رواية عشقي الابدي الفصل الرابع و الثلاثون و الاخير 34 - بقلم شيماء يوسف
النهايه ..
ظلت اسيا مكانها تحاول استيعاب ما حدث بينهم منذ قليل ، هزت راسها بقوه لعلها تفيق من كابوسها ذلك ولكنه لم يكن بكابوس للاسف هو حقيقه ، كانت دموعها تنساب فوق وجنتيها بغزاره ، هزت راسها مره اخرى وهى تتمتم غير مصدقه :
-" ده مش مراد , ده اكيد مش مراد ..
ثم انفجرت فى البكاء تشهق بقوه وهى تتذكر ما قاله منذ قليل ، هل يشك فى صدق كلامها ، مراد يظن انها تكذب عليه من اجل المال !! لقد رفض ابنته منذ قليل ، لم تتوقع حدوث ذلك فى اسوء كوابيسها ، ظنت ان يعنفها ربما او ان يثور ربما ايضا ، ولكن ان يرفض ابنته !! ظلت فى مكانها طوال الليل تبكى حتى الصباح ، مع اقتراب شروق الشمس مسحت دموعها بظهر يدها وقررت النهوض ، قررت بقوه انها النهايه ، لن تجبره على شئ ، ولن تنتظر منه شئ ستأخذ ابنتها التى رفضها منذ قليل وتذهب ، انها لا تريد ماله اللعين ، ستترك له كل شئ وتذهب ولكن أولاً ستثبت له صدق حديثها وتعيد كرامتها وكرامه طفلتها .
بعد مرور يومان كانت تجلس اسيا على طرف فراشها وهى تبكى بصمت متذكره ما حدث بينهم ، لم تراه منذ تلك الليله ، فقد عادت إلى المنزل فى ذلك اليوم بمفردها ولم تطأ قدمه المنزل من وقتها ، كانت تمسك بمغلف ماً وتحركه بشرود بين أصابعها ،افاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها ، أجابت ببرود :
-" افندم ؟ , حضرتك جهزت الورق ؟!، تمام هاجى أوقع عليه دلوقتى واخده من حضرتك ..
ثم اغلقت الهاتف ومسحت دموعها بظهر كفها وهى تتحدث بقوه :
-" كفايه وجع قلب لحد كده , كفايه توجعنى وتدمرنى يا مراد ..
ثم تحركت للخارج .
وقفت امام باب منزله فى وسط المدينه وهله من الزمن قبل ان تقرر دق جرس الباب ، انتظرت دقيقه كتمت معها أنفاسها قبل ان يقف امامها ممسكاً بمقبض الباب ، تنفست مطولاً وهى تراه يقف امامها مشعساً الشعر يرتدى بنطال اسود وتيشرت من نفس اللون ولحيته قد نمت بشكل ملحوظ ، وقف امامها متردداً لثانيه قبل ان يترك مقبض الباب ويستدير عائداً للداخل دون اهتمام ، اخذت نفساً اخر طويلاً لتهدئه أعصابها قبل ان تدلف إلى الداخل وتغلق الباب خلفها ، سبقها إلى الاريكه وارتمى فوقها بكسل وعاود مشاهده التلفاز مره اخرى غير آبهاً بها كأنها فراغ ، وقفت امامه تنظر حولها ثم انحنت تلتقط جهاز التحكم من الطاوله وقامت بغلق التلفاز قبل ان تعتدل فى وقفتها وترفع رأسها بكبرياء ، اعادت اخدى خصلات شعرها للوراء قبل ان تتنحنح محاوله تنقيه حلقها فخرج صوتها ثابتاً قوياً :
-" مش هعطلك كتير , انا عرفت العنوان من انور سألته عليك وهو اللى عطانى العنوان وقالى انك قاعد هنا ..
لم تجد رد فعل منه لذلك قررت التحرك مباشرةً ، انحنت مره اخرى تضع الاوراق التى فى يديها امامه على الطاوله ثم اعتدلت تشبك ذراعيها حول قفصها الصدرى وتضيف بنبره قويه عندما لم ينظر فى اتجاهها :
-" الظرف ده فى حاجه بيتهيألى انها مهمه , رغم انها مش هتغير اى حاجه من اللى حصل , لو سمحت افتحه وأقرأه وبعدها ياريت تمضيلى على الاوراق اللى تحته , هتلاقى امضتى موجوده , فاضل بس امضتك عشان المحامى يكمل إجراءاته ..
نظر لها بعبوس وقد استولت على اهتمامه بالكامل ، ثم تحرك نحو المنضده اخذاً المغلف ليفتحه ، كانت نظرته ثابته ثم انتفض واقفاً وهو يتمتم بصدمه :
-" متطابق , ازاى , بنتى !!! , اسيا بنتى انا , مش معقول , التحليل ده حقيقى , اسيا بنتى انا ؟ طب ازاى , اسيا بنتى فعلاً ..
كادت اسيا تجزم انها سمعت الدموع واضحه فى نبرته ولكنها نفضت رأسها عائده إلى ارض الواقع ، اقتربت منه تقول بثبات :
-" ده تحليل dna بيثبت إبوتك لآسيا بس ده مش هيغير اى شئ ..
ثم اضافت بأستهزاء :
-" وطبعاً من حقك ترفض التحليل ده وتفتكر انه مش حقيقى بس صدقنى مش هتفرق فى حاجه عندى ..
ثم اقتربت خطوه اخرى وهى تقوم بخلع خاتم زواجها من إصبعها وتضيف وهى تضعه على الاوراق فوق المنضده :
-" وده طلب طلاق زى ما قلت من شويه انا مضيت فياريت تمضى عليه وتبعتهولى فى اسرع وقت عشان إجراءات المحكمه ..
أنهت حديثها والتفت تستعد للرحيل ، كان مراد فى عالم اخر ينظر إلى المغلف بصدمه غير قادر على استيعاب الحقيقه بعد فهو فعلاً والد اسيا ، كيف حدث ذلك فالتحاليل منذ سنوات أكدت استحاله قدرته على الأنجاب ، اعاده للواقع صوتها وهى تطلب منه الطلاق وتنزع خاتم زواجها من يدها ، حاول ايجاد صوته مسرعاً ليوقفها كأنه يتحدث إلى نفسه قبل ان يتحدث إليها :
-" انا مش بخلف ...
استدرات تنظر إليه عابسه وهى تسأل بأستهزاء :
-" انت بتستهزء بيا !!!! ، اطمن انا مش ناويه اطلب منك تبرير لاى حاجه حصلت زى مانا مطلبتش تبرير انك ليه رجعت لحياتى تانى بعد ٦ سنين غياب , وزى ما طلبتش تبرير اللى سبتنى عشانها راحت فين , وزى ما طلبتش تبرير ليه يوم بتطلعنى لسابع سما ويوم تانى بتنزلى فيه لسابع ارض , مطلبتش تبرير لاى حاجه ولا عايزه اسمع حاجه , كل اللى عايزاه انك تسيبنى فى حالى , كفايه اوى كده اللى عملته لحد النهارده , بس خلينا انا وبنتى لوحدنا وكفايه ..
كان يشعر بالالم يعتصر قلبه بقوه من المراره الباديه فى نبرتها فاقترب منها خطوه حذره وهو يضيف :
-" مش تبرير , دى حقيقه , من ٦ سنين وبالتحديد يوم ما سبتك الدكتور اكدلى انى استحاله اخلف او اجيب ولاد ..
كانت نظره الالم تكسو ملامحه فشعرت بغصه فى قلبها من مظهره فأقتربت منه دون وعى تسأله بأهتمام يشوبه الصدمه :
-" يعنى ايه !!! ازاى مش بتخلف !!! مين الحمار اللى قالك كده !!! واسيا !!! واللى ..
وضعت يدها فوق بطنها ثم نهت جملتها وهى تعض على شفتيها فليس من الحكمه ان تخبره ألان ، اقترب منها يمسك يدها وهو يترجاها بألم :
-" اسيا , ممكن تقعدى وتسمعينى وانا هحكيلك كل حاجه من الاول ..
تحركت معه تلقائياً دون مقاومه فالألم البادى على وجهه جعلها تريد ان تحتضنه لتخفف عنه ذلك الالم دون اعتبار لاى شئ حدث من قبل ، جلست على الاريكه بجواره تستمع له بكل جوارحها ، ازدرد ريقه بصعوبه قبل ان يبدء حديثه وعيونه تغيم من تأثير الذكريات فتلك اول مره منذ معرفته يشارك احد سره او يفيض له بما يحمله قلبه :
-" فاكره لما افتكرتى انك حامل وطلعت النتيجه نيجاتف , كنت شايفك قد ايه محبطه وزعلانه عشان كان نفسك فى طفل وقعدنا سنه كامله من غير نتيجه , قررت بعدها بفتره انى اروح اعمل تحاليل للاطمئنان بس مش اكتر , ومكنتش متوقع ان ممكن تظهر حاجه مهمه او انها تخرب حياتى بالشكل ده , فعلا روحت للدكتور وطلب منى اعمل تحاليل معينه وعملتها والنتيجه ظهرت تانى يوم , روحت بيها للدكتور وساعتها اتصدم منها وقالى ان بالتحاليل اللى قدامه مفيش امل ١٪ انى ممكن اخلف , طبعاً مستوعبتش اللى هو قاله ورفضت انى أصدقه , فطلب منى انى اعيد التحاليل مره تانيه , رجعت المعمل فالموظف هناك قالى انهم لسه محتفظين بالعينه بتاعتى ومش لازم اديهم عينه جديده , وبعد ساعه حد من هناك كلمنى ان التحليل خلص والنتيجه هى هى , رجعت للدكتور اكدلى التشخيص وقالى ان الحيوانات المنويه عندى صفر , يعنى مفيش اى امل انى ممكن اخلف فى يوم بأى طريقه , خرجت من عنده وانا حاسس أنى بموت وان اكتر حاجه بتتمنيها فى حياتك مش هقدر احققهالك ..
شعرت اسيا بالدموع تتجمع داخل مقلتيها من سماعها لمعاناته وشعوره بألمه ، ابتلع ريقه بصعوبه بالغه وأضاف محاولاً السيطره على نبرته :
-" قعدت ساعتها افكر ازاى ممكن احل المشكله دى , افتكرت كل كلامك وانتى فى حضنى عن الاطفال وانك مستنيه طفلنا بفارغ الصبر وافتكرت الشغف وعيونك اللى بتلمع لما بتشوفى اى طفل قدامك وافتكرت لما سالتك اشمعنى اتخصصتى للاطفال وقعدت
تحكيلى ساعه كامله عن عشقك ليهم وكنت عارف كويس انى لو قلتلك الحقيقه مكنتيش هتقبلى تنفصلى عنى بأى شكل من الاشكال وانا عمرى ما كنت هقبل تضحى او انك تتنازلى عن اكتر حاجه بتتمنيها عشانى , عشان كده فكرت ان احسن حل اخبى عليكى واقولك سبب يخليكى تكرهينى وتتنازلى عنى بسهوله , ساعتها رجعت البيت ولقيت الفرحه ماليه وشك كالعاده , صدقينى فكرت كتير لحظتها وانا شايفك قدامى انى اترمى فى حضنك واقولك الحقيقه بس مقدرتش وفضلت انى اجرحك واجرح قلبى بنفس السكينه على انى أدمر حلمك , فقلتك انى عايز انفصل وان فى واحده تانيه فى حياتى ..
شهقت اسيا بصدمه وهى تضع يدها فوق فمها ثم سالته من بين دموعها المتساقطة :
-" ايه !!! يعنى مفيش واحده تانيه !!!! ..
هز راسه نافياً قبل ان يجيب بصدق :
-" ربنا يشهد ان عمر ما حد دخل قلبى او لفت نظرى او ملا عينى غيرك انتى , عمرى ما حبيت ولا هحب غيرك , بس مكنش قدامى حل تانى عشان أقنعك تسبينى وتقابلى غيرى وتحققى امومتك معاه ..
اقتربت منه اكثر تحاوط وجهه بكلتا يديها ودموعها تنهمر بصمت ثم سالته :
-" بس انا شفتك مع ياسمين , شفتك لما رحت اقولك انى حامل ..
رفع رأسه بصدمه مستنكراً وهو يضيف :
-" انتى !! ازاى وامتى !!!
حاولت السيطره على دموعها وهى تجيبه :
-" بعد ما سبتنى وعرفت انى حامل طلبت من اونكل كمال يدور عليك عشان اقولك وفعلاً عرف يجيب عنوانك وروحتلك الفندق لقيتك نازل مع ياسمين وماسكه ايديك وبتضحكوا سوا وكنتوا بتعدوا الطريق وبعدها طلعتوا مع بعض فى قارب , لحظتها اتاكدت انك نستينى وان فى فحياتك واحده تانيه ..
هز راسه بقوه نافياً وهو عاقد حاجبيه معاً :
-" ياسمين طول عمرها شريكتى وبس ..
صمت قليلاً ثم اضاف متذكراً:
-" اليوم ده كان عندنا اجتماع مع مستثمر ايطالى وهو كان بيحب البحر جداً لدرجه انه طلب مننا يكون اجتماعنا هناك , ..
صمت قليلاً ثم اضاف كتقرير :
-" انتى عشان كده قلتى لآسيا ان بباكى فى مركب فى البحر !!!! ..
هزت راسها ببطء إيجاباً فتأوه بصوت مسموع قبل ان يرتمى بين ذراعيها يتمتم :
-" ياريتنى كنت صارحتك او كنت شفتك لحظتها , انا بحبك وعمرى ما هحب غيرك فى حياتى , انتى كل حاجه بالنسبالى , الحياه من غيرك السنين اللى فاتت دول مكنتش حياه ..
كانت تمسح على شعره بحنان فهى تصدقه وتثق به ،فهى تحبه لدرجه انها تشعر بأنها هى من يتألم وليس هو ، شدت من احتضانها له فرفع رأسه ينظر لها بضياع وهو يحاوط وجنتيها بكفه :
-" انا مش هسيبك , انا مش هخليكى تضيعى منى تانى , انا اسف انى مصدقتكيش وآسف انى اتعصبت عليكى وآسف انى زعقتلك وآسف انى زعلتك فى يوم وآسف انى جرحتك وآسف انى ...
قاطعته مطمئنه بحنان :
-" هشششش , مراد اهدى انا جنبك وحواليك ومش هخليك تبعد عنى تانى ومش هسمحلك..
كانت تطمئن نفسها قبل ان تطمئنه فللمرة الاولى شعرت انه كطفل صغير يريد الشعور بالامان فى حضن والدته ، عاد يستند براسه على صدرها وهى تمسح بحنان على شعره فأكمل حديثه :
-" بعد ما سبتك ومشيت قررت انى هقاوم حبى ليكى لمصلحتك ومش هدور عليكى تانى وفعلاً عملت كده كنت بهرب منك بس الحقيقه انى كنت بهرب من نفسى ، سنين كامله بفتكرك كل يوم وكل ليله وكل لحظه ، مروا ال٥ سنبن عليا وانا بحاول بكل طاقتى انى مدورش عليكى عشان مضعفش كنت دافن نفسى ليل ونهار فى الشغل بس مكنتش عايش ، كنت حاسس انى انسان ماشى من غير روح وكنت بصبر نفسى ان ده كله لمصلحتك وانك اكيد دلوقتى عايشه حياتك ومستقره ومعاكى أطفالك ، بس فى يوم ضعفت وأديت لنفسى حق ان ادور عليكى واطمن من بعيد لبعيد ومصدقتش لما اكتشفت ان عندك طفله وعايشه بيها لوحدك وعلى قد وجعى ان حد غيرى لمسك ، حسيت ان حظى ابتسملى تانى وانى دلوقتى بس اقدر ارجعلك من غير مااكون حرمتك من الاطفال ومن حسن حظى ان المستشفى اللى كنتى شغاله فيها كانت بتمر بازمه ماليه والملاك مخبين على الموظفين ، ساعتها قلت ان دى احسن فرصه تخلينى أتقرب منك من غير ما ترفضى تتعاملى معايا ، وساعدنى ف ده دكتور طارق ، عرفنى من اول مقابله وطبعا فى الاول مكنش مطمنلى بس لما حكيتله ان مفيش واحده ف حياتى وانى عملت كده عشان احميكى قرر يقف معايا واتفقنا اننا نخبى هويه المالك عشان متعرفيش وتسيبى المستشفى قبل ما اقابلك واخد فرصتى معاكى وجه اليوم اللى المفروض كنت اقابلك فيه ، كنت عامل زى الطفل اللى مستنى ليله العيد معرفتش انام من كتر الحماس والقلق والخوف ، ايوه متستغربيش من الخوف انى اشوف نظره كره فى عيونك او انك متقبلنيش فى حياتك تانى ولما جه تانى يوم فضلت قاعد فى العربيه من الساعه ٦ رغم ان دكتور طارق قالى انك مش بتوصلى قبل ٨ بس انا وصلت بدرى وفضلت مستنى اشوفك ولما ظهرتى فى الشارع كأن الشمس رجعت تدفى حياتى من تانى ، كنتى لابسه بلوزه لبنى وشعرك طاير وراكى من الهوا ومع كل خصله بتتحرك كان قلبى بيتحرك معاها كأنى مراهق بيحب جديد واول مره يشوف حبيبته بعدها دخلتى واستنيت شويه ودخلت وراكى عشان اطمن انك ماخدتيش بالك منى ولما وصلت دكتور طارق اقترح عليا اعرفك بنفسى لوحدنا بس انا كنت خايف من رد فعلك عشان كده طلبت منه تكونى موجوده مع باقى زمايلك وفعلاً ده اللى حصل ، كنت واقف وسطهم مستنيكى تظهرى فى اى لحظه وفعلا طلعتى وانتى بتضحكى ضحكتك اللى رجعتلى روحى وفجاه رفعتى عينيك عشان تقابل عينى ، حسيت العالم اختفى كله من حواليا وبقينا انا وانتى لوحدنا ، كانت عينيكى بتشع تحدى وعناد ومعاهم جزء خوف ، نظره خلتنى أقع فى حبك من اول وجديد ، عارفه قد ايه ساعتها اتمنيت بس انى احضنك ، كانت كل انفعالاتك واضحه على وشك الناعم ده ، انفعالات انا بس اللى عارفها ، وعلى قد ما وجعتنى رساله عينيك ليا والعتاب اللى ماليها على قد ما فرحت انها مفيهاش نظره كره ، بعد كده فجأه جربتى على السلم واختفيتى من قدامى ومتعرفيش قد ايه كنت مستاء من اختفائك عن عينى ، رجعت مكتب طارق معاه وانا بعد الثوانى لحد ما ساعات شغلك تخلص ويقدر يستدعيكى ، معرفش الساعات عدت عليا ازاى وانا قاعد زى العاجز قريب منك وفى نفس الوقت مش قادر أريح قلبى وعينى بضحكتك ، بعدها استدعاكى طارق وكتمت نفسى لحد ما فتحتى باب المكتب تطلى عليا منه وشفتك بتضحكى لطارق ..
صمت قليلاً كأنه يحاول السيطره على نبره صوته قبل ان تخونه وهو يشدد من احتضان ذراعيه لها كانها يخشى هروبها ثم اضاف بنبره تملؤها المراره ممزوجه بالحنان معاً :
-" عارفه , بعدك عنى عقاب , انى اكون جنبك ومقدرش المسك عقاب , بس اقسى عقاب ليا انى اشوف ضحتك للناس كلها وانا لا , سكينه غرزت قلبى وانا شايفك بتضحكى لطارق وبتبصيلى بغضب , كان لازم اعمل حاجه تريح قلبى وتطمنى انى لسه بأثر عليكى ولو شويه صغيره , ومش هنكر انى قعدت احلم سنين امتى هيجى اليوم والمس ايديك تانى عشان كده ما صدقت , اول ما لمستها اتمنيت اكتر من لمستها بكتير وفرحت لما حسيت انك اتاثرتى بلمستى زى ما لمسه منك بتجننى , هربتى بعدها منى وانا هربت وراكى , فضلت اراقبك من بعيد لحد ما خرجتى من المستشفى وكان وشك سرحان ومش حاسه باى حاجه حواليكى ولا العربيه اللى كانت بتقرب منك , جريت عليكى فى لحظه اخدك جوه حضنى وانا قلبى هيقف من الرعب عليكى ..
ابتسم قليلاً ثم اضاف ؛
-: بس ساعتها قطتى هربت منى وبعدت عنى , مسمحتليش ارتاح وهى جوه حضنى شويه , وطلبت منى طلب كان الموت اهون عليا من تنفيذه ..
اخفضت راسها بخجل فهى تتذكر جيداً عندما دفعته بقوه طالبه منه الا يقترب منها او يلمسها لاى سبب كان ، فتحت فمها تهتف اسمه بحنان ممزوج بخجل ولكنه استقام ف جلسته ليحيط وجهها بكلتا كفيه هامساً بحنان :
-" هششش , متقوليش حاجه سبينى اقولك كل اللى جوايا ..
هزت راسها له ببطء والدموع تتجمع داخل مقلتيها من عذوبه كلماته واعترافه ومدى العذاب الذى مر به مثلما مرت هى بل وأكثر منها ، اعادها صوته العميق إليه مضيفاً :
-: لحظتها خفت فعلا انك تسبينى وتمشى وساعتها فرصتى الوحيده انى اقربلك تضيع منى عشان كده طلبت من حد يتابعك واى مستشفى كنتى بتقدمى فيها كنت بخليهم يرفضوا ..
شهقت بفزع مصدومه من اعترافه وهى تردد مستنكره :
-: انت فعلاً عملت كده ..
أجابها مبتسماً :
-: وكنت مستعد اعمل اكتر من كده بكتير بس تفضلى جنبى ..
اقتربت منه تحتضنه وتستند براسها على صدره ليمسد هو على شعرها بحنان مستكملاً :
-" من اللحظه دى كنت عايز اعترفلك بكل حاجه واطلب منك ترجعيلى بس فضلت انى اديكى وقت تتعودى على رجوعى الاول , ومن ناحيه تانيه كنت بحاول اعرف مين ابو اسيا واطمن انك مش ناويه ترجعيليه ..
اضاف بنبره ملؤها الالم :
-: عارفه يا اسيا وقت ما عرفت ان فى حد تانى دخل حياتك وبعد انفصالنا ب٣ شهور بس , كنت حاسس انى روحى بتتسحب منى , الليله دى كنت حاسس انى نايم على شوك , كانت الدنيا برغم براحها ضيقه عليا وانا بتخيل ان فى حد تانى لمسك , لو بس تعرفى قد ايه اتمنيت انها تكون بنتى , حلمى اللى كنت بحلم بيه من يوم ما شفتك , لدرجه انى حبيتها من قبل ما اشوفها وكنت مستعد أتخلى عن كل حاجه فى حياتى مقابل انها تكون بنتى منك ..
ظلت تستمع إلى كلماته تلك ودموعها تنهمر بقوه ندم على ما فعلت به من اخفاء الحقيقه عنه ، تحدثت بخفوت :
-" انت كنت غيران من نفسك !! , مراد اقسملك ان محدش لمس حتى ايدى من يوم ما سبتنى ..
صمتت قليلاً تحاول السيطره على دموعها المنهمره بقوه قبل ان تضيف :
-: انا اسفه , انا عارفه انى خبيت عليك ومفكرتش فى احساسك وكنت انانيه , بس انا كنت خايفه , كنت خايفه لو عرفت انها بنتك وانت بتحب غيرى تطلب تاخدها منى وانا مكنتش اقدر اعيش من غيرها ولما قررت أصارحك وروحتلك المكتب لقيت ياسمين معاك , لحظتها شكوكى زادت انك ممكن تاخد منى اسيا وتسبينى عشان ياسمين ..
مد يده يمسح بسبابته دموعها المنهمره فوق وجنتها :
-: انا عارف انى كنت السبب فى كل اللى حصلنا عشان كدبت عليكى وضيعت ثقتك فيا ومصارحكتيش من الاول , بس صدقينى ياسمين بالنسبالى مش اكتر من شريك وبس , اه كانت عارفه انى انفصلت عنك وكانت بتحاول تقرب منى بس فى نفس الوقت كانت عارفه كويس انى بحبك انتى وانا فهمتها ده اكتر من مره ..
اقتربت اسيا منه تمسح على شعره بحنان متمته بخجل :
-: وانا كمان خالد مكنش ليه اى وجود فى حياتى ..
ثم اضافت بخجل :
-: انا استغليت انك فكرت انه والد اسيا الحقيقى عشان امحى اى شك يجى فى عقلك انها بنتك مش اكتر , وعشان كده لما سالتنى مقلتش الحقيقه ..
عضت اسيا على شفتيها بخجل متمته :
-: وبصراحه لما اكتشفت انك كنت غيران منه الوضع ده فرحنى ولما طلبت منى نتجوز وروحت وقلتلك انى مواقفه عشان الانسان اللى بحبه كانت قصدى انت مش خالد ..
ابتسم لها بحب وهو يضمها اليه ويطبع قبله طويله على جبهتها وهو يقول :
-: انتى عارفه لما طارق قالى انه طلب يتقدملك كنت حاسس بأيه , كنت عايز اقتله , وصدقينى لو كنتى وافقتى انا كنت هنفذ تهديده كله ومن غير تردد كمان , مكنتش هسمح لحد ياخدك منى بعد ما لقيتك تانى ..
ابتسمت بخجل وهى تشدد من احتضان ذراعها حول خصره :
-: انا مكنتش هوافق اصلا لو كنت هموت , انا كل السنين دى كنت عايشه على امل انك ترجعلى فى يوم ..
تنهد مراد مطولاً براحه وهو يرفع احدى كفيها إلى فمه ويقوم بتقبيل كل إصبع فيها على حدى :
-: وانا معنديش استعداد اسيب روحى لحد تانى
تحدثت اسيا بخجل تساله :
-: طب ممكن اسالك سؤال , ليه لما طلبت تتجوزنى قلتلى عشان خاطر اسيا وهددتنى بخالد مع انك لو كنت صارحتنى كنت هوافق على طول ؟!..
أجابها مراد بحنان :
-: عشان فى الوقت ده كنت مقتنع انك بتحبى خالد وانى صفحه فى حياتك وخلصت وانك هتفضلى ابو بنتك عنى , صحيح كنت متاكد انك لسه بتتجذبيلى زى مانا بنجذبلك , بس خفت لو قلتلك الحقيقه تفضلى واحد بيخلف عنى ..
شعرت بيده تشدد من احتضانه لها بقوه اكبر وهو يضيف :
-: ولو كنت طلبت منك ترجعيلى من غير ما تعرفى السبب الحقيقى عمرك ما كنتى هتوافقى , عشان كده مكنش قدامى حل انى أجبرك حتى لو قبلتى تتجوزينى عشان تحمى واحد تانى ..
سحبت نفسها من بين ذراعيه لتقبل وجنته بحنان متمته من بين دموعها المنهمره :
-: انت الاول والتانى والتالت والاخير , انت اللى ملكت روحى وقلبى ومن دلوقتى هنرجع نعيش حياتنا زى الاول واحسن كمان مع بنتنا ومش هنخبى اى حاجه على بعض تانى , اتفقنا ؟..
هز راسه لها بحنان موافقاً وهو يقول :
-: وعد عمرى ما هخبى حاجه عنك ابداً , انتى مراتى وبنتى الاولى وحبيبتى وحياتى كلها ..
ثم اقترب منها يلتهم شفتيها بعذوبه وحنان ، ابتعد عنها بعد قليل يسالها بحماس :
-: اسيا , عايز اروح لآسيا , عايز احضنها وانا عارف انها بنتى , عايز ابدء معاها من دلوقتى واعوضها عن كل الايام اللى عاشتها من غيرى..
هزت راسها له موافقه بقوه والدموع تتجمع داخل مقلتيها مره اخرى قبل ان ترفع كفها تحتضن وجهه بحب وهى تبتسم له :
-" هنعمل كل اللى نفسك فيه ..
صمتت ابره ثم اضافت بتوتر:
-:مراد فى حاجه اخيره لازم تعرفها. ..
نظر لها متسائلاً وهى تقضم على شفتيها ثم مدت يدها لتمسك بيده وتضعه فوق بطنها ثم اعادت نظرها له مبتسمه ، حرك راسه يسألها متفهماً :
-" مش فاهم !!
اقتربت منه تهمس فى أذنه بفرح :
-" مراد انا حامل ...
تسمرت نظرته فوق موقع يده غير قادراً على استيعاب ما تفوهت به منذ لحظات ، نقل نظره من عيونها إلى بطنها وهو يزدرد ريقه بصعوووبه :
-" اسيا !!! انتى ؟؟؟ بجد !! ..
دوت ضحكتها عالياً وهى تجيبه :
-" اه والله حامل بقالى شهر تقريبا , عشان تعرف ان حبيبى مش اى كلام , ثم غمزت له بأغراء ..
مرر يده على وجهه بتوتر قبل ان يرتمى بين ذراعيها يدفن راسه فى كتفها ، شعرت بدموع تسقط على كتفيها ، انه يبكى !! مراد يبكى بين ذراعيها للمره الاولى ، لم يستطع قلبها تحمل ما يمر به فسالت دموعها بالرغم عنها مره اخرى وهى تمسح على شعره بحنان ، ظلت تحتضنه بهدوء حتى أفضى بجميع مشاعره وتمالك نفسه ثم رفع راسه يقبل يدها بحنان ويمسح على شعرها ووجهها ثم قام بتقبيل جبهتها مطولاً قبل ان يتحدث بهدوء :
-" اسيا مش هينفع , الحمل ده مينفعش يكمل , خطر عليكى وانتى اهم عندى من اى حد ..
فى البدايه صدمت من كلماته ولكنها تفهمت موقفه عندما رأت نظره الحزن تكتسى ملامحه ، فهو سعيد مثلها ولكنه يخشى عليها وكل ما يريده هو القليل من الاطمئنان :
مسكت يده تضعها فوق بطنها مره اخرى ويدها الاخرى تحتضن وجنته ثم تحدثت بحنان :
-" حبيبى انا عارفه انك قلقان عليا , بس متخافش ده رزق من ربنا بعتهولى دلوقتى بالذات عشان يجمعنا سوا وانا استحاله أفرط فى حته منك جوايا ..
حاول مقاطعتها ولكنها اكملت مسرعه :
-" انا عارفه ان الدكاتره قالولى صعب احمل تانى بس مش مستحيل , ده غير ان انت جنبى يعنى مش هتسمح حاجه وحشه تحصلى صح !! انا المره اللى فاتت كنت بموت عشان انت سبتنى لكن انا دلوقتى عندى دافع قوى وهو انت , ثم انى بوعدك انى هحافظ على نفسى واكلى وهسمع كلام الدكاتره وهتابع على طول ..
فتح مراد فمه للاعتراض فأكملت متوسله وهى ترتمى داخل احضانه :
-" مراد ربنا بيديك ويدينى فرصه تانيه نعيش مع بعض اللى انت اتحرمت منه واللى انا معرفتش أعيشه صح من غيرك فمتحرمناش منه ثم انى واثقه فى ربنا وعارفه ان مفيش حاجه وحشه هتحصلى ومتخافش انا معنديش استعداد اسيبك ولا اسيب بنتى بعد ما اجتمعنا سوا ..
اعتدلت فى جلستها تنظر إليه متوسله وهى تتمسك بيده فلم يستطع الصمود امام نظرتها ، تحدث على مضض :
-" موافق بس بشرط ..
قفزت من مقعدها بفرح وهى تصفق بيدها :
-"موافقه من قبل ما تقول ..
نظر لها يبتسم بمرح قبل ان يكمل :
-" هتكونى فى المستشفى عشان الدكاتره تتابعك من دلوقتى وتكونى تحت مراقبتهم ..
هزت راسها موافقه وهى تحتضنه متمته بحب :
-" ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا ..
...................
فى الصباح التالى اصرت اسيا على الذهاب إلى المختبر الذى قام بعمل فحوصاته منذ ٥ سنوات ، بالطبع كانت تعلم انه مضى وقت طويل ولكنها تريد معرفه من المتسبب فى ذلك الخطأ الذى دمر حياتها وحياته ، وافقها مراد فى الذهاب على مضض فقط من اجل سعادتها ، وصلا إلى المختبر وطلب مراد بصرامه رؤيه المدير المسئول بعد ان عرف موظفه الاستقبال بنفسه ، اختفت قلبلاً ثم عادت ومعها المدير الذى ما ان رأى مراد امامه حتى توترت ملامحه ثم طلب منه الذهاب معه إلى مكتبه الخاص ، جلس كلاً من مراد واسيا بملامح جامده امام المدير الذى تحدث على الفور :
-: مراد بيه , يمكن حضرتك مش فاكرنى , بس انا مدير الفرع من اكتر من ١٠ سنين , أولاً انا دورت على حضرتك كتير لان من حوالى ٥ سنين حضرتك قمت بعمل تحليل عندنا والموظف عكس بين نتيجه حضرتك ومريض تانى ..
مرر المدير يده فوق جبهته بتوتر وهو يرى نظرات مراد الغاضبه إليه ثم اضاف :
-: زى ما قلت لحضرتك الموظف عكس بين النتيجتين وللاسف عمل كده عن قصد بالاتفاق مع سيده ما ولما اكتشفنا ده حاولت اوصل لحضرتك على الرقم الموجود فى الملف والعنوان لكن مكنش فى اجابه على الهاتف وعنوان البيت للاسف ملقناش حد متواجد فيه ..
هب مراد يقف على قدميه ويجذب المدير من ياقه قميصه متحدثا بصراخ :
-: يعنى ايه بدل نتيجتى مع شخص تانى !! ومين الشخص ده ، انت عارف عملته دى عملت فينا ايه !! اعمل ايه باعتذارك ده ..
هبت اسيا تقف بجواره تحاول تخليص المدير من بين يديه رغم غضبها هى الاخرى ، توسلت إليه فتركه بعدما سمع توسلها ، فتحدث المدير برعب مبرراً :
-: انا عارف يا فندم انها كارثه كبيره وخصوصاً فى تحليل حساس زى ده بس صدقنى احنا اول ما اكتشفنا المؤامره دى حاولنا نوصل لحضرتك كتير على التليفون ونبلغك بالنتيجة الصح بس مكنش فى اجابه منك ..
تذكر مراد فى ذلك اليوم كيف كان غاضبا حتى انه قام بكسر هاتفه عند تأكده من استحاله انجابه ، ساله مستفسراً:
-: بس انا فاكر ان اليوم ده طلبت اعاده التحليل وفعلا عادوه تانى ..
تمتم المدير برعب :
-: فعلا حصل لما سمعنا تسجيل المكالمه , بس اللى حصل ان الموظف كان فى اليوم لوحده وانتهز الفرصه انه ينفذ خطته للأخر عشان كده بلغ حضرتك بنفس النتيجه مطمن ان مفيش حد هيدور وراه اليوم ده , لان فى حاله تحاليل دى لازم عينه جديده , بس هو قال لحضرتك انهم هيعيدوها على العينه القديمه عشان تبان كل حاجه طبيعيه والحقيقه انه معملش اى حاجه وسلم حضرتك نفس النتيجه بنفس الخطأ ..
ارتد المدير إلى الخلف وهو يرى تقدم مراد الغاضب منه وهو يأمره :
-: اتفضل استدعيلى الموظف ده حالاً , عايز اعرف مين اللى اتفقت معاه ..
انهى جملته بصراخ جعلت كلاً من اسيا والمدير ينتفضوا فزع ، سارع المدير فى الاجابه :
-: يافندم الموظف اترفد من يومها واخد كل العقاب اللى يستحقه , حتى السيده اللى اتفقت معاه محدش يعرف عنها حاجه اكتر من اسمها , والمؤسسة مستعده لاى تعويض حضرتك تشوفه مناسب ..
اجابه مراد ساخراً بنبره يملؤها الغضب :
-: قولى اسمها حالاً وبعدين التعويض ده هتشوفوا مع المحامى , عشان تتعلموا بعد كده تختاروا موظفين عندهم ضمير ..
تعلثم المدير فى نبرته :
-: ياسمين ..
شعرت اسيا بالغرفة تضيق من حولها فتمتمت لمراد مترجيه :
-: مراد لو سمحت عايزه اخرج ..
التفت يحتضن يدها على الفور قاطعاً استكمال حديثه ليسير بها للخارج ، بمجرد خروجهم التفت اسيا اليه تحتضنه بكل قوتها فهى تعلم جيداً ما يشعر به الان فهى تمر بنفس الاحاسيس ، احتضنها بقوه مشدداً من التفاف ذراعيه حولها ، تمتمت له مطمئنه :
-: المهم انى معاك , المهم انك جنبى , المهم انك رجعت لبنتك تانى , والاهم ان ربنا عوضنا بطفل تانى هنعيش معاه احلى ذكرياتنا ..
أجابها مراد يتوعد :
-: صدقينى مش هسيبها تفلت باللى عملته وتدفعها التمن غالى اوى..
كان هناك سؤال يضرب فى ذهن اسيا بقوه فسالته مستفسره :
-: مراد انت كل الفتره دى مفكرتش تزور دكتور تانى ؟؟..
أجابها مقرراً :
-: ولا مره , كنت شايف بماانى بعيد عنك مفيش حاجه تستاهل من بعدها ادور عليها .
عادت تحتضنه مره اخرى هامسه :
-: انا اسفه انى متمسكتش بيك وسبتك تمشى , بس وعد عمرى ما هعملها تانى ..
.................
مضت اسيا فتره حملها بسلام فمن اليوم التالى نفذ مراد رغبته وظلت اسيا طوال ثماني اشهر حملها داخل المشفى ، بالطبع مرت ببعض الصعوبات ولكن عزيمتها مع حنان مراد الذى كان يغدقها به ساعد كثيراً فى تحسن حالتها فمنذ انتقالها للمشفى انتقل معها مراد ولم يتركها بمفردها الا لأجل بعض الاجتماعات ثم يعود إليها مره اخرى ليقضى أيامه بلياليه بجوارها حتى وضعت طفلها بسلام ..
.........................
.. بعد مرور ٣ أعوام :
كانت اسيا تركض خلف سليم طفلها الصغير عندما اصطدمت بجسد مراد ، مد يده يسندها ثم حاوطها بذراعيه يحدثها بمرح :
-" ايييه بالراحه , بتجرى زى القطر كده ليه !!..
نظرت له بعبوس مصطنع قبل ان تجيبه بدلال :
-" مراد ابنك جننى , مش عايز ياكل وطول اليوم مخلينى بجرى وراه عشان امسكه !! عايز يلعب وبس ..
ابتسم لها بحنان ثم غمز لها ماكراً :
-" يعنى عشان كده برجع بليل بلاقيكى خلصانه ومش معبرانى خالص !!..
شهقت بفزع وهى تلكمه بحنان على ذراعه :
-" والله !!! ده على اساس انك بتسبنى انام مثلاً ومش بتصحيني !!!...
دوت ضحكته عالياً قبل ان يضيف :
-" مانتى بتفصلينى عقبال ما بتقوفى وتركزى معايا , عشان كده قررت استغل الفرصه النهارده واجيلك بدرى ...
رفعت يدها تتلمس وجنته وهى تتمتم بحنان :
-" اممممم يعنى عشان كده جاى بدرى ماشى , وانت كمان وحشتنى بس مش هينفع ..
ثم ابتعدت عنه مخرجه لسانها لإغاظته ، قبض عليها مره اخرى بحركه واحده يحبسها بين ذراعيه وهو يتمتم بمرح :
-" مش هتعرفى تفلتى على فكره , بس انا جيت عشان فى حاجه كمان عايز اقولهالك ..
سالته بقلق واضح :
-: ايه ؟؟..
أجابها بهدوء :
-: ياسمين ..
امتعضت ملامح وجه اسيا وهى تساله :
-: مالها العقربه دى كمان ؟!.. هى مش فلست وارتحنا منها ؟؟
أجابها مراد بهدوء وهو يحتضن خصرها :
-: حبيبى متخافيش , انا ببلغك انها اتقبض عليها بتهمه تهريب مع رجل اعمال من الخارج , ضحك عليها وخلى كل حاجه بامضتها وهرب لما الشحنه اتمسكت والمفروض دلوقتى تتحاكم ..
تنهدت اسيا براحه :
-: مش عارفه اقول ايه اخدت جزائها , المهم انها بعيده عننا ..
أجابها مراد بحنان :
-: قلتلك طول مانا جنبك متخافيش من اى حاجه وهى من ساعه الصفقه اللى ضربتها فيها واعلنت افلاسها بسببها وهى بعيده عننا ومشغوله بنفسها , ودلوقتى هتاخد حكم مش اقل من ١٠ سنين كامله ..
تمتمت اسيا بحب :
-: ربنا يخليك ليا وميحرمنيش من وجودك جنبى ..
شدد مراد من احتضنها يسالها بخبث :
-: سيبك من ياسمين , المهم احنا كنا بنقول ايه ؟..
لم ينتظر اجابتها و اخفض راسه ينشر قبلات صغيره متتالية على وجنتها وطرف شفتيها ودقتها ورقبتها ، همست له بوهن معترضه :
-" مراد , الولاد ..
رفع راسه يلتفت ينظر إليهم ثم اضاف متمتاً بعدم تركيز عائداً إلى ما كان يقوم به :
-" الولاد مش مركزين وبعدين سليم قاعد بيلعب مع اسيا والمربيه هتاخد بالها منهم .
ثم انحنى يحملها ويصعد بها إلى غرفتهم حيث مشاعرهم التى لم يختبراها الا معاً .
.................
فى غرفه مظلمه لا يدوى فيها الا أصوات اجهزه القلب والتنفس فتحت اسيا عينيها ببطء تنظر غير مستوعبه ما يدور حولها ، استدارت على صوت باكى يتحدث من بين شهقات الفرح ، انه صوت والدتها تهمس لها باكيه وهى تحضن يديها بحب :
-" بنتى الحمدلله , ربنا استجاب لدعواتى .
حاولت الابتسام ولكن يبدو ان عضلات وجهها لم تستعيد عافيتها بعد ، نظرت حولها وإذا بها ترى ظل يقف بعيداً مترقباً ، ظل رجل تعرفه جيداً ، تنهدت بعمق يشوبه الكثير من الالم ، اذا فقد عاد ، زوجها الهارب عاد.
النهايه :
إلى اللقاء فى الجزء الثانى
.Chimaa Youssef
لقراءة و متابعة روايات حصرية اضغط هنا
•تابع الفصل التالي "رواية عشقي الابدي" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق