Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية صرخات انثى الفصل الرابع و الخمسون 54 - بقلم اية محمد

 رواية صرخات انثى الفصل الرابع و الخمسون 54 - بقلم اية محمد 

....(هااام الفصل منزلش كله الباقي) 
أما هو فقد عد للمنزل يحمل شوق العالم بأكمله للقائها، لا يعلم كيف مر ذلك الأسبوع عليه ليعود إليها، كان يعلم بأنه سيجدها تغفو بفراشها مع قرابة الساعة الواحدة صباحًا، تلاشت ابتسامته الجذابة وتبخرت حينما وجد فراشه مرتبًا وكأنها لم تبيت يومها به! 

ظن أنه سيجدها بغرفتها الجانبية فاتجه إليها يناديها بشوقٍ ولهفة: 
_فطيمــه! 

تجعدت ملامحه بدهشةٍ حينما لم يجدها أيضًا بغرفتها، فأسرع للطابق الأول قاصدًا غرفة والدته، طرق الباب أكثر من مرةٍ فلم يجد أحدٌ، حتى عمران وشمس، فهبط للأسفل ينادي أحد الخدم الذي استيقظ على الفور يجيبه بوقارٍ: 
_ما الأمر سيدي؟ 

سأله علي بقلقٍ يكاد يمزقه: 
_أين الجميع؟ 

أجابه الخادم مسرعًا: 
_السيدة مايسان هاجمها ألمًا مفاجئًا فحملها السيد أحمد وذهبت برفقته السيدة فريدة للمشفى، أما السيدة فاطيما والسيد عمران لم يعدان بعد من الخارج. 

ضيق عينيه باستغرابٍ، وجذب هاتفه مشيرًا له: 
_عد لغرفتك. 

هاتف علي فطيمة وعمران ولكن لم يجيبه على مكالماته، فكاد أن يجن من فرط قلقه لما يحدث هنا، كيف يتسنى لعمران ترك مايا وهي بتلك الحالة ويذهب بهذا الوقت برفقة فاطمة!!

 هاجمه عقله دون رحمة، وأقصى ما يخشاه أن تكون قد هاجمت فاطمة نوبة أو حدث بها سوءًا، جذب هاتفه مجددًا وطلب أحمد الذي أجابه على الفور: 
_أيوه يا حبيبي، عامل أيه؟ 
_أنا كويس يا عمي، طمني انت مالها مايا؟ 
أتاه صوته المرهق يجيبه: 
_مفيش حست بتعب وعمران مكنش موجود فجبناها المركز ليوسف. 
أسرع بسؤاله لما وجده هام: 
_عمران فين لحد دلوقتي وفاطيما مرجعتش؟ 
_عمران وفاطيما اتاخروا النهاردة، وأخر مرة كلمت عمران قالي إنه كان عنده اجتماع مهم هيأخره بره جايز يكون صمم يرجع فاطيما معاه. 

أغلق علي الهاتف بعدما استمر بهدوئه مع عمه، وجلس على أحد المقاعد يحاول تهدئة ذاته، يكفيه أنها الآن باتت أكثر نضجًا وقوة أهلتها للتعامل مع العالم الخارجي، ولماذا قد يشعر بالقلق وأخيه لجوارها! 

اقتحم صوت سيارة عمران مسمع علي، فنهض عن مقعده واتجه للشرفة يراقبه بتمعنٍ، فاتسعت عينيه بصدمة جعلته يتجمد محله لا يقوى على الحركة قيد أنامله، وبالكد استدار بجسده ليكون مقابل لباب المنزل الذي انصاع لمفتاح عمران ودفعة قدمه الخافتة جعلته يتسع لمرورهما معًا! 

اتجه عمران بخطواتٍ بطيئة للمصعد، وقبل أن يخطو منه توقف وهو يتطلع ذاك المتيبس من أمامه، فهمس بذهولٍ: 
_علي!   إنت رجعت أمته؟ 

بقى جامدًا وجهه خالي من التعابير، حدقتيه تنخفض رويدًا رويدًا على تلك المستلقية على ذراع أخيه، وكأنها فاقدة الوعي! 

ابتلع لعابه بتريثٍ وهو يجاهد لتماسك انفعالاته، وبدأ يقترب ليكون مقابله وجهًا لوجه، فاستطاع أن يرى وجه زوجته المجهد وحجابها وملابسها الغير مرتبة بشكلٍ يثير الريبة! 

سقط وجه فاطمة إليه فور تهدل ذراع عمران للأسفل بعدما استحوذ الارتباك عليه من صمت أخيه وجمود نظراته الغريبة، فتمكن تلك المرة من لقط علامات الأصابع الخمسة الماسدة على خدها المتورم وكأنها نالت عشر صفعات قوية. 

ضم علي شفتيه معًا بقوة ومد نفسه بصبر يجعله لا يحتمل حتى مجرى تنفسه، لا يسمح أن تزوره مجرد شكوك تدفعه لأخيه أي شكوك يود قتلها رغم أن كل ما تنظره عينيه ما هو الا هلاكًا وجحيمًا يلوح له! 

تنحنح عمران وهو يناديه بتوترٍ: 
_علي.. إنت ساكت ليه؟! 

تلك المرة قرر رفع عينيه ليواجه أخيه، فحرك رماديته ليقابله بنظرة طويلة طعنت قلب عمران باجتيازٍ، وخاصة حينما انحرفت عينيه لعلامات الاظافر التي تضم رقبة أخيه وخده الأيسر، فأغلق علي عينيه على الفور ومزق شفتيه من فرط ضغط أسنانه عليها، وردد بصعوبة أنفاسه المنفعلة: 
_فاطمة مالها؟ 

ابتلع ريقه بتوترٍ جعله لا يعلم ماذا سيفعل أمام أخيه؟  ، فأجلي أحباله المنقطعة قائلًا: 
_آآ... أنا... أصل هي أخده حقنة مهدئة يوسف ادهالها... آآ... مش هتفوق غير بكره الصبح. 

احتقنت رماديته واختفى لونهما الجذاب، ودنى باقي المسافة بينهما يردد بصعوبة بالحديث: 
_ويوسف يديها مهدئ ليه؟  

وتابع وعينيه تتجه لرقبته: 
_وأيه على رقبتك ده يا عمران؟ 

ارتعب عمران من طريقة حديثه، ولف برقبته للمرآة المحاطة بصفحة المصعد فصعق حينما وجد علامات أظافر جعلت الآن الصورة كاملة له بما يجوب بخلد أخيه. 

ترخى ذراعيه عنها وكاد باسقاطها لولا ذراعي علي التي حملتها وولجت بها للمصعد، مرددًا بغضب مدفون خلف هدوء مخيف: 
_تعالى ورايا. 

لحق به للمصعد ووجهه منهمل أرضًا لا يود تلك المواجهة التي سيلجئ لها أخيه، هو يعلم بأنه لم يكن يومًا بالطايش بل سيعقد ألف تحقيق وتحقيق قبل أن تتأكد الشكوك الدائرة بحدقتيه. 

ولج لغرفته فوضعها على الفراش وبقي منحني إليها يرقب وجهها بنظرة طويلة، كأنه يترجاها أن تستعيد وعيها وتكذب كل ما يجول بخاطره، ليتلقى صفعة أبادت ثباته في مقتلٍ حينما همست ببكاء من بين فقدانها للوعي: 
_عمران!    

أغلق علي عينيه بقوة لتعصف تلك الدمعة الحارقة لجوارحه، واستدار لاخيه الذي يضم يديه معًا ووجهه لا يفارق الأرض، كحاله بطفولته حينما يخفي أمرًا عنه! 

جذب الغطاء على جسدها المرتجف ونهض بهدوء ليتجه لاخيه، سحب نفسًا مطولًا وأخرجه بتنهيدة قاتلة ثم قال: 
_بتخبي عينك مني ليه، ارفع وشك وبصلي. 

جاهد عمران لفعل ما قال، وازدرد حلقه وهو يجاهد لخروج صوته ثابتًا: 
_علي أنا آآ.. 
وسحب باقي كلماته بحزنٍ جعله يكمم صوته، فقال علي بهدوء: 
_اتكلم أنا سامعك، عايز تقول أيه؟ 

اخترق مسمعهما صوت فاطمة الهامس مجددًا باسمه: 
_عمران. 

أغلق عمران عينيه بحزن فإن كان محل أخيه لقتله بالحال ولكن علي يمتلك قوة يشهد له بتلك اللحظة، انتبه له حينما وجده يقول: 
_بالرغم إن فرق السن بينا مش كبير بس أنا مكنتش بشوفك أخويا، إنت ابني اللي كبر قدام عيني وأنا شايله على دهري اللي كان بيحميه من أي شيء، فاكر دهر أخوك يا عمران؟! 

تهاوى الدمع من عينيه لفهم مغزى حديثه، فلعق شفتيه الجافة وقال: 
_علي أنا عارف إن الموقف كله صعب، وفاهم إنت بتفكر في أيه بس ده مش صح أنا آآ.. 

واجه صمته ببسمة هادئة اتبعها قوله الرزين: 
_أنا متهمتكش بشيء، أنا بحاول أتمسك بأقصى درجة من الصبر اللي جوايا، راكن رجولتي وشرفي على جنب لحد ما أتأكد إن كل اللي قدامي ده وهم، ولو مكنتش تربية ايدي مكنش زماني واقف بالثبات ده قدامك. 

هز عمران رأسه بتفهم، فسحب علي نفسًا ثقيل قبل أن بسأله مباشرة: 
_للمرة التانية هسألك أيه اللي حصل يا عمران؟ 

ارتبك أمامه مرة تفوق الاخرى، وتحلى بالصمت الذي ذبح علي بسكينٍ، فدفعه لقول: 
_مش هقدر أستنى لحد ما هي تفوق، لو إنت مكاني كنت هتعمل أيه؟ 

أسرع عمران لاخيه يمسك يديه، وكأنه يشهد أباه على الخلق الذي تربى به: 
_علي أنا ممكن أتحمل أي حاجة في الدنيا الا خسارتك، أرجوك تسمعني أنا معملتش شيء غلط ولا أي حاجة من اللي في دماغك دي.. 

رفع علي يده يضم خد أخيه ويترجاه بنبرته الخافتة: 
_يبقى تتكلم وتقولي حصل أيه؟ 

لامس الدمع يد علي العالق على وجه عمران، وخرج صوته مهزوزًا: 
_مش هقدر أتكلم آآ... أنا وعدتها. 

سحب علي كفه واستدار تجاه فراش زوجته يجاهد لصرف عصبيته، يلتحف بكل ما يأهله لمنع شيطانه عن قتل أخيه بتلك اللحظة، فأتاه صوته الباكي يخبره: 
_فاطيما أول مرة تأمنلي وتثق فيا يا علي، وأنا وعدتها إني مش هقولك حاجة لما تفوق وحبت تحكيلك فده شيء يرجعلها. 

بقى صامتًا، يوليه ظهره بهدوءٍ جعل الاخير يستطرد: 
_سامحني! 

تحرر صوته أخيرًا عن مرقده: 
_ارجع أوضتك يا عمران!

........ 

قراء الفيس ابهرتوني بالتفاعل، وده خلاني بردو زعلانه انكم موجودين ومش بتتفاعلوا وتظهروا الا عشان التحديات وانا عشان عيونكم الفصل المفروض كان هيقفل على لقاء آديرا بالشيخ مهران زودت المشهد كام والمشاهد الاخيرة احترامًا لتفاعلكم الطيب فبرجاء التفاعل عشان ده بيفرق جدا في الرواية.. 

قراء الواتباد القمرات شكرًا لتصوياتكم وتعليقاتكم اللي بجد في قلبي، بقيت مرتبكة بيكم بشكل كبير، فشكرا ليكم ولدعمكم الراقي، بتمنى القادم ينال اعجابكم.. 

بحبكــــــــــــم في الله ♥
آية محمد رفعت. 
***____****

   •تابع الفصل التالي "رواية صرخات انثى" اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات