رواية عشقي الابدي الفصل العشرون 20 - بقلم شيماء يوسف
عشقى_الابدى
الفصل العشرون ..
استيقظت اسيا فى منتصف الليل فوجدت نفسها نائمه فى حضن والدتها ، بهدوء تسللت من جوارها تسير على أطراف أصابعها متجهه إلى غرفه ابنتها للاطمئنان عليها ، كانت طفلتها لاتزال نائمه فاستلقت بجوارها بهدووووء تفكر فى حديث والدتها معها البارحه بألم ، بعد مرور ساعتين كانت قد اتخذت قرارها بترك المدينه باكملها وبدء حياه جديده بعيد عن الجميع ، بالطبع لن تخبر والدتها بهذا القرار الان ، ستنتظر شفاء اسو أولاً ثم تنتقل بعد ذلك فوراً ، هذا ما توصلت إليه قبل ذهابها فى النوم مره اخرى .
............
فى الصباح استيقظت مبكره كعادتها فانتهزت الفرصه فى تحضير الفطور قبل استيقاظ اسو ، كانت اسيا فى المطبخ عند استيقاظ والدتها ألقت عليها تحيه الصباح بمرح عند هبوطها الدرج فبادلتها التحيه بحب واضح ، سألتها السيده جميله باهتمام :
-اسيا, اسو عامله ايه دلوقتى لسه نايمه من امبارح ؟؟ ..
اسيا : لا صحيت من شويه عطتها الدوا والفطار ورجعت نامت تانى ..
السيده جميله : طب طمنينى عامله ايه ؟؟؟..
اسيا : الحمدلله اشتكت شويه من وجع فى ركبتها ده طبيعى طبعا .. بس لما اخدت المسكن نامت تانى ..
السيده جميله : طب وانتى هتعملى ايه هتروحى المستشفى ولا اجازه ولا قررتى ايه ؟ ...
نظرت إليها اسيا بقلق وهى تلوى شفتيها قبل ان تجيبها :
-: امممم ، بالنسبه لموضوع المستشفى ده انا نسيت اقولك امبارح فى زحمه اليوم , انا قدمت استقالتى ..
السيده جميله بأهتمام :
-" تمام , فى حد كلمك من المستشفيات اللى قدمتى فيها يعنى ؟؟ ..
اسيا متردده : لا خالص .. حتى لما كلمت كذا حد اسال تانى كان ردهم ان منصبى مش فاضى ومش قابلين اروح على حاجه اقل , كنت حاسه انه بيتحجوا وخلاص بس ما علينا ..
السيده جميله : طب هتعملى ايه دلوقتى ؟؟ هتقعدى فى البيت ؟...
اسيا : مش عارفه ومفكرتش بس مكنش ينفع اكمل وانا وهو فى نفس المكان وكان لازم اعمل كده , عمتا اسو بس تخف وهشوف بعدها هعمل ايه ..
بالطبع لم تكن تنوى مشاركه والدتها قرار رحيلها منذ الان فاحتفظت بخطتها لنفسها .
بعد مرور الظهيرة طلبت اسيا من والدتها الذهاب إلى متجرها ومنه إلى بيتها من اجل الاهتمام بالسيد كمال ، بالطبع لم تكن مهمه إقناع السيده جميله بالشئ السهل ولكن بعد إلحاح من اسيا ووعود كثيره بالاهتمام باسو والتركيز على مواعيد دوائها وطهو طعام صحى لها والاتصال بها فى اى وقت تحتاجها فيه وغيرها من الوعود ذهبت السيده جميله على مضض ، انتهت اسيا من جميع أعمالها المنزليه وطهو الطعام فى منتصف اليوم ، ثم قررت الاغتسال سريعاً وارتدت تيشرت قطنى احمر قصير مع بنطال من الجينز الغامق فأظهر جمال خصرها ووجهها اما شعرها فرفعته إلى الاعلى ثم تركته ينساب بنعومه على ظهرها ثم صعدت بعد ذلك تجلس مع طفلتها بهدوء تقرء لها احدى روايات أميرات ديزنى ، هاتفها الدكتور طارق وزوجته للاطمئنان على اسو ، تحدثت معهم اسو مطولاً بسعاده تقص عليهم خططها يوم تذهب إلى الملاهى ، فكرت اسيا بيأس انها لم تنس وعده حتى الان برغم اصابتها تلك ، بعد السادسه بقليل كان جرس منزلها يرن ، بالطبع كان الزائر هو مراد ولكنه أتى باكراً فعمله لاينتهي قبل التاسعه ، لوت فمها بسخريه من تفكيرها فبالطبع هو مالك المشفى ويحق له الذهاب فى اى وقت يريده ، كان فمها مازال ملتوياً وتحتجز شفتيها تحت أسنانها وهى تفتح له الباب ، كانت تبدو جميله بتلك الملابس والحركه ، هذا ما كان يفكر به عند رؤيتها ، كانت تقف امامه متردده فبادر بألقاء التحيه عليها بملامح مبهمه ، هزت كتفها بلامبالاه من تصرفه فقد قررت منذ يومان تجاهله وتلك المره تنوى تنفيذ قرارها بحزم ، دعته للدخول فتقدم على الفور يسألها باهتمام واضح :
-: اسيا عامله ايه دلوقتى ؟؟! اكيد طبعا صاحيه ولا اتاخرت ؟!!!!!...
هزت اسيا راسها بنفى :
-: لا طبعا صاحيه متاخرتش ولا حاجه هى فوق تقدر تطلعلها ..
اؤمأ براسه موافقاً ثم اتجهه فوراً إلى الاعلى حيث غرفه اسو ، استقبلته اسيا الصغيره بسعاده وهى تفتح كلتا ذراعيها لاستقباله والابتسامة تُنير وجهها فتقدم منها يحملها بحب وهو يبادلها ابتسامتها ويدور بها فى الهواء
كانت اسيا تقف عاقده كلتا ذراعيها معاً امامها تستند بجسدها على باب الغرفه تراقب افعالهم بقلب مفعم بالحب ، كانت تنظر إليهم مفكره ان كل من يرى اسو يقرر على الفور انها نسخه مصغرة منها ، ولكن هى فقط من تعلم ان معظم حركاتها وردود فعلها ورثتها كامله عن والدها ، فالآن مثلا لا يدريان ان كلاهما يجلس بجوار بعضهما بنفس طريقه الاخر وينظران إلى بعضهما نفس النظره ، افاقت من تأملاتها على صوت اسو تناديها وتطلب منها الجلوس معهم ، هزت لها راسها موافقه وهى تبتسم لها بحب ثم تحركت تجلس على المقعد الوحيد الموجود بالغرفة ، قاطعتها اسو برفض طالبه منها الاقتراب والجلوس معهم داخل الفراش ، نظرت إلى مراد متردده فوجدته يجلس بعدم اهتمام كأنه لا يسمع حديث صغيرتها ، استعجلتها اسو فتحركت على مضض ترفع كتاب الروايات التى كانت تقرء منه لآسو تحمله بين يدها قبل جلوسها على طرف الفراش فى الجهه المقابله له ، كانت تشعر بالتوتر من قربه ورائحه عطره التى كانت تضرب انفها بقوه فتصيبها بالخدر ، قررت الهاء نفسها بأى شئ لعل ذلك يهدء من توترها قليلاً فاخذت تحرك صفحات الكتاب وهو مغلق بين أصابعها ، قطعت اسو الصمت عندما التفتت تنظر له متحدثه بصوتها الطفولى :
-مراد ,انت عارف احنا كنا بنعمل ايه قبل مانت تيجى ؟! مامى كانت بتقرالى قصه ..
قاطعتها اسيا مؤنبه :
-اسو ينفع نقول مراد كده ؟؟ ..
نظرت إليها اسو معتذره :
-: سورى يا مامى , قصدى اونكل مراد ..
ثم اكملت حديثها إليه :
"- عارف كانت بتقرالى قصه ايه ؟؟؟ قصه سندريلا عشان انا بحبها , بس انت عارف بقى مامى بتحب ايه ..
ثم اقتربت منه تهمس له فى أذنه ببراءه
"- مامى بتحب الأميره النائمه " ..
بالطبع كان صوتها مرتفع فأستطاعت اسيا سماع كل ما تفوهت به فلم تستطيع منع نفسها من الابتسام اما عن مراد فقد تسمرت نظرته على اسيا ينظر لها نظره لم تدرك معناها ، اما هو فكان يفكر انها مازالت تحبها برغم كل ما حدث بينهم ، تنححنت اسيا محاوله قطع الصمت :
-: اسو يلا نتعشى عشان ميعاد دوانا قرب ..
