Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشقي الابدي الفصل العاشر 10 - بقلم شيماء يوسف

 رواية عشقي الابدي الفصل العاشر 10 - بقلم شيماء يوسف

عشقى_الابدى
الفصل العاشر ..

مر اسبوع هادئ على نفس الوتيرة الا من تخبط اسيا فى مشاعرها من اقترابه المفاجئ تارة ، ومن غضبه الغير مبرر تارة اخرى ، لوت فمها بسخريه وهى مستلقيه على الفراش تفكر فيه ، فكرت بيأس انها اعتادت على تقلب مزاجه حتى انها كانت تذهب إلى المشفى يومياً مستعده لاى رد فعل غريب قد يصدرعنه ، كانت تحاول قدر استطاعتها إظهار اللامبالاه فى التعامل معه عكس ما يدور بداخلها ، فأحيانا يحاول الاقتراب منها دون سبب واحياناً اخرى يرمقها بنظرات ناريه وخصوصاً عند تعاملها  بود مع  الدكتور طارق اواحد زملائها فى العمل  ، تحركت من فراشها على مضض  فاليوم هو يوم عطلتها  لذلك قررت قضاءه مع والدتها والسيد كمال ، كانا فى المطبخ يعدان طعام الغذاء عندما انتهزت السيده جميله فرصه انشغال الصغيره اسيا باللعب مع السيد كمال فى الخارج لتسأل اسيا بحذر وهى تراقب الممر:
-" فى جديد عن مراد ؟!! " .. 
هزت اسيا راسها بالنفى ، فاستكملت والدتها السؤال :
" يعنى الوضع كويس ؟!  طب بالنسبه للمستشفيات اللى كلمتيهم حد رد عليكى ؟! ... 
اجابتها اسيا عابسه الجبين وهى تزم شفتيها إلى الامام معاً :
" ولا اى رد , مع انهم كانوا متحمسين جداً ,  حاجه غريبه! بس عمتا مفاتش وقت طويل يمكن احنا بس اللى مستعجلين " .. 
تنهدت السيده جميله ثم حاولت  طمئنه ابنتها بهدوء تفتقده :
-"متقلقيش اصبرى وربنا هيسهلك الحال ان شاء الله .. 
هزت اسيا رأسها هذه المره بأيجاب  تطمئنها وهى تدعى بداخلها ان تسير الامور على خير ما يرام ، انقضى ما تبقى من  نهارهم بسلام ودفئ عائلى وفى المساء حملت اسيا صغيرتها النائمه فى حضنها واتجهت بها إلى منزلهم الصغير لتضعها فى غرفتها وتستلقى بجوارها وهى مطمئنه ان صغيرتها تنام فى حضنها  بالقرب منها . 
.............
فى اليوم التالى كان موعد مرورها النهارى قد حان ، ومنذ لحظه دخولها المشفى وهى تلتفت كل دقيقه تقريبا تنظر حولها متسائله اهو بالمشفى ام لا ، فالبارحة كانت موعد عطلتها الاسبوعيه ، واليوم الذى يسبقه كان بعمل خارج المدينه وبناءاً على ذلك لم تراه منذ يومان ، بالطبع استطاعت معرفه تلك المعلومه من دكتور طارق بطريقه غير مباشره ، كانت تعلم أيضاً بمدى ضعف ارادتها امامه ولكنها كانت فاقده السيطره على قلبها بشكل كلى ، هذا ما فكرت فيه بسخط اثناء بحثها بلهفه عنه .. 
.. اما مراد فوقف بعيداً يتأملها وهى  ترتدى بنطال من الجينز الفاتح وبلوزه سوداء اللون تعكس بياض بشرتها وتزيدها جمالاً بشكل يخطف الانفاس ، اما عن شعرها فكان مُجدلاً بضفيره طويله تصل إلى ما بعد منتصف ظهرها ، يضاف إلى ذلك الرداء الابيض الخاص بالأطباء ، كانت تسير وهى تتلفت و تبتسم ابتسامه عريضه لكل من يصادفها فكانت أشبهه بالملائكة كما كان يلقبها دائما ب( ملاكى ) أوشك على التحرك فى اتجاهها عندما أوقفه دكتور طارق يتحدث معه عن بعض الامور التى حدثت البارحه فى غيابه ، ولكن كان تركيزه فى مكان اخر جعل دكتور طارق ينظر فى نفس اتجاه تركيزه ليرى اسيا ، ابتسم بخبث ثم هتف بأسمها فالتفتت على الفور ، ازدات ابتسامتها اشراقاً وهى تنظر إليه ، تقدمت فى اتجاههم بسعاده تضع كلتا يديها فى جيوب ردائها الابيض ثم توقفت أمامهم فعلق دكتور طارق بمرح:
 " اسيا , وأضح ان اجازه امبارح فادتك جداً الابتسامه الحلوه رجعت تنور المكان تانى اهى ...
ثم استدار موجهاً حديثه لمراد:
 -:انت تعرف يا مراد ان الموظفين هنا فى المستشفى مسمينها ( ذات الابتسامه الساحره ) من جمال ضحكتها ليهم ... 
دوت ضحكتها وهى تعود  براسها الى الخلف فى حركتها المعتاده ،  اوشكت على التعليق ولكن اوقفتها نظرته الجليدية التى رمقها بها قبل ان  يتحرك بتوتر فى مكانه دون التعليق على ملاحظه دكتور طارق ،  قطع الصمت بعد قليل مشيراً اليها فى حديثه :
-" دكتوره , لو سمحتى لما يكون عندك وقت فاضى تعالى مكتبى فى كام حاله كنت براجع أوراقهم ولما سألت قالولى ان التفاصيل عندك فياريت لو نراجعهم سوا " ... 
اومأت  برأسها على الفور وهى تجيبه بأهتمام :
-" اه قصدك حاله الطفل محمد والكام طفل التانيين ؟! ، اوك حاضر هخلص المرور بتاعى واطلع لحضرتك على طول " ...
هز رأسه موافقاً ثم انسحب بهدوء تاركاً طارق يلاحظ كل هذا التوتر الواقع بينهم ، سألها بعد انصرافه :
-" مالك فى حاجه جديده ؟! " ..
 إجابتها  نافيه ثم اكملت حديثها :
-" كنت خايفه جداً تسألنى عن اسيا وهو معانا , انت عارف انى مش عايزاه يعرف اى حاجه عنها خصوصاً فى الوقت الحالى " ..
اومأ طارق براسه متفهماً :
-" مفهوم مفهوم , مع انى ضد قرارك ده بس ليا انى احترمه , خلينا فى المهم لسه مضايقه ومقرره تمشى ولا اتأقلمتى مع الوضع الجديد؟! ...
 نظرت إليه بحيره ولكن نبرتها خرجت جديه وهى تتأفأف:
-" اتأقلمت وعايزه امشى ... 
نظر لها دكتور طارق بأستنكار فأضافت موضحه :
-" طول ماهو قريب منى يعنى قريب من انه يكتشف حقيقه أسو , عشان كده لازم اكون بعيده " .. 
أجابها دكتور طارق بأحباط :
-" طيب اتمنى على الاقل تبلغينى بأى خطوه هتاخديها قبلها , وبالمناسبه هو مسافر من بكره بره البلد ولمده اسبوع كامل , على الاقل فكرى تانى على مهلك فى الفتره دى وهو مش موجود " 
 اومأت برأسها موافقه ثم استأذنته فى الذهاب ، لم تعلم لماذا أحبطها سماع خبر سفره ، من الناحيه المنطقيه يجب ان تكون سعيده بذهابه حتى تستطيع الاسترخاء قليلاً ، ولكن الحقيقه هى انها قد اعتادت على رؤيته يومياً مره اخرى وهذا اكثر ما كان يؤلمها .
....... 
 انتهت استراحه الغداء لذلك قررت الذهاب إلى مكتبه ، طرقت باب غرفته فأذن لها بالدخول على الفور، كان مشغول ينظر إلى احد الملفات ولكنه رفع رأسه عندما لمحها وأشار لها بالجلوس على احد المقاعد ثم تحرك يترك مقعده ويجلس فى المقعد المقابل لها ، مجرد استقراره فى المقعد تحدث إليها على الفور بجديه :
 "- امبارح كنت براجع مع مدير الحسابات الملفات الخيرية واكتشفت ان ملف الطفل محمد مفيهوش اى معلومه , ولما سألته قال انك طلبتى انه يكون على مسئوليتك وان المعلومات الكامله عندك انتى , ممكن اعرف التفاصيل ؟!" .. 
اومأت برأسها بقلق وفى حركه تلقائيه ارجعت احدى خصلاتها إلى الوراء ثم بدءت تتحدث بنبره هادئه ولكن التوتر كان يكسو ملامحها :
"- انا بصراحه معنديش اى معلومه عنه عشان احطها فى الملف كنت لسه هتحرى عن الموضوع ده بس يمكن ملقتش وقت الكام يوم دول " ...
رفع احدى حاجبيه وهو يضع إصبعه تحت ذقنه و ينظر إليها بتعجب :
"- مش فاهم ازاى معندكيش معلومه وهو بقاله حوالى اسبوعين هنا ؟! "
- اجابته وتوترها يزداد : 
-"بص هحكيلك , من حوالى اسبوعين او اكتر تقريباً كنت فى طريقى للبيت وقررت أتمشى شويه على المضيق قبل ما اروح , وانا قاعده هناك لقيت واحده قاعده على جنب لوحدها وكانت عماله تعيط , قررت فى الاول انى أتجاهل عياطها ده ومليش دعوه ,  بس بعد كده لقيته بيزيد بطريقه صعبه مكنش ينفع اتجاهله اكتر من كده , فقررت اروح اشوف مالها لقيتها ماسكه فى ايديها ملف طبى بعد ما اتكلمت معاها كتير اكتشفت ان الملف ده يخص ابنها محمد وانه عنده مشكله فى القلب وللأسف لازم يستنى دوره عشان يدخل فى اى مستشفى عام وهى متملكش فلوس تدخله مستشفى خاص لان زوجها سابها ومشى بدون اى مقدمات ومفيش حد ممكن يعولها هى او طفلها  ، لما فتحت الملف فعلاً لقيت التقرير بيثبت صدق كلامها فطلبت منها انها تجيبه تانى يوم اكشف عليه واتاكد من التشخيص بنفسى وللاسف طلع التشخيص صحيح ولازم عمليه فى اسرع وقت والا حاله الطفل هتتدهور عن كده " ..
توقفت عن الكلام قليلاً  تنظر إليه برقه واضحه ثم اكملت وهى تمرر لسانها على شفتيها لترطيبها :
 "- بص انا عارفه ان مفيش حاجه تثبت صدق كلامها بس انا مكنش ينفع اعرف ان فى طفل محتاج لمساعده واسيبه , انا وقتها حسيت ان ربنا بعتنى ليها عشان احاول أنقذ محمد , ولو المستشفى مش هتقبله من غير مستندات رسميه انا متنازله عن اى حقوق ليا خاصه بحالته وهتكلم مع الدكتور المساعد والمخدر يتنازلوا هما كمان ولو على الغرفه انا هتكفل بيها تتخصم من مرتبى , المهم ان الطفل يعمل العمليه ويتحسن " ..
كان ينظر إليها بأهتمام ولكن دون اى رد فعل ، انتظرت منه ان يتحدث ولكنه لم يفعل فقط كان ينظر إليها بتفكر ، شعرت بالدموع تتجمع داخل مقلتيها من خيبه الأمل ، تحدثت تقطع الصمت بعد فتره وهى تتحرك من مقعدها فخرج صوتها متحشرج من اثر الدموع :
" - فهمت , انا هحاول اشوفله مستشفى تانى تتكفل بيه " .. 
لم تكمل جملتها فخانتها دموعها فى اخر كلمه لها لتجد نفسها تجهش فى البكاء، تحرك من مقعده وهو يلعن ثم فى الثانيه التاليه كانت بين ذراعيه يحتضنها بقوه وهى مازالت تشهق اشتدت ذراعيه حولها يضمها اليه اكثر وهو يتحدث برقه بالغه :
"- شششش , اسيا اهدى , بطلى عياط "... 
 ثم مسح بأحدى يديه على شعرها بينما الاخرى مازالت تحاوط خصرها بقوه وهو يضيف :
"- اسيا لو سمحتى اهدى انتى فهمتى غلط انا معنديش اى مشكله ان الطفل يتعالج هنا " ...
رفعت رأسها بأمل تساله :
"- يعنى ايه ؟! يعنى انت موافق انه يفضل ؟! " ...
أجابها وهو لايزال يحتضنها :
"- ايوه معنديش مشكله  وكل مصاريفه هنتكفل بيها كمان لحد ما يُشفى تماماً , وانا هدور على موضوع والده ده بنفسى , لو حقيقه هدخلهم تحت رعايه شركتى ".. 
 ثم رفع احدى يديه يمسح بسبابته دموعها برقه وهو يتحدث بحنان :
-"نفسى تبطلى تسرع وتسمعى الاول قبل ما تحكمى " ..
 استقرت يديه على وجنتها وهو يتنهد بعمق ، لم تشعر بيديها الا وهى تستقر فوق يده تتلمسها بشغف واشتياق، ارتجف من اثر لمستها واسودت عينيه من المشاعر التى تجمعت بداخله فأخفض راسه يستنشق رائحه شعرها الذكيه مطولاً ثم طبع قبله عليه قبل ان يستند بجبهته على جبهتها ليشعر بأنفاسها الحاره المرتبكة عليه ثم رفع كلتا يديه يحاوط وجهها اما هى فحركت كلتا يديها معاً وهى مغمضه العينين لتتمسك بذراعيه ليعطيها القوه وتستمتع بلمسته وقربه منها ، كان على وشك ان يطبع قبله على شفتيها عندما سمع طرق على الباب فابتعد عنها على مضض يتركها تستعيد توازنها قبل تحركها للخارج مجيباً للطارق بنفاذ صبر 
"-ادخل" ..
.........
 بعد مرور خمسه ايام كانت اسيا فى طريقها إلى الخارج هى وطفلتها عندما رن هاتفها الخلوى ، أخرجته تنظر إليه ليظهر اسم والدتها على الشاشه ، أجابت على عجل  فجاءها صوت والدتها القلق من الطرف الاخر :
-" اسيا , اتصلوا بيا من البلد يقولولى ان خالتك تعبانه شويه وان لازم اسافرلها دلوقتى , متقلقيش مفيش حاجه مهمه بس هى عايزانى جنبها , انا ببلغك عشان تعرفى انى مش هقدر اخد اسيا النهارده " أجابت على والدتها تطمئنها :
"- لا متشغليش بالك انا هتصرف روحى انتى وطمنينى عليها ومتنسيش تطمنيني لما توصلى " ..
ثم اغلقت الهاتف واتصلت بالمربيه لتجدها هى الاخرى مشغوله ولا تستطيع الجلوس مع اسو اليوم ، قررت التحرك ثم التفكير فى حل مناسب لاحقاً حتى لا تفقد الوقت 
- تأخرت قليلاً فى الوصول إلى المشفى فأسرعت بالوصول إلى غرفه الأطباء لتشاهدها عائشه تسألها بأهتمام :
"- اسبا ! اتاخرتى النهارده " ..
اجابتها اسيا بأرهاق بعد تنهيده طويله :
"- متسأليش,, ماما اضطرت تسافر ومش لاقيه حد يقعد بأسبا بعد الحضانه , وطبعا المربيه مشغوله النهارده لانى فاجئتها ومش عارفه اعمل ايه عندى عمليه النهارده ومينفعش امشى بدرى خاالص " 
- عائشه : طب بسيطه ما تجبيها هنا تقعد معانا لحد ما تخلصى مانتى على طول بتعملى كده لما بتتزنقى .. 
" هزت اسيا رأسها رافضه :
"- لأ مش هينفع خالص المره دى اعمل كده ".. 
- عائشه : ليييه يا بنتى مش هينفع ؟، انا كده كده قاعده نبطشيه ل بليل والدنيا النهارده هاديه فمش هيكون ورايا حاجه هتفضل معايا لحد ما تخلصى عمليتك وتروحى " 
- كانت اسيا بتفكر بيأس ان ذلك هو حلها الوحيد  ولكنها لا تريد ان تجازف به ، هى تعلم انه خارج البلاد و لن يصل الا بعد يومان ولكنها مازالت قلقه ، نظرت إلى عائشه بقلق لا أستطيع مشاركتها خوفها فبادلتها نظرتها بنظره مشجعه :
 "- يابنتى مالك فى اييييه انا هروح استلمها واجى بيها وهنقعد فى الاوضه وانتى خلصى شغلك براحتك " .
 وافقت اسيا على مضض فهى لازالت تشعر انها تُجازف بسرها ..
........... 
- كانت الساعه قد تجاوزت الرابعه عصراً عندما اخرجت اسيا هاتفها تُبلغ معلمه اسيا بذهاب عائشه لاستلامها ، بعد اقل من عشرون دقيقه كانت فى الطابق الارضى تنظر إلى الباب الرئيسى تترقب وصول عائشه واسيا فى اى وقت فالحضانه لم تكن بعيده كثيراً عن المشفى ، كانت تمضى احد الملفات فوق مكتب الاستقبال عندما رفعت راسها فشاهدته يتحرك فى اتجاهها ، كاد الدم ان يتجمد داخل عروقها من رؤيته ، حاولت بيد مرتعشه اخراج هاتفها سريعاً والاتصال بعائشة تطلب منها عدم احضار اسيا ولكن الاوان قد فات ، سمعت الصوت الصغير يهتف لها بحماس "مامى مامى"  ..
فألتفت ببطئ لترى اسيا الصغيره تركض فى اتجاهها وهى تفتح كلتا ذراعيها  لتحتضنها ، شعرت اسيا بالارض تنزلق من تحتها والاصوات تتلاشى من حولها من شده الرعب فأكبر مخاوفها قد تحقق 
 فآسيا فى مقابله مراد ...
..........

  •تابع الفصل التالي "رواية عشقي الابدي" اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات