رواية انت لي الفصل الحادي والثلاثون 31 - بقلم اسماعيل موسى
! 31!
كانت كل قلاع الشمال قد سقطت أمام جيوش القائد تيكن، ولم يتبقى له إلا قلعة اوتاخ، كان تيكن يضرب بقبضة من حديد حتى سبقته سمعته انه المارد الذي لا يرحم، تلك الشهره التي سمحت له بالاستيلاء على عدد من القلاع دون قتال، مستسلمه رافعه الرايه البيضاء سقطت القلاع رغم ذلك سمح تيكن لجنوده بأغتصاب نساء جن القلاع المستسلمه، وقتل كل قاطنيها وتعليق جثثهم على أسوار القلاع، كانت مذبحه هائله، تضخمت مقولة ان تيكن لا يمكن أن يهزم، وهربت فلول الجان تجاه قلعة اوتاخ اخر حصن منيع بالشمال، كان تيكن يرسل طبيعة جنوده، حراس اقوياء من الغيلان والفيله والدببه المتوحشه، تحرق القرى وتنشر الرعب.
كان تيكن يجهز خططه وكان عليه الانتظار حتى انقضاء الشتاء لصعوبة تقدمه خلال الثلوج، لم يكن في عجله من أمره وقام بفرض حصار على قلعة اوتاخ حتى يمنع عنها المؤنه والعتاد.
كانت كيرا اخر شخص رأي يوسف وعندما أخبرت هيترا بذلك لم تبدي هيترا سعادتها، كانت تعلم أن يوسف خلال رحلته سيفقد ذاكرته وربما يحب فتاه غيرها، هناك شيئ اخر كان يزعجها عدم امكانيتها التواصل معه داخل أسوار مدينة الاشيء، ان المعاهده التى ابرمت تحرم ذلك، كانت مجموعه من حكماء الجن قد وضوعو تعويذه لا يمكن كسرها لعدم إمكانية اي جني العبور لداخل أسوار تلك المدينه.
قالت كيرا لهيترا لماذا انت منزعجه اذا كنتي واثقه ان ذلك البشري قادر على انقاذنا؟
انا لم افقد ثقتي بيوسف ابدا، لكن أخشى أن يصل للحقيقه بعد أن يكون تيكن قد قام بتدميرنا.
كانت هيترا في الاونه الاخيره قد قامت بتمهيد نفق يسمح لنساء واطفال الجن الهرب اذا سقطت قلعة اوتاخ، كان ذلك اكثر همها، الأطفال والنساء، كما انها حاولت التواصل مع الانصاف، وكان عددهم كثير جدا لكنهم رفضو التعامل معها رغم كرههم لتيكن، قالو اذا لم يظهر صاحب التميمه والسيف فلا آمل لنا، لماذا نقتل أنفسنا فى سبيل قضيه خاسره.
ووضحت لهم هيترا ان صاحب التميمه سيظهر لكنهم قالو عندما يظهر كما تقول كتبهم سينضمون اليه.
لم يكن لديها اي طريقه لاقناعهم وكان عليها ان تلزم الصبر والدعاء لصاحب التميمه.
كان ادم وانتونيتا ينتظرون دورهم لدخول القلعه وكان معتاد ان يتم فتح أبواب القلعه صباح ذلك اليوم الذي وصلو خلاله للعاصمه، لكن ذلك تأخر، كان هناك شيء غريب يحدث داخل أسوار القلعه، شيء هام وخطير دفعهم لعدم السماح لأى شخص بدخول القلعه.
تجمعت الحشود أمام باب القلعه الكبير تنتظر بفروغ صبر ان يسمح لهم ببيع بضائعهم والعوده لقراهم مثل كل مره.
لم تفتح أبواب القلعه ذلك اليوم ولا اليوم التالى واضطر ادم وانتونيتا ان ينامو أمام باب القلعه مثل الكثير من شعب مدينة الا شيء.
كان الملل قد تسرب لرهط كبير من العامه وانصرف معظمهم، الا ان انتونيتا قالت انهم سيفتحو البوابه وطلبت من ادم ان يتحلى بالصبر.
كان ادم جالس متكيء على جذع شجره يهش الذباب ويقضم اظافره عندما اقترب موكب كبير وحاشيه انيقه كانت تتقدمهم فتاه تمتطي ظهر جواد اسود يحيط بها الحراس من كل ناحيه.
عندما اقترب الموكب من البوابه وفور رؤية الجواد لادم انتابته حاله من الهيجان ومرق بصاحبته بأقصى سرعه مبتعد عن الموكب تجاه ادم، حاول الحراس ان يلحقو به دون فائده وكان الجواد على وشك الاطاحه براكبته حتى وصل ادم الذي وقف أمامه، رفع الجواد قائمتيه الامامتين لم يتحرك ادم من مكانه وعندما لمس الجواد عاد اليه هدوئه.
الفتاه التي انبهرت بما شاهدته طلبت من ادم ان يرافقها لداخل أسوار القلعه وسمح له الحراس بالدخول اخيرآ، كانت الفتاه ابنة قاضي المدينه وعرضت عليه أن تستضيفه في قصرها لكن ادم اعتذر لها قال انه سيبيع بضاعته ويعود لمنزله.
تم لادم ما حضر من أجله وكان على وشك الخروج من باب القلعه الكبير لكنه تأخر عن الموعد بنصف ساعه فقد كان الوقت عصر انه وقت نزالات المدينه.
سأل ادم انتوليتا ماذا يعني ذلك؟
قالت انتوليتا انه احد قوانين مدينتنا، كل يوم بعد العصر تقام نزالات مميته، يحق خلالها لكل فرد ان يطلب اي شخص بينه وبينه نزاع للقتال في الساحه العامه، قالت إن الكبار لا يتقاتلون انهم يجعلون عبيدهم يقومون بتلك النزالات، اذا ارادو الانتقام من شخص لا يروق لهم كل ما عليهم أن يطلبوه للنزال ويوكلو شخص مدرب وقاتل لخوض النزال عوضا عنهم.
لكننا بعاد عن كل ذلك، سنقضي ليلتنا وبالصباح نرحل.
يمكننا مشاهدة تلك النزالات؟
من بعيد يا آدم، من بعيد.
بعد قليل اجتاحت الحشود ساحة المدينه وأخذت بطريقها ادم وانتونيتا وفرقتهم عن بعض.
جعل ادم يتابع النزالات والوحشيه التى تقام بها، دماء منثوره، أعضاء مقطعه، نواح وضحكات، خليط فوضاوي لانعدام الإنسانيه حتى وقعت عينه على ابنة قاضي المدينه التى سمحت له بدخول المدينه.
كانت هناك جالسه بين وصيفاتها لكن ليس لوحدها، على مقربه منها كانت تجلس عدة فتيات لديهن وصيفات أيضآ، لكن من بينهم كانت واحده يبدو أنها مهتمه بالنزال القائم، حيث كانت تصفق بيدها وتضحك، كان الشخص الذي يخوض النزال يتلقى التعليمات بأشاره من يدها.
اقترب ادم من ساحة القتال، كان هناك شاب نحيف يترنح بضربات رجل متوحش اسمر البشره، كان بطول متران قوي البنيه وملامحه قاسيه وبغيضه.
حمل ذلك الرجل الشاب النحيف فوق يديه وتركه يسقط على الأرض من عل، صرخ الشاب من قوة السقطه ونظر ذلك للرجل تجاه تلك الفتاه التي اشارت اليه ان يجره من شعره ويمسح به ارض ساحة النزال، فعل الرجل ما طلب منه، قبل أن يضع قدمه فوق رأسه ويصرخ كيف نتجراء بالنظر لأسيادك؟ لم يستطع الشاب الحركه، ستموت الان تحت نظر والدتك الحقيره التى لم تعلمك الأدب واشار بيده لسيده تقف وحيده صحبة فتاه غارقه بدموعها، حول ادم نظره تجاه تلك المرأه وابنتها والتقت عينيه بها، كانت نظره مطوله ترجته خلالها دون عن كل الناس ان ينقذ أخاها، كانت الفتاه قد أشارت لمقاتلها ان ينجز على ذلك الشاب، رفع الرجل الشاب مره أخرى بسهوله واستعد ان ينفذ حركة كسر الظهر بإسقاطه علي كلتا ركبتيه.
شيء ما حرك ادم لداخل ساحة القتال حين سمع صوت انتوليتا أدام، ادم، التفت ادم للخلف سعيد برؤية انتوليتا لكن قبل أن يتراجع خطوه للخلف، حكم الساحه منعه من ذلك، طالما ان قدمك وطأت ارض ساحة النزال فأنت الخصم الان.
ترك الرجل الشاب النحيف المحطم ووجه نظره تجاه ادم.
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية انت لي" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق