رواية ظلمها عشقا الفصل السابع 7 - بقلم فرح صالح
♡ الفصل _ السابع ♡
وقفت تحمل بين يديها طيات فستانها يتطلع نحوه بتوتر واضطراب وهو يقوم بأغلاق الباب خلف المهنئين من عائلتهما يرتجف جسدها بترقب حين التفت اليها ببطء على وجهه ابتسامة كسول جعلتها تتلفت حولها باضطراب هربا من نظراته المحدقة بها تشعر بقلبها يتقاذف بنبضاته داخل صدرها وهى تراه يقترب منها وعينيه تنبض بالحياة وشغف جعل ساقيها كالهلام لا تقوى على حملها لكنها حاولت تمالك نفسها تتحدث بخفوت وبكلمات متلعثمة
:هو ..فين .. هو ...انا....
انحنى عليها هامسا بنعومة اصابتها برجفة لذيذة
:انتى ايه ؟! .. قولى.
اخفضت عيونها عنه تضغط شفتيها خجلة تفر من عقلها كل الاجابات لرد على سؤاله لكنها عادت ورفعتها نحوه ببطء حين ناداها هامساً بأسمها بصوته وقد اصبحت تعشق حروفه الصادرة من بين شفتيه يحدثها برقة
: فرح .. عاوز اطلب من حاجة.
اسرعت تهتف بلهفة تجيبه وعيون عاشقة
:اطلب اى حاجة .. ومن عيونى.
التمعت عينيه عليها هامسا بصوت حار منفعل
:عاوز نبتدى حياتنا بالصلاة انا وانتى.
انفرجت ملامحها بالسعادة تهز رأسها بالايجاب هامسة بصوت يكاد يسمع من شدة خجلها
: انا كنت هطلب ده منك .. علشان كده انا اتوضيت قبل ما البس.
امسك بكفيها بين يديه يسألها
:طيب لو عاوزة تغيرى فستانك الاول ...
اسرعت تجيبه بلهفة وصوتها يتردد بالامل
:لا كنت عاوزة لو ممكن يعنى اننا..
هز رأسه لها وابتسامة متفهمة تزين ثغره ليمضى بهم الوقت بعدها فى تأدية صلاتهم تجلس بعدها خلفه بفستان زفافها تحنى رأسها بخجل وهو يضع كفه فوقه تستمع الى صوته الرخيم وهو يقوم بالدعاء تحبس انفاسها بعد انتهائه مقترباً منها مقبلاً لجبينها برقة قائلا
:مبروك يافرح .. نورتى بيتك وحياتى.
لم يسع قلبها فرحتها وهو يلقى على مسمعيها كلماته تلك كأنها ملكت الدنيا وما فيها تهز رأسها له هامسة بخجل شديد وارتباك
:مبرو..وك يا ... صاالح.
وقف واوقفها معه قائلا بصوت اجش مرتجف
:تعرفى .. دى اول مرة اعرف ان اسمى حلو اوى كده لما سمعته من شفايفك.
شهقت بخفوت وعدم تصديق تغمض عينيها هامسة بضعف
:لا وحياتك مش كده .. وواحدة واحدة عليا ..انا كده ممكن اروح فيها.
تعالت ضحكة صالح المرحة عالية ترتفع عينيها اليه تتأمله بوله وعشق ليسألها ومازالت بقايا ضحكته فوق شفتيه يهمس بخبث
:بقى كده ؟! اومال هتعملى ايه لو انا عملت كده.
ظللت عينيها نظرة تسأول سرعان ما اختفت شاهقة حين لف خصرها بذراعه يجذبها اليه وفى غمضة عين كان ينحنى على شفتيها يــ"قبلها بشوق سنوات قضاها فى تمنى تلك اللحظة ناسيا كل شيئ وهو يضمها اليه يشعر كأنه ملك العالم بين يديه حين لامسه دفء جسدها يـ"قبلها بالحا وتلهف..
لم تجد هى امامه سوى بالاستجابة له .كالمغيب تبحث اصابعه باصرار عن سحاب فستانها وقد اصبح عائقا امام سيل مشاعره الجارف هادرا بقوة حين سحبه لاسفل شاعرا نعومة بشرتها تحتها يزيحه بلهفة حتى مقدمة صدرها كاشفا عن بشرة كتفيها..
لكن اتت ارتجافة جسدها الشديدة ومعها شهقتها المصدومة كشمس ساطعة بددت غيمة مشاعره التى احاطت به ليجبر نفسه على التراجع بعيدا عنها برغم صعوبة فعله ذلك يمرر عينيه عليها فيرى حالتها المبعثرة يدها تتمسك بمقدمها ثوبها وقد كسى الاحمرار وجهها تتوسع حدقتيها ..
وهى تتطلع اليه بذهول ممزوج بالخوف استطاع رؤيته ليكون كصفعة حادة له ؛
فأخذ يتنفس بعمق يحاول تهدئه ثورة المشاعر التى تجتاحه ثم ينحنى عليها سريعا يحملها بين ذراعيه متجاهلا ارتجافتها يتجه بها ناحية غرفة النوم يدلف معها الى الداخل يضعها ارضا
بحرص لتبتعد عنه هى خطوة للخلف وجهها شاحب قلق هزه بعمق لكنه اسرع بالامساك بيدها يقربها منه هامسا بنعومة
:حقك عليا انا عارف انى خوفتك .. انا عاوزك متخفيش منى ابدا ..انا ..
زفر بقوة لا يجد ما يستطيع به وصف تلك الحالة التى اصابته فلاول مرة يفقد السيطرة على نفسه ومشاعره لذا رفع انامله يمررها فوق وجنتيها بحنان حاول به تدارك ما حدث بينهم منذ قليل سائلا
:تحبى اساعدك تفكى حجابك وتغيرى هدومك.
علم بخطأ ما تفوه به يلعن نفسه عندما ارتجف جسدها مرة اخرى تهز رأسها على الفور بالرفض ليزفر مرة اخرى يشعر بقلة حيلته معها كأنه غر صغير لم يختبر الحياة الزوجية من قبلها فلهفته وشوقه لها جعلوه عديم الصبر .. شديد التوتر والاضطراب لذا اسرع قائلا
طيب انا هسيبك تغيرى براحتك .. وهروح انا اجهز لينا العشا.
هتفت فرح باعتراض تحاول التحرك رغم تمسكها بصدر فستانها
:لااا خليك .. وانا ثوانى وهغير وهجهز كل حاجة .
ابتسم لها برقة يخرج هاتفه ومتعلقاته من داخل جيب بنطاله يضعهم فوق طاولة الزينة اتبعهم بالجاكت الخاص ببذلته يلقى به فوق الفراش مشمرا عن ساعديه قائلا
:لاا خليكى براحتك .. انا هجهزه وانتى خلصى وحصلينى .
هزت رأسها بالموافقة ببطء ليتحرك ناحية الباب لكنه توقف قبل مغادرته يلتفت لها يناديها لتتوسع عينيها منتبهة ليكمل بصوت اجش مرتجف
:فرح .. متتأخريش عليا .. علشان انا موت من الجوع.
خرج بعدها فورا من الغرفة يغلق خلفه بهدوء بعد ان تبعث نظرته التى ارسلها لها قبل مغادرته داخل قلبها الفوضى وقد ادركت من وميض عينيه انه لم يكن يقصد بكلماته الاخيرة الطعام ابدا.
****************
جلست سماح مع كريمة فى انتظار حضور الحاج منصور فقد ابلغهم بحاجته لتحدث معهم فى احدى المواضيع تنظران الى بعضهم بتوتر وارتباك وقد سادت الاجواء التوتر والارتباك بعد عدة محاولات من الحاجة انصاف لكسر الحدة فى تعامل ابنتها معهم ببعض المزحات ..
الا انها استسلمت اخيرا للصمت تنظر من بين حين والاخر اليها باستنكار خفى حتى تجاهلت ياسمين تتطلع نحوهم برود وتعالى تعتدل فورا فى جلستها باحترام حين دلف والدها يصحبه عادل تختفى عنها ملامح الضجر فورا يحل محله الاهتمام والحماس لكن سرعان ما احتقن وجهها حنقا حين توجه والدها الى سماح يسألها بهدوء بعد جلوسه هو عادل قائلا
:سماح يابنتى .. انتى لسه شغالة فى محل ابو نور لسه مش كده.
هز سماح رأسها له بالايجاب قائلة
:ااه ياعم الحاج .. لسه شغالة هناك .. خير فى حاجة.
تبادل الحاج منصور وعادل نظرة متفهمة قال بعدها
:طيب قولك ايه انى جيبلك شغلانة احسن منها وقريبةمن هنا ومش هتحتاجى فيها مواصلات ولا حاجة واد مرتب ابو نور مرتين..
تهلل وجه سماح تنظر الى كريمة بفرحة قبل ان تهتف بلهفة
:اقول موافقة طبعا يا عم الحاج.
ابتسم منصور يسألها بمرح
:طب مش تعرفى الشغلانة فين الاول..
هتفت انصاف مؤكدة بحزم
:ما هى عارفة يا حاج انك بتعتبرها زى ياسمين واستحالة هتقولها حاجة مش فى مصلحتها
هزت سماح رأسها بحماس مؤكدة كلمات انصاف.
ليتحدث عادل هذه المرة قائلا لها بهدوء
:الشغلانة اللى بيتكلم عليها الحاج دى ياسماح هتبقى معايا فى المكتب بتاعي.
اتسعت عينى سماح دهشة يؤيد منصور حديث عادل قائلا
:عادل ناوى ان شاء الله من الشهر الجاى يفتح مكتب ليه للمحاماة فى بيت اهله يعنى خطوتين وهتكونى هناك.
هبت ياسمين وافقة تقاطع حديثهم سألة عادل بحدة
:طب والمكتب التانى هتعمل فيه ايه؟!
هز عادل كتفه قائلا بهدوء رغم غضبه من طريقتها فى سؤاله
:هقفله .. الايجار فى المنطقة دى عالي اووى .. وانا ليه شقتين فى بيت اهلى مقفولين على الفاضى قلت استغلهم افيد.
ضربت ياسمين قدميها بالارض صارخة بأستياء
:لا طبعا مش ممكن تعمل كده .. علشان الشقتين دول هيتباعوا وهنشترى بتمنهم شقة لينا بره الحارة خالص.
نهض عادل على قدميه يكسو وجهه الوجوم والحدة
:ومن امتى الكلام ده يا ياسمين .. انا مش فاكر انى لما خطبتك قولت انى هعمل كده.
صرخت ياسمين رغم محاولات والدتها تهدئتها
:مش مهم انت تقول .. انا عاوزة كده وده اللى هيحصل.
صرخ الحاج منصور يوقفها عن الحديث بغضب ناهرا لها بحدة وعنف
:اخرسى يا قليلة الرباية ... كلامك ايه اللى عاوزة تمشيه .. ايه ملكيش حاكم ولا كبير.
تغضن وجه ياسمين تحاول منع نفسها عن البكاء كطفلة صغيرة لم تنال مرادها تنفجر بالبكاء رغم محاولاتها حين هتف والدها بها يكمل بغضب شديد
:امشى اخفى ادخلى جوه .. مش عاوز اشوف خلقتك .. وحسابى معاكى بعدين.
تركت ياسمين المكان فورا وصوت بكائها يتعالى اكثر ليزفر الحاج منصور بقوة يلتفت الى عادل بأحراج قائلا
:حقك عليا يابنى .. بس انت عارف دلع البنات وعامايلهم .
هز عادل رأسه له دون معنى لكن ملامحه كانت تنطق بالكثير والكثير لتشعر سماح بالأسف والاحراج لما حدث امامهم لذا اسرعت بلمز زوجة خالها خفية تنهض بعدها فورا قائلة بتلعثم لانصاف المحتقنة الوجه حرجا
:نقوم احنا علشان الوقت اتاخر ..
لكن هتف الحاج منصور يوقفها بحزم وتأكيد
:تقوموا تروحوا فين احنا هنتعشى سوا الاول ونكمل كلامنا .. ولا ايه يا حاجة!
هتفت انصاف مؤيدة له لكن اسرعت سماح وكريمة بالرفض فى وقت واحد تعتذران بكلمات سريعة غير مترابطة تكمل سماح بعدها وهى تلقى بنظرة ناحية عادل الصامت بوجوم قبل ان تلتفت الى منصور قائلة بحزم
: وبخصوص الشغل انا موافقة يا عم الحاج .. شوف حضرتكم تحبوا من امتى وانا اظبط اموري.
هز الحاج منصور رأسه استحسانا يتمم بعدة كلمات عن قيامهم بترتيب عدة امور ومن ثم سيبلغها عن موعد البدء بالعمل لتستعد سماح وكريمة بعدها للمغادرة رغم محاولات منصور وانصاف عدولهم عن ذلك ..
يخبرهم منصور بعد امتثاله لهم بذهابهم معه ليقوم بتوصليهم لكن اتى رفض عادل الحازم قائلا
:لا خليك انت يا حاج .. انا كده كده مروح و هوصلهم فى سكتي.
انصاف بجزع وذهول
:هتمشى ليه يابنى دلوقت مش قلت هتتعشى معانا !
اسرع عادل يعتذر بخفوت لكنه صوته كان يهتز بغضب مكبوت شعروا به بين نبراته رغم محاولاته اخفائه
:معلش ياحاجة سامحينى .. يلا يا جماعة علشان اوصلكم.
اشار الى سماح وكريمة لتنهض كل منهم تحمل صبى بين ذراعيها ليسرع ناحية سماح وقد كانت تحمل الابن الاكبر النائم بين ذراعيها ؛ لحمله عنها ثم يغادر فورا بعد القائه بسلام سريع تتبعه سماح وكريمة بعد قيامهم بتوديع منصور وانصاف.
ليهتف منصور بعد مغادرتهم بحدة وغضب
:عجبك عمايل بنتك يا انصاف .. عجبك كلامها مع خطيبها بالشكل ده ادام الناس الغرب.
مطت انصاف شفتيها اسفة تثتأثر الصمت لاتجد ما تدافع به عن وحيدتها تعلم جيدا ان هذا الامر لن يمر مرور الكرام فمن بمثل شخصية عادل لن يقبل بماحدث او يقوم بتمريره لذا اخذت تدعو الله ان يأتى بعواقبه سليمة.
**********************
انتهت من اعداد نفسها تتطلع الى نفسها فى المرآة تبستم بسعادة وهى تلف جسدها قائلة
:ربنا يخليكى ليا يا سماح الفستان طلع يجنن .. اه هو مش غالى بس اهو احسن من الهلاهيل اللى عندى.
توقفت مكانها تضغط شفتيها باسنانها تكمل بعدم يقين وقلق
:بس يا ترى هيعجبه .. هو مش قميص نوم زى كل العرايس ما بتلبس .. بس والله حلو برضه.
اخذت نفس عميق تهدىء قلقها وتوترها به ثم تحركت للخروج من الغرفة لكن ما ان فتحت بابها حتى تسمرت مكانها تجد نفسها وجها لوجه معه يقف امامها يهم بطرق الباب تتسارع انفاسها من النظرة التى رأتها بعينيه يلتمع وميض الرغبة بها ونظراته محدقة تمر فوقها ببطء حتى استقرت على وجهها يتقدم ببطء للداخل خطوة فتراجعت هى امامها خطوة اخرى للخلف حتى اصبحا فى منتصف الغرفة مرة اخرى..
وببطء شديد كأنه يختبر ردة فعلها مد يده نحوها يتلمس مكانه جرحها خلف خصلات شعرها المنسدلة يسألها برقة
:جرحك اخباره ايه ؟ لسه بيوجعك.
هزت له رأسها بالنفى تشعر بلمسات انامله تعبث بخصلات شعرها اخذا خصلة منهم بين اصبعين ينحدر بهم فوقها حتى تركها يتلمس بدلا عنها طرف صدر ثوبها يهمس بصوت متحشرج
:جميل اووى الفستان ده عليكى.
هتفت بحماس تشع عينيها بالسعادة والفرح
:بجد عجبك .. ده ذوق سماح على فكرة هى اللى اخترته وكمان...
حبست انفاسها صامتة بحدة فورا حين هبطت رأسه نحوها بتمهل شديد ليهمس فوق شفتيها عند توقفتها عن الحديث يسألها بحنان
:وايه كمان كملى .. عاوز اعرف ذوقك سماح كان فى ايه تانى!
ضغطت شفتيها معا يتجمد جسدها بتوتر من شدة قربها منها لتكتمل الصورة بجذب لجسدها المتخشب برقة شديدة اليه يلف خصرها بذراعه يهمس فوق اذنيها بنعومة ولين
:لااا ... انا كده هبدء اشك انهم ضحكوا عليا وجوزنى فرح العيلة اللى بتخاف منى مش الكبيرة اللى قلت عليها ليا .. يرضيكى اطلع عبيط وبيضحك عليا !
انطلقت رغما عنها منها ضحكة مرحة حين وصلها مقصده تخفض عينيها بعدها باستحياء وخجل بعدما اصبحت انفاسه حادة ثقيلة تلهب بشرة عنقها حين تلمستها شفتيه ببطء وتروى تشعر معها باختفاء توترها واسترخاء جسدها بين ذراعيه حين هبط فوق شفتيها مقبلا لها ببطء واستكشاف تسلم له قيادة مشاعرها سامحة له بان يأخدها بعيدا الى جنة عشقه فطلما حلمت بها لتسقط رويدا رويدا فى غيمة وردية صنعتها لمساته لها كالمغيبة..
لكن اتى رنين صوت هاتفه المزعج ممزقا للحظاتهم سوا وبرغم تجاهل صالح له لكن الحاح المتصل جعلها تتوجس خشية هامسة له بضعف ورجاء تحاول ابعاده عنها
: صالح رد على التليفون .... ليكون حصل عندنا حاجة او خالى رجع تانى.
ابتعد عنها ببطء وصدره يتعالى بانفاس خشنة حادة يظهر على وجهه الضيق لكن منطقها جعله لا يستطيع الرفض لذا اسرع ناحية الهاتف يمسكه يتطلع به وهو يتمتم بحنق لاعنا لكنه..
صمت فجأة يتجمد جسده بشدة وهو ينظر الى هاوية المتصل كالمصعوق لتهتف به بخوف وقلق تسأله
:مين يا صالح؟
لم يجيبها بل ظل واقفا كما هو كأنه لم يسمعها تتسمر عينيه فوق شاشة هاتفه لتهتف به هذه المرة بصوت يغلبه البكاء تتوسله
:رد عليا ياصالح .. مين بتصل علشان خاطرى !
رفع لها رأسه ببطء لتشهق تقفز بهلع للخلف حين حدق بها وقد اضيئت عينيه ببريق عاضب عاصف واظلمت تعبيراته يتطلع لها للحظات مرت كدهر عليها لم يقل شيئ خلالها بل غادرا الغرفة على الفور بعدها بخطوات سريعة وخطوط جسده متوترة صافقا الباب خلفه بعنف ارتجف جسدها له تعتصر قلبها بقسوة قبضة الخوف والهلع.
لكنها اسرعت بتمالك نفسها تسلل خلفه سريعا خارجة من الغرفة تحاول عدم اصدار صوت بخطواتها مرتعشة تتلفت حولها بتخبط حتى علمت من اين طريقها قلقة من علمه بقيامها بالتصنت على محادثته ولكنها لم تستطيع المقاومة ..
فيجب ان تعلم من هو محدثه تخشى ان تكون شقيقتها قد حدث لها مكروه وهى او زوجة خالها ويقوم هو بأخفاء هذا عنها.
لذا تقدمت بقلب حاولت بث الشجاعة به حتى توقفت خلف احدى الجدران حين وصلتها همهمت صوته غير المفهومة لها تدرك من توتر عضلات ظهره واصابعه التى اخذ يمرر فى شعره بعنف يشعثها انه فى اقصى درجات محاولاته للسيطرة والتحكم فى غضبه فاخذت تحاول التقاط اى شيئا من الحديث الدائر حتى ارتفعت حرارة جسدها بشدة ثم تفر منه دفعة واحدة تتركها متجمدة فى مكانها يتصاعد الغثيان لحلقها وهى تسمعه يتحدث بلين ولطف بعد ان زفر زفرة عميقة من اعماق صدره قائلا
:خلاص يا امانى اهدي ملهوش لازمة عياطك ده .. اللى حصل حصل .. والظروف حكمت بده .. يبقى تهدى وبلاش تعملى فى
نفسك كده.
حانت منه التفاتة ناحية مكان وقوفها لتسرع بالتوارى خلف الجدار تستند عليه لشعورها بارتجاف قدميها لكنها اسرعت بتمالك نفسها تفر من المكان حين شعرت بتقدم خطواته ببطء من مكان وقوفها وهو يستمع بأنتباه لمحدثته
تغلق الباب خلفها بهدوء وبطء تسمح لجسدها واحلامها اخيرا بالانهيار والتحطم.
*********************
: الله يخربيتك ياعايق .. على بيت بنت اختك .. بقى انا انور ظاظا يكون ده حالى!
تطلع مليجى الجالس ارضا فى احدى الشقق المملوكة لانور ظاظا يتطلع نحوه باضطراب وخشية.
وقد اخذ يجوب ارض الغرفة يحمل بين يديه كأس من الخمر وقد اذهبت بعقله تماما فاخذ يهذى المرارة فى صوته
:بقى حتة العيلة دى .. تفضل صالح عليا ..لييه فيه ايه احسن منى .. دانا كنت هعيشها ملكة ..!
ثم التفت الى مليجى يهتف به بغضب ووحشية
:كله منك انت لو مكنتش ضربتها .. كان هيبقى فيه امل تبقى ليا .. مش تنام فى بيته حضنه الليلة .. دانا هطلع روحك فى ايدى النهاردة …
انقض عليه يحاول الفكاك فيه لكنه تعثر بطرف السجادة ساقطا ارضا ليهب مليجى من مكانه هاتفا بفزع
:انا مالى انا يا برنس .. البت كده او كده مش عوزاك وكانت رافضة .. وانا لما ضربتها كان علشان توافق عليك.
تسطح انور على ظهره ارضا يغمض عينيه بأرهاق للحظات يفكر بكلماته قبل ان ينهض بتعثر وعينيه حاقدة مغلوله يهمس
:عندك حق يا مليجى .. كده او كده كانت رافضة .. علشان كده ورحمة امى لندمها واحرق قلبها على عريس الغفلة ومبقاش ظاظا اما حصل.
اتسعت عينى مليجى ذعرا يهتف بأرتعاب شديد
:لاا يا برنس مفيناش من الدم .. انا مليش فى الطريق ده …
رمقه انور باحتقار وتقزز
:عارف يا ....* انك ملكش غير فى ضرب النسوان.
ضيق مابين حاحبيه بتركيز يكمل ببطء وخبث
:علشان كده العملية دي عاوزة فوقة ودماغ مصحصة علشان نمخمخ لها تمام ومظبوط.
صرخ مليجى فزعا بداخله دون ان يجرؤ على اصدار صوت حتى ولو ضعيف يتقاذف صدره رعبا يعلم ان الايام القادمة لن تمر على خير لاعنا بحرقة ابنة اخته وصالح ومعهم انور والظروف التى اوقعته فى تلك المصيبة..
_________________
close
•تابع الفصل التالي "رواية ظلمها عشقا" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق