رواية على القلب سلطان الفصل السابع عشر 17 - بقلم اية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
البارت السابع عشر من رواية ❤ على القلب سلطان❤ .
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة ....
&&&&&&&&&&
فى الصباح
استيقظت سيلين بتكاسل فهى منذ ان ابتعدت عن سلطان وقد جفاها النوم وامس فقط نامت بعمق .
فتحت عيناها وجدت نفسها ملتفة فى الغطاء بالكامل فتعجبت وامالت قليلاً تنظر ارضاً فلم تجد سلطان يبدو انه استيقظ منذ قليل .
قامت بعدما تنهدت ونزلت من على الفراش تتجه لخزانة الملابس ... فتحتها بهدوء فوجدت داخلها بعض قطع الملابس التى ارضت ذوقها الراقي .
ابتسمت ساخرة على افعاله .. هو يؤدي دوره على اكمل وجه ... اختارت احدى الاطقم المحتشمة ووضعته على الفراش ودلفت المرحاض .
فى الاسفل يقف سلطان مع عمه محمود يتناجون سوياً فخرجت روايح من المطبخ تنظر لهما بحقد مردفة بصوت عالي _ بدل الحديت الخبيث دي جدموا ع الوكل ..
نظر لها سلطان نظرة قوية بينما اردف محمود بحدة _ عيب يا روايح ... ميصحش إكدة .
خرج توفيق من غرفته يردف بهيبة وتساؤل _ خير ع الصبح ... انتو لسة عيال ولا ايه !.
اردفت روايح بحدة وهى تتطلع على سلطان _ أسأل حفيدك يا بوي ... من وجت ما نزل وهو وعمه حديتهم مخفي كنهم بيدبروا مصيبة .
صمت سلطان احتراماً لجده بينما اردف توفيق برتابة وهدوء _ ملكيش صالح بيهم ... نادى ع البجية ويالا ع الفطار .
ثم نظر لسلطان واسترسل _ وانت يا سلطان ... نادى على مرتك يا ولدي .
اومأ سلطان وخطى ليصعد ولكن سيلين اردفت وهى تنزل الدرج بهدوء _ انا جيت يا جدي .
نظر لها الجد بحنو مردفاً _ صباح الخير يابتى ... يالا تعالي .
نزلت امام انظار ذلك الذى ينظر لها بشرود ... ها هي عادت قوية كما رآها اول مرة ... جميلة وناعمة تسحب انفاسه مع خطواتها .
افاق على صريخ زوجة ابيه التى اردفت بغضب _ وه وه وه يا مرى ... هي مرتك متبرجة ! ... ازاي يا بوي ده يحصل إهنا فى بيت الحج توفيق السوهاجى ؟ ... الناس تجول عننا ايه ؟.
نظر لها توفيق بصمت بينما تتطلع على سيلين التى توقفت مكانها بصدمة واردف _ في دي معاها حج يا بنتى ... المفروض انك تتحجبي ... انتى مرت حفيد عيلتنا الوحيد ولازم تكونى زى حريمنا كلهم .
نظرت له بتيه وصدمة بينما لفت نظرها الى سلطان الذى اردف بقوة وثبات وهو يتجه اليها _ محدش معاه حق هنا يا جدى ... الوحيد المسئول عن سيلين هنا هو انا ... وبعد اذنك انا مراتى تلبس اللى يريحها طول ما هو محتشم وواسع ... طبعا الحجاب فرض ومافيش جدال على كدة ....بس مقدرش اغصبها على حاجة ... وقت ما تحب تتحجب هتتحجب عن طيب خاطر مش غصب ... وياريت يا ست روايح بدل ما تهتمى بأمورى تروحى تشوفي سهيلة اللى محتاجة وقفتك جنبها اليومين دول .
اتسعت عين روايح تنتظر غضب توفيق الذى طال فتطلعت عليه وجدته ينظر لسلطان بصمت ثم غادر الى حيث مائدة الافطار .
اما سلطان امسك كف سيلين وغادر خلف جده كذلك تبعه محمود بينما وقفت هي تغلي حقداً وغلاً .
اما سيلين فتعجبت من دفاعه عنها امام عائلته وصلابته امام جده بالرغم من احترامه الشديد له ... هل هذا جزءاً من اللعبة المتفق عليها ام ماذا لا تعلم ولكنها احبت قوته تلك .
بدأ الفطار بعدما حضرت منيرة وسهيلة وبدرية ورحبن جميعهن بسيلين التى بادلتهن الترحيب بود .
بعد الانتهاء من الطعام اردفت سيلين باحترام وهى تتطلع للجد توفيق متجاهلة سلطان الذى يجلس بجانبها تماماً _ جدى لو سمحت انا محتاجة اتكلم معاك .
نظر لها توفيق بصمت ثم نظر لحفيده الذى ينظر ارضاً بانزعاج من تجاهلها له امام الجميع واردف بصلابة _ خير يابنتي ؟
اردفت وهى تتطلع على الجميع بحرج _ ياريت يبقى لوحدنا لو سمحت .
اومأ توفيق ووقف مردفاً وهو يغادر _ تعالى ورايا .
وقفت سيلين تسرع خلفه حيث غادروا الى غرفة آخرى ليتثنى لهم الحديث ..
اما سلطان رفع نظره يفكر بشرود ماذا يمكن ان يكون عندها لتخبره لجده ..
داخل الغرفة
اردف توفيق بترقب _ خير يا بنتى ... جولي اللى عندك .
تحمحمت سيلين واردفت بتوتر _ احم ... كنت عايزة اعرف منك تكلفة المحصول اللى حضرتك بعثته لمصنعى ... وكنت عايزة اشكرك على وقفتك جنبي فى مشكلتى اللى كنت فعلا ممكن اتسجن بسببها ... انا مديونة ليك دين كبير اوى .
اومأ توفيق مردفاً بتعقل وحكمة_ اسمعى يابتي ... انتى مرت حفيدي الوحيد ... حفيدي اللى انى ظلمته وسبته يعيش لحاله هو وامه وبعدته عن حجه سنين بسبب خوفي على مشاعر بت اخوي ... انى اللى مديون لسلطان دين كبير جوي جدام ربنا .... وعلشان كنت اخلى حفيدي يسامحنى كنت لازم ادخله من نقطة ضعفه ... اللى هو انتى يابتى ... سلطان بيحبك وده اللى انى متأكد منه ولما تبصي فى عيونه هتفهمى ده كويس جوى .... يعنى دينك مش ليا انى ... لو حابة تسددى دينك يبجى دي حاجة بينك وبين جوزك ... ده جزء من حجه عليا .
نظرت له بتعجب وصمت طال قطعه رنين هاتفها برقم محاميها الاستاذ ممدوح فأردفت مستأذنة _ أسفة يا جدى مضطرة ارد على التليفون ده ... بعد اذنك .
خرجت بعدما اذن لها واتجهت لخارج المنزل تقف فى مندرته تردف بتساؤل _ استاذ ممدوح خير ؟
تنهد ممدوح مردفاً بضيق _ للاسف يا سيلين هانم مش خير ... الشركة الصينية اللى كنا بنوردلها منتجات باعتة فاكس وعايزة تلغي التعاقد معانا لان اتسربلها معلومات عن اللى حصل .
انصدمت سيلين وارفت بزهول _ اتسربلها معلومات ازاي ! ... دى مشكلة واتحلت ... يعنى ايه تلغي التعاقد والشحنة اصلا باقي عليها يومين وتتشحن لهم ... دي فيها خسارة جامدة للشركة ..
اردف ممدوح بعجز _ للاسف حاولت اتواصل معاهم ونطلب هدنة بس هما مصممين على قرارهم ..
وضعت كفها على جبينها تردف بعجز وعقل تائه _ يعنى ايه مصممين ؟ ...هو لعب عيال ! ... يعنى خلاص كدة ... شركة الحلوانى وقعت ! ..
اردف ممدوح بترقب _ سيلين هانم هو ممكن انتى تسافري تتكلمى معاهم بطريقة مباشرة وتحاولي تقنعيهم ! .
اردفت سيلين بتعجب متسائلة _ اسافر الصين ؟
اردف ممدوح بعجز _ للاسف ده الحل الوحيد اللى متاح قدامنا .
شردت قليلاً تفكر فى عواقب قرارها ... ولكن يبقى اسم والدها مسئولية على عاتقها وعليها الحفاظ عليه ... اردفت تحسم امرها _ هسافر يا استاذ ممدوح ... انا هتكلم مع وداد وهسافر فى اقرب وقت ... جهزلي لو سمحت اوراق السفر وبلغنى .
اردف ممدوح باقتناع _ تمام يا سيلين هانم ... وارجو ان حضرتك تاخدى حذرك كويس اوى لان طبعا فيه فيروس جديد ظهر فى الصين اكيد سمعتى عنه .
اومأت مردفة بيأس _ تمام يا استاذ ممدوح .
اغلقت معه وهاتفت وداد التى اجابت متسائلة _ سيلين ! ... استاذ ممدوح كلمك ؟
تنهدت مردفة بحزن _ ايوة يا وداد ... كلمنى وهسافر الصين فى اقرب وقت ... ياريت تبعتي فاكس للشركة الصينية انى هسافرلهم .
اتسعت عين وداد واردفت معنفة _ تسافرى الصين ازاي يا سيلين ... انتى مش سمعتى عن فيروس كورونا اللى ظهر عندهم جديد ... مينفعش تسافرى خالص .
اردفت سيلين بعجز وقوة ونبرة لا تحمل النقاش _ مافيش قدامى بديل يا وداد ... هسافر الصين فى اقرب وقت ... ولو سلطان عرف يا وداد هيكون ده اخر ما بيني وبينك .
صمتت وداد قليلاً ثم اردفت مستسلمة بحزن _ اللى تشوفيه يا سيلين ... بس انا خايفة عليكي ... الصين دلوقتى مكان خطر ويمكن الرحلات بينا وبينهم تتلغي فى اقرب وقت .
اردفت سيلين بحزن _ يبقى اتلكمى مع استاذ ممدوح وخلصوا الموضوع فى اسرع وقت وبلغيني ... انا هقفل معاكى ... سلام .
اغلقت معها عندما لاحظت خروج احدهم اليها وكانت هذه سهيلة شقيقة سلطان التى تطلعت عليها بحب وترقب مردفة _ كيفك يا مرت اخوي ؟
نظرت لها سيلين بهدوء واردفت بابتسامة هادئة _ كويسة جداا ... ميرسي .
اردفت سهيلة بهدوء وترقب _ انى بجى اخت سلطان الصغيرة بس انى اكبر منه ب سنتين ... وعندى بنت وولد ... بس متجوزة فى قنا ... وبحب سلطان جوي ... وبحبك جوي انتى كمان .
ابتسمت سيلين مردفة بتعجب _ بتحبيني ! ..
اومأت سهيلة مردفة بصدق وحماس _ جدااا ... حبيتك من حديت اخوي عنك ... وكان نفسي اشوفك جوي .
تعجبت سيلين واعتدلت فى وقفتها مردفة بتساؤل _ وسلطان كان بيقول ايه عنى ؟
ضحكت سهيلة واردفت بحب _ اول حاجة كانت عينه بتلمع لما سيرتك بتيجي ... طول الشهر اللى فات كنت كل يوم اني وهو نجعد نتحدت عنك ... كان بيجول انك طيبة وحنينة جوي ... ده كمان جال ....
قاطع حديثها خروج سلطان اليهما مردفاً بحذر وهو يلكز سهيلة فى ذراعها _ احم ... سهيلة ! ... جدى عايزك .
فهمت سهيلة مردفة بحرج وهى تغادر _ اه ... طيب عن اذنكوا ... نبجى نتكلم وقت تانى يا مرت اخوي .
غادرت هى ووقف سلطان قبالة سيلين يردف وهو يطالعها بعيون عاشقة تخفي لمعتها وراء ملامح وجهُ الصلبة _ كنتى عايزة جدي في ايه ؟
نظرت له بعمق واردفت صادقة بهدوء _ كنت بسأله عن ديني ... وقال ان التعامل هيكون بينا انا وانت ..
تنهدت تسترسل بترقب _ سلطان !
تطلع عليها متسائلاً فتابعت _ انا لازم اروح القاهرة فى اسرع وقت ... فيه عقود لازم اوقعها وكمان الشركة مينفعش تفضل من غيري مدة طويلة .
تطلع عليها قليلاً ثم اردف بترقب _ تمام ... يومين كمان وهرجعك ... بس حاليا فيه شوشرة حوالي الشركة بسبب عمايل عمك ... الاحسن تكونى بعيدة اليومين دول .
تنهدت تفكر ... هى بالاساس امامها بضعة ايام لتحصل على اوراق سفرها الى الصين ... فلما لا تقضيهم هنا وسط هذه العائلة المترابطة ... هى تعلم ان بعد تلك السفرة مؤكد ان سلطان لم يعد يقبل بها زوجة فهى ستغادر البلاد دون علمه وبهذا فهى تسقط حق قوامته عليها ولن يقبل هو بذلك ... تعلم انها يمكن ان سخسره ... فالتستمع بقربه قليلاً ... لتستمتع بقرب عائلته التى احبتها ليومان وبعدها لتغادر بلا عودة ولتعود لوحدتها مجدداً كما اعتادت .
اردفت بمعالم وجه حزينة ضائعة _ تمام ... موافقة ... بس مافيش داعى تيجي معايا القاهرة ... بعد يومين انا هسافر لوحدى ... وياريت متعترضش لانى مصممة .
نظر لها بغموض ثم اومأ مردفاً بقبول _ تمام .
استرسل بحنو وهو يكاد يغادر _ انا رايح شغلي ... ياريت تطلعى فوق لان الجو هنا برد ... وانا هحاول ارجع بسرعة .
اومأت وهي تنظر ارضاً وبالفعل غادرت مسرعة للداخل ومنه للاعلي حيث غرفتها لتبكي دون ان يراها احد ... فداخلها يتمزق الى قطعاً صغيرة ... تريده ولا تريده وهذا الاحساس يهلكها بقوة .
اما هو فغادر مجبراً الى عمله ولكنه سيعود فى اسرع وقت .
&&&&&&&&&
عصراً فى غرفة سيلين تجلس تتصفح هاتفها ... كانت ترى آخر المستجدات حول ذلك الفيرس الذى يهاجم الصين .
كذلك تشاهد الفيديوهات التى شاركها عمال مصنع شرم الشيخ وهم يتحدثون عنها بفخر وامتنان وذلك الصبي ابن العامل المتوفي الذى نشر فيديو ابكى متابعين كثر وشاهده الملايين من رواد التواصل الاجتماعي .
طرقات على الباب جعلتها تنتبه مردفة بترقب _ اتفضل ! .
دلفت منيرة تنظر لها بحذر مردفة بتساؤل _ ممكن ادخل ؟.
اعدلت سيلين فى جلستها واردفت بهدوء واحترام _ اه طبعا اتفضلي .
دلفت منيرة واغلقت الباب خلفها واتجهت تجلس جوارها مردفة بحنو وتساؤل من هيأتها _ انتى كنتى بتعيطي ! .
ضحكت سيلين بوجع تهرب من نظارتها مردفة _ لا ابدااا ... انا بس عيونى بتدمع لما بتابع الفون لوقت طويل .
اردفت منيرة بحنو _ انا جاية اعتذرلك على اللى ابنى عمله ... عارفة ان اعتذارى مش هيداوى جرحك وعارفة انك بتحبي ابنى علشان كدة مجروحة منو اوى ... بس انا عايزة اقولك ان هو كمان بيحبك اوى اوى ... يمكن اضعاف حبك ليه كمان ..
ابتسمت سيلين تردف بتهكم وعدم تصديق _ حضرتك مش محتاجة تخففي عنى بالكلام ده ... انا تقبلت حقيقة انى متحبش ... عرفت انى انسانة بتستغل وبس ... انا كنت خطة ابنك وعمى رسموها سوا ... مقدرش الوم على سلطان وعمى هو المخطط ... انا بس موجوعة لانى كنت سازجة اوى ... موجوعة اوى لانى ..
صمتت تبكي لا ارادياً فأكلمت منيرة بحزن لحالها _ لانك حبيتيه صح ؟
اومأت معترفة وقد زادت دموعها مما جعل منيرة تلف ذراعيها حول جسدها بتملك وتحتضنها بحنو وتشدد من عناقها بحماية وتردف على مسامعها _ اوعى تعيطي ... متزعليش يا عمرى ربنا ليه حكمة من كل ده ... ابنى اتعلم درسه كويس ... صحيح جرح قلب عصفورة زيك بس هو اتجرح اكتر منك بكتير .... واتعاقب على اللى عمله صدقيني ... ابنى غلط فى حقك اوي ودفع غلطته دى بعذابه فى بعدك عنه .
كانت سيلين ساكنة فى احضانها تستمع فاسترسلت منيرة بصدق وحنو وهى تربت على ظهرها _ ابنى كان مستحيل يغفر لحد الكلام اللى انتى قولتيه فى الشركة عندك ... برغم الاتفاق اللى حصل بس سلطان مكنش ناوى ابدا انه يعمل كدة ... سلطان اتجوزك علشان يحميكي ولانه لقى انك طيبة وبريئة من اللى عمك قاله ... ابنى حبك بجد ..
تنهدت سيلين وهى داخل عناقها ثم ابتعدت قليلاً تردف بندم _ انا آسفة انى اتهمتك زيه وقلت عنك انك ممثلة ... وقتها انا كنت موجوعة اوى ... سامحيني .
مسحت منيرة دموعها مردفة بحنو وحزن لاجلها _ لا يا عمرى ... متتأسفيش ... انا اللى اسفة عن الوجع اللى جواكى ... واللى انا متأكدة ان سلطان هيداويه .
اومأت سيلين بصمت وشرود وحاولت لمام شتاتها مردفة بهدوء _ محدش عارف بكرة مخبي ايه ... يمكن محتاجين وقت علشان نداوى جراحنا لانها لسة بتنذف .
طرقات على الباب انبهتهما تبعها دخول سلطان يتطلع عليهما بترقب ... وقفت منيرة تردف بتخفي كي لا يلاحظ امرهما _ اهلا يا سلطان ... انت جيت بدرى يعنى .
نظر سلطان للتى تختبئ خلف جسدها وتخفض وجهها عنه مردفاً بتساؤل _ فيه حاجة ولا ايه ؟
اردفت منيرة وهى تنظر الى سيلين بهدوء _ لا ابدا ... انا وسيلين كنا بنتكلم شوية ... يالا انا هسيبكم مع بعض .
غادرت منيرة واغلقت الباب خلفها فتقدم هو بضع خطوات مردفاً بترقب وهو يطالعها _ انتى كنتى بتعيطي ؟
هزت رأسها بلا وهى تخفضها كلاطفال ...
وقف قليلاً يتطلع اليها ثم تقدم وجلس على الفراش امامها يرفع وجهها بيده بحنو مردفاً بنبرة لينة حنونة من هيأتها التى هدمت حصون قوته _ اومال العيون دى حمرا ليه ؟
نظرت له بصمت وقد تجمعت غيمة جديدة داخل عيناها ... حاولت ابعاد نظرها عنه وابعاد يده ولكنه فاجأها بابعاد يده مع اسفل ذقنها ووضعها على مؤخرة رأسها يدفعها لعنده بقوة آخذاً اياها داخل ضلوعه يشدد عليها بذاعيه الاثنان مردفاً بحنو ضارباً بقسوته المزعومة عرض الحائط _ خلاص اهدى ... انا آاااسف .
رفعت ذراعيها لا ارادياً تلفهما حول جسده بضعف وقد خارت قواها ايضاً امام فيضان حنانه وبدأت تبكى وتجهش فى بكاء شديد تخرج به مرارة اخفتها عن الجميع ...
كان يشدد من عناقه تاركاً اياها تخرج كل تلك الآلام والاوجاع فى عناقه الحنون هذا ... يضع رأسها داخل صدره بتملك ويتنهد بعمق رائحتها المحببة ... يتنهد بحزن بسبب شهقاتها العالية التى تحرق روحه ... يحبها بقوة ولا ولن يحب غيرها ... لا ولن يتحمل دمعة واحدة من عيناها ... لتسقط قوته وصلابته التى تمنعه عن مواساة حبيبة قلبه ... ان كان حبها بحرٌ فهو الغريق ... وان كان حبها نار فهو المشتعل ... وان كان حبها سحرٌ فهو المسحور بها .
ظلا هكذا الى اكثر من حوالى ربع ساعة فى بكاء مستمر وهى تخرج ما داخلها حتى هدأت قليلاً واستكانت على صدره ... نظر لها فوجد ان قميصه قد اوغرق بدموعها فأردف مشاكساً حنى يخفف عنها ويهدئ حالتها _ اسكتى بقى يا ليني مش معايا مناديل المرة دي ... والقميص غرق .
حاولت الابتعاد قليلا فسحبها مجدداً يردف بصدق _ متبعديش يا سيلين ... متبعديش عنى تانى .
تنهدت بعمق تردف بعدما توقفت دموعها بصوت واهن _ ياريتنى عارفة .
اردف هو بحب بعدما سقطت اقنعة الجمود والصلابة _ سيلين ... انا مش هقدر اعيش من غيرك ومش هعرف ... تعالى نفتح صفحة جديدة ... تعالى نتعرف على بعض من اول وجديد ... ننسى كل اللى حصل ... ننسى جرحنا لبعض ونبدأ من الليلة دي ... عارف انى خزلتك وخونت ثقتك بس ربي وحده يعلم اني مكنتش ناوى اكمل ... بالعكس انا حبيتك اووى ... حبيت سيلين الملاك ولقيت نفسي مسئول عنك وعن حمايتك ... صدقيني انا لو كنت كملت كنت خونت نفسي اكتر منك ...انا عرفت ذنبي واتعاقبت على غلطتى لما بعدت عنك ... خلينا نبدأ كإننا لسة بنتعرف على بعض .... انا آسف يا حبيبتى .
كانت ساكنة فى حضنه تستمع له بشرود ... هل يمكن ان يحدث هذا ! ... هل يمكن ان تعطى له ولنفسها فرصة جديدة ! ... هل تنسى كل ما مر بها ... ولكنه حماها ... حل لها مشكلة كانت ستتسبب فى سجنها ... سافر ليثبت براءتها ويرصد احداث واقوال تمدحها وتزين جبهتها ... ردها لعصمته برغم استعاده ماله وعائلته ! .... وماذا عن قرار سفرها هذا ؟
تسائل بقلق عندما وجدها شاردة _ سيلين ! ... قولتى ايه ؟
ابتعدت عنه قليلاً تتطلع عليه بعيون عاشقة تردف بصدق وتشتت _ مش عارفة ... خايفة من اللى جاي .
تنهدت تطالعه بضعف مردفة فى لحظة اعتراف ربما لن تتكرر وقد قررت البوح بما فى داخلها _ انا وجودى من غيرك معريني قدام الناس ... انا حتى بعد كل اللى حصلي منك مش عارفة اكمل من غيرك ... انا محتاجة ليك جداا في حياتى ... لقوتك ... لحضنك ... لحنيتك ... لحمايتك ... كل حاجة انا مفتقداها لقيتها عندك ... بغض النظر عن عمى وعن اللى حصل بينك وبينه بس انا مش عارفة اعيش حياتى بشكل طبيعي من غيرك ... حتى بعد.كل اللى حصل قلبي بيقولي ان ممكن اثق فيك تانى وان اللى حصل فتنة منهم علشان يفرقوا بينا ... معرفش آخر ده ايه ... ولا اعرف الايام اللى جاية هتكون شكلها ايه ... كل اللى اعرفه انك شئ اساسي فى حياتى .
نظر لها بعيون راقصة مردفاً بسعادة ورضا _ يبقى منفكرش فى اللى جاي ... ولا نفكر فى اللى راح ... خلينا فى لحظتنا دى ... خليني اعوضك واثبتلك حبي واحميكي منهم .
نظرت له بقلق ثم اومأت بهدوء فاحتضنها بسعادة مجدداً وكأنه حصل على جائزة عالمية .
دُفن رأسه فى تجويف عنقها وبدأ يستنشق رائحة اللافندر التى يعشقها وهو مغمض العينين يستمتع باستردادها أليه بينما تملكته مشاعر غريزية خاصة بها وحدها أُحيت بعودتها وقد بدأت تتحكم فى جسده مما جعله يشدد من احتضانه ويزمجر بأنفاس ساخنة تستهدف بشرتها الناعمة فانتابتها قشعريرة بين يده مما زاد رغبته بها وبدأ يقبل عنقها باشتياق مما اثار داخلها مشاعر نائمة خاصة به وحده من بين رجال الكون ... هو زوجها وحلالها .
بدأت تتململ بين يده فابعد وجهه عن عنقها ونظر لها بعيون مشتاقة ثم مال على وجنتها يقبلها بحب وشوق يسحب شفتيه بهدوء حتى وصل لشفتيها فبدأ يقبلها بنعومة واشتياق مستمتعاً بلحظته وزوجته التى يعشقها والتى تتعامل مع مشاعره بخجل لذيذ زاد من متعته ...
بعد دقائق ابتعد يخلع جاكيته ثم بدأ يفك ازرار قميصه الابيض فنظرت له بخجل واردفت بضعف _ سلطان ! .
اردف مشاكساً بنبرة راغبة _ ايه يا روحى ! ... دموعك غرقت القميص وممكن اخد برد كدة .
انسجما الاثنان سوياً وقد تفوق حبهما على عنادهما واصبح كل منهما قطعة اساسية من الاخر .
&&&&&&&&&&
فى الأسفل
تجمعت العائلة حول مائدة الطعام فأردف الجد متسائلاً _ هو سلطان ومرته مش نازلين ولا ايه ؟
اردفت منيرة باحترام وحرج تدارى خلفهما _ بعد اذنك يابا الحج ... هما قالوا هيتغدوا سوا فوق ..
ابتسم توفيق مردفاً برتابة _ ومالوا ... حجهم ... لساتهم عرسان بردك .
نظرت لها روايح بكره بينما ابتسم البقية بخبث اما منيرة فتجاهلت نظرات روايح لها واكملت طعامها وسط سعادة الجميع بعودة ثنائي الحب مجدداً .
&&&&&&
مساءاً
استيقظ سلطان يشعر بالراحة والسعادة والكمال فى حضورها ... تنام بين يده بعمق وطمأنينة .
يضمها بتملك ويطالعها بعشق ... مال على جبينها يقبله عدة قبلات بطيئة وهو يعيد خصلاتها الحريرية الى الوراء .
اردف بهدوء وحنو بجانب اذنها _ ليني .
تمتمت بنعومة بين يديه وهو مازالت مغمضة _ امم .
ابتسم عليها واردف بمرح وسعادة _ فوق يا بطل علشان حبيبك وقع من الجوع .
فتحت عيناها تطالعه بخجل واردفت بنعومة وهى تتململ من بين يده وتدارى انظارها _ انا كمان جوعت اوي .
ضحك عليها وشدد من احتضانه يردف بحنو _ لاء كدة عيبة فى حقي لما مرات سلطان السوهاجى تجوع ... لازم البطل يتغذى كويس مقابل مجهوده .
خجلت من كلماته الجريئة واردفت محذرة _ سلطان احترم نفسك بقى .
ضحك عليها بقوة واردف بجدية _ حاضر ... انا هقوم اخد شاور وانزل اجيب الاكل ناكل هنا سوا .
اومأت بسعادة وبالفعل قام مضطراً من جانبها بصعوبة واتجه للمرحاض وشردت هى تفكر فى استسلام مشاعرها له ..
تلك المشاعر الرائعة التى تختبرها معه فقط دون غيره ... فكرت في ضعفها تجاهه وهل ستنتهى معانتها وتكمل معه باقي حياتها وتنعم بأمانه وحمايته ام ان هناك اموراً سوف تعكر حياتهما واحداهما هو امر تلك السفرية التى لا تعلم ماذا عليها ان تفعل بشأنها .
&&&&&&&&
مر يومين على الزوجين العاشقيْن ... كانوا بالنسبة لهما الراحة والسعادة التى لم يتذوقاها طوال حياتهما ... استعادت سيلين كامل قوتها فى قربه وحنانه الذى غمرها بهما فلم يسمح حتى لنسمات الهواء ان تحزنها ... عوضها الكثير من الحب والحنان التى محت من ذاكرتها ما فعله فى السابق .
اخذها فى رحلة معه الى اراضي عائلته وكم استمتعت بالمناظر الطبيعية الرائعة واحبت هيبته وقوته فى العمل ووسط العمال حتى انها شعرت بالكمال والرضا والفخر كونه زوجها .
اقتربت من شقيقاته ووالدته التى احبتهن جداً كذلك الجد توفيق الذى ظهرت ملامح السعادة على وجهه فى تجمع عائلته حوله .
قررت ان تخبره بسفريتها الى الصين حيث ستحاول اقناعه ثم الذهاب والعودة فى اسرع وقت ... تعلم ان الامر سيكون مجهداً فى اقناعه ربما شبه مستحيل ولكن ان اضطر الامر ستنتظره حتى ينهى اوراقه ويذهب معها .
كما قررت مفاجأته بشئٍ آخر اليوم ..
خرج من المرحاض بعدما آخذ حماماً دافئاً ينظر لجسدها الملتف حول الغطاء الدافئ بنعومة ... ارتدي ثيابه التى عبارة عن جلباب صعيدي اعتاده مؤخراً فجعله هالة من الهيبة والرجولة واكمل هيأته بلفة الرأس الخاصة بالصعيد ( عمة ) ثم نظر لهيأته بفخر .
اتجه اليها ودنى يقبل جبينها بحب مردفاً بهدوء _ ايه يا ليني مش كفاية نوم بقى ... يالا قومى علشان ننزل ... الجماعة تحت اكيد مستنيينا على الفطار .
تمتمت بنعومة وهى تدعي النوم _ حاضر يا سلطان ... شوية كمان وهنزل .
تحسس جبينها مردفاً بقلق وتساؤل _ انتى تعبانة ! .
هزت رأسها تردف باطمئنان _ لاء يا حبيبي ... انا كويسة جدااا ... انزل انت وانا هاخد شاور واحصلك .
تعجب يضيق عيناه ثم لوى فمه مردفاً _ تمام ... على راحتك .
وقف يغادر خارج الغرفة فانتظرت الى ان اغلق الباب وقامت من فراشها بحماس ثم اتجهت للمرحاض واخذت حماماً سريعاً ثم خرجت ترتدى ملابسها التى اوصت سهيلة امس بشرائها .
ارتدت الزي الذى عبارة عن دريس طويل لونه اوف وايت واخرجت تلك القطعة التى نظرت لها بحماس مردفة وهى تضعها على رأسها بعدما جففت خصلاتها _ الله عليكي يا سهيلة ... لونه تحفة .
ارتدت الحجاب بلون الكشمير الهادئ وبرغم الصعوبة التى واجهتها فى لفه الا انها فى النهاية ظهرت بشكل جميل وملامح ناعمة بريئة ووجه اشرق بجمال الهيّ .
تطلعت لهيأتها فى المرآة بسعادة واستعدت للنزول بحماس ولكن اوقفها رنين هاتفها فتطلعت عليه وجدتها وداد ...
جلست على طرف الفراش تردف بترقب _ وداد ! ... وحشتيني .
اردفت وداد بحنو _ وانتى كمان يا سيلين ... ناوية تيجي امتى ؟ ... استاذ ممدوح بيقول يومين والتأشيرة تكون جاهزة ..
توترت قليلا واردفت بهدوء _ تمام يا وداد ... بس انا نويت اقول لسلطان .
فرحت وداد مردفة بسعادة _ عين العقل يا سيلين ... كدة احسن ... ده غير ان عمك عرف بحكاية الصين دي وانتى عارفة انه شرانى ... الاحسن سلطان يكون عنده علم وياريت لو جه معاكى .
تنهدت سيلين تردف بشرود _ انا فعلا فكرت فى كدة ... انا وسلطان قررنا نعطى لعلاقتنا فرصة تانية يا وداد وعلشان كدة مينفعش اخبي عنه حاجة زى دي .
اردفت وداد مؤيدة _ ايوة بقي يا سولي خلينا نفرح ... برافو عليكي انتى كدة ماشية صح ... اتكلمى معاه وعرفيني عملتى ايه ... تمام ! .
اردفت سيلين براحة وسعادة _ حاضر ... متشكرة اوى يا وداد ... متشكرة انك فهمانى .
اردفت وداد معاتبة _ انتى غالية اوى عندى يا سيلين ... بلاش تشكريني على واجبي تجاهك .
اغلقت معها بعدما ودعتها ووقفت تستعد للنزول بحماس ..
بينما فى الاسفل تجمعت العائلة حول مائدة الافطار بينما اردف الجد توفيق يسأل حفيده _ مرتك فين يا ولدي ؟
اردف سلطان بترقب _ نازلة حالا يا جدي .
تنهد الجد فهو لا يحب خلف مواعيد الطعام بينما استغلت روايح هذا واردفت بحدة _ كيف ده يا بوي ... عيب جوي لما كبير العيلة يجعد يستنى الست هانم مرت حفيده لما تنزل .
اردفت سلطان مدافعاً بقوة متجاهلاً لها _ حقك عليا يا جدي دي غلطتى انا ... انا اللى صحيت سيلين متأخر وهى بتجهز ونازلة حالاً .
اومأ توفيق بينما قاطع حديثهم دخول سيلين تردف بحرج متحمحمة _ احم ... انا بعتذر لتأخيري بس مكنتش عارفة الف الحجاب .
التفت سلطان يتطلع اليها بزهول وهو يراها ترتدى حجاباً جعل منها ملكة متوجة على عرش قلبه .
اما الحاج توفيق فابتسم بسعادة واردف _ الله ينور عليكي يابتى ...زي الجمر .
بينما اردفت سهيلة بسعادة _ والله معاك حج يا جدي .
اما منيرة وبدرية فابتسمتا تباركان لها بينما محمود نظر لسلطان الذى يطالعها بحب وفخر وقد عقد لسانه .
اقتربت سيلين منه ببطء حتى وقفت امامه واردفت بخجل من نظراته _ ايه رأيك يا سلطان ؟
وعى على حاله واردف بسعادة وابتسامة واسعة متسائلاً _ مقتنعة بيه ؟
اردفت بتأكيد وسعادة _ جدااا .
اردف بحب _ يبقى روووعة .
ابتسمت برضا وجلست بجواره تتناول الفطور وسط العائلة بسعادة بينما عيناه لم تكف عن النظر اليها كل ثانية فلم يشبع من ملامحها الجميلة بعد .
انتهى الفطور ووقفا سلطان ليغادر الى عمله يردف وهو يتطلع لها بحب _ انا هروح شغلي ... وانتى لو احتجتى حاجة كلميني .
اومأت له بخجل بينما تطلع الى والدته يردف بحنو _ محتاجة حاجة يا ست الناس .
ابتسمت منيرة برضا داعية له بصلاح الحال ثم انطلق مع عمه بعدما ودع جده ايضاً ..
وقف ليفتح باب المنزل ثم ما لبث ان فتحه فوجد آخر شخصان يود رأيتهما امامه ...
يتبع ...
تفتكروا مين وجايين ليه ؟ .. وسلطان هيتصرف ازاي ؟
•تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق