رواية محكمة الحياه الفصل الثالث عشر 13 - بقلم مروة البطراوي
محكمة الحياة
الفصل الثالث عشر
بدات التجهيزات للعرس و جاء يوم احضار ثوب الزفاف و لكن الصدمه انها رفضت تواجده اثناء شرائه طل من شفتيه تهكم مرير خاصه عندما قالت له انه ليس له شان باختياره كيف لم يكن له شان و هو زوجها وعليه اختياره بدقه يخشي جنونها في الاختيارات ارتفعت عيناه بحده يواجهها بها لتشعرق باحتراقهم المتمثل في غضبه ظنت الامر سيمر مرور الكرام و لكن حدث العكس فتراجعت بعفويه دمجتها بطفوله
-معلش كنت بسمع زمان انه فال وحش و مش قادرة انسي اخويا ده كان شاريه لعروسته و كان فرحان و محدد الفرح فمش عايزة نبقي زيهم
تنهد بارتياح لدرجه استغربتها و لم تصدق ارتياحه هل كان يخشي من امر اكبر هل يخشي من اختيارها لثوب خليع اللعنه من تفكيره الان خمدت ناره الهذه الدرجه يخشي تفكيرها نظراتها اوحت له انها فهمته فاشاح ببصره عنها فتوجهت نحو بعض الكتالوجات التي بعثت لاقتنائهم كي تختار منهم و قدمتهم له بعزم و حادثته بتبرم عن وجوب الثقه فيها
-علي فكرة انا هجيب فستان محتشم و علشان نكمل يا اكمل لازم يكون في ثقه ما بينا
هذا المشهد و من بعدها توارت عنه حتي يوم الفرح اخذ يسال عنها الجميع جتي وصل الي قدريه
-انا مش لاقي جميله هي فين يا قدريه هانم كان لازم تصمم تتذوق في الفيله و كمان الفرح يكون هنا انا كنت ناوى اعمله في نادي المحامين
نظرت له قدريه بعتاب و ردت عليه قائله
-انا نفسي تقولي يا امي انا مامت جميله و مامتك انت كمان طبعا استحاله هقدر احل مكان المرحومه والدتك و لا انت هتحل محله بس نحاول نعوضهم
ابتسم اكمل لها قائلا
-انا نفسي يا امي من لحظة ما خطبت جميله بس كنت مفكر انه مينفعش طبعا بعد الكلام ده مقدرش ارفضلك طلب بس برضه فين جميله
جاء من خلفه هشام قائلا
-تعالي يا اكمل جميله مش هتنزل دلوقتي الميكب ارتيست لسه مخلصتش شغلها و بعدين متسربع علي ايه يا اخويا بكره تزهق زى ما كلنا زهقنا
نظر اكمل لقدريه قائلا
-يرضيكي الكلام ده يا امي يالا بقي اقفشي فيه و اتلهوا في بعض و انا هطلع اخدها من تحت ايدين الميكب ارتيست حتي لو ما خلصتش
تعالت ضحكات قدريه قائله
-لما جميله تروح معاك هيبقي حسابي مع هشام مش كده يا هشام انما دلوقتي لا يا اكمل لما جميله تخلص هتنزل بنفسها علي راي باباها
-امرى لله يالا بينا يا عمي ننتظر طلة القمر و الله انا كنت هسلم عليها بقالي اسبوع ما شفتهاش انا عارف هي قصدت تعمل الفرح هنا علشان تستخبي
-اهي هتبقي في بيتك و خلص حقك منها تالت و متلت بقي و بعدين مفيش احلي من افراح البيوت و لمة البنات مع بعض دول فوق مهيصين
-يارب يا حبيبتي يفضلوا مهيصين و انتي كمان اطلعي هيصي معاهم من حق ام الجميل يدلع و ابقي بوسيهالي علي بال ما انول الشرف
جاء موعد صعوده لها لكي يستقلها الي الاسفل و ما ان وصل و هو يحمل باقه الزهور المفضله لها حتي وجده امامه حوريه جميله تانقت بثوبها الابيض نظرت له بخجل من نظراته الشغوفه الي ان اقترب منها ليجد جدائل تحتضنه و تقبله و هو عينيه مثبته علي جميلته ليربت اكمل علي ظهر جدائل قائلا
-يا حبيبتي يا جدائل عقبالك بس بلاش في البيت انا اتخنقت لغايه ما وصلت لهنا بس لاجل الورد ينسقي العليق لا و الميكب ارتيست عامله شغل
-ان شاء الله انا كمان مش بحب الخنقه يا ابيه بس علي راي طنط قدريه الرق علي الهنا ربنا يفرحكم و الف مبروك يا حبيبي يارب حياتكم كلها هنا
-يا قلبي انتي يا جدوله بس هي الميكب ارتيست خرصت العروسه و لا اتعدت من الخرص اللي كان عندي و لا انا اللي بقيت رغاي اوى
مال علي اذن جميله هامسا و هو يخفض صوته حتي لا تسمعه جميله
-هاخدها ازاي دي و اروح بيها البيت هي مالها اتسمرت كده ليه اوعي تكون حكيتي ليها عن موضوع الحادثه شكل لسانك فلت منك يا جدائل
هزت جدائل راسها نافيه و قالت
-احنا انشغلنا بحاجات كتير متقلقش كله تمام و هي تمام بس هي شكلها مخطوفه حبتين او يمكن لسه زعلانه من يوم الفستان و تفكيرك فيها
تعالت ضحكات اكمل قائلا
-ياربي دي طلعت قلبها اسود اوى طب انا هعيش معاها ازاي بقي يارب انا علي قد قوتي بس من جوايا غلبان تفكيرى وحش لاني محامي
كادت ان ترد جميله عليه و لكن دلف والدها يستعجلهم للهبوط للاسفل و اتمام مراسم الزواج و بالفعل تم كل شئ في هدوء تام و انتقلت جميله للعيش معه في فيلا والده
صعدوا الي غرفته سويا و من ثم دلفا و هو ما زال ممسكا بفكيها لا يريد افلاته و من بعد اغلاقه للباب احتضنها بذراعيه لدرجه انها لم تستطع الافلات منه
نظر الي عينيها بقوة قائلا
-فاكرة لما قلت لك ان الروح بتنادي الروح انتي روحك نادتني من اول لحظة شفتك فيها في بيتنا و حبيتك جدا فوق الوصف و كنت مستني اقولك مبروك
تلاحقت انفاسها و خجلت من تصريحه و ردت قائله
-حبتني الله يبارك فيك و كل حاجه بس حبتني دي معقوله انت اكيد بتقول كده علشان الليله تمشي زى ما بتمشي بين اي اتنين بس انا مش بحب كده
لم يستطع ان يستمع لثرثرتها اكثر حيث مال علي شفتيها يوقفها و بنهل من شهدها و عسلها المصفي الذي طالما حلم به كثيرا
يا الله كم حلمت بهذا، و لكن كانت تشعر انها ستفتقد لهذه الرومانسيه معه،لم تتوقع ان رائحه انفاسه ستطغو عليها بهذا الشكل،أيعقل ان هذا الشخص الخشن يكون بهذه النعومه،كانت مغيبه و هو يردد لفظ محبوبتي في أذنيها،اهتزت بالرغم من انه يتملكها بذراعه الصلب الذي لا يهتز بينه شيئا،ارتجفت بين قبضته وارتعشت بين أحضانه و بكت و هي تدفن نفسها بين ضلوعه كأنها لا تريد للهواء ان يكون عازلا بينها و بين أكمل
رفع أكمل رأسه لها في اندهاش حيث صدمه رده فعلها فهو لم يتوقعها،و لم يستطع تفسيره اهي خائفه ام عاشقه،هذا التعلق المفاجئ به لم يستطع فهمه و لا تفسيره،انتبهت لنظراته لدرجه أنها كرهت انفعالها معه و سخرت من نفسها،ودت لو شقت الأرض من تحتها و ابتلعتها عوضا عن ان تفاجئه بذلك و لكن هو تأكد من شئ واحد انه علي صواب و مكان تلك المرأة بالتأكيد في قلبه ليس في مكان أخر،تلك المرأة لم يكن يجوز بأي شكل من الأشكال أن تكون لغيره
علي الجانب الأخر عند غسان الذي فشل في أخذ جميله حيث كان متوقعا انها ستصف في صفه لأخر لحظة كان يجلس في مكان و النيران تتأجج في صدره الذي يعلو و يهبط بقوة ليأتيها اتصال من الجميله الحسناء الشقراء كما قال عنها أكمل المدعوة فيرى-
-في ايه حصل غسان،شكلك بيقول انك عصبي اليوم،ممكن أعرف سبب ليه مش بترد علي اتصالات فيرى،احنا بينا اتفاق لازم ترد في اي وقت
-انا عايز جميله بأي شكل يا فيرى اتصرفي،اعملي أي حاجه،أنا مهتم بيكي من ساعه ما اتعرفت عليكي و ده باتفاق مع السيد الوالد يبقي حقي أخد اللي أنا عايزه
-انت رجعت بلدك و سبت فيرى و فيرى كونت صداقات مع غيرك بخرج كتير غسان،انت فشلت و ميعاد رجوعك بعد بكره بالكتير،و انت معرفتش تخلص.
نظر لها غسان بحده و من ثم رد عليها قائلا
-يعني انتي عرفتي ان أكمل الزيات اتجوزها صح؟ و كده قعادي في بلدي ملوش لزمه،أنا كنت النهارده هبقي جوزها ،بس معرفتش ،ده يبقي جزاتي بدل ما تساعدوني.
-نساعدك في ايه موش فاهم،انت عصبي ليه أساسا انت كنت بتكدب عليا لما قلت انك بتكرهها و عايز تقتلها،ازاي كنت هتبقي جوزها و اتفاقنا القتل.
زفر غسان بغضب قائلا
-هشام طلع أنصح مني و منكم المرة دي لعبها صح و عرف يحمي بنته لما لزقها لحتت محامي بس مش زى ابنه ده تربيته يا ست فيرى.
ردت عليه فيرى بحده قائله
-أولا احنا قلنا تروح تنفذ قتل مباشر و انت خدعتنا كان ممكن مش تظهر لجميله و تقتلها علي الساكت ،لكن اللي بتقوله معناه انك كنت هتغدر بينا.
-زى ما هي بقت لأكمل لازم تكون ليا أنا موافق أخد حته من العسل بس لازم أخده دي حقي من زمان ،مليش دعوة بيكم و بانتقامكم أن انتقامي جميله.
ردت فيرى بغضب قائله
-مشكلتنا مع هشام هنحلها احنا انت لازم ترجع في حسابات بينا لازم تتصفي لو مرجعتش هنجيلك احنا او هنجيبك و بعدين ابقي كمل مع السينيورة
جز غسان علي أسنانه باصرار قائلا
-لازم جميله تكون ليا و بعدين أبقي أصفي حساباتي معاكم،أنا بحبها عارفه يعني ايه حب يا فيرى مش مجرد رغبة جميله غيرك و مختلفه.
-مش لايق عليك الجو غسان ،انت فاكر اني مش عارفة انك كنت في علاقات مع صحباتي كلهم ،ولو مش مصدق أبعتلك السيديهات لأنه كله كان بعلمي.
اضطرب غسان ورد قائلا
-محصلش ده كله فيك،ايه اللي انتي بتقوليه ده فيرى،أها فهمت يا ولاد ال***** فبركتوا ليا فيديوهات علشان تهددوني منه لله ابن هشام هو السبب في كل ده.
نهضت تتغنج في مشيتها أمامه عبر الانترنيت و هي ترد عليه بدهاء قائله
-أنا سمعت ليك كتير اليوم،و ما تخافش البابا تبعي مش هيعرف اللي قلته يا حبيبي،بس اعقل انت و اوزن الأمور و تعالي أتينا حالا،كل تأخير مش خير.
أغلقت الاتصال و من ثم هاتفت والدها
-داد انت فين الأمر مستعجل،جميله اتجوزت المحامي أكمل و غسان مقدرش يعمل حاجه،غسان كان عايز يغدر بينا و يتجوزها و يهربها مننا.
رد عليها والدها و هو ينفث بسيجاره
-نعم!!!أدي أخرة تخطيطك يا فيرى هانم،انتي اللي صممتي ان غسان ينزل يصفيها بنفسه ،أنا قلت لك لو عايز يصفيها هيصفيها و هو في حضنك.
-كل حاجه هرجعها زى ما كانت داد،أنا بعترف اني جلبت فوضي عندك،بس أوعدك أنا هنضف كل حاجه بايدي ،و غسان انتهي بالنسبه ليا.
-ماشي اما نشوف يا ست هانم،كده بقي أنا هشوف حد تاني يوصل لجميله،أو هقصر علي نفسي الطريق و هاخد روح هشام بايدي.
عوده الي أكمل و جميله لم تكن واثقه للحظة ان هذا سيحدث بينهم،فهي كلما رأته كانت تشعر بالاختناق و ها هو الأن يحتضنها بشغف و بعد وقت رفعت وجهها الرقيق الجميل الذي انتعش نفسيا بعد ان كان محطما بسبب شقيقها و غسان،حيث كانت تضحك فقط كعمليه ديناميكيه و كأنها ستصور حالا و لا بد لها من الضحكه،الكثير يعتقد انها لا يهمها أي أحزان و لكنها التبست تمثالا حتي لا تحمل أحدا همها و ها هي المثالية التي لا يفهمها أحد بل انها ليس لها وجود في هذا العالم
-كفايه يا أكمل.
لهثت أنفاسه و اشتعلت عينيه بالحب أكثر و أكثر من صوتها الرقيق العذب،لم يذعن لطلبها بل زمجر منها فهو الأن في حالة شوق شديد للتي يريدها منذ فترة ،عاد ليثبت شفتيه فوق شفتيها بعناد لترفع كفيها الرقيق تلامس ظهره كأنها تعطيه التمام ليكتملوا معا .
بالاسفل بعد ان انتهت كاميليا من الثرثرة مع جدائل قررت الذهاب الي الملحق الخاص بها كي تخلد للنوم قابلت كمال في ردهه منزلهم و يبدو انه سيخرج ليكمل سهرته بالخارج
-رايح فين ؟بالشياكه و الحلاوة دي،عيني بارده عليك النهارده كنت مغطي علي العريس،صحباتي فكروك انت العريس،و اتفاجئوا انه أكمل.
ابتسم كمال قائلا
-اصحابك قلتيلي طب كا تشوفيلي عروسه و تكون واحده من اصحابك دول اللي اعجبوا بيا النهارده و اهو يبقي الفرح فرحين و اعتبرى نفسك معزومه
ضربته كاميليا علي ذراعه بضيق قائله
-و ماله يا حبيبي و عقبالي أنا كمان،أه نسيت اقولك ابن خالتك لمح لي النهارده ان المرحومه والدتك كانت مرشحاني له بس طبعا ده قبل الوصيه بتاعت عمو كامل.
-الله يرحمك يا أمي كانت ديما بتحبك و نفسها تفرح بيكي قبل جدائل بس عمرها ما سالت نفسها مين فعلا بيحبك و مين ممكن يتجوزك اي جواز و السلام
-اهي راحت هناك عند بابا و ماما و الظاهر اني هتأخر عليهم،وحشوني أوى ،حاسه ان مليش ونيس حقيقي من يوم ما راحو،بقيت بحسد أي حد لما بلاقيه في وسط أهله.
-ان شاء الله ربنا هيعوضك بابا موجود و كلها سنه و هتكوني ليا،الطريق انفتح ما بينا بعد ما أكمل ارتبط بجميله،و من هنا لوقتها ممنوع تجيبي سيرة راجل غيرى.
-يعني انت قررت ده من يوم ما جميله دخلت العيله؟و لولا كده كنت هتسيبني لأكمل ؟طب ازاي و انت في عينيك الغيرة عليا من أي راجل يبص ليا.
-اضطرب كمال قائلا
•تابع الفصل التالي "رواية محكمة الحياه" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق