Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية على القلب سلطان الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم اية العربي

 رواية على القلب سلطان الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم اية العربي

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 

البارت الخامس والعشرون من رواية ❤ على القلب سلطان ❤ 

بقلم آية العربي 

قراءة ممتعة ...

ابتسم .. افرح 
فلا لون ولا طعم ولا رائحة لحياتى الا برؤية عيناك تبتسم 
لا يليق بك الحزن 
لا يليق بقلبك الا العشق .

&&&&&&&

توقفت روايح عن الحركة وتجمد جسدها بأكمله ثم التفتت تطالعه بنظرات متفحصة متوترة تردف بتساؤل _ جصدك ايه يا ولد ابراهيم ؟

ضيق عيناه واردف بصلابة وتساؤل _ قصدى على السم اللى انتى بتحطهولي فى الاكل .

اتسعت عيناها وارتعب داخلها بينما نظرت لتوفيق تدعى الحسرة مردفة بصراخ _ يا مراااارى ! ... سامع يابوي حفيدك بيجول ايه عنى ! .. بيتهمنى انى بسممه ؟

اردف سلطان بقوة ارعبتها _ انا مش بتهمك يا مرات ابويا ... انا متأكد ان انتى ...

تنهد يردف متسائلاً بنبرة حزينة _ انا بس عايز اعرف ليه عملتى كدة ؟ .... ليه تفكرى تسمميني وانا مأذتكيش بأي شكل ! ... بالعكس ... انا مافيش بيني وبينك اى عداوة ... حاولت اكون اخ لاخواتى البنات واجبلهم حقوقهم المهدورة .... سهيلة هترجع لجوزها ابو عيالها بس لما يلف وميلاقيش زيها ويعرف قيمتها ويحطها تاج على راسه ... فاطمة اللى كانت محتجانا نسأل عليها ونودها قدام جوزها اللى كان دايما بيعايرها ان اهلها ميعرفوش عتبة بيتها شكلها ايه ؟ .... وبهية اللى انتى خوفتيها تقرب منى بس انا بحبها ولو طلبت عنيا هديهالها ... ليه تحاولي تقتليني وتخلصي منى ؟

نظرت له بكره وحقد حاولت اخفاؤه ولكن لم تستطع واردفت بقوة وجرأة _ هو انت جاي ورايد تلبسنى تهمة ولا ايه يا ولد ابراهيم .... واضح انك مخطط على تجيل جوى ... وعايز تغورنى من إهنة وتجعد فى الدار لحالك انت والهانم بتاعتك ... فبتجول تتبلى عليا بأي تهمة والسلام .... بس جولي بجى ...عندك دليل يثبت انى فعلا بسممك فى الاكل ؟ 

هنا وتحدث توفيق وهو يخرج من جيبه زجاجة تعرفها هى جيداً ويردف بترقب وصلابة _ اومال دى ايه يا بت اخوي ؟

نظرت روايح للزجاجة برعب وعيون جاحظة واردفت بتوتر وتلعثم _ جبتها منين دى يابوي ؟

ارف توفيق بتهكم وحدة _ من دولابك يا بت اخوي ... جواها ايه الازازة دى ؟

قالها وهو يشير بيده فأردف وهى تقترب منه وتحاول التقاط الزجاجة من يده ولكنه شدد عليها _ ايه اللى جوة الازازة دى يا روايح ! ... سم ؟

هزت رأسها بهستيرية تردف بجنون وقد ظهر الكره فى عيناها _ لا ... ده دوا باخده جبل ما انام .

ضيق توفيق عيناه ثم اردف بذكاء _ سليم ... يبجى تاخدى منها جدامى .

هزت رأسها تردف وهى تبتعد وقد فقدت تعقلها _ لاع ... مواخداشي ... هو اللى لازم ياخد منها مش انى .

قالتها وهى تشير على سلطان الذى يقف يتابع حالتها واعترافها .

نظرت له بكره وحقد وقد بدأت تخرج ما في جوفها مردفة بجنون _ هو اللى لازم يموت ... هو اللى لازم ينسحب من وسطيكوا بالبطئ ومن غير ما حد يدرى ... كيف ما ابوه مات ... هو وابوه اللى اخدوا فرحتى وسعادتى .

توقف الشهيق فى صدر توفيق مردفاً بصدمة وزهول _ انتى بتجولي ايه ؟ ... بتجوووولي ايه ؟

اومأت برأسها وجحظت عيناها مردفة بجنون _ اومال كنت عايزنى اسكت ! ... ظلمتنى وحكمت عليا اتجوزه وانى معحبوش واصل ... وابوي كان عارف كدة زين جبل ما يموت علشان اكدة وصاك تجوزنى ابنك الكبير ... خاف لاحسن افضحكوا .... عيشتونى بين اربع حيطان اهنة وعاملتونى كيف المسجونة وحرمتونى من كل حاجة حلوة ... حتى لما خلفت كان نفسي فى واد يجبلي حجى منكوا بس جالي بنت والتانية والتالتة وكلياتهم كانوا بيحبوه اكتر منى ... وبعد ما اتحملت كل ده راح اتجوز عليا واحدة وخلى البلد كلاتها تجيب في سيرتى وتجول عنى عفشة علشان اكدة راح اتجوز ... ومش بس اكدة ده خلف منها الواد اللى كنت بتمناه ... كل ده كان نااار فى جلبي ... كان لازم اعمل حاجة من الاتنين يا اما اجتل نفسي يا اما اجتله ... بس هجتله ازاي واكيد بعدها هتسجن بسببه ... علشان اكدة انا جبت السم ده ... من غير ما يحس بجيت ادسهوله فى الوكل ... لحد ما استكفى ... وجسمه اخد الجرعة اللى جابت اجله ... وكان وجتها عندها مش عندى ... وكدة اكون انتجمت لشبابي وعمرى اللى ضاعوا .

كانت سيلين تقف تحاول تهدأة جسدها الذى يرتعش من اعتراف هذه الافعى بينما سلطان يقف جوارها مزهولاً وكأن لحظة موت والده تعاد الآن بالصوت والصورة .

اما توفيق فكان يطالعها بعيون مصدومة وقلبٍ تمزق يردف بصراخ ووجع وعذاب اب فقد ابنه المغدور لتوه _ ولدددددي ... ااابراااهيم يا حبيييبي .

انحنى عوده وظل يصرخ بأسم ابنه وسلطان لا يعى ما حوله بينما سيلين صرخت تردف وهى تراه يكاد يسقط ارضاً _ جدددي .

تنبه سلطان له فأسرع اليه يتمسك به ويحاول اسناده مردفاً بعجز وتشتت ووجع من معرفته حقيقة موت والده _ جدى ... جدى علشان خاطرى فوق ... فوق متتكسرش كدة العيلة كلها هتقع ... خليك قوى علشاننا ... كفايا ابووووياا 

اتجه يجلسه على الاريكة واردف لسيلين بخوف _ كوباية ماية يا سيلين بسرعة .

اومأت برعشة واسرعت الى المطبخ تحضر كوب مياة وعادت مسرعة تناوله اياه فتناوله بدوره واعطى لجده القليل بينما ارتشف توفيق منه وقلبه مازال يتألم على ما فعلته ابنه اخيه بابنه الغالي الذى تسبب هو فى موته ... نعم هو من قتله وليست تلك الحية التى رباها فى حجره ... رباها ورعاها ثم بخت سمها فى ولده الغالي ... اااه يا فلذة كبدى يا فقيدي يا حبيبي ... ااااه سامحنى يا ولدى سامحنى .

اشار توفيق بيده المرتعشة يردف بضعف _ لازم تتحاسب على اللى عملته يا ولدى ... متسبهاش .

لف سلطان نظره ليراها فلم يجد لها أثراً ... لقد رحلت فى لمح البصر ... استغلت انشغالهم بانهيار توفيق .

اردف سلطان بغضب وقسوة وهو يعود بنظره لجده بينما تقف سيلين مزهولة حزينة _ هربت يا جدي ... بس هجبها ... هتروح منى فين ... واحدة زى دي مينفعش تفضل من غير عقاب ... دى خطر علينا .

ضرب توفيق بقبضة يده على المقعد عدة مرات بغضب وتوعد بينما اردفت سيلين بترقب وحزن وهدوء _ اهدى يا جدى علشان خاطرى ... اهدى وسلطان هيحل الموضوع ... هو هيقدر يسلمها للشرطة وتتحاسب على افعالها ... بس انت صحتك اهم ... واذا كانت هى السبب فى موت بابا ابراهيم الله يرحمه فأكيد حضرتك عارف ان كل حد فينا مكتوب ليه عمره ووقت ما بيخلص مافيش اي حاجة بتمنعه .... ربنا اراد انه يموت عند حبيبته وعلى ايدها واكيد هو حاليا مرتاح بأنك رجعت ابنه لحضنك ولعيتله وحضرتك الخير والبركة وهتقدر تسنده وتحميه ... 

نظر سلطان الى عيون سيلين بحزن كأنه يستمد منها قوته كلماتها ارضت وشرحت صدر توفيق قليلاً حيث اومأ لها وتنهد بعمق مردفاً بأيمان وحرقة _ لله الامر من قبل ومن بعد ... لله الامر من قبل ومن بعد .

اردف سلطان بجمود وهو يتطلع للامام _ محدش يقول حاجة للي فى البيت ... بلاش يعرفوا يا جدى .

اردفت سيلين متسائلة بترقب _ ازاي يا سلطان ! ... طب لو سألوا عليها ؟

نظر لها واردف بثبات وقوة _ هتكلم انا ... المهم اخواتى ميعرفوش حاجة الوقتى .

اومأت سيلين مستسلمة بينما توفيق اومأ موافقاً لرأيه وهو يقوم من مكانه مردفاً بحزن _ انى هروح اجعد فى غرفتى .

منعته سيلين مردفة بقلق _ لاء يا جدي خليك قاعد معانا .

ربت على يدها بحنو يردف مطمأناً _ متجلجيش يا بتى انى زين ... وهبجى زين ... 

اتجه الى غرفته تحت انظار سلطان وسيلين بينما دلفت سهيلة من باب المنزل الذى تركته روايح مفتوحاً تردف بتعجب _ وه سايبين باب الدار مفتوح ليه عاد .

تبعها دخول منيرة تنظر لابنها باشتياق كذلك هو ولكن حنينها حركها تركض لعنده تحتضنه بقوة انسته حزنه المؤقت على حقيقة موت والده وهى تردف بدموع واشتياق _ حبيبي ... يا نور عيونى وحشتنى اوووى يا سندى .

بادلها باشتياق وهو يعتصرها بقوة مردفاً بحب _ وانتى ياست الناس ... وحشتيني اوى يا غالية ... عاملة ايه ياما .

ابتعدت عنه قليلاً تنظر لوجهه باشتياق ثم حاوطت خديه بكفيها تردف بحب _ حلوة يا حبيبي ... انت حلو ؟

اومأ لها فأردف فاطمة التى اتت معها وهى تقترب منه _ حمدالله على السلامة يا جلب اختك .

نظر لها بحب وابتسم ثم ابتعد يعانقها بحنو مردفاً _ الله يسلمك يا فاطمة ... عاملة ايه ؟

اردفت بسعادة وهى تبادله _ زينة ياخوي .

اتجهت منيرة الى سيلين التى تقف تتابع بترقب ووجه مبتسم ثم عانقتها ايضاً مردفة بأمومة افتقدتها تلك الفاتنة _ وانتى كمان يا حبيبتى وحشتيني ... عاملة ايه ؟

تعجبت سيلين قليلاً ثم بادلتها تردف بسعادة _ كويسة جدااا يا ماما منيرة ... ميرسي .

ابتعدت قليلاً تنظر لفاطمة مبتسمة فاردفت فاطمة وهى تقترب منها _ تعاليلي بجى .

عانقتها فاطمة بحب وبادلتها سيلين ايضاً ثم اردف سلطان بتهكم ونبرة تحذيرية قلقة _ خلاص بقى البت اتفعصت وسطكوا ... دى لسة طالعة من مستشفي .

ضحكوا جميعاً وخجلت سيلين تنظر ارضاً مبتسمة بينما اردفت منيرة _ معاك حق ... انتوا اكيد جايين تعبانين ... روحوا ارتاحوا وانا هعملكوا الاكل .

اردفت سهيلة بترقب _ امى بتعمله يا خالة ارتاحى انتى .

نظرت سيلين الى سلطان بقلق فاتجه هو اليها يحتضنها ويردف بثبات وهدوء _ لاء يا سهيلة هو تقريبا اختك بهية بعتتلها ف راحت تشوفها ... انا هاخد سيلين ونطلع نرتاح ولما الاكل يجهز متندهولناش .

قالها وغمز بحركته ثم التفت يغادر مع حبيبته وتركهن خلفه يضحكون عليه بينما عقله يفكر فى حل ليجدها سريعاً ... فوجودها طليقة خطر على الجميع ... لقد اسدلت لباس الهدوء وكشفت عن حقدها ومرضها .

وصلا لغرفتهما ودلفا سويا بعدما اغلقا الباب خلفهما .... تنهد هو يبتعد عن سيلين وينظر لها بحب مردفاً بترقب _ معلش يا حبيبتى انا هعمل مكالمة واجيلك .

اومأت له فتركها وتحرك ناحية الشرفة ... دلفها وتناول هاتفه وضغط بعض الارقام يهاتف عمه الذى اجاب متسائلاً _ سلطان ! ... كيفك يا ولدى ؟

تنهد سلطان واردف وهو يستند على السياج _ بخير يا عمى ... انا فى سوهاج .

تعجب محمود واردف بفرحة _ صوح ! ... حمدالله ع السلامة يا ولد اخوي يا غالي ... مجولتش ليه انك جاي النهاردة كنت استنيتك ؟

تنهد سلطان يردف بتعقل _ محبتش اخواتى وامى يبقى عندهم علم علشان اقدر ابعدهم عن البيت يا عمى ... انت عارف اللى فيها ... المشكلة دلوقتى ان روايح هربت .... وانا مش هرتاح الا لما تتمسك .

تعجب محمود واردف بتساؤل _ يعنى صوح هى اللى كانت بتدس السم فى الوكل ! .... والازازة اللى ابويا لجاها فى اوضتها دى سم صوح ! ... حسبي الله ونعم الوكيل ... كيف تعمل اكدة ... اتجنت دى ولا ايه ؟

تنهد سلطان بضيق يردف بثبات _ فيه حاجات متعرفهاش يا عمى لما تيجي هنتكلم فيها ... بس قولي ممكن تكون راحت فين ؟

شرد محمود ثم اردف بثقة _ عند بهية ... مافيش غيرها الوحيدة اللى عندها سر امها كله .

اومأ سلطان يردف بثقة _ كنت متأكد من كدة ... خلاص ياعمى حاول متتأخرش وانا هستناك ومش هتصرف غير لما تيجي ... مش عايز اروح لاختى واجرح امها قدامها .

اومأ محمود مردفاً _ تمام يا ولدى ... زين العقل ... انى هعاود علطول مش هتأخر .

اغلق معه ووقف يفكر بشرود ... هى من قتلت اباه ... هى من حرمته من والده الغالي وحرمته من عائلته ونسبه وحياته الطبيعية ... نزلت من عيناه دمعة حارقة عندما تذكر والده الغالي وهو يوصيه ويصطحبه الى المسجد ويملي عليه الحكم مثلما املى لقمان الحكيم على ولده ... 

فتح زرار قميصه الاول باختناق يشعر بضيق ينتابه ... يريد ان يصرخ بأسم والده ..

وجد يد تلتف حول خصره وتعانقه خلفاً بحب ونعومة وتضع سيلين رأسها على ظهره العريض الصلب ..

اغمض عينه على آثر حركتها ووضع يده على يدها يحتضنها فأردفت هى بنعومة وحنو _ ادخل يالا الجو برد وانت لسة تعبان .

ابعد يدها قليلاً ولف جسده اليها ثم وضع يدها مجدداً حول خصره ولف هو ذراعيه حولها بتملك يطالعها بعشق مختلط بعذاب وحزن وعيون لامعة مردفاً _ لو مكنتيش في حياتى كنت هعمل ايه ؟ 

طالعته بعيون عاشقة وغمزت له بحركته التى تعلمتها واحبتها عن ظهر قلب مردفة بدلال وهى تتمايل عليه حتى تنسيه حزنه _ كانت حياتك هتكون مملة اوى ... ومافيهاش اي نوع من الاكشن ولا الحماس والوانها باهتة وفوضوية .

ابتسم لها يغمزها ايضاً بطرف عيناه مردفاً بأيماءة بسيطة _ حصل .

ضحكت بخفة ونعومة ووضعت رأسها موضع قلبه تستمع الى دقاته التى تسارعت واردفت بصدق وهدوء وهى فى احضانه _ سلطان ... متزعلش يا حبيب قلبي ... ربنا راسم لكل انسان طريقه وهو اللى عارف الخير فين وليه حكمة من وسط الامور ... ربنا اراد يطول عمرك علشان كدة انت قدرت تكتشف السم ده قبل ما لاقدر الله كان يتمكن منك .... وبردو لو ربنا كان رايد ان والدك يعيش اكتر من كدة كان حصل ... دي اعمار يا حبيبي ومتقسمة .

تنهد بعمق يخرج مرارة تكونت داخله ويشدد من عناقه عليها غير واعى ان عظامها تتألم ولكنها تحاملت حينما اردف بحزن _ افتكرته يا سيلين ... افتكرت كل لحظة عيشتها معاه ... كله مر من قدام عنيا كأنه حصل امبارح ... وجعت قلبي عليه ..

تململت من بين يده فحررها ينظر لها بأسف مردفاً _ انا آسف .

هزت رأسها تبتسم وهى تتناول كفه وتسحبه للداخل مردفة _ تعالى بس ندخل لان الجو برد .

دلفا سوياً واغلقت هى باب الشرفة التى تحاوطها مظلة كبيرة تخفي داخلها للمارة ... اتجهت تجلس على الفراش وتسحبه لحضنها كطفل صغير .

اما هو فأسرع هذه المرة اليها ينكمش داخل جسدها الناعم الصغير ويدثر نفسه جيداً محاوطها بذراعه كذلك هي التى مددت الغطاء عليهما وبدأت يدها تغرق داخل خصلات شعره الغزيرة والناعمة التى تعشقها وهو يغمض عينه مستمتعاً بحركتها تلك وقد بدأ يغفو كطفلٍ صغير استكان فى جسد امه براحة وحنو فبرغم كبر حجمه وقوة جسده وصلابته الا انه الآن يحتاج اليها والى نعومتها واحتوائها له .

اما هى فبرغم جسدها الضئيل الا انها غمرته بحنان قلبها الذى اكفاه وفاضَ .

نامت هى الآخرى على وضعيتها بعد يوم مجهد وحقائق مؤلمة سوف تلتئم بعد استيقاظهما .

فى الأسفل تقف منيرة مع سهيلة فاطمة فى المطبخ تعدن اشهى الاكلات ... اردفت منيرة بترقب _ يابنات ... معلش كملوا انتوا وانا هروح اشوف الحج توفيق .

اومأت سهيلة مردفة بابتسامة وهدوء _ روحى يا خالة ... ارتاحى انتى وانا وفاطمة هنكمل .

اومأت اليها واتجهت تغسل يداها ثم خرجت قاصدة غرفة الحاج توفيق ... طرقت الباب فسمح لها .

دلفت وجدته يجلس على سجادة الصلاة فقد انتهى لتوه من فرضه ونظر اليها يشير بيده مردفاً بهدوء وملامح حزينة _ تعالي يابتى .

اتجهت اليه منيرة تجلس ارضاً بجانبه وقد تناولت يده تقبلها باحترام مردفة _ ازيك يا عمى ... انا كنت عايزة ادخل اسلم عليك اول ما جيت بس فكرت حضرتك نايم .

اومأ برأسه مردفاً بهدوء وترقب _ فيكي الخير يابتى ... فيكي الخير ... انا كمان كنت هنادى عليكي دلوجيت ... انى رايد اتحدت معاكى .

ترقبت منيرة وضيقت عيناها متسائلة _ خير يا عمي ؟

نظر لها توفيق بندم واردف _ عايزك تسامحيني يابتى ... سامحيني ... انى غلطت فى حجك وحج حفيدي كتير ... ظلمتكوا جوى يابتى ... لاول مرة اعرف حقيقة الذنب اللى عملته ... انتى كنتى ونعم الام والزوجة ومرت الابن بس انى اللى كنت غلط ... انى اللى حكمت على الامور بالعرف بتاع ابويا وجدى ... جولت بت اخوي ودمى ولحمى ... جولت هى دي اللى هتسند ابنى وتشيل همه ... جولت اللى اعرفه احسن من اللى معرفوش ... بس انى طلعت ظالم ... وظلمت العيلة كلها بحكمى ... ولولا وصية اخويا كان زمان امور كتيرة اتغيرت ... بس كله مجدر ومكتوب ... حجك عليا يا ام سلطان ... حجك وحج سلطان وحج ابنى حبيبي عليا ..

تطلعت عليه منيرة بتعجب واردفت بتعقل وحكمة _ مسمحاك ياعمى ... 
يكفى ان انت جد سلطان وابو حبيبي الحاج ابراهيم الله يرحمه اللى شفت معاه الهنا كله ... مسمحاك لانك رضيت عن ابنى وجبته هنا وسط اهله وناسه ... مسمحاك ونسيت الماضي كله بمجرد ما شفت حنيتك عليا انا وابنى ... الماضي عدى ياعمى وخلينا نفكر فى اللى جاي وننسى .

نظر لها بغموض وعقله يفكر ... هل هو الحج توفيق السوهاجى المعروف بحكمته وفصاحته ! ... كيف لم يستطع تمييز الصالح من الطالح .... كيف انخدع بأبنه اخيه هكذا وصدقها وظلم تلك الحنونة وابنها ! .

اردفت منيرة بعفوية وهى تقف _ انا هروح اشوف البنات وهنستناك برا ... عن اذنك .

خرجت تركته فى افكاره فوقف يكمل صلاته ومناجاته بضمير معذب ..

&&&&&&&&

عند بهية التى تخرج من مطبخها تحمل كوب مياة وتردف بتعجب _ اتفضلي ياما ... مش هتجولي مالك عاد ؟

تناولت منها روايح المياة ثم ارتشفت الكثير منه بارتباك وتنهدت بعمق تنظر لابنتها مردفة بترقب _ ماليش ... انى بس مش عايزة حد يعرف انى إهنة ... ولو حد كلمك او سألك عنى جوليله مشوفتهاش واصل ..

ضيقت بهية عيناها واردفت بحيرة _ وليه كل ده ياما ... هو حوصل حاجة ولا ايه ؟

هزت رأسها واردفت بغضب _ اسمعى اللى جولتلك عليه ... انى هجعد عندك لحد الصبح وادلى على اي مكان بس محدش يعرف انى إهنة .

شردت بهية فى أمر والدتها واومأت بصمت وترقب بينما الثانية تفكر فى مخرج من ورطتها هذه وتفكر ايضاً فى طريقة ما للخلاص من سلطان .

&&&&&&&&&&

ليلاً فى غرفة سلطان .

فتح عينه وجد رأسه في تجويف عنقها الناعم الذى يعشقه ... يداها تحيطه بحماية وحنو ... تنام براحة محتفظة به كطفل صغير .

تنهد بعمق يستنشق عبيرها ... نظر لرقبتها بشرود ثم قرب شفتاه وقام بعضها بأسنانه بترقب .

استيقظت متؤلمة تنظر له بتعجب وتضيق عيناها مردفة بصوت متحشرج ناعس _ فيه حد يصحى حد كدة ؟

رفع عيناه ينظر لها بمكرٍ ثم قرب شفتاه مجدداً من رقبتها وقام بعضها ثانياً بأسنانه فتآوت مبتعدة تنظر له بعيون متسعة وقد جفاها النوم مردفة بحدة _ اااه ... فيه ايه يا سلطان انت بقيت فامبير ولا ايه ! ؟

قهقه عليها ثم سحبها مجدداً اليه يضع رأسه على معدتها ويحيط جسدها بذراعيه مردفاً بحنو وهو يغمض عينه ويعتصرها _ علشان تبقي تسافرى من غير اذنى ... قولتلك انى هعاقبك لما نرجع بيتنا  .

فرغ فاهها ونظرت له بزهول ثم ضيقت عيناها بخبث واردفت بترقب _ وهو ده عقابك ! .

اومأ وهو على وضعه فتناولت كف يده بتوعد ورفعته الى فمها ثم قامت ايضاً بعضها بتلك الاسنان الصغيرة الحادة جعلته يتآوى ويرفع رأسه يطالعها بتعجب مردفاً _ ااااه ... يابنت العضاضة ... لاء دي جامدة يا سيلين  .

نظرت له ببراءة قطة ماكرة ثم اردفت وهى تشير بيدها _ تعالى .

نظر لها كالمسحور ثم رفع جسده اليها حتى اصبح امامها يردف بترقب ويغمزها بعينه _ ايه ! 

وضعت كفها الصغير برقة على وجنته وملست بنعومة تخدر هو تحت لمستها ثم اقتربت منه ببطء وهى تنظر داخل عيناه بعيون ساحرة اغمض عينه هو يستمتع بافعالها الجديدة على قلبه العاشق يظنها ستقبله ولكنها قامت ايضاً بعض شفتاه بقوة وابتعدت مسرعة قبل ان يستوعب ويفتح عينه يطالعها بعيون متسعة زاهلة وهو يضع اصبعه على فمه يتحسسه ويتآوى بصمت .

ضحكت عليه مردفة وهى تشير بسبابتها _ دى بقى علشان انت خبيت عنى خطة عمى من الاول .

ضيق عيناه وهو يتحرك ببطء كوحش يترقب لفريسته مردفاً بهدوء يناسب حركته وهى تنظر له بتوجس وتتراجع _ تمام ... كدة خلصنا حساباتنا القديمة ... صح ! 

اومأت تبتسم بخوف وهى تردف بنبرة متوترة وتتراجع _ ااه يا حبيب قلبي خلاص يا سلاطينو .

امال برأسه وهو يقترب بتوعد ويردف باستنكار _ سلاطينو ! 

اومأت بضحكة بريئة وهى تتراجع وتنظر له بقلق وهو يقترب حتى انقض عليها فجأة جعلها تصرخ وكادت ان تركض ولكنه امسكها يرفعها عن مستوى الارض بين يداه مردفاً بتوعد محبب الى قلبه وهو يحتضنها وهى تحتمى منه به _ ماشي انا بقى هوريكي سلاطينو على حق ... هستعمل معاكى نظرية جديدة .

قهقهت بأنوثة ونعومة ضحكة عالية بعثرت مشاعره وكيانه تردف وهي تتعلق برقبته متسائلة بدلال انثوى طفولي _ نظرية ايه يا سلاطينو ؟

اتجه الى فراشهما يضعها عليه برفق  ثم تمدد بجوارها ينظر لها بعشق مردفاً بغمزته الشهيرة _ ما هى عملي مش نظرى .

قهقهت بقوة عليه ونظرت له بعيون متحدثة ايضاً ولم يبقى للكلام اى اهمية .

&&&&&&&&&&&

فى شقة نبيل 

يجلس يستشيط غضباً من ما يحدث حوله ... وخصوصا من ابنه ادم الذى  اهما كل شئٍ مؤخراً ويبدو انه منشغلاً فى حياته المتهورة .

اردف بغل وتوعد _ سلطااان ! ... كله منك يا و**** ... واحد زيك يبوظلي خططى ويخسرنى فلوسي ... بس مبقاش نبيل الحلوانى ان مدفعتك التمن غالي اوى ... حتى الكورونا مقدرتش تخلصنى منكو .

تناول هاتفه وضغط بعض الارقام ثم اردف بترقب _ معاك نبيل الحلوانى .... جهز نفسك ... هحتاجك فى شغل قريب ... وطبعا زى كل مرة ...عايز شغل على نظيف ... هشوف هننفذ ازاي وهبلغك .

اغلق الهاتف وتطلع للامام يبتسم بخبث ويردف _ نخلص منه الاول ... وبعدين اروقلك يا بنت اخويا ... وقتها هتبقى صيدة سهلة .

رن هاتفه برقم ابنه فابتسم ساخراً وفتح يجيب _ هه ... اهلا ... خير يا ادم باشا ....  فلوسك خلصت ولا ايه ؟

تنهد ادم يردف بترقب _ لا متشكر يا نبيل بيه ... انا بس بشوفك عملت ايه ؟ ... لانك قولت انت هتتصرف .

ضيق نبيل عيناه واردف بترقب _ انت مالك كدة ! ... حالك مش عاجبنى ... لتكون اشتغلت لصالح سيلين هانم وبتاخد منى كلام !.

ضحك ادم ساخراً يردف باستنكار _ وانت تعرف عنى كدة بردو يا نبيل بيه ... دانا تربيتك .

تنهد نبيل مردفاً بترقب _ ماشي ... بس ارجع بسرعة من اللى انت بتعمله ده ... الفترة الجاية هحتاجك معايا فى الشركة ... لانى نويت اكسر ظهر سيلين .

ضيق ادم عيناه واردف متسائلاً _ ازاي ؟

ضحك نبيل واردف بحقد _ هنطير سلطان .

يتبع 
تصويت فضلا ...

  •تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية

reaction:

تعليقات