Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية امنيات اضاعها الهوى الفصل العاشر 10 - بقلم اسما السيد

 رواية امنيات اضاعها الهوى الفصل العاشر 10 - بقلم اسما السيد 

( أمنيات أضاعها الهوى)
الفصل العاشر:
الحياة لن تقف على أوجاعنا ستمر بحلوها ومرها لطالما كانت مؤمنة بذلك، وبأن لا أحد سيرأَف بها، ولن يرحمها الغريب ما دام القريب نهش منها وخاض بعرضها.
الحياة ستمر، ولن تمتد يد أحد؛ لتراعي طفلها ومطالبة، ولن يعمل أحدهم على الإتيان لها بمتطلباتها.
 لذا عليها أن تُنحي ذلك الخوف والقلق من الآتي جانبًا.
أن تعمل علي جفاف دموعها  علي الفراش ولا تأخذه معها لغرفةِ معيشتها حتى لا يراها طفلها .
تذكرت فراشها  التي ظلت طيلة  الليل ترتجف، وتبكي  أسفله، ولم تمتد يد أحد كي تمسح دموعها وتسحبها لأحضانها. هنا تذكرت زوجها التي تخلصت من رابطة الأبدي حينما أقامت عليةِ دعوى طلاق للضرر وتخلصت منه حينما حكمت المحكمة بطلاقها منه. تخلصت من تلك الليالي الطوال التي ظلت تشكي حالها لحالها، وتبكي وهو مغترب يلهو مع العاهرات كما كان يصلها دومًا. هو دائمًا ما كان بعيد عنها لا يكترث حتى لمعرفة ما أن كان طفلة  بخير أم لا! لا تعرف كيف كان يغفو وهناك بآخر بقاع الأرض قطعة منه لا يعرف عنها شيء؟!
لكنها توصلت بالنهاية أن هناك آباء قادرون حقًا على قتل كل شيء حلو بداخل أطفالهم، وزرع الندم والوجع بداخل زوجاتهم، وهذا أن كانوا يعدونهم زوجات لهم، هناك من هم قادرون على لفظهم بعيدًا، وتحطيمهم، وتحطيم آمالهم، إنها الحقيقة الوحيدة التي توصلت لها، والتي عاصرتها بمشكلاتها معه، فبئسًا لأولئك ..صدقًا بئسًا لهم !
 تذكرت تلك الأيام التي كانت تقضيها تفكر هل سيّكفيها مصروفها للغد أم لا؟
لم يختلف الأمر عليها كثيرًا  إلا أنها تخلصت منه ومن رابطهُ بينما دعائها عليه وعلى من بلاها به لازال قائمًا .
لقد كانت الوحدة دومًا حالها. لم تشعر يومًا بالحنين لزوجها،  ولا لوجوده بينهم لم يحبها وهي كمثل. زيجة مصلحة كلٌ منهما وجد مبتغاه من الآخر كما كان يخبرها هو أرضى والديه، وهي كمثل  رضت والدتها التي لا ترضى أبدًا مهما فعلت لها. 
لطالما قرأت عن الأمان، وعن جمال الشعور بوجود ذراعين تتلقفَك وقت الحاجة والمرض لكنها لم تكن ممن أنعم الله عليهم به، وهي ّ حامدة شاكرة.
الآن عليها أن تُذكر نفسها جيدًا دائما أنها لا تمتلك رفاهية الإنهيار التام، ولا وقت كافي لديها  لكي تأخذ وقتها وتتأقلم وتحزن، وهذا كان أكثر شيء متعب عليها في كونها أمًا وأبًا. أن تحنو وتقسو بذات الوقت أمر مزعجٍ ومؤلم.
 الشعور بالتناقض طيلة الوقت أن تكون أمًا وأبًا، وصديق وصديقه بذات الوقت إنه لأمرٍ مرهق حقًا.
لملمت كل شيء من خلف طفلها بعد أن ودعته للمدرسة . ارتدت ثيابها، ولأول مرة لم تستطع أن تقف أمام مرآتها تتأكد من هيئتها .
مازال عقلها يدور بداخلة حربًا ضروس لا تعرف كيف ستنجو منها؟
اليوم تشعر أنها ودعت ابتسامتها بلا رجعة خصيصًا مع الأمر الذي صدر بوقف برنامجها، وإعدادها ، وتلك الأمور الكارثية التي التصقت بها ناهيك عن خذلان المرأة التي كانت على استعداد أن تضحي بحياتها من أجل حقها. ذلك الأمر كسرها فعلًا.
 تعلم أن رامي يخفي عنها الكثير لكنها آثرت أن لا تسأله يكفيها ما عرفته للآن. هي لن تستطيع أن تحمل كل ذلك على عاتقها..
قررت اليوم أن تتحدى خوفها، وتذهب لجامعتها حتى لا تودع كافة أحلامها دفعةً واحدة.
بالأمس ودعت حلمًا تعبت من أجله، وباتت موقنة باستحالة عودته مرة أخرى.
واليوم هي عاكفة على الاستمرار بما تبقى لها لكن ما أن دلفت لسيارتها حتى ترحل لجامعتها التي سجلت بها من أجل الدكتوراه تذكرت أنها لم تفتح هاتفها منذ أمس بعدما استحال عليها النوم .
مدت يدها وجلبته من حقيبتها وفتحته. حانت منها التفاته فوقعت عينها علي مرآة السيارة الجانبية. لوهلة انتبهت لهيئتها الشاحبة، ولعينيها التي مازالت  تغشاها الدموع لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح ما أن سارت قليلاً والهواء الطلق تسلل لها من نافذة السيارة فتناسَت ما ألَم بها وأوجعهَا .
حانت منها التفاتة أخرى فلمحت تلك السيارة التي كانت مصطفة خلف سيارتها قبل سيرها. لفتت انتباهها مجددًا لتكتشف بالنهاية أنها تسير خلفها تمامًا، وكأنها ظلها هتفت بغضب :
_ مؤكد هو العجوز الخرف اللعنة علية لن يخيفني.
أغمضت عيناها تتذكر اليوم المشؤوم التي التقته به، قبل أشهر بتلك الحفلة التي أعدها الشريك الثاني للمالكي، والذي لم تراه إلا ليلتها.
قبل أشهر:
_ لن أذهب يا رامي أرجوك لا تضغط عليّ.
 انتفضت هبة مردفة بغيظ:
_ إلى متى ستبقين هكذا جبانة تشجعي يا ربى برنامجك هو الأفضل بالقناة، وأنت ملكة الليلة لا يجوز أن لا تأتي!
_ أنتِ لا تعرفين  شيئًا عن مدى قلقي، ماذا أن التقط أحد لي صورة أو فيديو ونشرها ووصلت لعائلتي حينها سيذهب كل شيء أدراج الرياح، ولن أكون أي شيء بعد الآن! أنا خائفة ثم كيف سنترك الأطفال وحدهم؟!
نهرتها هبه مجددًا :
_ هذة جميعًا حججًا فارغة الأولاد ستهتم بهم أم رضوان وزوجها هم من الأساس غارقون باللعب انظري لهم.
نظرت لطفلها وابن هبة الغارقون حقًا باللعب على جهاز البلايستيشن غير مكترثين بما يدور من خلفهم  ثم هتفت مصرحة بخوفها الأكبر :
_ وماذا أن التقط أحد لي صورة ما يا هبة ؟!
_ لن يحدث لا تقلقي الحفلة مؤمنه تمامًا المالكي وشريكة حرص علي عدم وجود الصحافة ولا الإعلام لوجود الكثير من المهمين هناك.
بصعوبه رحلت معهم وعلى مضض أيضًا. كانت تشعر بأنها مختلفة عن هذا العالم تمامًا حرصت على ارتدائها لفستان مناسب تمامًا لحجابها الذي تراه ما يميزها.
 بأقصي أحلامها لم تفكر بلفت انتباه أحد، ولا أن تكون محط أنظار أحد لكن ما أن دلفت، ورأت رُقي الحفلة صدقًا ورقيها، وخصوصيتها نست نفسها بينهم.
 أكثرهم كان من العاملين معهم بينما تنحى رجال الأعمال والمستثمرين بجانب بعيدون بمجلسٍ ممل لم يروقها مطلقًا .
بينما انغمس رامي بينهم، وظلت هي وهبه منفصلين بعالم آخر يثرثرون كعادتهم، وعادة النساء جميعهم.
إلى أن اقترب رامي يمد يده؛ ليرقص مع زوجته على تلك الموسيقى التي صدحت من خلفهم . لم تنتبه بعدها لشيء إِذ انغمست بالحديث مع شقيقتها على الواتس تحكي لها بالتفاصيل المملة التي تراه بالحفل .
لم تنتبه إلا علي تلك اليد الممدودة لها، وصاحبها يعرف نفسه عليها،  ولم يكن إلا " فريد الزيني"
رفعت وجهها تلقائيًا تنظر له فوقعت على  عيناه التي قرأت ما بداخلها بسهوله . نظرة ذئب مفترس لم ترتح  لها أبدًا ناهيك عن رؤيتها لالتصاق تلك المرأة به قبل قليل بطريقة تبعث الغثيان بالنفس .
_ أتسمحين لي سيدتي؟
لم تستطع أن تمحي نظرة الاشمئزاز من علي وجهها، ولم تكن على دراية بعد بمن هو هذا أجابته بصوت متهكم واثق:
_ لا بالطبع أنا لا أرقص يا سيد.
لم تنتبه لنظراته الغاضبة النرجسية التي طلت من عيناه ما أن اشاحت بوجهها عنه. 
النار اشتعلت بجسده، وهو يفكر بحقد ليس هو من يرفض هكذا، والنساء جميعًا يلقين بأنفسهن أسفل قدميه.
 أنقذت الموقف منى التي لمحتها تقترب واضعة يدها بكف يده  التي مازالت ممدودة  لها، وكأن الصدمة ألجمته، مردفه بخبث لم تنتبه له:
_ أنا أرقص معك أيها الوسيم.
ما تلى ذلك من  مقابلات كانت على ثقة أنها مدبرة حتى تلك الليلة المشؤومة التي تجرأ بها عليها وما حدث بها .
حينما تفاجأت به خلفها بالنادي المشتركة به هي وهبة والذي اكتشفت فيما بعد أنه شريك به حينها تجرأ ليحاوِل التعدي عليها بالغرفة التي كانت تبدل ثيابها بها والتي صدمت من خلو المكان آنذاك، وهي وحدها  معه  حينها استطاعت تخليص نفسها منه حينما هجمت علية بجرأة، وأصابته بضربةٍ مميتة بين فخذيه.
فاقت من شرودها على صوت زامور السيارات من خلفها؛ لتنتبه قبل ارتكابها حادثا آخر هاتفة بأعين متسعة:
_ ياالهي الصبر ، ألا يكفي تلك المصائب لتأتيني أخرى.
**********
يدية امتدت لمكان ضربتها من قبل. هي لا تعي حجم الكارثة التي كادت تتسبب بها له، لولا تدخل الأطباء لإنقاذه. لقد كاد يلقى حتفه بسببها. 
اشتعلت عينا فريد الزيني بالغضب، والرغبة المجنونة بها أكثر من ذي قبل. هو يحب هذا النوع، يحبه جدًا ويعشقة.
رفع يده الممسكة بعصا غليظة للأعلى بقوة. تشبة عصا البهائم التي يسوقها بها أصحابها، ومن ثم هبط بقوته على ظهر العاهرة التي أمامة؛ لتصرخ منتشية:
_ مرارًا يا سيدي.
_هل أعجبتكِ يا مومس؟
_ جدًا يا سيدي مرارًا مرارًا.
_ لكٌ هذا يا عاهرة.
________
_ ماذا حدث يا معاذ لما طلبنتني علي وجه السرعة هكذا؟
كان هذا صوت رامي المضطرب قبل جلوسه أمام معاذ الذي هاتفه صباحًا طالبًا منه أن يقابله على وجة السرعة بذلك المقهى خلف الكومباوند الذي يعيش به.
زفر معاذ دخان سيجارته هاتفًا به بغضب مستتر:
_ اهدأ والتقط أنفاسك أولًا .
 كاد رامي يجن من برودة الذي يتمتع به، وما إن هم بالصياح عليه هتف معاذ:
_ تمام اهدأ الأمر بخصوص موضوع ربى اهدأ، وانصت لي جيدًا فلقد اكتشفت كارثة، وعلينا أن نتصرف بهدوء.
_ ياالهي انت تخيفني تحدث معاذ لم يعد بي أي أعصاب.

الحقائق التي سمعها من معاذ أخرسته. أيعقل أن تخفي ربى عنهم شيئًا كهذا أو هناك شيء آخر لا يعلمه هو.
تُرى هل تعلم زوجته بالأمر، واخفوا عنه اثناهم شيئًا كهذا.
_ أنت متأكد يا معاذ مما تقول، الا يوجد احتمال للخطأ؟
_ أي خطأ وانت بنفسك قلت أنه كان بالفعل بتلك الحفلة . أنت تعي جيدًا أني أقول الصدقة. ربى بقائمة فريد الزيني. أراد أن يتمتع بها ويضمها بعد ذلك ل.
_ لا تكمل..علي جثتي ..إن لم تتصرف أنت أقسم أقتله وأخلص منه، وأخلص البشرية منه أيضًا.
_ إهدأ يا رامي الأمر ليس بتلك البساطة، ولسنا بحاجة لتهَورك.
_ اي تهور يا هذا انها كشقيقتي لن أسمح له بذلك، وتلك المرأة التي تسببت لنا بالكارثة لن ارحمها .
_ هي أيضًا لا ذنب لها لا تظلمها.
_ ومن المذنب إذًا لا تجنني؟
_ دعك من كل هذا واستمع جيدًا لي حتي نخلص ربى أولا من شر هذا النجس.
_ دُلني أرجوك علي طريق حتي لو كان سفرها خارج البلاد أنا لن أستطيع تحمل ذنب أذيتها.
_ اهدأ يارامي سفرها للخارج ليس حلًا كما أن هذا النجس بعلاقاته سيصل لها على كل حال.
_ يا الهي.
شرد رامي  تمامًا خائفًا حتى أنه نسى وجود معاذ الذي استقام مجيبًا على هاتفه كان يفكر بما يقوله. حتي حينما عاد ليودعه على وعد قريبًا باللقاء لم ينتبه له .
للآن لم يصدق أن لقاء عابر بين فريد الزيني وربى قد يدفعه لفعل ما فعله لكن ما علاقة ذلك كله ببرنامجهم وتلك المرأه الذي يقسم أنه هو نفسه صدقها ما الذي دفعها لتكذب هكذا ؟
استقام سريعًا قاصدًا عادل المالكي ليجلسوا ويفكروا ويعود بعدها للمنزل. ما أن واجه هبة. لم تستطع اخفاء الأمر أكثر لقد حذرت ربى أنها غير مطمئنه للأمر كله،  ولم تكترث ناهيك عن  أنهم حزنوا حقًا، وتأثروا بحديث المرأة وقرروا مساعدتها بجانب صمت الزيني طيلة شهرين كاملين مما جعلهم يظنوا أنه صرف نظر.
_ كيف لم تخبريني بهذا الأمر من قبل؟ كيف استطعتٌ اخفاء أمر ملاحقة ذاك النذل الحقير  لربى منذ يوم الحفل؟
كيف تخبره أن ربى عزيزة النفس، وتوسلتها باكية ألا تدخله بالأمر مخافةً أن يلحقه الزيني بالأذي المعروف عنه، وأنها لم تكن تريد أن تحمل نفسها ذنب أصابَتة مكروه. يكفيه مساعدته لها، وهي كزوجة له شعرت أن ربى محقة وان إصابته بالأذى هو ما لن تصمت عليه. لقد تصرفت بأنانية مفرطة واستعملت حقها كزوجة له فكرت بعائلتها فقط كما ذكرتها ربى.
لا تنكر مدى حزنها خصيصًا بعد تلك الليلة التي هاجمها بها ذاك النذل، وما حدث .
_ أجيبي سؤالي هبه؟
انتفضت علي صوته مجيبة إياه بصوت مختنق:
_ كان هذا مطلبها لقد ترجتني ألا أخبرك. أنت تعرف مدى تحسس ربى من مساعدتك لها قالت يكفيه ما فعلة من أجلي لا أريد أن يتأذى بسببي.
_ يا الهي يا لِغبائكما ألم تفكروا للحظة بأن ما يحدث الآن، واختفاء تلك المرأة، وظهورها، وشهادتها الكاذبة، وامدادها لنا بكل المعلومات هذهِ هو فخ اوقعنا به الزيني ليصل لها.
ابتلعت هبه ريقها، وهي تفكر حقًا منذ الصباح بذلك. لم تستطع أن تبعد فكرها عنه. لقد بحثتا هي وربي عن كل الأسباب التي قد تدفع احداهن للكذب هكذا، ولم تجد سبب.
_ هذا ما أخشاه حقًا.
_ يا إلهي ماذا أفعل بكما؟ هل اقتلكم ام ماذا؟
قطع صوت شجارهم جرس الشقة التي أسرعت هبة لتفتحه حينما بدأ القادم بالنقر علي باب الشقة بنقرَته المميزة صرخت فرحة ما أن فتحت بابها:
_ أثير  هذا أنت أخيرًا .
__________ 
جلس بيجاد على مكتبه بعد ليلة عاصفة عصفت به، وبكل ما توقعه بعدما أخبرته شقيقته بما استمعت إليه.
من البداية كان متأكد بأمر والده،  وبتلك المعلومات التي لا تخرج إلا من بين العائلة. كان يشك بالبداية بأن أحدهم سرب معلوماتهم هذه . شك بالجميع لكن لم يخطر لعقله أن الأمر قد يصل به لهذا الحد أبدًا، وأن والده بنفسه هو من خطط لكل ما يحدث معهم ليصل لإمرأه.
الغضب تملك منه ما أن وصل تفكيره لهنا مجددًا قبل أن يدق باب مكتبه آمرًا منذر بتنفيذ ما خططوا له مسبقًا بلقاء عاجل مع تلك المدعوة وإعدادها.
رحل مساعدة، وبقي هو ينظر أمامة بصمت قبل أن تدلف سكرتيره بعدما سمح لها :
_ دكتور بيجاد هناك شخصًا بالخارج يريد مقابلتك ؟
_ هل لديه موعد مسبق؟
_ لا لكنه يقول أن الأمر هام لا يحتمل التأجيل؟
كاد ينهرهَا صارخًا لولا جرأة الرجل ودلُوفه خلفها:
_ آسف على ذلك، واعتذر لكن لم أجد طريقةً أخري أراك بها غير هذه.
مد يدة معرفًا عن نفسة : معك " عادل المالكي"
عرفة علي الفور أشار للِسكرتيرة أن تخرج، وأشار له بالجلوس قبل أن يهتف المالكي مجددًا:
_ أعلم أن زيارتي متأخرة، ولكن !
صمت المالكي يشعر بالتعب الشديد وضع يدة على قلبة بوجع لاحظة بيجاد الذي انتفض مردفًا:
_ أنت بخير .
_ نعم..نعم
***********
اتسعت أعين أثير بصدمة بعدما أخبرتها هبه بما حدث. انتفضت كَالملسوعه مردفة بصدمه حقيقة:
_ ياالهي فريد الزيني!
_ نعم .
_ لما لم تخبروني هبه؟
_ لم أرد أن ازعجك أثير لست غبية لأعلم انك تهربين من أحزانك.
_ اف وما العمل الآن؟
_ علينا أن نجد تلك السيدة ونقنعهَا بأن تقول الصدق فهي مؤكد لديها سبب لما فعلت، وهي من ستخلص ربى من ورطتها.
_ أنتِ طيبة جدًا يا هبه أظن أن فريد الزيني أخبث من ذلك.
_ ماذا تعنين أثير؟
_ ما فهمته تلك المرأة أصبحت كَرتا محترقًا، والخلاص ليس معها.
_ مع من إذا ؟
_ بيجاد الزيني.
_ هل تعرفينه هذا..من هو؟
_ ابن فريد الزيني.
_ ياالهي أنتِ متأكدة.
_ بالطبع..
 _______
بدأت نيرة  بتنفيذ أولى مخططاتها وحدها بدون تدخل من أحد، الغيرة ما تتحكم بها بعدما هددها فريد علانية أمس بالبعد عن المذيعة هذة.
بدأت  بتسريب ذاك الخبر الصغير عن حياتها الشخصية جدًا بعد فضيحة تهكير الصفحات، وما حدث عليها وبها. مادامت لم تلين بعد، وتخضع لعمها ستجعلها تتجرع الندم.
تصدر الخبر صفحات السوشيال ميديا حتى أصبح الترند الأول، وتصبح ربى راشد رائجة علي محركات البحث مجددًا بسؤال استخدمته المواقع الإخبارية ليتصَدر الترند: هل ربى راشد طلقت زوجها حقًا أم خلعته؟
ضحك بصخب، وهو ينفث دخان سيجارته منتشيًا بما يحدث . أمس بعد لقاء مدّبر بينه وبين المالكي وشريكة. صرح له بأن نسبته بالمحطة تلزمه رغم صدمة "عصام السكري" لكنه لم يكترث بصدمته.
كان عصام يظن أنه سيتركة ينفرد بنصيب المالكي لكنه أراد أن يقدم نصيب المالكي كهدية لها بعدما ترضخ وتلين له. هو لن يتركها مؤكد سيداوي جراحها بالتأكيد الذي افتعلها بيده فقط؛ لتلين رأسها.
لقد وضعه علي مفترق طرق أما القبول أو تنفيذ تهديده له، والذي لم يكن غير العبث بابنته الأحب على قلبه.
 المالكي له ابنة جميلة ، مثقفة تدرس بالخارج. بلحظة واحدة يستطيع أن يحولها من ابنة مثالية لآخري مدنسة عاهرة.
هو لا حدود له، والجميع يعلم بذلك.
تركه؛ ليراجع عقلة وهو يعلم أن لا مجال للرفض سيوافق لينقذ ابنته قبل أن تتحول لخِرقة بالية.
_ انت داهية حقًا، كيف خَططت لكل ذلك؟
_ وكأنك لم تكن معي!
هكذا أجاب فريد عصام الذي مازال ينكر علية فعلته، والذي كان يظن أن الزيني سيتركه يستولي على المحطة وحده .
كان يعتقد أنه المستفيد الأول من بيع المالكي ولكن اعتقادهِ لم يكن بمحله.
_ انت داهية حقيقية، أتفعل كل ذلك من أجل امرأة؟
اتسعت أعين الزيني، وهم بدفعه لولا بعض الصبر حتى لا يتعرض للخيانة منه.
_ أنا لا أُرفض! سأجعلها تندم كما أنها ليست أي امرأة إنها ربى راشد.
_ وماذا عن الإذاعة، وما اتفقنا علية؟
_ انس أمر الإذاعة هذة خصيصًا فهي تلزمني ربما ساعدتك بفتح أخري تنافسها فيما بعد.
زفر السكري محاولًا كظم غيظه منه بالنهاية لا يستطيع العبث معه لأمور كُثر يخشى افتضاحِها. أنه شيطان متنكر، ولا يريد أن يتأذى منه .
_ حسنا.
 ********
اتسعت أعين بيجاد ما أن استمع لما يقوله المالكي الذي اقتحم مكتبه بعدما استطاع تمالك نفسة.
كل ما سمعه منه لم يزده إلا إصرارا على مساعدة تلك المذيعة، وما قرره سينهي تلك المهزلة، وبأسرع وقت وإن كان عليه أن يخرج عن مبادئة 
أجاب  بيجاد بغموض طلب الرجل:
_ حسنا أنا موافق على ما قلت لكن قبل ذلك لقد طلبت اجتماعًا مع المذيعة، واعدادها، وللاسف رفُض الطلب قبل قليل.
زفر المالكي بتعب:
_ لا عليك من ربى أنا سأجمعك بها. إنها صاحبة رأس يابس لا يلين. الآن فقط لننْهي ما جئتك من أجلة.
أومأ بيجاد برأسه قبل أن ينظر لِمنذر الذي عاد بعد استدعاء بيجاد له، وهتف :
_ حسنا منذر يتولى الأمر  الآن.
*********
لم تشعر بأقدامها التي سارت كالهلام ما أن قرأت الخبر  الذي تصدر الترند. لقد فعلها ذلك القذر مجددًا حقا  ومازال يتعسس خلف حياتها. لقد كشف الستار عن كل شيء ظننته سيظل مختبيء إلى الأبد 
مالت برأسها تستند علي مقود سيارتها. لم تستطع البقاء أكثر بالجامعه بل لم تتذكر بالأساس لما أتت؟!
لملمت متعلقاتها، واختفت خلف زجاج سيارتها محاولة جمع شتات نفسها المحطمة.
كل شيء حولها يدفعها للإنهيار بينما تحاول أن لا تفعل.
هاتفهَا الذي رن بإلحاح لم تهتم به. لم يعد هناك شيء بعد لتقوله ولا لتجيب عليه حتى طلب رامي الذي أتى به من أجل اجتماع بينهم، وبين آل الزيني؛ لإنهاء الأمر رفضته تمامًا. تشعر بأن أحلامها وأمنياتها ضاعت بالهواء. ضاعت جميعًا هباءًا منثورًا.
عادت لتسأل نفسها بحيرة هل اخطأت بتصديقها للبشر؟!
هل بالغت بمساعدتها لهم؟
كيف تتحول مساعدتها لتلك المرأة لسلاح ضدها يفقدها أعز ما تملك ؟!
تقاوم ربى ألا تبكي وهي تستمع لحديث رامي بعدما انتهي اليوم وتجمعوا معًا خصيصًا بعد اجتماعه مع بيجاد الزيني، ورفضها الإجتماع معه .
تراه متفائلًا على عكسها تماما. أخذتها أثير بأحضانها وهي تهدهد بها كطفلة. تحاول الهائها عن ذرف الدموع التي تراها بعيونها .
 تخشى هي الأخرى  حقًا ما قد يحدث مع ربى لعلمها مدي بشاعة ذلك الرجل وقذارته. لا يروقها أن يثق رامي بتلك العائلة رغم أنها موقنه أن فريد الزيني هو النبتة الفاسدة الوحيدة بتلك العائلة. قذارته فاقت الحد لكن لم يكن  عليها إلا أن تثق برامي وَتؤازرة بإقناع ربى بمقابلة بيجاد الزيني لكنها رفضت كليًا.
نظرت لربى بحزن، وهي تعلم أن ربى تؤنب نفسها على ما يحدث فهي لم تُضيع نفسها فقط بل ضيعت رامي وإعداده والمحطة ومالكها الذين نَاصروها من أول يوم عملت به معهم. لو لم تتمسك بمساعدة تلك المرأة لما انتهي المطاف بها لهنا.
_ ياالهي كيف يتغير أولئك الفانز بلحظة. لقد كانوا بالأمس داعمون جدًا .
هتفت هبه بصدمه، وهي تقرأ التعليقات المقززة التي نالت من ربى بسبب تسريب خبر طلاقها الغيابي من زوجها حتى وصل الأمر؛ لاتهامها بخلع زوجها، وأشياء شنيعه لن تستطيع قولها لربى.
هتف رامي بتهكم :
_ إنه حال السوشيال ميديا جميعًا يا عزيزتي لا تهتمي سرعان ما سيصدر خبر جديد يلهيهم عنا، ولو كنت بحال أفضل لجَعلتهم ينسون بلحظه بالنهاية السوشيال ميديا لعبتنا.
عادت ربى تخفي وجهها بين كفيها قبل أن تنظر أثير لهم بغضب حتى يصمتوا.
دفعت أثير ربى لتنظر لها:
_ كفي ربى أنتِ اقوي من هذا لا تلتفتِ لهذا الأمر .
بالنهاية أنتِ لم تفعلي شيئًا لتخجلي من معرفة الناس به أنتِ سعيتِ لتكوني حرة من رجل لا يؤتمن عليكِ. لابد أن تكوني نموذجًا يحتذي به ليس إلا!
حاولت أثير أن تُهدأ بها، وتجعلها تفكر بالأمر بطريقة أخري نجحت نوعا ما خصيصًا بعد حديث المالكي لها قبل ساعات يخبرها أنه معها دائمًا، ويدعمها، وكل ما حدث ليس ذنبها وحدها. صدقًا لم تتوقع هذا منه. 
فكرت بوجع أنها لم تكن لتكون هنا لو كان والدها مازال هنا، ولم يفارق الحياة بوجعٍ آخر ليبقى ذكرى رحيله كارثة حقيقية لها. كلما تذكرته شعرت بالذنب وأنها هي السبب بموتة لو لم تتمسك بالزواج من ابن عمها النذل هذا.
ولم تكن لتكون بذلك الخوف لو كانت اختارت رجلًا ليكمل معها دربها كان سيقف كدرع حامي لها .
لو وجدت أخًا داعمًا ووالدة مهما افتعلت من كوارث بصفها.
تأملت حالها بوجع، وهي تسأل نفسها "لما عليها أن تكون بذلك البؤس؟! ومما هي خائفة بعد؟ ولما تشعر بأن هناك خطب ما بها؟ كلما تقدمت خطوة تتراجع الأخري وتحدث فشلًا ذريعًا بها..
ما يطمئنها أن الله يزرع الطيبون بطريقها، وهذا كفيل بإراحة قلبها، هي موقنة تماما أن ما قُدر لها آتَيِها ولو مرغمة.
*******
بعد أيام:
هدوء تام من الطرفين ناهيك عن بعض الأحاديث على السوشيال ميديا، ومن عليها . أولئك الذين لم يتركوا شيئًا يخصها لم يتحدثون به لكنها آثرت ألا تهتم، ولا تكترث بما يقال.
بعد اجتماعهم مع عادل مالكي واعدادة كما أخبروها وطلب المالكي منهم الهدوء؛ ليستطيع التوصل لحل يرضي الطرفين، ويخرجوا من مأزقهِم هذا بأقل الخسائر.
 كان هادئًا واثقًا وثقته تسللت لها. ناهيك عن رفع الحرج عنها حينما أخبرها أن الجميع قد يقع بذات الفخ. 
قد تُحكي لنا قصصًا كثيرة نتأثر بها، وتؤثر علينا بالمثل لكن علينا أن نتحرى الدقة بعد ذلك حتى لا نقع بذات الخطأ.
كان حديثه كبلسم نزل علي جراحها، وخوفها لكن مازال بالقلب خوف من شيء مجهول، ومن ذلك الحقير فريد الزيني الذي يلاحقها كظلها.

ليلا:
_ سنخرج يا ربى لا محال لما لا تريدين اخبريني؟
_ لا أريد بالله عليكِ اتركيني يا أثير.
_ وان توسلت لكِ؟!
_ اوف حسنا أين سنذهب؟ وماذا عن عز الدين لن أتركه وحده بالتأكيد مع كل هذه التهديدات التي تُرسل لي؟
كانت أثير أكثر من تعلم أنها تعاني خطبًا ما، تعبًا نفسياّ يجعلها تنكمش على نفسها منذ الحادثة خصيصًا بعدما وصل الأمر  لتهديدها بطفلها، وأشياء حرصت هي ألا تخرج للعلن لكنها بالنهاية لا تستطيع إخفاء الأمر عنها.
هناك أشياء لا يحتمل الصبر عليها، وهذا ما دفعها؛ لتفعل ما ستفعله.
لذا اتفقت مع هبة على أن تبقى بجانب الأطفال الليلة حتى لا يتسنى لأحد المساس بعز الدين وسَتتولي هي أمر الترفية عنها.
 هتفت أَثير بسعادة حقيقية فهي الأخرى كانت بحاجة للخروج، ولتلكَ النزهة:
_ لا تقلقي فهبه تبرعت أن تعتني بهما الليله. أقسم أنها مجرد خروجه لا أكثر كما أن هناك أشياء حدثت معي بالرحلة أريد أن أخبرك بها .
_ حسنا اوف أعلم أني لا خلاص لي منك، ومن الحاحك يا أثير.
ضحكتها كلتاهما وجهزوا أنفسهم وخرجوا بعد اطمئنَاهم على عز الدين.
بعد ساعة كانت أثير استطاعت أن تدخلها بمودٍ آخر، وادخلتها بأحاديثها التي لا تستطيع أن تحكيها لأحد غيرها  لعالم آخر من الضحك عليها، وعلى كوارثها. استطاعت أن تجعل ربى تندمج معها كليًا.
_ ياالهي! وماذا فعلتِ بعد ؟ يا خائنه لما لم تخبريني بذلك الأمر من قبل؟!
ضحكت أثير علي ربى التي انغمست كليا بحكايتها مع خالد ذلك الزميل الذي كان معها بالبعثة، وما فعلته به:
_ يا إلهي ربى مهما أخبرتك لن تتخيلي وجهه كيف اصبح بعدما مارست علية بعض حركات الكاراتيه التي أجيدها.
اصطفت سيارة أثير أمام مطعم راقي بمنطقة تخص الطبقة الراقية؛ لتهتف ربى بضحك:
_ ياالهي أين جئت بنا يا ابنتي يبدو باهظ الثمن،  وأنا للتو فقدت عملي.
_ لا تقلقي لقد أرسل لي أبي اليوم راتبي الشهري، عامرة يا ابنتي عامره.
اتسعت أعين ربى بصدمة من حديث أثير العفوي، وهي تفعل كمثل أولئك أصحاب محلات الجزارة ضاربة على صدرها:
_ يا الهي منكِ ثم ماذا أما زلتِ تأخذين راتبك منه؟!
_ نعم بالطبع ولما سأتركه بينما ينعم أبناء زوجته بخيره كله؟!
كانت أثير ابنة لأحد الأطباء الأثرياء يعمل بالخليج ماتت والدتها فتزوج أبيها أخري خليجية، وعاش معها ببلدها لتعود أثير لتعيش مع جدتها التي فارقتها قبل سنوات حينها عادت أثير لأبيها لمدة سنة، ومن ثم عادت لهنا مجددًا تعمل بإحدى المستشفيات الكبري.
دلفتا كلتاهما يثرثرون غير منتبهين لشيء أبدًا. كانت كلتاهما جميلتان بدرجة مبهرة ملفتة لفتت انتباه الجميع من حولهم.
هتفت ربى بقلق:
_ اتظنين أثير أن  ذلك الحقير مازال يتتبعني؟
_ لا تهتمي ربي أن كنت تخشين منه مرة فهو يخشى منك الف مره  الآن خصيصًا بعد تلك الكوارث التي حدثت. انت قادره على ما لا يقدر هو عليه.
_ ماذا تعنين؟
_ انت قادرة علي قلب السوشيال ميديا عليه يا ربى. افهمي ربى. لقد خلعت السوشيال ميديا رؤساء العالم العربي الن تسقط الزيني.
_ لكن.
_ لا لكن ..إهدأي، ولا تفكري بالأمر، واعلمي أن مادام الأمر هدأ أنه قد يأس وأن هناك شيئًا يخشي منه.
____
_ ما بك لما صمت يا عمي؟
هكذا هتفت نيرة بغضب قبل أن بجيبها فريد بنبرة مبهمه لم تستطع أن تستشف منها شيء:
_ يجب أن نهدأ من لعبنا نيرة .
_ لكن.
_ لا لكن اغلقي الآن وابقي عينك مفتوحة لما يجري من حولك.
_ حسنا .
*****
حاليا هي لا تملك شيء من المستقبل ولا تعرف كيف ستنتهي لحظتها هذه، والماضي لن تستطيع أن تمحو كل ما حدث به، ولا أن تمنع ما جرى به . عليها فقط أن تتعلم الدرس جيدًا. عليها أن تتعلم أنها ستصادف الكثير ممن يستطيعون البكاء، وذرف الدموع بغزارة، وستشعر بالشفقة عليهم، وربما تبكي لبكائهم لكن القليل منهم فقط من يستحقون أن تقف بجانبهم، وتصدقهم، وأن الكثير منهم لا يستحق أن تسمعهم، ولا  أن تلتفت لهم حتى.
غرقت بالحديث مع أثير، ولم تنتبه إلا على صوت أحدهم تعرفة جيدًا:
_ ربى هذة أنت؟! ثم ماذا الدكتورة أثير؟؟
_ يالهي هذا أنت عمو عادل .
هكذا هتفت أثير بسعادة حقيقية حينما وقعت عيناها علي عادل المالكي برفقة أحدهم عرفته على الفور .
اقترب المالكي ملقيًا التحية عليهم بحب أبوي قبل أن يبدأ بتعريفهم:
_ ربى عزيزتي دعيني أعرفك برجل سيصدمك معرفته حقًا لكن له الفضل بحل أزمتنا الأخيرة.
كانت شاردة بهاتفها تراسل هبة كل دقيقة تقريبًا. انتبهت على صوت أثير لتَتفاجيء بمن أمامها. ابتسمت بهدوء ابتسامة زينت وجهها صدقًا جعلته يشع راحة تسللت إلي الواقف يراقب كل هفوةٍ تصدر منها:
_ دكتور بيجاد فريد الزيني، هذة ربى راشد صاحبة الضجة الإعلامية على مصانعكم.
اتسعت عيناها من اللقاء التي لم تحسب حسابه، وهي تفكر أن ذلك الواقف أمامها هو ابن لذلك العجوز الخرف، لم تنتبه لرد فعلها الصادم الا عندما دفعتها أثير بخفة من أسفل المائدة.
تفكر بامتعاض  أنها لم تنتهي من الأب بعد لِيأتيها ابنة  كادت تود لو تفر هاربة لولا احترامها للرجل الذي مازال داعمًا لها.
بهدوء مد بيجاد  يده لها، وعيناه عليها، وعلى تعبيراتها يحاول استشفاف ما تفكر به قبل أن تلحق الموقف أثير مردفة بذات الإبتسامة، وهي تقوم بالسلام بدلًا عنها:
_  بالطبع غني عن التعريف  دكتور بيجاد نحن نعرف بعض مسبقًا أليس كذلك .
لم تنتبه أثير لما تلفظت به وهما كذلك لكنها بالفعل لها حكاية معه من قبل لكنها آثرت أن تحتفظ بها لذاتها هي تعي جيدًا أن الماثل أمامها هذا رجلٌ مثالي لولا تلك الحادثة التي شهدت عليها من قبل وفقدانه لقدمه . لقد كانت ضمن الطاقم الطبي التي عالجة آنذاك .
كانت عيناه مازالت مثبتة على تلك التي مازالت ثابته بمكانها، وهو يفكر هل أحرجته  للتو قبل أن تردف أثير بابتسامة حرجة:
_ آسفة بدلًا عنها ربى لا تسلم علي الغرباء.
هز رأسه بتفهم.  إبتسامة عادل المالكي، واسترسَالة بالحديث  بما يخص الأزمة بينهم جعلة يبدو كمن نسي الموقف:
_ نحن هنا من أجل حل الخلاف نهائيًا بين اذاعتنا وبين آل الزينى  يا ربى. وبما انك رفضتِ من قبل الإنضمام، ما رأيك بالانضمام لنا الآن بما أنك ِ هنا؟
 كانت سترْفض لولا اندفاع أثير مردفة بنبرة معاتبة ومتعبه مما يحدث:
_ ياريت تنتهي. لقد سئمنا المعارك والله. تفضلوا ارجوكم.
نبرة أثير لم تريحها ، وكأنها كانت تعلم بهذا اللقاء، وهي من دبرت أمره مع عادل المالكي، وذلك الرجل  إذ عرض عليها من قبل، ورفضت رفضًا قاطعًا حقا. الآن باتت متأكدة أن أثير لها دخل باللقاء، وخصوصًا بعد مجيئها بها لهنا.
جلست على مضض، وهي تؤجل حساب أثير فيما بعد متوعدة لها لكن على رأيها لِينتهوا من هذا الأمر.
نظرتها لِأثير دفعتها للقلق من ما قد يحدث بينها من خلافات بالمنزل أن فطنت لشيء. نظرت أثير للمالكي بخوف قبل أن يطمئنها هو بعينة، ويبدأ بالحديث معها لكن ذهب كل شيء أدراج الرياح ما أن رن هاتف أثير بإسم هبة فاستأذنت منهم حتى تجيبها.
_ صدفة رائعة علي ما اعتقد.
لم يستطع إبعاد نظره عنها. لقد تأكد أنها هي منذ أن وقعت عينيه على صورتها داخل الملف الذي آتاه به مساعدة الخاص.
تلك الفتاة التي كادت تُدعس تحت أقدام تلك السيارة لولا يدية التي  تلقفتها، وكأنها صورة أخري لفنان أجاد رسم تعبيراتها كما الحقيقة.
كانت غاضبة متوترة لم يكن بحسبانه أنه سَيلقاها الليلة، وأن الأمر سينتهي بهما جالسان أمام بعضهما هنا بعدما رفضت كليًا مقابلته من قبل.
هو لا مشكلة لديه بفض الخلاف بينهما بالنهاية هي أكثر من تضررت .
حينما اقتحم المالكي قبل أيام مكتبة كان يركز كل اهتمامه عليها. ناهيك عن ابنته التي كان يعتقد أنها تستطيع حماية نفسها جيدًا أما ربى وطفلها فلا.
أصابه الفضول أكثر من ذي قبل لرؤية تلك التي يندفع الجميع لحمايتها، ويشعر أن وراءها قصة ما يحاول الجميع أن يحميها من أجلها.
أصابه الفضول حقًا لرؤية تلك التي يتقاتل عليها والده ليعود عقلة لِتوازنة، وهو يخبر نفسه انها بالنهاية امرأة وعلى حد معرفته هي بمفردها.
كان يريد بالبداية أن يلقنها درسًا قاسيًا لكن احترامًا للرجل الذي وثق به، وقدم اعتذاره له ناهيك عن المخطط القذر الذي اكتشف انها وقعت به التمس العذر لها، وله وأراد إنهاء المسألة  بلا خسائر أخرى ويبقى أمر والدة عليه.
نظر لها ولترْكيزها الذي انصب على هاتفها تارة وعلى مراقبة صديقتها تارة أخرى 
قبل أن تقترب أثير مردفة بصوت مختنق، وكأن أصابها أمر ما؛ لتنتفض ربى مردفة بخوف :
_ ما بكِ؟
كلاهما نظر لأثير باهتمام قبل أن ينتفض المالكي مردفًا:
_ أثير ابنتي هل حدث شيء ؟
اقتربت ربى منها مردفة بذعر:
_ تحدثي أثير هل حدث شيء لعز؟
قبل أن تجيبها أثير كان هاتفها يرن برسالة من رقم آخر كان ذلك العجوز الخرف كما تنعته يخبرها بخطف ابنها متوعدًا لها أن علم إحد بالأمر؛ لتطلقُ بعدها  آاهٍ  مزقت قلوبهم، وتغيب بعدها عن الوعي غير مدركة ما يحدث معها.
*******

  •تابع الفصل التالي "رواية امنيات اضاعها الهوى" اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات