Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الاميرة و المغترب الفصل مائة و واحد 101 - بقلم الاء اسماعيل

 رواية الاميرة و المغترب الفصل مائة و واحد 101 - بقلم الاء اسماعيل

بارت 101 🔥
-جبتلي فووون !! 😍
بدر بحب : اومال أسيب حبيبتي و أم ولادي متشحططة عليا !
 ده حتى تبقى عيبة في حق اسم بدر الراوي .. ملحقتش اشتريلك شريحة بس من بكرة هجيبلك وحدة بإسمك

احتضنته بفرحة قائلة : بجد دي احلى هدية 🥰
بدر بمزاح: أحلى من السلسال  الذهب!! 🤨😁
حنان بصدق:بصراحة . . ايوة 
اقتربت من اذنه و قالت بشوق: كفاية أنه هيخليني اطفي نار قلبي و اتطمن عليك 
حاوطته بكلتا يديها و هي تنظر الى شفاهه  لينقض عليها  بقبلة شغوفة بث فيها كل معاني الشوق و الرغبة 
ابتعد قليلا و قال بأنفاس لاهثة: و انا عندي دي أحلى منهم هوما الإثنين 😋🥰

شردت للحظات ثم قالت بتذكر: اه صحيح ايه حكاية الارض دي !!!
بدر بتصنع التذكر: اه الارض ...انا قررت ارجع اشتغل في أرضي مش هأجرها تاني 
-مش فاهمة ؟! يعني هتفضل رايح جاي كدة كل يوم ؟
بدر: لا طبعا ...ايه اللي هيوديني و يجيبني لهنا كل يوم ؟احنا هنعيش هناك  يا روحي 
-احنا مين ؟!
-اول ما الولاد يطلعوا من الحضانة هنرجع بيتنا انا و انتي و البنات 
- عايزني أتحمل مسؤولية الولاد كلهم لوحدي !! يا بدر انا متحملة مسؤولية نفسي بالعافية و امك كثر خيرها مساعداني في كل حاجة
 
قام بدر يغير ملابسه و هو يحاول تغيير الموضوع :
عموما لسة بدري اوي عالموضوع ده .. هنستنى الولاد يطلعوا بعدين نشوف الحكاية دي 
حنان بإستسلام: حاضر .. على فكرة انا عايزة اكلم سحر ممكن تديني تلفونك أتصل بيها على ما تشتريلي شريحة؟ بيقولوا راحت هي و بابا طنطا ليه مش عارفة !! و الغريبة انهم بايتين عند خالتي !! بابا عمره ما عملها!

حاول بدر ألا يظهر توتره و قال : يعني شايفة ده وقت مكالمات ! انتي حتى ما اكلتيش حاجة 
كانت ستتكلم لكنها سمعت طرقا بالباب 
فقال بدر : اهي أمي جابتلنا اكل اهو ..يالا خلينا ناكل لقمة بعدين نتكلم احسن انا واقع من الجوع .
حنان بقلة حيلة: ماشي 

خالد يستلقي في مكانه بينما ينظر الى هاتفه بتردد منذ ساعة و يفكر هل يتصل أم لا
-طب و بعدين بقى يا خالد . .أم أحمد معاها حق ما تبقاش جزمة قديمة بقى الست في العناية المركزة و مراتك يا عالم حالتها ايه و انت بتفكرلي في شكلك قدامها؟ يااخي طز في أبو شكلك ان مكانتش تلاقيك في مواقف زي دي اومال هتعوزك امتى؟!
أخيرا أمسك هاتفه و أتصل 

رجب في غرفة مصطفى 
-عم مصطفى ...حمد لله على السلامة 
-الله يسلمك يا ابني 
-الممرضة قالتلي انك عاوزني خير اجيبلك حاجة 
-مش عايز حاجة يا  ابني...انا بس كنت محتاج اقولك كلمتين 

جلس رجب بجانبه بينما يحاول الرجل المتعب ايجاد الكلمات المناسبة 
-الظاهر ما بقاش من العمر قد اللي راح يا ابني 
-ما تقولش كدة يا عمي ربنا يديك الصحة و طول العمر 
-يا ابني الموت حق و انا مش طمعان أعيش اكثر من اللي عشته 
انا بس كل اللي كنت بأتمناه من الدنيا ان بنتي تسامحني و أعيش معاها اللي فاضل لي من عمري
-هيحصل ان شاء الله 
مصطفى ببكاء: بس انت شايف وضعي و شايف هي كمان اللي حصل معاها 😭 عايز امو"ت مرتاح  يا ابني مش قادر أقابل ربنا بذنب اني اتخليت عنها هي و أمها 😭

أمسك يده و ربت عليها بشفقة: ما تفكرش كثير ربك يعدلها يا عمي. ...لما تطلعوا بالسلامة نبقى نشوف الموضوع ده و ما تقلقش احنا هنكلمها عشان تسامحك
مصطفى بإمتنان : متشكر يا ابني ...مش عايز اكثر من كدة 

سحر في بيت خالتها تجلس مع ندى المتسائلة بتعحب 
-يعني ماما قاعدة دلوقت مع خالتي فاتن في المستشفى ؟؟
سحر: ايوة يا حبيبتي خالتي قالت انها هتقعد مع ماما لحد ما تخف و الدكتور يقول تقدر تطلع 
ندى بتفكير: طب ماهي مامتك انتي ما قعدتيش انتي معاها ليه و سيبتي ماما ترجع البيت؟!
سحر بتفكير و هي تلعن غباءها  : صح انا عرضت عليها بس هي أصرت تفضل هي انتي عارفة هي بتحب خالتك قد ايه 
ندى بتفكير: طب بابا ما رجعش ليه 
سحر: معقولة يرجع و بسبب مامتك لوحدها في المستشفى ؟! هو طلب مني اقعد انا معاكي و الصبح هيجوا ...يالا يا قلبي كلي بقى عشان تنامي
ندى بإستسلام : حاضر ...بس بشرط: لو ماجاتش بكرة الصبح تاخذيني عندها
كانت سحر ستتكلم حين دخل والدها في تلك اللحظة و هو يتكلم عبر الهاتف
-سحر يا بنتي هو انتي عاملة لجوزك بلوك ؟ بيتصل بيكي مفيش رد

سحر بحرد: انا برضو اللي عاملاله بلوك ؟؟ 😒
صالح و هو يعطيها الهاتف: طب خذي كلميه انا قاعد هنا مع ندى ...

و همس دون ان يسمع خالد (يالا بلاش لعب عيال )
نظرت الى ندى التي كانت تأكل سندويشها وقالت له بإستسلام :حاضر يا بابا 
دخلت غرفة أميرة  و اغلقت الباب خلفها 
-ألو 🙄
-ازيك يا سحر
سحر بتهكم -كويسة اوي .. بأحسن حال .  عمري ما كنت احسن  من كدة..
خالد : سحر و النبي بلاش تريقة انا عرفت الخبر و اتصلت عشان اتطمن...ألف سلامة عليها 
سحر : الله يسلمك    كثر خيرك و الله انك افتكرت.🙄
خالد : عموما احنا جايين مصر بكرة الصبح بدري هنوصل مع المغرب 
سحر ببرود : توصلوا بالسلامة ..
و اقفلت الخط بدون ان تنتظر رده 

خالد : الله !!! دي قفلت !! أما بنت مجنونة بصحيح !!
-انت اللي عملتها بلوك يعني حقها تعاملك ببرود 
-بس هي اللي ابتدت الاول اومال عملتها بلوك ليه 🙄
-و النبي بلاش لعب عيال انت و هي 
نفخ بضيق و هو يضع هاتفه جانبا و يهمس بخفوت
-اخرسوا انت و هو  خلوني اتخمد عندي سفر طويل ...لما نوصل هناك هنبقى نشوف حكاية سحر هانم ..مش ناقصني دلع 😏

اقفلت الخط و انكمشت على نفسها و هي تبكي 
دخل والدها بهدوء ليأخذ هاتفه ليتفاجأ بحالتها تلك 
-سحورة حبيبتي  !! مالك يا قلبي ؟
قالها بقلق بينما يقترب منها و يحتضنها 
استكانت داخل احضانه و هي تبكي بحرقة قائلة 
-ايه اللي بيحصل معانا ده يا بابا ؟؟! ازاي حياتنا تتلخبط كلها بين يوم و ليلة ؟؟  
-اهدي يا حبيبتي دي ابتلاءات زي ما قال عمك رجب 
سحر ببكاء : تتطلق و تنطرد من البيت و تتحبس بعدين تتحر"ق و دلوقت تفقد عينيها! ده كثير يا بابا كثييييير 😭
صالح بحزن: اللي عملته كمان مكانش قليل ...امك اتجبرت كثير و الكره كان مالي جواها اوي يمكن دي قرصة عشان تتعظ و تتوب 
-بس مهما كان ما تستاهلش اللي بيحصل معاها ده هتبقى لوحدها في الوضع ده !! 
ربت على كتفها بمواساة قائلا : ربنا معاها بقى ...

فكر قليلا ثم قال : على فكرة جوزك مش غلطان.. انتي اللي ابتديتي بالعناد الاول يبقى ما تلوميهش على حاجة عملها في لحظة غضب كرد فعل 
سحر ببكاء : مش عايزة اتكلم في الموضوع ده يا بابا 😭
صالح : حاضر يا بنتي ...بس الجدع شاريكي يا ريت تفكري تاني و تبطلي عند 
اخذ هاتفه و كان سيغادر  لكن توقف و هو يقول بتذكر: بنت خالتك قاعدة لوحدها برة و بتسأل عنك يا ريت تخليها تنام معاكي 
كانت ستتكلم لكن رن هاتفها 

نظرت إليه بتعجب و هي تقول : ده بدر !! 
-دي أكيد حنان عايزة تسأل عننا
سحر: تفتكر قالها حاجة؟؟
صالح : ما اعتقدش ..ردي و بلاش تبيني لها حاجة 
سحر و هي تومأ : حاضر 

انتهى بدر و حنان من طعامهما و قامت حنان مسرعة الى هاتف بدر و هي تقول : ادينا اتعشينا خليني اشوف البت سحر راحوا  طنطا ليه ؟
سحر : الو 
حنان ؛ الو سحر ازيك ...انا حنان ..
-اهلا يا نونة ازيك 
-الحمد لله 
-و الولاد حبايب قلب خالتهم؟؟
حنان : الحمد لله بخير ..بقولك ايه يا سحر ؟ هي ايه الحكاية ؟؟
سحر: حكاية ايه ؟؟🙄
حنان : هو انتو ايه وداكم طنطا ؟؟و ازاي بايتين عند خالتي
سحر : بصي انا هفهمك ...بقى بابا كان عايز يدخل مشروع مع عمي رجب
-مشروع !! مشروع ايه ؟؟
فكرت سريعا و قالت 
-مش بابا كان عايز يشتري ارض ؟؟ عمي رجب لقاله هنا  فرصة ما تتعوضش و هو ماكذبش خبر و جيه عشان عم رجب ياخذه يتفق مع صاحبها و لانها غالية اشتروها شركة هوما الإثنين 
حنان بتفكير : طب و انتي ايه وداكي معاه ؟؟

سحر: طقت روحي من القعدة 😮‍💨 و بعدين انتي عارفة اننا متخانقين انا و خالد. ...ما صدقت لقيت فرصة ان بابا رايح قلت اروح معاه  .مكانش مفروض نتأخر بس أهو اللي حصل ...اجراءات و معاملات اضطرينا نقبل دعوة عم رجب و نبات عندهم
حنان بشك: طب من فضلك خليني اكلم خالتي فاطمة 

سحر بإرتباك حاولت أن تخفيه: خالتي ! لا انا في اوضة أميرة و الظاهر خالتي نامت 
-نامت دلوقت ؟ غريبة!! 
سحر : هو اي الغريب في كدة؟؟ تعبت طول اليوم في تحضير العشاء و استأذنت تنام انتي عارفة صحتها مش قد كدة .
حنان : طيب ...هترجعو الصبح مش كدة؟؟
سحر بلا تفكير : مش عارفة ...قصدي ...أه يمكن 
حنان بشك : هي ايه الحكاية يا سحر ؟ اي اللي مش عارفة و يمكن ؟؟
سحر : و لا حاجة .. انا مضطرة اقفل خالد بيتصل 
-خالد ايه مش قلتي انكم متخاص....الله !!!دي قفلت السكة يا بدر !!!
بدر و هو يحاول تغيير الموضوع: و احنا مالنا ما تقفل براحتها 
-بس هي قالت انهم متخاصمين !! هيكلمها ازاي ؟؟
-اتصالحو أكيد ...
قالها و هو يمسك هاتفه من يدها و يسحبها نحو احضانه و هو يردف: هو بيحبها زي ما انا يحبك...تفتكري أنا اقدر اخاصمك او اتحمل تخاصميني و تبعدي عني ؟ 

ابتعدت بقلق و هي تقول :وضعنا مختلف احنا متجوزين 
-و هوما في فترة تعارف و طبيعي يحصل ما بينهم سوء تفاهم بس أكيد هيتصالحوا مش معقولة يفضلوا متخاصمين
حنان بقلق :   بس انا حاسة إن الموضوع فيه ان يا بدر 😔

بدر: ان ايه بس يا حنان يعني عشان قعدوا في بيت خالتك تبقى لازم تكون  فيه حكاية ؟؟ ما تكبريهاش بقى !
حنان بضياع : مش عارفة ...نبرة صوتها مش مريحاني و كمان بتقول داخلين شراكة بابا و عمي و هو طول عمره مكانش بيطيقه

بدر و هو يمسكها من يدها و يأخذها الى السرير 
-يا ستي ش"يطان كان داخل ما بينهم و راح و العلاقة ما بينهم بقت كويسة و حبوا يعملوا شراكة احنا مالنا ربنا يباركلهم في مالهم ! 
حنان : ايوة بس ...
قاطعها بينما يدخلها بحنان داخل احضانه بقولك ايه يا روحي ... انتي تعبانة دلوقت هننام و الصبح اشتريلك شريحة و اخليكي تكلميها براحتك و تفهمي منها كل حاجة. ارغو زي ما انتي عايزة  قلتي ايه ؟؟ 
حنان بإستسلام: ماشي 

في الصباح الباكر 
غادر الجميع القصر بعد ان اوصى  ياسين بيتر عليه  في غيابه و أتصل بنانسي لإلغاء كافة المواعيد و تدبر امر العمل برفقة منذر في غيابه 
وصلوا الى المطار و حُملت حقائب الجميع
ركب خالد و ام أحمد أولا و من خلفهما ياسين و أميرة 
كان ياسين سيركب أول درجة في طائرته الخاصة لكنه تراجع للخلف خطوة بإرتباك قائلا : لا مش هأقدر

أميرة من خلفه أمسكت  بيده بثقة قائلة : هنقدر سوا ...انت ياسين المنشاوي ....مفيش حاجة ما تقدرش عليها ...ما تنساش ...مو"ت أهلك كان خطة مدبرة ملوش علاقة بالطيارة
 
نظر إليها بتردد فقالت بإبتسامة واثقة  : قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ..خليك واثق في ربنا و المهم اننا سوا 
 تنظر اليه بقوة و ثبات و تكمل 
-يالا بينا !! 
نفخ ياسين بإرتياح نسبي ثم شدد على يدها بحب  : يالا يا روحي 
ركبا في الطائرة و أقلعت   وهي تحاول بكل الطرق تشتيت انتباهه الى أن وجد نفسه في الجو فعلا

لم تكن سحر تعرف ما الذي عليها فعله لذا فقد فكرت في ان تترك ندى عند جارتهم سوسن 
تركتها نائمه صباحا و اعطت المفتاح لجارتهم ثم توجهت رفقه والدها الى المستشفى بعد أن أوضحت الامر الى السيده سوسن 

صالح: مش كان اولى لو جبناها معنا ؟
سحر: طب لو شافت أمها في الحاله دي ؟ لا سيبها عند جارتهم احسن يلا بينا زمانهم صحيوا 
صالح :ماشي يا بنتي يلا بينا ... ربنا يستر بس
-يا رب يا بابا 

كان رجب يجلس في الكرسي المجاور لسريرها و ينام جالسا و قد غفى دون ان ينتبه
فجأة شعر بلمسة دافئة فانتفض في مكانه ليجد زوجته تنظر اليه بشفقة و هي تتحسس يديه بحنان

رجب بلهفة: حبيبتي انتي صحيتي ؟حاسة ب ايه اناديلك دكتور؟
-لا انا كويسة
نظرت حولها بتعب و قالت بتساؤل و هي ترى المحلول المعلق بيدها: هو انا نايمة من امتى..هي الساعة كام ؟؟
رجب و هو يمسك يدها بحب: الساعة سبعة الصبح 
فاطمة بدهشة : يااااه يعني احنا قضينا الليل هنا ؟؟ 

رجب بدفء: انتي تعبتي شوية و الدكتور اداكي منوم المهم
حمد لله على السلامة يا روحي 
فاطمة بتعب: آسفة بجد تعبتك معاي 😔😓

اقترب منها اكثر ليطبع قبلة دافئة على جبينها و هو يقول 
-تعبك راحة يا نور عيوني المهم انتي تكوني مرتاحة 
اراحتها كلماته الحنونة للحظات ثم ما بلثت ان انتفضت مكانها بذعر: يا خبر !!!!! بنتنا يا رجب !!! ندى لوحدها !!!
-هسسسس ما تقلقيش عليها 
قالها و هو يحتضنها لتهدئتها مردفا: سحر و صالح معاها 
-ازاي تسيب بنتك الصغيرة لوحدها أكيد تلاقيها قلقانة علينا احنا الإثنين ...يا ريتك كنت رحت انت و سبت سحر معايا 
رجب : اروح البيت و أسيبك انتي هنا ؟ ايه الكلام الع"بيط ده! ما قلتلك بنت خالتها معاها ..يالا انا هروح اشوف دكتور و اقوله انك صحبتي عشان نتطمن على وضعك بعدين نبقى تتصل نشوف اخبارهم ايه 
-طب و فاتن ؟؟ 
رجب و هو يخرج من الغرفة: هأسألك عنها في طريقي

عند بدر 

تركها نائمة و خرج  من غرفته باكرا  و هو يشعر بالضيق لأنه وضع في موقف صعب جدا 
كان يحس بتأنيب الضمير لأنه اخفى عنها خبر حادث والدتها و يخشى في نفس الوقت من ردة فعلها حين تعلم ما حدث لوالدتها و كذا رد فعلها حين تعلم أنه لم يصارحها منذ البداية 
توجه فورا ليشتري لها خطا جديدا و هو ينوي مصارحتها بالخبر فور ان تصله اخبارا من عمه صالح 

التقى رجب بالممرضة التي كانت تتفقد وضع زوجته
-من فضلك يا انسة ..مراتي صحيت يا ريت تناديلي الدكتور يشوفها 
-طيب اتفضل  و بعد شوية هيلحقك
-شكرا يا بنتي ...بقولك ايه هو انتي معندكيش اخبار عن مريضة العناية المركزة اللي اتعرضت لحر"وق؟!
-مش عارفة بس أقدر اسألك عنها
-شكرا يا بنتي 

وصل صالح و سحر في تلك اللحظة و التقيا مع رجب في الرواق 
-صباح الخير يا رجب 
-اهلا يا صالح صباح الخير 
سحر - صباح الخير يا عمي طمننا خالتي فاطمة ازيها 
رجب: الحمد لله يا بنتي صحيت و شكلها هديت الدكتور هيشوفها كمان شوية 
سحر : طب و ماما ؟؟
رجب: و الله يا بنتي لسة كنت بأسأل الممرضة عنها و طلبت منها تجيبلي خبر من العناية المركزة ...ألا قوليلي هي ندى ما تعبتكيش بالأسئلة
سحر : الا تعبتني! بالعافية على ما سكتت و كانت عايزة تجي معاي بس انا هربت لها و وصيت عليها الست سوسن
رجب: هأحاول اروح لها اول ما اتطمن على فاطمة و يمكن اجيبها معايا ...انا عارف مراتي  مش هتمشي و تسيب اختها يبقى خليني اروح انا اطمن البت و انتو هتبقوا هنا معاها 
سحر :  أكيد يا عمي ما تقلقش عليها 

صالح: طب يالا يا سحر احنا هنروح لأمك
سحر: حاضر يا بابا 
نظرت الى رجب و قالت : هأبقى اجي لخالتي بعد شوية 
رجب : تمام يا بنتي 
في تلك اللحظة وصلت الممرضة و هي تقول لرجب
-حضرتك المريضة اللي سألتني عنها صحيت و اخذوها على اوضة عادية 
سحر : رقم ايه من فضلك 
الممرضة : قسم الحرو"ق اوضة 112 
سحر بلهفة: شكرا ليكي ...نظرت لوالدها بإسراع 
يالا يا بابا

فاتن ملفوفة في الشاش كالمومياء ، لا يظهر منها شيء حتى عينيها مضمدتين و كانت الآلام تملأ جسدها، ولكن الألم الأكبر كان في روحها. 
فقد علمت انها فقدت عينيها وتشو"ه وجهها، ولن تر العالم كما كانت تراه من قبل.

دخل صالح برفقة سحر التي كانت تمسك بيده بقوة بعينان ملؤهما الدموع
اقتربا من السرير ببطء، وصوت خطواتهما كان يتردد في الغرفة الهادئة

صالح بشفقة: حمد لله على ...
و لكن فاتن قاطعته بصوت مبحوح: " جاي تشمت بيا مش كدة؟"

تجمد صالح في مكانه، ولم يعرف ماذا يقول 
كانت سحر تبكي بصمت وهي ترى والدتها في هذا الوضع المأساوي ...اقتربت من السرير وجلست بجانبها، ممسكة بيدها الملفوفة بالشاش.
سحر : ايه الكلام ده يا ماما  هو المرض فيه شماتة ؟؟ولا انتي تعرفي عن اخلاق بابا كدة !! 
صالح :  انا مش نذ"ل عشان اشمت فيكي و انتي في وضع زي ده... أكيد لا ...دي مهما كان عشرة عمر و سنين قضيناها بحلوها و مرها 
فاتن بألم  : لا كثر خيرك انك باقي عالعشرة
صالح : انا جاي اتطمن عليك مش هأتناقش معاكي و انتي في الحالة دي ...عن اذنك 
خرج من الغرفة بضيق

عاد بدر و قد قرر ان يخبرها بنفسه حتى لا يجد مشكلة فيها بعد 
دخل الغرفة و كانت قد استيقظت للتو 
-حبيبي انتي صحيتي ..
تململت في مكانها قائلة : أيوة صحيت من شوية و ما لقيتكش جنبي
اقترب بدر منها و هو يقول : رحت جبتلك شريحة زي ما وعدتك اهو 
احتضنها و قبلها بحب فقالت : ربنا ما يحرمني منك 
همت بالقيام و هي تقول : طب يا ريت تركبها في الفون على ما  اقوم اغسل و أغير هدومي عشان اكلم سحر 
امسكها من يدها و هو يقول : حبيبتي استني لحظة وحدة   انا عايز اقولك حاجة 
وقفت تنظر اليه بتعجب: حاجة ايه 
-اقعدي الاول 
جلست بتوجس و هي ترى القلق في عينيه
-خير يا بدر ؟! هي ايه الحكاية ؟؟
بدر : بصراحة سحر و عمي صالح في طنطا عشان حاجة تانية 
حنان بتساؤل : انا قلبي كان حاسس .. هات قلي!!
بدر : امك حصلت معاها حادثة كدة و دخلت مستشفى و هوما عندها
حنان بصدمة : بتقول أمي !!!!

عند فاتن
سحر : ماما احنا هنا من امبارح عشانك و بابا كان قلقان اوي عليكي لدرجة أنه نسي انكم متطلقين مكانش يصح اللي قلتيه ده 
فاتن بوجع: ما بقاش يهمني زعل حد ...الكل اتخلى عني
سحر : ازاي تقولي كدة  !! ده انا عشانك متخانقة مع خالد و مش باكلمه ...و خالتي فاطمة من امبارح واقفة على حيلها و من زعلها كانت هتجيلها جلطة و اهي مرمية هي كمان في اوضة تانية 

نفخت بضيق ثم قالت : عموما مش وقت الكلام ده انا عايزاكي تعرفي اننا جنبك و مش هنسيبك أبدا 
فاتن : بس كلها أيام و انتي تتجوزي و تسافري و حنان مع جوزها و ولادها! و خالتك في بيتها يبقى انتو مين بقى اللي جنبي !! 

فكرت سحر قليلا ثم قالت : مين قال اني هسيبك و انتي في الوضع ده ؟؟ انا مش راجعة كندا تاني الا و انتي معايا  ..يا اما افضل  هنا في مصر و مش راجعة كندا تاني 
فاتن : يا سلام ! و جوزك ؟؟
-انتي ماما و مستحيل اتخلى عنك يا اما يقبل تعيشي معانا هناك يا اما افضل هنا و يجي هو يا اما كل واحد من طريق ...هو حر

أغمضت فاتن عينيها بألم و تذكرت حياتها و أفعالها  في تلك اللحظة، شعرت بلمسة حب من ابنتها التي لم تعطها الحب و الاهتمام يوما و مع هذا هاهي الان تضحي بحياتها و سعادتها من اجلها 
فاتن بدهشة -مستعدة تعملي كدة عشاني ؟؟ 
سحر بحب :طبعا يا ماما مستحيل أسيبك هو انا ليا كام أم يعني ؟؟

فاتن بحزن : سحر، أنا آسفة إني خذلتك يا بنتي ..كنت أم فاشلة ..عمري ما اتحملت مسؤولية مرضك و كنت دايما بأتذمر مع ان ربنا اداني أحلى و أحن بنوتة في الدنيا 

سحر: ما تقوليش كدة يا ماما، إنتِ مش فاشلة. كلنا بنغلط، المهم إننا بنتعلم من غلطاتنا.

دخل رجب رفقة فاطمة 
رجب : حمد لله على السلامة يا فاتن 
-فاتن حمد لله على السلامة يا حبيبتي ..
فاتن : الله يسلمك 
فاطمة: ما تخافيش ...هتبقي كويسة يا قلبي هنعرضك على احسن دكاترة في العالم ان شاء الله أبيع اللي ورايا و اللي قدامي المهم هترجعلك عينيكي يا روحي ...اوعي تفتكري انك لوحدك احنا كلنا معاكي و انا اول وحدة 
كانت فاطمة مرعوبة على حالة فاتن، رغم إنها عارفة إنها حاولت تحرق بيتها. لكن الحب والخوف والحزن كانوا باينين في كلامها وتصرفاتها.
كانت واقفة بجانب السرير، عيونها مليانة دموع 
سحر: تعالي اقعدي يا خالتي انتي كمان تعبانة من امبارح 
فاطمة: معلش يا بنتي كله يهون المهم اختي تبقى بخير

شعرت فاتن بحجم الغلطة التي ارتكبتها و قالت بإحراج 
-انتي ازاي قلقانة و مرعوبة كدة مع اني كنت هأحرقلك البيت اللي حيلتك ؟؟
فاطمة بلهفة و هي تمسكها من يدها و تربت عليها بحب: يااخي في داهية البيت المهم انتي .. كل حاجة تتعوض 
فاتن بصوت مبحوح: “فاطمة، أنا آسفة… أنا ندمانة على كل حاجة عملتها معاكي ... كنت عميا بالحقد والكره سامحيني يا اختي 
فاطمة بدموع في عينيها: انسي يا قلبي هتبقي بخير  احنا هنا جنبك، ومش هنسيبك. بس لازم تتوبي بصدق وتبتدي حياتك من جديد.
-بعد ايه يا فاطمة ...بعد ما فقدت أغلى حاجة 
فاطمة: ما تفقديش الامل في ربنا .. ربنا كبير يا حبيبتي
فاتن: هحاول، وهطلب من ربنا يساعدني...
رجب: “فاتن، إحنا عيلة، ولازم نكون جنب بعض في الأوقات الصعبة. ربنا رحيم، وهيسامحك لو توبتي بصدق.
رن هاتف سحر فقالت : ده رقم جديد 

نظرت فاطمة الى رجب و قالت : يالا يا رجب نسيبها ترتاح
و أكملت : ألف سلامة عليكي يا حبيبتي 

خرجت فاطمة و فتحت سحر الخط 
-الو ! مين ؟؟
حنان بخضة: سحر !!! ماما فين يا سحر !! معقولة تخبي عني حاجة زي دي !!!
سحر : حبيبتي انتي كمان تعبانة مكنتش عايزين نقلقك قبل ما نعرف الاخبار
-طب انا عايزة اكلمها يا سحر 
نظرت سحر الى والدتها و قالت : هي سامعاكي اهو
وضعت مكبر الصوت و قالت فاتن 
-حنان انا هنا يا بنتي ما تخافيش عليا انا كويسة 
حنان برعب: كويسة ازاي و بدر بيقول انك دخلتي عملية !!
-ما انتي سامعاني .. انا بكلمك يعني ما تخافيش انا بخير

في الطائرة 
ياسين : اعمل حسابك يا خالد انت هتجي معانا الفيلا بتاعتي 
خالد : يا سلام !! و هأجي معاك بمناسبة ايه ؟! انت ناسي ان انا  كمان عندي بيت هنا
ياسين :لا مش ناسي بس انت هتجي معاي انا  عشان الفيلا بتاعتي هي الاقرب للمستشفى و لبيت اهل أميرة و مراتك  ...ده لو عايز تبقى جنب مراتك طبعا 
فكر خالد قليلا ثم قال : طب ما احجز في أوتيل قريب او أأجرلي بيت 
ياسين: بطل عبط قال أوتيل قال !! انا كلمت محروس يجهزلك اوضة مش عايز مناقشة ...انا من رأيي تفكر في حاجات اهم دلوقت 
-حاجات زي ايه !؟؟
-زي تكاليف عملية مراتك و ترميم الوش...يكش مراتك ترضى عنك 
خالد بتذمر: يعني بدل ما افكر في ترتيبات فرحي هاقعد افكر في عمليات زرعت حلد لفاتن هانم...
ياسين : حظك بقى 
خالد بضيق: ربنا يصبرني على بلوتي بس 

في الجهة الاخرى تجلس ام أحمد مع أميرة تتهامسان
-ماما ارجوكي انا عايزاكي تقنعيه يسيبني اقعد في بيتنا 
-بس بيته قريب و تقدري تروحي وقت ما انتي عايزة ايه لازمتها تقعدي هناك 
أميرة بتذمر: يعني انتي هتجي معاه  طبعا 😮‍💨
-يا بنتي انا مع المنطق...انتي مراته طبيعي مكانك معاه هو
اميرة بإحراج : بس الوضع معقد
أم أحمد : انا فاهمة انتي بتلمحي لايه.. صدقيني يا بنتي مش وقته... عيلتكم بتمر بظرف صعبة و ده جوزك مش حلوة تخليه يحس أنه غريب 
أميرة بقلق : طب و بابا ؟؟
-يعني أبوكى مش عارف انه جوزك؟؟ ..فكك من الناس يا بنتي و ركزي على حياتك انتي و هو ..محدش يستاهل قلقك ده 
أميرة : حاضر يا ماما ..اما نشوف هترسى على ايه 

في المستشفى 
رجب: فاطمة اديكي اتطمنتي على اختك يالا خلينا نروح البيت بنتك لوحدها من امبارح
-بس فاتن!
رجب بمقاطعة: فاتن معاها بنتها يا فاطمة ..خلينا نروح نغير هدومنا و نتطمن هالبنت و اوعدك ارجعك هنا تاني .. ما تنسيش بنتك  كمان جاية مع جوزها النهاردة 
فاطمة بإستسلام : حاضر يا رجب

اقفلت حنان الخط و هي تشعر بالضيق الشديد 
دخل بدر فأسرعت نحوه بتلهف: بدر انا حاسة إن الموضوع اكبر من مجرد حرو"ق ارجوك سيبني اروح ازورها 
-و بعدين بقى !! يا حبيبتي انتي كمان عاملة عملية و اديكي كلمتيهاو اتطمنتي ايه لزمة انك تروحي ؟؟
-عشان حاسة انها مخبية عني حاجة ...يا اما تاخذني اشوفها لو تقولي الحقيقة يا بدر !!
لم يستطع بدر ان يتكلم
 لاحظت نظراته و قالت : طيب انا هأخلي بابا يجي ياخذني مادمت مش عايز تتكلم 
كانت ستمسك هاتفها و تتصل حين قال بحزن
-امك فقدت عينيها في الحريق يا حنان 😮‍💨
-انت بتقول ايه ؟؟؟ 😳😱
-للأسف ده اللي حصل 😔

يتبع بقلمي آلاء إسماعيل البشري 🔥

  •تابع الفصل التالي "رواية الاميرة و المغترب" اضغط على اسم الرواية

reaction:

تعليقات