رواية على القلب سلطان الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم اية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
البارت الواحد والعشرون من رواية ❤ على القلب سلطان ❤
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
ف لنحيا سوياً ...
ولنمرض سوياً ...
ولنتعافى سوياً ...
او نموت سوياً ...
فى قاموس حبنا لا يوجد رقم واحد ...
وان وجد .. فنحن الاتنين نساوي واحد .
آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
ينام كعادته مغمض العينان ولكن عقله اُرهق من شدة التفكير والاشتياق لها ... اليوم سيكتب كتابه على تلك الحية التى تلونت فأبهرت من يراها ولكنها تزال حية ..
بكت وصرخت واقنعت الجميع انه تم خيانتها والخوض في شرفها وقد كان ..
يعلم ان همها المال ولا شئ غيره وللاسف اكتشف هذا مؤخراً ... وحتى ان كان همها سمعتها فالاولية للمال مؤكد ..
لذا سيتم كتب الكتاب هذا ليومين ... يذهب للحارة ويعلن زواجه منها ثم ينفصلا بعدها ... ولتذهب الى طريق الجحيم لا يهمه ...
رن هاتفه بجواره على الكومود فتناوله بيده وما زالت عيناه مغمضة ... فتحه واجاب بنبرة حادة قاسية _ الو ..
رد الطرف الآخر ببكاء وحزن وندم وألم واشتيااااق ثم اشتياق ثم اشتياق_ سلطان ! .
فتح عينه التى اتسعت دون نطق حرف وتجمدت جميع حواسه ... اكملت بكاؤها هى واردفت بصوت متألم مزق قلبه العاشق _ سلطان ... عارفة انك مش عايز تسمعنى ... بس انا لازم اتكلم ... انا آسفة يا حبيبي ... انا عارفة انى غلطت فى حقك المرة دي ... انا سافرت علشان الحق اسم بابا وسمعته يا سلطان اللى كانوا ع المحك ...
بس بردو فضّلت امشي لانى مكنتش هتحمل اشوفك مع غيري حتى لو ع الورق ... قلت ابعد الفترة دي وعارفة ان وقتها انت مكنتش هتسمح بكده ...
تنهدت بقوة قد بدأت تسعل وتبكى مسترسلة وتحاول استجماع انفاسها بصعوبة _ أدم مكانش معايا يا سلطان ... انا سافرت لوحدى ... انا مستحيل اخد ادم معايا لهناك واوجعك بالطريقة دي ... فيه امور حصلت انت متعرفهاش ... انا بس بكلمك علشان اعتذرلك عن سفرى بدون علمك ... عيزاك تسامحنى يا سلطان ... سامحنى .
اغلقت الهاتف دون ان تسمع صوته الذى تشتاق لسماعه ولكنها لا تريده ان يعلم بأمرها .
اما هو فانتفض على حاله ووقف يعيد الاتصال بها فوجد هاتفها قد اغلق ... كاد ان يضرب الهاتف فى عرض الحائط ولكنه فضل الاتصال على وداد .
اردفت وداد بترقب بعدما فتحت الخط _ الو ... ايوة يا سلطان ! .
اردف بصوت قوى حاد متسائل _ سيلين مالها ؟
تنهدت وداد وقد نزلت دموعها حينما اجابت بحزن _ سيلين انصابت بفيرس كورونا يا سلطان ... وللاسف الفيرس ده جديد وقوى .
كان يقف يستمع بصمت ... كل عضو من اعضاؤه يبكى وينزف الا عيناه جامدة لا تتحرك حينما تسائل بصوت متألم _ هي فين ؟
تنهدت وداد تحاول التمالك واردفت _ هي في مستشفي **** بس معزولة ممنوع حد يدخلها .
اغلق معها دون ان يتحدث واتجه يبدل ثيابه دون اي تردد او تفكير .
&&&&&&&&&&&
بعد ساعات لا يعلم عددها وصل اخيراً امام المشفي ... صف سيارته وترجل منها يغلقها بيدٍ متجمدة وقلبٍ متألم وروحٍ نازفة يخشى رؤيتها فى تلك الحالة ... هل سيتحكم فى مشاعره امامها ام لا ! .. لا يعلم .
دلف المشفى واتجه الي قسم الاعلامات متسائلاً بترقب _ سيلين سمير الحلوانى .... مصابة كورونا ... اشوفها ازاي ؟
رفعت الممرضة نظرها اليه تردف بعملية _ للاسف يا فندم هي فى غرفة العزل وممنوع اي حد يدخلها ... بس ممكن تقابل الدكتور المسئول عن حالتها .
مسح على جبينه بقوة حتى يهدأ من حالته ثم اردف بهدوء يحمل في طياته الكثير _ فين الدكتور ؟ .
اردفت تشير له بيدها _ هتمشي آخر الممر ده هتلاقي غرفة ع الشمال هو هناك .
خطى مسرعاً فى الممر التى قالت عنه ووصل لتلك الغرفة ثم طرقها وولج اليها فوجد طبيب يجلس على مكتبه يتطلع اليه بتساؤل .
اردف سلطان وهو يقف قبالته بصلابة وترقب _ انا سلطان السوهاجي زوج سيلين الحلوانى وعايز اشوفها .
اومأ الطبيب بتفهم مردفاً بهدوء _ سيلين هانم حاليا فى العزل الصحي وممنوع اي حد يدخلها غير الفريق الطبي وده حفاظاً على سلامة الجميع .
هز سلطان رأسه ثم اردف بثبات وتصميم متجاهلاً حديثه _ معلش شوف طريقة مناسبة اشوفها بيها وانا مش هعترض ... يعنى زى ما الدكاترة بيدخلولها هدخلها .
نظر له الطبيب بترقب وفهم من خلال ملامحه وعيونه ان لا فائدة من الحديث والمعارضة فأردف مستسلماً _ طيب انا لانها محتاجة دعم وحالتها النفسية سيئة هسمح انك تدخلها بس لازم تكون مجهز كويس ... هخلى الممرضة تجيبلك الملابس المناسبة علشان تقدر تشوفها .
اومأ مردفاً باقناع _ شوف اللازم يا دكتور وانا تحت امرك .
وقف الطبيب يتجه للخارج مردفاً _ تعالى معايا .
تتبعه سلطان بترقب الا ان وصلا الى غرفة لتبديل الملابس فأحضروا الممرضات بدلة بلاستيكية عازلة وقلافز وقناع يغطى الرأس كاملة ..
ناولته لسلطان الذى التقطهم منها بتعجب ولكنه اسرع فى ارتدائهم وتجهز فى اسرع وقت وانتظر الطبيب الى ان ينتهى .
بعد دقائق انتهى الطبيب واتجها الاثنان عبر ممر تلو الآخر حتى وصلا امام غرفة العزل المخصصة لحالات الاصابة بفيرس كوفيد 19 المستجد .
وقف الطبيب امام الغرفة يردف بحذر وتأكيد _ استاذ سلطان ممنوع اللمس بأي شكل ... حاول تتمالك نفسك علشان حالتها ممكن تسوء اكتر .
اومأ سلطان يردف بعجلة وهو يتطلع على الباب الموصد يكاد يكسره _ تمام يالا .
فتح الباب واندفع سلطان منه الى الداخل تبعه الطبيب ... وجدها تنام على فراش مجهز حوله حاجز بلاستيكي .... موصول بها جهاز التنفس وتنام واضعة يدها الاثنان امام معدتها .
اهتز لرؤيتها ودمعت عيناه لا ارادياً وخارت قواه وانهارت خلايا جسده الصلب .
اردف الطبيب بترقب _ سيلين هانم ! .
فتحت عيناها ببطء وارهاق فوجدت من كانت معه فى احلامها ... حبيب عيناها وقلبها وعقلها ... ادمعت عيناها واردفت بصوت مرهق واهن _ سلطان .
اردف الطبيب بترقب _ احم ... انا هسيبكم مع بعض ٥ دقايق ... وزى ما قولتلك يا استاذ سلطان .
اومأ له سلطان وتتبع خروجه الا ان اغلق الباب فأعاد نظره اليها ينظر لها باشتياق وحب .
اردفت هي مأنبة بوهن _ جيت ليه ؟ ... وعرفت ازاي ؟ ... مينفعش تبقى هنا ... امشي علشان خاطرى ... وجودك هنا فيه خطر على حياتك .
مد يده من أسفل الحاجز البلاستيكي يتناول يدها ويشدد عليها بصمت وعيناه تزرف دموعاً حارقة من وراء القناع الذى يرتديه ويحجب رؤيته عنها .
هزت رأسها تردف بدموع وألم وانفاس متقطعة _ امشي يا سلطان علشان خاطرى ... امشي من هنا هتتعدى .
نظر لها بقوة ثم وبدون سابق انذار خلع قلافز يده وغطاء رأسه امام عيناها الواهنة والدموع تتساقط بغذارة ....
اكمل فى خلع كمامته ثم تلك البدلة اللعينة التى تمنعه عن حبيبته وبقى فقط بملابسه الذى جاء بها .... ثم رفع الغطاء البلاستيكي ودخل لعندها يعناق رأسها بقوة وهى فقط تبكى وتهز رأسها مردفة بألم _ لاااء علشان خاطرى متعملش كدة ... لاااا هتتعدى .
اردف ورأسها داخل صدره بألم واشتياق وعذاب _ هيييييش ... اسكتى يا عذابي ووجعى كله ... المرة دى بالذات مش هقدر اسمع كلامك .
تمدد بجانبها على الفراش ووضع ذراعيه تحت رأسها وقربها لعنده يقبل رأسها قبلات عدة ويتنهد بعمق مردفاً باشتياق وعشق _ ااااه وحشتييييني اوي يا سيلين ... وحشنى حضنك اوووي .
برغم ألمها وضيق تنفسها وحزنها لحالته الا ان فعلته كانت كالمرهم لجروحها ... وكأن عناقه مسكن بل مزيل لالامها جميعاً فقد تحسنت حالتها واردفت وهى تدثر نفسها به كقطة صغيرة _ وانت كمان وحشتنى اوووى ... بس انت ليه عملت كدة ! ... هتتعدي يا سلطان ... الفيرس ده خطير ومعدي .
تناول يدها فى كفه واردف وهو يعتصرها بحب وحنو _ علشان انا قررت اننا هنتعب سوا ... وهنتعالج سوا .... وهنروح سوا ... وغير كدة مش هقبل ومش عايز ..
اردفت متسائلة وهى تطالعه بخوف وحزن _ انت لسة زعلان مني ؟
هز رأسه مردفاً بصدق وحنو _ مجرد ما عرفت ان ادم مسافرش معاكى نسيت اي زعل .... بالرغم من انى لسة هعاقبك على سفرك لوحدك بدون علمي بس لما نروح من هنا ... الاهم عندى انك مجرحتيش كرامتى وسافرتى مع ادم ده .
نظرت له بعمق واشتياق ووضعت يدها على وجنته مردفة _ مقدرتش اعمل كدة ابداا يا سلطان ... وانت المفروض يكون عندك ثقة فيا .... فيه امور حصلت انت متعرفهاش .
تطلع عليها بقوة مردفاً امام عيناها التى يعشقها _ انا عندى ثقة فيكي ... بس وقتها حسيت بالخوف والغيرة ... خوف عليكي منه لان انا وانتى عارفين كويس مين هو ادم ... وغيرة بتاكل فيا من قربه منك وانا بعيد ... وعلشان اوصلك محتاج وقت طويل فى اوراق ودوشة كبيرة ... كنت حاسس انى مسجون في زنزانة تحت الارض لا ليها نور ولا هوا ... عقلي مبطلش تفكير واسئلة .
تنهد بقوة يسترسل متسائلاً _ سمعتى عن قصيدة الشاعر هشام الجخ ! .
هزت رأسها بلا فأردف يغمز لها بعينه _ اسمعيها على طريقة سلطان السوهاجي .
ترقبت تستمع له بتمعن وقد زالت آلامها واحزانها كأنها لم تكن بينما هو اردف بلغة صعيدية وهو يطالعها ويخرج الكلمات من صميم قلبه _ أيوة بغير ... ايوووة بغيير ... لا انا نقصان ولا ضعفان ولا مسطول ولا سكران ولا زايغ من عيني الضي ... ولا حد احسن منى في شي ... بس بغييير .
ثم قبض علي يدها بحنو مسترسلاً بتعمق اكثر واحساس اقوى _ واللي جالولك غيرة الراجل قلة ثقة او قلة فهم ... خلق حمييير ... غيرة الراجل نااار فى مراجل ... نار بتنور مبتحرجش ..
ثم نظر لها يضيق عينه مسترسلاً بابتسامة رجولية تعشقها _ واحنا صعايدة بنستحملش ... شمسنا حامية ... وعرجنا حامى ... وطبعنا حامى .
ثم رفع كف يدها الناعمة يقبله ببطء متنهداً يتابع _ واللي تخلي صعيدي يحبها ... يبجى يا غوووولبها ... اصلنا ناس على جد الطيبة كلنا هيبة ... والنسوان في بلدنا جواهر .
ثم نظر لها وكأنه يسألها مسترسلاً _ طب لو عندك حتة ماس ... هتخليها مداس للناس ! .... ولا هتقفلي اوضة عليها بميت ترباس ! ... يمكن حتى تأجرى ليها جوزين حراس ! ..
تنهد يسترسل وهو يشدد من احتضانه لها _ يبجى انا لا انا غافل ولا جاهل .... كل الفرق ما بيني وبينك انى صعيدي ... يخربيت ده اليوم الاحكل ... اللى لا ليه اخر ولا اول ... اللى طلعت لجتنى صعيدي .
تنهد يسترسل _ لو كان بأيدي كنت اعملك هندى بريش ... واقلب شعرى كاريش كرابيش .. والبسلك سلسلة مدلدلة خرزة وجلب ..
تطلع عليها يضيق عيناه ويتابع باستنكار _ بس انا ليه البسلك سلسلة ... هو انا كلب ! ...
ابتسما اثنانتهما ثم تنهد يبعد عيناه مستكملاً _ ثم العبرة ماهيش ف اللبس ... اصل المشكلة مش في اللبس ..
شدد من عناقه ثانياً يسترسل بمعزى _ اصل المشكلة عندك ... عنادك ... اصل المشكلة عَندك ... عِندك ... جُلت هسيبها وبكرة تحس .... بعده تحس ... بعده تحس ... ده انا لو جبس كنت زعجت ... ماشي صداقة وماشي زمالة ... بس مجتش على الرجالة ... مهي نسوان الدنيا كتير ..
انا مبجولش تخاصمى الناس ... ولا تتحجبي عن الرجالة ... ولا تعتكفي وتسكنى دير ... بس ياريت حبة تقدير ... انى بحبك وانى بريدك .
ثم رفع كفها يقبل باطنه مستكملاً بعشق وهى ساكنة تماما تستمتع بكلماته الطيبة التى انستها المكان والزمان والحال _ وانى زرعت حياتى في ايدك ... وانى غزلت بنات الدنيا عقود على جيدك .... وانى تعبت من التفكير ... وانى بغييييير ..
تنهد يطالعها بحب متسائلاً _ ايه رأيك ؟
احتضنته بقوة واردفت بدموع السعادة والعشق _ كتير عليا اوووي .
اردف مقاطعاً بثبات يتنهد حباً _ هييييش ... متقوليش كدة تانى ... قوليلي بقى حاسة بأي وجع او تعب ؟
هزت رأسها تشدد من عناقه مردفة بصدق _ لاء ... كويسة جدااا ... تعرف انى كنت خلاص فقدت الامل انى هعيش ...فكرت انى هموت هنا لوحدي ... هموت بفيرس زى ده ومافيش حد هيكون معايا حتى وانا ميتة .
اغمض عينه بقوة يرفض حديثها مردفاً بحدة وصلابة _ اسمعيني كويس يا سيلين ... انا وانتى هنفضل هنا لحد ما نتعالج سوا ونخرج من هنا على بيتنا وممنوع طول فترة علاجنا مهما تعبنا اسمعك تجيبي سيرة الموت ... انا وانتى لسة قدامنا الطريق طويييل اوى ... وبعدين انا لسة ناوى اعاقبك على عملتك دى ... وازاي اصلا تقولي انك سافرتى مع ادم ؟.
تطلعت على عينه بحزن واردفت بترقب وانفاس هادئة نوعاً ما _ الموضوع مش زي ما انت مفكر يا سلطان ... هو فعلا ادم كان ناوى يسافر الصين يتكلم مع الشركة الصينية من قبل ما يعرف انى هسافر ... وكان فعلا ناوى ييجي معايا ... وخرجنا سوا من القصر على انه جاي معايا .
اشتدت عضلاته واردف بغضب وغيره _ واصلاً ازااي تسمحى لواحد زى ده يتكلم معاكى ... واحد كلب زى ده كان هيتهجم عليكي قبل كدة ... ازااااي يا سيلين .... انتى اتجننتى ؟ ..
أسرعت تردف وهى تتلمس يداه ذهاباً واياباً حتى يهدأ _ لاء يا سلطان مش زي مانت فاهم .... ادم جه القصر وكأنه حد تانى .... وعرفت انه مريض كانسر ..
تراخت عروقه وتطلع عليها بتعجب ثم اردف بشك _ كانسر ! ... وصدقتيه ؟
اومأت تردف بحزن _ ايوة يا سلطان صدقته ... وشوفت الاوراق اللى بتأكد ده ... ادم كان جاي فى حالة اول مرة اشوفه فيها ... طلب منى اسامحه عن اللى عمله معايا ... علشان كدة كان عايز يسافر الصين يتكلم مع الصينيين انهم يتراجعوا عن قرارهم بخصوص فسخ العقد ... وكان ناوى يسافر معايا ... بس لما خرجنا وركبنا العربية انا اخدته على مستشفي خاصة علشان يبدأ علاجه ... واقنعته بصعوبة انه يخليه هناك بشرط محدش يعرف خالص انه بيتعالج وده بناءاً على رغبته ... وانا احترمت رغبته واتعهدت انى مش هقول لاي حد عن مرضه وهقنع اللى حوالينا ان هو سافر معايا الصين وطبعا لانه كان فعلا ناوى يسافر فهيكون اقناع عمي واللى حوالينا سهل ...
نظرت لعينه وتابعت _ وصلته ع المستشفي وسافرت لوحدى يا سلطان .
تتطلع ل لمعة عيناها وقد لانت ملامحه واردف بحنو وهو يحتضنها مجدداً ويغمض عينه مستمتعاً بقربها _ مااشي ... سبيني انام بقى .
تعجبت مردفة باستنكار _ تنام ! ... سلطان هو انت فعلا هتكون معايا هنا ! ... يعنى انت كدة حامل للفيرس زيي ؟
اومأ مردفاً بمرح وهو يغمض عينه _ ايوة ... مش كنتى نفسك نطلع نعيش ع القمر لوحدنا من غير بشر ... اهو انعزلنا سوا ومحدش هيعبرنا ... سبيني انام بقى من يوم ما مشيتي عقلي معرفش طعم النوم .
احتضنت هي رأسه بين يديها بحب ثم رفعت وجهها تقبل رأسه بعشق وحنو مردفة بسعادة لن يزيحها لا وباء ولا بشر ولا موت _ نام يا نور عيونى .
غفل لدقائق علم فيهم الطبيب بالامر عندما رآه اثناء مروره وقد انصدم وزُهل من فعلته ولكنه قرر تركه مستسلماً فقد قضي الامر .
رن هاتفه وايقظه فتناوله ونظر لاسم المتصل يجيب بترقب _ سهيلة ! ... ايه الاخبار ؟
اردفت سهيلة بحماس _ غارت يا خوي ... خلعت هي وابوها ... هههه وكسرت وراهم زير .
ابتسم سلطان يتطلع الى سيلين التى تناظره بتعجب بينما اردف بثقة _ كنت متأكد انها هتعمل كدة ... ربا ضرة نافعة ... ههههه كورونا خدمتنا .
اومات سهيلة تتسائل _ المهم طمنى سيلين عاملة ايه ... وانت يا سلطان ... خد بالك منها ومن نفسك يا خوي ... وان شاء الله ترجعوا بالسلامة .
اردف سلطان بعيون عاشقة وثقة _ سيلين زي القمر اهي ... من وقت ما شافتنى وهى اتحسنت ١٨٠ درجة ..
ابتسمت سهيلة واردفت بحنو _ اكيد لازم تتحسن دانا اخوي سلطان ... يالا اسيبك واكلمك وقت تانى .
اردف سلطان بترقب _ سهيلة ... خدى بالك من امي اهم حاجة ... وانا هكلمكوا دايماً .
اغلق معها وتتطلع اللى سيلين التى تسائلت بترقب _ احم ... مين اللى مشيت ؟
غمزها بطرف عينه مردفاً بمشاكسة _ ضرتك يا عسل .
اتسعت عيناها واردفت بحسرة _ ايييه ؟ .... هو انت اتجوزتها فعلا ؟
ضحك يردف بتعجب _ سبحان الله ... كنا هنكتب النهاردة ... بس خلعت ... ملهاش نصيب فيا .
ضيقت عيناها متسائلة _ ازاي ؟
نظر لها قليلاً ثم اردف بهدوء _ هقولك .
بدأ يقص عليها ما حدث فى سوهاج صباحاً
فلاش باك ...
نزل الدرج مسرعاً وكاد ان يغادر حينما تجمعت العائلة للفطور ... رآهُ جده فتسائل بترقب وصلابة _ على فين يا ولدى ... انت خابر ان اليوم كتب كتابك على البنية دى ومافيش شغل ... ولا ايه ؟
نظر سلطان للجميع واردف بقوة وصلابة وذكاء برغم حزنه وألمه ونزيف روحه كي يجيب على تسائلات دامت لاسبوع _ مش هينفع كتب كتاب النهاردة يا جدى ... انتوا عارفين ان سيلين غايبة بقالها اسبوع وانا كنت قايل ان وراها شغل مهم ... بس سيلين اتصابت بفيرس كورونا اللى الناس كلها بتتكلم عنه دلوقتى ... وهى خبت عليا ده ومنعتنى اشوفها ... وانا لسة عارف حالاً ورايحلها ... يعنى لو سمحت يا جدى محدش يتكلم معايا فى اي موضوع تانى دلوقتى .
كاد ان يغادر فاوقفته لمياء صارخة بغضب _ استنى هنا انت رايح فين ... انت مستحيل تروحلها ... احنا لازم نكتب كتابنا النهاردة انا قولت لامى تبلغ الناس فى الحارة .
اتجه لعندها واردف بغضب واستفزاز _ يتأجل .... كل حاجة تتأجل ... استنيني لما ارجع انا ومراتى ..
اردفت بتهكم وغل _ ترجع انت ومراتك ازاي ده وباء واخره الموت ... والدنيا كلها عارفة كدة ... مينفعش تروح .
ضيق عيناه يطالعها واردف بصلابة وقوة محاولاً السيطرة على نفسه حتى لا يعنفها _ امنعيني .
نظر لها بتحدى ثم نظر للجميع واردف بتصميم وقوة وعزم _ انا راجع مع مراتى ... بعد يوم بعد اسبوع بعد سنة مش راجع الا بيها .... لو سمحت يا جدي امى امانة عندك لحد ما ارجع ...
نظر لامه بعمق كأنه يودعها ثم انطلق دون ان يلتفت وراؤه ..
غادر وتركها تغلي وتنظر للجد عله يوقفه ولكن هيهات ... فتصميم السلطان لن يزحزحه قوة .
ركب سيارته وغادر يتنهد حرقة اصابت قلبه وروحه يقسم انه لن يتركها ابدا .
اما فى الداخل فاتجهت لمياء لمنيرة التى تقف مصدومة واردفت بغضب _ هتسبيه يروح يا خالتى ... ده مرض معدى وبيموت الحقيه ... الحقي ابنك بسرعة .
بكت منيرة بيأس وقلبٍ منفطر لا تعلم ماذا تفعل واي كلام تقوله هذه الحرباء بينما صرخت سهيلة بها مردفة بقوة وثبات _ تفي من خشمك عاد ... ان شالله يرجع سالم هو ومرته ... متبخيش سمك اهنة ... عايزة تستنيه لما يعاود استنيه ساكتة مش عايزة يبجى مع الف سلامة ... احنا مش جاهلة وعارفين ان ده وباء وعارفين كل حاجة عنيه ... يبجى توفري حديتك الماسخ ده .
ثم اتجهت لمنيرة تردف بحنو تحت انظار روايح الحاقدة _ متخافيش يا ست منيرة ... (قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ) ... ان شاء الله سلطان هيعاود زين هو ومرته .
هدأت منيرة قليلاً من كلامات سهيلة التى اعجبت جدها توفيق كثيراً ونظر لها بفخر يردف بقوة _ كلام سهيلة صوح ... ان شالله هيعاد هو ومرته بخير ... واحنا علينا ندعلهم ... يالا كل واحد يشوف شغله .... وانتى يا لمياء انتى وابوكى ياريت توجفوا حديت ماسخ عاد ... رايدين تجعدوا اهنة تستنوهم لما يعاودوا اجعدوا مش رايدين يبجى معلاكوش ملامة .
قالها وهو يطالع لمياء بنظرات ثاقبة متفحصة بينما اتجهت الأخرى الى والدها تردف بفحيح _ بابا ... تعالي معايا .
اتجها الاثنان حيث غرفتهما التى يمكثان فيها بكل جرأة وتطفل واغلقت لمياء الباب خلفها واردفت بغضب وحدة _ هنعمل ايه الوقتى يابا ... دي كورونا ... عارف يعنى ايه يابا ... يعنى هنموت كلنا لو فضلنا هنا ورجع بالعدوى دى هو ومراته ... انا سمعت عنه ع النت كتير وبيقولوا كل اللى اتصابوا ماتوا ... انا بقول نخلع احسن يابا ... هو العمر بعزقة ! ...
اومأ والدها مؤيداً يردف _ معاكى حق يابت ... احنا نمشي والمرة دى حجتنا معانا ... ... واذا كان ع الفلوس ... هنحاول ناخد من جده اي قرشين تعويض وخلاص ..
اردفت معنفة _ تعويض ايه يابا ... مشوفتش جده بيبصلنا ازاي ! ... ده زى ما يكون قال بركة يا جامع ... الاحسن نمشي يابا ونعوض ربنا بقى .
نظر لابنته بغضب وغل بينما الاخرى بدأت فى توضيب امتعتها لتفر هاربة بعمرها ..
انتهى الفلاش باك ...
نظر لها يسترسل بحب _ بس يا ستى ... ومشيت وانا متأكد انها مش هتستنى ثانية واحدة ... لمياء واحدة طماعة ومش بتفكر غير فى نفسها وبس ... واكيد فى اليومين اللى فاتوا جدي لاحظ كدة .... لانه معترضش لما مشيو .
اردفت تطالعه بعيون عاشقة غيورة _ يعنى كنت هتتجوزها النهاردة ؟
اردف بصدق وثبات _ بصي يا سيلين ... انا عمرى ما كنت هتجوزها ... وحتى بعد حكم جدي وبعد كلامك عنى يومها بردو مكنتش هوافق اسمى يرتبط بأسم واحدة زي دي ... بس انتى بسفرك فجأة وغيابك عنى ضعفتى موقفي ... كسرتى قوتى ومبقتش عارف امنعها ولا عندى حيل اعترض ... لانها رسمت هي وابوها وخططت كويس اوى ولما عمى محمود بعت حد يسأل فى الحارة قالوله ان فعلا الكل مستغرب من فسخ الخطوبة وايه السبب فجأة كدة .... علشان كدة انا لقيت الحل ... انا بعد ما اخرج انا وانتى من هنا ان شاء الله هروح الحارة وابرأها قدام الكل واكون ريحت ضميري من نحيتها ... وانتهى الموضوع على كدة ... ينفع انام بقى ؟ ... ويالا نامى انتى كمان .
تغلغلت يدها في شعره الغزير بحب وحنو ونام هو تحت لمستها الامومية تلك مستمتعاً بالراحة والسكينة والنعومة فى عناقها وبين عُنقها الذى اتخد منه بيتاً له ..
اما هى فشردت تفكر فى حاله ... مؤكد سيمرض مثلها ... كيف له ان يفعل هكذا ! ... كثيراً عليها هذا الحب ... كانت تريد اماناً واحتواء وحماية ولكن أتى عوض الله على شكل سلطان ... رجل يعشقها حد النخاع ولا يرى سواها ... رجل يفديها بروحه بكل ترحيب .... رجل يمرض معها ويتعافى معها ويشاركها كل لحظة ... كانت فاقدة الامل فى ايجاد مؤنس لحياتها ... ولكن قدر الله ان تحظى بسلطان لروحها فينتشلها من وحدتها لعالمه الممتع .
&&&&&&&&&&&&
فى الصعيد
تجلس روايح على فراشها وفي يدها زجاجة صغيرة تنظر له بكره وحقد مردفة _ هتروح على فين يا ولد ابراهيم ! ... مسيرك هتعاود لأهنة ووقتها هكمل اللى كنت بعمله ... وهتموت زى ما ابوك مات ... ولا حد هيعرف سبب موتكوا ..
رفعت نظرها تتطلع لصورة والد سلطان وتتجه نحوه مردفة بحقد دفين _ ابوك زمان جهر جلبي وجابلي ضرة وفضلها عليا ... وانى هجهر جلبها على ولدها زي ما التفت حوالين ابوي وبناتى كيف الحنش ... انى لازم اجطع راسها ... وراسها دي هو انت يا سلطان .
•تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق