رواية على القلب سلطان الفصل الثامن عشر 18 - بقلم اية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
البارت الثامن عشر من رواية ❤ على القلب سلطان ❤
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة ...
ومال البشر ! يخالفون القدر الذى جمعنا ...
&&&&&&&&&&
تصنم جسد سلطان حينما رآهما امامه ثم اردف بغضب وانزعاج _ خير ! ... جايين ليه هنا ؟ .
اردف نعمان بقليل من الجرأة _ جايين نقابل الحج توفيق .
نظر له سلطان بغضب بينما تقدم محمود منهما يردف بتعقل _ خير يا حاج ... عايز الحج توفيق في ايه ؟
نظر نعمان لسلطان بغموض يردف بخبث _ نقول يا سلطان ولا تقول انت ! .
عض سلطان على شفتيه بغضب واستغفر سراً ثم اردف بصلابة وحدة _ خد بنتك يا حاج نعمان واتكل على الله ... انتو مش مرحب بيكوا هنا .
نظر نعمان لابنته الذى نظرت لسلطان بغضب ثم صاحت بصوت عالى نبه الجميع _ يعنى ايه ! ... احنا مش ماشيين من هنا غير لما نشوف الحاج توفيق ... يا حااااج توفيق ... يا حاااااج توفيق .
خرج توفيق على آثر الصوت يردف بتساؤل وصلابة _ خير ! ... انتو مين وعايزين ايه ؟ .
دلفت لمياء بجرأة متخطية جسد سلطان المتشنج وتبعها والدها ثم توقفا فى بهو المنزل واردفت لمياء بحزن ماكر _ انا جيالك وطمعانة فى عدلك يا حاج ... وان كان يرضيك اللى حصلي هاخد بعضي وامشي ولا كأنك شوفتنى .
صرخ سلطان بحدة ارعبتها وخرج على آثرها سيلين والنسوة حينما أردف _ لميااااااء ..
نظرت له برعب ثم اتجهت تقف قبالة الحاج توفيق تردف بتمثيل مبالغ فيه _ يا جدى انا هنا فى حمايتك ... انا عايزة حقي .
كاد ان يعنفها ولكن صرخة جده الصالبة وصوته الحاد اوقفه حينما اردف _ وجف عندك يا ولد .... وانتى جولي انتى مين وجاية إهنة ليه ! ..
اردفت لمياء بدموع كاذبة _ انا خطيبة حفيدك يا جدي ... حفيدك اللى فضل خاطبنى سنتين ووعدنى بالجواز وكان يدوب باقي على فرحنا شهر .. والحارة كلها عارفة انى بتاعة سلطان ومحدش يقدر يقرب منى ... فجأة كدة اتعرف على بنت الاكابر واتجوزها وسابنى ولقيته بلغ ابويا انه فسخ خطوبتى ... انا انهرت وجالي اكتئاب بس قلت براحته كله الا كرامتى ... لكن لما لقيت كلام الناس زاد عنى والناس بتسب شرفي جيتلك يا حج تحكم بالعدل ... وتقولي اتصرف ازاي فى الورطة اللى انا فيها دي .
ثم اتجه والدها يقف امامه يكمل العرض التمثيلي مردفاً بحزن ماكر _ انا عايز حق بنتى يا حج ... حفيدك غدر بينا بعد ما وعدنى انه يتجوز بنتى ... فجأة اتجوز غيرها وفسخ خطوبته من غير اي ذنب او سبب .
رفع الجد نظره بغضب يتطلع لسلطان وقد اشتدت ملامحه الصارمة حينما تسائل _ الحديت ده صحيح ؟
تنهد سلطان بضيق ونظر لسيلين التى تقف زاهلة بينما نظر لوالدته التى تطالعه بحزن ولا تعلم ماذا عليها ان تفعل .
صرخ توفيق بعنف يعيد سؤاله مردفاً _ انطق يا ولد ابراهيم ... الحديت ده صوح ؟
هز سلطان رأسه واردف بعجز _ مش دى الحقيقة يا جدي .
اتسعت عين توفيق واردف بغضب _ اومال ايه الحجيجة ؟
تنهد سلطان بضيق بينما تقدم محمود يردف مدافعاً _ اسمعنى يابوي ... اللى ح.....
صرخ توفيق يقاطع ابنه مردفاً بغضب _ انت متتحدتش واصل ... حسابك معايا انى بعدين ... دلوجتى انا بسأل سؤال واضح ... البنت دى كانت خطيبتك فعلاً وانت واعدها بجواز ؟
اومأ سلطان بعجز مردفاً يحاول استجماع قوته _ كنت خاطبها يا جدي ... كنا مخطوبين زى اي اتنين مخطوبين ومحصلش نصيب .
صرخت لمياء تردف بحدة ودموع واستعراض رائع امام عين توفيق _ ازاااي يا سلطان ... دي الحارة كلها كانت بتناديلي يا مرات سلطان ... انت خليت الناس تجيب فى سيرتى لما سبتنى فجأة ... ولا علشان احنا غلابة يعنى دورت على بنت الاكابر واتجوزتها ومهامكش سمعتى وشرفي .
غضب توفيق من حديثها الذى لا يقبله ابداً مردفاً بحدة _ خلاص يابتى ... لو ليكي حق هيرجعلك ... ولو حفيدي وعدك بجواز يبقى وعده دين عليه .
نظر سلطان الى جده مردفاً بدهشة وقوة واندفاع _ نعم ! ... يعنى ايه الكلام ده يا جدي ؟ ... انا متجوز فعلا وبحب مراتى ومستحيل اتجوز غيرها ... دى خطوبة واتفسخت وخلصنا .
نظر له جده بغضب واردف بتساؤل _ وسمعة البت دى يا ولدي ... لو اللى بتجوله ده صوح يبجى الحل ايه ! .... ذنبها ايه تدفع تمن وثوقها فيك ! ... دي بنت يا ولدي وسمعتها هتفضل متعلجة فى رقبتك ليوم الدين .
هز رأسه معترضاً عن كل ما يحدث بينما لف نظره يتطلع الى سيلين التى تنظر لعينه بألم ..
احترق قلبه لنظرتها ولف نظره لجده يردف بقوة وصلابة _ القلب وما يريد يا جدى ... محبتهاش ولا هي حبتنى ... خطوبتنا كانت غلطة من البداية وكان لازم نصلحها ... انا اخترت اللى قلبي حبها واللى راحتى معاها ... وبالنسبة للمياء فأنا مستعد لاي تعويض هى تقبله ... واكيد هنتفاهم من الناحية دى كويس ولا ايه يا لمياء ؟
نظرت له بخبث ... هى تأكدت ان جده لم يعلم بأمر الخطة التى رسموها على سيلين ...
اندفعت تصرخ بغضب وتدعى البكاء والحسرة مردفة _ تعويض عن ايه ! ... عن شرفى وسمعتى ؟ ... انت يرضيك الكلام ده يا حاج توفيق ! .
اردف توفيق بقوة ونبرة صارمة _ خلاص يا بتى ... تعويضك ان سلطان يكتب عليكي ...واكدة حجك يكون رجع .
نظر سلطان الى جده بزهول بينما روايح تتابع بتشفي ومنيرة تقف صامتة تماماً تتابع بحزن وعجز .
ضحك سلطان ساخراً يتطلع الى جده بغضب ثم اردف بنبرة حادة جنونية يستخدمها لاول مرة امامه _ انت كدة حكمت يعنى ! ... وانا هنفذ طلبك صح ؟ ... مانت اشتريتنى بشوية فلوس بقى ... هتعمل معايا زي ما عملت مع ابويا زمان وتغصبنى اتجوز من واحدة مش بحبها ... بس انا مش زي ابويا ... انا مش هنفذ اوامرك على حساب راحتى وقلبي ... البنى ادمة دي خطوبتى منها كانت استغلال ... كانت بتستغلنى وعمرها ما حبتنى ... وجاية هنا النهاردة علشان تكمل استغلالها لما عرفت انى رجعت لعيلتى ... بس انا مش هقبل بكدة وهاخد امى ومراتى وارجع على بيتي .... هعيش زي ما كنت عايش الاول من غير عيلة ولا اهل .
كاد ان يغادر وينفذ تهديده فاستوقفته سيلين تردف بيأس وانكسار _ وسمعتها !
توقف متصنماً ينظر لها بغضب واستفهام فتقدمت منه حتى وقفت امامه تطالعه بنظرات ضائعة تسترسل _ سمعتها اللى الكل بيتكلم عنها بالسوء دي ... مش بسببك ! ... خطبتها سنتين ووعدتها بالجواز وغلطت اكبر غلطة فى عمرك علشان خاطر تتجوزها ... جاي دلوقتى تقول انها بتستغلك ! ... اكتشفت ده فجأة ولا انت بس مش بتفكر غير فى نفسك ؟
هز رأسه بعنف لا يصدق انها تراه هكذا يردف بزهول متسائلاً _ انتى شيفانى كدة ! .
اردفت وهى تبعد نظرها عنه حتى لا يفضح امرها وتتجه للجد توفيق مردفة بصوت متألم _ انا شايفة ان جدي معاه حق ... لازم تتحمل نتيجة افعالك ... وزى ما خليت الناس تجيب سيرتها تردلها كرامتها واعتبارها ... حتى لو كانت هى استغلالية انت مش لازم تتخلى عن مروءتك ورجولتك ..
اغمض عينه يشعر بالألم وعصرة قلبه تكاد تقتله ... فتحهما ثانياً ثم نظر للمياء بغضب ووعيد بينما لف نظره لسيلين يردف بتساؤل وترقب وخوف وانكسار لا يخشى ظهوره امامها _ لو عملت كدة هتفضلي على ذمتى ؟ ... مهتبعديش عنى ! .... هتقدرى تصبري وتتحملي ؟
اغمضت عيناها هى ايضاً تدارى تلك الغصة المريرة التى تكونت فى حلقها واحتمت بذاعيها تلتف بهما حتى تدارى اهتزاز جسدها .
فتحت عيناها ونظرت اليه بقوة مزعومة واردفت بكذب _ موافقة .
لا لا لا ... هي كاذبة ... نظر لها بشك ... يعلم نظرتها الكاذبة تلك ... هى تخفي وراؤها شيئاً مهلكاً لهما ... كاد ان يتحدث صارخاً فاردف توفيق بهدوء _ عين العجل يابتى ... هو ده الصوح ... علشان سمعة البنية دي تتردلها ... هو يكتب عليها وياخدها ويرجع ع الحارة وهى مرته ويخرس لسان الناس وبعد أكدة كل واحد يروح لحاله ..
مسح سلطان على وجه بغضب بينما تقف سيلين تتطلع على ملامحه التى ستشتاق اليها او التى بالفعل اشتاقت اليها منذ هذه اللحظة وقد قررت ان تكمل ما كانت تنوى فعله مسبقاً ... فيبدو ان القدر لا يريد جمعهما سوياً .
اردف توفيق مستكملاً بصلابة الى نعمان الذى يقف بجانب ابنته وتظهر معالم الفرحة على وجه _ انت وبنتك يا ولدي ضيوف عندينا لحد ما الموضوع ينتهى وكل واحد يروح لحاله .
اما سلطان فتاه فى عيون سيلين التى تحاول النظر لاي شئ عاداه واما منيرة فكانت مشتتة بين حزن ابنها وعذابه هو وزوجته وبين سمعة تلك الفتاة التى وللاسف اصابت هدفها جيداً وحصلت على استعطاف الجميع عدا سلطان الذى يفهما جيداً .
غادر سلطان بغضب وصمت بعدها تاركاً المكان الذى يطبق جدرانه على انفاسه وتبعه محمود عمه الذى حاول تهداته وهو يسرع خطواته ليلحقه مردفاً _ سلطان ... اهدى يا ولدي ... اهدى وكل شئ ليه حل .
توقف سلطان يشدد من خصلات شعره مردفاً بغضب وزهول _ ازاي يحصل كدة ! ... ازاي يا عمى ... لحد الصبح بس كانت كل حاجة تمام اوى ... ازاى تيجي حية زي دي تتلون وتعمل كدة ! ... والمصيبة ان الكل صدقها .
اردف محمود بتعقل ورتابة _ يا ولدي ... لو فعلا حكاية سيرتها دى مش صوح فأنت تجدر تتكلم معاها وتجنعها باي مبلغ وتاخده وتبعد ... انما لو فيها سمعة بنت يبجى لازم تكتب عليها يا سلطان .
شرد سلطان يفكر فى كلام عمه قليلاً ثم اردف باقتناع _ انت صح يا عمى ... معاك حق ... انا هتكلم معاها واشوف تاخد كام وتبعد ... وانا متأكد اننا هنتفق .
اكملا سيرهما وبقى عقل سلطان منشغلاً بتلك التى اصابته فى مقتل بكلماتها له ... يعلم ان وجعها مضاعف الآن لذا عليه ان يهدأ قليلاً ثم يعود اليها ليتحدثا سوياً بهدوء ويقنعها بتعقل .
اما سيلين التى صعدت مسرعة الى غرفتها تغلقها خلفها وتحتمى بها ثم خطت معنفة نفسها بقوة يردف قلبها بانزعاج وتألم _ غبية ... انتى غبية ... ازاي تتنازلي عنه بسهولة كدة ! ... ازاي بعد ما لقيتيه تسيبيه يروح لغيرك ! .
اردف عقلها يرد عليه _ كان لازم اعمل كدة ... سلطان كان هيبعد عن عيلته تانى ... كان هيعاند قدام جده وهيرجع من غير اهل تانى ... كان هيضعف قدامى تانى وانا مش هسمح بكدة .
تحدث قلبها بألم وضعف مجدداً _ وهتسمحى تشوفيه مع واحدة تانية ؟
صرخ عقلها مردفاً بضياع _ لاء ... الموت عندى اهون ... مش هقبل ومش هقدر ... حتى لو كان الغرض سمعتها غصب عنى مش هقدر ... علشان كدة همشي ... ده احسن حل ... مينفعش سلطان يبعد عن عيلته تانى بعد ما لقاهم ... سلطان مش هيقبل انه يعيش معايا وهو حاسس انى اعلى منه ... علاقتنا من اولها فيها مطبات كتير .... الاحسن ليه انى ابعد .
تنهد قلبها مستسلماً لعقلها هذه المرة ثم تحدث الاثنان بتعب واجهاد ظهر على معالم وجهها _ يمكن للقدر رأي تانى ... يمكن البعد يقربنا ويقوينا اكتر ... يمكن لو بعدت شوية يلاقي حل ونرجع تانى ! ... هو ده الحل ... الحل انى اسافر الفترة دي مش هقدر اشوفه مع غيري ولا هقدر ابعده عن عيلته .
رفعت هاتفها بعدما اخذت نفساً عميقاً واخرجته بألم ثم هاتفت وداد التى اجابت متسائلة _ سيلين ! ... انتى كويسة ؟
اردفت سيلين بصوت حاولت جعله طبيعياً _ وداد ... انا راجعة الصبح ... لوحدى ... وهسافر الصين من غير ما سلطان يعرف .
انصدمت وداد واردفت بحزن _ ليه بس كدة ! ... ايه اللى حصل تانى ؟
اغمضت عيناها واردفت بألم روحى _ سلطان هيتجوز البت اللى كان خاطبها .
اتسعت عين وداد واردفت بصدمة _ نعم ! ... ازاااي ؟
تنهدت بضيق ثم اردفت بصوت مختنق وألم يعتصر قلبها _ ابدا يا وداد ... جت هنا هى وباباها وبتقول ان سلطان كان خاطبها وواعدها بالجواز وباقي على خطوبتهم ايام وفجأة سابها من غير مبررات ... والناس فى الحارة بيتكلموا فى حقها كلام مش حلو ... وهى جاية ترد علي جد سلطان اذا كان يقبل بكدة او لاء .
شهقت وداد بزهول مردفة بتعجب _ يخربيتها ... معقول ! ... والكلام ده حقيقي ؟ ... وهى محكتش عن اللى عملته هنا فى الشركة ؟
هزت سيلين رأسها بضياع تردف _ لاء مقالتش ... اصلاً جد سلطان ميعرفش حاجة عن الموضوع ده ... ولو عرف الوضع هيسوء اكتر ... المشكلة ان فعلا سلطان سابها فجأة يا وداد ... ولا انا ولا جد سلطان ولا اي حد ضميره هيسمحله انها تتظلم حتى لو كانت ظالمة ... حتى لو هى مش كويسة او استغلالية بس دى سمعة بنت يا وداد .
تنهدت وداد بضيق تردف بحيرة _ انا فاهمة يا سيلين ... انتى معاكى حق ... بس انتى ذنبك ايه فى وجع القلب ده كله ... وسلطان رأيه ايه ؟
التمعت عيناها بالدموع عندما تذكرت نظرته واردفت _ مش راضي طبعاً ... موجوع ومخنوق بس لازم يصلح غلطه يا وداد ... كل ده بسبب عمى ... حسبي الله ونعم الوكيل فيه .... قلبي وجعنى اوى .
تنهدت تسترسل _ كلمى الاستاذ ممدوح يسرع فى اجراءات السفر يا وداد ... انا خلاص اخدت قرارى ... هبعد شوية لما الموضوع ده يتحل ... مش متحملة ضغط نفسي تانى ... وانا هكلم رأفت يجيلي .
اغلقت معها دون نقاش وهاتفت رأفت السائق الذى اجاب باحترام _ سيلين هانم ! ... اؤمريني ؟
سحبت الهواء تردف بشرود _ رأفت ... هبعتلك موقعى تجيلي قبل الفجر ... تقف بعيد شوية عن المكان وانا هنزلك ... تمام ؟
اومأ رأفت بهدوء _ تمام يا سيلين هانم .
اغلقت معه وشردت للبعيد فطرق الباب يخرجها من افكارها .. قامت تتجه اليه وفتحته فوجدتها سهيلة التى اردفت بترقب _ ممكن ادخل .
افسحت لها المجال تومئ بصمت فدخلت سهيلة واغلقت سيلين الباب وتبعتها .
جلست سهيلة على الفراش واردفت بتساؤل وتعجب _ ليه وافجتى جدي على حديته ... ليه معترضتيش ؟ ... انا وانتى عارفين ان البت دى هى اللى زنت على اخوي علشان يوافج يخدعك ... هى اللى اقنعته واستغلت حاجته للجواز وضعفه وضغطت عليه ... البت دى محبتش اخوي يا سيلين .... البت دى كانت رايدة ورثه وشكله ... والا مستحيل كان جبلت بخطة عمك واصل .
اومأت سيلين واردفت باقتناع _ لو كنت اعترضت يا سهيلة كان سلطان عاند جدك اكتر وحصل بينهم خلاف ... كان فعلا هياخدنى وهياخد امه ويمشي ومش هيقبل بحكم جدك ... كنت هشيل ذنبه وهحرمه من عيلته وورثه تانى بعد ما رجعلكم ... انتو محتاجين سلطان وهو كمان محتاج ليكم جداا .... محتاج لحنية هيلاقيها فيكوا ... ومحتاج لصديق وظهر هيلاقيهم فى عمه ... ومحتاج لقوة وسلطة هيلاقيهم فى جده ... العيلة هي القوة يا سهيلة ... هي الوتد ... وانا اكتر واحدة عارفة ده ...ولا يمكن احرمه من عيلته .
تنهدت تسترسل بألم _ تعرفي ان الثروة العظيمة اللى الناس بتحسدنى عليها دى لعنة بالنسبالي ... سبب فى عذابي كله ... وبرغم كدة لازم احافظ عليها علشان اسم بابا وسمعته ... انا كان نفسي اكون واحدة عادية جداا اعيش مع اللى بحبه من غير اي ضغوط .... هو يشتغل ويرجع تعبان انا اقابله بحب ونعد نتكلم سوا عن يومنا كان ازاي ... احس بحنانه وخوفه عليا وآخر الليل انام فى حضنه وانسى تعب يومى كله بيه ... سلطان مش هيقبل يكون اقل منى يا سهيلة ولا انا هرضى بكدة .
نظرت لها سهيلة بحزن واردفت عاجزة _ مش عارفة اجولك ايه يا مرت اخوي .... يمكن معاكى حج ... سلطان اخوي احنا فعلا محتاجينه جوى حوالينا ... انى لما جوزى ضربنى ملجتش جدامى غيره ... ولاول مرة احس ان كرامتى محفوظة بيه لما جه وخدنى من وسطيهم ... وهو دلوجيت عايز يرجعنى بأي طريجة بس سلطان وانى مش جابلين غير لما يجبلي بيت لحالي ... المهم ... يمكن انتى صوح ... سلطان كان ممكن يعاند جدى ويمشي ... بس انى واثقة انه هيلاجي حل .
نظرت لها سيلين بعمق وقد تأكدت من قرارها التى اتخذته ... تنهدت بضيق ثم اردفت تدارى حزنها _ هو انتى جوزك ضربك يا سهيلة ؟ ... ليه ! ... وازاي يعمل كدة ؟
اومأت سهيلة تردف بحزن مفضفضة _ مشكلة جوزى انو شخصيته ضعيفة جوي ... هو ولد وحيد ع البنات وامه دلعته دلع ماسخ فشاف نفسه وفكر ان حوا اتخلجت علشان تسجدله ... ومخابرش ان ربنا سبحانه وتعالي خلجنا من ضلعهم علشان نكون سند وونس ليهم .... امه ربته على ان الحرمة عبدة عنديه ... حاولت معاه انى اغيره للاحسن وجولت علشان خاطر عيالي واهو احسن من عيشة امى بس للاسف هو مجدرش خدمتى ليه ولامه ولاخواته ... هاننى وضربنى من غير حتى ما يسمعنى ... ومش اول مرة ... بس المرة دي كنت جبت اخرى معاه ... واتصلت على سلطان اخوي وجبتها حجة علشان اشوفه واسمع صوته ... جولت اجرب وانا وحظى ... بس هو مستناش وجالي علطول وخدنى من وسطيهم كيف الاسد ... وجيت اهنة رافعة راسي ومحمية فى ظهره ... ربنا يخليه لينا ويطول بعمره .
اردفت سيلين بدموع آثر حديث سهيلة تأمن خلفها _ أمييين يارب .
ربتت سهيلة على قدمها بحنو مردفة وهي تقف _ هجوم انزل انا ... وانتى ارتاحى ومتفكريش ... كله هيكون زين .
ابتسمت لها سيلين بهدوء بينما غادرت سهيلة وتركتها تفكر بشرود فى ما نوت فعله ..
&&&&&&&&
مساءاً فى القاهرة
عند نبيل الذى يجلس فى منزله حيث لم يستطيع الذهاب للشركة بسبب الشوشرة التى اصابته .
طرق بابه ابنه ادم الذى انتهى من دوام عمله للتو .
قام نبيل وفتح الباب ينظر له يغيظ مردفاً وهو يعود وادم خلفه _ خير ! ... جاي ليه ؟ ... مش انت بقيت ملتزم ومهتم بالشركة وبمال سيلين هانم ! .
جلس ادم يردف بشرود _ هي فين سيلين ... محدش عارف مكانها .
سحب نفساً يردف بتساؤل _ مش عارف ... انا هتجنن ... اكيد مختفية فى حتة كدة ولا كدة ... بس هتظهر ... بما ان الشركة الصينية بعتت فاكس تلغي العقود يبقى هتظهر قريب اوى .
نظر له ادم بصمت ثم اردف بترقب _ مفكرتش هتعمل ايه فى الغاء التعاقد بينا وبينهم ... كدة خسارة جامدة لينا كلنا .
اردف نبيل وهو يضع ساق على الآخرى بخبث _ فكرت ... ولقيت ان ليه نتعب نفسنا ... هى هتتصرف وتحل الموضوع ... زى كل مرة ... خليها تتعب شوية ..
نظر له ادم بغموض ثم اومأ وهو يقف مردفا _ تمام ... انا همشي .
تعجب نبيل واردف متسائلاً _ تمشي ! ... اومال كنت جاي في ايه ؟
اردف ادم وهو يطالعه بملل _ اتخنقت ... عايز امشي ... سلام .
غادر ادم فوراً بينما ظل نبيل ينظر له بدهشة وتعجب من امره الغير مفهوم هذا .
&&&&&&&&&&&
عاد سلطان بعد تفكير طوال وقد حسم امره ان يحدث جده اولا ثم تلك الطامعة ويسوى الامر معها لتغادر ... فهو لم ولن يقبل بأن يجرح قلب حبيبته مجدداً ... يعلم ان الهدف من هذا الحدث كله هو النقود وليس سمعتها كما ادعت ... ولكن ما يقيده هو خوفه من معرفة جده بحقيقة امر الخطة الذى احاكها مع عم سيلين .
يعلم انه ان علم يسسقط من نظره فى الحال وهو لن يحتمل ذلك لذا يصمت مجبراً .
دلف المنزل يتطلع للاعلى حيث غرفة حبيبة روحه ... تقدم للامام قليلاً لعند جده الذى يجلس ينتظره .
دنى من يده يقبلها يردف بأسف _ أنا اسف يا جدى على الطريقة اللى اتكلمت بيها معاك ... انا بس كنت حاسس انك بتجبرنى على حاجة مش عايز اعملها ومش هرتاح لو عملتها ...
اومأ جده يشير له بأن يجلس .. جلس سلطان يتنهد ثم استرسل حديثه _ انا راحتى مع سيلين وبس يا جدى ومش عايز غيرها ..
اومأ توفيق مردفاً بحكمة وتعقل _ افهمنى يا ولدي ... دى بنت وانت خطبتها سنتين بحالهم والحارة كلها عرفت انكوا لبعض ... واتحدت مع ابوها انك تشهل وتتجوزوا بعد شهرين ... وبعدين فات شهر وهما فرحوا وقالوا فى الحارة ان الفرح جرب وبجيله شهر ... جيت انت فجأة واتجوزت المديرة اللى اشتغلت عنديها ... انى مش عارف كل ده حصل كيف بس الغلط من عمك محمود هو اللى كنت كل ما اسأله عنيك يجولي زين زين وميخبرنيش تفاصيل مهمة زى دي .
تنهد يسترسل _ دلوجيت بعد ما اتجوزت اللى انت بتحبها او اللى جلبك مالها جومت فجأة فسخت خطوبتك ع البنية دى من غير اي عذر ... وسبتها ومشيت ... طب كيف ! ... مفكرتش في كسرة خاطرها يا ولدى ! ... مفكرتش فى الحديت الماسخ اللى هتسمعه من اهل الحارة اللى هي عايشة فيها ! ... دانى جولت عليك عادل وحكيم زى ابوك ... يبجى انت تعمل أكدة ؟ .... متوجعتهاش منك يا ولدي .
نظر سلطان ارضاً بخجل ... ف جده يعريه امام نفسه ... هو لم يكن هذا مقصده ... كل ما فى الامر انه اكتشف خطأه وعالجه بفسخ عقد خطبته من تلك الفتاة الطامعة التى لم تحبه قدر مثقال ذرة .
تنهد سلطان ورفع رأسه ينظر لجده مردفاً بهدوء _ انا مش كدة يا جدي ... انا مش اللى انت بتتكلم عنه ... انا يمكن ظروفي اللى مكنت الشيطان منى فى تشويش عقلي بس انا ابن الحاج ابراهيم السوهاجى اللى زرع جوايا الاصول والحق ... انت اللى بعدتنى عنك ... انا أسف انى اقولك ان انت كنت سبب فى اللى حصل النهاردة ده .... انا كان نفسي فى عيلة تعترف وتفخر بيا وتحتويني بعد موت ابويا ... بس انت خيرتنى بينكوا وبين امى ... وطبعا كفة امى كانت لازم توزن لانى ابن ابنك ... لانى راجل يا جدي .
تنهد توفيق يومئ بخزي مردفاً بندم _ انت صوح يا ولدي ... انى ظلمتك وظلمت امك ومصونتش وصية ولدي الغالي ... انى خوفت احرج جلب بنت اخوي زيادة ... بنت اخوي اللى جواز ابوك عذبها وحرج جلبها جدام عيني ... كانت بتموت من القهر ... خوفت اجيب ضرتها تعيش معاها اهنة اكون بظلمها ... بس انى دايماً ضميري كان واجعنى عليك ... انت خابر ابوك مات كيف ... وجتها الشيطان شاككنى فى امك ... وكنت ناوى انتجم بس ربك عادل وظهر معدن امك فى تربيتك ... عمك محمود كان بيحكيلي عن اد ايه ابوك كان بيحبها وبيرتاح معاها ... وانى لما جعدت معاها انى كمان حبيتها ... وعرفت ان ولدى الغالي كان معاه حج ... سامحنى يا ولدي ... سامحنى .
اومأ سلطان يقبل رأسه باحترام مردفاً _ اللى فات مات يا جدي ... خلينا فى اللى جاي .
ربت توفيق على قدم سلطان مردفاً بحكمة _ معاك حج ... علشان أكدة يبجى انت تصلح وتكفر عن ذنبك فى حج البنية دى وتعرف اهل حتتها انها مرتك وبعد إكدة تنفصلوا بالمعروف ... انى مش هيهون عليا زعل مرتك هى كمان ... مرتك طيبة وحنينة وانا حبيتها ... فاهمها الوضع زين علشان متنقهرش .
نظر سلطان لجده بصمت ثم اومأ يردف وهو يقف بغموض_ تمام يا جدي ... انا هعمل اللى تشوفه عليا ... عن اذنك .
اردف توفيق بحنو _ اذنك معاك يا ولدي .
صعد سلطان الدرج وعقله يفكر فى امر تلك الخبيثة الذى عليه التحدث معها سريعاً وليرى كم ستأخذ وتبتعد عنه ولكنه لن يقبل بهذه الزيجة وبأن تصبح هكذا انسانة مستغلة طامعة اسمها على اسمه ابداً ..
وقف امام غرفته يتنهد بعمق ثم طرق الباب ودلف يبحث بعينه العاشقة عنها ...
طال بحثه فلم يجدها ... دلف واغلق الباب خلفه ينادى بهدوء ونبرة عاشقة _ سيلين ! .
خرجت له من المرحاض تبتسم بحب وترتدى ملابس قطنية قصيرة ورائحة الافندر المنعشة تفوح منها مردفة بعيون لامعة ونعومة انثوية وهى تطالعه _ نعم يا حبيبي انا هنا .
انشرح فؤاده من كلمتها وهيأتها المدمرة لبقايا حزنه واتجه يقف قبالتها يردف بابتسامة تعشقها _ حبيبي ! .
اومأت بحب ونظرة عاشقة تخفى وراؤها قلبٍ متألم حزين وهى تقترب منه حتى التصقت به ورفعت كفيها الصغيرة تضعها على صدره الذى ينبض خلفه قلب عنيف ونبضات صاخبة آثر لمستها وبدأت تردف بهمس _ ايوة حبيبي ... حبيبي ونور عيونى ... اللى حبه دخل قلبي من غير اي جهد وقدر يحتل كل حتة فيا ...
حبيبي اللى اتمنيته ومتمنش غيره رغم عذابه ليا ورغم وجعى منه ... حبيبي اللى نسيت بيه ومعاه كل تعب او وحدة او خوف ... حبيت عيوبه قبل مميزاته .... حبيبي اللى لقاءنا كان غلطة وخدعة بس حكمة ربنا انهم يتحولوا جوايا لادمان ومعرفش ابعد عنك بعدها ابدااا ...
وحتى لو هتعالج من ادمانى ده عايزة اتعالج بيك بردو .... مش عايزة غيرك فى حياتى وف قلبي وف كل خلية جوايا ... انت وبس يا سلطان .
عروقه ترتعش من كلماتها التى اذابت وفتت اي ذرة صلابة او ثبات داخله ... يطالعها بزهول ودهشة ... جرعة السعادة هذه تكاد تودى بحياته ... كثيرة جدااا على قلبه الذى ظنه كبير ... قلبه الذى يعشقها ولا يرى سواها امرأته ... مشاعره تتدفق داخله بقوة حين تساءل _ الكلام ده ليا انا ؟ ... ولا انا بحلم ولا ايه ؟
نظرت مبتسمة لعيناه ثم رفعت نفسها ووقفت على اطرافها ثم طبعت قبلة ناعمة قرب فمه اغمض على آثرها عينه يتنهد بعمق ويحاول تهدأة مشاعره المتدفقة .
ابتعدت قليلاً ببطء فثبتها بذراعيه الذى لفهما حول جسدها يرفعها لعنده حتى لم تعد قدماها تلامس الارض ولم يعد قلبها مكانه بل يحلق فى سماء العشق .
نظر لها نظرة عشق صافية مردفاً بصوت متحشرج من قوة مشاعره _ سيلين ... انا اكتر راجل محظوظ على الارض ... انا فعلا اخدت جايزة كبيرة اووووى عليا ... لازم اعيش عمرى كله اشكر ربنا عليها ... انتى وكفى يا ليني من بين نساء الدنيا كلهم ..
دفنت رأسها فى عنقه تتنهد بحب وسعادة وعذاب وألم ... تريد ان تحيا معه ولينتهى كل شئ ... ياليتهما يسكنان المريخ سوياً بمفردهما ... ياليت لهما منزلاً على سطح القمر لا يعلم عنوانه بشراً ... ليتنهى عذابها فى اسرع وقت وليعودا معاً للابد .
اما هو فحاوطها بقوة يعتصرها لعنده يريد ان يصبحا شخصاً واحد وبرغم قوة عناقه الا انه كان حنون دافئ .
انزلها ارضاً ببطء ورفع وجهها بيده ينظر لها بعيون عاشقة ثم تنهد واردف بترقب _ عايز اقولك على حاجة ...
وضعت سبابتها على فمه تمنعه مردفة بخوف من حديثه _ لاء ... متقولش ... خلينى النهاردة انام فى حضنك وبس ... من غير اي كلام .
نظر لها بعمق ثم عانقها مجدداً واتجها سوياً حيث الفراش ... تمدد وهى بين ذراعيه ... لف ليمينه واحتضنها وهي دثرت نفسها داخله كقطة ناعمة فى ليلة شتاءٍ قارص تحتمى بقطعة وثيرة من قماش الفرو الناعم والدافئ ... كانت تستمع بحضنه الذى ربما ستغيب عنه لفترة لا تعلم نهايتها ...
ملس على شعرها بحنو واستمتاع وهو يشدد من احضانه .... تنهد يشتم رائحتها التى يعشقها ... تململت بين يده بنعومة وانوثة حركت مشاعره رفع وجهها ينظر لها بعيون عاشقة لامعة محبة ثم مال عليها يقبلها على شفتيها بحبٍ وتمهل واستمتاع بلحظته المفضلة وفاكهته النادرة جعلها تبادله بنفس المشاعر .
تاه معها فى عشقه الابدي ولحظته الممتعة ولم يخطر على عقله ما تنوى هي فعله ..
يتبع
توقعاتكم
واوعوا تنسوا التصويت 😘
•تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق