تلك الكلمة فلوى فمه مبتسماً يردف بصدق ونبرة حنونة يطمأنها _ متقلقيش كله هيبقى تمام .
نظرت له واردفت بتساؤل وأمل وترقب _ صحيح يا سلطان ؟ ... يعنى مقلقش ؟ .
اومأ لها وقد ضاعت ابتسامته عندما تذكر خطة عمها وانه بطلها الرئيسي الذى اشتراه عمها لتنفيذها عليها ..
تغيرت ملامحه امام عيناها فتعجبت متسائلة _ فيه حاجة ؟
اردف بتشتت وهو يفتح لها باب السيارة _ اتفضلي اركبي .
ركبت بتعجب وركب هو فى الامام واردف بتساؤل _ تحبي نروح اوتيل معين ؟ .
اردفت بهدوء _ ايوة اوتيل **** .
اومأ السائق وبالفعل غادروا حيث وجهتهم ..
وصلوا بعد مدة قليلة وقد غابت الشمس ... نزل سلطان اولا وتبعته هي ... وقفت تتطلع على الفندق وتتذكر والدها ووالدتها ... لمعت عيناها مجدداً بالدموع ... واردفت بهدوء _ سلطان انا مش حابة اطلع دلوقتى ... خد بطاقتى واحجزلنا الغرف وانا هستناك هنا ... حابة اتمشى ع البحر شوية .
اردف بثبات رجولي_ مينفعش تقفى هنا لوحدك طبعا ... تعالى معايا نحجز الغرف ونرجع تانى .
اومأت له بطاعة واتجهوا للداخل حيث الاستقبال الذى لاقت فيه ترحيب بهويتها وتم حجز غرفتين لها ولسلطان ثم عادت معه الى الخارج حيث الشاطئ ..
اتجهت الى الرمال والمياة الباردة ... خلعت نعليها ووقفت على الرمال والمياة تلفح قدماها ... رفعت رأسها الى السماء ونظرت الى ذلك القمر وتلك النجوم المتلألأة ... تلألأت الدموع فى عيناها كغيومٍ ليلية ... كان هو يتابعها بعيون متفحصة نادمة ... نادم جدااا على دخوله فى تلك اللعبة ... هل يتراجع ؟ ... مؤكد لن يكمل ولكن هل يتراجع ويتركها ! ... يتركها وحيدة ! ... هي تحتاج لاحدهم ... لقد وثقت فى الشخص الخطأ ..
تنهدت بضيق مردفة وهى تتطلع على السماء تخرجه من افكاره _ شايف القمر يا سلطان .... انا زيّه ... حواليه نجوم كتيييييير اوى ... بس بردو هيفضل وحيد ...
جلست على الرمال واشارت له ان يجلس ... اطاعها وجلس بجانبها .... صمت تام ولكن الافكار تتزاحم زحام مرورى عابث ... هناك شيئاً يجبره على حمايتها وقلب موازين الخطة لصالحها حتى تخرج منها بأقل الخسائر .
اخرجته من افكاره دموعها التى نزلت كالشلال ... نعزه قلبه واردف متسائلاً _ سيلين هانم ! ليه بتبكى دلوقتى ؟
اردفت بضعف لاول مرة يستشعره _ انا وحيدة يا سلطان ... انا يتيمة بجد ... حالى زي حال اطفال الشوارع ... كل فلوسي وامبراطورية الحلوانى مش معوضنى عن لحظة فى حضن بابا ولا ماما ... انا جوايا كتلة مُرة اوووى يا سلطان ... عمى واهلى كلهم عايزين موتى علشان الفلوس ... انا كرهت الفلوس والممتلكات وكل حاجة ملكى بسببهم ... ياريتنى اقدر اتنازلهم عن كل ده وابعد ... بس اسم بابا وسمعته وتعبه منعنى ... لازم ابان صلبة وانا من جوايا اضعف ما يكون ....
تنهدت بضيق تسترسل بضعف وانكسار _ تعرف انى كنت مخطوبة لادم ابن عمى ...
تعجب من تصريحها بصمت فأكملت _ كان بيمثل عليا الحب ... وانا صدقته ... بس بعدها وصلتنى صوَره وهو فى الكباريه مع واحدة زيه .
اتوجعت جدااا بس بعدها عرفت ان ربنا نجانى منه ومن اللى ناوى عليه ... صحيح بابا كان عارف انهم بيكرهونى بس كان دايما شايف انهم ممكن يتغيروا ... كان دايما يقول اهلى واخواتى ..
نظرت له واكملت بدموع _ آخرة ده ايه يا سلطان .... هفضل كدة ؟ ... انا مشتتة اوى من جوايا ومش عارفة ايه الصح وايه الغلط ...
تنهدت باختناق واكملت _ المفروض انى اعمل ايه مع عمى ؟ ... اعاقبه ازاي على الجريمة اللى عملها ... بسببه واحد خسر حياته وبيته ادمر ... بسببه فيه اولاد اتحرموا من ابوهم وده ابشع احساس ممكن الانسان يحسه ...
كان قد وصل لقمة غضبه من نفسه ومن عمها ... كان يريد ضمها بقوة وتهدأتها بين ضلوعه ... حقاً يريد ان يفعلها ولكنها تظل نجمة عالية وهو يتابعها من الارض ... بينهما ملايين السنين الضوئية ..
اردف بحنان وتعاطف كى يهون عليها _ انا متأكد انك هتعوضيهم ... محدش مننا عارف الخير فين ... ربنا ما اعطاش علمه لحد ولا حكمته معروفه .... سيدنا الخضر لما سيدنا موسى ركب معاه السفينة وخرقها وبعدين قتل الغلام وعدل السور المائل لاهل القرية ... كل ده حصل وسيدنا موسي عليه السلام متعجب ازاي سيدنا الخضر المعروف بأهل العلم والحكمة يعمل كدة ! ... يخرب سفينة لمساكين ويقتل نفس بدون اي ذنب ويصلح جدار مائل من غير ما ياخد اجر ! ... كان دايما سيدنا الخضر يقوله انه هيفسرله كل حاجة فى وقتها وان هو ميسألش وده كان شرطه من البداية الا ان سيدنا موسى كان متعجب من اللى بيحصل ..
بس بعد كدة سيدنا الخضر فسر ان خرق السفينة ده كان مصلحة لاهلها بسبب ان الملك الظالم كان بياخد كل سفينة صالحة غصب عن اهلها .... وان قتل الغلام ده لانه كان غير موحد بالله وكان فاسد واهله كانوا بيحبوه جدااا علشان كدة قتله خوف من ان اهله يتبعوه ويبعدوا عن ربنا بسبب حبهم ليه وقال ان ربنا هيعوضهم بالاحسن .... والجدار المايل ده كان لاتنين ايتام فعدله لان كان فيه تحته كنز ليهم فحب يحفظه ليهم من السرقة او الضياع ..
تنهد ينظر لها بعمق مسترسلاً بصدق وحنان _ يعنى اللى ممكن تشوفيه شر ممكن جدا عن ربنا يكون خير ليكي ؟ ... واللى ممكن تشوفيه خير وكويس ممكن جدااا يكون هو ده الشر بعينه ... فهمانى ؟
نظرت له بعيون لامعة واومأت بهدوء ... ثم تطلعت للامام حيث البحر هادئ ... شردت تفكر للبعيد نسبياً ... حيث مستحيل العودة بالزمن الى الوراء .
كفكفت دموعها واردفت بصدق وجرأة واعتراف مستغلة تلك اللحظة التى ربما لن تعوض _ سلطان اقولك حاجة .
تنبهت حواسه جيداً حتى ان قلبه ضربه بعنف كأنه يعلم الآتى ... نظر لها بخوف منتظراً حديثها فأسترسلت _ من وقت شوفتك اول مرة وانا حساك غريب ... فيك حاجة مش موجودة عند غيرك ... يمكن تكون ظاهرياً قاسي وصلب بس دايماً بحس انك حنين جداً وقادر تحمى اللى بيلجأ لك ... شيفاك شهم وجدع ومستخبي ورا قناع الغموض ... يمكن الشئ الوحيد الى انت مفتقده علشان تكمل الدايرة دى هو الجانب المادى ... يمكن وقتها قوتك تكون مضاعفة ... اكيد الفلوس مش بتخلق الشهامة ولا الجدعنة بس اكيد هى مصدر مهم اوى لوجودهم ... سلطان انا فعلا اتولدت جوايا ثقة ليك ... معرفش مصدرها ايه بس اكيد مش من فراغ ... ثقة من اول يوم شفتك فيه ... حسيت ان انت اللى ربنا بعتك ليا علشان تمحى دموعي ... وبعدها القدر جمعنا ببعض تانى ... اكيد كل ده مش من فراغ يا سلطان ... اكيد فيه حكمة .
كان يستمع لها بزهول ... لقد شرحته تفصيلياً ... حتى هو نفسه لا يعلم انه يحتوى على كل هذا ..
لف وجهه بعيداً عنها وقد تاه بين ضميره وقلبه .
وقفت هى تتطلع عليه وفى لحظة خاطفة وبدون اي مقدمات ولا تفكير فى المستقبل ولا الحاضر اردفت _ سلطان .
نظر لها بصمت مترقباً فأسترسلت _هو احنا ممكن نتجوز ! .
يتبع ....
•تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق