رواية على القلب سلطان الفصل الثاني 2 - بقلم آية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الجزء الثانى من رواية ❤على القلب سلطان ❤
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة .
لكلٍ منّا جيشاً يحميه ... لكلٍ منّا عائلتهُ التى تلتف حوله كالحصن المتين .
ولكنى اصبحتُ دون جيش ... دون أسلحة ... لم يعد لدي سوى درعي الواقي (شخصيتى ومالي ) ... سيلين 💔
&&&&&&&&&&&
غادر افراد عائلة الحلوانى وظلّ المحامى فقط يجلس امامها ليسترسل باقى حديثه عن الإرث الذى تُرك لها ..
نظرت لآثرهم بحزن داخلي ... تمتلك من الثبات الانفعالي ما يجعلها تبدو كالجليد ولكنها حقاً الان داخلها يغلى كالبركان ... يا لبجاحتهم ... يأتون لاستلام ميراثهم فى شقيقهم ! ... بأي حق يفعلونها ! ... رحمة الله عليك ابي الغالي ... لم يكن لك اشقّاء بل كانوا ثعابين تحتضنك لتقتلك .
تنهدت بقوة تستجمع ثباتها امام المحامى الذى اردف _ نكمل يا أنسة سيلين ! .
اومات له بصمت فاسترسل _ احم ... كدة انتى سمعتى وصية الوالد ... وطبعا سمير بيه كان متفق مع شركة الحراسة ومؤكد عليهم ان حراستك تكون مكثفة بس ده ميمنعش انى احييكي على الخطوة القانونية اللى اتخذتيها ضد عمك واولاد عمك لان سمير بيه الله يرحمه كان دايما على حذر منهم ... دى هتخليهم يعيدو حساباتهم مليون مرة لو لا قدر الله فكروا يأذوكي ... ولازم ابلغك ان فيه بكرة اجتماع لاعضاء مجلس الادارة فى الشركة علشان تتولي منصب المدير العام بعد وفاة الوالد ..
اغلق الملف الذى امامه مستكملاً _ كدة خلصنا جزء الوالد ... نتكلم بقى عن ميراث الوالدة ..
تنهد وهو يقوم بفتح ملفاً جديداً ينظر له بتمعن مستكملاً _ طبعا والدتك يا أنسة سيلين ملهاش وصايا ... بس كل املاكها هتتقسم شرعاً عليكي وعلى اولاد خيلانك وخالاتك اللى عايشين فى سويسرا وهيتم التواصل معاهم فى اقرب وقت علشان يستلموا ميراثهم ... وانا حابب اضيف ان فى اي وقت تحتاجي اي مساعدة او دعم اتمنى تعتبريني شخص يؤتمن وتشاركيني عثراتك ... ودلوقتى عن اذنك لازم اوثق شوية اوراق بخصوص التركة ... ولو تحبي طبعاً احنا ممكن ندور على شريك يشترى الاسهم الخاصة بيهم ونخرجهم من الشركة خالص .
اردفت بثبات وثقة ونبرة ذات معزى _ لاء يا استاذ ممدوح ... لسة بدرى اوى على الخطوة دي ... سيب كل حاجة لوقتها ... المهم دلوقتى لازم نشوف خط سير الانتاج واصل لفين ... انا بعيدة عن الشركة من فترة ومش عايزة يحصل اي خلل فى انتاجنا علشان سمعة الشركة تفضل زى ماهي ده طبعا ان ما ارتفعتش لفوق .
اومأ الاستاذ ممدوح مؤيداً بحماس _ برافو عليكي يا أنسة سيلين ... هو ده فعلا اللى لازم يحصل ... عايزة تحاربي اي عدو يبقى لازم تثبتى نجاحك فى الشركة وتعلي من شأنها ... استاذ فريد الله يرحمه كان دايماً حريص على اي شئ قانوني يصب فى مصلحة الشركة .
اومأت مردفة بعزيمة وثبات _ ان شاء الله ... تقدر تتفضل يا استاذ ممدوح ... متشكرة لحضرتك .
جمع المحامى اوراقه وغادر مودعاً وظلت هي بمفردها ... نظرت من حولها ... تطلعت لذلك الحائط المعلق عليه صورة كبيرة لوالديها ... نظرت اليهما جيداً ... كأنها تعبئ عيناها وتملؤها بهما .... اشتاقت لوجودهما ... ويا ليت الاشتياق يعيدهما ..
تنهدت باختناق فقد اصبح حتى الهواء الداخل لرئتيها يخنقها ... خرجت من باب هذه الغرفة الى بهو القصر تنادى على تلك السيدة المسنة التى تخفف من على عاتقها عبء الايام مردفة _ دادا علية ..
حضرت تلك السيدة ذو الوجه البشوش تنظر لها بحب وبسمة صغيرة تشق ثغرها مردفة بحنان _ نعم يا حبيبتى ... احضرلك الغدا ! .
هزت سيلين رأسها مردفة بامتنان وهدوء _لاء يا دادا مش جعانة ... انا هطلع انام شوية لان بكرة عندى شغل كتير ومهم جدااا ... عن اذنك .
اومأت لها وبالفعل صعدت سيلين حيث غرفتها فى الاعلي ... وُلجت اليها واغلقت الباب خلفها ... سحبت نفساً عميقاً وهى ترفع وجهها لسقف الغرفة وقد التمعت عيناها بالدموع الحارقة ... تنهدت تخرج مرارة الفقد وألم الوحدة ... انسابت دموع الألم والحزلان حتى من اقرب المقربين اليها ... هى اضعف الاقوياء حقاً .
جلست على كرسي وثير وبدأت تخلع حذاؤها باهمال وتفك ازرار فستانها الاولي لتعطى لنفسها الشعور بالراحة ولو قليلاً ..
كانت تبكى وتفكر فى نفس الوقت ... يشغلها القادم والحالي ... رفعت رأسها عالياً واردفت بشهقات _ ياااارب ... وكلتكُ امري .
قامت متجهة الى المرحاض الخاص بها كي تخفي تلك الاثار الضعيفة وتعود بوجهٍ اكثر قوةً وصلابة حتى لا تُكسر على يدِ احدهم مثلما علمها والدها ..
&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
ليلاً فى حارة سُلطان تجلس لمياء بجانب عائلتها حول التلفاز ... والدها ووالدتها وشقيقها الصغير .
اردف نعمان والد لمياء بتساؤل وترقب وسخرية_ اتكلمتى مع خطيبك فى موضوع الورث بتاعه يا بنت نعمان ولا لسة خايفة !
لوت لمياء فمها مردفة بحنق وضجر _ اه يابا اتكلمت وياريتنى ما سمعت كلامك ولا كلمته ... هب فيا زي الغول ... ولولا انى جريت معاه ناعم كان زمانو سايبنى ... قلتلك هو مش بيحب السيرة دي بردو صممت انى اكلمه .
اردف نعمان بغضب ولوم _ يعنى ايه هب فيكي ! ... اومال انتى لسة عايزة تعدى هنا كتير ! ... انا خلاص مبقاش عندى حاجة ليكي ... يعنى كلميه يشهل كدة وتتجوزوا بسرعة ... يا اما بقى انا اكلمه بطريقتى .
ترقبت لمياء واعتدلت فى جلستها مردفة بتساؤل _ تكلمه بطريقتك ازاي يعنى ! ... اوعى يابا تفتح معاه السيرة دى كدة فعلا ممكن نسيب بعض وانا بقى بحب سلطان وانت عارف .
اردف نعمان بسخرية على ابنته _ حبك برص يا بنت حكمت ... بتحبيه على ايه نفسي افهم ... ده شكل على الفاضي ... شايف نفسه على ايه انا مش عارف ! ...
اردفت لمياء بتنهيدة وهيام _ هيييح ... بس قمر يابا ... شخصية تلاقي ... وسامة تلاقي ... حاجة كدة زى اللى بيطلعوا فى الافلام ... قول بس هو اللى راسه ناشفة ومش راضي يروح الصعيد يتكلم مع جده .... يابا ده ليه ورث اد كدة .
اردفت حكمت والدة لمياء وهى تفص بأسنانها بذور اللب _ كلمه يا نعمان .. سيبي ابوكى يكلمه يابت يا لميا خليه يشهّل .
اردف نعمان بإصرار بعد كلام زوجته _ خلاص انا هتكلم معاه ... هقوله ان يشوف حل فى اسرع وقت لان مينفعش معايا الكلام ده ...
وقفت لمياء مردفة بنبرة ذات مغزى _ اعمل اللى انت عايزه يابا ... المهم سلطان ما يبعدش عنى ... انت فاهمنى طبعا .
اتجهت الى شرفة المنزل التى تطل على الشارع الذى يقطن فى اخره سُلطان ... تقف تنتظره لحين يخرج فهى تعلم موعده فى الذهاب لعمله الحديث .
اما عند سُلطان الذى استيقظ ليذهب لوردية عمله الليلة فى حراسة احد الابراج السكنية المرموقة التى تحتوى على شخصيات من الطبقات المرفهة فى المجتمع .
جهز امتعته وارتدى بذلة العمل الخاصة واخذ سلاحه المرخص وقبل ان يغادر دلف الى غرفة والدته يوقظها بهدوء مردفاً بحنو _ امّا ... اّما ..
تململت منيرة فى نومها وبدأت تستيقظ وتتطلع عليه بنعاس مردفة _ ايوة يا سُلطان ... هتمشي يا حبيبي ؟
اومأ لها سُلطان مردفاً بحب واهتمام _ ايوة يا امّا همشي بس قومى معلش اقفلي الباب ورايا بالترباس علشان ابقى مطمن عليكي .
ربتت على يده التى كانت توقظها واومأت وبالفعل ازاحت الغطاء ووقفت بهدوء وهى تمشي خلفه تملي عليه بعض التعليمات كي ينتبه على حاله وتختم كلامها بباقة رائعة من الدعوات بصلاح الحال له ..
غادر هو واغلقت منيرة الباب خلفها واتجهت تكمل نومها بينما رأت لمياء سلطان يأتى من البعيد فأشارت له من شرفتها بحماس مبتسمة فبادلها بإيماءة بسيطة مردفة بلغة آمرة بعدما اقترب منها _ ادخلى جوة يالا .
اومأت بسعادة وكادت ان تدلف ولكنها ارتطمت بجسد والدها الذى تجاهلها وخطى واقفاً على ايطار الشرفة مردفاً بصوت عالي نسبياً _ سلطان ... استنى انا عايزك ... خليك وانا نازلك اهو .
نظرت له ابنته بلوم مردفة وهو يمر من جانبها كي يلحقه _ محبكتش الوقتى يابا ... لزومه ايه العكننة يعنى ..
مر متجاهلاً لها واتجه خارج منزله ومنه للاسفل .
اما سلطان فوقف يتأفأف بضجر لقد تأخر على عمله واصحاب البرج السكنى من اولئك القوم الذين لا يرحمون ولا يقبلون اعذار ..
نزل نعمان ووقف امام سلطان ... رفع نظره اليه انه حقاً طويل ذو جسد رياضي عريض المنكبين .
تحمحم نعمان مردفاً _ احم ... تعالى نعد ع القهوة نتكلم .
اعترض سلطان مردفاً _ لاء معلش انا متأخر على شغلى ... قول اللى عندك يا عم نعمان وانا سامعك .
اومأ نعمان مسترسلاً _ بص يا بنى ... انت بقالك سنتين خاطب بنتى ... داخل خارج قدام الحارة واقول معلش بكرة يتجوزوا ونسكت اللى يتكلم ... لكن الوضع ده مينفعش خالص ... ده حتى الشغل مش بتثبت فيه ... ودى بنت وانت ميرضكش كدة بردو ولا ايه ؟... شوفلك حل يابنى ... يعنى يا دوب قدامك شهرين تكون دبرت نفسك كدة وتلموا حالكوا وتتجوزوا ... يا اما بقى كل شئ قسمة ونصيب ... في الكلام ده زعل ؟
نظر له سلطان مطولاً ... اردف بعد صمت اربك نعمان _ ماشي يا عم نعمان ... انا هتصرف وهعمل اللازم ... فيه حاجة تانى حابب تقولها ولا خلصت ؟
اردف نعمان بهدوء _ لاء تمام كدة ... يالا اتكل انت على الله ..
اومأ له سلطان وغادر الى عمله بعدما عكر هذا النعمان مزاجه واخره على موعد عمله ..
&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
فى صعيد مصر
فى محافظة ومدينة سوهاج بلد المواويل ... تلك المدينة الخضراء التى تتميز بالطبيعة الساحرة حيث الهواء والخضرة والوجوه الحسنة .
فى قطعة خضراء يحتل منتصفها منزل سوهاجي عريق تقطن بيه عائلة السوهاجى ... تلك العائلة العريقة المعروفة بقوتها وسلطتها على المنطقة ...
يجلس الجد الاكبر توفيق برتابة امام حفيدته سهيلة التى تبكى وتتوسل اليه مردفة بألم _ والنبي يا جدي بلاش ترجعنى ليه ... اني لو رجعتلوا هيسوي عيشتى مرار ... ده بنى ادم مافيش فى جلبه رحمة ... خليني هنا وسطيكوا .
اردفت والدتها معنفة اياها _ قومى يابت ادلي عن جدك عاد ... بلاها دلع ماسخ إكدة ... ده جوزك يعمل فيكي اللي هو عايزه ... انتى اللى مدللة يابنت بطنى ..
نظرت سهيلة الى والدتها بقهر وهى تقف وتردف بقوة واصرار _ لا ياما ... اني مش مدللة ... بس انتى اللى بسبب غضبك من ابوي دسيتى جوانا غضبك وكرهك ... كنا عايزين ننجى منك واختارنا اي حد خبطت بابنا من غير ما نفكر ..
اعترض الجد توفيق قائلاً بغضب _ اخرسي يابت .... صوتك مايعلاش واصل وانا جاعد ... واوعاكى تقولي الحديت الماسخ ده تانى ... اني سألت زين على راجلك او رجالة اخواتك ... وكل الناس في قنا شكروا فيه ... قولي بس انتى اللى فرعونة ... ارجعي لجوزك وربي عيالك يا سهيلة وانى هتكلم معاه ميزعلك تاني .
نظرت له سهيلة بعدم تصديق ... كانت نظراتها محاصرة بين والدتها وجدها ... اومأت بقهر واردفت بقوة وهى تحمل حقيبتها لتغادر وتعود من حيث أتت بعد ان خزلها المقربين _ تمام يا جدي ... انا هعاود بيتي ولزوجي ! ... بس ذنبي فى رجبتكوا ليوم الدين ... وكلت ربي حسيبي .
قالتها وغادرت تحت نظرات جدها المصدوم من دعوتها عليه ووالدتها روايح التى لا تبالي بل تظن بطريقتها انها تنتصر بصلاح بيت ابنتها والضغط عليها وجعلها خاضعة لهذا الزوج .
اما بدرية زوجة عمها تلك السيدة الحنونة اردفت بتعقل _ ياريتك يابوي سبتها يومين تريح حالها وبعدين شيعتها ... او على الاجل كنت اتكلمت معاه ميزعلهاش عاد ... انت خابر زين ان اهل جوزها طباعهم صعبه وممكن يزعلوها .
نظر لها توفيق مردفاً بصرامة وحدة _ من ميتا وانا باخد رأي حرمة يا بدرية ! ... محدش إهنا يقرر غيري ... والكلام ليكي انتى كمان يا روايح ... انى سكت بس علشان مجومهاش عليكي بس صوتك ميعلاش إهنا ... انتى سامعة ؟
اومأت روايح تردف بنبرة مستعطفة _ حاضر يابوي ... انى بس مش عايزة الناس تجول روايح بناتها عفشة ومعرفتش تربيهم لحالها بعد ما جوزها سابها وفضل واحدة قاهرية عليها .
اردف توفيق بحدة وغضب _ ايه الحديت ده يا روايح ! ... بنات السوهاجي ميتجالش عليهم اكدة واصل ... ابنى ابراهيم الله يرحمه مقصرش معاهم واصل ولو حتى كان مقصر لا اني ولا عمهم كنا هنقصر فى يوم ... واللى يجول حرف على بنات السوهاجي يندفن مكانه ... انى بس خابر ان جوزها زين ومش عايزها تخرب بيتها ... وان كان على المعاملة ... فأنى هتكلم معاه .
ارتبكت روايح واردفت مسترسلة بترقب _ عارفة يابوي كل ده على راسي والحاج ابراهيم الله يرحمه كان سيد الرجالة ... انا بس بجول على اللى ممكن يتجال من روا ظهرنا .
نظر لها توفيق بحدة اما بدرية فاالتزمت الصمت بينما فى داخلها ترأف لتلك المسيكينة التى غادرت مكسورة الخاطر وعزمت على اخبار زوجها محمود كي يجد حلاً لوالده امام جبروت تلك الروايح .
&&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&
وصل سلطان الى محل عمله ... رآه زميله بدر الذى يتبادل معه وردية الحراسة لهذا البرج السكنى ..
اردف بدر بغضب وتساؤل _ ايه يا سلطان هو انت كل يوم هتتأخر كدة !... انت عارف ان اختى لواحدها فى البيت ولازم اروحلها بدرى .
اردف سلطان وهو يتجه لمكان عمله بثبات وهدوء _ معلش يا بدر ... يالا امشي انت .
ضيق بدر عيناه من هيأة صديق عمله مردفاً بتساؤل _ خير يا سلطان ... حصل حاجة ؟
نظر له سلطان بترقب ثم اردف بثبات وهو ينظر للبعيد _ ابو لمياء شافنى وانا جاي ووقفنى وقالي ادبر نفسي فى خلال الشهرين دول وادبر شقة وعفش علشان نتجوز انا وبنته .... ومعاه حق ... بقالي سنتين خاطبها وزى مانا محلك سر ومش عارف اعمل ايه .
ربت بدر على كتفه بطيبة مردفاً _ معلش يا صاحبي ... هتبقى عال ... شركة الحراسة اللى احنا شغالين تبعها دى بتدى مرتب حلو ده غير الحوافز والمكافئات لو سكان المنطقة انبسطوا مننا ... حاول انت بس تثبت نفسك فيها وانت الفترة الجاية هتعرف تدبر امورك .
اردف سلطان بضيق وتأفأف _ انا مبقتش طايق نفسى يا بدر ... حاسس انى عاجز وانا شايف امي متبهدلة كدة ومش قادر اعملها حاجة ... لو عليا هصبر واتحمل بس هى تعبت وكبرت وعايز اريحها ... ده غير لمياء اللى حبتنى ووثقت فيا ... انا حاسس ان فى جبل على ظهرى معجزني .
نظر بدر له بحزن ... فدائما ما يعترض سلطان على وضعه المفروض عليه ... يريد الصعود للاعلى متخطياً درجات السُلم فى خطوة واحدة.... بل يريد الركض بأقصى سرعته للوصول الى كل ما يريده ..
كان كل هذا يستمع اليه نبيل الذى نزل منذ قليل عبر المصعد قاصداً الخروج ولكنه وقف يستمع الى حديث الحرس وقد التمعت فى رأسه فكرة لم تخطر على بال الشياطين كان يدبر لها منذ الصباح ..
مر من جانبهم ينظر لسلطان نظرات متفحصة من رأسه الى اخمس قدميه حتى ان سلطان تعجب واردف بجرأة _ خير يا نبيل بيه تؤمر بحاجة ! .
ابتسم نبيل واردف بخبث _ انت اسمك سلطان صح ! .
اومأ له سلطان بقوة وثبات فاسترسل نبيل _ امم ... واضح ان شخصيتك زى اسمك ...على العموم ياريت تلتزم بمواعيد شغلك ... وبلاش التأخير .
اردف بدر مسرعاً ظناً منه ان نبيل غضب من سلطان _ معلش يا سعادة البيه ... اول واخر مرة ان شاءالله .
نظر نبيل الى بدر بغرور ولم يتكلم بينما اعاد نظره الى سلطان للمرة الاخيرة وغادر بعدها فتعجب سلطان متسائلا لبدر _ مالو ده ! .
اردف بدر وهو ينظر لاثره بعدم فهم _ مش عارف ده اول مرة يتكلم مع حد .. ربنا يستر .
وقف سلطان ينظر للبعيد بشرود يفكر في امر هذا الرجل الذى يطالعه بنظرات ان دلت فهى مؤكد تدل على مغزى بداخله .
&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
فى اليوم التالي
استيقظت سيلين مبكراً كعادتها ... ادت روتينها اليومي وصلت فرضها فبرغم عدم ارتداؤها للحجاب التى تتمنى ارتداؤه ولكن لم يحن الوقت بعد الا انها لا تترك فرضاً مثلما علماها والداها بالاضافة الى صوت تلاوتها الرائع فى القرآن فهى تتقن تلاوته بصوتٍ عزب رائع يخطف الانفاس ..
نزلت للاسفل بعدما ارتدت بذلة نسائية منمقة سوداء تحتها قميص ابيض تتلائم مع جسدها برقة ومشطت شعرها على هيئة ذيل حصان للاعلي ...
القت تحية الصباح على السيدة علية التى تحمل اطباق الفطور مردفة بهدوء _ صباح الخير يا دادا .
ابتسمت عليا بسعادة مردفة _ صباح النور يا ست البنات ... يالا تعالي افطرى ... عملتلك فطار من اللى قلبك يحبه .
كان الافطار ليس من مخططاتها ولكنها اومات لأجل خاطر تلك السيدة مردفة بترقب _ تمام هفطر بس تعدى تفطرى معايا ..
نظرت لها علية بتردد ثم ما لبث ان اومأت بقبول فهى على يقين انه فى حال رفضت ذهبت تلك المسكينة الى عملها دون فطور ..
جلست سيلين وبجوارها علية تمد لها الطعام بحنان وهى تردف بشفقة _ كولي يا حبيبتى ... كولي يا سيلين وشك بقى اد كدة بسبب قلة الاكل .
نظرت لها سيلين بعيون ملتمعة مردفة وهى تحاول الثبات _ مش اوى كدة يا دادا ... انا اصلا مش بحب ادبها على الفطار علشان حركتى تبقى خفيفة ... وبعدين انتى هتفضلي تأكليني ومش هتاكلي ولا ايه ! ...
اومات لها علية وبالفعل تناولت معها وجبة الفطار القليلة ووقفت سيلين لتغادر بعدما ودعت علية ... انتقلت الى الحديقة فوجدت شخصاً ما يسرع اليها يرتدى نظارة سوداء وبذلة رسمية ذو جسد رياضي وعضلات بارزة وهو يقف خلفها مردفاً بجمود _ اتفضلي يا سيلين هانم ... انا محمد الحرس الخاص المسئول عن حراستك ... وتحت امرك في اي شئ .
نظرت له قليلا ثم اومأت بصمت وهى تمر وهو خلفها ... وصلت لسيارتها ففتح لها الباب الخلفى ... دلفت وركب هو بجانب السائق وخلفهما سيارة اخرى معبأة بالحراسة ايضاً من يراها يظنها لوزيرة ما ... ولكن لما لا وهى التى تمتلك اكبر مجموعة شركات ومصانع عائلة الحلوانى لتصنعة العصائر والحلوى والمغلفات فى الشرق الاوسط ... ولديها من الاعداء الكثير الذين يريدون النيل منها خصوصاً بعد موت والداها ظناً منهم انها اصبحت صيد سهل جميل وثمين فى آنٍ واحد ..
&&&&&&&&&
انتهت حراسة سلطان مع طلوع النهار وكاد ان يغادر بعدما تسلم منه صديقه نور الحراسة ولكن استوقفه نبيل الذى كان ينتظره مردفاً ينادى _ سللطااان .
توقف سلطان يلتفت متعجباً بتساؤل _ اتفضل يا نبيل بيه خير ؟!
اقترب منه نبيل واردف بصوت لا يسمعه سوى سلطان _ عايزك فى موضوع مهم .. ياريت تيجي ورايا على فوق .
التفت سلطان الى صديقه نور ينظر له بتعجب من امر هذا الرجل بينما اردف نبيل عندما لاحظ تردده _ متقلقش يا سلطان ... الموضوع اللى انا عايزك فيه في مصلحة حلوة ليك .
نظر له سلطان بقوة مردفاً بصوت رخيم _ المهم متهانش يا باشا ... كرامتى تفضل محفوظة .
نظر له نبيل بقلق مردفاً ببعض الغموض _ اسمع وقرر بنفسك .
تصارعت الافكار فى عقل سلطان واصبح مشوش ولكنه قرر الصعود مع هذا النبيل على عكس اسمه وليرى ماذا يريد .
اثناء ذلك اخرج نبيل هاتفه وتحدث مع ابنه ادم مردفاً وهو يدلف المصعد _ ايوة يا ادم ... احضر انت الاجتماع بدالي ... ورايا حاجة مهمة هخلصها واجى .
اغلق معه مع اغلاق باب المصعد عليه هو وسلطان وصعوده الى شقته .
بعد عدة دقائق يجلس سلطان يتنظر حديث نبيل الذى من المتوقع انه لامر هام .
اردف نبيل بترقب ومكر يحاول استعطاف سلطان _ اسمع يابنى ... بصراحة انا سمعت كلامك مع صاحبك عن ظروفك وجوازك ...
تنهد يدعى الاهتمام ثم اكمل مسترسلاً _ وانا حابب اساعدك ... يعنى اللى انت شايفه حلم ممكن انا احققهولك وبسهولة كمان ..
نظر له سلطان بقوة مردفاً بذكاء _ والمقابل ايه يا نبيل باشا ! ... اكيد كل ده مش محبة يعنى ! .
نظر له نبيل مردفاً بابتسامة ماكرة _ اكيد فيه مقابل ... بس مش زي مانت فاهم ... اسمع الاول اللى عندى وبعدها فكر كويس وقرر ...
ضيق سلطان عيناه ينظر له بتمعن وينتظر حديثه فأكمل نبيل مردفاً _ انا نبيل الحلوانى .... عيلتنا هى المالكة لشركات الحلوانى للاغذية والعصائر والمعلبات ... يعنى اغنية عن التعريف ... بس كل اللى انت شايفه ده كان مكتوب باسم اخويا الصغير سمير ... لان والدى حب يضمن حق اخويا الصغير بسبب انه كان مريض كانسر فكتبله كل حاجة قبل ما يموت + انه كان صغير جدا وخصوصا ان امى اتوفت وهى بتولده ...
بعدها ابويا مات وكل حاجة كانت لاخويا وكنا بنشتغل معاه بإيدينا واسناننا وكبرنا المصنع وبدل المصنع بقوا ٦ مصانع والشركة كبرت والاسهم زادت وسمعت فى البورصة و السوق كله ..
بس للاسف اخويا اتوفى قريب هو ومراته ولما فتحنا وصيته اكتشفنا انه كاتب كل حاجة باسم بنته الوحيدة ... مسبلناش اي حاجة من ورثنا ... وللاسف كل حاجة قانونية ١٠٠ % يعنى مينفعش نطعن بالتزوير ... وبنته طبعا عمرها ما هتديلنا مليم من حقوقنا لانها بتكرهنا جداا ... يادوب كل اللى اتحصلنا عليه ٤٠ % من اسهم الشركة ... وكل حاجة راحت لبنته وانا واولادى واولاد اخويا الله يرحمه طلعنا من غير ولا مليم .
اعتدل سلطان فى مجلسه مردفاً باستفسار _ ايوة بردو مش فاهم انا مطلوب منى ايه يا باشا ... وليه بنت اخوك بتكرهكوا جدا ... جربوا تتكلموا معاها يمكن توافق تديلكوا حقوقكوا وتخلصوا من كل ده ...
تنهد نبيل يدعى الحزن مسترسلاً _ فكرك اننا محاولناش ؟ ... ياما كنا بنحاول نقرب منها انا وولادى لانها فى النهاية لحمنا ... بس هى كانت دايما بتبعد وقدرت تكره اخويا فينا ... هى وامها كانوا شايفين اننا اقل منهم دايما ... انا مش عايز حاجة غير انى ارجع حقي وحق ولادى وولاد اخويا التانى ... ومحدش هيقدر يساعدنى فى ده غيرك .
ظهر التعجب على ملامح سلطان مستكملاً وهو يضيق عيناه _ ازاي يا باشا مش فاهم ! .
تحمحم نبيل واردف بحذر _ انا زى ما قلتلك ليا اسهم فى الشركة ... وهقدر اعينك حارس امنى عندنا ... كل اللى عليك انك تحاول تلفت نظر بنت اخويا بأي شكل ... تقرب منها ويا سلام لو كنت انت الحارس الخاص بيها ... مرة × مرة هتثق فيك وبسهولة هتخليها تمضلنا على شوية اوراق ووقتها نكون ضمننا حقوقنا ...
وقف سلطان فجأة كمن كان ينام بعمق واستيقظ على صراخ مردفاً بحدة واستفهام _ ازاي يعنى اقرب منها وبصفتى ايه وازاي انت تعمل حاجة زى كدة اصلا ! .
وقف نبيل ايضاً يلتف حوله كالافعى يردف بفحيح ونبرة مغرية _ اهدى بس واسمعنى ... ده حقنا فى الاول والاخر وهى واكلاه ... يعنى انت هترد الحق لاصحابه ... وده ميمنعش انك تمثل عليها خصوصاً انك مناسب جداا سواء فى الشكل او الشخصية .... وقبل ما ترفض فكر كويس ... لان فى المقابل هتاخد نص مليون جنيه
.... مبلغ يستحق المجاذفة .
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق