رواية عشقي الابدي الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم شيماء يوسف
عشقى_الابدى
الفصل الثالث والعشرون ..
ودعت الجميع فى الخارج قبل ان تصعد إلى السياره ويغلق مراد الباب خلفها ثم يتجه إلى مقعده يقودها ، سألته اسو ببراءه :
-: بابى هو احنا هنروح فين ؟،..
أجابها مراد مبتسماً :
-: على البيت طبعاً عشان تشوفى اوضتك الجديده وتقوليلى رأيك ..
شعرت اسيا بأنقباضة داخل معدتها فاخر شئ تود رؤيته هو ذلك المنزل الذى تركها بداخله منذ ٦ سنوات ، لا تريد العوده له مره اخرى فذكرياتها السيئه جميعها بداخله ، ظلت تشعر بالقلق والترقب حتى استدار مراد بالسيارة إلى طريق اخر فتنفست الصعداء براحه ، بعد حوالى نصف ساعه من الصمت التام لآسيا وحماس اسو الزائد انعطف مراد بالسيارة إلى احد المنازل العصريه الجميله وفى اللحظه التاليه كانت البوابه تُفتح أمامهم لتكشف عن حديقه رائعه مجهزه باحدث التجهيزات العصريه والاثاث ، ثم وقف امام المنزل الرائع بلونه الاسود مع الخشب والزجاج ، فتح باب السياره لآسيا أولاً ثم لاسو التى قفزت تركض داخل الحديقه بفرح ، ركض خلفها مراد يحملها فوق كتفيه ويدخل بها إلى المنزل تتبعه اسيا بأعجاب ، شهقت بمجرد دخولها وهى بجواره تمسك احدى يديه قبل ان تنظر إليه وعيونها تلمع بفرح ثم همست له
-: مراد ,,
ضغط على يديها مطمئناً وهو يبتسم ، كانت تتأمل المنزل فقد تم تأثيثه بالطراز المفضل لها ، ابتسمت بسعاده فهو مازال يتذكر ذوقها جيداً ويراعيه ، شعرت بالامل يدق بابها مره اخرى وهى تقف بجواره فابتسمت بسعاده حقيقه لم تشعر بها منذ سنوات مضت .
.............
اول شئ قام به هو مرافقه اسيا وطفلتهم إلى غرفهم ، كانت اسو تشهق بسعاده وهى ترى غرفتها بألوانها النسائية الزاهيه المليئة بالالعاب فأندمجت على الفور معها ،وقفت اسيا عند مدخل الغرفه تراقب سعاده اسو وتفكر بالظلم التى عرضت طفلتها له بحرمانها من والدها ، كانت صادقه فى وعدها لوالدتها اذا اطمئنت سوف تخبر مراد على الفور بأن اسو ابنته ، لم تشعر بمراد وهو يتحرك يقف بجوارها الا عندما لمس ذراعها فأنتبهت على الفور ، نظرت إليه بعيون لامعه قبل ان تحدثه بشغف :
-: مراد شكراً على كل حاجه وشكراً على الفرحه اللى شيفاها فى عيون اسيا بسببك .
ابتسم لها ابتسامه طفوليه فتجمدت فى مكانها من وسامته تحاول بلع ريقها بصعوبه ، لاحظ توترها ذلك فمد يده ببطء يتلمس كف يدها برقه قبل ان يهمس لها :
-: طب مش هتشوفى اوضتك انتى كمان ..
لم تستطيع إيجاد صوتها وهو يحرك إصبعه على كفها بتلك الطريقه فهزت راسها بضعف موافقه ، اقبض على يديها ثم تحرك بها نحو غرفتهم تاركاً اسو تستكشف جميع ألعابها دفعه واحده
فتحت فمها واتسعت عينيها بذهول من جمال غرفتها فكانت باللون العاجى لونها المفضل بالطبع مؤثثه على الطراز الانجليزى أيضاً طرازها المفضل وكان الفراش الكبير الذى يتوسط الغرفه الواسعه بالخشب الماهوجنى الغامق ، كانت بأختصار تخطف الانفاس لم تكن تحلم بأجمل من ذلك ، قطع مراد تأملها يسألها مستفسراً :
-: اسيا ,, الاوضه عجبتك
هزت له راسها بأيجاب وعيونها تلمع من الإثارة والرضا فأكمل حديثه :
-: هتلاقى الحمام من هنا والدريسنج من هنا ..
ثم سحبها ويدها مازالت تحتضن يده يريها غرفه الملابس فوجدتها مكدسة بالملابس الجديده لها وقع نظرها على الجزء الاخر منها فوجدت ملابس مراد موضوعه بعنايه ، أدارت راسها له تساله بقلق :
-: هو انت هتنام معايا هنا ؟؟،..
رفع حاجبه باستنكار وهو مازال ممسك بيدها
-: طبعا , مش دى اوضتى زى ما هى اوضتك !!..
اسيا : بس احنا اتفقنا ا...
قاطعها مراد مضيفاً :
-: عارف احنا اتفقنا على ايه بس زى مانتى قلتى هتحافظى على شكل علاقتنا قدام الناس , ومش معقول هتفهمى اسيا حاجه زى دى , ده غير انى مش هسمح شكلى يبقى بايخ قدام اى حد فى البيت ..
هزت راسها ببطء فهى تعلم انه على حق ، يجب ان تنشأ اسيا فى عائله مستقره سعيده او على الاقل ظاهرياً سعيده ، قطع مراد افكارها مره اخرى بصوته:
-: دلوقتى تقدرى تغيرى هدومك عشان مربيه اسيا والطباخه قربت توصل ..
نظرت له بفزع تتسائل :
-: مربيه ايه , لا مراد استحاله حد يربى بنتى غيرى وكمان انت عارف انى مش بحب حد يساعدنى من زمان وقبل كده رفضت انك....
قضمت على شفتيها توقف الكلام فهى لا تريد ذكر اى شئ من الماضى يخصهم ، كانت لاتزال تقضم شفتيها عندما شعرت بإصبعه يمر على شفتيها محاولاً تخليصها من بين أسنانها ، ارتجفت من تلك الحركه البسيطه فتظاهر بعدم رؤيتها وأخذ يحدثها بهدوء :
-: انا عارف كويس انك مش بتحبى كده بس انتى دلوقتى طول اليوم فى المستشفى وانا برضه معاكى , مين هيراعى اسيا وانتى بره , كانت الاول مامتك بتساعدك بس دلوقتى المسافه بعيده عنها يبقى لازم حد ياخد باله من اسيا وانتى مش هنا وعشان تكونى مرتاحه هخلى دوامها لحد ما نخلص شغل ويوم إجازتك اديها اجازه .. نظرت إلىه متشككه ثم لوت فمها تعترف بمنطقيه حديثه فأضافت :
-: ماشى تمام بس بالنسبه للطباخه لا ..
زفر مراد بعمق وأغمض عينيه قبل ان يشدها إليه تقترب منه ثم حاوط خصرها بيده يحتجزها وهو يتحدث بأرهاق :
-: اسيا لو سمحتى بطلى تعترضى على كل حاجه , البيت كبير ومحتاج عنايه وانتى بتخلصى شغلك ٩ هتلحقى تخلصى كل ده امتى انا مش عايزك تتعبى ..
ثم أضاف مازحاً:
: - ولا انتى متخيله انى هتساهل معاكى فى المستشفى وتمشي بدرى !! خليها تساعدك فى البيت والاكل ووقت ما تحسى انك مضايقه من وجودها همشيها وبرضه هتخلص قبل مانتى توصلى ويوم إجازتك هيكون البيت ليكى لوحدك .
كانت تريد مجادلته ولكنها رأت نفاذ الصبر بادياً على ملامحه فقررت القبول بالأمر الواقع ، تحرك فى اتجاه غرفه الملابس تاركاً يدها فشعرت بالفراغ على الفور وجاء صوته بعيداً ولكن عميق :
-:اسيا انا هروح ابدل هدومى واخد دش على ما تكونى بدلتى هدومك عشان نقابل المربيه سوا ..
جلست على حافه الفراش تنظر حولها إلى كل تلك التغيرات وإلى الخاتم العريض الموجود داخل إصبعها تشعر انها عادت بالزمن للوارء مع اختلاف واحد ان فى ذلك الوقت منذ ٧ سنوات كان مراد لا يرفع يده عنها .
...................
شعرت اسيا بالإرهاق وان يومها لا ينتهى فبعد ان قابلت المربيه والطباخه وارتاحت لهم تناولا العشاء ثم بعد ذلك صعدت مع اسو إلى غرفتها للنوم الذى كانت تقاومه من شده الإثارة ولكنها سرعان ما استسلمت له ، تحركت بعد ذلك إلى غرفتها فوجدتها خاليه ، كان مراد فى مكتبه يجرى بعض الاتصالات فقررت انتهاز الفرصه والاغتسال قبل مجيئه ، اخذت بعض ملابس النوم من الخزانه وتحركت فى اتجاه الحمام ، اغتسلت جيداً وأخذت وقت طويل تنشف شعرها وتمشطه ثم ارتدت احدى المنامات التى وجدتها بداخل الخزانه كانت رائعه الملمس بلونها الكنارى الذى تناسب تماماً مع لون شعرها وبشرتها ، خرجت بعد ما يزيد عن النصف ساعه فوجدت مراد مستلقى فى احد جوانب الفراش يرتدى تيشرت اسود وبنطال رصاصى ينظر فى احد ألواح الكمبيوتر الذكيه وهو يرتدى نظارته الطبيه ، كان شعره مشعث بفوضى ويستلقى هناك بهدوء مسترخياً فبدا اصغر سناً ، تحركت متردده فى اتجاه الفراش تجلس ببطء فما ان جلست بجواره حتى وضع الجهاز جانباً واستدار يوجهه حديثه لها :
-: اسيا من اول الاسبوع ده مش هيكون ليكى نوبات ليليه وبعد كده ده النظام على طول ..
فتحت فمها معترضه :
-: لييييييه , ده نظام المستشفى من زمان ..
تنهد بتعب وهو يمسح بيده على وجهه معلقاً :
-: عارفه , انا لو قلتلك حاجه وقبلتيها على طول من غير اعتراض انا ممكن اتصدم .
نظرت إليه بعيون متسعه من الصدمه ثم انفجرت ضاحكه وهى تعود برأسها إلى الوراء فتسمر فى مقعده من تلك الحركه اللاإرادية منها ، كان لا تزال تضحك بعمق وهو ينظر إليها متأملاً ثم اضافت معتذره :
-: اسفه بجد مكنش قصدى حاجه , بس انا عمرى ما اخدت بالى انى بعترض كتير كده على العموم انا معنديش مشكله خالص انت بس اللى من شويه صغيره قلتلى مليش اى امتيازات ..
كان ينظر إليها وهى تتحدث بمرح وطفوليه فلم يشعر بيده وهى تمتد تتلمس غمزتها المحفورة بداخل خدها ، توقفت عن الكلام عندما لمس بشرتها تنظر إليه بحيره وقلق اقترب منها ببطء خافضاً راسه نحوه شفتيها ثم التهمها بين شفتيه ، شعر بها تحاول مقاومته فابتعد عنها معتذراً لها على الفور واغلق المصباح متمنياً لها ليله سعيده واستدار معطياً ظهره لها لينام على الفور ، كانت لاتزال تشعر بلمسه يده الرقيقه على خدها وشفتيها فاخذت تتلمس مكانها بشغف قبل ان تستلقى بجواره محاوله النوم .
فى منتصف الليل كانت اسيا مستلقيه ترى كابوسها المعتاد < مراد وهو يمسك بيد تلك المرأه يحتضنها ، وعندما يرى اسيا تتقدم فى اتجاهه متوسله يسخر منها ضاحكاً هو وتلك المراه ثم يتركها ويذهب وهى مازالت تركض نحوه تتوسل إليه ان يرى ابنته وان لا يتركها"> ،.. كانت تشهق وتبكى وهى نائمه بجواره متوسله
:- مراد متسبنيش ,, مراد متسبنيش "
افاق من نومه على شهيق بكائها فحاول إيقاظها هو يمسك بكلتا يديها هامساً لها بحنان :
-: اسيا انا هنا معاكى , حبيبتى قومى متخافيش عمرى ما هسيبك , اسيا لو سمحتى بطلى عياط انا هنا جنبك ..
فتحت عينيها وهى تشهق بفزع وتتنفس بصعوبه من اثر ذلك الكابوس وهى ترتجف فأحتضنها على الفور يلتصق بها هامساً لها بحنان وهو يمسح على شعرها برفق :
-: هششش, متخافيش كان حلم مش اكتر انا هنا جنبك , اهدى , انا معاكى . خدى نفس وارتاحى انا جنبك ومعاكى..
هزت راسها توافقه وهى تستند براسها على صدره القوى وكلتا ذراعيه تحيط بها بقوه حتى توقف ارتجافها وهدءت تماماً فأستدار بها وهو مازال يحتضنها يضعها على الوساده وظهرها يلتصق به تماماً ، بعد حوالى عشر دقائق شعرت بجسد صغير يمسك يدها ويتحدث ناعساً :
-: مامى ,, ممكن انام معاكى النهارده عشان مش عارفه انام هناك لوحدى ..
فتحت ذراعها على الفور تحتضن طفلتها بجوارها فشعرت بيد مراد تتحرك يسحب كلتاهما إليه يحاوطهما معاً فذهبت فى نوم عميق على الفور وهى تبتسم من شعورها بالرضا والامان بجواره.
... فتحت عينيها ببطء فى الصباح فوجدت نفسها تحتضنه تماماً ورأسها مدفون فى تجويف عنقه ، مدت إصبعها ببطء تتلمس رقبته برقه وهى تبتسم قبل ان تبتعد قليلاً ترفع راسها تنظر إليه فوجدته يراقبها بأستمتاع ، شهقت بفزع وهى تبتعد عنه بقوه فحرك ذراعه ليمنع حركتها ووضع إصبعه على فمها مسرعاً وهو يهمس لها بنعومه :
-: هش , بالراحه اسيا نايمه وراكى على طول , هزت راسها ببطء وهى تعود للاقتراب منه مره اخرى فى حركه تلقائيه لعدم مضايقه اسو , همست له بنعومه وهو لايزال يضع إصبعه فوق شفتيها :
-:هى الساعه كام دلوقتى ليه حاسه انى اتاخرت ؟،..
أجابها بنفس نبرتها الهامسه :
-:٧ونص تقريباً ..
شهقت بصدمه مره اخرى فضغط بأصبعه على شفتيها فأكملت بنبره منخفضة :
-: ٧ونص !!!!! مراد انا اتاخرت اوى ولازم اتحرك , ليه مصحتنيش من بدرى ..
مراد بحنان : حبيت اسيبك نايمه براحتك بعد اللى حصل بليل ..
ثم أضاف عابساً
-: اسيا, انتى كنتى بتحلمى بأيه بليل ؟!،..
نظرت بأرتباك قبل ان تجيبه كاذبه وهى تقضم شفتيها :
-: مش فاكره , كان حلم مش كويس وخلاص , دلوقتى لازم اتحرك قبل ما يتخصم منى على التأخير ..
-:أضاف مازحاً وهو يلوى فمه فهو يعلم جيداً ما تشير إليه :
-: متقلقيش هوصلك فى ميعادك , ولو حد اعترض هتحمل انا مسؤليه تأخيرك ..
ظلت اكثر من دقيقه تنظر إليه فى صمت تتسائل هل هو حقيقه اما انها تتخيل كل ذلك تنهدت بعمق وهى تمد إصبعها تتلمس وجنته لتتأكد من وجوده فعلاً ، لم تشعر انها حركت يدها حقاً الا عندما وجدته يقبض عليه بقوه ، تحدثت مبرره على الفور :
-انا اسفه مكنش قصدى انا بس...
قاطعها مراد على الفور :
-: بس انا مش أسف ..
ثم اقترب منها ببطء يطبع عده قبلات رقيقه على طرف شفتيها قبل ان يلتهم شفتيها بين شفتيه فى قبله عاصفه ، تجاوبت معه على الفور وبعد ثوانى شعر بها تدفعه بيدها ببطء فأبتعد مسرعاً شاعراً بحركه اسو خلفها .
استيقظت اسو مرحه كأنها محتفظه بسعادتها منذ البارحه ، قفزت فوق بطن اسيا على الفور لتترك اسيا صارخه بمرح :
-اسيبيييييييا !!!!
استقرت اسو على مقدمه بطنها تجلس بهدوء وهى تجاوبها ببراءه :
-: مامى ,, صباح الخير
ثم انحنت تضع قبله على وجهه والدتها بعشوائية ثم اكملت على الفور :
-: مامى, هو ليه انا بنام لوحدى بس انتوا بتناموا مع بعض ؟!!،..
اجابتها اسيا بمرح :
-: عشان احنا متجوزين فلازم ننام جنب بعض..
-: اسو : ليه لازم ؟!،..وليه مش بنام انا كمان هنا ؟!،..
نظرت اسيا إلى مراد تطلب المساعده فرأته يستمع إلى سؤال اسيا بأستمتاع وهو يبتسم فنكزته بخفه على يده فبدء فوراً فى مخاطبه اسو:
-: اسيا , انا مليش صباح الخير انا كمان ولا لمامى بس ..
تحركت أسو من مكانها فوراً تزحف على جسد اسيا متجاهله كل اعتراض والدتها لتحتضنه وتقبله ثم ابتعدت عنه وهى تعقد حاجبيها معاً مثله توجهه له سؤالها البرئ :
-: اممم دقنك شوكتنى ,, انت ليه مش بتحلقها ؟!،..
انفجر ضاحكاً قبل ان يجيبها فبادرت اسيا فوراً فى تعنيفها ولكنه قاطعها مجيب :
-: عشان زمان فى حد طلب منى محلقهاش عشان هو بيحبها عليا كده وانا بنفذ طلبه ..
تسمرت اسيا فى مكانها وأخذ قلبها يدق عالياً لدرجه انها شكت ان صوته يصل إليه ، اذا فهو مازال ينفذ طلبها ، كانت الدموع تتجمع داخل مقلتيها من السعاده والفرح ، لم تشارك فى ما تبقى من حديثهم بل ظلت شارده تحاول السيطره على سيل مشاعرها التى تحركت بجمله واحده منه إلى ان افاقت على صوت طفلتها تسالها :
-: مامى هو انا فعلاً هروح حضانه فى مكان تانى ؟!،..
اسيا : اسو انا اتاخرت على شغلى ممكن نتكلم بليل ..
ثم نظرت إلى مراد برقه تحدثه :
-: مراد انا لازم اتحرك عشان الحق المرور الصباحى , فى مرضى لازم اعدى عليهم الصبح ..
هز رأسه موافقاً ثم انحنى يحمل اسو من فوقها يضعها فوق كتفه وهو يركض بها خارج الغرفه ، كانت تسمع صراخ اسو وأصوات ضحكاتهم سوياً ولكنها ظلت فى فراشها تنظر فى اثره تشعر بأن باب الامل يُفتح داخل قلبها وعلى مصراعيه أيضاً .
وصلا إلى المشفى سوياً وهو يضع يده داخل يدها براحه ، كانت تشعر بالحرج من نظرات جميع العاملين فحاولت سحب يدها من يده ولكنه استمر فى الضغط عليها برفق ، وقفت أمامهم تستقبل منهم التهانى والمجاملات وبعد قليل تحركا معاً نحو سلم الطوارئ كعادتهم القديمه ، وصلا إلى مكتبه ولكن قبل دخوله توقفت اسيا تحدثه :
-: مراد انا هروح ابدل هدومى وأتحرك على طول ..
هز راسه لها موافقاً وهو مازال ممسكاً بيدها يتركها على مضض وهى تقف امامه متردده ، شعر بترددها فيحسبها مره اخرى يطبع قبله خفيفه على جبهتها ويدها قبل ان تلتفت وتذهب سريعاً والابتسامه تحاوط وجهها ..
مر يومها سريعاً دون ان تشعر به او هكذا شعرت ان يومها الان اصبح مختلف ، اوشكت الساعه على السابعه عندما تم استدعائها إلى الطوارئ بسبب حادثه سير وصلت إليهم الان ، كان بينهم طفل صغير يجب الدخول إلى العمليات فوراً فأمرت بتجهيزه على الفور ، اوشكت الدخول إلى غرفه العمليات عندما تذكرت ان مراد ليس لديه علم فذهبت تخبره على الفور
وصلت إلى مكتبه تطرق الباب فجاءها صوته عميقاً كعادته يطالبها بالدخول ، بمجرد رؤيته لها تحرك من مقعده يقف امامها وهو يتأملها بالرداء الازرق فتحدثت فوراً :
-: مراد فى حاله دخلت المستشفى من شويه فى حادثه , طفل عنده نزيف ولازم نلحقه دلوقتى , كان لازم اقولك انى هدخل العمليات دلوقتى ومش عارفه هخلص امتى ..
اؤمأ براسه موافقاً لها على الفور قبل ان يجيبها :
-تمام متقلقيش ,, روحى وانا هستناكى لحد ما تخلصى ..
اسيا معترضه : لا مش هينفع انا ممكن أتأخر ومش عارفه هخلص امتى حرام تستنى كل ده غير انى هبقى قلقانه لو اسو فضلت لوحدها فى البيت لكن لو انت معاها هطمن ..
مراد: وانا هبقى قلقان لو روحتى البيت لوحدك بليل على الاقل سبينى استناكى..
اسيا : مراد عشان خاطرى اتحرك فى ميعادك عشان اسو , مينفعش اول يوم فى البيت الجديد تنام لوحدها ..
وافق على مضض قبل ان يضيف :
-: ماشى بس بشرط هبعتلك السواق يستناكى بره ولما تخلصى يوصلك على طول ..
وافقت وهى تبتسم له وتشكره قبل ان تتحرك ولكن اوقفها صوته مره اخرى فألتفتت له فتقدم منها يضع قبله على وجنتها وشفتيها قبل ان تنطلق.
انتهت عمليتها بعد الساعه الحاديه عشر بقلبل , انتظرت قليلاً للاطمئنان على المريض ثم تحركت مباشرةً بعد ان بدلت ملابسها ،، وجدت سياره مراد تنتظرها بالخارج بالفعل مع السائق فصعدت بها فوراً ، تذكرت هاتفها فأخرجته لتجد رساله من مراد يطمئن بها عليها ، ابتسمت بمجرد رؤيتها لاسمه تعد الدقائق حتى تصل إلى المنزل وتراه ، وصلت المنزل فوجدت الهدوء يعم الأركان ، اول شئ فعلته هو التوجهه إلى غرفه اسو للاطمئنان عليها فوجدتها فارغه ، اتجهت على الفور إلى غرفتها فوجدت مراد نائماً يحتضن اسو وهى غارقه فى النوم بجواره فى الفراش ، ابتسمت بسعاده من رؤيتهم سوياً وتحركت ببطء تتسحب تحاول عدم إصدار اى صوت ، بدلت ملابسها سريعاً ثم تسحبت تستلقى بجواره تحتضنه من الخلف ، شعر بها فوراً فأستدار يواجهها وهو يمسك بيدها يشدها إليه وهو يتحدث ناعساً :
-حبيبى ,, انتى وصلتى ؟،..
هزت راسها ببطء ثم رفعتها قليلاً تضع قبله خفيفه على وجنته قبل ان تدفن راسها داخل عنقه نستنشقه ببطء وهى تبتسم ببلاهه من سماعها لتلك الكلمه ، اما هو فحرك رأسه قليلاً ليريحها على رأسها وهو يشد على يدها لتغرق معه فى نوم هادئ لم تناله منذ سنوات.
•تابع الفصل التالي "رواية عشقي الابدي" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق