Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية على القلب سلطان الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم اية العربي

 رواية على القلب سلطان الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم اية العربي

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 

البارت الثانى والعشرون من رواية ❤ على القلب سلطان ❤

             بقلم آية العربي 

           قراءة ممتعة 

يأتى الألم من داخل ضلوعك فيحرق جسدي وروحي ... 

&&&&&&&&&&&

فى مستشفى العزل مساءاً 

استيقظ سلطان بتكاسل وقد بدأت تظهر عليه الاعراض هو الآخر واصبحت حرارته مرتفعة نوعاً ما ..

تحامل على نفسه وتحرك من جانب حبيبته التى تنام فى عناقه بعمق ... حاول ان لا يوقظها ولكنها بمجرد ابتعاده فتحت عيناها مردفة بصوت متقطع واهن وقلق _ سلطان ! ... انت كويس ؟

ملس على حجابها المربوط بطريقة عشوائية واردف بحنو وهو يقف _ كويس يا حبيبتى متقلقيش ... انا بس هروح الحمام .

ترك يدها واتجه الى المرحاض الخاص بالغرفة ودلف مغلقاً الباب خلفه ثم استند على حوض الاغتسال يحاول التحكم فى دوار الرأس الذى يهاجمه ... فتح صنبور المياة والتقط حفنة بيديه الاثنين ثم القاهم على وجهِ بطريقة فوضوية عله يفيق ... رفع رأسه للاعلى فنتج عن ذلك ألم فى جفونه وزاد دوار رأسه فأنزلها ووضعها تحت صنبور المياة فانزلقت المياة فوقها بغزارة ..

ابتعد قليلا يحضر تلك المنشفة الخاصة بالمشفي ووضعها على رأسه يحاول استجماع نفسه وقد بدأ يتماسك قليلاً .

خرج من المرحاض بعد دقائق يلف المنشفة حول عنقه ويتطلع لحبيبته التى تجلس مستندة على الوسادة وتنتظره بتساؤل وقلق مردفة بصوت بطئ مرهق  _ سلطان ! ... انت تعبت صح ؟... اكيد تعبت ... انا قلتلك بلاش ... قلتلك امشي انت ... ليه بتعمل فيا وفي نفسك كدة ! .

نظر لها وابتسم محاولاً التخفيف عنها حيث اردف بمرح ومشاكسة  _ الحمام هنا شكله حلو اوى ... والمية حرارتها تحفة ... ما تيجي نجربها !.

امالت برأسها تنظر له بعتب مردفة بعدما فهمت محاولته _ متحاولش يا سلطان ... شكلك تعبان خالص .

اتجه لعندها يجلس بجانبها مجدداً ويحاوط كتفيها بذراعه مردفاً بسخرية واقناع _ اومال احنا هنا ليه يا ليني ! ... بنهزر مثلا ! ... احنا فى مستشفي يا ماما يعنى اكيد هنتعب وهنتعالج ... المهم سيبك من تعبي ... قولتى ايه تيجي ناخد شاور ؟.

نظرت له بعيون مرهقة تجيبه بخجل _ مينفعش طبعا يا سلطان ... احنا هنا مش في بيتنا عيب ...

امال على وجهها يتحسس وجنتها مردفاً بحنو ومحبة _ حبيبتى المؤدبة اللى خدودها بتحمر ... انا بهزر معاكى .... طبعاً مينفعش ناخد شاور هنا عيب ... بس ينفع نبوس ! ... قولت ايه يا عسل ؟

ابتسمت بوهن واجابت بحب وخمول _ كنت هعمل ايه هنا من غيرك يا سلطانى ؟ ... برغم انى زعلانة اوى من اللى عملته ... بس وجودك هنا معايا فرق عندى كتير اووى ... سلطان هكافأك ازاي على تضحيتك دي ؟

اعتصرها بحنو يتنهد عشقاً ثم اخرجه مردفاً بصدق وانفاس ساخنة واعترافات مسكنة لاى ألم  _ عارفة اول ما كلمتيني ! ... واول ما سمعت صوتك ... عرفت علطول ان فيكي حاجة ... حسيت بيكي ... ولما وداد قالت انك هنا مفكرتش في اي حاجة غير انك اكيد هتحسي بالوحدة ... وده نفس احساسي طول الاسبوع اللى فات ... برغم ان كل عيلتى حواليا ... بس انا وحيد ويتيم من غيرك ... علشان كدة كان لازم اجى واكون معاكى ... انا وانتى مش اتنين يا سيلين ... انا وانتى روح واحدة ... انا محتاج وجودك جنبي اكتر منك ... محتاج حبك ... وقلبك ... وريحتك ... وملامحك ... تفاصيلك كلها بعشقها مقدرش اعيش من غيرها ... علشان كدة انا اللى لازم اكافئك مش انتى ... انتى نصيبي الحلو من الدنيا ومن العذاب اللى انا شفته فى حياتى ...  مكافئتى ليكي هتكون بعد ما نخرج من هنا ان شاء الله ... بس خليكي علطول جنبي ... متخليش حد يكسرنى بيكي .... سيلين انا خوفي الحقيقي مش من مرض ولا وجع ولا موت ... انا خوفي يوم ما تبعدى عنى ... يوم ما انادى عليكي ومترديش ... لان انتى اللى هتاخد بأيدي للجنة ... انتى اللى انا عايز اكمل معاها حياتى وحتى بعد عمر طويل ليكي طبعا لو ربنا كتبلي اكون من اهل الجنة مش هتمنى غيرك .

هزت رأسها ونزلت دموعها على صدره بصمت بينما هو شعر بها فابتعد ينظر لها بتعجب وحزن متسائلاً _ بتعيطي ليه بس ؟... 

ابتسمت بوهن واردفت _ علشان بحبك اوى .

ضحك بجاذبية مردفاً يغمزها بطرف عينه _ طب ايه ؟ ... فين عربون المحبة ؟ .... بطلي عياط علشان انا مجبتش مناديلي وانا جاي .

اخفضت رأسها تبتسم بخجل بينما هو اقترب منها وكاد ان يخطف قبلة ناعمة من شفتيها المنكمشتين لولا طرق الباب وتبعه دخول الطبيب وممرضتين ترتديان الملابس الخاصة بالعزل وتحملان وجبات الطعام الخاصة بالمشفى كذلك الادوية الخاصة بحالتهما .

استغفر سلطان فى سره مبتعداً بينما سيلين احتمت فى ذراعه بخجل فأردف الطبيب متحمحماً _ بيتهيألى تصرفك كان غلط جدااا يا استاذ سلطان ... كدة مش تضحية كدة هلاك .

اردف سلطان بثقة _ صلي ع النبي يا دكتور مافيش هلاك ان شاء الله ... انا وسيلين هنتبع التعليمات ونخرج من هنا بخير ... والفضل فى ده بعد ربنا لحضرتك والفريق اللى معاك ..

تنهد الطبيب يهز رأسه بيأس وينظر له بتعجب فى امر هذا المحب ... كيف له ان يرمى بنفسه فى الهلاك لاجل زوجته ! ... فمثل هذا الوباء رأى ان المرء يفر من اهله لينجى بعمره ... كيف له ان يأتى وبدون اي تردد يرمى بنفسه فى عناقها بل وفوق هذا يكون بهذه السعادة ! ... حقا لم يرى ....

اقترب منهما قليلاً واردف بعملية _ هناخد عينة دم منك علشان التحاليل وكمان هتعمل اشعة مقطعية ..

ثم التفت للمرضتين مسترسلاً _ ياريت تشوفوا شغلكوا .

اسرع الممرضتان لاعطاء سيلين الادوية المناسبة كذلك تحضير اسطوانة الاوكسجين والماسكات الخاصة بالجلسات التى سيحتاجونها فى الايام القادمة ..

اردف الطبيب بترقب  _ لازم تعرفوا اننا فى مرحلة جادة مش اي كلام ... يعنى فيرس كورونا مش سهل ابداا ... ده فيرس خطير وللاسف خطورته بتكون مكثفة لاصحاب الامراض المزمنة و الجهاز التنفسي ... علشان كدة حاولوا بقدر الامكان تلتزموا بالتعليمات ... وقتها هتخرجوا من هنا على خير وف اقرب وقت .

اومأ سلطان مردفاً بتأكيد _ هنعمل اللازم يا دكتور متقلقش .

اتجهت احدى الممرضات تسحب عينة دم من سلطان الذي اشمر عن ذراعه  بينما هو يتطلع على سيلين ويبتسم بحب .

اردف الطبيب وهو على وشك المغادرة _ ياريت كمان تهتموا بالنظام الغذائي اللى المستشفي بتقدمه لانه جزء من العلاج ... عن اذنكوا .

خرجتا الممرضتين وكاد ان يخطو الطبيب فاوقفه سلطان مردفاً _ لو سمحت يا دكتور .

لف الطبيب رأسه متسائلاً فأردف سلطان بجرأة متحمحماً _ احم ... بعد اذنك يعنى مافيش اوضة غير دي ؟

نظر له الطبيب متعجباً يردف بتساؤل _ عايز تتنقل من هنا ! .

اشار سلطان بيديه عليه وعلى سيلين مردفاً بثبات _ عايزين ... الاوضة هنا مافيهاش خصوصية خالص والشباك الازاز ده ميصحش ابدااا كدة ... يعنى ياريت اوضة لينا من غير الشباك ده .

ابتسم الطبيب واردف ساخراً _ واضح ان انت يا استاذ سلطان فكرت هنا فندق ... هنا مستشفي وانت وزوجتك فى العزل وياريت تقدروا خطورة الموقف وكويس اوى ان ادارة المستشفي سيباك قاعد مع زوجتك فى اوضة واحدة وفي سرير واحد كمان وده بسبب الموقف المتهور اللى انت عملته ... ولان حاليا بنعانى من نقص فى الأسرّة للاسف بسبب تزايد الحالات .

تنهد سلطان مستغفراً فى سره ثم اردف بثبات وصلابة _ تمام ... يبقى على الأقل تحط ستارة ع الشباك ده ... انا مراتى محجبة ومينفعش اي حد معدى كدة يشوفها ... وياريت متعترضش علشان احنا هنتعامل مع بعض فترة هنا ... فخلينا نريح بعض يا دكتور وانا تحت امر المستشفي فى اللى تطلبه .

نظر له الطبيب من خلف كمامته وغطاء رأسه مردفاً بترقب _ تمام يا استاذ سلطان ... ياريت تكلم حد يجبلكوا اللى محتاجينه ويسيب الاغراض فى استقبال المستشفي والممرضين هيوصلهولك ... وبالنسبة لموضوع الستارة انا هتكفل بيه .

اومأ سلطان بثبات _ تمام ... كدة يبقى شكراً اوى يا دكتور .

غادر الطبيب وبدأ سلطان يفقد تركيزه ثانياً وشعر برأسه تدور مما جعله يحاول الوقوف متجهاً اللى المرحاض تحت انظار سيلين الحزينة لأجله .

رن هاتفها فتناولته بترقب فوجدت المتصل هو أدم ... تطلعت على المرحاض بحذر وقلق ثم فتحت الخط واجابت بصوت واهن وسعال _ الو ... أدم !  ... انت كويس ؟

اردف ادم بتساؤل وقلق _ سيلين ! ... انتى فعلا اتصابتى بفيرس كورونا ! ... الناس كلها بتتكلم والاخبار مالية الانترنت ... ايه اللى حصل وازاي ؟

تنهدت سيلين تستجمع انفاسها مردفة _ لحقوا نشروا الخبر ! ... المهم دلوقتى طمنى عنك انت ... الادوية عاملة معاك ايه ؟

ضحك ادم ساخراً ثم تحدث بألم وحزن _ ابداا ... شعرى وجسمى بيتاكل ... بسيطة يعنى ... متشليش همى ... انتى آخر واحدة تزعلي عليا .

اهتز قلبها الحنون لاجله ولحالته واردفت مطمأنة بصوت واهن _ متقلقش يا ادم ... فترة وهتمر ... خليك اقوى من كدة ... انت قوى وهتقدر تتخطاها ... متخليش المرض يهزمك ... عافر علشان تبقى كويس .

تنهد ادم مردفاً بيأس _ هحاول ... بس قوليلي انتى كويسة ؟ ... وايه حكاية كورونا دي وازاي .

تنهدت مردفة بتعب وتنفس بطئ _ ابداً ... اكيد اخدتها من سفرية الصين ... بس متقلقش الدكاترة هنا شايفين شغلهم فوق الممتاز .

اردف ادم بهدوء _  متقلقيش ... انتى هتبقي كويسة جداا ... لانك بريئة ... لانك مظلومة ربنا هينجيكي .

تنهدت بصمت بينما يقف على حافة باب المرحاض يطالعها بغضب وغيرة اعمت عيناه حينما اردف بعيون سوداء ونبرة صالبة  _ انتى بتكلميه ليه ؟

انتفضت تغلق الهاتف ثم نظرت له بترقب مردفة _خضتنى يا سلطان .... كان بيطمن عليا يا سلطان لانه سمع بموضوع الكورونا ..

اردف وهو يقترب ويلتقط منها الهاتف بصلابة وخشونة _ متجننيش يا سيلين ... هو ايه اللى بيطمن عليكي ! ... ده انسان حقير وكان عايز قبل كدة يأذيكي ويتعدى عليكي ومرة تانية كان بيحاول يقتلك ... ده غير انه دمر حياتنا ... ازاي ده تتكلمى معاه ... ازااااي ..

نظرت له بحزن وعيون زابلة واردفت من بين انفاسها المسحوبة _ فيه ايه يا سلطان انت بتتكلم معايا كدة ليه ! ... قولتلك ادم مريض كانسر وانا عمرى ما هشمت او هاخد حقي من انسان مريض ... عرف انى عندى كورونا من ع الانترنت واتصل يسأل ... خلاص الموضوع انتهى .

مسح على وجهه مستغفراً واردف بحدة وغيرة _ لو سمحتى يا سيلين ... انا لحد دلوقتى مش متأكد من موضوع تعبه ده ... بس حتى لو حقيقي ياريت متتكلميش مع الانسان ده .

تملكها الغضب  فعتدلت فى جلستها وأردفت ببعض الحدة متناسية حالتها _ لاء على فكرة بقى يا سلطان مش من حقك تقولي اكلم مين وما اكلمش مين ... الموضوع ابسط من ..

سُحب نفسها وبدأت تسعل بشدة متوقفة عن الكلام فأسرع اليها سلطان يحاول اسنادها وهى تضع يدها على صدرها وتحاول استجماع انفاسها وقد شعرت ببطء تنفسها بشكل كبير وهو اصبح كالمجنون بوجه شاحب من هيأتها فاتجه الى اسطوانة الاوكسجين واوصل بها الخرطوم والقناع وفتحها ثم تمدد على الفراش وسحبها لعنده حتى التصقت فى ظهره فممدها عليه والبسها القناع متمسكاً بها جيداً يردف بحنو وندم _ سيلين اهدى ... اهدى انا آسف ... اهدى خلاص .

بدأت تستعيد انفاسها تحت جهاز الاوكسجين الذى تدفق اليها وعيناها تغمض وهى تستند بظهرها على ضلوع صدره  مستسلمة ... اما هو فيلعن نفسه على تسرعه ولكنه أحسن بنار تحرقه عندما خرج من المرحاض ووجدها تحادثه ... هو لا يقبله ابداا ... يرى في عيناه مالا تراه هي ... انه حيوان كاد ان يعتدى عليها ... لن ينسى ابدااا هيأته عندما اقتحم شقتهما ورآه يحاول كسر غرفتها ... حتى وان كان مريض فعقله لا يقبل عذراً ... 

تنهد بضيق وهو مازال يتمسك بالقناع واضعاً اياه على فم سيلين التى استعادت انفاسها واغمضت عيناها بارهاق فيبدو ان المرحلة القادمة لن تكون هينة ...

بعد مدة انتهت جلسة الاوكسجين بعد دقائق ومد يده يغلق محبس الاسطوانة ثم رفع عن وجهها القناع وملس بحنو على بشرتها الناعمة ثم دنى يقبل وجنتها وهى نائمة تأخذ قسطاً من الراحة .

اخرج هاتفه من جيبه وما زال يحتفظ بها داخل ضلوعه وضغط بعض الازرار ثم وضعه ليتحدث .

اردف بصوت هادئ بعدما فُتح الخط _ ايوة يا عمى ... ازيك .

اردف محمود بحنو وقلق _ سلطان يا ولدي ... كيف الحال عنديك ... وكيفها مرتك ؟

تنهد سلطان بعيون مرهقة يحاول التركيز مردفاً _ بخير يا عمى ... المهم انا عايز منك شوية حاجات وتبعتهملي على المستشفي هنا لو سمحت .

اومأ محمود مردفاً بطاعة _ اطلب اللى بدك اياه يا ولد الغالي ... وبكرة الصبح هتكون كل حاجة عنديك ... 

&&&&&&&&&

عند نبيل الذى يجلس فى شقته يتصفح الانترنت وقد علم بخبر اصابة سيلين بالفيرس ...يبدو ان احدهم سرب الخبر الى الانترنت من المطار واصبح الحديث الجديد للصحافة الالكترونية ووسائل التواصل حتى ان البعض جمعوا بين مرضها وبين ما حدث مؤخراً فى شركتها مدعيين انه عدل الله وان هذا العقاب تستحقه ... فبرغم ظهور براءتها الا ان هناك بعض الفتن تقال .

تعجب من ما حدث واردف بتساؤل _ كورونا ! ... جالها كورونا ؟... يعنى بعد ما موضوع الصينيين اتحل اتصابت !...

ثم ضحك بشماتة مسترسلاً _ هتلحقيها منين ولا منين يا بنت اخويا ... ههههه معلش المؤمن مصاب ...

كان سعيداً بما يحدث معها ولكنه تذكر شيئاً فجأة فأردف _ ادم ! .

&&&&&&&&

صباحاً فى الحارة 
يجلس نعمان على اريكة منزله يتابع التلفاز بأريحية فنظرت له زوجته حكمت بغضب مردفة _ هتفضل قاعد كدة يا نعمان ! ... ماتقوم تفتح المحل بقالوا يومين مقفول .

نظر لها نعمان واردف ببرود _ محل ايه ! ... هو ده محل ... وبعدين ما ابنك المحروس مش عارف يشغله ... انا راجل كبرت وصحتى بقت على ادي ... المفروض انا ارتاح بقى وعيالي هما اللى يشيلونى  .

جاءت لمياء من المطبخ حاملة صنية مرصوص عليها اكواب الشاي تردف بتهكم _ قوم يابا قوم ...انت فكرت نفسك لسة فى الصعيد ولا ايه ! ... هنا لو قعدنا محدش هيعبرنا وهنموت من الجوع .

نظر لها بغضب مردفاً بتأنيب _ كله بسببك يا وش الفقر ... مانتى اللى معرفتيش توقعيه وطار من ايدك ... كان زمانك متنغنغة فى العز ده كله ... سنتين مخطوبة له وزى قلتك جتك الارف ... غورى يالا انتِ واخوكى افتحوا المحل وشغلوه ... كفاية عليا اوى لحد كدة ... صرفت عليكوا ياما .

نظرت له بحدة مردفة _ جرا ايه يابا ... هو احنا هنضحك على بعض ! ... دانت بقالك سنتين مصرفتش عليا جنيه ... وسلطان هو اللى كان بيديني مصروفي ... ده حتى لبسي وشحن تليفونى منه ... وانت نفسك كنت بتاخد منى فلوس ياما ... يبقى خف يا حج نعمان وقوم اشتغل .

تراجع نعمان عن حدته مردفاً بترقب _ طب قومى ... قومى هاتى اي حاجة من شبكتك لما ابيعها واجدد المحل ... المحل الرجل خفت من عليه ... قومى يابت .

ضحكت ساخرة تردف باعتراض _ دانت تاخد حتة من لحمى ولا تاخد حتة من دهبي ... دول حقي وهيتعانوا للزمن ..

اشتدت ملامحه مجددا واردف بغضب معانداً _ طب ورحمة ابويا مانا متحرك من مكانى ... وابقي انزلي بقى انتى واخوكى افتحوا المحل .

كانت حكمت تتابع بضجر فهى معتادة على هذه النوعية من الحوار بينهما اما لمياء وضعت الشاي ودخلت عرفتها تغلقها خلفها ثم اتجهت تفتح خزانتها وتناولت مفتاح وضعته تحت صف ملابس ثم اخرجت صندوقاً خشبياً وفتحته بذلك المفتاح تنظر داخله بطمع وابتسامة ثعبانية لمحتواه الذى عبارة عن ساعات ومجوهرات خطبتها وبعض العملات التى ادخرتها على مر السنتين مردفة _ خليكوا انتوا كدة متتحركوش ... كان نفسي ازودكوا بس هقول ايه ... منك لله يا سلطان يابن السوهاجى ... ربنا ينتقم منك يا غدار .

&&&&&&&&

فى الصعيد 
احضر محمود جميع الطلبات التى طلبها سلطان منه ليلة امس وكذلك بعض الملابس التى احضرتها سهيلة لسيلين واستعد للسفر .

اردف محمود وهو يقف امام والده _ تؤمرنى بحاجة يا حج ... انى هاروح اوصلهم الطلبات واطمن عليهم واعاود علطول .

اومأ توفيق مردفاً برتابة _ تمام يا ولدى ... بس حاول تبعد عن مكان العدوى ... بزيادة سلطان ومرته ... وصل الحاجة وعاود علطول ... ومتنساش تدى لابن اخوك فلوس معاه ... 

اومأ محمود مردفاً بتفهم _ معايا يا حج وعامل حسابي علشان هو جالي ادفع حساب المستشفي كمان وازود هبابة لان فيه هناك حالات كتيرة محتاجة رعاية ... ربنا يعدي الوباء ده على خير ... ويرجع هو ومرته بالسلامة .

خرجت منيرة من غرفتها ترتدى عباءة سوداء وتضع حجابها على رأسها مردفة باحترام _ بعد اذنك يابا الحاج انا هروح مع محمود ... نفسي اشوف ابنى .

نظر لها توفيق بقلق مردفاً بخوف _ اهدى يابتى ... معينفعش تشوفيه واصل ... هو ومرته معزولين ومش هيدخلوكى ... خليكي اهنه وكلميه فى التلافون احسن ..

تنهدت بضيق مردفة بحزن وقد التمعت عيناها بالدموع _ قلبي واكلنى عليه اوى وعلى مراته ... امبارح سمعت فى التليفزيون على الحالات اللى اتصابت وناس كتير راحت ... خايفة اوى وهموت ... وحاسة انى متقيدة ومش عارفة اعمل حاجة ... ياريتنى كنت منعته يروح ... بس بردو مراته يتيمة يا حبة عيني وملهاش حد ... انا بين نارين يابا الحج ومش عارفة اعمل ايه ؟.

اتجهت سهيلة تحتضنها بحنو مردفة برتابة وحكمة _ يا خالة منيرة خلى عندك ثقة في الله ... انتى لو روحتى أكدة ولا أكدة مش هتشوفيه ... وسلطان مستحيل يرضى يجابلك واصل ... يبجى احنا اهنة نجعد وندعيله هو ومرته يرجعوا بالسلامة .

تنهدت تومئ بضيق واختناق وليس بيدها حيلة بينما روايح تتابع بشماتة وتشفى بصمت .

غادر محمود بعدما ودعهم جميعاً منطلقاً بسيارته الى القاهرة ..

&&&&&&&&

فى الشركة 
وقفت وداد فى ساحة الموظفين تردف بناءاً على تعليمات سيلين _ يا جماعة ... طبعا كلنا عرفنا بالخبر المؤسف ان سيلين هانم اتصابت بفيرس كورونا اثناء تواجدها فى الصين لحل مشكلة الشركة ... علشان كدة هى عملت مكافأة لجميع الموظفين هتتصرف الشهر ده مع الرواتب بس ياريت كلنا ندعلها هو وجوزها الاستاذ سلطان لان هو كمان معاها في المستشفي ... 

تعجب الموظفين وبعضهم تسائل بفضول _ الاستاذ سلطان ! ... مش ده اللى كان حارس شخصي ليها وهى طردته ! .

اردفت وداد بثبات مانعة تكملة الحديث _ ياريت نخلينا فى شغلنا احسن واللى يقدر يدعى للهانم هي وجوزها يدعى ... اما بقى التساؤلات واللى حصل واللى محصلش فبيتهيألى مش من حق حد يدخل فى حياة الهانم الخاصة ... كل واحد يخليه فى شغله وبس ... عن اذنكوا .

غادرت هى عائدة الى مكتبها لتباشر المهام التى اطلعتها عليها سيلين عبر الواتساب بينما سمع نبيل ما قالته وداد للشركة ودلف مكتبه يجلس بغضب ووعيد  _ سلطاااان ... سلطاااان ... مبقاش نبيل الحلوانى ان ما ندمتك يا كلب ... والمليون اللى انت اخدتهم منى هتدفع مكانهم روحك ... بقى انت بقيت جوز سيلين هانم يا حتة حسالة ! ... معلش ... اصبر عليا .

&&&&&&&&&&

بعد ساعات فى مستشفي العزل .

استيقظت سيلين بإرهاق ووجع حاد فى كامل جسدها تتطلع على سلطان النائم بقلق .

حاولت اسناد نفسها قليلاً واردفت تنادى عليه _ سلطان ! .

لم يجيبها فرفعت يدها تتجسس حرارته فوجدتها مرتفعة جدااا ويبدو انه فاقد للوعى ..

اتسعت عيناها بخوف واردفت تحركه بعنف _ سلطاااان فوق ... سلطاااان .

تمتم بصوت منخفض أثر حرارته وصعوبة تنفسه _ صدرى ... محتاج هوااا .

اسرعت تنزل من الفراش بترقب بعدما ارتدت كمامتها وعندما لامست قدماها الارض شعرت بدوار كاد يسقطها ولكنها تحاملت واسندت الى ان وصلت للباب فحاولت فتحه ونظرت حولها تنادى بوهن _ دكتووور ... اي حد هنا ... انتو فييين .

اسرعت اليها ممرضة ترتدى بذلة العزل وتحدثها بحذر مردفة _ لو سمحتى يا هانم مينفعش تخرجى ... ياريت تدخلى تانى وانا هناديلك الدكتور .

تتنهدت سيلين مردفة بصراخ مكتوم وتألم _ جووووزى حرارته عالية جدااا ونفسه ضيق خالص ... خلى الدكتور يجيله حالا ... بسررررعة .

اومأت الممرضة واسرعت تنادى الطبيب بينما سيلين عادت للداخل بحذر كي لا تسقط واتجهت لعنده تنادى مجدداً بقلبٍ منفطر حزين ودموع _ سلطان ... فوق علشان خاطرى ... سلطان انت سامعنى .

هز رأسه بتعب ومد يده يتناول يدها ويربت عليها كأنه يطمأنها ولكن نفسه بطى جدااا ونبضه يكاد يعمل ..

جاء الطبيب مسرعاً يرتدى نفس البدلة واتجه يعاين سلطان بحذر فوجد حرارته عالية وتنفسه بطئ فأردف للمرضة التى اتت خلفه _ جهزى الاوكسجين فوراً ... وهاتى ابرة *** .

اسرعت الممرضة تلبي طلبه وبالفعل تم وضعه على جهاز التنفس الصناعى حتى تنتظم انفاسه واعطى له الطبيب الابرة الخافضة للحرارة مردفاً يسأل سيلين التى تقف تستند على الفراش وتطالعه بحزن بترقب  _ هو جوزك بيدخن ! .

هزت رأسها تردف بوهن _ لاء خالص يا دكتور ليه ؟ .

تنهد الطبيب مردفاً _ الجهاز التنفسي عنده مناعته ضعيفة جدااا  ... تكاد تكون معدومة ومش قادر يهاجم الفيرس ..

تنهد مسترسلاً وهو يفحصه مجدداً بترمومتر الحرارة _ طيب عنده حساسية او مرض رئوي ؟

هزت رأسها تردف بحزن وألم انتابها _ لاء ... لااااء خالص ... هيبقى كويس صح ! ... قول انه هيبقى كويس .

اومأ الطبيب مطمأناً يردف _ اهدى يا سيلين هانم ... التحاليل هتظهر دلوقتى وهطمنك .... متقلقيش خالص ... احنا مش هنقصر معاكوا .

نظر للممرضة يردف بعملية _ جهزيه بعد ما جلسة الاوكسجين تنتهى ... لازم ياخد شاور بارد علشان يفوق .

خرج بعدما فعل اللازم واردفت سيلين بغيرة وهى تطالع الممرضة التى تنتظر انتهاء جلسة الاوكسجين  _ خلصي انتى الجلسة لو سمحتى واخرجى وانا هدخّله ياخد الشاور ..

تطلعت عليها الممرضة مردفة باعتراض _ مش هينفع طبعاً ... انتى كمان مصابة ومش هتقدرى ...

نظرت لها سيلين بغضب وقد اتتها قوة لا تعلم مصدرها يبدو ان الغيرة ضاعفت قوة المناعة لديها فأردفت بنظرة صارمة وصوت حاولت ان تخرجه حاد _ هقدر ... انا اولى بجوزى ... لو سمحتى خلصي الجلسة واخرجي .

نظرت لها الممرضة بتعجب ثم هزت كتفيها بقلة حيلة تردف باستسلام _ تمام اللى يريحك  ..

انتهت الممرضة من عملها وفصلت الاوكسجين عن سلطان الذي بدأت ان تنتظم انفاسه ولكن حرارته ما زالت مرتفعة .

خرجت الممرضة تغلق الباب خلفها بتهكم بينما اتجهت سيلين الى سلطان تناديه برفق مردفة _ سلطان ! ... حبيبي ... حاول تقوم معايا ... تمام ! ... انا هسندك ونروح الحمام لان لازم تاخد شاور .

تحامل سلطان على حاله وهو يحاول فتح عيناه بينما هدأ تنفسه ووقف يحاول ان لا يلقى بحمله على جسدها الضئيل ... وقف يدعى الاستناد عليها بينما فى حقيقة الامر كان يضمها وهى تظنها تسانده الى ان وصلا للمرحاض ... فتحت بابه وادخلته ودلفت معه مغلقة الباب خلفها ..

اتجهت معه تسانده حتى وصل الي قاعدة المرحاض فأجلسته عليها واتجهت تحضر الدُش المتحرك وقد فتحت صنبور المياة الباردة مع قليلٌ جداً من المياة الساخنة حتى اصبحت تشبه فى حرارتها قطرة العين .

اتجهت لعنده مجدداً وقامت بنزع قميصه كذلك بنطاله وتركته بملابسه الداخلية ... تناولت الدُش وبدأت تسقط عليه المياة الهادئة بحنو ونعومة وهى تفرك شعره وتتمسك برأسه ولكنه ارتعش بسبب حرارة جسده ... تطلعت عليه مردفة بترقب _سلطان ! ... المية باردة عليك ؟

هز رأسه بلا وقد بدأ يعتاد على حرارة المياة فأغلقت المياة الساخنة تماماً وقد انسابت فوقه مياة باردة فقط لتخفض من حرارته كما قال الطبيب .

بعد دقائق بدأ سلطان يستعيد وعه وتركيزه قليلاً وبدأ يدرك انها قربه وتفرك رأسه بحنو فمد ذراعيه يحتضن خصرها بحنو وتملك ويضع رأسه على معدتها مردفاً بحب ومشاكسة وصوت منخفض _ مش قولتلك ناخد شاور قولتى عيب ! .

ضحكت بسعادة متناسية ألامها تردف وقد ابتلت ملابسها _ ههههه ... ايوة كدة طمنتنى عليك ... بقيت احسن !.

قبل احشاؤها بحنو يردف متنهداً عشقاً _ ربنا يخليكي ليا ... مش عارف ايه اللى حصلي فعلاً ... حسيت ان نفسي بيتسحب ... واضح ان الفيرس ده مش سهل خالص .

مدت يدها تغلق الصنبور واردفت بحزن وقلق _ سلطان هو انت عندك فعلا مرض رئوى ! ... يعنى حساسية او سعال مزمن !؟ .

هز رأسه بنفي يردف _ لاء الحمد لله ... متقلقيش انا بقيت تمام .

نظرت لملابسها المبتلة وقد تذكرت امرها تردف _ سلطان ! ... شنطة الهدوم اللى كانت معايا فى الصين برة ... هروح اجيب منها غيار واجى .

اوقفها يردف بلغة آمرة _ استنى متخرجيش وانتى مبلولة كدة ... انا هجيبها .

وقف بحذر وهدوء يتناول ملابسه ثم ارتداهم فوق ملابسه الداخلية المبتلة تحت انظارها القلقة ولكنه مضطر .... خرج بهدوء للغرفة ثم اتجه للخزانة يحضر منها الحقيبة ويخرج منها ملابس حبيبته ثم عاد اليها يردف بترقب _ سيلين بدلي دول ... وانا هستتاكى برة .

اردفت متسائلة بقلق _ طيب وانت هتلبس ايه ؟ ... هدومك غرقانة مية ! .

اردف مطمئناً يبتسم لها _ متقلقيش عمي محمود زمانه على وصول ومعاه كل حاجة ..

اومأت باستسلام وخرج هو يجلس على الفراش ينتظرها فجسده مرهق جداا يبنما طرق الطبيب الباب ودلف يطالعه بترقب متسائلاً _ سلطان ! ... انت كويس ؟

اومأ سلطان مردفاً بارهاق _ كويس يا دكتور ... خير  ؟

تنهد الطبيب مردفاً بتعجب _ مش عارف اقولك ايه يا سلطان ... بس نتائج التحاليل اظهرت ان جسمك بيستقبل مادة مسممة ... والمادة دى بطيئة المفعول وصعب ظهورها بسهولة ... ودى بتسبب الوفاة ع المدى البعيد .

انصدم سلطان ونظر للمرحاض بحذر ثم اردف متسائلاً قبل ان تخرج حبيبته _ ازاي يا دكتور الكلام ده ... ومن ايه المادة دي ؟

تنهد الطبيب يردف بترقب _ واضح ان فيه حد متعمد يحطهالك فى اكل او مشروب ... لانها مستحيل تدخل الجسم بأي طريقة تانية ... ياريت تراجع ذاكرتك كويس ... وتعرف مين اللى ممكن يعمل كدة ... وتحمد ربنا اننا اكتشفنا ده دلوقتى قبل ما الموضوع يسوء ... صحيح وضعك مع الكورونا هيكون صعب شوية ... بس تأكد ان احنا مش هنقصر معاك ...

غادر الطبيب بينما شرد سلطان يفكر بزهول وصدمة من ممكن ان يضع له سُماً قاتلاً فى طعامه ....

يتبع ...

رأيكم يهمنى 😘😘 

و ....

ساعات كتير بنصاب بمرض او حادثة او مصيبة لا قدر الله وبنسأل ليه وايه السبب وبنتعجب من ده واوقات بنعترض  
لكن تأكدوا ان رحمة ربنا اقوى من اي حاجة ... ويمكن جدااا يكون اللى احنا فيه ده لولاه كنا ممكن نوصل للاسوء .
ربنا لما بيبتلى بينزل رحمته وسلطان لولا الكورونا والتحليل اللى عمله عمره ما كان هيكتشف السم اللى فى جسمه ..

  •تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية

reaction:

تعليقات