Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية على القلب سلطان الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم اية العربي

 رواية على القلب سلطان الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم اية العربي

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 


        البارت الرابع والعشرون من رواية ❤ على القلب سلطان ❤


       بقلم آية العربي 


       قراءة ممتعة 


كُن معى ... او لا نكون .


&&&&&&&&&


صرخت بأسمه وقد تحولت نظرتها لرعب وضعف وانكسار وهى تهزه وتنادى بصوت مبحوح ولكنه كان فاقداً لوعيه تماماً .


وضعت رأسه بهدوء ووقفت بخطى ثقيلة تزرف الدموع الحارقة وتخطو للخارج مرددة بصوت مكتوم ورجاء _ ياااارب ... يااارب .


وصلت الي الباب ففتحته وبأعلى صوت تبقى لديها صرخت مردفة _ دكتووووور .... بسرررررعة .


جاء اليها الطبيب يرتدى قناعه الواقي مندفعاً بسبب صراخها ومتسائلاً بقلق وهى تشير على الغرفة بدموع وقد فقدت النطق فأسرع هو اللى الداخل ومنه الى المرحاض حيث وجد جسد سلطان منفرداً دون حركة ..


اسرع اليه يفحصه فتنهد بارتياح حينما وجد نبضه ولكن تنفسه بطئ جدا يكاد يكون معدوم .


وقف على حاله واتجه خارجاً ينادى طاقم التمريض وسيلين تقف تنظر لحركاتهم بضياع وعدم استيعاب كأنها تناولت للتو إبرة مخدرة وترى حركتهم كضباب يسير ببطء .


دلف الطبيب وخلفه المسعفون وحملوه على الترولي ثم اخدوه خارجاً حيث يعاينوه وهى تنقاد خلفه لا ارادياً بدموع شلالية وكأن روحها معلقة به وهى كذلك حقاً .


اردف الطبيب الذى نظر اليها ورأف لحالتها _ سيلين هانم ... اهدى هو كويس بس لازم يدخل العناية حالاً ... لازم يبقى تحت اجهزة التنفس ... انا بلغته ده من الاول بس هو رفض يسيبك .


توقفت عن السير واردفت بعدما تنبهت جميع حواسها متسائلة بضعف ودموع وتعجب  _ هو عنده ايه ؟ ... اكيد انتوا مخبيين عنى حاجة .


نظر الطبيب ارضاً واردف بترقب _ للأسف واحنا بنعمل الفحوصات ع الرئة اكتشفنا نسبة معينة من سم قاتل على المدى البعيد متسربة للجهاز التنفسي عنده وكانت ممكن بعد فترة لا قدر الله تتسبب فى وفاته لو مكتشفتش ... وهى مش بتظهر فى التحاليل العادية ... واكيد السم ده وصله عن طريق الطعام او الشراب ... وانا بلغت الاستاذ سلطان بكدة ... وهو اكد عليا ان انتى متعرفيش ... ده غير ان هو رفض تماماً يسيبك ويروح العناية المركزة لان الفيرس المستجد بيهاجم بشراسة الجسم اللى مناعته ضعيفة والسم ده للاسف اضعف الجهاز المناعى عنده .


كانت تستمع للطبيب بنار تكوى صدرها ... تنظر له بدموع تنزل كالشلال ولا تتفوه بحرف ... تهز رأسها غير قادرة على تصديق ما يحدث ... اسرعت مجدداً تركض خلف سلطان قبل ان يدلفوا به الي غرفة الرعاية ...


كادت ان تدلف خلفه فمنعتها احدى الممرضات مردفة بترقب _ مينفعش يا هانم تدخلي .


نظرت لها سيلين بقوة ودموع وغضب مكتوم وشراسة لم تعهدهما مردفة _ اوعى من سكتى .


توترت الممرضة من هيأتها فأسرع الطبيب يردف بهدوء وترقب _ سيلين هانم ... مينفعش تدخلى علشان سلامة الاستاذ سلطان ... الاحسن ليه تخليكي هنا وانا هدخله واطمنك على حالته في اسرع وقت ... متقلقيش هيبقى كويس .


اظهرت ضعفها  وانكسارها وهى تنظر للطبيب بترجي ودموع وكأنه طوق نجاتها من غرق زورقها فى المحيط مردفة _ أعمل اي حاجة ... اي حاجة تريح قلبي .


اومأ لها ودلف مسرعاً ليرى ما يمكن فعله ووقفت هى على باب العناية تستند برأسها عليه وتبكي ولاول مرة تبكى بهذا الشكل ... للمرة الثانية تشعر بفقدان الاهل ... للمرة المليون تتذوق مرارة الفقد ... ولكن يبدو ان هذه المرة اقوى من سابقها ... هى لن تتحمل فقدانه ابداً ... ماذا قال !! ... سُم ! ... من فعلها ! ... وهل اخفى عنها ! .... ااااه يا رب هون .


مرت عليها الدقائق كالاعوام ... واللحظات كالايام وهى تستند برأسها على الباب الذى هو خلفه وتدعى الله جهراً بضعف واحتياج .


كان الطبيب فى الداخل يفعل ما بوسعه وقد وضعه على الاجهزة التى حسنت من نبضه واعطاه الادوية المناسبة التى دخلت عبر اوردته وهو ينام بهدوء غير واعي لما يحدث حوله بينما فى عقله تدور هي كحورية نزلت من الجنة ترقص برشاقة على اوتار قلبه العاشقة وحتى انه يبتسم فى وضعه هذا ... وحتى فى اعنف لحظاته هى من تستحوذ على تفكيره وعقله وغيبته .


خرج الطبيب بعدما انتهى وجدها ترفع عيناها المجهدة تسأله بتلهف _ طمنى .


اومأ مبتسماً يشرح بصدق _ كويس جدااا .... واحب اطمنك ان تقريباً السم خرج تماماً من جسمه وده السبب فى بقع الدم اللى انتى شوفتيها ... متقلقيش ... خلال يومين هيستعيد قوته وهيرجعلك .


نظرت له بضعف مردفة بترجي _ ينفع ادخله ! ... مش هعمل اي صوت هقعد جنبه وبس .


تنهد الطبيب ينظر اليها بحيرة ثم اردف بتمعن _ تمام يا سيلين هانم ... ساعة كمان لما المحلول يخلص وهدخلك ليه ... وده طبعا علشان تطمنى لان حالتك متسمحش بكدة ... وياريت انتى كمان ترتاحى ... لو تحبي تروحى غرفة تانية قريبة من هنا ...


قاطعته تومئ مردفة _ ايوة ياريت ... مقدرش ابعد عنه .


اومأ لها واردف _ تمام 


اخذها خلفه الى غرفة مجاوره وادخلها اليها واردف _ ارتاحى وانا بعد ساعة هناديلك تدخليله .


اومأت فأغلق هو الباب واتجهت هى تجلس على الفراش بضعف وترفع رأسها الى السماء تبكى مجدداً وتدعو الله مردفة _ ياااارب ... رجعهولي سالم يااارب .


تنهدت وقامت من مكانها متجهة الى المرحاض حيث توضأت وخرجت تقف فى اتجاه القبلة التى اعتادت عليه مؤخراً وبدأت تصلي وتدعو بأن ينجيه ويعيده اليها سالماً .


&&&&&&&&&&&&&


فى الشركة يجلس نبيل يرفع ساقيه على المكتب ويستند بظهره على مقعده ويغمض عيناه يفكر بشر بينما رن هاتفه فالتقطه يجيب دون ان ينظر له مردفاً بترقب _ الو ! .


اتاه صوت ولده ادم مردفاً بهدوء _ ازيك يا نبيل بيه ..


اعتدل فى جلسته وفتح عينه مردفاً بتعجب _ ادم ! ... انت فين يابنى ادم انت ! .... انا بحاول اوصلك من بدرى تليفونك مقفول .


اردف ادم بارهاق وضجر _ ممتشغلش بالك بيا يا نبيل بيه ... انا حابب اختفي شوية بعيد عن الانظار ..


ابتسم نبيل بمكر مردفاً _ اه ... يبقى اكيد عرفت ان سيلين رجعت للكلب اللى اسمه سلطان ... وزعلان علشان خطتك فى كسب ثقتها تانى فشلت ..... معلش بقى سيبه ينبسط يومين .


تنهد ادم يردف بترقب _ ازاي ! ... ناوى علي ايه ؟


اردف نبيل بغضب وكره _ ناوى ارتاح منهم بقى ... موضوعهم طول اوى عن اللازم وتعبولي اعصابي ... حتة عيل زى ده يلهف منى مليون جنيه ويروح يتجوزها ويعيش هو فى عز الحلوانى اللى من حقي انا ..


صمت قليلاً ثم استرسل _ انا مستنى اسمع خبرهم بس لو خرجوا من العزل وهيلاقونى عملهم اجدع ترحيب .


تساءل ادم بترقب _ خير يا نبيل بيه ؟ ... مأجر حد يخلص ولا ايه ؟


ضحك نبيل بشر مردفاً _ ملكش فيه ... تابع انت من بعيد وشوف نبيل الحلوانى هيعمل ايه .


صمت ادم يفكر فى ما يمكن لنبيل فعله بينما فهم ان عليه اخبار سيلين وتحذيرها فى اقرب وقت .


اردف نبيل متسائلاً بترقب _ ادم ! ... انت معايا ؟


اومأ ادم مردفاً بهدوء وهو يجلس فى حديقة المشفى الذى لا يعلم احداً عن وجوده بها شئ _ انا مضطر اقفل لان فيه حد جنبي .


ضحك نبيل ساخراً يردف بتهكم _ حد ولا اتنين ... ماشي يا ادم سلام .


اغلق معه وحاول مهاتفة سيلين ولكن هاتفها مغلق الآن حاول مراراً ولكن نفس النتيجة .


شرد يفكر بهدوء عليه ان يحذرها من افعال والده الغادرة التى كانت منذ ايام تمثله ايضا.


&&&&&&&&&&


بعد ساعة 

طرقت الممرضة باب الغرفة التى تجلس بها سيلين تدعى وتصلي لله طالبة بالنجاة لروح فؤادها .


دلفت بحذر تردف بترقب _ سيلين هانم !.


مسحت دموعها ووقفت من على سجادة الصلاة تردف بترقب _ نعم ؟


اردفت الممرضة بهدوء ورأفة لحالتها _ تقدرى تيجي تشوفي الاستاذ سلطان ... الدكتور قالي اجى اجهزك .


اومأت سيلين بلهفة واردفت وهى تنقاد خلفها _ تمام تعالي يالا .


خطت معها الممرضة بتعجب من حالتها التى تصادفها لاول مرة ... كانت تسمع عن هكذا حب فى الروايات او تراه عبر الافلام والدراما التركية والمكسيكية ولكن يتجسد امام عيناها ! ... لم تتوقع ابدااا .


جهزتها الممرضة بالملابس الواقية ودلفتا سوياً الى العناية المركزة بحذر ... تركت الممرضة يد سيلين التى اصبحت ترتعش من رؤية حبيبها وهو ممتد والاجهزة موصولة به عن طريق الانف وهو شبه فاقدٍ للوعى ... 


اقتربت منه وهي تضع يدها المرتعشة على فمها لتكتم شهقاتها التى تتعالى لا ارادياً منها بينما الدموع تسقط كالفيضانات .


جلست على كرسي بجواره وتناولت كف يده تقبله عدة قبل بحب ومودة وهى تمد ذراعيها تتلمس خده ذو اللحية النابتة بحنو وتردف من داخل صمام قلبها _ مش متعودة عليك كدة يا سلطان ... عرفتك قوى وصلب وثابت وحبيتك وانت كدة ... فوق يا حبيبي يالا وقوم لي بالسلامة ...  فوق ومتخليش التعالب تاكل فيا ... 


مسحت دموعها تتنهد بضيق مسترسلة وكأنه طفلها تسأله _ مين يا عمرى اللى عمل فيك كدة وحط لك السم ده ! ... مين القاسي اللى عايز يحرمنى منك ؟ ... قوم يا حبيبي علشان زى ما انت مصدر قوتى فأنت نقطة ضعفي بردو ....


يستمع اليها ... نعم يستمع لكلماتها التى دخلت اذنه فسكنت من الامه جميعها ...ولكنه يدعى النوم ... يريد المزيد من هذا المسكن الممتع ... يريد ان تردف على مسامعه هذه الكلمات الطيبة ... نعم يتألم ... ولكنه ألم ممتع فى حضورها .


تنهدت تحاول تهدأة شهقاتها مستكملة _ انا السبب ... مكنش المفروض اكلمك ... كنت هتفكر انى مسافرة ومتجيش ورايا هنا ... كنت هتبقى كويس دلوقتى وقاعد فى وسط عيلتك ... انا اللى وصلتك للحالة دي ... انا كنت انانية اوى فى حبي ليك يا سلطان ... حقك عليا ... متزعلش منى بس لانى حسيت باليتم وانى ماليش حد ... اهلى واخويا وابويا وامى واصحابي هو انت يا سلطان .


كانت تتمسك بكفه بين راحتها فمسك هو كفها ورفعه الى فمه يقبله بهدوء وهو يوارب عينه ويطالعها بحب يردف بأنفاس لاهثة ليطمأنها _ انتى السبب فعلا .


طالعته بفرحة ممزوجة بحزن واردفت بضحكة ودموع _ سلطان ! ... حبيبي .


اردف مستكملاً _ انتى السبب انى اعرف عدوى اللى كان ناوى يموتنى بالبطئ ... لولا اللى حصل ده انا مكنتش هعرف ابدااا ان حد بيحطلي سم .


سعل ببطء فأومأت معترضة _ خلاص ... خلاص يا حبيبي اهدى خاااالص ... متتكلمش خليك مرتاح دلوقتى وسيب الكلام لبعدين ... حاسس بأيه يا سلطان قولي ؟


تنفس ببطء يومئ بصمت ويستعيد انفاسه وهو يضغط على كفها بحب واطمئنان بينما هى تبتسم بسعادة وتذرف الدموع ايضاً .


دلف الطبيب يردف بترقب _ كفاية كدة بقي يا سيلين هانم ! ... مش عايزين نجهده .


اومأت بطاعة ودنت من كف يده تقبله عدة قبل شدد هو من احتضان كفه لكفها بحنو .


اردفت  بنعومة مطمئنة وهى تقف وتدنو منه  _ حبيبي انا جنبك علطول مش هروح بعيد ... هسيبك ترتاح .


شدد من يده واردف بصوت متقطع _ يا دكتور لو سمحت خلى سيلين معايا هنا ... انا عارف انه طلب شبه مستحيل بس معلش حاول ... كدة هكون مطمن عليها اكتر .


هز الطبيب رأسه يردف معترضاً _ ممنوع طبعا يا استاذ سلطان ... هى قريبة منك فى غرفة هنا وفيه عاملة هتجيبلها مستلزماتها الاساسية من غرفة العزل .


تنهد سلطان ببطء واردف بتصميم وصوت لاهث _ افهمنى يا دكتور لو سمحت ...انا عارف ان انتوا بتواجهوا وقت صعب اووى ... والتمريض كمان بيعملوا مجهود واضح اوى ... بس مينفعش سيلين تبعد عن عيني خصوصا ان مافيش حراسة هنا ... سيلين مستهدفة لانها سيدة اعمال زى ما حضرتك عارف ..... ولازم تبقى تحت عيني ...فلو هي مش هتكون جنبي هنا هقوم انا اروح معاها .


نظر الطبيب له بتعجب ثم نظر الى سيلين مردفاً باستسلام وضيق _ مش عارف اقول ايه ؟ ... لازم اخد موافقة الادارة ... بس انا معنديش مانع ... المهم انك تتحسن ... الاجهزة اللى متوصلة بيك دى هى اللى بتساعدك تتنفس غير كدة تنفسك حاليا معدوم ... حاول تتعبش ..


اومأ له سلطان يتنهد براحة بينما هى نظرت له بحب وطمأنينة وحنو فنظر لهما الطبيب يهز رأسه بتعجب مردفاً _ احم ... طيب انا هحاول اقنع الادارة وهخلي حد يجبلها سرير هنا ... عن اذنكوا .


خرج مستسلماً لطلباتهما فهو يعلم جيداً من هى سيلين الحلوانى ويعلم ايضاً وضعها .


اما هى فجلست بجواره مجدداً تبتسم له وهو يغمزلها بطرف عينه بحركته التى تعشقها ..


&&&&&&&&&


بعد ثلاثة ايام 


استعاد سلطان عافيته وكانت سيلين مراعيةً تماماً لوضعه حيث تعاملت مع حالته كما لو كانت ممرضة ... خرجا سوياً من العناية الى غرفة عادية لتأكيد الاطمئنان على حالتهما وسوف يسمح لهما بمغادرة المشفى فى القريب العاجل ..


كانا زوجان تركا أثر بداخل كل من تعامل معهما فى المشفي ... سواء الاطباء او طاقم التمريض وحتى المرضى سمعوا عن عشقهما لبعض وعدم ترك احداهما للآخر فى شدته .


تبرعت سيلين بمبلغ كبير للمشفى للمساهمة فى تقبل الحالات وتلقي العلاج المناسب .


كما تبرع سلطان ايضاً للمشفى من خلال عمه بمحاصيل زراعية من اراضي عائلته لتكفى احتياج المرضى من الغذاء السليم .


بعد يومان كتب لهما على مغادرة المشفى ..


تجمعن الممرضات لتوديعهما بينما وقفت سيلين بجانب سلطان الذى يلف ذراعه حولها بحنو وتملك وها هو يعود ويقف بهيبته وهيأته الرجولية يترقب حديثها ..


اردفت هى للجميع بحب وتقدير _ طبعا مهما قولت مش هقدر اوفيكم حقكم ... فعلا انتوا ملائكة الرحمة على الارض ... فى وسط الوباء العظيم ده وفى عز الشدة دي انتوا اثبتوا معدنكوا الاصيل وكنتوا سبب فى شفاء ناس كتير جدااا وكنتوا قدوة لعمل الخير فعلا ... علشان كدة سلطان وانا قررنا نكافئكم بمبلغ بسيط هيتوزع عليكم بالتساوى ... واعتبروه فرحة لخروجنا من هنا على خير ... بجد متشكرة جدااا ليكوا من قلبي .


اومأ سلطان مؤيداً ينظر لها بحب مردفاً _ يالا بينا ؟ .


اومأت له بحب وخرجا سوياً تاركان خلفهما دعوات وفرحة رسماها اثنانهما على افواه هؤلاء الناس وقصة ستخلد وتحكى لاولادهم واحفادهم ...


كان رأفت السائق ينتظرهما امام المشفى وعندما رآهم اسرع يردف بسعادة وهو يفتح باب السيارة _الف حمد الله على السلامة ..


ابتسما بحب واردف سلطان بدلاً عنها _ الله يسلمك يا رأفت ...عملت زى ما قولتلك ؟


اومأ رأفت مؤكداً _ طبعا يا سلطان بيه ... محدش خالص يعرف انكوا خرجتوا من هنا ... بس تحبوا تروحوا على فين ؟


نظر سلطان لسيلين بترقب بينما هى اردفت بثبات _ على سوهاج يا رأفت ..


اومأ رأفت بطاعة وقاد متجهاً لسوهاج حيث منزل السوهاجى ليرا ماذا هما بفاعلان فى امر تلك الروايح .


&&&&&&&&&


فى الشركة 


داخل مكتب نبيل 

انفجر ضاحكاً بسعادة وهو يردف بشماتة امام المدير المالي الاستاذ منتصر _ هههههه .... يعنى هتبيع جزء من اسهمها  ... وهتدخل معانا شريك غريب ... اخيراً .... اخيراً سيلين هانم الحلوانى هتقع وتوقع معاها امبراطورية الحلوانى اللى اخويا العزيز تعب فيها طول عمره .


نظر له منتصر بقلق مردفاً بتساؤل _ طيب ناوي علي ايه يا نبيل بيه ؟


نظر له واردف بخبث _ ولاحاجة ... انت بس لو عرفت اي معلومات عن الشريك ده تبلغنى علطول ... يمكن يكون حد من رجال الاعمال اللى اعرفهم وممكن نتفق انا وهو سوا ... ووقتها نهاية سيلين هتبقى قربت خالص ..


توتر منتصر يردف بترقب _ انا معرفش اي حاجة عنه ... اللى اكيد يعرف هي وداد سكرتيرة سيلين ... هى عارفة كل حاجة عنها وكمان المحامى ممدوح .


شرد نبيل يضيق عيناه مردفاً _ وداد دى عمرها ما هتقول ... دى بير سيلين ومش هنعرف ناخد منها هفوة ... 


صمت قليلاً ثم اردف بخبث _ شوف كدة ممدوح يمكن تعرف توقعه ! .


ضحك منتصر واردف بتهكم _ اوقعه ! ... ممدوح المحامى ؟ ... مستحيل ... ع العموم اكيد الموضوع هيتم فى اقرب وقت لان التأخير مش فى صالحها ... ولولا موضوع كورونا كانت اكيد تممت الشراكة .... يعنى يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش .


نظر له نبيل بغضب مردفاً _ بس انا ضرورى اعرف مين ااشريك ده قبل ما يدخل الشركة .


نظر له منتصر بتوتر ثم اردف وهو يقف _ تمام ... هحاول اعرف ولو عرفت اي حاجة هبلغك ... عن اذنك .


غادر منتصر وجلس نبيل يتابع بشرود ويفكر في خططه الشيطانية .


&&&&&&&&


فى الطريق 

يتمسك سلطان بيد سيلين بحب وهى تستند برأسها على كتفه بينما ابتعدت تنظر له مردفة بتساؤل وترقب _ هنروح نجيب ماما منيرة الاول يا سلطان ؟


نظر لها بشرود يردف _ لا يا حبيبتى ... هنوصل البيت وبعدين هبعت سهيلة تجيبها ... مش عايزها تكون موجودة وانا بكشف حقيقة امها ... مش عايزها تنكسر ولا تحس بحزن وهى شايفة امها كانت عايزة تقتل اخوها .


انقبض قلب سيلين العاشق من مجرد التخيل واردفت بحزن ممزوج بفخر _ بعد الشر عليك ... انت اخ مافيش زيك يا سلطان ... انت صح يا حبيبي .


شدد من قبضته بحنو وابتسم لها ثم لف نظره يتطلع من النافذة بشرود ثم تذكر شيئاً فأردف وهو يعيد نظره اليها متسائلاً _ ليني بقولك ! .


تنبهت له تميل برأسها فاسترسل _ هو ادم كلمك تانى ؟


نظرت له بتعجب ولكنها اردفت بصدق _ بيحاول يا سلطان بس انا مش برد علشان خاطرك .


نظر لها بحب واعجاب ثم رفع كف يدها يقبله ثم اردف بترقب _ طيب ابقي هاتيلي رقمه ... انا هكلمه ... بما ان موضوع مرضه طلع حقيقي يبقى لازم نتمناله الشفا ...


اومأت بحب مردفة _ صدقنى ادم عايز يساعدنا ... هو شايف ان اللى بيحصل معاه ده فرصة ليه انه يتوب وهو عايز يستغلها .


اومأ يفكر فتابعت _ على فكرة يا سلطان ... الاستاذ ممدوح جهز اوراق الشراكة وبيع الاسهم ... وطبعا مافيش مخلوق فى الشركة يعرف غير وداد وهو .... علشان بعد ما نخلص موضوع مرات باباك نروح الشركة نوقع العقود ... وتنور شركتى زى ما نورت حياتى .


ابتسم يميل على اذنها يردف بصوت هادئ ملئ بالمشاعر _ جبتى آخرك معايا يا سيلين ... فاضلك تكة وهبوسك وبعدها هولع فى رأفت .


ضحكت بشدة فنظر لها نظرة عتاب على ضحكاتها بنعومة وانوثة هكذا فى حضور رأفت ... كيف يمكن ان يسمع ضحكاتها الرائعة احداً غيره .


غمزت له بطرف عيناها بنفس حركته التى تعلمتها منه كأنها تتعمد اثارته فالتفت يتطلع من النافذة بنفاذ صبر حتى لا ينفذ تهديده من هذه المشاغبة التى يعشقها ..


&&&&&&&&


فى سوهاج تجلس روايح مع العائلة فى بهو المنزل ... اردف توفيق بترقب _ اطمنت على ولد اخوك النهاردة يا محمود ؟


اومأ محمود مردفاً باحترام _ اطمنت يا بوي ... هو ومرته بخير ... ويمكن يخرجه بكرة ان شاء الله .


اومأ توفيق بسعادة بينما اردفت سهيلة بحماس _ وه وه ... يبجى بكرة عيد ... انى لازم اسوى كل الوكل اللى بيحبوه ... ولا ندبح يا جدى ؟


اومأ توفيق بسعادة مردفاً _ اكيد يا بتى هندبح ونوزع بركة رجوعهم بالسلامة ... بس لاول يرتاحوا وتانى يوم نسوى الدبيح .


اما محمود فأردف وهو يستعد _ عن اذنك انى يابوي ... هاخد بدرية وعيال سهيلة وادّل على قنا .


اومأ توفيق بهدوء _ روح يا ولدى ربنا معاكوا ... وخلى بالك زين من عيال بنت اخوك .


كانت روايح تستمع اليهم وعقلها يفكر فى شئ مختلف ... تردف بصوت داخلى يسمعه عقلها الخبيث ( لقد عدت يا ابن غريمتى ... اهل بك فى قبرك الذى احفره لك ... لن اكون انا هذه التى ترضى وتستسلم .... لقد دمرتما حياتى انت وابيك وعليا ان انهى حياتك مثله ... تعال هيا انى بانتظارك ) .


&&&&&&


مرت ساعات السفر بنوم سيلين فى حضن سلطانها الذى احتواها وادفئها بحنو 

اما هو شرد يفكر فى المواجهة التى تنتظره ... يفكر فيما عليه فعله حيال هذه المرأة ... هل تقتل هكذا بدمٍ بارد ! ... ولما ! ... هو لم ولن يؤذيها بأي شكل ؟ .... لما تكره وتحاول قتله ؟.


وصلت السيارة اخيراً امام منزل السوهاجى ...


توقف السيارة وقد استيقظت سيلين لتوها واعتدلت وعدلت حجابها ثم نظرت للذى يتنهد بشرود ووضعت كف يدها على يده بحنو مردفة بطمأنينة _ انا جنبك .


سرى العشق فى اوردته وابتسم لها بحب يشدد من قبضته بحنو مردفاً بصدق وهدوء _ وده اللى مطمنى .


نزلا سوياً من السيارة وامال سلطان برأسه يحادث رأفت _ متشكرين يا رأفت ... تعبناك معانا .


اردف رأفت مبتسماً _ متقولش كدة مافيش اي تعب ... ولو تحبوا آجى بكرة اخدكم ابقى كلمنى .


اومأ سلطان وودعه بينما غادر رأفت وتقدمت سيلين منه تلتقط يده مجدداً ثم خطا سوياً يطرقان باب المنزل .


فى الداخل اسرعت سهيلة تفتح الباب فتفاجئت به واتسعت عيناها مردفة وهى ترتمى فى احضانه _ اخووووي ... اتوحشتج جوووى يا سلطان ... حمدالله ع السلامة يا نور عيني .


بادلها سلطان بحب وحنو وسعادة مردفاً وهو يربت على ظهرها _ وانتى كمان يا سهيلة وحشتيني اوى ... عاملة ايه يا حبيبتى وازى عيالك .


ابتعدت تنظر له بدموع وسعادة مردفة _ بخير يا عمرى ... كلنا بخير .


اردفت سيلين مشاكسة بتذمر طفولي _ وانا يا سهيلة موحشتكيش ! .


ضحكت سهيلة واحتضنتها ايضاً تردف _ وحشتيني جوى يا مرت الغالي ... تعالى يالا ادخلوا .


دلفوا جميعاً واردفت سهيلة بصوت عالى فرح _ جدي ... يا جددددي سلطان ومرته رجعوا .


خرج توفيق من غرفته مسرعاً يتطلع على حفيده باشتياق فأسرع اليه سلطان يحتضنه ويردف بصدق _ وحشتنى اوى يا جدى .


ربت توفيق على ظهره بصلابة مردفاً بثبات _ كيفك يا ولدي ... مجولتش ليه انك جاي النهاردة يا ولدى ؟


ابتعد سلطان يردف بترقب _ معلش يا جدى ... حبيت اجى فجأة ..


نظر توفيق الى سيلين التى تقف تتابع من بعيد واردف بحنو وهو يمد لها يده _ تعالى يابتى ... حمدالله على سلامتك .


اقتربت منه سيلين تبادله السلام وتدنو من يده تقبلها مردفة باحترام _ الله يسلمك يا جدى ... متشكرة جداا .


خرجت روايح من غرفتها على اثر الصوت تتطلع عليهما بصدمة وتردف بخبث ومكر _ وه وه ... حمدالله ع السلامة ... نورتوا الدار  .


تطلعت عليها سيلين بغضب تريد ان تنقض عليها ولكنها التزمت الصمت بينما اقترب منها سلطان وتطلع عليها بنظرة اربكتها يردف بهدوء _ الله يسلمك يا مرات ابويا ... الدار منورة بيكي .


توترت قليلاً من طريقته ولكنها اردفت بخبث _ ده النهاردة عندنا عيد ... وانا بجى هعملكوا الوكل بيدي .


اوقفها سلطان يردف بصلابة وحدة _ استنى يا ست روايح .


توقفت تطالعه بتساؤل فالتفت هو الى سهيلة التى تتابع بترقب مردفاً _ سهيلة لو سمحتى ممكن تروحى تجيبي امى من عند فاطمة علشان وحشتنى اوى ... وكمان علشان ناكل مع بعض ..


اردفت سهيلة بحماس وهى تتجه نحو غرفتها _ عنيا ياخوي ... هلبس العباية واروح طوالي .


كانت روايح تتابع بغل وفى داخلها تتوعد بتنفيذ مخططها اللعين بينما يقف سلطان ينظر لعيناها الخبيثة نظرات متفحصة .


خرجت سهيلة بعد دقائق تردف وهى تتجه ناحية الباب _ هروح واعاود طوالي يا جدى ... عن اذنكوا .


غادرت هى والتفت هو اللى جده يردف بتساؤل _ اومال عمى محمود ومراته  فين يا جدي ؟


اردف توفيق بهدوء _ خدوا عيال اختك وطلعوا على قنا يا ولدى لان اهلهم رايدين يشفوهم ... وانا جولت نعمل بأصلنا وبلاش نحرمهم من عيالهم ... خليهم يشوفوا ابوهم ويطمنوا عليه .


اومأ سلطان بهدوء بينما التفت الى روايح يردف بترقب وثبات _ تقدرى تروحى تعملي الاكل يا مرات ابويا .


تطلعت عليه بتعجب ثم خطت باتجاه المطبخ فأوقفها يردف بقوة _ بس كترى السم المرة دى علشان تخلصي بسرعة .


يتبع ...

  •تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية

reaction:

تعليقات