Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ضراوة ذئب" زين الحريري الفصل العشرون 20 - بقلم سارة الحلفاوي

 رواية ضراوة ذئب" زين الحريري الفصل العشرون 20 - بقلم سارة الحلفاوي 

الفصل العشرون

دفع باب الڤيلا اللي كلن مفتوح شوية برجلُه و دخل و قلبُه بيتعصر من ساعة ما سمع مُكالمة رحاب، وقف مُتسمرًا لما شافها واقعة على الأرض تحت السلم و لبسها من تحت كلُه دم، القطة جنب راسها و كإنها حاسة إنها مش بخير، صوت رحاب المفزوع بتقول بألم حقيقي عليها بيرُد في أذنيه:

- وقعت من على السلم يا زين بيه!!! وقعت يا حبيبتي و خوفت أحرّكها من مكانها!!

 حَس بـ نبضات قلبُه بـتتباطء، مِشي ناحيتها و نزل مميّل عليها، شالها و هو شايف وشها شاحب زي الأمـ.ـوات، نُقط الد.م اللي على الأرض وجعوا قلبُه، ضمها لصدرُه و صرّخ في رحاب:

- إطلعي يا رحاب .. إطلعي هاتيلها إسدال بسُرعة!!!


نفِّذت رحاب على الفور، و ساعدته في تلبيسها الإسدال على لبسها، و لفِتلها طرحتها بعشوائية مشي بيها مش قادر يبُص في وشها اللي كان شبه وشوش الأمـ.ـوات، حطها ورا و نده على واحد من حُراسه بصوت مُتقطع:

- تعالى .. تعالى سوق، مش قادر أسوق أنا!!!

ركب جنبها حط راسها على رجلُه إيديه بتترعش و هي بتمشي على وشها، غمّض عينيه و رجّع راسُه لـ ورا حاسس بـ شعور ميتوصفش، لما وصلوا المستشفى .. شالها و دخل بيها و هدر في وسط الممر بصوت جهوري:

- تـــرولــــلــي بــســـرعـــة!!!!


طقم أطباء و ممرضات إتحركوا نِحيتُه بسرير صُغير، حطها عليه و مشي وراهم، لحد ما دخلوا العِناية و إستئذنُه أحد الأطباء و قفلوا الباب في وشُه، قعد على أقرب كُرسي حاطت وشُه بين إيديه، صوتُه الخفيض خرَج بهمس:

- يارب .. يارب متاخُدهاش مني!


إستغفر و مسح على وشُه مرجّع راسُه لـ ورا، فضل على الوضع ده لحد ما دكتور خرَج، اول ما خرَج إتنفض من على الكُرسي بيبصلُه مستني منُه أي كلمة، إلا إنه متكلمش، فـ صرّخ زين فيه بقسوة:

- مـا تــنــطــق!!!


هتف الطبيب بأسف بيبُص في الأرض:

- واضح إن المدام كانت حامل .. بس للأسف الجنين نزِل، البقاء لله، إحنا نضّفنا الرحِم و بإذن الله شوية و هتفوق!!!


و مشي و سابُه، غمّض زين عينيه و قلبُه بيتمزّق على القطعة الصغيرة اللي كانت في بطنها و اللي مكملتش شهر!! إتعلّق بيها جدًا و متخيلش إنه هيفقدها بالسُرعة دي، أخد أنفاس عميقة و لَف ساند بكفيه على الحيطة مغمض عينيه، ضرب الحيطة بكفُه بعُنف شديد، خرجت من الأوضة منقولة على التروللي قرّب منها و وقف السرير الصغير بإيديه، مسح على مُقدمة جبينها و حَط إيدُه تحت ضهرها و التانية تحت ركبتيها و شالها، شاور للمرضة بعينيه و قال بصوتُه البارد:

- إمشي قُدامي وريني الأوضة!!


مشيت المُمرضة بالفعل نِحية الغرفة الفاضية، دخل الأوضة و حطها على السرير برفق، جاب كُرسي و قعد قُدامها و قال للمرضة و هو مديلها ضهرُه:

- إطلعي برا و إقفلي الباب!


خرجت المُمرضة من غير مُناقشة و قفلت الباب وراها، بَص زين لـ يُسر و رجّع ضهرُه لـ ورا، فرك عينيه بـ سبابتيه و إبهميه ساند خلف عنقه على المقعد، فِضل على الحال ده لحد مـ سمع همهمات صوتها:

- آه .. بطني .. زين!!


فتّح عينيه و مال نِحيتها، مسح على الغطا الطبي اللي لابساه على شعرها و قال بهدوء ظاهري:

- أنا هنا يا يُسر!!


حط إيدُه على بطنها وقال برفق:

- بطنك وجعاكِ؟


همست بـ تعب:

- شوية!!


حطت كفها على كفُه اللي على بطنها، و إبتسمت بتعب و همهمت:

- مش المهم أنا .. المهم إنُه كويس!!!


غمّض عينيه و هو مش عارف يقولَّها إزاي، قام قعد جنبها و نزل بـ وشُه طابعًا قُبلة على بطنها، فضل ساند جبينه على معدتها فـ مسحت على خُصلاتُه بحنان، رفع وشُه ليها بعد لحظات و قال بصوتُه الهادي:

- يُسر .. إنتِ عارفة إن العُمر قُدامنا صح؟ و لسه هنجيب عيال كتير و آآ!!!


بترت عبارتُه بإستغراب هامسة:

- قصدك إيه يا زين؟


بص لبطنها و رجع بصِلها و قال و هو بيمسِد على خدها اليمين:

- قصدي إني عايزك تقومي بالسلامة بسُرعة .. عشان نجيب عيل و إتنين و تلاتة!!


نفت براسها و عينيها إتملت بالدموع فـ أسرع بيمسك دقنها بيقول بحدة:

- متعيطيش! مش عايز أشوف دموعك! اللي حصل حصل خلاص و مش هنعرف نغيّر حاجة!!!


إرتجفت الحروف على طرف لسانها و هي بتقول بألم:

- يعني .. يعني هو مات صح؟ 


كان جوابُه تنهيدة و صمت تام، حطت إيديها على بطنها و أنفاسها بتتسارع بتقاوم نوبة بُكاء حارق، إلا إنها مقدرتش، و أجهشت في بُكاء حزين، جذبها برفق من دراعها عشان تقوم، و حاوط وشها بيمسح دموعها و بيقول:

- ششش مش قولتلك مش عايز أشوف دموعك؟ عايزك تهدي و تعرفي إن ده خير لينا أكيد!!


نفت براسها و قالت بـ إرتعاش وسط عياطها:

- أنا السبب .. أنا اللي معرفتش أحافظ عليه!!


و إسترسلت بألم:

- لو كنت سمعت كلامك طول الأسبوعين دول و إنت بتقولي متقوميش من على السرير مكنش ده حصل، أنا .. أنا السبب أنا اللي نزلت من على السلم و مخدتش بالي!!


و بدأت تضرب معدتها بكفيها بعُنف هيستيري بتتكلم بـ إنهيار تام:

- أنا السبب يا زين و الله أنا السبب!!


قبض على إيديها بحدة ماسكهُم بعُنف بيهدُر فيها:

- يُـــســـر!!!


نزِّلت راسها بتعيط بحُرقة بـ نحيب عالي، مسك مؤخرة عنقها وضمها لصدرُه مُقبلًا كفها برفق بيمسح عليه بإبهامُه، مسكت في قميصُه ساندة راسها على صدرُه بتبكي بألم لدرجة إن دموعها سابت آثار على قميصُه!!!


• • • • • •


قاعد قُدامها على السرير في جناحهُم بيتأمل ملامحها المُنكمشة و هي نايمة، رن تليفونه فـ قفل صوتُه من الجنب و رد، بيقول بجدية:

- فريدة، أجلي أي حاجة أسبوع!!


وقفل معاها، قرّب منها و طبع قُبلة على جبينها و قام، نزل من على السلم، وقف شارد للحظات على آخر درجاتُه، أخد أنفاس عميقة و زفرها .. إتحرك نِحية المطبخ اللي كان فاضي تمامًا بعد م إدى لـ كُل الخدم أجازة، إبتدى يحضّر غدا بمهارة، و لما خلّص طلع بيه لجناحهم، فتح الباب فـ لقاها صحيت قاعدة و هي ضامة ركبتيها لصدرها بتبُص بشرود قُدامها، حط الصينية على الكومود جنبها، و قعد قُدامها بيرفع أناملُه لوجنتها، فاقت على لمستُه و بصتلُه بعيون كلها ألم، مال مُقبلًا شفتيها المتفرقتان قُبلة خفيفة، غمّضت عينيها و غصب عنها نزلت دمعة من عيونها فـ همس قُدام شفايفها ساند جبينه على جبينها:

- ششش!!!


أطبقت بشفتيها للداخل بتكتم عياطها جواها، فـ بِعد عنها بيدخّل أناملُه بين خصلاتها من قُدام بيرجعهُم لـ ورا، و مسك الصينية حطها على رجلُه، لما شافت الأكل غمغمت بنفور حزين:

- لاء لاء .. مش جعانة مش عايزة أكُل!


هتف بحدة:

- مافيش الكلام دة! مكالتيش حاجة من ساعة ما رجعنا!!!


- مش جعانة يا زين!

قالت بصوت حزين بتفرك أناملها، فـ همس بنفس النبرة الحادة:

- مش لازم تبقي جعانة!!


و إسترسل بضيق:

- إفتحي بؤك يلا!


فتحت فمها غصبًا، شعرت بمرارة جوفها الذي إزداد من الطعام، أكلت القليل لتُردف برجاء:

- كفاية! أنا .. أنا مش حاسة بطعم الأكل أصلًا!


قطّع الفراخ بإيديه، و أكِلها و هو بيقول بصوت بارد:

- مش لازم تحسي!!


- يا زين!!

قالت بيأس و هي بتمضُغ قطعة من الفراخ، غمغم بهدوء:

- متحاوليش ..الطبق كلُه هيخلص!


بالعافية أكلت، لحد ما خلّصت الطبق فعلًا فـ حطُه على جنبها و مسحلها فمها بالمنديل، إتنهد و حاوط وجنتيها و جزء من أذنيها و خصلاتها بيقول بحنان:

- عايزك تبقي أقوى، دة إبتلاء و لازم نرضى بيه إحنا الإتنين!


قرّب منها مُقبلًا الشامة المجاورة لـ شفتيها، و نظر لعيناها قائلًا بحنو:

- الحمدلله إنك كويسة و إن مافيش حاجه حصلتلك، أي حاجة تانية تتعوض!


و قال بهدوء:

- يلا عشان هنروح مكان تهدي فيه أعصابك شوية!


- فين!

قالت و هي بتبصلُه بـ بعض من الإهتمام، فـ نظر لشفتيها و لعيناها و سألها بهدوء:

- عايزة تروحي فين؟


- مش عارفة!

همست بحيرة بتبُص لأناملها، فـ قال مُبتسم:

- طيب قومي إلبسي و جهزي شنطتين كدا ليا و ليكِ ..


همست بحُزن:

- زين بس أنا مش عايزة أروح في حتة!


هتف زين بـ ضيق زائف و هو بيرفع دقنها ليه:

- بقولك إيه .. أنا واخد أجازة أسبوع من الشغل و مش عايز أقّضيهم في البيت، يلا قومي!!


- طيب مش هتقولي هنروح فين؟

- خليها مُفاجأة!


• • • • • •


وقفت قُدام المطار الكبير بشكل مهول، الهوا بيضرب وجنتيها و عينيها بتلمع بـ براءة، لفِت وشها ليه و هو واقف جنب العربية لابس نضارتُه الشمس، قالت بـ إبتسامة هادية:

- إنت عارف إن دي أول مرة أسافر فيها!


- و مش آخر مرة .. يلا!

قال و هو بيمسك إيديها مُتجهين للداخل، سلِّم كُل الأوراق و فتح تليفونه و عمل مكالمة، حطُه على ودنُه و قال و هو بيبُص لـ يُسر المُبتسنة:

- عابد .. تعالى خُد عربيتي من مطار القاهرة و رجّعها الڤيلا!


و قفل معاه، أخدها و وقفوا قُدام الطيارة فـ بللت يُسر رمقها بتوتر و بصتلُه و هي بتقول:

- زين .. أنا خايفة!!


- متخافيش!

قال و هو بيشدد على إيديها و طلعوا سلم الطيارة العالي، يُسر قالت برُعب:

- ما تيجي نرجع الڤيلا!! 


ضحك زين و هو بيقول ساخرًا:

- قوليلي على حاجة واحدة مبتخافيش منها!


قطبت حاجبيها و همست غاضبة:

- إنت بتتريق عليا!!


- لاء العفو!

قال و هو داخل الطيارة و هي في إيدُه، بصِت للناس بخوف و هو إتكلم مع مُضيفة الطيران اللي رحّبت بيه ترحيب حار خلّى يُسر تنسى خوفها و تبصلها بضيق، أرشدتهم المُضيفة لـ مقاعدهم، قعدت يُسر جوار النافذة و زين قعد برّا، المضيفة قالت بإبتشامة ترحيبية و أعين ملئتها الإعجاب:

- والله يا زين بيه الطيارة نوّرت، و إحنا لينا الشرف إن حضرتك تبقى هنا و مش في طيارتك الخاصة!


جاملها زين بإبتسامة خفيفة و قال:

- مُتشكر!!


- لو في أي حاجة ناقصة حضرتك شاورلي بس، عن إذنكم!!

و مشيت، تابعتها يُسر بنظراتها و قالت بنفور:

- والله إنتِ اللي ناقصة!


مقدرش زين يمسك ضحكتُه و هو بيبُصلها بدهشة:

- ده إنتِ بتغيري بقى!!


بصتلُه بغضب طفولي و همست مقربة وشها من وشُه و بتمتم بحدة:

- إنت كنت بتضحكلها ليه! و بعدين شايف طريقتها؟، كان ناقص تُقعد على حجرك يا زين!!!


- معذورة بردو!

قالها بغرور زائف و هو بيبُص قُدامُه، إستفزّها أكتر فـ ضربت يد مقعدها بغيظ شديد بتشيل إيديها من إيديه و بتبُص للنافذة حاطة أناملها على شفتيها بتحاول تكتم غضبها، بصلها مُبتسم و سِكت، صدح صوت ينوِّه بـ ضرورة ربط الأحزمة، لفِلها و مسك خصرها فـ بصتلُه بضيق، جاب الحزام على خصرها و شدُه عليها و عينيه الماكرة في عينيها الغاضبة، و مال عليها مُقبلًا صدغها الأيمن، إتوترت و بصِت حواليها لقِت المُضيفة في وشها بصّالهم بـ ضيق بتحاول متظهروش على وشها، حاوطت عنقُه فجأة و همست بـ إبتسامة لطيفة:

- كمان واحدة!


إبتسم بـ حُب و طبع قُبلة فوق دقنها، إبتسمتلُه و بصِت لـ المُضيفة بـ مكر، حاوطت وشه زين اللي كان عارف كويس هي بتحاول تعمل إيه، و قبِلت خدُه برفق و شالت إيديها فـ بِعد عنها هامسًا بصوت لم تسمعُه:

- و بعدين في كيد النسوان ده!


شددت يُسر على دراعُه فجأة لما حسِت بـ صعود الطيارة، لدرجة إنها غرزت ضوافرها في دراعُه مغمّضة عينيها، بصِلها زين و قال برفق:

- يُسر .. متخافيش!!


كان واضح إنها مسمعتوش أصلًا، بتاخد نفَسها بصعوبة فـ حاوط إيديها بـ قلق و قال:

- حبيبي .. يُسر بُصيلي!


فتّحت عينيها و بصتلُه بأنفاس مُبعثرة، فـ حاوط وجنتها و جُزء من حجابها و قال و هو بيحاول يهديها:

- خدي نفسك بالراحة، إتنفسي معايا!


و إبتدى ياخد شهيق و زفير بالراحة، حاولت تقلِدُه لحد ما هديت، حطت إيديها على قلبها و قالت بـ أنفاس مُتقطعة:

- أنا .. مش عارفة .. عندي فوبيا من إيه .. ولا إيه!!!


إبتسم و قال و هو بيحضُن كفها ساند ضهرُه على الكُرسي:

- قولنا كدا!!!


إبتسمت و سندت راسها على ضهر الكُرسي بتعب، لحد ما نامت، حاوط جنب وشها البعيد عنُه بكفُه وقرّبُه من كتفه عشان تنام عليه، المُضيفة قرّبت منُه بخطوات بطيئة و قالت بلُطف:

- تحب أجيب لحضرتك حاجة تشربها؟


- لاء .. لو عوزت هقولك!

قال و هو بيرفع وشُه من تليفونُه اللي ماسكُه، بصِت لملامحُه الخالية من التعبير و لكن كانت مُحتفظة بوسامتها و قالت بنبرة رقيقة:

- ماشي يا فندم!


و مشيت بعيد عنُه بتحسد اللي نايمة على كتفُه و بتسأل نفسها إزاي قدرت توصلُه!!


• • • • •


هبطت الطائرة في باريس مدينة الحُب عاصمة فرنسا، فتح زين عينيه و حاوط كتف يُسر مُقبلًا جانب رأسها و هو بيقول:

- يُسر .. يلا إصحي يا حبيبتي وصلنا!!


فتحت يُسر عينيها و بصِتلُه للحظات و همست بصوت ناعس:

- وصلنا خلاص؟


- ممم ..

غمغم و هو بيفُكلها الحزام، قامت و قفت و هو قام مسك إيديها و نزلوا من الطيارة، بصِت يُسر حواليها و مسكت دراعُه و همست بـ نبرة مُضحكة:

- إحنا فين بقى!!


- في باريس!

قالها مُبتسمًا على صوتها و عينيها اللي بتبُص على اللي حواليها بتركيز، إبتسمت و قالت بفرحة:

- باريس!! الله!!


خلّصوا إجراءات الورق و ركبوا تاكسي يوصّلهم للفندُق اللي حجز فيه، كان فُندق باهظ بيطُل على برج إيفل، يُسر لما شافت البُرج قالت بـ خضّة:

- يا نهار ! شكلُه تحفة جدًا!!


طلعوا الفندق يرتاحوا، دخلت يُسر و رمت نفسها على السرير بتعب و غمغمت بإرهاق:

- إطفي النور بقى!!


قرّب منها و ميّل عليها ساند إيديه جنب وشها بيقول بخُبث:

- لاء فوقي معايا كدا! أنا عايز أعوّض العيل اللي راح ده!!

إترسم الحُزن جوا عينيها و همست بـ شرود و هي بتبصلُه:

- كان نفسي فيه .. أوي!


تغلغلت أناملُه لـ حجابها و فكُه و مسح على شعرها مُقبلًا جبينها بحُب و هو بيقول:

- أنا بحبك يا يُسر!


إبتسامة حزينة إترسمت على شفتيها وهمست بألم:

- وأنا بحبك أوي أوي!


لتسترسل بصوت حزين:

- مش زعلان مني يعني عشان اللي حصل؟


نزل بـ شفايفُه لـ خلف أذنها و طبع قُبلة وقال في محاولة جاهدة منُه ينسيها الأفكار اللي في دماغها:

- وحشتيني .. جدًا!!


إزدردت ريقها و هي بتهمس:

- زين أنا آآ!!


بتر عبارتها و هو بيحرر أزرار فُستانها الطويل هامسًا بـ صوت حمل رغبة عارمة:

- ششش .. أنا محتاجلك يا يُسر!


• • • • •


صحيت من النوم بتضُم الغطا لصدرها فاردة دراعها العاري جنبها، إستغربت لما لقِت السرير جنبها فاضي، قطّبت حاجبيها و فتحت عينيها لقِت الأوضة كلها فاضية، بصِت للحمام ملقتش صوت طالع منُه، حتى لبسُه اللي كان واقع على الأرض مش موجود، طلعت من الأوضة للجناح بتندَه عليه بـ لهفة:

- زين .. زيــن!!


الجناح كلُه فاضي تمامًا، جريت على الأوضة خدت تليفونها و رنت عليه مرَدش، رمت التليفون على السرير بغضب إلا إنها لمحت على كُرسي كان جنب الباب cover لفُستان مش ظاهر، و جنبها شنطة (كيس) بيضا مخملية جواها حاجات بارزة منها، إستغربت ومسكت في الغطا أكتر و قرّبت من الفُستان فتحت الـ cover اللي عليه، شهقت لما لقتُه فستان أبيض منفوش كإنه فستان فرح، بصِت للكارت اللي عليه و مسكتُه و قرأت بـ إبتسامة:

- صباح الخير يا روح قلبي، خُدي شاور و إلبسي الفُستان دة، و طرحتُه في الكيس هبعتلك بنت مصرية تساعدك تلبسيها،  و الشوز بتاعتُه في الكيس مع الطرحة، حقك عليا إني معملتلكيش فرح، بس هعوضك! في سواق هيجيلك بعد شاعة تركبي معاه، هديكي ساعة واحدة تكوني جاهزة فيهم عشان بتوحشيني! 


إتنططت بفرحة و دخلت تجري على الحمام، و بعد مرور ساعة كاملة من التجهيزات قاعدة قُدام المرايا و واقفة وراها بنت مصرية بتظبطلها الطرحة اللي لفتها بشكل أنيق مبينتش رقبتها ولا خُصلة واحدة من شعرها بأوامر من زين، و بنت تانية بتعملها الميكب اللي برز ملامحها أكتر، لحد ما مشيوا و وقفت قُدام المرايا بتبُص لكُل تفصيلة في ملامحها و في فُستانها، سمعت رنة تليفونها فـ خدتُه و ردت بإيد بتترعش، شمعت صوته المُحبب لقلبها بيقول:

- جهزتي؟


ردت بصوت بيترعش من الفرحة:

- جـ .. جهزت!!


- زي القمر!

قالها بحنان فـ همست بعشق:

- عرفت إزاي؟


- مُتأكد يا حبيبتي!

قال بهدوء، و إسترسل:

- يلا .. العربية واقفة تحت، عشر دقايق و هتبقي عندي هنا .. في حُضني!!


أخدت نفس عميق و قالت بإبتسامة:

- نازلة يا حبيبي!!


وقفلت معاه، خرجت من جناح الفُندق و لقِت عربية بيضا طويلة، و السواق واقف مستنيها، ركبت ورا و هي مش قادرة تتحكم في نبضات قلبها، الطريق فعلًا أخد عشر دقايق، إستغربت لما لقِت السواق موقّفها في مكان غريب شبَه الكوخ بس على أكبر و أنضف، خترج منُه ضوء أصفر، الطريق اللي بيؤدي إليه كلُه مفروش بالورد الأحمر، و لإنهم كانوا بالليل فـ كان في أنوار فوقيه باللون الأصفر، خرجت من العربية بصدمة و أول ما خرجت السواق مشي و إختفى تمامًا، يُسر وقفت للحظات بتبُص للورد اللي تحت رجليها، بصِت لـ باب الكوخ البعيد عنها بـ بعض المترات، لقتُه بيتفتح و بيظهر منُه زين اللي وقف على إطارُه لابس بدلة سودا إترسمت على جسمُه بإحترافية، و في إيدُه سيجارة بيدخّنها و هو مُبتسم ليها، أول ما شافها رمى السيجارة و قرّب منها فاتحلها دراعُه واخد خطوات نِحيتها بيقول بحُب:

- تعالي!!!


إبتسمت مِلء شفتيها و جريت عليه محاوطة خصره ساندة راسها بتحضنُه بكُل قوتها، مسح على حجابها و قال بنبرة عاشق مفتون:

- عُمري ما شوفت و لا هشوف في جمال ملامحك و لا في براءتك و لا في جمال قلبك!!


بِعد عنها و رفع وشها ليه و قال و هو بيتأمل ملامحها بعشق:

- أنا عايز الوقت يُقف هنا و أفضل باصصلك بس!!


إبتسمت و هي بتبُصله و بتهمس بفرحة حقيقية:

- المكان تُحفة يا زين! أنا مبسوطة بشكل إنت مش هتتخيلُه!


رفع كفها الرقيق لـ شفتيها و قبّلها بحنان و قال:

- و دي أهم حاجة عندي!


ميّل عليها و شالها فـ إتعلّقت بـ رقبتُه، و أراحت راسها على كتفها، دخل الكوخ و قفل الباب برجلُه، بصِت للمكان الفخم رغم إنه مكانش واسع إلا إنه راقي و نضيف جدًا، نزّلها و وقفها قُصادُه فـ رفعت ذراعيها تُعانق رقبته يادوبك واقفة على أطراف أصابعها، حملها مُستمتعًا بـ حُضنها، و جسدها المُلتصق بجسدُه ليحاوط خصرها دافنًا وجهه في حجابها الخافي رقبتها، لتهمس بعشق:

- بحبك .. أوي!!


و إسترسلت:

- و مهما حصل حُبي ليك مش هيقِل أبدًا!!!


أبعدها عنُه منزلها على الأرض، حاوط وجنتيها ومال مُقبلًا جفنها الأيمن بحنو، لينزع عنها حجابها بهدوء فـ غمغمت بقلق:

- لحسن حد يشوفني يا زين!!


- أشيل عين أي حد تُقع عليكِ! محدش يعرف يوصلنا هنا!! إنسي كُل حاجة!

قال و هو بيفرد شعرها على ضهرها، إتنهد و هو بيبُص لعينيها و شفايفها و من دون مُقدمات كان بينزل على شفتيها مُقتحمًا إياها بعشق شديد، كان الأمر أكثر من مُجرد قُبلة، كان يتنفسها و يود لو بإستطاعته أن يُخفيفها بين ضلوعُه، إمتدت أناملُه لسحاب فُستانها و سحبُه لأسفل بهدوء، فـ وضعت كفيها على صدرُه تحاول إبعادُه فـ إبتعد ساندًا جبينها على جبينها، لـ تقول و علامات الخجل بدأت بالظهور على وجهها:

- زين .. أنا هغيّر .. الفُستان!


طبع قُبلة على جانب ثغرها و همس بإبتسامة:

- إنسي .. سيبيلي أنا المُهمة دي!!


- زين ..!!

همست بخجل تشيح بأنظارها من على أنظارُه، ليقول بحنان:

- إنتِ خايفة مني يا عيون زين؟


- شوية .. و مكسوفة!!

قال و هي بتفرُك أناملها بتوتر بتبُص عليهم، فـ قبض على أناملها و قرّبهم من شفتيه طابعًا قبلة حنونة فوق، ليحاوط خصرها بذراعه الآخر و قال برفق:

- بُصيلي طيب!!


رفعت عيناها البريئتان له، ليميل على أذنها هامسًا بـ حُب:

- سيبيلي نفسك النهاردة خالص يا يُسر!! 

و طبع قُبلة جوار أذنها، لينتقل بشفتيه لـ شفتيها مُنتهكًا إياهم بـ غرام و أناملُه تشد السحاب لأسفل، و بخفة ينزع الفُستان من عند كتفيه فـ يقع على الأرضية مُظهرًا جسدها العاري سوى من ملابسها الداخلية، إرتجف جسدها فـ وضع كفُه فوق ظهرها مُقربها منهُ أكثر في محاولة لجعلها تطمئن و نشيج جسدها يخِف، إلا أن ذابت بين يداه أثر لمساتُه الحنونة على جسدها، و شفتيه التي تمُر على كامل وجهها نزولًا لـ عُنقها الأبيض المُزين بـ شامات خفيفة، حتى شعر بأنه يريدها كما تريد رئتيه الأكسچين، ليحملها بين ذراعيه واضعًا إياها فوق الفراش و هي مُستسلمة تمامًا له!!


  •تابع الفصل التالي "رواية ضراوة ذئب" زين الحريري " اضغط على اسم الرواية

reaction:

تعليقات