رواية و بها متيم انا الفصل الثامن 8 - بقلم امل نصر
الفصل الثامن
بداخل المكتب المتواضع، بشقة صغيرة في إحدى المباني السكنية القديمة، كانت شهد تمارس عملها الذي اعتادت على فعله منذ وفاة أبيها لتحل هي محله في كل شيء، بعد أن اجبرتها الحياة على ذلك، فمنذ متى كان حمل الهم اختيارًا للبشر، خصوصًا لواحدة مثلها.
بالاَلة الحاسبة كانت منكفئة على احد الملفات، تقيد المصروفات وأجور العمال، وما تم تحصيله من مسؤلي الموقع، بدقة وتركيز ، لتحسب المتبقي أيضًا وما يتبقى لها من تحصيل وينتظرها من دفع.
- صباح الخير.
انتفضت على أثرها شهد مجفلة، لترمق بغيظ تلك التي توقفت أمامها مستندة بكتفها على إيطار الباب، تلوح لها بالتحية بأطراف أصابعها بأناقة زادت من استفزاز الأخرى لتهتف بها:
- دي عملة تعمليها يا لينا؟ طب اتنحنحي، اعملي أي صوت ولا حركة، بدل ما تنشفي دمي بطلتك كدة فجأة
تبسمت الأخيرة لتقول وهي تخطو بداخل الغرفة حتى جلست أمامها:
- بس انا مكنتش بتسحب ولا بمشي على طراطيف صوابعي، انتي اللي كنت مندمجة في حسبتك لدرجة انك ما انتبهتيش ليا ولا لخطوتي.
سمعت منها لتزفر مطولاً بتعب قبل أن ترد عليها ببعض اللين:.
- معلش بقى يا ست لينا سامحيني، المهم انتي نورتيني النهاردة، مع ان دي مش عادتك يعني، انك تتطبي فجأة كدة من غير اتصال!
تنهدت لينا هي الأخرى بتعب تقول:
- اعمل ايه يا ستي؟ ما انا كمان مكنتش عاملة حسابي، وهي جات معايا كدة، وانا بسوق عربيتي لقيت نفسي جاية على هنا، حسيت إني محتجالك اوي يا شهد.
هيئتها أصابت الأخيرة بقلق لتسألها:
- ليه يا لينا؟ في حاجة مزعلاكي؟
اجابتها على الفور:
- اه في يا شهد ماما!.... طارق امبارح كان عندنا، وجايب معاه عريس لقطة زي ما بيقولوا كدة، بيشتغل في العمل الدبلوماسي، وبني ادم محترم وسيرته كويسة.....
- طب ما دي اخبار حلوة يا بنتي، امال......
قطعت شهد فجأة لتناظرها بغيظ، بعد أن استدركت لمغزى كلماتها لتسألها بارتياب:
- اوعي تقوليلي انك رفضتيه او مش عاجبك؟
وضح جليًا على وجهها الإجابة، لتردف لها شهد باستياء:
- حرام عليكي يا لينا، بجد والله حرام عليكي، وعندها حق أمك تزعل، انا عرفت لوحدي دلوقتي ومن غير ما تقولي، مامتك الله يكون في عونها.
صمتت الأخيرة لعدة لحظات تمط وتعوج بشفــ تيها بتأثر، قبل أن تقول:
- طب اعمل إيه انا بس يا شهد؟ مش بإيدي يا ناس، لا بدلع ولا بشوفهم وحشين، بس بلاقي نفسي رافضة ومش عاجبني....
قاطعتها شهد:
- اه يا ختي، بس كان يعجبك العيل الأهبل اللي اسمه نيازي! إنتي هتشليني يا بت؟
تبسمت لينا بخفة ترد:
- يمكن كان عاجبني عشان مختلف، بس شوية شوية اكتشفت عيوبه، واكتشفت تفاهتي بتعلقي بيه، وفي الاَخر كرهته، شكلي كدة هعنس.
سمعت شهد، ورفعت رأسها بعد أن توقفت عما تفعله لترمق الأخرى بنظرة حانقة ممتلئة بالغيظ لتهتف بها وهي تلوح بالقلم:
- تعرفي يا لينا، إيه الفرق اللي ما بيني وما بينك....
قطعت لتكمل باستدراك:
- هو مش فرق صحيح، هو وجه تشابه.
عقدت حاجبيها لينا تطالع الأخرى باستفسار لتسألها وهي تستند بمرفقها على سطح المكتب:
- إيه بقى يا ناصحة؟
فقالت شهد:
- وجه التشابه اللي ما بينا يا لينا هو اننا متعوسين، انا متعوسة بحظي وظروفي الزفت اللي اتحطيت فيها غصب عني، وانتي متعوسة بدماغك، دماغك هي اللي تعباكي يا حبيبة قلبي؟
برقت لينا بفيروزيتيها تجيب بدفاعية:
-لأ يا شهد، لازم تبقي منصفة، مشكلتي هي الحظ الزفت زيك بالظبط، انتي ظروفك وانا حظي اللي موفقنيش الاقي الراجل اللي يملا دماغي، فهمتي بقى يا سيادة المقاول.
ظلت شهد تطالعها مضيقة عينيها بصمت لعدة لحظات حتى عادت للأوراق التي تعمل بها مغمغمة:
- اهو دا اللي انتي فالحة فيه، لماضة وبس، وانا مفقوعة مرارتي من المشاكل اللي متكومة فوق دماغي، واَخرها مهندس الزفت دا كمان، كنت نقصاه انا ولا ناقصني تحكماته.
- مهندس مين؟
سألتها لينا لترفع رأسها إليها مرة ثانية تُجيبها بامتعاض فكاهي:
- إسمه حسن، الباشمهندس حسن.
- مين حسن ده؟
سألتها لينا وقبل ان تجيبها شهد، تفاجأت باتصال مساعدها، اوقفت لتجيبه على الفور:
- ايوة يا عبد الرحيم.......... إيه؟......... ليه يعني؟ هو عايز يعمل مشاكل وبس؟....... طب اقفل وانا جاية عندكم اشوفه.........
انهت المكالمة لتهتف ساخطة وهي تلملم أشياءها:
- يا رتني افتكرت مليون جنيه يا شيخة، البني أدم ده بيجي ع السيرة ولا إيه بس؟
قالتها وهي تضع الملفات والاَلة الحاسبة في درج المكتب لتغلق عليها بالقفل، وسألتها لينا بارتباك:
- ماله الراجل ده؟ وانتي بتلمي حاجاتك ليه دلوقت؟
ردت شهد بأسف وهي تتناول علاقة المفاتيح وهاتفها:
- معلش يا لينا، تعالي نكمل كلامنا في العربية، او نخليها وقت تاني، المهندس اللي بقولك عليه، عاملي مشكلة في الموقع.....
❈-❈-❈
- وصلت اَخيرًا، اَخيرًا وصلت.
كان يردد ويتمتم بالكلمات داخله، وهو يتابع سيارتها التي وصلت بالقرب من موقع العمل، لتصطفها في المكان المخصص بحرفية في القيادة، جعلته يرفع لها القبعة، لتترجل منها وتظهر أمامه اَخيرًا بكليتها، شيء ما يحدث بداخله ولكن لا يعلمه، اسبوع كامل مر من وقت ان حضر حفل خطبة شقيقتها مع والدته، ولم يراها بعد ذلك، وقد خفت أقدامها عن المجيء إلى الموقع بعد استقرار سير العمل، يأتي يوميًا تقريبًا ولا يجدها، فمساعدها هذا المدعو عبد الرحيم، لا يقصر بشيء، حتى حينما افتعل هو مشكلة بالأمس، من أجل أن يراها، قام هذا المتحذلق بالإتصال بها، وحل الأمر سريعًا، لكن اليوم هو أصر على مجيئها. وقد وجد الثغرة التي مكنته من وقف سير العمل ، لتُجبر على المجيء.
هل افتقدها؟ ام هو اشتاق للشجار معها؟ نعم هي الثانية، خصوصًا وهو يراها الاَن، بملابس الرجال، التي تدفن بها انوثة طاغية، رأها هو بنفسه في هذا الفستان النبيتي......
- نعم يا بشمهندس، إيه بقى اللي حاصل، لكل الإشكال ده؟
قالتها تخرجه من شروده بعد ان اشتعلت رأسهِ بصورتها في حفل الخطبة التي ارقت لياليه الماضية، فتحمحم يجلي حلقه، ليخرج بجملة مفيدة:
- طب ارمي السلام الأول يا سيادة المقاول، دا حتى بيقولوا ان السلام لربنا.
تنهدت بقوة تناجي الصبر من الله، قبل ان تخاطبه بلهجة اخف من سابقتها:
- أسفة لو دخلت بعصبيتي من أولها، بس اهو السلام عليكم يا بشمهندس.
- كدة حاف!
غمغمها بداخله وقد تحرقت كفه لمصافحتها وملامسة كفها الرقيقة الناعمة، استدرك سريعًا يجلي رأسه من أفكاره المنحرفة... ليجيب بهدوء:
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، انا مقدر عصبيتك أكيد، بس بصراحة بقى الأمر مكانش ينفع السكوت عليه.
- أمر إيه بالظبط اللي يخليك توقفت العمال عن الشغل، وتضيع يوم بحاله؟
سألته بلهاث وعصبية، جعلته يتخلى قليلًا عن بروده في إجابته نحوها:
- انا موقفتش تعنت ولا تعسف لا سمح الله... تعالي بنفسك وانتي تفهمي قصدي.
تحرك امامها وتبعته حتى توقف أمام جدار من المبنى الجديد، ليشير بحد كفه عليه:
- حضرتك الحيطة هنا بشكل مخالف بمسافة واضحة، يعني لو كملنا عليه، هيبقى غيرنا شكل التصميم الأصلي للمبنى.
صمتت تطالعه بتركيز لتتذكر الرسم الأصلي اين وضعته، ولكنه كان جاهزًا بنسخته ليتناول رسم مصغر على ورقة كبيرة ويفردها أمامها، على الحائط ليشرح:
- تعالي حضرتك وشوفي بنفسك كدة.
اقتربت برأسها منه، وهو ظل يشرح ويشير على النقاط الهامة، قبل أن يتوقف، مستدركًا وقوفها بجواره ورأسها بهذا القرب منه، كانت تتابع بتركيز جعلها تغفل عن نظراته، وقد عادت إليه مشاعر الفستان النبيتي مرة أخرى.....
انتقض فجأة على الرنة المميزة لمجيدة والتي وضعتها هي لنفسها، حتى تجعله في كل مرة يشعر بالحرج، حينما يسمعها احد غيره بصوت المطربة فايزة أحمد:
ست الحبايب يا حبيبه
يا اغلى من روحي ودمي
يا حنينة وكلك طيبة
يارب يخليك
-أيوة يا أمي.
أجاب بها سريعًا، بعد ان ابتعد قليلًا عن شهد التي كتمت ضحكتها بصعوبة، وجاء رد مجيدة:
- ايوة يا حبيبي، عامل ايه دلوقت؟
همس بصوت خفيض بغيظ:
- يعني هعمل ايه بس بعد الرنة دي؟ انتي برضو عملتي اللي في دماغك وغيرتيها، انا شكلي بقى زبالة قدام الناس.
- ناس مين يا واد؟
قالتها مجيدة قبل أن يصلها صوت عبد الرحيم الذي كان ينادي:
- يا ست شهد، ثواني عايزينك
سمعت مجيدة لتهتف بلهفة نحو ابنها:
- شهد يا حسن، يعني بتشوفها اهو، امال بتنكر ليه وتقول ما بتجيش الموقع؟
عض على قبضته يهمس برجاء:
- يا ماما بلاش كلامك ده، ابوس إيدك، مش ناقصة فضايح.
رددت خلفه بتوعد:
- فضايح يا حسن! طب اديهاني اسلم عليها.
-تسلمي على مين يا ماما؟ مينفعش.
- مينفعش ليه ان شاء الله يا حبيبي، من غير حلفان يا حسن هتديها التليفون دلوقتي عشان اكلمها لا ازعل منك.
- لا طبعًا مش هديها التليفون، دا يستحيل يا ماما إنه يحصل
بعد عدة لحظات قليلة
-اَنسة شهد ممكن لو سمحتي .
تفاجأت الاَخيرة وهي مندمجة في الحديث مع مساعدها، بمن يضع الهاتف في بيدها، ناظرته بتساؤل ولكنه اشار لها نحو الهاتف يردد بمرح يدعيه حتى يخفي حرجه:
- ماما عايزة تكلمك، اصلك وحشاها اوي، شهد معاكي اهي يا ماما.
هتف بالاًخيرة نحو الهاتف قبل ان يتحرك ويبتعد تاركًا شهد لتجيب المرأة بدهشة:
- الووو...
- الووو يا شهد ازيك يا حبيبتي، انا طنت مجيدة يا قلبي، عاملة ايه بقى؟
تبسمت تجيبها لبساطتها وعفويتها:
- حمد لله يا طنت، ازيك انتي؟ وازي صحتك؟
❈-❈-❈
بداخل الفندق وبالتحديد بداخل الغرفة التي أصبحت تشاركه بها، يعمل على حاسوبه مرة، وبطرف عينيه يراقب تركيزها الشديد على احد الموضوعات التي أمرها بإكمالها منذ ساعة تقريبًا ولم تنتهي منها بعد، حتى أصبح يشفق عليها، فخرج عن صمته يسألها:
- لدرجادي الحسبة صعبة عليكي؟
رفعت رأسها لتجيبه بتشتت:
- مش حكاية صعبة عليا، بس انا حاسة الحسابات في في بعض الأقسام هنا مش مظبوطة، أو مكررة مش عارفة....
- مكررة ازاي يعني؟
ردد بها وهو ينهض عن مقعده بقلق، حتى وصل إليها يسألها:
- فين بالظبط اللي مكرر؟
بسبابتها كانت تشير لها على بعض الأرقام التي على الشاشة بتركيز افقده عقله، هذه المسافة القريبة منها لم يحسب حسابها قبل ذلك على الإطلاق، انظاره تتنقل من الشاشة وإليها، مرة على الأرقام ومرة على الجمال الذي يقارب الكمال، حتى انتفض فجأة يتمتم بالاستغفار كعادته، حتى جعلها تشعر بالإستياء ككل مرة، بفهم خاطيء دائمًا له، فقالت بدفاعية:
- على فكرة حضرتك لو شايفني غلطانة، انا ممكن اخلص الحسبة واريحك.
سألها بلهجة لينة:
- ومين قالك بقى إني شايفك غلطانة؟
شعرت بالحرج، تجيبه بارتباك وعينيها لا تجرؤ على مواجهته:
- ممش عارفة، بس حسيت كدة!
تبسم بزاوية فمه يتابع عبوس وجهها المختلط بحمرة الخجل الطبيعي منها، فتجعلها شهية كقطعة الحلوى، وتزداد سحرًا على سحرها، ويزداد هو بؤسًا.
تنهد بثقل وهو يبتعد ليجلس على مكتبه ليخاطبها بجدية:
- انا فهمت وجهة نظرك يا صبا، بس للأسف أنا مش فاضي دلوقتي عشان اتأكد بنفسي، عندي اجتماع بعد نص ساعة تقريبًا، وطبعًا مش هينفع تستنى لبكرة....
ناظرته بعدم فهم، وهو يطرق بأطراف اصابعه على سطح المكتب بتفكير، قبل أن تنتبه إليه قائلة:
- طب ما اروح انا واجمع البيانات بنفسي....
احتدت عيناه فجأة، يود الرفض بشدة، رغم ان هذا من صميم عملها، ولكنه لا يريد لها الخروج وتوسيع دائرة محيطها في الفندق الصخم والذي هو بمثابة دنيا أخرى ، يخشى عليها من كل شيء به، فهو بالكاد يتقبل عملها به، رغم أنها تحت عينيه.
- لو مش موافق اكيد براحتك.
قالتها بيأس حينما طال صمته، ليجيبها اخيرًا مضطر :
- ماشي يا صبا، انا هتصل بشيف المطبخ يستناكي ويقولك على كل حاجة محتاجها المطبخ من جديد عشان تدوينها، ومدام ميري كمان، ودي سهلة وممكن تعرفك بيها صاحبتك .
اشرق وجهها بابتسامة لم تستطع كبتها، ليردف لها بحزم:
- بس خلي بالك تخلصي وتيجي بسرعة يا صبا، عشان تنجزي باقي الشغل .
اومأت برأسها بتفهم، ولكنه استطرد بقلق:
- يا ريت تسمعي كلامي ومتخلتطيش بأي حد، صاحبتك لو فاضية تجي عندك هنا.
ناظرته بتساؤل واستغراب، ولكنه لم يعطيها فرصة، ليردف مجددًا:
- سمعاني يا صبا، وفاهمة كلامي.
رددت على الفور خلفه:
- سمعاك والله وفاهمة كمان .
سمعها وظل متسمرًا بالنظر إليها يريد التراجع، ولكنه استسلم في الاخير ليعود لعمله متنهدًا بثقل يتمتم بالاستغفار مجددًا
❈-❈-❈
في الجناح الأسطوري والذي كلفت اليوم بترتيبه، تغير الشراشف لأخرى جديدة، تلملم الملابس التي تحتاج لتنظيف، وتضع كل شيء في مكانه، ثم تدور بالمكنسة الكهربائية الكبيرة على السجاد الضخم، وبنفس الوقت ترد على محدثتها في الهاتف الذي تضعه في جيب اليونيفورم وتكتفي بالسماعات فوق الأذن لتؤدي الغرض:
- ايوة يا صبا زي ما بقولك كدة، هو الجناح دا بس اللي فاضل معايا، يعني كلها عشر دقايق واخلص..... طب بقولك ايه ما تيجي، وانا هنزل معاكي عند مدام ميري..... تمام على ما توصلي اكون انا خلصت.
أنهت المكالمة واندمجت في عملها، حتى توقفت فجأة، تتناول هذا الساعة الرائعة التي وجدتها أسفل الكمود،
وضعتها على كفها تتأملها بانبهار وعدم تصديق، مغمغمة:
- يا لهوي عليا وعلى سنيني، ساعة وفيها فصوص الماظ، دي لو بعتها هتحل كل مشاكلي ومش بعيد ااشتري بيها بيت تاني غير بيتنا .
❈-❈-❈
- بس بس، إيه اللي بتعمله دا يا ولد هتموتها.
هتفت بها نور بارتياع وهي ترفع رامي وتبعده عن توأمه رنا، والاَخر يقاوم بغيظ:
- سيبني سيبني خليني اخلص عليها، زي ما بوظت لعبتي.
نهضت رنا تقارعه بتحدي:
- احسن احسن، عشان تبطل تبعدني ومتلاعبنيش معاك .
كلماتها زادت من اشتعال الاَخر، ليصيح ساخطًا، وهو يحاول أن ينزع نفسه من نور التي كانت تجاهد للسيطرة على أعصابها التي كانت ترتخي من فرط ضحكاتها:
- هموتها، لازم اموتها، سيبيني يا طنت.
- يا بني حرام عليك تعبت إيدي.
قالتها نور مقهقهة بتعب حقيقي مع وجع ذراعيها، قبل أن تلتف هادرة بالصغيرة التي كانت تقف متخصرة أمام شقيقها باستفزاز:
- يا بنتي ابعدي عنه، اخوكي متعصب بجد .
ولجت زهرة لغرفة الصغار مجفلة على الأصوات، لتردد نحوهما:
- إيه في إيه؟ هببتوا إيه تاني؟
ردت نور تستنجد بها:
- اللحقيني يا زهرة، ابنك عايز يقتل اخته ويموتها.
لملمت زهرة ابتسامتها بصعوبة، وقد أشفقت على نور من فعل توأمها المزعج، ف هدرت نحو ابنها بحزم:
- اهدى يا ولد وفهمني اللي حصل بهدوء، وانتي يا نور سيبيه:
سمعت الأخيرة لتتركه على الفور بعد أن هدأت حركته، ورد رامي بانفعال:
- بنتك يا ماما، بوظتلي اللعبة وانا لازم اخد حقي منها.
نقلت زهرة بأنظارها نحو ابنتها التي كانت تناظرهما بشجاعة زائفة تدعيها في كل مرة تخطأ فيها، سألتها زهرة رغم علمها المسبق بالإجابة:
- بوظتي لعبة أخوكي ليه يا رنا؟
زفرت الصغيرة تقلب مقلتيها قبل أن تجيبها ببساطة:
- انا بس لعبت بيها، هي بقى اللي باظت لوحدها، هعملها إيه؟
كزت زهرة على أسنانها وصاح رامي بوجه أحمر من الغضب:
- شايفة يا ماما، اهي بتنكر اهي، زي كل مرة، عشان لما اقولك ان هي اللي بوظتها تبقي تصدقيني.
خاطبته زهرة بمهادنة:
- يا حبيبي هدي اعصابك شوية، دي باردة وهتشلك.
- يعني وبعدين هاخد حقي ازي؟
صاح بها بصوت عالي اجفل نور التي تماسكت بصعوبة، لتتابع زهرة ومحاولاتها في التوفيق بين الإثنين، حتى صرفتهما وغادرا الغرفة، ولم يتبقى سوى ظافر أصغرهم، فقد كانت تحمله على ذراعها، تناولته منها نور فور أن جلست بالقرب منها على تخت رنا، وقالت تخاطبها بحرج:
- سامحيني يا نور، لو تعبوكي الأولاد دول، بس انتي شوفتي بنفسك، انا تعبت وفاض بيا منهم.
تأثرت الاَخيرة تقبل ظافر الصغير، قبل أن ترفع رأسها إليها وتقول:
- يا ستي ربنا يخليهمولك، اينعم هما اشقيا لدرجة غبية، بس حلوين والله ودمهم خفيف.
رددت خلفها زهرة بتعب:
- دمهم خفيف إيه بس؟ دول مصايب هما الجوز، طب تصدقي بإيه، إن جوز المتخلفين دول، كانوا بيتخانقوا مع بعض وهما في بطني ومن قبل ما يتولدو!
- مش معقول!
تفوهت بها نور شاهقة بذهول، وردت زهرة بتأكيد:
- وربنا زي ما بقولك كدة، انا كنت بحس بيهم وبرفسهم جوايا، دا انا طلع عيني فيهم، لدرجة اني حلفت بيني وبين نفسي، إني توبة ومش هكررها تاني، بس ربنا بقى أراد اني اخلف بعدهم الأستاذ ظافر، رغم كل الإحتياطات اللي اخذتها، تقدري كدة تقولي، إنه جه غلطة.
تبسمت نور تردد وهي تقبل الطفل:
- والله أحلى غلطة، طب يا ريت كل الغلطات حلوة وجميلة كدة، يا ختي، قمر يا ناس.
طالعتها زهرة بابتسامة ضعيفة لتقول بحرج:
- ربنا يكرمك يارب وتغلطي انتي كمان.
توقفت نور تحتضن الطفل بقوة متسائلة:
- تفتكري دا ممكن يحصل فعلًا؟ انا قربت افقد الأمل يا زهرة.
هتفت الأخيرة ترد بانفعال:
- وميحصلش ليه بقى؟ انا سمعت كذا مرة من جاسر، ان لا انتي ولا مصطفى، حد فيكم فيه عيب.
- هو فعلا زي ما بتقولي كدة، لكن مع ذلك ماشين في السنة التامنة من ساعة جوزنا أهو، ومفيش أي حمل بيحصل.
قالتها نور ثم توقفت بنتهيدة كبيرة خرجت من عمق ما تحمله بداخله من ألم، وشردت بعينيها بعيدًا تضيف:
- صعبان عليا أوي مصطفى، بيخاف حتى ما يلعب مع طفل من أولاد عدي، لتتحفه والدته بتعليق مستفز ، ولا بنظرة غامضة من مرات اخوه الغريبة دي، رغم اني بشوفه بنفسي وهو عينه اللي هتطلع عليهم، صعبة قوي دي يا زهرة...
قالتها وختمت بدموع سقطت منها، مسحتها سريعًا، لتتمالك أمام زهرة التي ربتت بكفها على ذراعها تقول بتحفيز وهي تنهض:
- خلي أملك كبير بالله يا نور، بطلي التفكير اللي يتعب ده، وقومي يالا معايا، خلينا ننزل نحصل الجلسة عند جاسر وكاميل.....
قطعت على سماعها لصوت صراخ قادم من الغرفة المجاورة، توقفت لبرهة وقد علمت مصدر الصوت، لتكز على أسنانها تهدر ساخطة بغضب:
- يا ولاد ال..... ، تاني برضوا.
قالتها وخرجت من الغرفة راكضة، نهضت نور هي الأخرى، مخاطبة ظافر الذي مازالت تحمله بين يــ ديها:
- تعالى يا حبيبي، نلحق اخوك قبل ما يخلص على اختك!.... يا نهار أبيض، دا انا كرهت الخلفة بجد عشانهم، جوز المصايب دول.
❈-❈-❈
وصلت صبا بالقرب من الجناح المقصود، لتتوقف مخاطبة صديقتها عبر الهاتف:
- انا وصلت يا ست مودة، خلصتي ولا لسة؟ خدي بالك انا مش هستني كتير........ طب يالا بسرعة بجى خليني اشوف الريسة بتاعتك دي واخلص مهمتي.... تمام.
انهت المكالمة تزفر بضيق متجنبة النظر حولها، لتتجاهل النظرات المصوبة ناحيتها من المارة بجنساتهم المختلفة، إن كانو عرب او أجانب او حتى مصرين أثرياء، فهذا الطابق لا يحتوي بغرفه سوى الصفوة، أما البشر العادين فلن يكونوا هنا سوى موظفين أو عمال من الفندق
زفرت بارتياح فور ان رأت مودة وهي تخرج من الجناح بعدة العمل التي تحملها معها، تبسمت لها المذكورة وهي تخطو لتقترب منها،
قبل أن تجفل كالبلهاء وتتعلق عينيها بهذا المهيب الذي خطا يتخطاها، ليدلف خلفها داخل الجناح، فرددت تبتسم بهيام نحو الأخرى فور أن توقفت أمامها:
- يا لهوي يا بت يا صبا، شوفتي الباشا اللي عامل زي نجوم السيما دا؟
القت صبا بنظرها نحو باب الجناح الذي دلف منه الرجل تقول بضيق واستخفاف:
- باشا بجى وكلام فاضي، ما تلمي نفسك يا مودة، وسيبك من سهوكة البنتة دي.
كشرت لها الأخرى تقول بإحباط:
يا باي عليكي يا صبا، مفيش مرة كدة تمشي معايا ع الخط وتفكي شوية، احنا بنات على فكرة ودي حاجات عادية بالنسبالنا، ولا انتي مش بنات؟
- لا طبعًا مش بنات.
قالتها صبا بمناكفة، وافتر ثغرها بابتسامة رائعة تتابع لها:
- ما تحاوليش معايا يا ماما، انا حالة ميؤس منها اساسَا،
يعني تاخديها من جاصرها، وخلينا نشوف شغلنا يا حبيبتي .
لوت ثغرها بامتعاض لترد وهي تتناول الهاتف من جيب ملابس العمل:
- طب استني دقيقة يا ختي على ما اتصلك بالست، واشوفها قاعدة فين بالظبط لتكون.....
فطعت فجأة على صيحة أتت من خلفها تجفلها:
- انتي يا بت انتي فين الساعة بتاعتي؟
التفت مودة بذعر نحو محدثها، لتجيبه بتلجلج:
- ننعم حضرتك ساعة إيه؟
- اقترب بوجه غاضب يرد باستهجان:
- نعم يا ختي، إنتي هتستعبطي...
هتفت به صبا غاضبة:
- لو سمحت خلي بالك من اللفاظك. فمفيش داعي للغلط، عايز الساعة يبقى تسأل بذوق.
رفع عدي أنظاره من مودة، لتقع عينيه على صبا التي كانت خلفها ولم ينتبه لها سوى الاَن ، فخرج سؤاله نحوها بتحفز:
- إنتي مين؟
واجهته بعينيها الجميلة تجيبه بتحدي:
- وانت مالك؟
قالتها ببساطة أجفلته لتجول انظاره على الوجه الخمري ولون العيون المميز، ثم هبطت عليها وعلى ما تريديه بجرأة أزعجتها، حتى اشتعلت لتصبح القطة التي على وشك الإنقضاض بخصمها، فخرج سؤاله الثاني بتأني:
- إنتي شغالة هنا؟
- وانتي مالك إن كنت شغالة هنا ولا مش شغالة؟ مالك بيا أساسًا؟
قالتها صبا بحدة أرعبت مودة لتهتف بالاَخر بصوتها المهزوز:
- يا سعادة الباشا، لو ع الساعة، أنا هدخل حضرتك اشوفهالك جوا، أكيد يعني هكون سندتها في حتة وانا بنضف الجناح، عن اذنك اروح اشوفها.
- روحي، وانا مستنيكي هنا.
قالها وعينيه لم ترفع عن صبا التي كانت تزفر بحريق، من سماجة ووقاحة هذا الرجل الغريب، لتشيح بوجهها عنه، في تجاهل صريح منها نحوه.
أما عن الأخرى فبداخل الغرفة، وبحركة سريعة ادعت انها تبحث عن الساعة، قبل على تجثو على ركبتيها، لتخرجها سريعًا بخفة من المكان الذي وجدتها فيه، ثم صاحت بصوتها العالي:
- انا لقيتها، لقيتها هنا تحت السرير يا فندم.
قالت الأخيرة وهي تخرج من الغرفة بلهفة، لتعطيها له، تناولها منها يتفحصها جيدًا، ثم سألها بريبة:
- ولما هي تحت السرير، ما لقيتهاش ليه من الأول وانتي بتنضفي؟
ابتلعت ريقها مودة لتجيبه وقلبها يرتجف من الخوف:
- اصلها كانت مزنوقة في مكان مداري، خدت بالي دلوقتي بس منه.
صمت يحدجها بنظرة غريبة لعدة لحظات جعلت صبا تهتف بنزق:
- اطمنت على حاجتك يا فندم، ياللا بينا احنا بقى يا مودة .
قالتها لتتحرك معها الأخرى ولكنه أوقفها بصوته:
- انا قولت انتي مين؟ جاوبي على سؤالي الأول.
التفت إليه تتميز من الغيظ، وتمالكت حتى لا تحتد عليه، لتكتفي بقوله له، قبل أن تغادر وتتركه:
- وانا قولت انت مالك؟
ظل يتابعها لعدة لحظات ينظر في أثرها مشدوهًا بعدم تصديق لفعلها وجراتها على مناطحته، وجمالها المختلف لكل ما رأه سابقًا، ملفتة للنظر بحق.
صدح هاتفه بالإتصال، وتناول يجيب محدثه:
- ايوة يا كارم......... انا كنت خارج من تلت ساعة تقريبًا، بس افتكرت اني نسيت الساعة قبل ما ادور العربية، ورجعت تاني اخدها........... هقولك ع اللي أخرني، بس لما اجيلك.
❈-❈-❈
- وصلت زهرة الى مقر الجلسة التي تضم مصطفى، ومعهم طارق وكاميليا التي كانت تتناقش مع خالد في موضوع مهم يخص العمل، فهتفت بزو جها الذي تفاجأ بهيئتها مع أطفاله الصغار
- جاسر، اتفضل شوف شغلك مع جوز المتخلفين دول.
- مالهم الولاد يا زهرة، مسكاهم ليه زي الحرامية كدة؟
قالها جاسر وهو ينهض عن مقعده مجفلًا، وردت نور التي كانت تتبع زهرة حاملة الطفل الصغير:
- أولادك اشقيا يا جاسر وانت لازم تتصرف، انا ومامتهم بصراحة تعبنا اوي معاهم.
رد مصطفى من الناحية الأخرى بمرح، رغم هذا الوخز الذي شعر به مع رؤية زو جته وهي تحمل بيدها الطفل:
- وتتعبي نفسك ليه بس انتي يا قلبي؟ دا ناس واخدة ع المرمطة مع أطفالها المتخلفين على رأي زهرة.
ضحكت نور وهي تجلس بجواره، مع انطلاق التعليقات الساخرة من طارق:
- ايوة بقى، الراجل خايف على مراته الفنانة، ما تسربوهم يا جدعان ولا تشوفلهم صرفة، انا نفسي تعبت منهم .
تدخل خالد ايضًا:
انا قولتلها من الأول، تجيبهم عندي اسبوعين مع رقية، إن ما كانت تعلمهم الأدب، مبقاش انا .
جاسر والذي جثى على ركبتيه امام الأطفال، كان يستمع بابتسامة مستترة، يدعي الغضب امام الأطفال ليخاطبهم:
عاجبكم كدة؟ كل مرة تكسفوني قدام الناس.
تبادل رامي ورنا النظرات المتحفزة، وارتفعت انظارهما نحو والدتهم، والتي قالت بحنق:
- بيضربوا بعض عشان لعبة يا جاسر، انا من رأيي تحرمهم من اللعب خالص على العابهم، وتلغي كمان الفسح، ولا اقولك انا هشتكي لجدهم...
قالتها وصدرت صيحات التذمر:
- لا يا ماما وحياتي عندك، مش هنعمل كدة تاني يا بابا.
رفعت زهرة حاجبًا شريرًا وهي تتركهما مع والدهم، لتشارك الجميع الجلسة، وقال طارق:
- سيبتيهم لجاسر عشان يعاقبهم، طب اقطع دراعي لو قدر عليهم.
ضحكت كاميليا وقال خالد بسخرية:
-بيربوهم يا عم على أصول التربية الحديثة، مالها العصايا بس؟ دي ربت أجيال؟
ضحك طارق يضيف عليه:
- ولا الشلوت ولا القلم كمان، آخر حلاوة.
تدخل مصطفى بعد ان طبع قبلة على كف ظافر الصغير:
- انا من رأيي إن الأساليب دي غلط، بس مش مع كل الحالات، يعني مع رامي ورنا ممكن، لكن مجد ده بقى حاجة تانية.
ردد طارق من خلفه:
- لا يا باشا دا برنس لوحده، تحس كدة انه مولود متربي، رغم انه اكتر واحد أخد الدلع.
هتف جاسر الذي كان متابعًا للحديث بعد أن صرف الأطفال:
- لابوه طالع لابوه يا طارق .
سمع الاَخير ليعقب ساخرًا:
- يا عم روح خليني ساكت احسن، قال ابوه قال.
قالها وانطلقت الضحكات في جلسة تتكرر كل فترة من الوقت، بعد اسابيع او بعد شهور، المهم انها لا تنقطع
❈-❈-❈
- أخوك النهاردة عند جاسر الريان في بيته، وعاملين جلسة عائلية، تعرف انت بالكلام؟
هتف بها كارم نحو الاَخر، اثناء جلستهم بإحدى المطاعم الفاخرة، بعد انتهائهم من صفقة عمل مع أحد العملاء الأجانب وانصرافهم، ليتابع:
- اكيد طبعًا متعرفش، ولا تعرف؟
تبسم عدي يجيبه بسؤال:
-مش لما اعرف انت الأول عرفت منين يا كارم؟
صمت الاَخير يرتشف من كأسه، ثم أجاب:
- انا مش براقبه، دي بس معلومة وصلتني بالصدفة كدة، بس انت بقى مش مستغرب زيي؟ اخوك كل يوم علاقاته بتزيد مع جاسر ومجموعته، ودا خطر علينا يا باشا.
سأله عدي:
- خطر ليه بقى؟
تبسم كارم ليردد بغيظ:
- ما تركز معايا يا عم، ولا انت مش واخد بالك بعلاقات اخوك الممتدة بحكومات اجنبية وعربية واستثمارات، بالمليارات، مصطفي جامد اوي، ومجموعة الريان ليها اسمها اللي مسمع في السوق هنا....
- ايوة ما هو مشاركهم فيها.
قالها عدي مقاطعًا، ورد الاَخر بحدة:
- انا خايف ليدخلهم معاه في شغله الكبير، افهمني بقى، مالك يا بني انت مش مركز معايا ليه النهاردة؟
تبسم الاَخر يقول بهدوء:
- في إيه يا كارم، وانت مالك بتدقق معايا ليه اوي كدة؟ ما تخافش يا سيدي، الأمور تحت السيطرة، انا برضوا صاحي لأي شاردة وواردة.
سمع كارم يناظره بتفحص، ثم قال باستدراك:
- هو انت لسة برضوا مشغول بموضوع الساعة اللي اختفت الصبح والبت اللي وقفت قصادك؟
صمت الاَخر قليلًا بتفكير قبل ان يجيبه بغمزة:
- مكنتش مختفية، انا شاكك فيها دي، لان البنت مقعدتش دقيقتين وخرجت بيها، دا غير الحجة اللي قالتها كمان، مكنتش مقنعة.
- قصدك انها حرامية؟
قالها كارم بتحفز واعين مشتعلة بالغضب، وكان رد عدي الهادي:
- انا بقولك انه مجرد شك، بس انا اللي شاغلني بجد دلوقتي هي التانية، علقت في دماغي من ساعتها يا جدع.
تبسم الاَخر يسألها بخبث:
- حلوة؟
- اوي اوي اوي يعني.
قالها عدي ليعلق الاًخر:
- لا لا انت عيارك فلت وشكلك كدة عايز تظبيط، هي البت ميرنا مش قايمة بالواجب معاك؟
ضحك عدي مجلجلًا، ينفي بهز رأسه، وتابع كارم:
- كمان! لا بقى انت حلك كدة ترجع لطنت بهيرة ولا احنا نبلغ ميسون احسن، دي بقى اللي هتجيب من الآخر معاك...
- اعوذ بالله.
هتف بها عدي مقاطعًا بضحكاته يردف:
- يا عم افتكر لينا حاجة عدلة، هو انا ناقص نكد بسيرتها، دي مش بعيد تطلعلي في الحلم.
ظل كارم لفترة من الوقت يضحك لا يقدر على التوقف، حتى تمكن اخيرًا ليقول:
- ولما هو كدة، اتجوزتها ليه يا عم؟
اجابه عدي بضحكاته العالية هو ايضًا:
- تخليص حق، اتجوزتها تخليص حق.
.... يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية و بها متيم انا" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق