رواية محكمة الحياه الفصل الخامس عشر 15 - بقلم مروة البطراوي
محكمة الحياة
الفصل الخامس عشر
ترى هل استسلم غسان للأمر أم لا؟لا و ألف لا بل عاد بعد فترة قصيرة يعترض طريقهم و لكن الأن ليس في أي مكان كان في زفاف كمال و كاميليا بعد الانتهاء و في طريق العوده و في ظلام الليل الدامس ،هبط أكمل من سيارته بعد أن خلع جاكيت بذلته و شمر عن أكمام قميصه يستعد له تشبثت جميله بقميصه تخشي أن ينتصر غسان هذه المرة و يجرحه و من اقتراب غسان منها كادت جميله أن تفقد وعيها بينما أكمل يقف ثابتا يعرف جيدا أن غسان لن يجرؤ علي اطلاق الرصاص لأنه ما زال جزء من الجبن باقيا و متأصلا في دمه،أخذ أكمل يستفزه بنظراته الساخرة لتلتمع عيني غسان بانتفاضه صامته ثم حرك مسدسه حركه سريعه في وجه أكمل ثم أردف محاولا ان يكون حاسما و لكنه لم يقدر حيث كان البطئ في كلماته و هو ينطق قائلا
-طلقها دلوقتي يا اما هقتلك و هقتلها و هحسركم علي شبابكم.
علي الجانب الأخر عند كمال و كاميليا
كانت تريد معرفه مدي حبه لها فبدأت تشاكسه قائله بنعومه
-مكانك كان ديما في قلبي،بس انت غبي كنت هتسيب مكانك لغيرك،يالا البركه في ظهور جميله في حياتنا كان فاتك أخرس و مش بتنطق.
نظر لها كمال بغضب قائلا
-انتي عارفه كويس ان مكنش في ايدي حاجه أعملها،و لولا أكمل و حسمه للموضوع كان فاتنا مش لبعض،احمدي ربنا علي النصيب ده.
نظرت له بلؤم قائله
-كان ممكن أكون لغيرك علشان بس اتفاق قديم بين بابا الله يرحمه و باباك و تقولي مكنش في ايدك حاجه،يعني ما قولتش لأكمل علي الموضوع ده.
-لو كان حد غير أكمل كنت قتلته،لكن أكمل يستحق ان الكل يضحي علشانه،و من غير ما أقوله يا كاميليا هو كان حاسس بيكي و بيا و أهو حلها.
احتضنت كاميليا و جهه و هي تبتسم له قائله
-أنا كنت بموت في اليوم ميت مرة،و انت متجاهل مشاعرى،عارف لو كنت قلت لي اعترضي ،كنت هعترض و هريحك و هريح نفسي .
-و أنا مكنتش عايز منك ده،لا يمكن كنت أخلي بابا يغضب عليك،و لا يمكن كنت أحسس أخويا انه منبوذ منك،عارف اني سلبي بس أنا كده.
طوقت كاميليا عنقه بحب قائله
-علشان كده انت بقيت جوزى،كون انك متتهورش و تصبر و تدعي ان أكون من نصيبك حتي لو كل الأبواب مقفوله ،ده كان حاجه كبيرة عندي.
دفن كمال وجهها في عنقها و هو يشدد علي احتضانها قائلا
-و أنا كمان كنت بسمع دعواتك ساعه صلاة الفجر و أنا معدي من جمب الملحق بعد ما أكون سهرت طول الليل جمبك بدعي تكون ليا من غير مشاكل.
نظرت كاميليا له باندهاش ثم ابتعدت عنه قليلا قائله
-أنا مش زعلانه علي فكرة من سلبيتك،يمكن لو كنت اعترضت و أنا اعترضت معاك كنا خسرنا احنا الاتنين،بابا الله يرحمه علمني الصبر,
-طيب بيتهيالي احنا صبرنا كتير و ده مش وقت كلام يا كوكو و قت أفعال بقي ،تعالي بس ناخد نتيجه صبرنا و بكره نحكي في الموضوع تاني.
عوده الي أكمل و جميله في مواجهه غسان
انحنت شفتي أكمل في سخريه طفيفه و جميله مازالت متشبثه به و هو يحتويها بذراعيه لا يريد التخلي عنها
-لا مش هطلقها.
ببساطه تحرك غسان لينشر سمه بينهم لتبتسم جميله بلطف غير مدركه لمغزاه القبيح حيث ظنت أنه سيتركهم بسهوله بعض رفض أكمل لطلبه الذي منحه خقدا أضعاف ما يكنه له لأنه سرق المرأة التي ستكون ملاذه امتص رحيقها قبله كل شئ اغتنمه قبله،و هي في قانون عقله بحقه هو فقط،و لكن هو لم يأتي اليوم قاصدا اياها فقط بل قاصدا افساد ما بينهم و معه الدليل
-تمام مطلقهاش و بالشفا عليك جميلة بنت أخوها بصحيح،نجحت انها تدخل قلبك و عقلك وبيتك و مكتبك و توصل للورق اللي احنا عايزينه لو مش مصدقني دي نسخه منه،أنا مجتش هنا علشان سواد عينيها،هي معدتش تلزمني،مبحبش أخد حاجه حد أكلها قبلي،نصيحه مني ارميها قبل ما ترميك زى أخوها ما رمي أبوها،نسيت أقولك كان لازم تستغرب كمان يا تعلب ان ازاي واحده زى قدريه تهدي من ناحيتك،ما هو كله تخطيط و انتقام بقي لأجل المرحوم ما يهدي في تربته،الحمد لله انك ما سبتش واحده زى دي ليا،عرفت ليه بقي هي وافقت تكون معاك ،علشان تحمي نفسها و تبقي انت كبش الفدا،حتي تليفوناتك للبيج بوص هي اللي دفعته يستقبلها،سورى يا جيمي،مش كل مرة تسلم الجره ،و مش أنا اللي هكون ديما الضحيه،مش انتي بتعرفي تمثلي دور الضحيه،اشربيه بقي لوحدك،و انت يا متر و حياة أخوك متبقاش تدافع عن واحده و انت متأكد ان عمر قلبها ما هيميل ليك،و ملهاش خير في اللي قبلك.
انتهي غسان من حديثه و أكمل طيلة الحديث يتفحص الأوراق و يفكر كيف أتتها الجرأه لتوصيل هذه الأوراق لهم و ما هو الدافع لذلك،و هي منتبه علي صمته و جموده بعد رحيل غسان لتسدير تواجهه تجده يبتسم أمامه بسخريه قائلا
-متلخبطه طبعا و مش لاقيه كلام تقوليه،ايه يا جميله مش هتقوليلي ايه الدافع انك تسرقي ورق من مكتبي و تبعتيه ليهم؟طبعا الدافع الخوف يا أكمل.
-مرة تانيه بتشك فيا،انت عمرك ما هتنسي مين أخويا و لا أنا أخت مين،عارف لو الكلام ده علي جدائل أختك مش هتصدقه أبدا،انت عايز مني ايه دلوقتي.
يريد أكمل أن تصارحه جميله بالحقيقه لكي يتخذ قراره المطلق
-عايزك تقولي علي كل حاجه،قاعده في وسطنا بقالك شهر و لا باين عليك أي حاجه من اللي سمعته النهارده،طب ليه تعملي كده،أنا مش مصدق.
-من غير دليل و بينه بتتهمني،أنا قعدت معاكم و يشهد ربنا أنا مكنتش أعرف أصلا انت بتدخل أوضه المكتب بتهبب ايه،عارف لو بابا اللي جم قالوله بنتك سرقت عمره ما هيصدق.
زفر أكمل بنفاذ صبر قائلا
-طلبت منك الصراحه من يوم ما ارتبطنا،من شويه كنتي بتترعشي لما شفتي غسان و لما جه يمشي فرحتي كل دي حاجات تخليني أشك فيكي.
صدمت جميله من مراقبته لانفعالاتها وردت قائله
-بتقول ايه؟انت مراقبني،طب ما هو ده ما يدينيش بحاجه بالعكس،أنا كنت مفكراه هيفرقنا مكنتش متوقعه انه جاي علشان شوية الورق اللي أنا معرفش فيهم ايه.
ذهب أكمل الي السيارة لتذهب و تجلس بجواره
-انزلي يا جميله،طريقنا مش واحد،انتي متخيله بعد اللي عملتيه ده هقبل ترجعي تقعدي وسطينا تاني؟أنا مقدر ظروف و عارف انتي عملتي كده ليه بس مش حل.
أدارت جميله وجهه ليبقي في مقابلتها
-أنا عايزة أتكلم و انت هتتفضل زى المحامي اللي بيسمع أي قضيه بصدر رحب لأن ده شغله،انا معرفش الورق ده بتاع ايه،ليه مش قادر تصدق؟
-لأني حبيتك،مش جواز حمايه زى ما انتي فاهمه،حبيت جميله البريئه الصادقه اللي لا يمكن تبعني حتي لو شايفه ده في مصلحتها،عارف لو كنت قلت الكلام ده قبل كده عمرك ما هتصدقيني.
ياله من اعتراف بالحب و لكن ليس بوقته و بمحله انهارت مشاعرها و هو يستطرد قائلا
-أنا اتقدمتلك و انتي فكرتي اني بخلص مهمه،قررت كتير اني أصارحك بمشاعرى بس ديما كنت خايف انك تستهرى بيها و الحمد لله خوفي في محله.
انتفضت جميله بغضب قائله
-و اللي بيحب واحده بيصدق فيها العبر،تفتكر أنا ممكن أسلم ورق من ورقك ليه،هستفاد ايه ما أنا عارفه انهم هياخدوا الورق و هيكون ضدك.
-ليا صاحب زمان قالي اختار صح،اختار واحده لا يكون ليها لا أب و لا أم و لا أخ و لا أخت فيهم غلطه،النهارده عرفت حقيقه كلامه،محدش بيتغير
•تابع الفصل التالي "رواية محكمة الحياه" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق