رواية مرارة عشق الفصل التاسع 9 - بقلم دنيا دندن
الحلقة التاسعة
صباحا داخل شركة راسخ كان الجميع الموضفين يعملون على قدم وساق ،نعم شركة اللذاع دات الفروع والمجالات المتنوعة سيدها هو راسخ اللذاع عملاق التجارة وابنه ذئبها ، وقفت زمرد امام المبنى العالي تحدق به من الأعلى بينما تمضغ اللبان بإهتمام من ثم أزاحت نضراتها الشمية السوداء وقالت بتسلية " أيها العالم لقد عدت " ابتسمت وهي تخطوا بكعبها العالي وفستانها الجلدي باللون البني اللذي يلتسق بها وقصته الجانبيه التي تضهر ساقها غير انه من الاعلى دون حمالات وتضع معطف بلون الباج دو طابع كلاسيكي فوق كتفاها وحقيبة يد باللون الاسود ،دخلت تخطوا بتبات وقوة الى الداخل ،ابتسمت ساخرة ما ان رأت دالك الحارس اللذي طردها من قبل ،من ثم تقدمت الى الاستقبال ،نضرت الى الموضفة وقالت بعد أن اعادت نضارتها لها " راسخ وابنه موجودين"
نضرت لها الموضفة وقالت متفاجئة " مين حضرتك "
انزلت زمرد نضاراتها قليلا وقالت بعد أن ابتسمت " بنت صابرة "
اومأت لها بعملية هي تعلم أنها شريكة لهم بعد أخر ضجة أحدثثها الصحف وقالت "فارس بيه عنده اجتماع حاليا ،تقدري تطلعي تستنيه " اومأت لها وغادرت للأعلى استقلت المصعد في طريقها " خرجت من المصعد وسألت عنه، أخبرتها مساعدته ان تنتضره إلى غاية انتهائه
شعرت زمرد بمحاولة احراج فارس لها جعلها تنتضر أكتر من ساعة ، ضحكت بخفة هو فعلا لا يعلم من هي زمرد ، استقامت وتوجهت الى مكتب الاجتماعات الخاص به فتحت الباب دون ان تدق وقالت بمرح غير لائق بالموقف " مفاجأة "
سلطت عيون جميع رئساء مجلس الإدارة لها فقالت بعد ان دخلت وأشعلت الأنوار لتتضح الرئية " يلا يا جماعة في موضوع عائلي مهم لازم نحله "
استقام فارس من مكانه ،حلت قسمات الغضب على وجهه فارس ،ثم توجه نحوها ،حدق بها غاضبا وقال بصوت عصبي " اطلعي برة يا زمرد "
كانت تبتسم على ردت فعله وداخلها منتشي من القلق والهول اللذي زرعته في المكان ، ابتسامتها السعيدة التي ظهرت على قسمات وجهها استفزت فارس أكتر وجعلته يرغب بالقضاء عليها في الحال ، رفعت يدها وازالت نضارتها ورفعت رأسها تنضر له بتكبر وقالت دون اهتمام له وابتسامتها لا تزال تزين وجهها " يا غالي انا جيت عشان استلم مكاني وأضن دا حقي "
احتدت نضراته لها وصرخ عاليا " إنت مش ليكي أي حق عندي "
حدقت به دون اهتمام وردت ببرود قاتل ومستفز " ثؤ ثؤ يا فارس ، هنا أنا ليا حق زيك بالضبط ،نص بالنص ،زي ما انت ماسك حق ابوك انا ليا حق ماما وجدي ،ولا انت عندك رأي ثاني؟!"
جز على أسنانه بينما يحدق بها وقال بغل يستفزها " أمك اللى ضحكت على جدي و كتب لها أملاكه " كلماته تلك مثل اللعنة الحارقة التي أشعلت غضبها وأحرقت فؤادها واستفزت حبها لوالدتها ،شعر بأنه أصابها بسهم حارق بعد ذكره والدتها ثم استرسل ساخرا يضغط على جرحها" ثم انت جاهلة وتربية شوارع ، أخرك تصلحي العربيات يا زيدان "
لم تتغير ملامح وجهها الباردة دات الابتسامة العريضة، ولم تضهر له ضعفها رغم أن كلماته دبحتها من الداخل ، تحركت دون ان تجيبه وضعت معطفها وحقيبتها من ثم نضارتها على مكتب الاجتماعات بهدوء من ثم عادت له ، وقفت بصدده تواجهه وجها لوجه ،ملامحه الحادة نحوها وملامحها المبتسمة الباردة وقالت ببرود أشعل فتيل غضبه " شوف يا فارس لو انت ابن راسخ أنا بنت صابرة ،وكلامك دا ولا هز شعره من شعر راسي او خوفني ،وأنا قد كلامي حقي هاخده انا وانت في الاملاك دي نص بالنص "
ضحك ساخرا " واثقة من نفسك "
اومأت له مبتسمة ،ابتعدت عنه لتواني واخرجت بعد الأوراق من حقيبتها ،حملتهم وتوجهت نحوه ترفعهم امام عيونه الخضراء وقالت بتقة وانتصار " كحل عينك يا فارس ،دا حقي وانا وانت فيه نص بالنص " نضرت إلى ملامحه الغاضبة وضحكت ساخرة بعد أن انزلت الأوراق من امام عيونه وقالت ساخرة" أقصد إنتم كلكم ،إنت وامك وابوك والقردة وانا وحدي ضدكم ليا نص الاملاك "
جدب الأوراق من يدها غير مصدقا و منفعلا بعد أن تفحص الأوراق التي تثبت امتلاكها لنصف تروتهم وهدر بها بعنف" انت كدابة دا لا يمكن "
كانت تشفي غليلها من غضبه داك وتبتسم بإنتصار على فوزها الاول أمام فارس وقالت دون مبالات بينما تمضغ العلكة وتصدر بها اصوات مرتفعة مزعجة " لا صدق " ثم استرسلت بدلال انثوي " أصل جدي حبيبي عرف انه ابنه طماع كتب أملاكه في إسم صابرة اللى هي مامتي ،وطبعا عشان انا بنتها الوحيدة كتبت كل حاجة في اسمي " ثم نضرت له بإستفزاز وقالت " أبوك انتهز عدم وجودي وتحكم في ورثي ، وسوفا حبيب قلب مراته رجع ليا أملاكي "
" هقتلك" قالها فارس غاضبا يرغب بالفتك بها بعد ان وصل غضبه الى دورته ، كاد ان يقترب منها تراجعت هي خطوة للوراء ببرود مستفز ،دخل والده فجأة وصرخ به " فارس "
حدق فيه إبنه بغضب جم ،وقف راسخ بين زمرد و فارس ،كان ينضر الى فارس بحدة من أن يقترب منها ، صرخ فارس دون وعي من تلك التي سوف تأخد نصف تروته التي أفنى حياته من أجلها بل احتال واستغل كتيرا من الناس للوصول الى مكانته تلك ،وتلك التي قدمت فقط أمس سوف تفوز بكل تعبه على طبق من دهب " اللى جات امبارح هتاخد كل حاجة مننا انا مستحيل أسمح لها تعمل كده " كانت زمرد باردة المشاعر تبتسم كي تستفزه وبالفعل تعابير وجهها السعيدة هي ما كان يجعله يزيد غضبا وحقدا عليها وتجعله يريد قتلها
زفر راسخ هو أيضا مغلوب على أمره ولم يستطع فعل شيئا سوى الاستسلام حاليا وقال بهدوء " تعالى نتكلم في مكتبي "
هدر دون وعي " نتكلم في اي موضوع بالضبط ؟!اللى طلعت فجأة ؟!ولا الاملاك اللى هتاخدها ؟!"
زفر والده وقال بصوت عالي " صوتك يا ولد " ثم استرسل معنفا اياه" الشركه بتتفرج علينا خد بالك من كلامك "
حدق فارس بالمكان حوله، رئساء المجلس ينضرون الى انفعاله وخروجه عن وعيه وكبريائه ومكانته، زفر غاضبا سوف يخسر نفسه أمام الناس بسبب تلك المستفزة التي تتفرج عليه مبتسمة بسعادة وتنفخ اللبان بفمها مفتعلة اصوات مستفزة وعيونها تخبره أنها تتشفى في حالته و أي مرحلة اوصلته بها امام موضفيه ، الان علم انه خسر أمامها بعد أن جعلته محط انضار وسخرية الجميع بسبب ردود فعله أكملت استفزازها له بعد أن قالت ساخرة " أستاد فارس دا مكان شغل لازم تحترمه وانت أدرى " ثم استرسلت بعد أن رسمت ملامح الجدية على وجهها وقالت " حل مشاكلك انت وابوك برة الشركة ، أنا مش عايزة الموضفين ياخدوا فكرة وحشة اننا بندخل مواضيع حياتنا الشخصية في الشغل"
نعم سوف يقتلها تلك الحرباء دات الألوان المختلفة تستفزه لأقصى الحدود ،شدد على قبضة يده بقوة واقترب منها وعيونه تشع إحمرارا وهمس بتهديد مخيف " قسما بالله لأندمك والضربة دي هتاخديها مرتين"
لم تهتم الى كلامه وابتسمت ساخرة واقتربت من أذنه وهمست بخبث ماكر " أي حركة غلط سوفا يعرف إن البرنسس أخته كانت حامل منك وسقطت " صدم وتوقف مكانه دون حركه إبتعدت عنه وقالت بلهجة تهديدية " العب على قدك يا فارس ،أنا حية الف عليك لحد ما أوصل لرقبتك واخنقك" احتدت ملامح وجهها في اخر كلمة قالتها بينما هو لم يجد ما يرد به ،زمرد كانت مستعدة لمواجهته وفي يدها أسلحة من العيار التقيل تجعله صامتا لايقوى على رد فعل لاكن فقط صبرا وهو سوف يعيد لها هده الضربة بضربة أقوى ،غادر من أمامها بعد أن حدجها بنضرات نارية
ضحكت ساخرة وهي تمضغ دالك اللبان بينما حدق بها راسخ وقال ببرود بعد أن وضع كلتا يديه في جيوب بنطاله " عارفة ايه مشكلتك يا زمرد؟!"
نضرت له بعدم اهتمام فإسترسل بلؤم وقال ما أحرق قلبها وجعل الدموع تتحجر في عيونها وتبتلع غصتها " انا عمري ما حبيتك ،ولا حبيت أمك ،إنت بالنسبة ليا نكرة ،ومهما عملتي عمري ما هشوفك ،ابني الوحيد هو فارس وبنتي الوحيده خلود الى هما اولاد مياسين" ابتسم ساخرا على حالتها بعد أن رأى يديها ترتجف ،علم انه قد أخد حق إبنه واخده على مئة مرة ثم نضر إلى الموضفين وقال بجدية " يلا كل واحد على شغله ،وقريب هيبقى في اجتماع تفهموا فيه اللى بيحصل ،غادر الموضفون بعد كلماته وحدق هو في زمرد وقال ساخرا قبل ان يغادر ويتركها " مهما عملتي انت دائما بنت صابرة " كانت لا تزال واقفة متصنمة شددت على قبضة يدها بقوة تحاول أن تبعد الارتجاف من عليها وتستوعب قسوة كلمات والدها الضالم والقاسي ،حتى بعد كل هده السنوات لا يزال جاحدا اتجاهها ،أغمضت عيونها بقوة ورددت في داخلها " لا تستسلمي يا زمرد ،انهضي ! إنهضي عنادا بهم ، لا تقعي ، لا تسمحي لهم أبدا بسحقك ، لا تحني لهم رقبتك ، لا تشفقي على احد ، لا تنسي ،لا تسامحي " فتحت عيونها ومسحت تلك الدمعة الحارقة التي نزلت من عيونها وقالت بعد أن ابتسمت وحاولت إخفاء المها " أنا ربحت وهما هيخسروا" حاولت ان تزرع التقة في نفسها لكن ما أن شعرت بأنها تضعف حتى غادرت نحو وجهة محددة ،نعم هي تحتاج دعمه لها لا تستطيع أن تصمد أكتر بعد أن سمعت كلمات والدها
**************************************************
مثل عادت يوسف كان منشغلا بأوراقه ويركز في أدق تفاصيل الكلمات ،بعد عشقه لزمرد هو يموت حبا في عمله ، زفر بهدوء قبل أن يضع الأوراق جانبا من ثم نضر إلى هاتف يتفقده ،لم يجد اي اتصال وارد منها ، فإتصل بها يعلم أنها قوية وتستطيع فعل المستحيل وحدها ولكنه يعلم أنها متل الزجاج من الداخل يسهل كسرها بأبسط الطرق ، لم تجبه رغم انه عاود الاتصال أكتر من مرة ،انتابه القلق عليها الا ان دلوف سناء ومساعدته أثار انتباه
نضر لهم مساعدته بعد أن وضعت ملفا على مكتبه وقالت بعملية " دا الملف اللى حضرتك طلبته مني " اومأ لها فإسترسلت " الآنسة هاجر اللذاع اتصلت عايزة معاد مع حضرتك بخصوص الاسهم "
حدق بها برزانه وقال بهدوء" ماشي حددي معاها بكره " اومأت له وغادرت كانت سناء تتبعها ، الا أنها توقفت بعد أن نادى يوسف بإسمها ، التفت له متسائلة وقالت " خير يا يوسف بيه؟!"
ابتسم يوسف وقال متسائلا " زمرد اتكلمت معاكي اليوم؟!" مطت شفتيها بتفكير تتدكر وقالت بتأكيد " قبل ما تطلع الصبح ،قالت عندها مشوار " اومأ لها وأشار لها ان تعد الى عملها ،فتحت الباب كي تخرج وجدت زمرد أمام وجهها فقالت بعد ان أعادت نضرها الى يوسف " على ذكرها جات " أومأ لها مبتسما ،لتغادر سناء ودخلت زمرد وأقفلت الباب ، لم تتحدت ولم تكن ملامحها محدده فقط صامتة وجلست على الأريكة مقابل مكتب يوسف ،تابع مدققا في كل تفاصيلها وتعابير وجهها من ثم أعاد نضره الى اوراقه منشغلا وقال بهدوء " شوفتي راسخ؟!"
لم تجبه بل كانت شاردة وليس بها أي مشاعر بينما هو اعاد وضع الأوراق وحدق بها ثم إستقام متوجها نحوها بعد أن شعر بحزنها ،جلس بجانبها وفتح دراعيه لها قائلا " تعالي"
نضرت له ولبت ندائه ، احتضنها بقوة ولف يديه حول خصرها ،سريعا ما دفنت رأسها في صدره وشددت بيديها تعانق ضهره وقالت متسائلة من شدة شرودها " هو انا وحشة ليه مش عندي أب؟!"
ربت على ضهرها بحنان وقال بحب بعد أن قبل جبينها " إنت أحلى غزال "
أجابته بتلقائية " ليه راسخ بيكرهني ؟!"
أغمض عيونه بقوة نعم نفس الموقف يتكرر تلك الطفلة التي كانت تسال لماذا والدها لا يحبها لا تزال بداخل زمرد الجريحة ، وحتى بعد مرور كل هده الاعوام لا تزال تحمل نفس الجرح ونفس السؤال
فتح يوسف عيونه و أبعدها قليلا عن أحضانه وقال بهدوء" أنا بحبك " ثم أكمل بغزل ينسيها ما تشعر به ” أعشق عيونك يا غزال الضائع" ضحكت بعد أن بدأ يدغدغها ،ابتسم على ضحكتها تلك ثم تركها وقال بعد أن قبل خدها " عايزك طول عمرك كدة يا قلب يوسف ،قوية محدش قدك"
ابتسمت وقبلت خده بالمثل وقالت بعد أن اقتربت من وجهه " حبيبي الشرير " رفع حاجبه وقال ساخرا " مراتي الحية " امتغصت ملامح وجهها وقالت بضيق " ايه يا عم يوسف انت بتشتمني في وشي؟! " نضر لها بإستنكار وقال " عيب في حقك يا زمرد " ثم استرسل بعد أن ضرب جبينها بجبينه بخفة " وبعدين يا مراتي فين حق جوزك الى طالع عين أهله من وراكي "
مطت شفتيها تبتعد عنه وقالت بغيض" طول بالك عليا يا يوسف ،انت تفكيرك سافل وانا عايزة أتوبك "
"والله يا شيخة زمرد" قالها ساخرا ثم طالع فستانها الجلدي الدي يضهر جسمها وقال بضيق " انت بتحبي تخرجي أسوء ما فيا"
نفت برأسها وقالت بعد ان علمت مغزى كلماته الجادة والصارمه " كنت لابسه فوقه جاكيت طويل "
زفر بضيق منها وقال بصرامة ولهجة محدرة " لبسك يتعدل يا زمرد ،أخر مرة أتكلم معاكي عليه" أومات له هي في الأصل لن تصغي فقط تسايره ومن ثم قالت متسائلة " إنت كنت بتشتغل؟! "
اومأ لها وعاد الى مكانه وجلس ،حمل الأوراق مرة أخرى وقال بعد أن فرك جبينه" شغال على قضيه مهمة "
أجابته بفضول " إيه هي ؟!"
رفع عيونه نحوها وقال " بلاش تشغلي نفسك " أومات له ثم استقامت واقتربت منه جلست أمامه على مكتبه وأردفت بدلال " سوفا"
أجابها دون أن يهتم لها " طلبك مرفوض "
ابتسمت هي تعلم أنه يحفضها عن ضهر قلب وقالت بدلال" دا حتى طلب الغالية غزالك "
زفر بضيق قبل أن ينضر لها وقال بحدة " زمرد بساعدك عشان معاكي حق غيره هتلاقيني في وشك "
أومات له وقالت بعد أن ابتسمت " وانا شبهك يا حبيبي بحب العدل " ثم استرسلت بتبرير " أنا تربيت ايدك "
نضر لها ساخرا " قولي تربية شوارع"
لم تبالي الى كلماته ثم قالت بضيق" الميتم اللى أخده فارس مني ،عاوزاه"
رفع حاجبه بعدم رضى قبل أن يستقيم ويزفر الهواء من فمه وقال بعد أن نضر لها بحده " قومي يا زمرد للبيت،أكتر من كده رد فعلي مش هيعجبك"
قلبت عيونها بملل قبل أن تقول ساخطة " مش عايز تساعدني "
نفى برأسه وقال " مش هاخد منهم الميتم "
نزلت من على مكتبه و وقفت بصدده وقالت بعد أن إبتسمت بمكر ” انا هاخده"
زفر ساخطا من أعمالها وقال متسائلا " عملتي ايه الصبح؟!"
ابتسمت واتسعت ضحكتها لتصبح عاليه وقالت بعد أن نضرت له " أخدت حقي من فارس وجننته قدام مواضفيه،طلعت هبته قدامهم "
نضر لها مغتاضا وقال بغيض " إنت معدنك ايه؟!"
ابتسمت ورفعت رأسها يكبر وقالت بغرور " انا كوين يا ابني ،كوين" ثم استرسلت بثقة بعد أن حركت يدها تشير الى نفسها " أنا أفي بوعدي يا إبني ،لو حطيت حاجة في راسي مافيش حد ممكن يفلت مني"
قهقهة يوسف عاليا وجدبها الى أحضانه قائلا " ما أنا بقول إنك حية ويامن مش عايز يصدق "
مطت شفتيها بعد أن احتضنته وقالت بغلب " أنا مش حية يا يوسف ،بيئتي سيئة"
ربت على ضهرها بحنان وقبل رأسها مردفا " زمرد خدي حقك زي ما انت عايزة بس في شخص مش عايزك حتى قربي منه"
إبتعدت عنه منزعجة قليلا وقالت بضيق" مين الشخص دا؟!"
زفر يوسف مطولا قبل أن يقول " خلود" لم تستوعب كلامه فإسترسل موضحا " أختك لسه صغيره ،ملهاش دخل في أي حاجة "
إشتعلت عيونها بنار الغيرة وابتعدت عنه تحدق به بغضب وقالت " انت مالك ومالها؟!"
مسح على وجهه وقال ساخطا " اثناشر سنه يا زمرد هتغيري منها "
اقتربت منه وقالت بتهديد " وبنتك يا يوسف أغار منها ، مش تجيب سيرتها قدامي "
زفر بحنق من ردود أفعالها وقال " أختك بتموت يا زمرد ،العيلة اللي بتغيري منها بتموت "
أجابته دون إهتمام " وتموت انشاء الله ، راسخ قتل امي أقل واجب بنته تموت "
صدم من كلماتها وهدر بها صارخا " انت خلاص اتجننتي ولا محدش قدك ،ايه كمية الحقد اللى شايلاها على عيلة ؟!"
هي لم تهدأ بل اهتاجت من دفاعه عنها وقالت دون تفكير " طلعت في سنها للشارع وكنت هموت أكتر من مرة ، فرق ايه لو هي ماتت كمان ؟!" ثم استرسلت بحقد " ويارب تموت فعلا ويتحرق قلب مياسين زي ما حرقت قلبي على أمي" قالت كلماته الغاضبة وخرجت بينما يوسف كان يهتاج من شدة غضبه تلك البلهاء لم تحترمه أصلا وما ذالك الكره الذي تكنه في داخلها الى من حولها
**************************************************
هكذا بدات تمر الايام سناء التي بدأت تستعيد حياتها وأصبحت قوية متل الجبل شامخة ، كانت تشاهد ابنها يلعب في الحديقة ابتسمت على سعادته ، جلس سليم بجانبها هادئا ، باتت عادته ملاحقتها أينما ذهبت ،عم الصمت للحضات قبل أن يقول " ملحمة حب سناء وجلال اللى كل مكان في الصعيد عارفينها" حاولت ان لا تهتم الى كلامه هي اعتادت أسئلته التي لا تجيبه عنها ، فضوله دفعه الى أن يكتشف ماضيها ولكنه كل مرة يخبرها انه يريد سماع الحقيقة الكاملة منها قال متسائلا " انت ازاي عايشة حتى بعد ما حرقوكي ؟!" " غير مش فاهم عيلة زيك وفي سنك إزاي وتقت وسلمت نفسها لواحد عدو عيلتهم " نعم مرة أخرى أحدهم يلقي الذنب عليها انها هي المخطئة ،أغمضت عيونها بقوة قبل أن تفتح خضرائها وتقول بعنف " روح من هنا" استقامة تتركه مغادرة، استقام ولحق بها ،امسكها من يدها وقال " استني، قولي ايه اللى حصل يومها "
جدبت يدها منه وصرخت به من قوة غلها من تلك الذكريات السوداء التي ترغب في نسيانها " كفاية " ثم حدقت به غاضبة وهدرت بقوة " لا ملحمة ولا حب بهمني أبدا! واسالتك مش بتهمني !!لاني تعبت من الاسئلة دي ؟! عايزاك تفهم دا من اليوم ورايح " صرخت بقوة من شدة ضيقها وكتر همها وضغط الناس على جرحها " افهموني !! افهموني " ثم استرسلت كأنها توجه حديتها الى كل الناس الذين ضلموها وحملوها ذنب لم تفعله " كل واحد ماسمعنيش ولا فهمني ربنا يلعنه " كان سليم يستمع لها حائرا وحزينا على حالها تلك الفتاة بدل ان تعيش سنها عاشت أحذات أكبر من سنها ، كانت دموعها تسقط واحدة تلوى الاخرى دون توقف استوعبت صوتها وصراخها بعد أن توجهت نضرات الناس اليها ،مسحت دمعتها بيدها وصمتت قليلا تستوعب انفجارها بعد أن فاض بها الكيل ،اخرج سليم منذيلا من داخل سترته ومدها لها وقال بهدوء " أحسن " أخدت منه المنديل ومسحت دموعها وأومأت له " كويسه الحمد لله " ابتسم لها ،تقدم ابنها يركض خائفا بعد أن سمع صراخها وأمسك بها من قدمها مردفا بخوف وقلق " ماما إنت كويسه؟!"
اومأت له بينما انحدر سليم الى مستواه وحمله قائلا بتسليه" أخبارك ايه يا بطل؟!"
ابتسم يوسف وقال " كويس"
اومأ له سليم وقال بعد أن نضر إلى سناء ثم أعاد نضره الى الصغير " ايه رايك انا وانت نروح نلعب ونسيب ماما ترتاح شويه؟!" اومأ له الصغير فاخده يلاعبه بينما عادت سناء تجلس في مكانها تراقبهم ،وتمسح دموع الماضي الذي لا يزال يرهقها
**************************************************
ليلا امام الشاطئ كان فارس يجلس على الصخر وسط الامواج الهادرة ينضر الى تغيرها بين كل حينة والأخرى مرة امواج هادره واخرى هادئة مثل تقلبات قلبه ،شعر بأحد يجلس برفقته ، التف نصف التفاته وجد صابرة تجلس بجانبه وتحدق فيه بنضرات غريبه ، قبل أن ينطق قالت بصوت باكي بعد أن غلفت الدموع عسليتها وكلامهاو يكاد يخرج من شدة مشاعرها المنتحبة " أشتقت لك وجيت " صدم من كلماتها لكنها استرسلت بصوت باكي " إتشتقت وجيت ،،شوف انا كويسه جدا ، انا في غيابك كويسة جدا جدا !و إنت شايف كده !" ثم استرسلت متذكرة غصتها منه" روح ارجع لندن" نفت برأسها باكية " روح بلاش تلعب بعقلي ثاني ، بلاش تخرب استقراري ،أرجوك ارجع من المكان اللى جيت منه !" قالت أخرة كلماتها تترجاه بعيونها ان يرحمها من وجوده وحبه اللذي مثل اللعنه اللتي حلت عليها
حدق في عيونها بألم يعلم أنها مجروحة منه بالكاد تستطيع اخراج كلماتها ،اراد ان يجيبها فقاطعته مترجية " بلاش اي كلمة ارجوك ، عشان هنسى كل حاجة عملتها فيا و هرمي نفسي في حضنك واندم بعدها "
لم يجد ما يقوله لها هو مخطئ بالفعل مخطئ في كل شيئ استغل احتياجه الى مهاراتها وكسب تقتها تحت مسمى عشق كادب ،حقق نجاحه اللاول عن طريقها وعرض تصاميمها دون علمها بإسمه ، لم يكتفي من كل دالك ما أن انتهى منها حتى خانها مع من تقدم له نجاحا اكتر منها ،نضر لها بضعف وقال بأسف " اسف"غادر اثر كلماته بينما هي ضلت تبكي بقوة على كل تلك التنازلات التي قدمتها تحت اسم الحب لييتحول من لذة العشق الى مرارة العشق وهاهي تحصد نتائج تهورها
ما أن غادر فارس من أمامها حتى توقف فجأة ييفكر في كل ما يفعله وسوف يفعله ،صابرة ممن جهة ،و والدته من جهة ،وزمرد التي لا يعلم أي شخصية يتعامل معها ، حك مؤخرة رأسه وقال بضيق " ارتب امور الشغل ،وأشوف صابرة بعدها "
*************************************************
كانت زمرد تجلس في الحديقة رفقت يامن تتفقد هاتفها بعد أن غيرت ملابسها ، لاحض معالم وجهها الغاضبة وقال بتسائل "مالك يا زمرد؟!
أبعدت الهاتف عن عيونها وقالت بعد أن ابتسمت " انا كويسه "
نفى برأسه وقال " انت شبه صابرة ،هي كمان بتكتم جواها"
ابتسمت قبل أن تعتدل في جلستها وقالت " عارف يا يامن ، صابرة اخدت نصيب من اسمها اكتر من اللازم ،بس انا غيرها لو حد اداني بدعس عليه ممن غير رحمه ومش بسبب حقي "
لاحض دالك الكره اللذي يشع من عيونها وقال بهدوء" اسمعي يا زمرد انا عمري ما اعارض انك تدافعي عن حقك ، لكن مش عايز قلبك يبقى مليان كره، اشكي همك وطلعي اللى جواكي عشان مايبقاش جواكي اسود"
نضرت له بضعف فأشار لها ان تاتي الى احضانه ،اسرعت له مثل الطفلة الفاقدة الحنان ،ابتسم وربت على ضهرها يضمها له فقالت " انا يا يامن كبرت شايلة همي في قلبي ، لما صحابي في الميتم كانوا بيحكوا قصصهم وازاي وصلوا للملجأ كنت بسمع ليهم من غير ما اتكلم ، عشت على الصمت ولسه عايزة اعيش عليه"
قبل رأسها وقال بحنان ابوي " انا فاهمك يا زمرد وفاهم وجعك ويمكن اكتر واحد موجوع زيك ،صابرة اتضلمت ورضيت بالضلم ودا خطأها ، في نفس الوقت انت قوية بس مش عايزك تبقي ضالمة "
" بحاول " قالتها بتقل ربت عليها فدخلت صابرة رفقت سناء ،غمزت صابرة إلى سناء وقالت بمشاكسه " شوفي مسكتهم متلبسين " ضحكت سناء قائلة " دا حتى الحاج متوصي بيحضن بضمير "
اخرجت زمرد لسانها ثم وضعت قبلة على خده وقالت تستفز كل واحدة منهم " غيرانين يا منمن " قهقهة على افعالها بينما اغتاضت صابرة وكدالك سناء
دخل يوسف دون أن يلقي السلام فقالت صابرة بضيق وأشارت إلى زمرد " والله البنت دي عملت حاجة طلعته عن شعوره"
نفت برأسها ببرائة فقال يامن " يلا يا حببتي روحي شوفيه " اومأت له وغادرت بينما جلست صابرة تحتضن والدها نضرت لهم سناء بسعادة سريعا ما تحولت الى حزن ،لما ليس لها اي أب مثل يامن يحميها ،لو كان لها اب حقا لما حدث لها كل هدا ،نضرت الى ابنها ومسحت دمعه من عينها وابتسمت له تحمد الله انه عوضها به
في الأعلى دخلت الغرفة و لم تجده ،سمعت صوت رشاش المياه تأكدت انه في الحمام ، جلست تنتضره ،خرج ينشف شعره لم ينضر لها بتاتا
استغربت ردت فعله هل فعلا لا يزال غاضبا منها بسبب حديثهم صباحا ،تعلم انها اخطاة في حقه عندما صرخت في وجهه وهي فعلا تنوي الاعتدار ،لاحضت تجاهله لها وقالت متسائلة " مالك يا يوسف؟!"
لم ينضر لها حتى مما جعلها قلقة ،اقتربت منه بعد أن جلس على السرير وقالت بأسف " أنا أسفة ،عارفة اني غلطت لما عليت صوتي عليك "
نضر لها ساخرا قبل أن يقول " زمرد انت بقيتي أسوء من راسخ بذات نفسه وأتبتي إنك فعلا بنته ونفس شره"
نفت برأسها وقالت بألم" اوعى تجرحني بالطريقة دي يا يوسف"
قهقهة ساخرا وقال بعد أن رمى صور والدها رفقة امرأة أخرى على وجهها وهدر بها غاضبا" يا بجاحتك مسلطة وحدة على ابوك "
نضرت إلى الصور التي تجمع والدها بإمراة ما وقالت بثوتر " والله ما حصل بينهم حاجة دي بس صور عادية "
استفزه ردها وقال صارخا " انت مجنونه؟! دي فيها خراب بيته، غير ايه الندالة الى وصلتي ليها"
نضرت له بتفكير وقالت متسائلة " يعني زودتها؟!"
كاد ان يجن من برودها و قال بغضب وهو ينضر لها شرازا " انا اللى غبي دورت على حية خرجتها من جحرها عشان تلتف على خلق الله وتهددهم " ثم استرسل بتهديد " ودلوقتي طالما انت شايفة نفسك ملكة على الكل الدور دا يجي عندي ويقف فاهمة " ثم رفع سبابته في وجهها قائلا بصرامة " الله وكيلك يا غزال لو عتبتي خطوة برة الاوضة دي اكون كاسر رجلك الاثنين ،و وريني اخرك دلوقتي " قال كلماته وغادر صافعا الباب ،رمشت اهدابها وابتسمت مثل البلهاء قائلة" حمش يا حبيبي ، اول مرة احس اني متجوزة " ثم استرسلت بخبث قائلة بعد ان امسكت هاتفها ترسل صور أبيها الى زوجته التي الى حد الان لاتعلم ان زمرد قد استولت على نصف الشركة والثروة بسبب سفرها ، ابتسمت بعد ان رسلت لها الصور وقالت بثبات "والله يا يوسف قولت ليا بلاش اطلع من الاوضة ،وانا عشان ازرع الفتنه مش محتاجة اطلع من الباب دا اصلا " قهقهت مردفة " طول عمري ملكة ونشوف رد فعلك يا مياسين، دا قليل من اللى صابرة شافتها "
•تابع الفصل التالي "رواية مرارة عشق" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق