رواية انت لي الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم اسماعيل موسى
٢٤
مقابر قديمه؟ بوابة ولوج؟ انتى بتفكري في ايه بالضبط؟
الزفاف سيكون بعالمنا يا يوسف!!
هيترا ان لن اتزحزح من مكانى، لن اذهب للعالم الأخر، الزفاف سيتم هنا.
غير ممكن يا يوسف صدقني، المراسم يجب أن تتم بعالمي.
قلت الزفاف سيكون هنا بمنزلي!
وعندما يحضر اهل القريه ماذا باعتقادك سوف يحدث عندما يشاهدون الكيانات الغريبه؟
لماذا يحضرون اصلا، المهم انا وانت!
وهل تقبل على اختك مثلا ان تتزوج سرآ يا بطلي؟
دون أن يحضر والدها حفل زفافها ولا والدتها؟
قاعده رقم ٣٠
تتودد المرأه عندما ترغب بشيء ولا يمكن لقوه ان تردعها او تردها أمام الغايه التى تبغى تحقيقها.
حسنا فلتمر السياره لتقلني بعد منتصف الليل!
صمتت هيترا، تنهيده طويله، نظره استعطاف، هناك امر اخر يا يوسف.
أنت لا يمكنك الحضور ببساطه من خلال البوابه، لديك رحلتك الخاصه، أختبار العرس!
اختبار؟
حتي تثبت انك تستحق الزواج بى!
انا لا أفهم، لدى رغبه بالزواج منك ولديك نفس الرغبه ما حاجتنا لاختبار؟
لست أنا يا يوسف، انها تقاليدنا، مراسم الزفاف.
اعترضت واعترضت، لست من الرجال الذين يسمحون لأمرأه أن تقودهم
صبيحة اليوم التالى كنت استقل القطار تجاه محافظة الاقصر كما طلبت مني هيترا، كان يجلس بجوارى رجلين بشوارب طويله يترتدون جلابيب بلديه من الصوف، ما ان انطلق القطار وترك صخب العاصمه حتى أسلمت نفسي لتأملاتي ولم يوقظني الا لكزه من الشخص الذي بجواري، كان يحمل بيضه بيده وقال تفضل يا استاذ، شكرته بلطف رغم الحاحه.
تابعتهم يطقشون البيض ويلتهمونه وسحبت لفافة تبغ ادخنها،، كان ذلك قبل أن يمنع التدخين بعربات القطار.
احتاج القطار اكثر من ١٢ ساعه ليطلق بوقه ويتوقف بمحطة الأقصر.
خرجت من محطة القطار ومشيت تجاه ميدان صلاح الدين ثم انعرجت خلال شارع ضيق تجاه الكورنيش حيث طل على معبد الاقصر غارقآ في الظلمه رغم الاضواء التى علقت بالأعمده.
كان الكورنيش مكتظ بالبواخر النيليه ذات الأسماء الفرنجيه المتوهجه بالألوان المختلفه، عبرت كل تلك البواخر حتى وصلت الصنادل الشراعيه والتي تقوم بنقل السياح للجهه الأخرى، سألت أكثر من معلم صندل عن المكان الذي اقصده لكن ولا فرد منهم عرف ما أتحدث عنه.
هلكت من البحث حتى أخبرني احد المعلمين ان اقصد المعلم فتحي انه الأكبر سنآ والوحيد القادر على مساعدتى.
مشيت بمحازاة الكورنيش حتى أنتهي، قطعت درب ترابي تحده الحقول مسافه ليست قليله حتى ظهرت نار تخرج من وابور جاز
بمنتصف صندل قديم.
قلت معلم فتحي؟؟
قال تفضل يا ولدي، كان صوته هش وضعيف سمعته بالكاد، قفزت فوق مقدمة الصندل قبل أن اجلس على الداغوص.
معلم فتحي؟
أنا المعلم فتحي :
قلت له بحثت عنك بكل مكان انا!!
اوقفني بأشاره من يده، نشرب الشاي اولآ ثم نتحدث!!
لكن المكان الذي اقصده يجب أن اكون هناك قبل منتصف الليل!!
قال، اعلم! كنت انتظرك منذ مده طويله بعد ظهرت العلامه،
اي علامه؟
قلت لك نشرب الشاي يا ولدي
كانت الكنكه تقرقر على وابور بكباس وما حول الصندل غارق في الظلام والصمت.
ارهفت سمعي للاصوات الخافته التى تبدر الي، الشلبه التى تجمعت قرب دوامات النهر تضرب ازيالها محدثه صوت فرقعه.
صب لي الشاى في كوبيه من الزجاج وكان له مذاق رائع، صب لنفسه واحده ولاحظت على ضوء الوابور السنين التى لفحت وجهه.
قلت له أرغب بالوصول لأري حور،،
هل تعلم ما ينتظرك هناك؟
قلت لا لا أعلم.
أرى حور الفرعون المجهول، اتعلم انهم يعتقدون خطاء انه تم دفنه
بأم القعاب؟
قلت له والله لا أعلم شيء، كل ما اعرفه ان هناك قلاده يجب أن أجدها هناك قبل أن أعود.
رفع المعلم فتحي شراع الصندل دون أن يوجه الي مزيد من الأسأله وجلس على بطنسة الصندل يحرك الدفه.
تحرك الصندل الي عمق النهر بين الظلام الحالك وراح المعلم فتحى يغنى بصوت مسموع
امانه يا وز العراق توطى أكلمك
ترعي مراعى النيل تسعين ليلة
وتعود لبلادك في هنا وسرور
امانه يا وز اذا رحت العراق ودخلت السور
سلم على امي العزيزه وقلها
جملك برك ولعدش قادر يقوم
وسلم على الاب ضرغام وبلغه
ياما نصحتني وقلتلي حاذر تريه الحذر لم يمنع المقدور
وسلم على اختي الحبيبه وقلها اخوكي مات وردمو عليه الطين.
الحب دومآ يقتلنا يا ولدي كما قتل الخفاجي عامر، ترك اهله وسلطانه ونسله ثم من أجل ماذا؟
فتاه لم يلمسها حتى.
يا عم فتحي الخفاجي عامر كان يرد دين بسفره مع الهلايل ليس من العدل ان نحمل الحب الذنب.
اتنكر؟ انه احبها وتمني ان يموت بقربها؟
قلت له لا انكر
وانت؟ هل مستعد للموت من أجل الحب!؟
أنا لا أفكر بالموت الان ياعم فتحي، انها مجرد قلاده مهمله، اعثر عليها وأعود.
مستعد للموت من أجل الحب يا يوسف؟
بصراحه لم افكر بذلك من قبل.
يحق لك ان تفكر يا ولدي، يحق لك.
كان المركب قد اقترب من جزيره صخريه معتمه
•تابع الفصل التالي "رواية انت لي" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق