Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية امنيات و ان تحققت الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ليله عادل

 رواية امنيات و ان تحققت الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ليله عادل

'''~_* روايه أمنيات وأن تحققت♥️🥀
بقلمي_ليلةعادل✍️🌹*_~'''

           الفصل الخامس عشر 💞 🥀 

ـ منزل خالد ١١م

ـ نشاهد خالد يتوقف عند سيارته وهو يضع خالد حقيبة ملابسه بالمقعد الخلفي لسيارته، توجه بحماس لمكان القيادة وانطلق بها بحماس وسعادة، بعد وقت توقفت سيارة خالد أمام شركة رسلان، حيث مكان التجمع الرحلة، وجد منَّة ومحمد وزوجته إيمي يقفون بجوار سيارة محمد، أشار محمد بترحيب وحماس، تبسم خالد ورد له تلك الإشارة ثم وجه نظره لمنَّة التي كانت تنظر له بابتسامة مشرقة، أوقف سيارته وهبط منها ثم أخذ حقيبته وتوجه حيث يقفون، ألقي التحية عليهم وردوا عليه، ذهب محمد ليرحب بالأصدقاء قبل المغامرة ومن خلفه إيمي، لكى يتركهما بمفردهما.

اقترب خالد من منَّة، توقف أمامها، التفت محمد
نحوهما وكذلك إيمي لتبتسم بحماس وهي تهمس:
_الظاهر كده كلام صاحبتها صح.

غمز لها محمد وقال:
_همتك بقي ياحبي.

رفعت يدها وبإصبعها أشارت إلى عيونها:
_من عيوني ياروحي اطمّن، إيمي في الموضوع كله هيبقي تمام، يلا بينا نبدأ الخطة ونرتب الناس في الباص عشان نقعدهم جنب بعض.

أمسك محمد يدها وتحركا لعند خالد ومنَّة، خالد تبسم وهو يقول:
_شكلك متحمسة للرحلة.

حركت منَّة رأسها بإيجاب وهي تبتسم نفس الابتسامة المشرقة وقالت:
_جدًا، أنا بحب الرحلات لما تكون في جروب لأنها مش بتحصل كتير.

رأت محمد يشير إليها من نافذه الباص لتصعد هي وخالد، فقالت:
_شكل العدد اكتمل وهيتحركوا، محمد بيشاورلنا.

نظر خالد خلفه ورأى إشارة محمد فقال:
_ طب يلا بينا، فين شنطتك؟

منه وهي تسير:
_محمد أخدها مع الشنط بتاعته هو وإيمي وحطهم في الباص.

جر حقيبته خلفها ووضعها في مكان الحقائب، وقبل أن تصعد منَّة للحافلة تذكرت أن حقيبة يدها ليست معها، فقالت بفزع:
_شنطتي فين؟ ماحدش شاف شنطتي؟ شنطتي معاكي يا إيمي؟ شنطة إيدي دي فيها الموبايل والفيزا والفلوس والبطاقة.

هبطت إيمي من الحافلة وهي تحاول تهدئتها:
_ اهدي أناشوفتها مع الشنط بتاعتك وفكرتك مش عايزها وإن موبايلك معاكي.

تنفست منَّة براحة بعد توتر وخوف:
_طب الحمد لله، إنا فكرتهم ضاعوا، تعالى هاتها يامحمد معلش.

سار معها محمد وخلال ذهابهم كان خالد في طريق العودة بعد أن وضع حقيبته وعرض عليها أن تصعد إلى الحافلة وهو سيحضر لها الحقيبة ولكنها رفضت، وليتها لم تفعل! فقد حدث ماجعل إيمي على وشك أن تصفع منَّة وتصفع نفسها بسبب عناد تلك الفتاة. ماحدث أنه عند صعود خالد إلى الحافلة، غيرت أحدى الفتيات مقعدها بالمقعد الذي حجزته إيمي لمنَّة ولم يكن أمام خالد سوا الجلوس بجوار أحدهم ومنَّة بجوار الأخرى وقبل أن تتدخل إيمي وتطلب من الفتاة أن تعود لمقعدها الذي كانت تجلس عليه قبل لحظات من صعود خالد، نهضت أحدى الفتيات، وهي مهندسة بالشركة وعرضت على خالد الجلوس بجوارها، وقبل أن يرفض تقدمت وأمسكت ذراعه ل للجلوس بجوارها، وبسبب المفاجأة والإحراج وسط الموجودين ذهب معها وجلست بجوار النافذة وهو بجوارها حتى سحب ذراعه من يدها وهو يبتسم لها ويرد ابتسامتها وبداخله ضيق شديد، بينما إيمي كانت على وشك الانقضاض على تلك الفتاة وجذبها من خصلاتها الناعمة لكي لا تتجرأ وتفسد لها مخططاتها مرة أخرى.
صعد محمد وخلفه منَّة وتفاجأ حين رأى خالد بجوار المهندسة ميار، نظر لإيمي وهي تتنفخ  بضيق وغضب، تنهد محمد وسحبها إلى صدره ولف يده حول كتفها، ثم أفسح الطريق لمنَّة لكي تذهب للمقعد كي تتحرك الحافلة، كانت عيون منَّة تبحث عن خالد الذي وجدته بجوار ميار وينظر لها، تحولت ملامحها للعبوس تدريجيًا وهي تمر من بين المقاعد متوجهة لأقرب مقعد فارغ وبعد أن جلست بجوار صديقة ميار والتي تركت مقعدها لخالد بسبب إلحاحها منذ أن رأت سيارة خالد تدخل المكان وعرفت أنه سيشاركهم الرحلة، كانت أجمل مفاجأة بالنسبة لميار فقد انتهت الفرصة لتتقرب من الشاب المعجبة به منذ مدة، حين دخلت مكتب محمد لتعرض عليه بعض الرسوم الهندسية التي عملت عليها ورأته وأسرتها وسامته وهدوءه.
تحركت الحافلة وبدأ الجميع بالمرح والغناء، التفت خالد نحو منَّة وهو مبتسم بادلته الابتسامة، وقتها بدأت بالاندماج مع زملائها ومشاركتهم المرح والحماس، تبسم خالد عليها وهي تميل مع حركة الحافلة مثل الباقين وتصفق وتغني معهم.
الجميع يردد ما عدا خالد الذي يتابع مايحدث بابتسامة.
بعد ساعات من الغناء والأكل والنوم وتبادل الأحاديث والتوقف من وقت لآخر عند الاستراحات، وأخيرًا وصلوا إلى جنوب سيناء، بالتحديد مدينة نوبية، حيث القرية السياحية التي ستكون مسكن لهم خلال الثلاثة أيام بدءَا من اليوم.

الفندق ٧ص

مظهر عام لتلك المدينة السياحية الجميلة حيث الجبال والبحر الأحمر الصافي والشعاب المرجانية والأسماك الملونة فهي قطع من الجنة على الأرض.
دخل الجميع إلى الفندق، ذهب محمد واستلم مفاتيح الغرف وبدأ بتوزيعها عليهم بعد أن جمع منهم موظف الاستقبال استمارة البيانات، كانت الغرف مشتركة كل اثنين بغرفة، أخذت منَّة مفتاح غرفتها التي ستشاركها مع إحدى زميلاتها والتي اختارتها مسبقًا لتكون معها هي وطفلها بسبب هدوء تلك الزميلة ومعاملتها الطيبة، ولكي تتمكن من اللعب مع ذلك الصغير الذي يتعلق بيد والدته.
صعد الجميع إلى غرفهم وكذلك خالد الذي كان له غرفة بمفرده حجزها لنفسه بجوار غرفة منَّة. بعد ساعات من الراحة وقبل الغروب كما اتفقوا كان تجمعهم داخل مطعم الفندق المطل على البحر، جلس خالد وحجز لمنَّة بجواره، إلا أن ميار ذهبت وبمنتهى الثقة جلست جواره وشكرته، كان خالد ينظر لها بتعجب ولا يعرف لم جلست جواره ولم تشكره.

بينما كانت إيمي تجلس بجوار محمد وهي مستاءة من تصرفات ميار همست له:
_محمد، هو إيه الحوار؟ ميار وخالد لازقين لبعض، أمّال إيه اللي قالته شروق؟

محمد بهمس:
_لا لو أخدتي بالك خالد كان حاجز الكرسي لمنَّة وعيونه على باب المطعم من وقت ماقعد واتفاجئ لما ميار قعدت جنبه.

تبسمت إيمي بخبث:
_اممم شكل الكتكوتة عينيها منه، بس عذرًا منوش أبقى منها وهي كده بتحب من طرف تالت، قوم يا محمد.

نظر لها محمد بتعجب وقال:
_أقوم أروح فين؟

تبسمت وهي تغلق أزرار قميصه وعينيها تنظر داخل عينيه وقالت بدلال:
_قوم ياحبيبي قل للباشمهندسة إنك عاوز تقعد جنب خالد وخليها تيجي تقعد جنبي، ولما منَّة تنزل ابقي قعدها مكانك وأرجع جنبي وهي تبقى تتلقح في أي مكان، وآه يا بيبي حاجه كمان، زراير القميص لو بتضايقك وعلشان كده بتفتحه وطالق عضلاتك قدام كل البنات كده، فاطلع بدله بتشيرت يكون أفضل علشان الرحلة دي تكمل على خير، ماشي يابيبى؟

تبسم محمد وغمز لها بتسلية:
_الله! دي نار الغيرة شعللت، أنا شامم ريحة شياط.

غمز لها ونهض وهو يضحك وتركها خلفه تنظر لأثره بغيظ وغيرة، حتى ضحكته جميلة وتخطف القلوب، تبسمت وهي تعض على شفتها السفلية، فاقت على صوت احتكاك المقعد الذي بجورها بالأرض وميار تجلس بعنف وضيق واضح.

همس محمد بمكر لخالد:
_أنا بس عاوز اطمّن لو مبسوط معانا وهقوم وأرجع ميار جنبك تاني.

نظر له خالد بضيق 
_ياعم ترجع مين دي لازقة! أوعي ترجعها، أصلًا أنا كنت حاجز الكرسي ده لمنَّة.

محمد بدهشة مصطنعة:
_ يا راجل بجد! أنا فكرت أنكم...
أشار بعينه نحو ميار التى غادرت مع زميلتها إلى المرحاض لتعديل زينتهم. قاطعه خالد وهو يرى منَّة في طريقها إليهم مع زميلتها والطفل:
_لامفيش اللي في دماغك، ويلا قوم ارجع جنب مراتك علشان ماتزعلش إنك سايبها وقاعد جنبي.

تبسم محمد:
_أيوه صح معاك حق، أنتَ راجل ذوق وبتفهم.

توقف وبمجرد وصول منَّة إلى الطاولة الكبيرة قال:
_تعالي هنا يا منَّة في كرسي فاضي، أنا هقعد جنب مراتي.

تحركت منَّة بتلقائية وذهبت وجلست مكان محمد بجوار خالد الذي ابتسم لها وهي بادلته الابتسامة، أما محمد فعاد إلى زوجته وجلس بجوارها وبدأ الجميع باختيار طعامهم .

خالد تسأل باهتمام:
_نمتي كويس؟

منَّة هزت رأسها بنعم:
_ امممم. وأنتَ؟

خالد:
_آه. قلت اشحن علشان باقي الرحلة مافيش نوم.

وبالفعل بدأوا بتنزيل الغداء، وبعد الانتهاء تحرك الجميع نحو البحر للاستمتاع بشكل الغروب، توقفت منَّة تلتقط صور ومقاطع طويلة لذلك المشهد الرائع، اقترب منها خالد وهو مبتسم وقال:
_تحبي أصورك كام صورة مع البحر وغروب الشمس؟

التفتت له وقالت:
_أنا مش بحب أتصور.

عبس خالد:
_وده ليه؟ في حد يروح رحلة ومايوثقش الوقت المميز فيها؟

توترت منَّة وكانت محرجة من زملائها رغم أن لا أحد منتبه لها فقالت:
_أصل، أنا...

قاطعها خالد وهو يشير بيده وقال:
_تعالي نروح عند الممشى اللي هناك.

هزت رأسها بإيجاب وتحرك وهي خلفه بخطوات مترددة، وبمجرد وصولهم مد لها يده يطلب أن تعطيه هاتفها، حمحمت وقالت:
_بردو مُصر؟

حرك رأسه بإيجاب وهو يبتسم والهواء يداعب شعره، تبسمت ومدت له الهاتف، أخذه منها وأمرها أن تأخذ وضع التصوير، حاولت منَّة أن تتخلص من التوتر، هي حقًا لا تحب التصوير وترى أن الكاميرا لا تحبها وتظهرها بشكل سيئ، بدأ خالد في تصويرها وإصدار الأوامر بالنسبة لوضعيات التصوير ومكان الخلفية، بعد أن انتهى من تصويرها أعطاها الهاتف، بدأت تتصفح الصور وهي تبتسم مرة وتضحك مرة، بعض الصور كانت جيدة وبعضها كان مضحكًا بسبب سرعة التقاطه للصور، وقف بجوارها يتابعها وهي تنتقل من صورة لأخرى، شعرت منَّة بسعادة بقربه وهو كذلك، التفتت له وقالت بحماس:
_تحب أصورك؟

تبسم وهو يعيد خصلاته للخلف ويقول بمزاح محبب:
_أحب جدًا، يلا يا باشمهندس وريني إبداعك في تصوير الخلقة دي، بس لو موبايلك انحرف ماليش دعوة.

ضحكت منَّة:
_ماتقولش كده، على فكرة أنتَ جميل.

ربت خالد بكفه على صدره وهو ينظر للأسفل متصنعًا الخجل:
_الله يكرم أصلك يا آنسة ده من ذوقك، على رأي المثل القرد في عين صحابه غزال.

ضحكت وهي ترفع الهاتف لتلتقط له الصور:
_طب بطل هزار ويلا علشان هصور يا...

قاطعها:
_أوعي تقولي قرد! أنا أقول على نفسي لكن ماحدش يقول عليَّا.

تبسمت بشقاوة خطفت قلبه وقالت:
_طب يا غزال يلا علشان تتصور.

أخذ وضعيه التصوير وكانت صوره جميلة جدًا، تعابير وجهه الرجولية الوسيمة مع الابتسامة ولمعة أسنانه والهواء يداعب خصلاته السوداء وانعكاس الغروب على ملامحه زاده جمالًا وجاذبية.
انتهت فقرة التصوير وبدأت منَّة ترسل له صوره، أرسل لهم محمد عصير أخذه خالد من العامل وجلس الاثنين آخر الممشى الصناعي الذي يتوسط الشاطئ، بدأت منَّة تحرك قدمها في الماء وتنظر لانعكاسها، اقترب خالد قليلًا ليقترب انعكاسه من انعكاسها أكثر من قربهم الحقيقي كان القرب لثواني بسيطة قبل أن تودعهم الشمس وتختفي خلف الغيوم، ولكن تلك اللحظات تركت أثرًا بمشاعر منَّة وكذلك مع مشاعر خالد، عم الصمت على الاثنين ولم يقطعه غير صوت الأمواج، نظرت منَّة نحو خالد الذي ينظر أمامه، شعرت أن دقات قلبها تزداد ورعشة خفيفة بجسدها، التفت لها خالد ولا تعرف كيف شعر بها.

خالد باهتمام:
_الجو حلو بس حاسك بردانة.

رمشت منَّة مرتين وهى تبتلع ريقها ثم قالت:
_مش بردانة بس غصب عني حسيت برعشة زي تنميل بسيط.

قال خالد باهتمام:
_تحبي نرجع الفندق تغيري لبسك بحاجة أتقل؟

حركت رأسها بالموافقة ونهضت وهو كذلك وساروا معًا نحو محمد وإيمي، أخبرتهم منَّة أنها ستعود للفندق وتبدل ملابسها، أخبرها محمد أنهم سيذهبون إلى أحد المولات لشراء شيء يخص إيمي وحين يعودون سيتوجهون إلى مكان سينما الفندق عند المسبح فهناك تقام الفعاليات الخاصة بالترفيه عن زوار المكان.
ذهب معها خالد، صعدت هي لغرفتها وهو ذهب إلى مكان مطل على حديقة كبيرة هادئة نوعًا ما، لا يوجد فيها غير عدد قليل جدًا من سكان الفندق، طلب قهوة وجلس يستمتع بذلك الهدوء وينتظر منَّة التي أخبرها بمكانه وأنه سينتظرها حتى تعود ويأخذها حيث زميلتها عند الشاطئ، ولكن ميار كان لها رأي آخر، وذهبت وجلست معه وقطعت خلوته التي كان يريد استغلالها للتفكير بأشياء تقربه من منَّة.
حاول كثيراً التخلص منها ولكن دون جدوى وحين عادت منَّة ورأتها تجلس بجواره انسحبت بهدوء وذهبت لصديقتها، وبعد مغادرتها اتصل بها خالد، ردت عليه وأخبرته أنها عادت إلى الشاطئ ولم تعطه فرصة ليسأل لم غادرت وخالفت اتفاقهم أنه سيعودها وسارت بمفردها.
شعر خالد بضيق ونهض وذهب يبحث عنها حتى دون أن يخبر ميار فقط نهض وتركها مكانها وحين لحقت به لم يهتم وسار دون الالتفات لها، وصل إلى الشاطئ ووجد منَّة تجلس بين زملائها يضحكون ويلعبون مع صغير زميلتهم، جلس بمكان بعيد عنهم ولكنه يراهم ويسمعهم وحين ذهبت ميار لتجلس معه أخبرها أنه يريد الانفراد بنفسه، نهضت محرجة من أسلوبه الجاف وضيقه الواضح،  لكنه لم يهتم، فقط عيونه على منَّة ولا يرى سواها ويسأل لم كلما اقترب منها خطوة وشعر ببعض الأمل، تبتعد هي وتقطع لها كل خيط أمل يتمسك به، بعد ساعات قليلة تحركوا جميعًا إلى الفندق منهم من ذهب إلى المطعم لشعورهم بالجوع ومنهم من ذهب إلى الحديقة الكبيرة المليئة بالأشجار والورود المختلفة لالتقاط الصور هناك ومنهم من طلب طعام ومشروبات عند المسبح كحال منَّة، ذهب خلفها وهذه المرة جلس معها هي وصديقتها التي غادرت بعد دقائق لأنها رأته أقرب لها وأخذت طفلها وذهبت لإلقاء التحية عليهم، جاء العامل ووضع طلبات منَّة وصديقتها وسأل خالد عن طلبه، فأخبره أن يحضر له قهوة، هنا اعترضت منة:
_أنتَ لحد دلوقتي شارب حوالي خمسة قهوة ده غلط، كُل واشرب عصير أحسن حتى علشان تعرف تنام.

تنهد خالد وحاول أن يكون طبيعيًا ويتخطى ذلك الموقف فقال:
_ماليش نفس لحاجة معينة علشان كده طلبت قهوة.

منَّة عبست برفض:
_مافيش حاجة اسمها كده، لو سمحت هات عصير مانجة.

تبسم العامل وتحرك ليحضر الطلب، قربت طعامها منه وقالت بمزاح:
_هسمحلك تشاركني الأكل بتاعي، بس لو عجبك هتطلب ليك وليا وتحاسب أنتَ.

تبسم خالد نصف ابتسامة وقال:
_موافق، وكمان هدفعك حق ده.

منَّة بحماس:
_لأ ده عليَّ المرادي، أعزمك مرة وتعزمني مرة.

حرك خالد رأسه بإيجاب:
_ تمام زي ما تحبي.

بدأوا الأكل معًا والتحدث عن المكان وجمال البحر والفندق والفعاليات التي بدأت مع الوقت، وصل محمد وإيمي وشاركوهم الطاولة.

الساعة الثانية صباحًا 
بدأ الفيلم وكان فيلمًا رومانسيًا، اقترب محمد من إيمي وضم خصرها تبسمت ووضعت رأسها على رأسه، كان كل زوج يضم زوجته وكل اثنين مرتبطين يمسكان بأيدي بعضهما مندمجين مع أجواء الفيلم والموسيقى الرومانسية وجميع الإضاءة بالمكان معلقة، كان الجو العام للمكان عاطفيًا جدًا، عيون خالد تتابع ما يحدث حوله وكذلك منَّة، كل منهما يشعر بمشاعر جديدة عليه وانجذاب للآخر، ساعة ونصف وأعلن الفيلم النهاية بزواج الأبطال وكانت نهاية سعيدة جعلت السعادة واضحة على منَّة ومتحمسة وكأنها هي من تزوجت حبيها وليست البطلة، بدأ الجميع بالمغادرة حتى محمد وإيمي.

سألها خالد:
_هتطلعي تنامي.

وقبل أن ترد سمعت صوت الآذان بهاتفها فقالت:
_ الفجر أذن هطلع أصلي وأنزل آخد عصير وأشوف الشروق من التراس المطل على البحر.

خالد:
_تمام أنا كمان هصلي واستناكِ، إيه رأيك نفطر مع الشروق؟ انا جعان.

ضحكت منَّة:
_لحقت تجوع؟ أنا لسه مش جعانة.

تبسم خالد:
_الجو حلو بيشجع على الأكل، يلا اطلعي علشان متتأخريش على الفطار ونفتح نفس بعض، وياريت متخلفيش كلامك معايا تاني وتسيبيني مستنيكِ لو هتنامي عرفيني.

شعرت بالتوتر والحرج أبعدت نظرها عنه وقالت:
_هصلي وهنزل على طول.

رحلت وظل هو ينظر لأثرها إلى أن اختفت من أمامه، رأى بعض العمال يحضرون مكان للصلاة لهم ذهب وتوضأ وشاركهم فرض الفجر، وبعد أن انتهى من الصلاة طلب من أحد العمال أن يحضر له فطار لشخصين ويضعه بالشرفة المطلة على البحر.