هزت لها راسها بأيجاب فتحركت اسيا تتجه إلى الأسفل تاركه اسو تكمل سرد تفاصيل اصابتها لمراد بتركيز تام ، اصرت اسو على مشاركه مراد لها وجبتها وأبت تناول الطعام الا عندما رأته يتناوله قبلها ، بعد انتهاء وجبتهم تناولت دوائها وأكملت ليلتها تشاركه جميع ألعابها أيضاً ، بعد العاشره بقليل كانت اسو تقاوم تأثير النوم من اثر الدواء ثم بعد قليل استسلمت وهى بين ذراعيه ، كانت اسيا طوال أمسيتهم تراقبهم بصمت غارقه فى افكارها الخاصه ومدى تعلق اسو به فى ذلك الوقت القصير ، قامت على الفور منحنيه تمسك بأحد الاغطيه فى نفس الوقت الذى مد مراد يده ليمسك به فتلامست ايديهم شعرت اسيا بقشعريرة تمتد على طول عمودها الفقرى ، سحب يده من فوق يدها ببطء ولكنه نظره مازال مثبت عليها مما اصابها بالتوتر ، دثرت صغيرتها جيداً بالغطاء قبل ان تستقيم فى وقفتها مجدداً تشعر ان الغرفه أصبحت صغيره فجأه ، ارجعت احدى خصلات شعرها إلى الوراء بأصبع مرتعش وهى تنتظر ، كان هو من قطع الصمت تلك المره قائلاً بنبره خاليه :
-: الوقت اتاخر وانا لازم اتحرك دلوقتى ..
هزت راسها لها موافقه ثم ابتعدت عن الطريق ماده يدها إلى الامام ترشده فتحرك مسرعاً يهبط للدرج كل درجتين معاً ، أوقفه صوتها عند أسفل الدرج تناديه :
-مراد , لو سمحت ثوانى ..
اختفت دقيقه وفى التاليه كانت تقف امامه تخرج يدها من وراء ظهرها تمدها إليه وبداخلها ورقه ، اخذ مراد منها الورقه بأستغراب :
-: ايه ده ؟؟؟ ..
اسيا : دى ورقه استقالتى ممكن تفتحها تقرأها وتوقعلى عليها ..
اخذ منها الورقه وهو يرفع احدى حاجبيه بأستنكار ، فتحها بالفعل يقرء ما بداخلها ثم نظر إليها نظره خاليه من اى تعبير ، مسك الورقه بيديه وهو مازال ينظر إليها ثم مزقها إلى قطع صغيره وهو يرفع حاجبيه معاً فى تحدى ، القى قصاصات الورق إلى الاعلى فتناثرت فى الهواء لتقع فوق راسها ثم على الارض ، كان ينظر إليها بغضب وبقايا استقالتها منتشره فى كل مكان ثم استدار يفتح الباب خارجاً دون اى تعليق تاركها تشعر كأنها منبوذة .
...........
وصل مراد إلى منزله وهو يتنهد بأرهاق من اثر افكاره ، خلع ربطه عنقه بنفاذ صبر وهو يلقيها إلى احد الكراسى الموضوعه بداخل غرفه معيشته ، ثم فك جميع أزرار قميصه وألقاه على الارض بغضب واتجه بعدها مباشرةً إلى حمام غرفه نومه يقف تحت الماء البارد وهو يرفع رأسه بألم ويترك الماء ينساب ببروده على وجهه وبين خصلات شعره لعله يريحه ولو قليلاً أغمض عينيه وادار الصنبور لاخره تاركاً الماء ينهمر بقوه اكثر على جسده عائداً بذاكرته إلى ثالث لقاء بينهم
< -كانت تجلس على احدى المقاعد الخشبيه داخل حديقه المشفى تضحك بمرح وهى تمسك احدى روايات ديزنى بين يديها وبجانبها طفله تجلس على مقعد متحرك تبادلها ابتسامتها بوهن ، ظل يراقبها بشغف ما يقارب النصف ساعه وقلبه يكاد يتوقف مع كل ضحكه تخرج منها ومع كل محاوله منها لاعاده خصلات شعرها المتمرده للوراء ، قرر التحرك والانضمام لها فتفاجئت بسعاده من مصادفته ، بالطبع كانت تعتقد انها مصادفه ولكنها لم تكن ذلك على الإطلاق فمنذ لقائهم الاول الذى كان مصادفه حقيقه وهو يحاول ترتيب الصدف لرؤيتها مره اخرى ، كانت تنظر إليه ببلاهه واضحه وهى تضم شفتيها معاً بتوتر قبل ان تلوى فمها فى حركه تلقائيه منها جعلت جسده يتصلب فى مكانه ، بعد دقيقه حاول السيطره على مشاعره والعوده للواقع فتحدث بنبره طبيعيه :
-: انا كنت فى المستشفى عندى ميعاد مع المدير وكنت خارج بس لما شفتك قاعده حبيت اسلم عليكى ..
أشرق وجهها بأبتسامه عريضه تكشف عن غمازتها المحفورة بداخل خدها وهى تجيبه :
-: حلو اوى , قصدى حلو ان كان عندك ميعاد .. قصدى يعنى ان دى حاجه كويسه للشغل طبعاً , ثم اضافت مسرعه محاوله السيطره على توترها :
- : نسيت اقدملك الاستاذه رحمه , هى استاذه بس لدلوقتى بس لما تكبر هتبقى اكبر جراحه فى الدنيا ..
اؤمأت له الطفله راسها بخجل تحييه فأقترب منها منحياً يجلس على ركبه واحده وهو يستند بأحد ذراعيه على مقعد الطفله فأصبح فى مستوى اسيا مقابلاً لها وعلى بعد عده خطوات منها ، كان يتأمل انعكاس أشعه الشمس الواقع على عينيها البنيه فتتحول إلى لون العسل فشعر بالامتنان لارتدائه نظارته الشمسيه التى كانت تخفى نظراته لها ، عاد بأفكاره إلى الطفله التى كان يجلس بجوارها يسألها بخبث :
ها يا رحمه بتعملى ايه ؟؟ ..
فأجابته الطفله بخجل :
-: دكتوره اسيا بتقرالى حكايه حوريه البحر وبتقولى انى فى يوم هقدر استخدم رجلى واعوم زيها ، التفت ينظر إلى اسيا التى كانت عينيها تلمع الأن ولكن من اثر الدموع ، سارعت تحدثها على الفور وهى تمد يدها تمسح على شعرها بنعومه :
-ايوه طبعاً , انا متاكده ان هيجى يوم وقريب كمان وهتقدرى تعومى زى اريل وتجرى زى سنو وايت والأقزام وتركبى حصان زى بل وتعملى كل اللى نفسك فيه ..
كانت الطفله تتطلع إليها بأنبهار وسعاده واضحه قبل ان تسألها :
-: وهقدر البس فستان زى سندريلا وجزمه من ازاز؟!.
هزت اسيا رأسها مؤكده :
-: وتقدرى تلبسى فستان منفووووش وكبيييير و جزمه من ازاز وتمشى وتلفى بيهم براحتك ولما تكبرى تقابلى أميرك وامير حكايتك ..
-: لم تكن الطفله فقط هى المبهوره من وصف اسيا ، اصاب ذلك الانبهار مراد أيضاً وهو يراها تتحدث بكل ذلك الشغف والامل كأنها مازالت تحتفظ بالطفلة داخلها ، ادار رأسه يسأل رحمه وهو يغمز لها :
-طب تفتكرى الدكتوره اسيا زى مين من الأميرات ؟..
أسرعت رحمه تجيبه بحماس :
-الأميره سنو وايت اللى كل اللى يشوفها يحبها ..
جوابها مراد وهو يتأمل اسيا بتركيز :
-: اممم , بيتهيألى انها شبه الجميله النائمه اللى لسه مستنيه اميرها .. ايه رأيك من دلوقتى نسميها الأميره النائمه ؟!،..
صفقت الطفله بكلتا يديها فرحاً موافقه على اقتراحه ، اما هو فكان لايزال يتأمل اسيا التى كانت تبتسم له بخجل وهو تعيد احدى خصلات شعرها إلى وراء اذنها بتوتر > ..
اخفض رأسه مره اخرى وهو مازال واقفاً تحت رذاذ الماء البارد يستند بكلتا يديه على الحائط الرخامى للحمام يتذكر بعد زواجهم وهى جالسه داخل حضنه فى غرفه المعيشه بعدما أجبرته على مشاهده فيلم الجميله النائمه معها وعندما سألها مستفسراً عن سر حبها لذلك الفيلم تحديداً اجابته بخجل وهى تحاوط وجهه بكلتا يديها :
-: عشان بيفكرنى بيك ، لما قابلتنى فى المستشفى وانا قاعده من رحمه ، كنت ساعتها قاعده بفكر فيك وبدعى انى اقابلك تانى وبعدها لقيتك واقف قدامى كان قلبى هيقف من كتر الفرحه , ولما وقتها قلتلى انى الجميله النائمه اللى مستنيه اميرها كنت بقول جوايا انت الامير اللى كنت مستنياه عشان يصحى قلبى ..
فى ذلك الوقت كان قلبه يفيض من المشاعر والحب تجهاها لم يكن يخدعها عندما كان يلقبها بأميرته النائمه وكانت تصحح له مازحه :
-: غلط , من بعد ما عرفتك وحبتك مبقتش نائمه , دى عرفت الحياه على ايديك ..
كانت تلك الايام اقصى مراحل سعادتهم ، كان يرى انعكاس صورته فى كل مره ينظر إلى عينيها اما الان فعندما ينظر إليها لا يرى الا الحيره والقلق ، لم يكن يرى انعكاس صورته فى عينها الا عندما يقترب منها ، أغلق الماء وهو مازال واقفاً تحت دش الاستحمام يهتف لنفسه بإصرار :
-: دلوقتى وقت خطوتك يا مراد , مينفعش تتأجل اكتر من كده ...
............
•تابع الفصل التالي "رواية عشقي الابدي" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق