Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ميثاق الحرب و الغفران الفصل الثاني و الخمسون و الاخير 52 - بقلم ندى محمود

 رواية ميثاق الحرب و الغفران الفصل الثاني و الخمسون و الاخير 52 - بقلم ندى محمود 

((ميثاق الحرب والغفران))
_الفصل الثاني والخمسون_ ( الأخير ) 

أظلمت عيني آسيا وأصبحت تعابيراتها مخيفة لا تبشر بالخير أبدًا، حاولت التحكم بانفعالاتها حتى لا تطلق سحرها الشرير علي إخلاص الآن، بينما كانت على وشك الاستدارة والعودة لغرفتها لمحتها إخلاص فانزلت الهاتف بسرعة مرتبكة وصاحت:
_آسيا
توقفت آسيا وهي تغلق عيناها وتصرّ على أسنانها مغتاظة ثم التفتت لها برأسها تطالعها في نظرات تقذف الرعب في النفوس، تابعت إخلاص بحزم وتوتر ملحوظ:
_بتعملي إيه إهنه دلوك؟! 
لمعت نظرة الاستنكار في عين آسيا وهي تجيبها بشراسة مرعبة وقوة:
_إيه هو ممنوع النزول دلوك ولا إيه!
سكتت للحظة واستقرت في عيناها نظرة مميتة كلها وعيد تؤكد لها عودة عودة الساحرة الشريرة ثم تابعت بخفوت مريب:
_كملي حديتك في التلفون معطلكيش عنه ياحماتي
بعد تلك العبارة تأكدت إخلاص أنها سمعت حديثها مع منى وحتمًا ستبدأ حربًا جديدة لن تنتهي سوى بهزيمة أحدهم، اكملت آسيا طريقها لغرفتها وبقت إخلاص مكانها تتابعها بحقد وغضب.
 بعدما وصلت للغرفة ودخلت كان عمران قد فتح عيناه واستيقظ حين شعر بغيابها فسألها بتعجب:
_روحتي وين؟ 
ردت بكل هدوء وهي تقترب منه وتجلس على الفراش بجواره:
_نزلت اشرب من المطبخ 
مسح على وجهه وهو يتثاوب بخمول ثم مد يده يلتقط هاتفه يتفقد الساعة وهو يهمس:
_الفچر أذن ولا لسا؟
بينما كان ينظر في ساعة هاتفه يتفقد معياد آذان الفجر وصله صوتها القوي وهي تقول بثبات:
_عمران أنا عاوزة ارچع القاهرة 
 سكن للحظة متعجبًا طلبها في هذا الوقت وبهذه الطريقة الحاسمة ثم ترك الهاتف من يده والتفت لها يجيب بلطف:
_حاضر نرچع بس مش وقته دلوك أنتي شايفة الوضع كيف ولسا أبوي معداش على موته حاچة ولا مسكنا عمك بردك، ده غير أنك تعبانة والسفر غلط عليكي دلوك 
أجابته بكل ثبات انفعالي ونظرة لم تعد تحتوي على الدلال والرقة الذي كانت عليه قبل النوم:
_أنا مش حابة اقعد إهنه مش مرتاحة 
عمران ببساطة واستغراب:
_وأنا بقولك هنروح يا آسيا بس مش دلوك اصبري على الأقل بعد الولادة
نظرت في عيناها بثقة وهي تجيب:
_أنا مش عاوزة اروح اخد أجازة ولا كام يوم ولا ارچع أنا عاوزة نعيش هناك 
رفع حاجبه بدهشة من كلماتها وتحول مزاجها المفاجيء دون سبب منطقي بالنسبة له، ليردف بجدية وقد تخلي عن لطفه:
_چرالك إيه يا آسيا.. إيه اللي حُصل وبعدين نعيش هناك كيف يعني وأمي تروح وين 
مال ثغرها للجانب في بسمة ساخرة قبل أن تهتف بعين تلمع بوميض شيطاني:
_أنا معنديش استعداد اقعد إهنه واعرض ولدي اللي في بطني للخطر
غضن حاجبيه بعدم فهم ليهتف بحدة وانزعاج بدأت تظهر بشائره:
_إيه اللي بتقوليه ده، وخطر إيه؟!!!
قررت إظهار جانبها السيء ولن تترك أحد لن يصيبه سحرها الشرير، من يحاول تهديد سلامها النفسي وحياتها هي وزوجها وابنها لن تشفق عليه مهما كان هويته.
قالت لعمران بشراسة وعينان تطلق شرارات الشر والغضب:
_أسال أمك اللي كانت بتتكلم مع منى في التلفون وبتتفق معاها عشان يسقطوني
تبدل الهدوء وتحول لنيران مشتعلة بعد كلماتها حتى أنها رأت ظلام عيناه المخيف الذي تعرفه جيدًا وتعرف أن القادم لن يكون خيرًا، حتى وجدته يسألها بصوت محتقن:
_هي قاعدة تحت 
لم يحصل على رد منها سوى بالصمت فهب واقفًا وهو يهم بالذهاب لها ثائرًا لكن آسيا أوقفته وهي تقول بهدوء بسيط:
_طلعت تنام ياعمران بعد مع خلصت كلامها معاها.. اهدى دلوك وبكرا الصبح اتكلم معاها الصباح رباح 
توقف وتراجع عن الذهاب لها بينما هي فقررت اتباع أسلوب جديد ومختلف عليها حيث لمعت عيناها بالعبرات المزيفة وابتعدت عنه لتتجه نحو الفراش مجددًا لتجلس فوقه وتقول بصوت يغلبه البكاء:
_أنا مش عارفة أمك بتكرهني إكده ليه ياعمران.. مع أني معملتش ليها حاچة وحشة ولا أذيتها
مسح على وجهه نزولًا للحيته وهو يتأفف بغيظ وانزعاج بينما آسيا تابعت بضعف متصنع:
_وصلت بيها أنها عاوزة تسقطني.. حتى لو مبتحبنيش تفكر فيك وأن ده ولدك وحفيدها.. لا ولساتها عاوزة تخرب علينا وتچوزك منى
لان قلبه ولم يستطع تحمل رؤية انهيارها ودموعها فاقترب منها بهدوء ليجلس بجوارها ويضمها لصدره مقبلًا شعرها بحنو وهو يهتف بصوت كله آمان ووعيد:
_متخافيش ياحبيبتي مفيش حد هيأذيكي طول ما أنا چارك ومفيش مخلوق هياخدني منك وأنا هتصرف مع أمي زين اطمني
تابعت بنفس الضعف والبراءة وهي منخرطة في نوبات بكائها:
_عشان إكده أنا كنت بقولك نمشي ونروح نعيش في القاهرة وحدينا في بيتنا ومحدش يضايقنا، أنا معدتش متحملة ياعمران خلاص 
مسح على ظهرها وذراعيه بدفء وهو يجيب بصوت رجولي قوي:
_نشوف الموضوع ده الأول وبعدين نفكر في النقل والقاهرة دي
لمعت عيني آسيا وهي بين ذراعيه بشيطانية وفي نظراتها الوعيد لإخلاص على محاولاتها في أذيتها، ستندمها على مجرد تفكيرها في التفريق بينهم.
                                     ***
بصباح اليوم التالي داخل منزل خليل صفوان....
كان جلال يجلس بجوار زوجته في غرفة الجلوس وجليلة تجلس على المقعد المقابل لهم وهي تتحدث مع عمار الذي يتبادل مع جدته أطراف الحديث عن مدرسته وأصدقائه.
لكن فجأة ملأ الغرفة الصمت القاتل عندما نظر عمار لوالده وسأله بحماس طفولي:
_احنا امتى هنروح نشوف بيتنا الچديد يابوي؟ 
وقع سؤال حفيدها على أذنها كالصاعقة التي احرقتها بأرضها وأخذت تتبادل النظرات بينه هو وابنها بدهشة وعدم فهم، لكن جلال أجاب بهدوء تام على ابنه:
_هشوف وقت فاضي واخدكم ياعمار
ركض عمار باتجاه والده وهو يتوسله بطفولية:
_نروح النهاردة يابوي.. نروح النهاردة
جلال بجدية:
_حاضر لو لقيت وقت فاضي هخدكم النهاردة كفاية عاد
التزم الصمت بعد عبارة والده وهو يبتسم بسعادة أما جليلة فقد نظرت لابنها وهي تسأله بدهشة امتزجت بغضبها:
_بيت إيه ده ياچلال 
تنهد جلال الصعداء بقوة ثم تطلع لأمه مطولًا قبل أن يهتف بلطف:
_من فترة اشتريت بيت وبظبط فيه دلوك عشان ننقل هناك 
كانت فريال تتابع تعبيرات وجهها بتشفي وفرحة بينما جليلة فهتفت بسخط شديد:
_تنقل كيف يعني وهتهملني لحالي ياچلال 
استقام من مكانه واقفًا وتقدم نحوها حتى جلس بجوارها ليمسك يدها وهو يقول بحنو:
_اهملك كيف ياما بس.. هو أنا أقدر اسيبك ومتقلقيش كل يوم والتاني هكون عندك واقعد معاكي شوية
لمعت عيني جليلة بالعبرات وراحت ترفع رأسه ليسقط نظرها على فريال فترمقها شزرًا وهي تصيح بها في غل:
_أنتي اللي طلبتي منه وحطيتها في دماغه صُح.. عاوز تحرميني من ولدي كمان
التزمت فريال الصمت ولم تجيبها وتولى جلال هو مهمة الرد على أمه بحزم وضيق:
_أما فريال ملهاش صالح أنا اللي قررت واشتريت البيت من غير ما تعرف حتى وبعدين قولتلها
التفتت جليلة نحو ابنها لتحدقه بعتاب وحرقة وهي تصيح:
_وهو مين اللي خلاك تفكر إكده مش هي ولا لا
كان جلال يسهم بالرد عليها منزعجًا لكنها تابعت دون أن تعطيه الفرصة للإجابة وهي تهب واقفة وتقول بغضب:
_اعمل اللي يريحك ياچلال أنا مليش صالح بيك
أنهت كلماتها واندفعت لخارج الغرفة مسرعة فاستقام هو يهم باللحاق به لكن فريال لحقت به بسرعة وامسكت بذراعه توقفه وهي تهمس له بحنو:
_سيبها لما تهدي اتكلم معاها ياچلال مش دلوك
مسح على وجهه وهو يتأفف بغضب لينظر لها ويقول بنفاذ صبر:
_أنتي مش سمعاها بتقول إيه يافريال.. مفيش في مرة متعكننش عليا بكلامها
تنحنحت بصوت مسموع وهي ترسل له إشارات بأن يصمت ثم التفتت تجاه ابنها الذي يجلس ساكنًا بعبوس يتابع شجار جدته وأبيه، قالت له بلطف:
_اطلع ياعمار ياحبيبي على اوضتك خلص واچبك لغاية ما أچيلك 
هب الصغير واقفًا وهو يوميء لأمه بالموافقة ثم يتجه لخارج الغرفة ويغادر، فالتفتت فريال لزوجها مجددًا وجذبته من يده معها نحو الأريكة ليجلسوا وتقول له برزانة:
_معلش ياچلال هتعمل إيه مهما كانت هي أمك ومتقلقش أنا اتعودت خلاص على كلامها ليا ومعدتش بضايق 
جلال بعصبية شديدة:
_أنا بضايق يافريال.. كلامها ليكي كأنه ليا، أنا مش قادر افهم هي بتعمل إكده ليه لو مش قادر تحبك على الأقل تعاملك زين عشان خاطري أنا ولا حتى أنا مليش خاطر عندها ولا أهمها واصل
رتبت فريال على كتفه بحنو وهي تبتسم له بمعالمها الجميلة وتقول:
_هدي نفسك ياحبيبي.. وهي مسيرها هتعرف أن اللي بتعمله ده غلط ويمكن لما ننقل ونروح بيتنا تتغير وتدرك تصرفاتها الغلط
أصدر زفيرًا حارًا في قلة حيلة وهو يدفن وجهه بين راحتي كفيها مرددًا:
_يارب يافريال يارب.. أن تعبت والله
انحنت عليه وقبلته من شعره بحب ثم همست في أذنه برقة وهي تبتسم له باتساع أكثر:
_تحب اعملك القهوة اللي بتحبها من يدي يمكن تعدل مزاچك وتروقك
التفت لها وطالعها مبتسمًا بنظرات مُتيمة ثم أن يتلقط كفها ويرفعه لثغره يطبع عدة قبلات دافئة بباطنه وهو بجيبها في خفوت:
_كل حاچة من يدك حلوة يافريالي
تلونت وجنتيها بحمرة الخجل والسعادة ثم سحبت يدها من قبضته بلطف لتهم واقفة وتتركه متجهة نحو المطبخ لكي تحضر له فنجان القهوة خاصته.
                                      ***
كانت آسيا في طريقها للطابق الأرضي حيث المطبخ لكنها لمحت زوجها وهو يتجه نحو غرفة أمه، فابتسمت بخبث وانتظرته حتى دخل الغرفة فأسرعت نحوها ووقفت خلف الباب لكي تستمع لحديثهم الذي بدأ كالاتي.
إخلاص بدفء:
_كيفك ياولدي؟ 
أجابها عمران بصوت غليظ ووجه خالي من التعابير:
_زين ياما الحمدلله 
ثم تحرك واقترب من الفراش ليجلس على حافته صامتًا رغم نظراته المريبة التي تقول الكثير وكانت تثير قلق إخلاص التي سألته بعدم فهم:
_مالك ياعمران في حاچة حُصلت ولا إيه؟! 
ثبت نظره على عيني أمه ثم أردف بحزم:
_كنتاي بتتكلمي في إيه مع منى ياما امبارح؟
ارتبكت وانقعد لسانها بعد سؤاله، فاستغربت لحظات طويلة وهي تحاول إيجاد رد مناسب تجيبه به حتى قالت في الأخير بتلعثم:
_ولا حاچة ياولدي كنا بنتكلم عادي، هو أنت عرفت كيف أني كنت بكلمها!
تحولت نبرة عمران الهادئة لغليظة ومستاءة وهو يهتف:
_يعني مكنتيش بتتفقي معاها عشان تسقطوا آسيا وتموتي ولدي
اتسعت عيني إخلاص بصدمة وبسرعة راحت تجيبه صائحة بغضب:
_مين اللي قالك الكلام ده.. أكيد الحرباية مرتك عاوزة تولع الدنيا.. أنا كنت بتكلم مع منى صُح بس مقولتهاش حاچة كيف إكده واصل
عمران بغضب هادر:
_امال كنتي بتقوليلها إيه.. لما آسيا بتكذب عليا عاد؟!
ازدردت ريقها بتوتر وقد لانت صلابة تعبيراتها وتراجعت شجاعتها، فتابع عمران بحدة عندما لم يحصل على رد منها:
_ما تردي ياما!! 
أجابته إخلاص باضطراب وعدم صدق:
_أنا كلمتها وأما عرفت أن عمتك واختها مسافرين قولتلها تاچي تقعد إهنه معانا كام يوم لغاية ما يرچعوا 
ثار وهاجت عواصفه أكثر حيث صاح بعصبية مخيفة:
_تاچي وين.. أنا سبق وقولت مش عاوز منى ترچع إهنه واصل بزيادة اللي عملته
هتفت إخلاص وهي تحاول إقناعه برأيها:
_ياولدي عيب اللي بتقوله ده حتى عشان عمتك متزعلش.. وبعدين هي هتاخد كام يوم وتمشي 
عمران بصوت جهوري مرعب:
_أنا قولت كلمتي ياما، مش عاوز منى في البيت إهنه أنا مرتي حامل ومش حمل مشاكل ولا زعل 
قالت إخلاص وهي تترجاه بلطف وتوعده:
_لا وعد عليا أنا مش هخليها تقرب من مرتك واصل ولا تزعلها، حرام عليك دي بت عمتك غلبانة والله وهبلة 
 هتف بلهجة لا تقبل نقاش أكثر وصوت رجولي أجشَّ:
_خُلص الكلام، ولو حُصل أي حاچة لولدي ياما مش هسامحك واصل، طالما كرهك لمرتي وصل أنه يخليكي تقتلي ولدي وتخسريني هتعملي إيه تاني
قبضت على ذراعه تمنعه من الرحيل وهي تهتف بحزن وعينان دامعة:
_لا ياولدي صدقني أنا عمري ما اعمل إكده واكسر فرحتك بولدك ياحبيبي، دي مرتك الشيطانة عاوزة توقع بينا عشان تنتقم مني
انتشلت ذراعه من قبضة أمه هاتفًا بلهجة صارمة:
_لو عاوزة راحتي صُح تبعدي واصل عن آسيا وبذات الفترة دي لغاية ما تولد
أجفلت إخلاص نظرها أيضًا وهي تردد بشجن وامتعاض:
_حاصر ياولدي كيف ما تحب
القي عليها نظرة مغلوبة قبل أن يستدير ويفتح الباب ليرحل ويتركها وحيدة، في هذا الوقت كانت آسيا قد ذهبت بسرعة واختبئت بعيدًا عن الباب وأنظار زوجها... 
                                      ***
خرجت حور من بناية منزلها وكانت في طريقها للشارع الرئيسي لكنها تسمرت عندما لمحت سيارة بلال كالمرة السابقة تصطف على الطرف الآخر من الطريق ويقف هو خارجها يستند بظهره عليها وهو ينظر لها مبتسمًا بمشاعر جيّاشة، فصعدت الحمرة اللطيفة لوجنتيها وهي تطالعه بقلة حيلة، ثم تحركت وعبرت الشارع حتى وصلت له لتقف أمامه وتقعد ذراعيه أسفل صدرها وهي تنظر له بضيق متصنع هاتفية:
_وبعدين معاك هو أنا كل ما أنزل مش بيتنا الاقيك واقف كدا في الشارع مستنيني.. المرة الجاية هقول لبابا أن في واحد بيضايقني واخليه هو يتصرف معاك
مال ثغره للجانب وهو يضحك بصمت ثم أجابها بنفس المزح:
_لا ما أنا هخطفك دلوك وبعدين نبقى نتصل بـ بابا  ونطلب فديا 
قهقهت بخفة ثم قالت ساخرة وسط ضحكها:
_فديا إيه دي؟!! 
غمز لها بلال بلؤم متمتمًا في نظرة ممتلئة بالعشق:
_يچوزني بنته بسرعة وإلا مش هرچعاله تاني
تأففت مغلوبة وهي تمسح على وجهها ضاحكة وتقول له:
_أنت معندكش صبر خالص كدا!
هز رأسه لها بالنفي متمتمًا في هيام شديد:
_أنا شخصية صبورة قوي في كل حاچة في حياتي إلا دي مش قادر اصبر فيها، أعمل إيه عاد القلب وما يريد ياغالية
مالت بوجهها للجهة الأخرى وهي تعض على شفتيها خجلًا وقد تحول وجهها احلى بندورة حمراء من فرط استحيائها، بينما هو فقهقه بخفة وقال له بحنو وهو يشير على العربية بعيناه:
_يلا عاد اركبي، مش هنفضل نتكلم إكده في الشارع كتير
ضيقت عيناها قبل أن تسأله بفضول:
_هنروح فين؟
أجابها ضاحكًا وهو يفتح باب مقعده الخاص بالقيادة:
_ما قولتلك هخطفك هو احنا هنعيدو ونزيدو في الكلام كتير ولا إيه! 
التفت نحو الجهة الأخرى من السيارة لتصعد بالمقعد المجاور له وهي تسأله مبتسمة بنعومة:
_طيب هو مفيش اوبشن اعرف هتخطف فين عشان ابقى مجهزة نفسي حتى
هز بالرفض وهو يغمز لها بساحرية هاتفًا:
_تؤ دي مفاجأة
اتسعت عيني حور بدهشة ولمعت بفرحة حماسية جميلة وهي تترجاه بفضول:
_بجد مفاجأة.. هي إيه بليز قولي؟ 
طالعه بلال بطرف عيناه ليجيبها مستنكرًا:
_ولما أقولك هتبقى مفاجأة كيف عاد
الحت عليه بحماس أكثر هاتفة:
_طيب اديني أي خيط أو تلميح كدا حتى
هز رأسها مجددًا بالفرص القاطع وهو يضحك عليها ويقول:
_لا أنا ممكن اديكي مفاجأة تاني غيرها بنسبالي احلي، وهي أن احنا اتكلمنا مع أبوكي واتفقنا خلاص أنه بعد كام يوم هنلبس الدبل وبعديها بفترة هنكتب الكتاب
تجمدت بمقعدها وحتى تعبيرات وجهها أصبحت متصنمة كالصنم، للحظات طويلة وهي تتمعنه بذهول حتى خرجت عن إطار صدمتها أخيرًا وصاحت بعدم استيعاب:
_أنت بتتكلم جد!!.. وبابا ليه مقاليش؟!
_أنا طلبت منه أن أنا اللي اقولك عشان اشوف الريأكشن اللي شوفته ده دلوك
كان يتحدث وهو يضحك عليها بقوة بينما هي فضحكت علي ضحكه وكأن ضحكته الجذابة كانت معدية، هتفت بعد ثواني بصوت رخيم:
_هنلبس الدبل بس من غير خطوبة طبعًا عشان بباك صح؟
عبس وجه بلال وهو يتنهد بحزن ويجيبها في أسف وحنان جميل في نظراته وصوته:
_صدقيني كان نفسي افرحك ونفرح مع بعض بخطوبتنا بس الظروف حكمت، اوعدك أني ان شاء الله هعوضك في الفرح وكتب الكتاب و....
قاطعته ولم تجعله يكمل عباراته وهي تتأمله بغرام متمتمة:
_بلال أنا مش زعلانة والله ومقدرة الظروف طبعًا.. بالعكس أنا فرحانة أن خلاص هنلبس الدبل وبعدها هنتجوز وعارفة أن أنت هتعوضني كفاية حبك وحنانك عليا
هام بنظراته بها وهو يتأملها في ذوبان ليقول بصوت رجولي دافيء يسلب العقل:
_عرفتي عاد أنا عاوز نكتب الكتاب ونتچوز ليه بسرعة.. عشان اللحظات دي مبيتردش عليها بالكلام
صعدت الحمرة لوجنتيها فور تداركها لمقصده وبسرعة اعتدلت في جلستها وهي تقول له بغيظ:
_احترم نفسك الله
هتف ببراءة مزيفة وهو يكتم ضحكته:
_هو أنا قولت إيه، أنا مكنش قصدي حاچة صدقيني
حور مغتاظة وهي تتفادي النظر إليه خجلًا:
_امممم مكنش قصدك فعلًا وأنا صدقت علطول 
انفجر ضاحكًا في هذه اللحظة ثم هتف وهو يحرك محرك السيارة وينطلق بها:
_احنا نروح مشوارنا احسن عشان تشوفي المفاجأة
كانت تهمس في سرها من فرط خجلها منه( ياريت) وظلت الطريق كله وهي تتفادي النظر إليه وسط ابتسامتها المستحية المكتومة...
                                      ***
عودة لمنزل ابراهيم الصاوي بعد رحيل عمران من غرفة أمه استغلت آسيا الفرصة وقررت الدخول لها والتحدث معها، ولكنه لن يكون حديث طبيعي أو لطيف بل سيكون حديث يليق بها وبالساحرة الشريرة الكامنة في ثناياها.
طرقت الباب ثلاث طرقات متتالية ثم فتحت ودخلت فوجدت إخلاص جالسة فوق فراشها وعينيها حمراء من فرط الغضب والدموع تملأهم، فأغلقت الباب بهدوء ووقفت وهي تنظر لها مبتسمة مما أثار جنون إخلاص وجعلها تثب واقفة وتندفع نحو آسيا وهي تصيح بها بحقد:
_أنتي فكرك أن إكده هتقدري تكرهي ولدي فيا
تمتمت آسيا بثبات انفعالي غريب وصوت أقرب لصوت فحيح الأفعى:
_لا أنا مش هدفي أنه يكره أمه.. بس صدقيني لو عاوزة هخليه يكرهك أنا ليا زمن عايشة إهنه معاكم من وقت ما اتچوزت عمران بس شكلك لغاية دلوك لساتك معرفتنيش زين ياحماتي، أو يمكن شبهتيني بحد واختلط عليكي الأمر ومعدتيش عارفة تفرقي بينا
 لوت إخلاص فمها بسخرية ثم هتفت بقرف وغضب:
_أنتي عقربة
ابتسمت آسيا وقالت بكل برود وعينان لامعة بوميض مخيف:
_لا أنا حاچة ابشع من إكده.. وقادرة اتحول في لحظة لشيطان لو حبيت.. العايبك الرخيصة أنتي واللي ممشياها وراكي دي متمشيش معايا
كانت إخلاص صامتة وهي تشتعل من الداخل وتود لو تقبض على رقبتها وتخنقها، أما آسيا فتابعت بلهجة تثير الرهبة في النفوس:
_أنا لو مكانك كنت دورت على راحة ولدي فين وعملتها.. عشان مخسرهوش، أنا چوزي ومات خلاص ومعدش ليا سند غير ولدي هو اللي يقف في ضهري ومعايا.. ده لو كنتي ذكية صُح هتفكري إكده لكن أنتي كرهك ليا وحقدك مسيرك وراه كيف الحمار اللي في الساقية ومعدتيش بتفكري بعقلك
طالعتها إخلاص بحدة وهتفت بلهجة محذرة:
_لمي لسانك ده بدل ما اقصهولك.. واتحدتي معايا بأدب 
لم تكترث لها آسيا وتابعت بنفس عباراتها السابقة لكنها هذه المرة كانت تحمل التهديد الصريح:
_أنا مش هسمحلك تخربي بيتي وتفرقي بيني أنا وچوزي وكمان تأذي ولدي، واعتبري دي إنذاري الأخير ليكي بعد إكده أنا مش مسئولة عن اللي هعمله، منى مش هتاچي إهنه واصل وهتبعديها عن عمران وإلا أنتي حرة ياحماتي 
أنهت عباراتها والقت عليها نظرات قوية كلها تحذير قابلتها بأخرى كلها برود واستهزاء من إخلاص التي فور رحيلها عن غرفتها وتركها بمفردها ابتسمت في غيظ وقالت بوعيد:
_معدش فاضل غيرك اللي يهددنني يابت جليلة، اصبري عليا واتفرچي هعمل إيه
                                     ***
داخل منزل خليل صفوان بتمام الساعة الثامنة مساءًا...
كانت فريال تنزل الدرج ببطء بينما كان اولادها الأثتين بانتظارها أمام الباب وهم يصيحون عليها:
_يلا ياما أبوي مستنينا برا 
أجابتهم فريال بصوت مرتفع:
_چاية اهو اطلعوا لأبوكم وأنا ههحصلكم 
فتحوا الباب وخرجوا لوالدهم الذي كان ينتظرهم بالسيارة، و استقلوا بالمقعد الخلفي للسيارة وهم ينتظرون جميعًا وصول فريال التي وصلت أخيرًا بعد دقيقتين واستقلت بالمقعد المجاور لجلال.
هتف عمار بحماس وفرحة شديدة:
_هيييه رايحين بيتنا الجديد
رد عليه معاذ برزانة وسخرية من سذاجة أخيه الصغير:
_انا رايحين نتفرج بس على البيت وبعدين هنرچع تاني مش هنقعد هناك
عبس وجه عمار الذي راح بسرعة يتحدث لوالده الذي انطلق بالسيارة وتحرك بها ليسأله بيأس:
_هو احنا امتى هنروح نعيش في بيتنا يابوي؟ 
ابتسم جلال لهم وقال بحنو:
_لما يجهز ويخلص هننقل هناك، قريب إن شاء الله 
استمر طريقهم الطويل بحديثهم المختلف والمرح الذي لا يخلو من الضحك بسبب مزحات عمار العفوية وردود معاذ عليه وكان جلال يكتفي بالضحك فقط عليهم دون أن يتحدث كثيرًا فكان تركيزه منصب أكثر على قيادة السيارة والطريق أمامه.
بعد دقائق طويلة وصلوا أخيرًا وتوقفت السيارة أمام بناية كبيرة مكونة من سبع طوابق، ونزلوا الأولاد أولًا من السيارة ليقفوا وهم يرفعوا رأسهم للأعلى يتفقدوا ارتفاع البناية الشاهق وضخامتها، حتى فريال بعد خروجها كانت تنظر بتعجب ودهشة فخرج صوت معاذ وهو يسأل والده:
_بيتنا في الدور الكام يابوي؟! 
اقترب جلال ووقف بالمنتصف بين أولاده ليمسح على شعرهم بلطف وهو يضحك مجيبًا:
_الرابع
تنهدت فريال تنهيدة حارة تنم عن تعبها من قبل أن تصعد للطابق الرابع، تقدم جلال أولًا ولحقوا به وما أسعدهم أنهم وجدوا مصعد بالبناية فاستقلوا به وكانت فريال أولهم بسبب حملها فهي لن تستطيع الصعود كل هذه السلالم.
لحظات طويلة نسبيًا حتى توقف المصعد بالطابق الثالث وانفتاح الباب ليخرجوا منه، تحرك جلال باتجاه باب منزله وأخرج المفاتيح ليضعها بالقفل ويفتح الباب ببطء وهو يردد البسملة، وردد ثانية عند أول خطوة يخطوها للداخل، اندفعوا الأولاد ركضًا للداخل وهم يتفحصوا المنزل، أما فريال فظلت واقفة بجوار زوجها وهي تبتسم بعينان لامعة من فرط سعادتها، أغلق جلال الباب وانحنى عليها يلثم وجنتها وهو يحاوطها بذراعه من كتفيها ويهمس لها بحنو:
_يلا ياحبيبتي تعالي اتفرچي على بيتك
التفتت له وطالعته بعين دامعة كلها عشق فوجدته ينحني عليها ثانية وهذه المرة كانت قبلته طويلة وحميمية مفعمة بالمشاعر، لم ينتشلهم من تلك اللحظة الدافئة سوى صوت أولادهم وهم ينادون عليهم، فرفعت فريال أناملها لعينانها وجففت عبراتها السعيدة ورسمت بسمة صادقة وجميلة على ثغرها وهي تسير بجوار جلال الذي كان يضمها من خصرها بذراعه أثناء سيرها معه للداخل، وصلوا لأحد الغرف الصغيرة نسبيًا فقال عمار بحماس:
_دي اوضتي
أما معاذ فقد خرج وجذب أبيه من يده للغرفة المجاورة التي كانت بنفس الحجم لكن لها إطلالة أفضل بالنسبة له وقال في سعادة:
_ودي بتاعتي يابوي
ضحك بخفة عليهم ومال على رأس ابنه يقبله بدفء وهم يهمس لهم:
_البيت كله بتاعكم ياولدي.. حاضر دي اوضتك والتانية أوضة أخوك
كان عمار يتعلق بأمه وهو يعانيها بفرحة طفولية صادقة وهي كانت تراقب سعادتهم وتسعد أكثر برؤيتهم هكذا، ثم بدأوا يتجولوا في أرجاء المنزل بأكمله من غرفة لغرفة، ومع كل خطوة كانت عيني فريال تدمع أكثر وهي تنتقل بنظرها بين المنزل وبين جلال، تطالعه بغرام وهيام ترسل له شكرها وامتنانها من خلال نظراتها.
                                      ***
بمنزل ابراهيم الصاوي تحديدًا بغرفة الجلوس الصغيرة العلوية بالطابق الثالث....
فتحت آسيا الباب ببطء والقت نظرة للداخل فرأته يجلس على الأريكة العالية وأمامه عدد كبير من الأوراق ومنشغل بالعمل حتى أن لم ينتبه على دخولها وصوت الباب.
مال ثغرها للجانب في حنان وتحركت نحوه بكل تريث حتى وقفت خلفه من الجانب ووضعت كفيها على كتفيه من كل جانب وانحنت على كتفه اليسار تقبله برقة هامسة له في دلال:
_مش محتاچ غزالك تروق عليك وسط الشغل يامعلم 
ظهرت بسمته الرجولية المميزة والتفت لها ثم أمسك بكفها الذي فوق كتفه وبحركة مباغتة منه كان يجذبها ويجلسها بحضنه فوق قدميه وهو يهمس لها غامزًا:
_محتاچ طبعًا بس على حسب الطريقة ياغزال 
قهقهت بغنج أنثوي وردت عليه في مكر وهي تعبث بأناملها في ياقة جلبابه الأبيض:
_بالطريقة اللي تحبها يامعلم
رفع حاجبه بنظرات لعوب وابتسامته تتسع أكثر ليجيبها في وقاحة:
_لا الطريقة اللي عاوزاها متنفعش إهنه، اخلص شغلي وننزل أوضتنا وأقولك تحت أنا عاوز إيه
صعدت الحمرة لوجنتيها وهي تلكمه برقة في صدره وسط ضحكها متمتمة له باستحياء:
_بلاش قلة أدب
قال مبتسمًا بسخرية ولؤم:
_بتاخدي بيدي للرذيلة وتقوليلي بلاش قلة أدب! 
ارتفعت ضحكتها وهتفت بجدية متصنعة محاولة التحكم بدلال وضحكها:
_لا أنت كمل شغلك وأنا هقعد چارك ساكتة ومؤدبة لغاية ما تخلص
غمز لها بجرأة أكثر وهمس بنظرات أذابتها:
_ومين قالك أني عاوزاك تقعدي مؤدبة! 
خجلت حقًا وكثيرًا هذه المرة، بعفوية رفعت يدها وكتمت على فمه بكفها وهي تضحك وتقول:
_بس عاد هو أنت ما بتصدق حد يفتح الكلام ده معاك 
ابعد كفها عن فمه بلطف وراح يلثم باطنه بعدة قبلات متتالية في حب ثم انتقل بشفتيها جبهتها وجنتيها يوزع قبلاته على وجهها ويهمس لها:
_ربنا ما يحرمني منك واصل ياغزالي
ردت عليه بنعومة ودلال أنثوي يسلب العقل:
_ولا يحرمني منك ياسيد الرچال وتاچ راسي
ذاب تمامًا بعد عبارتها ونبرتها ونظرتها فوجد نفسه يقترب منه يهم بعيش لحظاته الخاصة معها لكنها انتفضت بسرعة مفزوعة وهي تنهض من فوق قدميه وتقول بخجل:
_في حد طالع .. سامعة صوت رچلين 
حاول التركيز وسماع أي صوت وبعد ثواني بالفعل سمع صوت خطوات تقترب من الغرفة، وبعدها فورًا انفتح الباب وظهر بلال من خلفه الذي فور رؤيته لآسيا توقف مكانه وهو يبتسم باحراج بسيط خشية من أن يكون وصل بوقت غير مناسب، لكن عمران قال له بلطف:
_تعالى يا بلال أنا كنت مستنيك 
تنحنح بأدب وهو يدخل ويقول لآسيا:
_كيفك يا آسيا
آسيا بنبرة عذبة:
_بخير الحمدلله يابلال.. ادخل اتكلم مع أخوك وأنا هنزل تحت الأوضة
دخل بلال وهو يبتسم لها بود بينما هي فتحركت باتجاه باب الغرفة وقبل أن تغادر التفتت برأسها للخلف واستغلت فرصة أن بلال كان يوليها ظهره ولا يراها ونظرت لعمران وهي تبتسم بعنج وغمزت له، ليبستم هو برغبة وإعجاب لا إراديًا...
                                     ***
بصباح اليوم التالي استيقظت آسيا على صوت رنين هاتفها المرتفع وعندما نظرت بجوارها لم تجد عمران فعرفت أنه خرج مبكرًا للعمل اليوم.
مدت يدها والتقطت هاتفها لتجيب على المتصل بصوت ناعس:
_الو
وصلها صوت لم تكن تتوقعه أبدًا يهتف ببكاء شديد:
_آسيا أنا خلود
انتبهت جميع حواس آسيا وفر النعاس من عيناها فاعتدلت في نومتها بسرعة وهي تجيبها بتعجب:
_خلود!!.. مالك بتبكي إكده ليه! 
هتفت خلود ببكاء عنيف وصوت مرتجف من فرط انهيارها وهي تتوسلها في الهاتف بعجز حقيقي:
_ساعديني أبوس يدك يا آسيا مفيش حد هيقدر ينچدني غيرك
                                  ***
على الجهة الأخرى داخل معرض الأجهزة الخاص بعائلة خليل صفوان وتحديدًا بغرفة جلال، كان هو بطريقه لمكتبه بعدما انتهى من حديث خاص مع عميل مميز.
فتح باب غرفته ودخل لكنه تصلب بأرضه منصدمًا عندما رأى منيرة تجلس على الأريكة وتنتظره، هبت واقفة بعينان لامعة فور رؤيتها له أما هو فتقوست ملامحه وأظلمت عينيه بشكل مرعب وبسرعة دخل وأغلق الباب ثم اندفع نحوها وهو يجذبها من ذراعها صائحًا بها:
_بتعملي إيه إهنه
هتفت منيرة ببكاء ورجاء:
_سامحني ياجلال أنا غلطت بس والله لساتني بحبك ومش عاوزة اخسرك، أنا آسفة سامحني 
مسح على وجهه ولحيته وهو يستغفر ربه بنفاذ صبر ثم هتف بحدة وسخط:
_تطلعي من إهنه ومش عاوز اشوف خلقتك تاني يامنيرة فاهمة ولا لا
احتضنت يده بقوة ونظرت في عيناه بعمق تهمس له بضعف وحب:
_لسا العدة مخلصتش يعني أنا لسا يعتبر في حكم مرتك.. وواقفة على قرار وكلمة واحدة منك أنك تردني لعصمتك

بالخارج كانت فريال قد وصلت للمعرض وقبل دخولها استقبلها أحد العاملين وهو يرحب بها بأدب هاتفًا:
_أهلًا وسهلًا يا ست هانم 
ابتسمت له فريال بعذوبة وردت:
_أهلا ياسعيد.. چلال وين امال؟ 
أشار لها على غرفته الخاص هاتفًا:
_في مكتبه لسا يدوبك داخل
أماءت له برأسها في رقة وارسلت شكرها من خلال نظراتها قبل أن تتحرك وتقود خطواتها نحو غرفة زوجها، وقفت أمام الباب وامسكت بالمقبض لتديره للجانب وتفتح الباب ثم تدفعه للداخل بهدوء وهي تبتسم بحب، لكن سرعان ما اختفت بسمتها عندما سقط نظرها على منيرة وهي تقف أمام زوجها وتمسك بيديها في حميمية وتتطلع إليه بمشاعر مختلفة ما بين الحب والحزن والرجاء...

                       _  نهاية الجزء الأول _

لنا لقاء قريب أن شاء الله في الجزء الثاني 🔥😍😍
دمتم سالمين ياغاليين وينعاد عليكم وعلى الأمة الإسلامية جميعًا بالخير واليمن والبركات يارب 🌙♥️
منتظرة رأيكم وريڤيوهاتكم الطويلة هااا وأهم حاجة طويلة 😉😂♥️


لقراءة و متابعة روايات حصرية اضغط هنا

  •تابع الفصل التالي "رواية ميثاق الحرب و الغفران" اضغط على اسم الرواية

reaction:

تعليقات