جلس ينتظرها، غابت قليلًا في الصلاة، بالفعل كانت تحتاج ذلك الوقت لتختلي مع نفسها وتطلب من ربها أن يوضح لها حقيقة ما تمر به وأن يرفع عنها ذلك التوتر والمشاعر السيئة التي بدأت تشعر بها مؤخرًا دون سبب، هي ليست دون سبب ولكنها للآن لم تستوعب سبب ضيقها من تقرب ميار من خالد، حتى من اقتراب خالد منها هي أيضًا، توتر مستفز بالنسبة لها يصيبها حين تنظر إليه بشكل مباشر.

بعد وقت غادرت غرفتها وذهبت للبحث عنه، كان بانتظارها كما أخبرها، تبسمت وهي تقرب منه وجلست أمامه، ابتسم لها وقال:
_ده أحلى صباح ده ولا إيه؟

وقبل أن ترد جاء العامل بالفطور. بعد تناول الفطور وإصرار خالد على طلب قهوة له، استسلمت منَّة وتركته يطلبها وطلبت هي شاي، اتفقا على الذهاب إلى الشاطئ، استأذن منها وصعد ليبدل ملابسه بأخرى مناسبة للسباحة، وبعد عودته أخذا مشروباتهما وتوجها إلى البحر بعد أن شاهدا شروق الشمس قبل تحركهم. وصلا إلى الشاطئ وجلسا يتطلعان للأمواج، المياه الزرقاء الصافية كانت منَّة ترتدي زي سباحة خاص بالمحجبات (بوركيني). نهض خالد وخلع قميصه ووضعه على مقعده، توترت منَّة وأبعدت ونظرها عنه، أما هو فقد تصرف بتلقائية واستعد ليسبح، لاحظ توترها ومحاولاتها لعدم النظر له فتبسم وقال.

خالد:
_يلا ننزل المية.

منه:
_انزل أنتَ أنا مابعرفش أعوم.

رفع  خالد حاجبه بتعجب وعدم تصديق:
_بتهزري صح! إزاي مش بتعرفي تعومي ولابسة لبس خاص بالبحر والعوم؟

منَّة:
_عادي اللبس ده مريح في أجواء البحر وكمان أنا ببقي بتمشي على الشط وماحبتش هدومي تتبهدل زي إمبارح.

خالد:
_لا الكلام ده ماينفعش، بقي علشان مابتعرفيش تعومي تقرري ما تتعلميش ولا تجربي متعة نزول البحر؟ قومي ننزل سوا وما تخفيش مش هضغط عليكي وقت ما تقولي كفاية ومش هندخل جوه، يلا مش لازم تعومي انزلي بس جربي إحساس البحر وسط الهدوء ده يجنن.

نظرت منه لوجهه وتجنبت النظر لجسده المعضل وقالت:
_لأ أخاف. انزل أنتَ.

خالد بإصرار:
_لاهتنزلي معايا، وبعدين ما تخفيش أنابعرف أعوم ولو حصل حاجة هنقذك. يلا بقي ما تبقيش رخمة! أمال إيه روق وجو ميدو مشاكل اللي كنتِ عاملاه وإحنا جايين؟

ضحكت وسارا معًا نحو الماء كانت دائمًا تحافظ على أن يكون بينهم مسافة ولم يتضايق خالد من ذلك، هو فقط كان يريد أن يكون معها وأن يجعلها تستمتع بحياتها وتخرج من تلك الدائرة الروتينية التي سجنت نفسها بداخلها، كان خالد يقوم بالسباحة ولكن يحاول قدر الإمكان ألا يبتعد عنها، كان يحوم حولها كالحارس وهي تتابع حركاته الرشيقة بالماء بابتسامة.
بعد نصف ساعة من السباحة نهض وبدأ يعدل من شعره ويمسح بكفيه الماء عن وجهه الذي بدأ يلمع تحت آشعة الشمس كان مظهره مثل الأبطال في الأفلام حين خرج من الماء، عضلات بارزة ووجه وسيم وشعر أسود ناعم وعينيه في نظرتها كالصقر تلمع وتكمل اللوحة لرجل يجوز له أن يكون وجه لأكبر صحف المشاهير، شردت منَّة بملامحه رغمًا عنها، شهقت بفزع حين بدأ خالد بإلقاء الماء عليها، بدأت تترجاه بأن يتوقف ولكنه رفض وطلب منها أن تبعد يديها عن وجهها وتستمتع فهي لم تتحرك منذ دخولهم وسط البحر، ضحكت على جنونه وشعرت بالغيظ منه وهو لا يريد أن يعطيها فرصة للرد عليه وبدأت حرب رش الماء بينهما وصوت ضحكاتهما يملأ المكان، من يراهما من بعيد يقول حبيبين يقضيان شهر العسل، كان خالد شديد الحذر معها كي لا تخاف وتبتعد عنه لم يقوم بملامستها للحظة .
بعد وقت شعرت منه بالتعب وأعلنت استلامها:
_بس خلاص أنتَ كسبت، أنا تعبت.

رفع خالد يده وقرب عضلته من فمه وقبلها وقال:
_قلت لك بلاش تتحديني أنتِي مش قدي.

ضحكت على هيئته وهو يتفاخر بنفسه وعضلاته لأنها تعبت قبله واستسلمت، سارت نحو الخارج وهو خلفها:
_مبسوطة يا منَّة؟

التفتت له:
_أنا ما ضحكتش الضحك ده في حياتي.

شعر بالرضا عن نفسه وكأنه حقق إنجازًا كبيرًا، تحمس لأن يكمل معها لكي تستمتع أكثر وتكون تلك الرحلة الأكثر تميزًا في حياتهما.

خالد يسأل:
_هتعملي إيه دلوقتي؟

ردت بإرهاق:
_هرجع الفندق علشان أنام تعبانة اوي.

خالد:
_تمام، يلا أنا كمان عاوز أنام.

توجها نحو الفندق وتفاجأت به يدخل الغرفة الملاصقة لغرفتها، تبسمت له وودعته وهو كذلك قابل ابتسامتها بابتسامة وودعها واتفقا على أن يلتقيا وقت الغداء.

بعد ساعات طويلة استيقظ خالد يشعر بالصداع، اتصل بالفندق وطلب مسكن وقهوة، ثم نهض وأخرج ثيابه ليسعد للنزول، أمسك هاتفه ليتحدث لمنَّة، وجد منها أكثر من خمس مكالمات وكذلك محمد، هاتف منَّة ولكن هاتفها مغلق وكذلك هاتف محمد،  لاحظ أن هناك رسالة من محمد فتحها ووجد مضمونها أنهم ذاهبون في جولة باليخت قبل الغداء ويطلب منه الحضور ليذهب معهم، كانت الرسالة قبل ساعتين، ركض نحو المرحاض وسريعًا ما خرج بعد أن أخذ حمامًا وارتدى ملابسه ليذهب إليه، طرق أحدهم الباب ركض نحو الباب وهو يتمنى أن يكون محمد، ولكن حين فتح الباب وجد عامل الفندق قد أحضر له القهوة والدواء، أخذهم منه وشكره ثم دخل وأغلق الباب، وضع القهوة على الطاولة بجوار الفراش وأخذ الدواء وكوب الماء، تناول المسكن ثم ذهب ليكمل تمشيط شعره ووضع عطره، ثم عاد وأخذ هاتفه وفنجان القهوة وخرج من الغرفة.

ـ اليخت

نشاهد يا يختًا كبيرًا يتوسط البحر الصافي وكان على متنه منَّة ومحمد وجميع من في الرحلة.
كانت مستمتعة بوقتها مع زملائها وهم على سطح اليخت يلتقطون الصور ويغنون ويمزحون، حاولت استخدام هاتفها ولكن لا يوجد تغطيةً لشبكة الهاتف بسبب ابتعادهم عن الشاطئ، استمرت رحلة اليخت أكثر من ثلاث ساعات ثم عادوا إلى المرسى، أول شخص وقعت عين منَّة عليه كان خالد يقف وشخص بجواره يشير له عليهم، وقف اليخت بالمكان المخصص له وبدأ زملائها بالنزول، حين رآها تقترب تقدم لكي يكون قريبًا إن احتاجت مساعدة، لكنه تفاجأ بمن تمسك يده، لا يعرف من أين أتت ميار! وأمسكت بكفه وهي تطلب منه أن يساعدها، ساعدها كما طلبت وفور أن وقفت على أرض المرسى سحب يده من يدها، وقبل أن يتحرك مبتعدًا عنها أمسكت ذراعه بطريقة متعمدة لتلمس عضلات يده، التفت لها فتبسمت بدلال وهي تقول.

ميار: 

_ أنتَ ليه ماجيتش معانا جولة اليخت؟ أنا كنت مستنياك.

خالد برخامة:
_مستنياني أنا! ليه تستنيني؟

ميار بتوتر وخجل مصطنع:
_مش قصدي، أنا كنت أقصد الجروب كله وكده.

حرك خالد رأسه بتفهم وسحب ذراعه من يدها وهو يقول:
_راحت عليَّ نومه، بعد إذنك.

تركها وذهب يبحث عن منَّة ولكن لم يجدها سأل محمد عنها، ردت إيمي بدلًا عنه:
_مشيت مع زميلها لما أنتَ كنت مشغول بالكلام مع ميار.

نظر لها محمد بتحذير فحديثها بهذه الطريقة غير لائق لأنه يحمل معاني بأن منَّة قد استاءت، وهذا حقيقي وقد لاحظها محمد وكذلك إيمي، فبمجرد أن رأته بجوار ميار وهي ممسكة بذراعه غادرت ولكن بمفردها لم تنتظر أحد، صعدوا إلى حافلة الفندق لتأخذهم إلى الشاطئ حيث اتفقوا على إقامة حفل شواء وإعداد الغداء بأنفسهم، كانت منَّة تتجنب خالد تمامًا وهو يشعر بذلك ولا يعرف السبب، وصلوا إلى الشاطئ وكان يشعر بالضيق من بعدها وحتى هذا الشعور لا يفهم سببه، لم هو منزعج لهذه الدرجة؟ لم يريد كل وقتها معه وكل اهتمامها له؟ رآها تقف مع زميل لها ويضحكان شعر وكأن حرارة جسده ترتفع رغم أنه لا يرتدي غير ملابس السباحة وأزرار القميص أغلبها مفتوحة، تجاهل هذا الشعور ونزع قميصه وألقاه على مقعده وتوجه للبحر للسباحة وميار تجلس تتابع كل حركة منه بهيام شديد.
عادت منَّة وجلست مع الفتيات، لاحظت همس الفتيات وميار عن خالد وهي تمسك قميصه وتشم رائحة العطر منه، قالت إحداهن:
_أموت وأعرف واحد زي ده لسه من غير جواز ليه؟

فتاة ثانية:
_عادي اللي زي خالد مش أي واحدة تعجبه ومش هيتجوز أي واحدة والسلام لازم تكون على الفرازة.

فتاة أخرى:
_يعني ماتجوزش علشان مستني واحدة بمقاييس الجمال العالمية؟

تدخلت زميلة منَّة بالغرفة وقالت:
_مش شرط يكون مستني واحدة جميلة بالشكل ممكن يكون له مواصفات خاصة في الشخصية.

تدخلت فتاة أخرى:
_أنا اتعاملت معاه كذا مرة، عكس ناس كتير اشتغلت معاهم، ما بيرفعش عينه وبيتعامل بتلقائية. فالموضوع مش شكل بس، ممكن شخصية اللي هتشتاركه حياته ثم شكلها.

تنهدت ميار بحميمية وهي تراه يخرج من الماء ويرفع يده ليعدل وضع شعره فأثناء ذلك برزت عضلات ذراعه:
_فعلًا مثالي في كل حاجة حتى أنه خلانا كلنا قاعدين نتفرج عليه وبنتناقش في أمر جوازه، ده اللي بيتقال عليه في طلته هيبة.

ضربتها زميلة لها وقالت:
_جتك خيبة، اجمدي! مالك هيمانة عليه كده ليه؟

ضحكت عليها الفتيات إلا منَّة التي كانت تتابع عيون ميار وهي تفترس خالد، نهضت منَّة وأخذت منها القميص وسارت نحوه وأعطته له وملامحها مثل طفله غاضبة ووجنتيها تصبغت بالأحمر وقالت بضيق:
_البس أحسن تاخد برد.

ابتسم لشعوره بخوفها عليه، كم هي لطيفة وجميلة بتلك الخدود الحمراء، لاحظ عبوسها فقال متعجبًا:
_مالك حد زعلك؟

كتمت منَّة غضبها داخلها وقالت:
_لا مافيش، يلا روح عند الشباب ساعدهم شوية هما بيشتغلوا من وقت ما رجعنا وأنتَ بتعوم.

خالد بضيق قال:
_ماحضراتكم سيبتوني وطلعتوا جولة باليخت وفضلت مستنيكي أكتر من ساعة.

منَّة:
_رنيت عليك كتير وحتى وإحنا على اليخت حاولت أتصل عليك بس ما كانش فيه شبكة.

خالد:
_أنا كمان لما حاولت أكلمك لقيت فونك مقفول.

تبسمت:
_عادي تتعوض الرحلة الجاية.

حرك رأسه بالموافقة وتحرك نحو الشباب، بعد وقت من تناول الطعام قرر الشباب لعب الكرة ولكن خالد لم يشاركهم كان يقف على الشاطئ ويحدث والدته. تقدمت نحوه ميار فور أن انتهى من المكالمة وقالت:
_ممكن يا مستر خالد تيجي تركب معايا القارب أصل البنات كلهم نزلوا الميه وأنا نفسي آخد جولة بالقارب ومحتاجة حد يقعد معايا، بليز ما ترفضش، جولة صغننة.

اضطر خالد لأن يوافق وذهب معها، كانت تتحدث بدلال واضح استفز منَّة رغم أنها لا تسمع ماذا تقول له، اقتربت منهم ولاحظت تحركهم نحو القارب، أسرعت نحوهم وقالت:
_على فين يا خالد؟

التفت خالد لها وقال:
_الباشمهندسة طلبت مني أطلع معاها القارب علشان كل صحابها في البحر وعاوزة حد يبقى معاها، تيجي معانا.

منَّة بابتسامة عريضة:
_طبعاً آجي جدًا.

اندفعت ميار وقالت باعتراض:
_مش هينفع يا منَّة علشان توازن القارب لازم كل اتنين مع بعض.

منه بتفكير:
_أيوه صح لازم كل اتنين، أو أربعة.

بدأت تنادي على صديقتها:
_دعاء هاتي يزن وتعالي هنركب القارب، يلا بسرعة.
💞_________________بقلمي ليلة عادل ⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩
حملت دعاء طفلها وركضت نحوها والطفل يضحك مع حركة والدته، صعدت ميار للقارب بضيق وغضب لو خرج لقتلت منَّة في مكانها، ساعد خالد دعاء ومنَّة على صعود القارب وأخذ الطفل وأعطاه لميار لأنها أقلهم وزنًا.
بدأت الجولة واستمرت أكثر من ساعة ولم تنتهي إلى أن غابت الشمس وقتها عادو إلى الشاطئ، هنا استغلت ميار ابتعاد منَّة وصديقتها وجاءت بجوار خالد وادعت أنها على وشك السقوط، ليتحرك خالد بتلقائية ويمسكها ويساعدها على الوقوف، رآها تنظر للأسفل وتصدر صوت ألم أبعد شعرها عن وجهها ونظره لها يسألها عن ما يؤلمها، هنا ابتسمت وأخبرته أنها بخير وطلبت منه إلا يقلق، كل هذا أمام نظرات منَّة التي توقفت تشاهد ما يحدث كحال الباقين، طلبت منه ميار أن يأخذها حيث صديقتها فأمسك يدها وتحركوا نحو طاولة الفتيات، وبعدها تحرك نحو منَّة ولكنها ابتعدت وذهبت نحو محمد وإيمي، عادت تبتعد عنه مره أخري وحين عودتهم للفندق كانت تقف منَّة مع نفس الشاب زميلها وتتحدث معه وهو يبتسم لها، وفجاه رآه خالد الذي كانت عينه معلقة عليها يقرب يده من وجهها هنا جن جنونه واندفع نحوهم، هو فقط رأي يد الشاب تقترب لتلمس وجه حبيبته، ولكن بالحقيقه كان يشير لها على خصلات شعرها التي خرج من أسفل حجابها، بمجرد وصوله كان الشاب ترك منَّة وذهب لأصدقائه، تفاجأت منَّة بخالد يمسك يدها لأول مرة ويسحلها نحو إحدى شرفات الفندق، وما أن دخلوا حتى نظر لها وملامحه غاضبةً جدًا.

تحدث من بين أسنانه وهو يضغط كفيه ببعضهما:
_إزاي تسمحي له إنه يلمسك؟

منَّة بعد استيعاب:
_هو مين ده اللي لمسني؟!

خالد بانفعال:
_الزفت اللي كان لسه وقف معاكي بره.

اقترب نحوهما مجموعة من السياح كانت بالشرفة، رمقته منَّة بغضب فأشار لها أن تتحرك معه ليتحدثا بعيدًا عن الناس:
_ تعالي نتكلم هناك بعيد عن الناس.

منَّة بغضب:
_لا أنا مش ماشية معاك، أولا هو ما لمسنيش كان في شعر طالع من تحت طرحتي فهو شاور لي عليه إنما ما لمسنيش، أنا مش زي حضرتك أسيب كل من هب ودب يلمسني ويحط إيده عليَّا زي حضرتك ما بتعمل مع الآنسة ميار، كل شوية تتشعبط في إيدك، واقفين تهزروا سوا، تمسك لها شعرها، مش عارفة إيه، تلمس وشها، لا يا أستاذ أنا مش زيها لا هو ولا غيره ولا أي حد في الدنيا يقدر يلمسني وقبل ماتنصحني أو تيجي تحاسبني اتفضل حضرتك حاسب نفسك.

خالد بتوتر من انفعالها:
_طب اهدي أنا مفيش بيني وبينها حاجة علشان ألمسها أو تلمسني واللي حصل ده حصل بتلقائية، أنا...

قاطعته منَّة بانفعال أكبر:
_أنتَ إيه حضرتك؟ وإحنا جايين كنت قاعد جنبها، وكمان عند المرسى كنت مستنيها ووقفتوا سوا وهي ماسكة في دراعك وبتضحك لك وعلى الشاطئ كنت محتاج حد يصورك وأنتَ ملهوف عليها وماسك أيدها، ولا لما رفعت شعرها...

قاطعها خالد:
_خلاص اهدي، إديني فرصه أتكلم.. والله كل ده حصل بتلقائية، عند المرسى كنت مستنيكي أنتِي وهي طلبت أساعدها، ولما ساعدتها وجيت أمشي مسكت دراعي وسألتني ليه ماجيتش معاكم، إنما إحنا مفيش بينا حاجة...

قاطعته منَّة بحدة:
_وإحنا كمان مافيش بينا حاجة عشان تيجي تحاسبني دلوقتي لمجرد أن أنتَ شفت زميل ليا بيقرب إيده من وشي، حتى ما لمسنيش هو بس بيشاور لي عشان أدخل شعري، جيت وسحبتني من وسط الناس واتعصبت عليَّ، أنتَ مفكر نفسك مين؟

كان أسلوبها غير سئ  جداً وكلامها قاسي، وآخر جملة قالتها وسؤالها جعله يشعر أنه ولا شيء بالنسبة لها، حتى الصداقة التي تدعوها ليس لها أساس، لم يرد على سؤالها ولا على أي حديث مما قالته وتركها وتحرك للخارج، رأى إيمي ومحمد يقاون بالقرب منهما فشعر بالحرج،  لم يتحدث معهما وأكمل طريقه.

اقترب محمد من منَّة وخلفه إيمي وسألها:
_ليه كده يا منَّة؟

التفتت له وهي على وشك البكاء:
_جاي يقول لي أن أكرم كان بيلمس وشي وبيحاسبني، هو مين هو علشان يتعصب عليَّ و...

قاطعتها إيمي:
_صديقك وأخ زي محمد، ولا إيه يامحمد؟

حرك محمد رأسه بإيجاب أكملت إيمي:
_إحنا شفناه وهو ماسك إيدك وداخلين التراس فجينا وراكم نشوف في إيه وسمعنا كل اللي اتقال، خالد اتصرف كأي حد يهمه أمرك حتى لو محمد مكانه كان هيعمل كده هو يمكن فهم غلط وبس خوفه عليكِي خلاه يتصرف كده وكان ممكن توضحي له بمنتهى الهدوء وتسكتي بس أنتِي فضلتي أسلوب الهجوم عن الدفاع.

محمد بعقلانية:
_فعلا هو ما قالش حاجة غير أن هو سألك إزاي تسمحي لحد يلمس وشك، فممكن تقولي له ما لمسش وشي واللي حصل كذا كذا، إنما أنتِي بقى فتحتي له ميار ولما كنت عند المرسى ولما كنا كده ولما كنا كده وتقولي له أنتَ مين أنتَ، هو شخص قريب منك بيخاف عليكِي سواء بقى أنتِي بتعتبريه أخ، بتعتبريه صديق، شخص كويس ومحترم، أنتِي قبلتي تدخليه حياتك فلازم تستوعبي أن هو اتصرف كده من المسؤولية اللي أنتِي حملتها له. بتتكلمي على ميار؟ هو شاب ماحدش هيلومه وهي واضح جدًا أن هي مدلوقة عليه بس هو مش واضح عليه أي حاجة هو بيتصرف بتلقائية عادي، أنتِي هاجمتي بزيادة وفعلا فضلتي أن أنتِي تاخدي الهجوم خير وسيلة للدفاع مع أن ما كانتش في محلها ومش صح خالص هو بس خاف عليكِي وكل اللي اخده منك أن هو اتهزق واتهان.

إيمي:
_ومش بس كده ده ختمتها أنتَ مين أنتَ يعني، هو ولا حاجة في حياتها ولا صديق ولا أي حاجة، يعني هي النهارده انهت علاقتها بيه مع أن والله شايفة خالد صديق مايتعوضش والله وحرام يعني إنسان محترم مايستاهلش الإهانة والإحراج وسط الناس حتى لما جاء يمشي ولقانا قدامه اتحرج جدًا وما اتكلمش معانا. تفتكروا رد فعله ممكن يكون إيه؟

غمزت لزوجها ليبتسم وينظر نحو منَّة التي تنظر للأسفل وتفرك يدها بتوتر وقال:
_خالد إنسان عنده عزة نفس وكبرياء، احتمال كبير يكون حاليًا بيفكر يمشي ويرجع القاهرة. أنا هروح أشوفه.

وقفت إيمي بجوار منَّة التي كانت على وشك الانهيار وقالت:
_والله حرام اللي حصل فيه هو الإنسان الطيب كده دائمًا حظه قليل حتى مع صحابه، أصلًا البت ميار دي لازقة وشكلها هتموت عليه، بالمقابل خالد بيعاملها عادي جدًا، هو إنسان راقي ومش بيعرف يحرج حد خصوصًا لو بنت وهي بتستغل ده، وتيجي صديقته تبهدله وتفرج عليه الأجانب.

نظرت لها منَّة وقد تأثرت بالحديث، أخفضت إيمي وجهها وقالت بحزن:
_فضيحة عالمية، بنت وقفت وفرجت عليه اللي يسوى واللي ما يسواش.

أشارت على نفسها ثم على الأجانب من حولهم، تحركت منَّة للخارج للبحث عن خالد والاعتذار له، رفعت إيمي هاتفها واتصلت بزوجها وأخبرته بما حدث، جاءها رد محمد:
_كويس وخالد كان طالع الأوضة بس لحقته وحاليًا هو مستني عند قسم الاستقبال، خليكي معايا لحظة...

جاءت إليه منَّة وقالت:
_ماشفتش خالد؟

عبس محمد في وجهها وقال:
_هناك عند الاستقبال مصمم يمشي وراح يدفع حسابه و...

لم تنتظر أن يكمل وأسرعت نحو مكان خالد، ابتسم محمد بانتصار ورفع الهاتف وقال:
_خلاص ياروحي كله تمام، تعالي يلا، كده عملنا اللي علينا.

ضحكت إيمي:
_وعملنا اللي علينا علينا والباقي على الله.

ضحك محمد:
_أموت فيك يا رايق أنتَ، بعشقك يا مجنونة.

عند خالد
كان يتحدث مع عامل الفندق ويسأله عن مكان ليشاهد مباراة القمة لناديه الأهلي أمام غريمه التقليدي الزمالك، اقتربت منَّة منه وتحدثت بسرعة ونبرة معذرة:
_حقك عليَّا يا خالد والله ما كنتش أقصد، خلاص ما تمشيش علشان خاطري، أنا اتعصبت غصب عني علشان شديتني قدام الناس وكلمتني بانفعال، أنتَ لو جيت بيني وبينك بهدوء وكلمتني ما كنتش هعمل كده، أنا آسفة.

خالد:
_يعني أنتِي جاية دلوقتي وبتعتذري لي وشايفاني واقف مع الموظف فبتقولي لي لا خلاص ما تمشيش بعد ما فرجتي عليَّا الناس كلها وأحرجتيني قدام صاحبي ومراته لا وكمان تقولي أنتَ مين أنتَ وبتحاسبني بصفتك إيه ولا أنت مين عشان تحاسبني، هي بقيت كده يا منَّة؟

منه باعتذار:
_حقك عليَّا، أنتَ صديقي وليك حق لما تشوف حاجة ممكن تمس سمعتي أو ممكن تخلي حد يفكر فيها تفكير مش كويس أن أنتَ تزعل وتلومني وتنصحني، ما تنكرش أن أنتً طريقتك كانت غلط وأنا ردي كان غلط أكبر، بس خلاص عشان خاطري يا خالد عديها المرة دي، حقك عليَّ تاني.

تنهد خالد وحرك رأسه بتفهم:
_ تمام خلاص أنا كمان غلطت وانفعلت وكنت متسرع، آنا آسف لكِ.

نظرت له منه وحاولت الابتسام:
_خلاص، صافي يا لبن؟

خالظ غمز لها وقال:
_حليب يا قشطة.

منه ضحكت وقالت:
_مش هتمشي صح؟

خالد حرك رأسه بلا:
_لا مش همشي مدام عاوزاني معاكي.

توترت منَّة من جرأته وحديثه، تدارك الأمر وقال:
_أنا رايح أشوف ماتش الأهلي تيجي معايا؟

منه رفعت حاجبها باستنكار:
_قصدك ماتش الزمالك والأهلي.

ضحك خالد:
_الله طلعتي زملكاوية، صحيح الحلو ما يكملش.

صاحت به:
_قصدك إيه يا خالد.

أشار بيده أنه لا يقصد شيء:
_ولا حاجة مالك منفعلة ليه؟ هو أنتِي فهمتي حاجة؟ عمومًا تعالي معايا أهو أستمتع فيكِي لما نكسب وأعوض اللي عملتيه فيَّا.

ضحكت منَّة:
_يا حرام كده هيبقى كسفتين مني ليك النهاردة، لأن إحنا اللي هنكسب.

رفع خالد أحد حاجبيه:
_ده على أساس إيه يا ماما، اتكلمي على قدك الدوري ده للأهلي. 

حركت منَّة رأسها برفض:
_تؤ تؤ الدوري للزمالك إحنا الأقرب والأحسن الموسم ده.

خالد بضيق:
_الكلام ده على الفرق التانية بس تيجوا لحد الأهلي وتجيبوا ورا.

انفعلت منَّة:
_ده على أساس إيه إن شاء الله؟ أحلى أداء للزمالك بيكون قصاد الأهلي.

تبسم خالد بفخر:
_طبعًا بيكون الحماس والفخر واخدكم أن أنتم بتلاعبوا أعظم نادي في الوطن العربي كله، مجرد أن أنتم تلاعبونا حتى من غير ما تكسبوا ده شرف ليكم.

منَّة:
_مين مين يا حبيبي؟ أنتم اللي شرف ليكم تنزلوا أرض الملعب مع النادي الملكي، البلد دي لو فيها عدل بجد ما كانش لكم مكان فيها.

عبس خالد بتأثر وقال:
_والله أنتِ زملكاوية بس بتفهمني، إحنا فعلًا مكاننا في الدوري الإنجليزي مش مع الزمالك في الدوري المصري.

اشتد النقاش بينهم وكل واحد مصر على أن فريقه هو الأفضل والأعظم والأكثر تاريخًا والمستحق للقب الدوري. هنا عرض عليها خالد عرضًا:
_بصي النقاش ده ما لوش آخر، كل واحد فينا هيفضل شايف فريقه هو الاحسن، تعالي بقى أعاقبك على الجدل اللي أنتِ عاوزة تعمليه معايا ده، تدخلي معايا تحدي لو الاهلي كسب النهاردة أطلب منك طلب وتنفذيه بدون أي نقاش؟

لمعت عين منَّة بتحدي وحماس وقالت:
_مدام طلب في المسموح ومنطقي، وأنا كمان إن شاء الله لما الزمالك يكسب هطلب منك طلب.

خالد:
_هتطلبي إيه؟

منه بابتسامة ماكرة:
_ تنزل صورتك على الأكونت بتاعك بتيشرت الزمالك وتحط قلب أبيض والقوس.

خالد باستنكار ورفض شديد:
_مستحيل! أنتِب بتقولي إيه؟ لأ اطلبي اي حاجة تانية، إنما أن أنا ألبس تيشرت الزمالك ده مستحيل يحصل.

منَّة:
_مين قال لك أن أنتَ هتلبسه؟ أنتَ مجرد هتتصور بيه، أنتَ شرف لك يا ابني أن أنتَ تلبسه، وعشان انتَ أهلاوي فما تستاهلش التيشرت الملكي، لو مش عاجبك خلاص انهي التحدي وأنا مش هنفذ لك حاجة وأنتَ ما تنفذليش حاجة وخلصانة.

خالد:
_لا أنا موافق عشان أنا واثق أن الأهلي هيكسب، بس ما تنسيش أن أنتِي هتنفذي لي طلب.

منَّة بريبة:
_لأ أعرف الطلب الأول زي ما أنا قلت لك وأنتَ وافقت قل لي كمان وانا أقبل أو أرفض.

خالد:
_نخرج بكرة بعد الغداء سوا.

ضحكت منَّة:
_طب ما إحنا خارجين أهو يا ابني! هو إحنا بنعمل إيه هنا؟ إحنا مش في رحلة ومبسوطين والدنيا 100 فل وعشرة وكنا في يخت وروحنا شوية، ده خروج ده ولا مش خروج؟

خالد:
_أنا وأنتِ بس ونعمل دايفنج.

منَّة:
_لأ، أنتَ عارف أن أنا ما بعرفش أعوم فأعمل دايفنج!

خالد:
_أولًا: أنا هكون معاكي، ثانيًا: أنتِي طلبتي مني طلب صعب عليَّ وهو تيشرت النادي الملكي بتاعك، فزي ما أنا وافقت على طلبك حتى لو صعب أنتِ كمان توافقي على طلبي، ولا خايفة؟ طبعًا لأن عارفة أن الأهلي هيكسب وهتوافقي على طلبي وهكسب التحدي، الأهلي ما بيخسرش.

نظرت له بغضب وتحدي:
_النهاردة هتخسر أنتَ وهو.

تبسم خالد:
_طب يلا نشوف مين اللي كلامه صح، لسه 10 دقائق على الماتش، اتفضلي.

أشار لها لتسير وهو خلفها، وصلوا لمكان إذاعة المباراة في أحد قاعات الفندق الذي كان بها عدد لا بأس به من مشجعين الفريقين ينتظرون مشاهدة اللقاء الأهم بالنسبة لمشجعي الكرة المصرية.
💞_________________بقلمي ليلة عادل ⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩
أثناء مشاهدة مباشرة كانت الأعصاب مشدودة، الشوط الأول انتصرت منَّة على خالد حين أحرز فريقها الهدف الأول، ولكن ما هي إلا دقائق وبعد أقل من ربع ساعة تعادل فريق خالد، وبداية الشوط الثاني ازدادت المباراة صعوبة على كلا الفريقين كل فريق يريد إحراز هدف النصر، وبعد أن يئس جمهور الفريقين وعرفوا أن لا بد من لعب ضربات جزاء وقبل انتهاء الوقت الأساسي للمباراة يحرز المارد الأحمر هدف النصر، فرحة ما بعدها فرحة لجمهور الأهلي قفز المشجعين عن المقاعد بسعادة كبيرة، حتى أن خالد قفز مثلهم وفزع منَّة التي صرخت به:
_فزعتني يا خالد يخرب بيت الكورة، قطعت خلفي علشان حتة دوري.

ضحك خالد بهستيريا على شكلها وهي تنظر لشاشة عرض المباراة بحسرة وزعل وقال:
_لا ما هو باين على وشك أنه حتة دوري ما يستاهلش.

رفعت وجهها بتفاخر:
_عندنا منه كتير.

غمز لها وقال بتسلية:
_عندنا منه أكتر يا حلوة.

شاحت بوجهها عنه بحزن تبسم وقال:
_خلاص ما تزعليش، تحبي نمشي.

نظرت منَّة له:
_مش هتكلم على الماتش.

خالد:
_تؤ خلاص الرجالة فرحونا وهيقضوها دفاع وتضييع وقت، قومي نتمشي شوية. إيه رأيك ننزل سوق البلد نجيب تذكار حلو يفكرنا بالرحلة؟

نهضت وهي عابسة وقالت:
_عندك دوري يفكرك يا أخويا.

تحركت منَّة وهو خلفها:
_ معاكِب حق، قول الحق خليك جريء النادي الأهلي أحسن فريق.

نظرت له وبدأت بتقليده بطريقة مضحكة وتقول:
_نينينينييي.

ضحك وتحرك بجوارها يحاول التخفيف عنها ولكن رغمًا عنه كان يزيد غضبها ويضحك. طلب خالد سيارة من الفندق، وبعد دقائق حضرت السيارة مع السائق، جلس خالد بجوار السائق ومنَّة بالخلف، وصلوا حيث يريد خالد تنقلوا بين المحلات، وقفت منَّة أمام محل لبيع الهدايا ودخلت، كان عبارة عن قطع من الحلي مصنوعة من الفضة، قطع زينة خاصة بالسيارات والمنازل والمكتبات وبعض الصناديق الصغيرة التي تشبه صناديق الكنوز في الأفلام، بدأت تتنقل بين الأرفف، أما خالد فلفت نظره بلورة متوسطة الحجم مناسبة لتزيين رف مكتبة أو مكتب خاص بفتاة، كان بداخلها فتاة ذات نظرة بريئة وخدود بارزة مصبوغة بالأحمر ولديها أجنحة فراشة وترفع إحدى قدميها وتحاول الطيران، تبسم بحماس وذهب وأمسك بها.

اقترب خالد من عامل المحل وقال:
_لو سمحت لف دي لفة كويسة.

أخذ منه الشاب البلورة وقال:
_آسف يا فندم، دي من ديكور المحل مش للبيع.

خالد بجدية:
_بس هي عجبتني وأنا عاوزها وهديك فيها مبلغ كويس.

العامل بتردد:
_طب أسأل صاحبة المحل وأقول لحضرتك.
أخذ الفتى البلورة ودخل لغرفة جانبية دقائق وخرج ومعه سيدة أربعينية والبلورة بيدها، اقتربت من خالد وقالت:
_للأسف البلورة دي مش للبيع ممكن حضرتك تختار حاجة ثانية، وفي قسم خاص بالبلورات بس دي قديمة وقطعة واحدة وإحنا اعتمدناها ديكور للمكان، لو تحب أطلب لك زيها ممكن تيجي خلال يومين تلاتة وتقدر تيجي تستلمها.

خالد:
_لأ أنامسافر بعد بكرة الصبح ومش عاوز غير دي، ما اضمنش أن اللي هتتطلب هتكون زيها دي فيها التفاصيل اللي أنا عاوزها بالظبط، أنا داخل المكان ما كنتش عارف اشتري إيه، لما شفتها حسيت أن هي فيها التفاصيل اللي أنا عاوزها وأهديها لحد عزيز عليَّ وما ينفعش آخد له حاجة تقليد، أنا عاوز دي.

جاءت منَّة وسألته:
_في حاجة ياخالد؟

وقف خالد أمام السيدة كي لا ترى منَّة البلورة وقال:
_لا ما فيش حاجة، أنتِ اخترتي اللي عاوزة تشتريه ولا لسه عاوزة وقت؟

لم يعطيها فرصة للرد وقال:
_ أنا بقول تاخدي وقتك، عشان أنا كمان لسه ماقررتش هاخد إيه، يلا روحي.

تعجبت من طريقته ولكنها لم تعلق، ذهبت تكمل جولتها بالمتجر، التفت خالد للسيدة وقال:
_حضرتك قلتي إيه؟ هدفع فيها حقها مرتين تلاتة.

السيدة بابتسامة:
_هي أي نعم أصلية ومافيش من النوع ده غير قطع بسيطة والباقي تقليد، بس بردو ماتستاهلش المبالغة اللي أنتَ بتبالغها دي.

خالد:
_أناعندي أسبابي اللي بتخليني أبالغ واتعلق بيها.

لمحت السيدة اهتمامه بمنَّة ورغم أنه يحدثها وينظر لها ولكن من وقت لآخر يلقي نظره على منَّة ويعود لينظر لها، تبسمت وأعطت البلورة للعامل وقالت:
_لفها للأستاذ واعتبر حسابها وصل.

تبسم خالد:
_شكرًا جدًا لذوق حضرتك، أنا هاخدها بس هدفع حقها.

ضحكت السيدة بود وقالت:
_مدام مُصر حاسبه يا ابني خلاص هو اللي عاوز يدفع، وخد منه وعد يجيب الأمورة دي ويزورنا تاني.

رد خالد:
_بإذن الله خلاص، اعتبريني زبون دائم في المحل.

السيدة:
_تشرفنا في أي وقت المكان مكانك، بعد إذنك.

خالد باحترام:
_ ميرسي مدام، اتفضلي.
يتبع بقية البارت ١٥
باقي الحلقة خامسة عشر 
_________________بقلمي ليلة عادل ⁦

ذهب خالد مع العامل وطلب منه أن يضع سلسلة رقيقة تحتوي على شكل زهرة، نفذ العامل ووضع السلسلة التي اختارها خالد ثم أعطاه كارت ليكتب شيء لصاحبة الهدية، تبسم خالد وأخذ الكارت والقلم وكتب جملة ووضعها مع البلورة والسلسلة، دفع ثمن الأغراض وذهب لمنَّة التي لم تختر شيئًا لنفسها، ظلت تدور في أرجاء المحل فقط لتشتري خاتم فضة لأبيها، وكان ذوقها جميل والخاتم مميز، دفعت ثمنه وأخذته ورحلت مع خالد.

خالد:
_إيه رأيك نتعشى سوا؟ هنا في مطاعم كتير كويسة.

منَّة بابتسامة عريضة:
_موافقة. وكده أبقي نفذت الطلب بتاعك وقضينا وقت لوحدنا.

رفع خالد إحدى حاجبيه ورمقها بغيظ وقال:
_طب قدامي على العربية.

ضحكت منَّة وسارت وهو جوارها، عادوا إلى الفندق، وما أن وصلوا وهبط خالد وقبل أن يفتح باب السيارة لمنَّة وجد ميار أمامه، وقفت فجأة أمامه وهي تبتسم وتقول:
_دورت عليك كتير أنتَ كنت فين؟

شعرت منَّة بغصة داخل قلبها وأعادت يدها ولم تفتح الباب، لا تريد الهبوط ولا تريد رؤية ميار وهي تتمسك بذراعه وتأخذه معها مثل كل مرة، ولكنها صدمت حين سمعت رد خالد على ميار.

خالد بجدية شديدة متجاهلًا ما قد تشعر به ميار من حرج قال:
_وحضرتك بتدوري عليَّا ليه؟ حد قالك إني عيل صغير وتايه؟ أنا ملاحظ إنك بتتجاوزي حدودك كتير وما كنتش برضى أحرجك وأقول بنت ما يصحش، بس كده زودتيها قوي، اتفضلي حضرتك اهتمي بنفسك واستمتعي بوقتك مع أصحابك وماتشغليش بالك بيَّ وياريت ماتدوريش عليَّا تاني، إحنا مش صحاب عشان لما أغيب تمشي تدوري عليَّ ولما آجي تسأليني كنت فين.

كانت ميار تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها بعد ما حدث لها، ليتها لم تأتي ولم تتحدث معه، ليتها لم تراه من الأساس. قالت مبررة لتخفف من إحراجها:
_أنا مش قصدي، أنا كنت بس عاوزة أشكر حضرتك على اللي عملته معايا.

خالد بضيق واضح:
_العفو، أنا ما عملتش حاجة وأي حد مكاني كان هيعمل كده، أنا مجرد مسكت إيدك عشان ألحقك ما تقعيش وسألتك لو كنتِ كويسة، خلص الموضوع.

ميار:
_أنا آسفة لو ضايقتك.

تحركت من أمامه، فتحت منَّة الباب وهبطت نظرت له بلوم وقالت:
_ما كانش يصح تكلمها كده يا خالد، البنت ما عملتش حاجة.

نظر خالد بغيظ ويأس:
_صح ماعملتش حاجة، خلتك بس تفرجي عليَّا السياح، امشي يا منَّة وأنتِب مش عجبك حاجة.

أخذت أغراضها وسارت للداخل وهي تتمتم بجمل وكلمات لم يسمع منها شيئًا وما سمع لم يفهم منه شيئًا.
💞_________________بقلمي ليلة عادل ⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩
قرر محمد والبقية قضاء الليلة وسط الجبال مع البدو المقيمين بالمنطقة وحضور الفعاليات الغنائية وتناول العشاء الذي يتم تقديمه هناك، جاء المرشد الخاص بمجموعة البدو وأخذهم لوسط الجبال، كانت الأجواء خرافية، الأضواء عبارة عن نيران وأضواء ملونة، المكان مصمم بديكور عربي أصيل، مكان الجلوس كل شيء على الطريقة العربية البدوية، كان قمة في الجمال، رائحة الهواء وسط الجبال، رائحة الشواء، طريقة حديث الناس، طريقة استقبالهم لهم، كل شيء يحثهم على الابتسام والاستمتاع بوقتهم هناك.
شارك الشباب البدو في الرقص البدوي أما الفتيات فجلسن يغنين ويرسمن الحنة ومنهن من تقدمت لهن المسنات وطلبت أن تقرأ لهن الطالع، بعض الفتيات وافقن أما منَّة فكانت من الفتيات اللاتي رفضت فعل ذلك وأجبرتهن ألا يفعلن فهذا شيء محرم، حتى وإن كان للتسلية فقط.
بعد وقت من المرح والسعادة وتناول الطعام عادوا إلى الفندق وقبل أن تدخل منَّة غرفتها طلب منها خالد أن تنتظره دقيقة فقط، دخل إلى غرفته وخرج وبيده شنطة الهدية التي كانت معه وهو خارج من المتجر بالسوق، أعطاها لمنَّة وقال لها أن تفتحها وتخبره غدًا برأيها فيها.

منَّة بتردد:
_ إيه دي وبتديها لي ليه؟

خالد:
_هدية من صديق لصديقته وأتمنى تعجبك، عادي يعني حاجة تفكرنا بالرحلة كده أن خالد صديقي جاب لي الهدية دي في الرحلة الفلانية، عادي يا منَّة مش مشكلة على فكرة، أنتِ لو كنتِ جبتي لي هدية حتى لو خاتم زي اللي جايباه لباباكِ ده أنا كنت هاخده منك وكنت هفرح به وما كنتش أقف متردد زيك كده ولا أحرجك ولا أحرج نفسي ولا الحاجات الوحشة اللي أنتِ شكلك كده هتعمليها وتزعليني.

ضحكت منَّة وقالت:
إيه ده أنتَ باصص في الهدية بتاعة بابا؟ ما تزعلش هجيبلك هدية وهديتك مقبولة ومش هعمل حاجات تزعلك ولا حاجة. شكرًا ياصديقي.

غمز لها خالد:
_العفو ياصديقتي.

ضحكت منَّة مرة أخرى:
_ أنا ملاحظة أن أنتَ بقيت بتغمز كثير، أنتَ تعبان ولا إيه؟

غمز عدة مرات:
_ما تاخديش في بالك دي حالة بتجيلي لما بشوف بنات حلوين وضحكتهم حلوة زيك.

خجلت منَّة ولم تستطيع الرد عليه:
_تصبح على خير.

دخلت وأغلقت الباب، تبسم خالد وقال:
_تصبحي من أهلي يا كل الخير.

دخل خالد وجلس على فراشه وهو مبتسم ويحدث نفسه:
_خلاص كده ياخالد مش محتاج تتاكد من حاجة، ولا محتاج تتردد في حاجه، مستني إيه تاني؟ مشاعرك ليها بالنسبة ليك بقت واضحة جدًا وكمان مشاعرها ليك بقت واضحة، هي جواها حاجة خليتها غارت عليك خليتها تنفعل وتعاتبك، بقت بتثق فيك بتخرجوا سوا وتتكلموا بصراحة، فمشاعركم متبادله ما عادش في داعي للمماطلة أكتر من كده، كده الجد بدأ.

عند منَّة دخلت ووضعت الهدية وسط أغراضها وأخذت ثياب ودخلت إلى المرحاض وبدلت ثيابها وعادت إلى الغرفة وجدت صديقتها والصغير نائمين جلست فوق فراشها وبيدها هدية خالد وبدأت بفتحها.
أول شيء وقعت عيناها عليه هي السلسلة، فتحت العلبة وأخرجت السلسلة، كانت جميلة ورقيقة جدًا، فتحت كاميرا الهاتف ووضعتها أمامها وارتدت السلسلة وبدأت تنظر لشكلها بها كانت جميلة، شعرت أنها تريد أن تقفز في مكانها من فرحتها بها، أغلقت كاميرا الهاتف وبدأت بإخراج باقي الهدية، كان ثاني شيء الكارت الذي كتبه لها خالد.

"قويةٌ أنتِ، جريئةٌ واثقةٌ بنفسك، لامعةٌ كنجم ولد لتوّه فأضاء شرفات السماء، أنثى فيك الكثير ليقال والقليل ليطال، أعلم أنك ترسمين دربك بحزم وثبات، وأنك لا تتخبطين ولا تتأرجحين كما يتوهمون"

هذه أنتِي يا صديقتي كما أراكي وحسب وجهة نظري،
صديقك المخلص خالد.

بحركة تلقائية ضمت الرسالة لقلبها، نزلت دموعها فرحًا لم يفعل أحد من قبل ما يفعله خالد لأجلها، مدت يدها تأخد آخر غرض بالهدية كانت ملفولة بشكل منفصل وضعت الكارت وفتحتها، انبهرت من جمال الفتاة الفراشة ولكنها لم تنتبه لأكثر شيء جذب خالد بتلك الهدية، فراشة بملامح بريئة مثلها تحاول الطيران تمامًا مثل شخصية منَّة وذات خدود بارزة ومصبوغة بالأحمر، لاحظت وجود زر بجانب البلورة ضغطت ليه بدأت الفتاة الفراشة بالدوران مع اللحن وسط أنوار متعددة، ظلت لوقت طويل تكرر الضغط على البلورة ليبدأ اللحن والفتاة الفراشة بالدوران، شعرت بثقل رأسها وكانت البلورة على وشك السقوط من يدها لشعورها بالنوم وخدر جسدها، وضعت الهدية بجوارها و ضغطت ضغطة أخيرة لتنام على أنغام تلك البلورة الجميلة وتكون آخر شيء تراه عيناها ويدها تضم السلسلة المعلقة برقبتها.
。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩
صباح اليوم التالي

تقابل الجميع بمطعم الفندق لتناول الافطار ولكن لم تتح الفرصة لمنَّة وخالد بالحديث، بعد الفطور قاموا بزيارة مدينة ألعاب مائية قريبة من الشاطئ ووقت الغداء عادوا إلى الفندق تناولوا غدائهم ثم اتفقوا أن يكون هذا اليوم نزهات متفرقة من يريد الذهاب إلى مكان فليذهب له بمفرده من يريد الذهاب لشراء هدية أو تذكار من المكان أو زيارة مكان لم يسعهم الوقت لزيارته فليفعل.

ذهبت منَّة إلى محمد وإيمي وأخبرتهما أنها ذاهبة للغطس مع خالد وطلبت منهما أن يذهبا معها ولكنهما أخبراها أنهما ذاهبان بجولة باليخت لقضاء يومٍ رومانسيٍ كثنائي بمفردهما، وهذا وعد قد وعد محمد لإيمي قبل الذهاب بتلك الرحلة.

استسلمت بالأخير للذهاب معه بمفردها أو بالفعل ذهبت له وأخذها وسارا للمكان الذي يتحضرون فيه لرحلة الغطس بعد سماع إرشادات من المسؤول وارتداء ملابس الغطس توجها إلى المكان المخصص للغطس، كانت منَّة متوترة ولكن خالد طمأنها وأخبرها أنه سيكون بجوارها دائمًا ولا داعي للقلق.

فنشاهد خالد ومنَّة يقفان على سطح اليخت، يرتديان الملابس الخاصة بالغطس، كانت منَّة تشعر بالتوتر الشديد وكان هذا واضحًا بشدة على أطراف أصابعها وملامح وجهها.
كان يحاول خالد أن يهدئ من روعها وأن يبث روح الشجاعة في قلبها لكي تقوم بفعل هذا الشيء ويكون هو أول شخص قامت بهذا الفعل معه، وبعد أن قام خالد بإقناعها على الغطس والنزول في ماء البحر،  قاموا بالغطس ومعهم المدرب الخاص، كانت منَّة سعيدة بشدة وهي تغوص في البحر بين الأسماك الملونة متعددة الأحجام والشعاب المرجانية والسلاحف، كانت مستمتعة جدًا وتلعب مع الأسماك بمرح كطفلة صغيرة أطلقت العنان لنفسها لتعيش تلك اللحظات بكل شغف، كان خالد والمدرب منتبهان لها وخاصة خالد الذي لم يستمتع بشكل كبير في تلك الغطسة لأنه كان شديد الحذر والخوف على منَّة، كانت عينه لا تتحرك من عليها، كلما تحركت تحركت عينه معها، وكان المثير للدهشة عدم شعورها بالخوف لأن خالد بجانبها وطمأنها دائمًا بالأسفل، ثم أخذوا يلتقطون بعض الصور التذكارية لهم أسفل البحر،  خرجت منَّة على سطح البحر وهي تشعر بسعادة مدهشة رفعت النظارة وهي تقول بسعادة كبيرة تخرج من قلبها :
_  أنتَ إزاي ما خليتنيش أعمل كده قبل كده؟

نظر لها خالد وهو يضحك ويقول:
_ما كنتش عارفك قبل كده يا منَّة.

منَّة بامتنان:
_أنا جيت قبل كده نويبع ودهب مش أول مرة آجي، عمري ما جربت أنزل، كنت بخاف، بس بجد أنا ندمانة أني ضيعت عليَّ أوقات حلوة قوي كده، أنتَ مش عارف أنا انبسطت قد إيه.

خالد بسعادة في سعادتها تلك تشعره بسعادة كبيرة داخل قلبه:
وأنا كمان سعيد لسعادتك وسعيد أن أول واحد تنزلي معاه.

شعرت منَّة بارتباك قليلًا، النظرات التي تجعل أي فتاة مكانها يدق قلبها بسرعة حاولت التماسك أمامه ولا تظهر ذلك التوتر فقالت :
_طب إيه مش هنطلع بقى؟

هز خالد رأسه بنعم، أخذ يصعد هو اليخت أولًا ثم قام بمساعدتها للصعود، بعد صعودهم اليخت نظرت منَّة لخالد بامتنان لكي تشكره لأنه قام بتشجيعها وإقناعها بفعل هذا الأمر.

منَّة وهي تقوم بخلع الزعانف والنظارة نظرت إلى خالد الذي هو أيضًا يقوم بخلع النظارة ويمسح شعره يعود به للخلف:
_أنا مش عارفة أقول لك إيه يا خالد بجد، يعني من وقت ما جينا هنا وأنتَ عمَّال تشجعني على حاجات أعملها لأول مرة، مش عارفة لولا وجودك أكيد ماكنتش هعمل أي حاجة من اللي أنا عملتها دي، وكانت هتبقى رحلة زي أي رحلة طلعتها قبل كده:

ارتسمت على شفتي خالد ابتسامة جذابة وقال بثقة وغرور يليق به بمزاح محبة:
_يعني أفهم من كده أن أنا وجودي طلع له أهميه أهو بالنسبة لك، علشان تعرفي قيمتى.

منَّة بتأكيد:
_أكيد له أهمية.

خالد باستغلال:
_تمام بس خدي بالك، المفاجآت ماخلصتش.

منَّة بحماس:
_وأنا متحمسة ومش هناقشك في أي حاجة تاني مش هقول غير حاضر وطيب ونعم..
خالد وهو يعقد حاجبيه باستغراب وتمني:
ياريت. متاكدة حاضر وطيب ونعم بس؟

هزت منَّة رأسها بإيجاب وتأكيد، هز خالد رأسه لها أيضًا وتحركا ليبدلا ملابسهما ليكملا اليوم.

بعد انتهاء من رحلة الغطس الممتعة والفريدة ووصف منَّة لشعورها الجميل وكيف لم تفعل ذلك من قبل، وسعادة خالد لسعادتها، أخذها خالد لمكان لم تراه من قبل وهو عبارة عن أرجوحة وسط الماء، ساعدها لتجلس عليها وذهب وأحضر لها مشروب جوز الهند ثم أخذ هاتفها وبدأ يلتقط لها الصور، كانت في قمة السعادة.

منَّة بسعادة:
_أنتَ عارف أن دي أول مره اركب مرجيحة من سنين طويلة؟

تبسم خالد:
_ومش آخر مرة، حلو العصير؟

منه باستمتاع وهي تحتسي:
_قوي قوي يا خالد.

شعر أنها طفلة صغيرة وضحك وذهب ووقف خلفها وبدأ بدفع الأرجوحة، منَّة تضحك وهو يضحك على ضحكتها، وقف جوارها والتقط صورة لهما معًا.

خالد:
_ممكن تبعتي لي الصورة دي؟

منَّة بتوتر:
_ليه؟

خالد:
_أول صورة نتصورها سوا عاوزها للذكرى، وبعدين ما تقلقيش إحنا بيننا مسافة اهو واضحة جدًا يعني، مش لازقين في بعض، ولا أنتِي مش واثقة فيَّ؟

منَّة بتوضيح:
_لأ طبعًا واثقة فيك بس فكرة أن صورتي تكون على تليفون شاب مش فكرة لائقة بالنسبة لي ومش مقبولة.

حرك رأسه بتفهم:
_تمام أنا هحترم رغبتك وهحترم رأيك بس توعديني أن أنتِي ما تمسحيهاش نهائي، يمكن ييجي يوم وتبعتيها لي، ماتعرفيش بكرة مخبي إيه! قناعات ما بتتغيرش بس قرارتنا بتتغير وتفكيرنا  بيتغير على حسب الظروف ولا إيه رأيك؟

منَّة:
_طبعًا متفقة جدًا، كل سن وله تفكيره وقراراته، تمام أوعدك مش همسحها أبدًا ولما أرجع البيت هحتفظ بيها على اللاب مع صوري مع صحابي.

تبسم وهي بادلته الابتسامة، بعد قضاء وقت ممتع على الأرجوحة أخذها وذهبا لشراء هدايا لأسرته وهنا قالت:
_آسفه نسيت أشكرك على الهدية.

نظر لها وقال:
_مش عاوز شكر، عاوز رأيك.

كانا في طريقهما إلى أحد المطاعم، دخلا واختارا طاولة وسحب لها مقعدًا فجلست، وذهب وجلس مقابلًا لها، تبسمت وقالت:
_من أحلي الهدايا اللي جاتني في حياتي لو ما كنتش أجملهم كمان، بجد فرحتني جدًا، كل حاجة بتعملها بتفرحني، وجودك دايمًا معايا ودعمك ليَّ والكلام اللي كتبته في الكارت مع الهدية، كل ده بالنسبة لي كبير أكتر مما تتخيل، شكرًا من قلبي على كل حاجة.

تبسم خالد وأراد لو يمسك يدها ويقبلها ويضمها ويخبرها ما بقلبه لها ولكنه اكتفي ببعض الكلمات الآن:
_اللي بعمله ده ولا حاجة قصاد اللي تستحقيه.

تبسمت ولم تجد كلام لترد به رغم أن بداخلها الكثير من المشاعر والإحساس الذي يجعلها سعيدة مرتبكة خائفة لا تعرف ماذا حدث لها في تلك الرحلة وقرب خالد لها أصبح مختلف عن قبل ذلك بكثير.
طلب الطعام وكان عباره عن بيتزا، تحدى خالد مجددًا ولكن التحدي هذه المرة على من ينتهى طعامه ودون أي شروط أو طلبات.

أنهيا طعامهما وأكملا ما جاءا لأجله وهو شراء الهدايا لعائلة خالد، وأرادت منَّة أيضًا أن تحضر تذكارًا لوالدتها كي لا تغضب منها حين ترى الخاتم الذي أحضرته لوالدها وأرادت أن تشتري شيئًا لخالد، اختارت لوالدتها رداءً منزليًا جميلًا ولخالد قميصًا كلاسيكيًا مع قلادة من الجلد، وأرادت أن تكتب عليها شيئًا له فاختارت أن يكتب "خالد" نظرت له وقالت:
_إيه رأيك؟

تبسم وقال:
_حلوة أي حاجة منك حلوة، وجدًا على فكرة، لو سمحت اكتب كمان جنب الاسم حرف (M)، حاجة منك لازم يكون لكِ شيء فيها.

منَّة برفض:
_لا ما ينفعش هي...

قاطعها:
_صح بلاش الحرف نكتب منَّة.

ضحكت منه:
_لا يا عم كده اللي هيشوفها هيفهم غلط.

خالد بلا مبالاة:
_ما اهتمش بحد ولا يشغلني، دي هدية من أغلي صديقة وحابب أن كل ما أشوف اسمك مع اسمي أفتكر اليوم ده، ولا إيه مش هي ليَّا؟ أكتب بقي اللي أنا عاوزه.

منَّة:
_ لا خلاص كفاية الحرف، خلّص يا عم قبل ما يكتب قصة تعارفنا عليها بالمرة.

ضحك خالد ولم يعلق، رفع الحقيبة التي تحتوي على القميص وقال:
_القميص ده مناسب بمناسبة مهمة جدًا جدًا جدًا هحضرها بعد ما نرجع القاهرة.

سألته:
_فرح يعني ولا حاجة خاصة بالشغل.

لمعت عينيه وقال:
_فرح بإذن الله.

انتهيا من التسوق وأخذ خالد القلادة وارتداها وكان سعيدًا بها وطلب من منَّة أن يلتقط صورة أخيرة بهاتفها بمناسبة الهدية فقط، وأعطته الهاتف التقط الصورة وأعطاها هاتفها وأخذا سيارة وتوجها حيث الفندق، صعد كلا منهما إلى غرفته وأخذا قسطًا من الراحة، استيقظت منَّة من نومها على صوت هاتفها، مكالمة من خالد بوقت العشاء، نزلا إلى المطعم لم يكن هناك أحد من زملائها، طلب منها خالد أن يتناولا الطعام على السطح الخاص بالفندق، وافقت وذهبت معه، جلسا معًا وجاء العمال بالطعام، استأذن منها خالد وذهب إلى أحد العمال طلب منه شيئًا وعاد.

سألته باهتمام:
_في مشكلة في الأكل.

تبسم خالد:
_لا أنا بس طلبت منه يشغل أغنيه بحبها، الأجواء حلوة، عشاء على البول مع بنت حلوة لازم نكملها بقي.

ضحكت منَّة:
_يا راجل!

خالد:
_يا أجمل بنوتة وأشطر مهندسة.

منَّة:
_وأنتَ أحسن صديق.

لم يرد خالد وعاد لتناول طعامه، تعجبت من عدم رده ولكن لم تعلق وعادت لطعامها، بدأت الأغنية والتي جعلت منَّة تترك الطعام وتنظر لخالد الذي ترك طعامه ونظر لها، لحظات وسحب وردة من المزهرية أمامه وقدمها لها وقال:
_دي مني ليكي.

مدت منه يدها بتوتر وخجل وأخذتها منه وقالت:
_ شكرًا.

خالد غمز لها وقال:
_ما تشكرنيش، مفيش حاجة من مقامك.

منه ضحكت:
_هي الحالة دي رجعت لك تاني؟

حرك خالد رأسه بإيجاب وغمز مرة أخرى، خجلت ونظرت أمامها وشردت مع الأغنية وهو شارد بتفاصيلها وهو بداخله يهديها كل كلمة بالأغنية.
"سألوني عليك قلت حبيبي
وأنا يعني هداري وأخاف من إيه
وحياتك عندي لقيت عيني
قالت على كل اللي مخبيه
سألوني عليك قلت حبيبي
وأنا يعني هداري وأخاف من إيه
وحياتك عندي لقيت عيني
قالت على كل اللي مخبيه
حبيبي، آه حبيبي، كمان حبيبي
حبيبي وأقولها تاني أحلى الأسامي
حبيبي حبيبي حبيبي، آه حبيبي، كمان حبيبي
حبيبي وأقولها تاني أحلى الأسامي
لما أسمع اسمه بقول: الله!
وأقولها تاني أحلى الأسامي
حبيبي"

بعد انتهاء الأغنية التفتت منَّة نحو خالد ورأت نظراته له فسألته:
_في حاجة؟

تبسم وحرك رأسه بلا وأخذ كوب الماء ليشرب ولكن بسبب توتره أخذ المزهرية الصغيرة مكان الكوب وضحكت منَّة ونظر هو لما في يده وضحك، أعادها مكانها وأخذ الكوب، ومنَّة أصيبت بهستيريا من الضحك كلما تذكرت خالد وهو ينظر لها ويريد أن يشرب من المزهرية لا يريد أن يفارق عقلها.

لم يستاء منها وبدأ بالضحك معها، بعد انتهاء الطعام ظلا يتحدثان كثيرًا بأمور مختلفة بأحداث اليومين الماضيين تجنبت منَّة الحديث عن المشاجرة التي حدثت بينهما تمامًا وهو أيضًا لم يرد الحديث عنها الآن، يريد أن يتحدث معها كثيرًا ويستفسر عن مشاعرها وغيرتها ويصف لها مشاعره وغيرته.

ذهبا للسير على الشاطئ ثم عادا للفندق وذهبا لغرفهما واليوم التالي كانا بجوار بعضهما بحافلة العودة للقاهرة. فكان الثلاثة أيام رائعة مختلفة، فيها الكثير من المشاعر المختلفة التي أوضحت وأعلنت بوضوح تام عن مشاعر حقيقية بين خالد ومنَّة، أصبح الآن كل شيء واضحًا وضوح الشمس لم يبق إلا الإعلان عن ذلك العشق ليتوج أمام الجميع.

💞_________________بقلمي ليلة عادل ⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩

فقد تأكد خالد من مشاعره أنه عاشق متيم من تلك الفتاة المجنونة التي جعلته يجن ويفقد صوابه، وأنه لا يريد سواها، خالد الذي رأى الكثير من الفتيات الجميلات الرشيقات المثيرات لم يهتز قلبه إلا لتلك الفراشة المتمردة، وها هي الآن أصبحت مغرمة به،  فقط أن تواجه نفسها بذلك الشيء وتقول أنها تحبه ولا تجعل نفسها خائفة وسجينة لتلك الشرنقة، خالد قرر أنه بمجرد عودتهم سوف يقوم بإخبارها بكل شيء عن مشاعره ويتوج هذا الحب في إطار رسمي كما وعد عمرو ووالدته ونفسه قبلهم، لكن هل منَّة سوف تقوم بالموافقة عليه؟ هل هذه المؤشرات في تلك الرحلة الطويلة المليئة بالمغامرات المختلفة والمشاعر المختلفة تبرهن عن موافقتها؟ أم هناك أشياء أخرى ستظهر لاحقا؟

لو وصلت لحد هنا اتمنى ما تنساش تحط لايك وعشرين كومنت ولو وتباد دوس على نجمه وكومنتات بين السطور عشان تشجعوني انني أكمل

الى  اللقاء في الحلقه القادمه من رواية أمنيات وإن تحققت 
اتمنى تكون الحلقه عجبتكم النهارده 

تم مشاركه في كاتبه الحلقة  سبب ضيق الوقت الشديد لتسليم الحلقة فى الاحتفاليه

شكراً يا احلى اخت في دنيا

  •تابع الفصل التالي "رواية امنيات و ان تحققت" اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات