Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشقي الابدي الفصل السابع عشر 17 - بقلم شيماء يوسف

 رواية عشقي الابدي الفصل السابع عشر 17 - بقلم شيماء يوسف

عشقى_الابدى
الفصل السابع عشر ..

تحركا معاً جنباً إلى جنب بصمت يغلّفه التوتر  حتى وصلا إلى صاله الاستقبال ، كانا على وشك دخول المصعد عندما التفت اسيا على صوت موظفه الاستقبال تهتف اسمه بدلال ، شعرت بالغضب يتسلل إليها من طريقتها المبتذلة  فى لفت انتباهه ، أجابها مراد بأقتضاب وهو يرفع احدى حاجبيه :
-"افندم فى حاجه " .. 
إجابته بنفس النبره المتصنعه : 
-" لو حضرتك فاضى ممكن نتكلم على انفراد " ..
رفعت اسيا حاجبيها معاً بأستنكار تنظر إليهم بغضب حاولت السيطره عليه اما  نبرتها فحاولت اخراجها طبيعيه قدر الإمكان ولكن ذهبت محاولتها عبثاً فخرجت كلماتها بحده  :
-" طيب انا هطلع فوق عشان ارتاح " ..
لم تنتظر إجابته وصفقت باب المصعد الداخلى  خلفها بقوه وهى تتنفس سريعاً محاوله السيطره على غضبها . 

..............

دلفت جناحها والغضب يتزايد بداخلها ، رمت حقيبتها بعنف وهى تتحرك داخلها ذياباً واياباً قبل ان تقرر الاتجاه إلى الحمام لتأخذ دشاً سريعاً بارداً ، بدلت ملابسها وجلست بصمت تترقب وصوله ، مضت نصف ساعه اخرى تتلوى داخلياً وهى تتخيلهم فى مواضع جعلت قلبها يُعتصر ألماً وغضباً معاً ، انتفضت بعد فتره واقفه مقرره الذهاب إلى النوم وعدم انتظار عودته اكثر، اتجهت إلى الفراش تسحب منه غطاء ووساده وتتجه مره اخرى  إلى الاريكه تستلقى عليها ، حاولت النوم عبثاً فأستغرقت ما يقارب الساعه وهى تتململ بقلق دون جدوى ، بعد قليل سمعت صوت باب الجناح يليه وقع  خطواته تقترب شيئاً فشئ منها فتظاهرت بالنوم على الفور، توجه إلى الحمام مباشرةً لتبديل ملابسه ، بالطبع علمت ذلك من اغلاقه لباب الحمام فهى كانت تغلق عينيها بشكل مبالغ فيه ، كانت لاتزال تتظاهر بالنوم عندما سمعت تحرك أقدامه بالقرب منها ثم توقفت امامها ، كتمت انفاسها برعب مترقبه وهى تضغط على عينيها بقوه ، كان يراقب تظاهرها بالنوم وردود افعالها بأستمتاع  قبل ان ينحنى فى اتجاهها يحملها بين ذراعيه ،  فتحت عينيها بفزع تشهق من حركته المفاجئه تلك ، ابتسم بمرح من رد فعلها وهى تدفعه محاوله التخلص منه صارخه  بعصبيه :
-" مراد سبنى , لو سمحت بقولك نزلى , مرااااااد " .. 
اكمل طريقه متجاهلاً صراخها حتى وصل إلى الفراش وضعها عليه برفق قبل ان يدير ظهره لها ويتجه إلى الاريكه يستلقى فوقها ، كانت لاتزال تشعر بالغضب منه وليست فى وضع تسمح له بتجاهلها فركضت خلفه حتى وصلت إلى الاريكه وقفت امامه وهى تضع يديها فوق خصرها  تصرخ بعصبيه : 
-" انت مش من حقك تلمسنى على فكره , ومش من حقك تشيلنى كده , ومش من حقك تقرر مكان نومى , اتفضل قوم عشان ارجع انام مكانى ".. 
حاول كبت ابتسامته من مظهرها الطفولى قبل ان يقف امامها وفى اللحظه التاليه كان يقبض عليها واضعاً ذراعه خلف خصرها يمنعها من التحرك ثم سحبها لتلتصق به قبل ان يخفض راسه نحوها  فأستطاعت الشعور بأنفاسه الحاره المربكه تقع عليها ، نظر إليها قليلاً  ثم تحدث ببطء شديد مهدداً إياها : 
"- اسيا اتفضلى روحى مكانك ونامى بدل ما اعرفك معنى اللمس بجد " .. 
شهقت بالرعب من تلميحه ومدت يدها تتخلص منه بعد ان أرخى قبضته عليها لتركض مسرعه إلى الفراش تستلقى بداخله وتغطى جسدها كاملاً حتى رأسها بالغطاء وهو يراقبها بأستمتاع ويبتسم من رد فعلها الطفولى قبل ان يستلقى هو الاخر على الفراش محاولاً النوم .
..........

فتحت عينيها تنظر فى الساعه المجاورة لها فوجدتها اوشكت على الثامنه ، نهضت من الفراش  مقرره تجاهله ، فكرت بسخريه يبدو انها ستصبح عادتها اليوميه عند الاستيقاظ ، لوت فمها وهى تتحرك فوجدته واقفاً ينظر إليها مراقباً تلتوى فمه بنصف ابتسامه سخريه، بادلته نظرته وهى ترفع احدى حاجبيها تتحداه دون حديث فدوت ضحكته عالياً ، تحولت نظرتها إلى غضب الان  تنظر إليه فحاول إيقاف ضحكته وهو يرفع يده معتذراً ولكن دون جدوى ، سألته بعصبيه وهى ترفع حاجبيها مستنكره :
-" ممكن اعرف ايه اللى بيضحك اوى كده ؟!" .. 
مراد : بصراحه مكنتش اعرف ان كام سنه ممكن يغيروكى كده بقيتى شبهه العجوز النكده !! فى حد يقوم من النوم مكشر كده !" .. 
ردت عليه بتهكم : 
-" ها مين اللى بيتكلم , ناسى كنت بتقوم ازاى ؟ " ..
ثم تحدثت بصوت ضخم محاوله تقليد نبرته :
"- اسيا لو سمحتى عايز قهوه , اسيا لو سمحتى حضريلى بدله عشان متاخر , اسيا عندى اجتماع كمان ساعه , اسيا, اسيا .." 
كان يضحك بمرح وعمق من عصبيتها الغير مبرره وهو يتقدم نحوها يحدثها :
-" يعنى عايزه تقوليلى انى مكنتش بقولك صباح الخير كأى زوج متحضر !! ,, لا عندك حق العيب منى , خلينى اصلح غلطى ده دلوقتى عشان سمعتى متبوظش " .. 
اقترب منها خطوه اخرى ماداً يده نحوها فشهقت بفزع قبل ان تركض إلى الحمام تغلقه على نفسها وهى تسمع ضحكته تدوى فى الخارج ، خرجت بعد قليل وهى ترتدى ثوب الاستحمام لتجده ارتدى ملابسه بالكامل ، اخذت ملابسها ثم عادت مره اخرى إلى الحمام لترتديها ثم خرجت بعد قليل بكامل اناقتها بعد ان مشطت شعرها وتركته منسدلاً بحريه ، كان ينتظر خروجها للتحرك فسألها بجديه:
 -" جاهزه نتحرك ؟!" ..
أومأت برأسها متردده قبل ان توقفه بوضع يدها على ذراعه :
"- مراد لو سمحت انا عايزه امشى بدرى عشان اوصل لآسيا بسرعه ".. 
كان القلق بادياً فى نظرته ونبرته وهو يسألها :
-" اسيا فى حاجه ؟!! فى حاجه حصلت لآسيا معرفهاش ؟" 
إجابته على الفور مطمئنه :
-" لا لا ابداً , انا بس اللى وحشتنى زياده عن اللزوم وبصراحه مش قادره اتخيل انى مشفهاش النهارده كمان " .. 
اخفض رأسه ينظر إليها بحنان وهو يربت على وجنتها :
"- متقلقيش لو عايزه نتحرك دلوقتى ومنحضرش الختام يلا بينا , ولو مش عايزه تتاخرى ممكن نطلب طياره خاصه توصلنا فى نص ساعه " .. 
كانت تنظر إليه بشغف وهو يحدثها بتلك النبره الهادئه المطمئنة ، فهزت رأسها نافيه:
-" لا مش للدرجه يكفى بس اننا نتحرك فى ميعادنا ومنتأخرش " 
وضع إصبعه تحت ذقنها يرفع رأسها لتنظر إليه ثم بيده الاخرى كان يمسح بأحدى أصابعه على وجنتها :
"- متخافيش , وعد هخليكى تنامى وهى فى حضنك النهارده " 
تنهدت براحه قبل ان ترد علي حديثه هامسه وهى تبتسم :
" انا واثقه فيك " ..
فبادلها ابتسامتها ثم احتضن يدها يتحركا معاً للأسفل 

..........

 انقضت الساعات الاخيره من المؤتمر بسلام فمن حسن حظ اسيا انها لم ترى تيمور فى اليوم الختامى إلى جانب مراد الذى ظل بجوارها طوال الوقت ، كان مراعياً معها لاقصى الحدود حتى عندما كان يتحرك لتحيه شخص ما كان يأخذها معه مما جعل قلبها يرقص فرحاً ، كانت تتأمله بحب لقد كان مسيطراً قوياً يحترمه الجميع واستطاع ان ينال إعجاب الجميع وترك انطباع جيد عن المشفى وطاقمها ، بعد الاستماع إلى الكلمه الختامية اقترب منها بهمس فى اذنها بهدوء : 
-" اسيا لو تحبى يلا نتحرك عشان منتأخرش " .. 
أومأت براسها على الفور مواقفه فوقف مفسحاً لها المجال لتتقدمه ، صعدا إلى الجناح لترتيب حقائبهم ثم بعد دقائق قليله كانا امام مكتب الاستقبال ينهى مراد إجراءات الخروج ولسعادتها كان الموظف رجلاً هذه المره ، رن هاتف اسيا فكان الاتصال من والدتها ، أسرعت فى الرد بعد ان تحركت مبتعده عنه  تطمئن على صغيرتها ، كانت لاتزال تتحدث إلى والدتها عندما رأت موظفه الاستقبال تخرج من احد الابواب الخلفيه للمكتب وتتحرك فى اتجاه مراد ثم وقفت امامه تتحدث معه وهى تتمايل بجسدها نحوه، كانت اسيا تراقبها وهى مازالت تتحدث فى الهاتف لا تستطيع التركيز على حرف مما تسمعه او تنطق به ،اغلقت الهاتف مع والدتها على عجل ثم تحركت فى اتجاهه ، وقفت فجأه تشهق بصدمه وهى ترى مراد يغمز للموظفه وهو يبتسم ، شعرت بالدم يغلى داخل عروقها من الغضب ، حاولت تهدئه نفسها وهى تستأنف سيرها فى اتجاههم ، وقفت أمامهم دون ان تنطق بكلمه واحده فشكرته الموظفه بحراره ثم مدت يدها تودعه قبل ان تنصرف ، كانت تشعر بالغضب يتزايد بداخلها وهو يمد يمده يلمس ذراعها فأبعدته على الفور ، لم تدرى لما أغضبتها لمسته له فلم تشعر بالكلمات وهى تخرج من فمها بعصبيه :
-" لو عايز رقمها على فكره ممكن ارجع اجبهولك !" ..
لوى فمه بسخريه وهو يرفع هاتفه امام وجهها ساخراً منها ثم تحدث والمرح واضح فى نبرته :
-" لا متتعبيش نفسك معايا من امبارح "..
توقفت عن السير  تشهق بصدمه من وقاحته وجرأته ثم نظرت إليه والشرر يتطاير من عينها قبل ان تستأنف سيرها مبتعده عنه دون انتظاره ، كان ينظر فى اثرها وهى تتحرك بغضب والابتسامة تملئ وجهه بسعاده ومرح .. 

وقفت امام السياره تنتظره وهى تعقد كلتا ذراعيها أمام قفصها الصدرى ، تقدم ليفتح لها باب السياره فصعدت على الفور دون ان تنظر إليه ، كان يلوى فمه بأستمتاع وهو يغلق الباب خلفها ويتحرك ليجلس فى مقعد القياده ، جلست وهى مازالت تعقد ذراعيها امامها تنظر فى الاتجاه المعاكس له عاقده النيه على تجاهله ، زفرت بحنق انها المره الرابعه التى تقرر تجاهله فيها خلال اليومين السابقين وحتى الان لم تنجح اى من محاولاتها فى ذلك ، لم يحرك السياره فألتفت تنظر إليه فوجدته ينظر إليها متأملاً ، رفعت حاجبيها بأستنكار مستفسره فأشار لها برأسه إلى حزام الامان ، سحبته بعصبيه تغلقه  ثم عادت تنظر إليه بتحدى ، أدار محرك السياره وهو يبتسم باستمتاع ، بعد قليل قطع صمتهم رنين هاتفه فضغط يستقبل المكالمه على الفور  ، كان يتحدث بهدوء :
-" أنور انا مشغل الاسبيكر بتاع العربيه وبكلمك وانا سايق فى حاجه مهمه ؟؟ ...
انور : لا يا فندم ابداً كنت عايز أبلغك ان اللى طلبته منى امبارح بليل حصل , وبالنسبه للأوراق اللى حضرتك بعتهالى امبارح بليل انا ملحقتش ابعتها لان كان الوقت اتاخر فبعتها الصبح , وفى شويه ملفات مستنيه أمضتك عشان اعرف اتحرك " .. 
شعرت اسيا بالسعاده فعلى الاقل أصبحت تعلم اين اختفى ليله امس ولماذا عاد متأخراً ، استكمل مراد حديثه مع انور : 
مراد : تمام , على العموم انا فى الطريق مش عارف هوصل امتى لو مفيش حاجه مهمه ممكن يستنوا لبكره لانى أكيد هوصل متأخر وانت عارف انى بتخنق من السواقه بليل " .. 
انور : تمام يا  فندم اللى حضرتك تشوفه "  
مراد: انور صحيح فى رقم بعتهولك عايزك تجمع شويه معلومات عنه ".. 
انور : ايوه يا فندم شفته مش بأسم فاطمه موظفه استقبال فى فند.. "
قاطعه مراد على الفور : 
-" تمام , تمام , انور انا مش فاضى دلوقتى نتكلم بعدين  " ..
ثم أغلق الهاتف دون انتظار اجابه منه ، كانت اسيا تشعر بالغضب يعود إليها مره اخرى فهذه الفتاه تشغل أفكاره لدرجه انه يجمع معلومات عنها  ، كانت تفكر بغضب هل جمع عنها معلومات عندما تعرف عليها لاول مره !! لم تشعر بأنها تفوهت بأفكارها بصوت مسموع الا عندما سمعت ضحكته تدوى داخل السياره ، لم تكن فى حاله مزاجيه تسمح لها بتحمل سعادته فأنفجرت بعصبيه :
-" مكنتش اعرف ان عندك هوايه جمع معلومات عن الناس من غير علمهم !! اه ولا ده استثناء للناس اللى شعرهم اصفر صناعى !!! "  
كانت ضحكته لاتزال تدوى من اثر حديثها فأضافت بغضب : 
-" مراد لو ناوى تفضل تضحك طول اليوم على كل كلمه بقولها يبقى نزلنى هنا وانا هكمل لوحدى " .. 
تنهد بعمق وهو يوقف السياره عند المنعطف ينظر إليها نظره لم تفهم معناها ثم تحدث بصوت أجش :
-" انا عمرى  ما اهتميت بالشعر الاصفر المصبوغ ..
تنهد بتعب وهو يمسك احدى خصلات شعرها يحركها بين أصابعه برقه ثم اكمل حديثه :
-" مفيش حاجه خطفت عينى من اول مره شفته فيها غير الشعر البنى اللى خصلاته على طول شارده منه " 
توقف قلبلا يتأمله وهو بين يديه ثم أضاف بعتب :
-" اسيا انتى اهم من انى اعمل حاجه زى دى معاكى او انك تكونى بالنسبالى ملف" .. 
شعرت بالفراشات تتطاير بداخلها من رقه حديثه ، ظلا ينظران بشغف  احدهما إلى الاخر فتره من الوقت حتى تنحنح ثم ادار محرك السياره مره اخرى ليستأنفا طريقهم معاً ..

أكملا رحلتهم فى سلام وهما يناقشان أمور العمل بحماسه شديدة من اسيا، بعد حوالى ساعه اصر مراد على التوقف من اجل الاستراحة والغداء ، كانت تشعر بالسعاده وهو يقبض على يدها بقوه اثناء عبور الطريق إلى المطعم ولم يتركها الا لتجلس على احد مقاعد الطاوله ثم جلس مقابلاً لها ، ابتسم لها بعذوبه عند قدوم النادل يطلب منها ان تختار طعامه  بذوقها ، كانت تشعر انها عادت سته سنوات إلى الوراء عندما كانت فى قمه سعادتها ، انتها من الاستراحة واتجها إلى السياره مره اخرى وهو مازال محتضن يدها بداخل يده ، كان الظلام قد اسدل ستائره عندما سألته اسيا عن ما تبقى من وقت للوصول فطمئنها بأنهما على وشك الوصول ، بعد نصف ساعه كان يقود داخل طرقات المدينه فطلبت منه اسيا التوقف عند منزل والدتها لاصطحاب صغيرتها من هناك ، ربع ساعه اخرى وكان مراد يقف بالسيارة امام منزل والدتها ،  شكرته اسيا على ما فعله معها ولكنه اصر على ايصالها هى واسو إلى منزلها ، 
خرجت من السياره تتجه إلى منزل والدتها تطرق الباب بهدوء فخرجت اسو تستقبلها على الفور ، كان يراقبها داخل سيارته بأبتسامه عريضه وهى تحتضن طفلتها بفرح وتدور بها فى الهواء ويتخيل نفسه بجانبها يحتضن كلتاهما معاً ، تجمدت ابتسامته لتحل محلها الغضب وهو يرى خالد يخرج من داخل المنزل ويقف امام اسيا ،  صرخت اسيا بفرح وهى ترى خالد امامها :
-" خالد !!! ايه المفاجأه دى !! بتعمل ايه هنا؟!"
خالد : ولا حاجه يا ستى كنت عند عمى وعرفت ان اسو هنا فحبيت اعملها مفاجاه واستناكى بالمره اشوفك " ..
كان الغضب يتزايد داخله وهو يراه يقف امامها يحاول الاقتراب منها فقرر التحرك ، خرج من سيارته يتحرك فى اتجاههم ، تركت اسيا حضن والدتها بمجرد رؤيتها لمراد وركضت فى اتجاهه تفتح كلتا ذراعيها لاستقباله ، غاص قلبه من حركتها تلك فانحنى بجسده يستقبلها بسعاده وهو يرفعها بين ذراعيه لتستقر داخل حضنه تلف ذراعيها الصغيره حول رقبته وهى تبتسم له وتقبله، كان اسيا تراقب استقبال طفلتها لمراد وقلبها يكاد يغوص من فرط مشاعرها المختلطة ، لم تترك اسو مراد فتحرك يقف بجوار اسيا وهو مازال يحملها ، حياه خالد فبادله التحيه بأقتضاب وهو يرفع احدى حاجبيه بتحدى، شعرت اسيا بالتوتر بينهم ففكرت بيأس ان مراد يحمل اسو تحدياً لخالد فابتسمت من تلك الفكره، أعادها خالد إلى ارض الواقع بصوته يسألها عن المؤتمر وعن احوالها إجابته وهى تبتسم ثم نظرت إلى مراد فوجدته ينظر إليها بغضب ، استأذنتهم فى الدخول لتحيه والدتها، خطت خطوه إلى الداخل ولكنها توقفت عند رؤيه والدتها تخرج إليهم ،نظرر والدتها بقلق إلى مراد وهو يحمل أسو بين ذراعيه ، ثم عاودت النظر إلى اسيا التى احتضنها وهى تهمس لها بخفوت :
 -" هحكيلك كل حاجه بعدين بس بليز اتعاملى عادى ومتبينيش حاجه " .. 
اومأت السيده جميله برأسها موافقه ، ثم تحركت فى اتجاه مراد بنظره خاليه ثم حييته بنبره جافه فبادلها التحيه بهدوء ، طلبت اسيا من والدتها حقيبه اسو التى كانت تتثائب بتعب دلاله على اقتراب موعد نومها ، ثم طلبت من مراد التحرك فوافقها على الفور دون ان ينبث بكلمه واحده ، تحركا فى اتجاه السياره سوياً عندما اوقفها صوت خالد يهتف بأسمها ، عادت إليه تتحدث معه بخفوف فلم يستطع مراد ان يستمع إلى حديثهم وهذا  كان يفقده صوابه ، عادت بعد قليل وهى ترى الغضب يشتعل داخل عينيه ، بعد كل المسافه التى جلست بها داخل السياره اخر شئ كانت تريد فعله هو الصعود اليها مره اخرى ، طلبت منه بتردد الذهاب إلى المنزل سيراً ، وافقها على مضض فقد كانت اسو الان نائمه  بين ذراعيه بهدوء ، فتح لها باب السياره فاخذت منها حقيبتها وأصرت على حملها بعد عرضه بحملها لها ، بعد عده دقائق كانا داخل المنزل يصعد الدرج وهو يحمل اسيا الى غرفتها يضعها فى الفراش ، جرت اسيا احد الاغطيه تدفء طفلتها جيداً وقبلتها ثم خرجت تتبع خطوات مراد الذى هبط إلى غرفه المعيشه فى هدوء ، كانت تقف امامه الان تشعر بجسده متصلب ومازال الغضب بادياً على ملامحه ، كانت تعلم سبب غضبه جيداً الان وتستعد له عندما قطع الصمت يحدثها بنبره خاليه : 
-" الوقت اتاخر وانا لازم امشى , تصبحى على خير " 
وقفت تنظر إليه متردده اما هو فقد كان يراقب صراع مشاعرها البادياً على ملامح وجهها بوضوح ، تحركت فجأه تقترب منه تحتضن يديه بكلتا يديها وهى تهمس له : 
-" مراد لو سمحت الوقت اتاخر وانت تعبت طول اليوم من الطريق خليك هنا وابقى امشى الصبح , انا فى كل الاحوال هنام مع اسيا واوضتى هتكون فاضيه تقدر تبات فيها " ..
كانت تنظر إليه متوسله وهى ترى الغضب يتراجع عن نظرته ليحل محلها نظره اخرى لم تفهمها ، هز راسه رافضاً وهو يتحدث بهدوء  يبدو عليه الإرهاق :
-" اسيا , انتى عارفه انه مينفعش " .. 
اقتربت منه اسيا خطوه اخرى  فأصبحت على بعد خطوه واحده من الالتصاق به فشعرت به يخفض رأسه فى اتجاهها ، كان صوتها الان لا يزيد عن الهمس وهى تنظر إليه بشغف :
-" مراد لو سمحت , انا اكتر حد عارف انك مش بتحب تسوق بليل خصوصاً وانت مرهق كده , ولو مشيت دلوقتى انا هكون قلقانه عليك فعشان خاطرى خليك " .. 
كانت نظرتها الان متوسله وهى تنظر إليه ، تنهد بعمق وهو يغمض عينيه ثم مد ذراعيه يجرها إليه حتى أصبحت ملتصقه به ، اخفض راسه يستند بجبهته على جبهتها وهو مازال مغمض العينين ، شعرت بأنفاسه الحاره عليها فرفعت إصبعها تتلمس ذقنه النابته برقه وشغف ، شعرت بأنفاسه تتسارع من اثر لمستها تلك ، فتح عينيه ينظر إليها فرأها تنظر إليه بوهن ، لم يستطع مقاومتها اكثر فاخفض راسه يقبلها بقوه فاستجابت له على الفور ، تحولت قبلتهما بعد ذلك إلى رقه وشغف ظلا هكذا مده من الوقت يقبلان بعضهما ولايستطيعان الافتراق حتى طلبت رئتيهما الهواء ، ابتعد عنها ببطء وهو ينظر إليها وعيونه داكنه من اثر الرغبه ، همس لها وهو يمسك خصلات شعرها بين يديه :
 "- تصبحى على خير  " ..
ثم طبع قبله خفيفه على شفتيها وخرج مسرعاً تاركها تترنح خلفه من اثر لمسته لها .
يتبع..... لايك و10 تعليقات عشان انزل اللى بعده♥️

  •تابع الفصل التالي "رواية عشقي الابدي" اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات