Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الاميرة و المغترب الفصل السادس و الخمسون 56 - بقلم الاء اسماعيل

 رواية الاميرة و المغترب الفصل السادس و الخمسون 56 - بقلم الاء اسماعيل

بارت 56 🔥

كان ياسين يجهز حقيبته حين سمع طرقا على الباب 

-ادخلي با خالتي 

دخلت الخالة و هي تبتسم : عرفت ازاي اني انا 

-محدش بيطلع الجناح بتاعي  مهما كان مين

 -انا كنت جاية اشوف اذا لزمتك حاجة للطريق اعملهالك ... 

-لا يا خالتي مش محتاج حاجة تسلمي 

-شايفاك جهزت شنطتك  

-ايوة يا خالتي انا هأمشي  الساعة ستة الصبح


ترددت أم أحمد قليلا ثم قالت 

-انا كنت عايزة اطلب منك حاجة يا ابني

-أؤمري يا خالتي 

-ما يؤمرش عليك ظالم الهي... انا بقول لو تشوف حد  من الرجالة يروح معاك يكون  أحسن

ياسين بتعجب: مش فاهم ؟

الخالة أم أحمد بقلق: انت اليومين دول شارد على طول و ذهنك مش صافي...انا بقول لو يروح معاك حد تاني يسوق يكون أحسن!!  

ضحك ياسين قائلا: لا مش للدرجة دي يا خالتي أنا هأخذ بالي من الطريق ما تخافيش عليا 🙂

أم احمد بتوسل: يا ابني خذني على قد عقلي و نفذ لي طلبي مش هتخسر حاجة 

-لا يا خالتي  على قد عقلك ايه !...ده انتي بسم الله ماشاء الله عقلك يوزن بلد بحاله 

ام أحمد بإصرار: يبقى تريح قلبي و تعمل اللي بقولك عليه 

ياسين يثق كثيرا في حدسها و حسن بصيرتها لذا ربت على كتفها بحب قائلا : حاضر يا خالتي ..عشان يرتاح قلبك بس


ابتسمت براحة و غادرت غرفته و هي تقول 

-ربنا يريحلك قلبك و يفتحلك دربك و يعلي مراتبك   ويجعلك من كل هم فرج، ومن كل ضيق مخرج يا ابني 

نظر الى أثرها بحب قائلا : آمين يا رب  ...يسمع منك ربنا يا خالتي ام أحمد يا طيبة .


اكمل تجهيز حقيبته ثم امسك هاتفه و بحث مطولا 

 زم شفتاه بضيق :راح فين ده ! ولا يكونش مش مسجل عندي ؟

فكر قليلا ثم إتصل بشوقي 

 -الو إزيك يا شوقي عامل ايه دلوقت؟

-الحمد لله يا بيه حاسس اني  احسن  النهاردة 

-الحمد لله ...شد حيلك عشان تخف بسرعة و آسف لإني ما قدرتش أجيلك المستشفى تاني ..حصلت ظروف كثير لخبطتني

شوقي : أستغفر الله يا بيه أسف ايه ده !:مش كفاية دفعت تكاليف العملية و المستشفى !! ده غير انك لحقتني و لولاك كنت حصلت منير !

-ربنا يسامحه باعنا برخيص و كنت هتروح فيها  بسببه...يالا اهو اللي حصل بقى ربنا يرحمه و يغفرله 

المهم انا كنت محتاج منك خدمة يا شوقي

شوقي بحماس -اؤمرني يا بيه ...لو عايزني في شغ...

قاطعه ياسين بضحكة: شغل ايه يا شوقي ضحكتني ف آخر الليل !! ده انت حتى لسة ما شلتش القطب يا راجل 😱😂 !! انت مش هتسيب سريرك قبل اسبوعين فاهم !! الشغل مش هيطير...و مرتبك هيتصرف لك زي ما هو ما تشيلش هم

شوقي بإمتنان: ربنا يخليك يا بيه ...و الله خالتك ام شوقي بتدعيلك ليل نهار  ان ربنا يحفظك و يسترها معاك زي ما انقذت حياتي 

-ربنا يخليهالك و يتقبل منها ...انا بس كنت محتاج رقم يحي مش عارف ازاي ضاع مني او مسجلتهوش ...المهم هو صاحبك أكيد هيكون معاك 

-طبعا يا بيه حالا هأبعثهولك 

-ولا أقولك ! لو تتصل بيه انت دلوقت احسن لإن الوقت متأخر ...قل له يكون عندي بعربيته الساعة 6 الصبح و يعمل حسابه عشان هنقعد يومين ثلاثة في اونتاريو 

-حاضر يا بيه .


في الصباح الباكر 

نزل مسرعا حيث وقفت ام أحمد بإنتظاره امام الباب 

-صباح الخير يا أم أحمد

-صباح النور يا ابني .. كنت مستنياك عشان تفطر  حضرتلك حاجات خفيفة  ...

-تسلمي بس انا مستعجل  و الله 

-يبقى تاخذ السندويشات دول مش عايزة رفض 

-متشكر يا خالتي ..و النبي تدعيلي ربنا يكفيني شر العدو اللي بيترصد لي 

-من غير ما تقول يا ابني ...و انت كمان ما تنساش ادعي ... دعاء المسافر مستجاب 

قول "يا ربّ اللهمّ عليك بمن ظلمني وأنت تعلمه، اللهمّ خيّب أمله، وأزل ظلمه، واجعل شغله في بدنه، ولا تفكّه من حزنه، وصيّر كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى انتقال، وسلطانه في اضمحلال، وأمِتْه بغيظه إذا أمتّه، وأبقه لحزنه إن أبقيته، وقني شرّ سطوته وعداوته، فإنّك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً."

ياسين بإمتنان  -كنتي فين من زمان يا خالتي.. ربنا بعثك ليا في الوقت المناسب  


ابتسمت أم أحمد  بحب قائلة :ما انت جاوبت بنفسك اهو.. كنت في الدنيا يا ابني و لما احتجتني لقيتني قدامك  ربنا له حكمة في كل حاجة ☺️

-ما اتحرمش من طيبتك و دعاكي.

امسك يدها يقبلها فنزعتها بإحراج : استغفر الله يا ابني.. -اشوف وشك بخير ..خلي بالك من نفسك  و منها 

-في عينيا يا ابني 😊 .


خرج مسرعا نحو يحي الذي كان ينتظره

ياسين : اركن عربيتك هنا هنروح بعربيتي 

توجها نحو سيارته و أدار المفتاح فوجد أن خزان البنزين فارغ 

ياسين بتذمر: اوف انا ازاي نسيت افولها!! 

يحي: طب فين المشكلة؟ ما نملا بنزين في الطريق 

-مش هتوصلني لحد محطة البنزين الجاية و مش عايز أضيع وقت و ارجع للمحطة اللي ورانا ...الصفقة بعد 3 ساعات يعني مسافة الطريق بالضبط 

يحي:يبقى مفيش حل غير اننا نروح بعربيتي 

فكر ياسين ثم قال بإستسلام : طيب ..يالا بينا على بركة الله . 

خرج من سيارته و رمى المفاتيح لبيتر و هو يقول 

-لقد نفذ الوقود  قم باللازم  


في الفندق 

استيقظ خالد مبكرا و امسك حاسوبه المحمول ثم بحث في الايميلات الى أن وجد رسالة  من ياسين نسخ محتواها على قرص فلاش ثم أغلق الحاسوب و اخذه و هو  يستعد للخروج بينما يتصل بأحدهم 

-الو.. السيد جيكوب  أليس كذلك 

-نعم هو ؟ من انت !! 

-ارسلني احدهم اليك...لدي شيء مهم جدا لأجلك سأرسل إليك الموقع ما أن أصل 


اغلق الخط و هو يقول : لسة فاضل اربع ساعات على ما تطلع نتيجتها ..خلينا نخلص من موضوع دانيال الگلب الاول عشان افضى لموضوعي انا ☺️


فتحت  أميرة عينيها بتثاقل بينما لا تزال تشعر بالنعاس .فقد أرقها التفكير طوال الليل  فيما سيحدث غدا و غفت بصعوبة بالغة 

و كانت تتمنى ان يستمر ذلك الليل للأبد ...فهي لا تصدق انها ستغادر هذا المنزل بتلك البساطة...لن تراه ثانية !! لن يبقى لها منه سوى بعض الذكريات ؟؟

كيف ستقوى على الذهاب و ترك قلبها معلقا هنا !

و كيف ستعيش مع خالتها ثانية بعد ما حدث منهما هي و زوجها !! افكار كثيرة قضت مضجعها و لا تزال 


نظرت الى الساعة المعلقة في الحائط فوجدتها التاسعة و النصف صباحا 

استيقظت بفزع و هي تنادي بصوت عال بينما تعدل طرحتها و ملابسها

-خالتي أم أحمد !!..خالتي ام أحمد 

دخلت أم أحمد بوجهها السمح و هي تقول : صباح الخير يا بنتي ☺️

أميرة بتعب واضح -صباح النور يا خالتي 

-شكلك ما نمتيش كويس يا ضنايا... التعب باين في عينيكي ماكنتي تنامي لك كمان ساعة !.

-لا أنام ايه يا خالتي ! ورانا مشوار طويل ..هو البيه فين ؟

أم أحمد بهدوء :  طلع من بدري 

أميرة بتعجب: طلع !! طلع فين ؟؟ 🤔

-سافر في شغل  يا بنتي ☺️

-يسافر إزاي مش المفروض النهاردة رايحين مونتريال! 😳

أم احمد بإبتسامة  ماكرة : هو انتي مش  كنتي عايزة تقعدي مع خالتك العجوز دي ؟؟ اهو ربنا استجاب لدعاكي و هتقعدي معايا كام يوم كدة على ما يرجع ..البيه جاله شغل ضروري و اضطر يسافر ...طلب مني ابلغك أنه آسف بس إضطر يأجل المسألة بتاعتك لحد ما يرجع 😊


يعني مش رايحة !!!

همست لنفسها و قد  تهلل وجهها آنيا  بسعادة لم تستطع اخفاءها و لمعت عيناها و أخيرا تنفست براحة

لاحظت أم أحمد تعابير وجهها اثناء استقبالها هذا الخبر فأردفت بعبث: شايفة الورد فتح في وشك من تاني يعني  ! 


لم تدر أميرة ماذا تقول و بم تبرر و لم تجد سواها فقالت بحب: مبسوطة اني هاقعد معاكي كمان يومين يا خالة ☺️ ما لحقتش اتعرف عليكي خالص 😌

أم احمد في نفسها : عشاني انا برضو ! 🙄😂 

ثم اردفت بفرحة متبادلة : انا اكثر يا بنتي ☺️ يالا هأجيبلك تفطري على ما تغسلي و تتوضي عشان تصلي

قامت أميرة بنشاط و هي تشد الكرسي المتحرك نحوها قائلا 

-لا ما تتعبيش نفسك..انا لما اخلص هأطلع افطر  برة و بعدين عايزة اقعد معاكي شوية  في الجنينة ☺️ 

-ماشي يا بنتي ☺️

خرجت و هي تهمس مع نفسها بمزاح : سبحان مغير الاحوال 😂


في منزل فاتن

دخل صالح الى المنزل بحماس 

-صباح الخير 

-صباح النور .. شايفاك مبسوط يعني !! 

-عندي ليكي خبر حلو اوي ..و حاسس إن الفرحة هتبقى فرحتين النهاردة 😊

-و الله !!! هات فرحني معاك ...هوما أخيرا ادوك علاوة في الشغل ؟

-لا علاوة ايه ...انا اتصلت بمرسي اسأل عن اخبارهم و عرفت منه بالصدفة ان حنان عايشة معاهم ...و قالي ان حنان حامل  يا فاتن 😍 ...يعني انا هأبقى جد !!

فاتن ببرود : عارفة ..حنان اتصلت بيا و قالتلي 🙄

صالح بصدمة: اتصلت !!! امتى ؟؟ 😳اومال انا ما اعرفش ليه؟؟ 😱

-امبارح يمكن ..مش عارفة .. المهم اديك عرفت دلوقت فين المشكلة يعني ؟؟ 😒

-فين المشكلة ؟؟  يعني بنتي تبقى حامل و ما اعرفش و تقوليلي فيه المشكلة ؟؟ و بتقوليها ببرود كدة ليه !!  ولا كإن القطة بتاعة الجيران حملت! دي بنتك يا ولية  !!! 

فاتن بتذمر -ايوة ..بنتي اللي جوزتها جوازة مهببة على ضرتين ,😒...عايزني افرح لها  على ايه يا خيبتها !! البنات تتجوز ناس تصرف عليها الملايين  و انا بنتي تنظف زرايب  😤

-بقولك البنت حامل تقوليلي  زرايب ؟؟ 

-يا خويا سمعتك ...اعمل ايه يعني ؟اقطع هدومي؟؟!  ولا تكونش عايزني أبل شربات للحي كله ولا احطها  مثلا خبر حصري في التلفزيون! عموما  ..ألف مبروك ربنا يتمم لهم بخير حلو كدة؟؟

صالح بضيق -انا رايح اشوف التانية  النهاردة  نتيجة الثانوية هنروح نشوف نتيجتها سوا اعملي حسابك 


 لوت بوزها بتهكم و همست و لم تظن أنه سيسمعها

  حامل 😏..يعني  هي كانت  حامل بولي عهد النمسا مثلا !! ده حيا الله ابن بدر 😏

امسكها صالح من تلابيب فستانها بغضب: ماله بدر يا بنت لطفي السمكري !! هاااا مااااله بدر ؟؟! مش رااااجل ؟؟؟ 😡


انكمشت بضيق و هي تقول بلجلجة : احم .. مقلتش حاجة ...راجل و نص بس سيبني ! 😖😰

-اياكي اسمعك نطقتي بنص كلمة خايبة عن ابن اخويا فاهمة!! مش كفاية أنه ستر عليها و لولا كدة  كانت قعدت في وشك على طول ؟؟؟

فاتن بخوف : طيب طيب ..ما قلتش حاجة .. مالك اتحمقت اوي كدة !! ربنا يهنيهم و يهدي سرهم 😥


عدل صالح ملابسه و حاول التقاط انفاسه و تمالك اعصابه 

طب امشي البسي على ما اتكلم مع  البنت ..لولا اني مش عايز  أعكنن عليها فرحتها هي كمان في يوم زي ده انا كان ليا معاكي تصرف تاني 😤 

-بتتكلم بثقة   كأنك متأكد انها هتنجج

-حاسس انها هتنجح المرة دي  

فاتن ببرود -انا بقى مش عايزة امني نفسي عالفاضي و في الاخر اخذ على قفايا ....ماهي دي مش اول مرة 🙄

صالح بغضب: اوعي البت تسمعك ! 😤

فاتن :ليه  هي مش عارفة ؟؟ عموما بدري عشان نفرح ما تستعجلش..


هو رأسه بيأس ثم انصرف نحو غرفة سحر و طرق الباب 

-حبيبة بابا صاحية ؟

- ايوة يا بابا 😔

دخل   صالح الى الغرفة 

 :دلوعة بابا عندها يوم مهم اوي🥰....صاح صالح بحماس ايه ده !! تفاجأ بها لا تزال منكمشة على نفسها في سريرها 

انتي لسة ما قومتيش!! 😳

سحر بتثاقل: اقوم اعمل ايه 😮‍💨

جلس بجانبها و قال حماس : النهاردة النتيجة و انا متفائل خير ...يالا قومي البسي و ضبطي نفسك كدة عشان نروح كلنا سوا نشوفها


القت اللحاف على وجهها ثانية و هي تقول بتذمر 

-ارجوك يا بابا مش عايزة اروح.... ما تضغطش عليا 😣

أمسك يدها بحب قائلا : سحر يا حبيبتي . . خالد و فهمنا رفضك و قلت ماشي و عديتها و قفلت الموضوع  ..انما مش متحمسة للدراسة ليه ؟ تكونيش مش عايزة تدرسي في الجامعة كمان ؟؟

سحر بضيق : لا مش كدة . 

-اومال ايه الحكاية ؟؟


لم تعرف كيف توضح السبب الحقيقي وراء ضيقها 

فصمتت قليلا ثم انهارت : افرض ما نجحتش ؟؟ هيبقى موقفي ايه قدام زمايلي كلهم ؟! بصوا الفاشلة اللي بتسقط كل سنة اهي..مسكينة لو مكانتش عيانة يمكن كانت نجحت 

 صالح : طب ما تفرضيش نجحتي ليه ؟؟ ليه التشاؤم ده ! 

سحر بملل: ايوة خلاص نجحت ..و بعدين ؟!😏


فكر صالح قليلا ثم قال : لا انتي مش سحر دلوعتي اللي انا مربيها ... مهما كانت الظروف اللي كانت بتمر عليكي كنتي دايما متفائلة و متماسكة وعندك اصرار انك تكملي للأخر 

ايه اللي حصلك فجأة !! كإني حاسس انك انطفيتي من جوة  فقدتي الشغف في الحياة و إستسلمتي لليأس !


سحر بضيق : مفيش حاجة يا بابا ..من فضلك عايزة افضل وحدي

صالح : مش قبل ما تحكيلي مالك ...انتي عمرك ما خبيتي عني حاجة 


لم تستطع البوح.... ولا التحمل أيضا .... فكلاهما أصعب من الآخر بالنسبة إليها ....لذا فقد إختارت الحل الوسط بينهما 

انهارت دموعها كالشلال تغسل تلك الغصة القابعة داخلها و التي تضغط على صدرها بقوة منذ الأمس

عانقته بشدة و دموعها تبلل قميصه بالكامل و هي تنوح بألم 

-تعباااااانة اوووي يا بااااااباااا مش قاااادرة  😭

صالح بدهشة : الله الله ليه كدة  بس كفى الله الشر ..ليه كل ده يا حبيبتي !! تعبانة من ايه يا حبيبة ابوكي ! ما تريحي قلبي و تحكيلي 😱😰


همست في نفسها بضيق : هقولك ايه ولا ايه بس يا بابا !!

ما انا متعودة اقولك كل حاجة و عمري ما خبيت عليك  حاجة...بس هقولك ازاي اني بحبه و الحياة بالنسبة لي  كلها على بعضها ما بقاش ليها معنى ولا طعم من غيره هو 😭...لا عايزة انجح ولا عايزة جامعة...يا ريتني ما  رحت المعاد المنيل ده ... يا ريتني ما شفته ولا اتعلقت بيه ...يا ريتني ما رحت  الميناء يوميها...مكانش حصل كل اللي حصل ولا كان قلبي وجعني بالشكل ده دلوقت 😭


لم تقل شيئا سوى انها استسلمت للبكاء مطولا  بين احضانه بينما بقي يمسك بها  داخل حضنه و هو يمسح على شعرها بحنان و يقول 

-معلش يا حبيبة بابا عيطي كمان ...يمكن لما تعيطي ترتاحي

تنهد بحزن على حالها ثم  همس في سره: ماهي لو امك ربنا هداها كانت هي اللي تحضنك و تطبطب عليكي و ساعتها مكنتيش تتكسفي زي دلوقت  و  كنتي هتقدري تصارحيها باللي شاغل قلبك...كنتي هتقوليلها انك حبيتيه..  مش كدة ؟؟ماهو  ألم الحب مش بيتخبى مهما حاول الواحد  مننا أنه يخفيه ...

طب مادام كدة اومال رفضتيه ليه بس؟؟ليه مش قادرة تفهمي ان الراجل بيحبك هو كمان ! مش شفقان ولا حاجة 


انتصفت الطريق بالنسبة إلى ياسين و تذكر الدعاء الذي قالته أم أحمد فدعاه بكل صدق ثم أمن و بقي يفكر قليلا في نفسه : انا عمري ما كر"هتك او اتمنيت لك الشر يا ابن عمتي .. بس اطلب من ربنا انك تتخنق بحقدك ده مادام مش قادر تتجاوز كر"هك ليا  رغم كل السنين دي و بعد المسافات اللي بيننا 

تذكر عمته فهمس: عمتي مفيدة! بقالي مدة ما كلمتهاش

أتصل بها فردت بتعب : الو


-الو يا عمتي انا ياسين ..

-ياسين حبيبي ازيك 

-الحمد لله  انا بخير .  مالك يا عمتي صوتك مخنوق كدة ليه ؟؟

مفيدة بوجع: تعبااانة يا.  ابني ...ب..بقالي يومين ..حااسة بوجع ف قلبي ..اتصلت بايهاب ...بس.. ما جاش لسة

ياسين بفزع: يا خبر !! بتقولي عيانة من يومين طب اقفلي انا هاتصرف حااالا !


اقفل الخط مسرعا ثم أتصل ثانية و هو يفكر : ممدوح ..ايوة ممدوح  هو اقرب حد ليها 

-الو ممدوح

-ميييين !!! ياااسيييين...ايه المفاجأة الحلوة دي !!! ازيك يا راجل !!

ياسين بقلق : الحمد لله يا ممدوح و اعذر مشاغلي مش قادر أتصل كثير 

-معذور يا ابن خالتي .. ها قلي اي  اللي فكرك بينا النهاردة!؟ 

-ممدوح انت ماعندكش شغل النهاردة؟؟

-لا انا كنت مناوب امبارح و  النهاردة اجازة. ليه ؟؟

-طب انا محتاجلك في خدمة يا اخوي

-رقبتي ليك يا ابن خالتي ...اؤمرني 

- انت  عارف عمتي مفيدة  مش كدة ؟؟ 

ممدوح : اللي ساكنة هنا في البساتين ؟ اه أعرفها ليه ؟؟

ياسين :بص يا ممدوح انت تروح بسرعة عندها و تأخذ معاك دكتور شاطر...هي عيانة اوي مش عارف مالها 

ممدوح بتعجب : هي مش ابنها دكتور برضو !!

ياسين بضيق : دكتور ايه بس يا ممدوح خلي الطابق مستور ...المهم تعمل اللي قلتلك عليه من غير تأخير  و لو طلب تحاليل او اشعة او رسم قلب او أي حاجة اعملها لها و انا هابعثلك الفلوس على حسابك و فوقها الحلاوة كمان ...ها يا اخوي اقدر اعتمد عليك !!

-عيب يا اخوي ..كإنك هنا..

-تسلم يا ابن خالتي .. هابقى أتصل بيك  تطمنني 

- ماشي 

اقفل الخط بضيق و هو يجز على أسنانه: ااااخ منك يا ايهاب الوا'طي!! سايب أمك تعبانة ولا على بالك !!  لا و المصيبة الكل فاكر انك دكتور بجد و  انت محسوب عليها دكتور عالفاضي   !! 😤


بعد مدة ارتاحت و هدأت دموعها فامسك وجهها بين يديه بحب و هو يقول : هاااخلصنا فقرة الدموع مش كدة !! 

مش تقومي كدة تغسلي وشك و تروحي نشوف نتيجتك دلوقت !؟ 

فكرت قليلا ثم خطرت ببالها فكرة 

اومأت برايها بالإيجاب و قالت بإستسلام: ماشي بس بشرط 

-اي يا روحي 

-انا رايحة لوحدي مخنو"قة و محتاجة اشم هوا و انت لو عايز تشوف النتيجة تروح بعدي 

صالح : لو دي رغبتك ...معنديش مانع


خرج صالح و هو يهمس بحزن: ربنا يريح قلبك يا بنتي 

فاتن : هاا انا جاهزة عملت ايه ؟؟مادام مبوز كدة تبقى  مش راضية تروح مش كدة! يبقى عارفة انها هتسقط 🙄

-يا شيخة فال الله ولا فالك!! اتفائلي مرة وحدة في حياتك بحاجة حلوة !! 

-انا مالي انت اللي وشك بيقول انها سقطت 😒

-و تسقط ليه !!  ماهي قالتلنا انها ذاكرت كويس و جاوبت كويس !! ليه التشاؤم ده؟ مش كفاية مش قادرة تحتوي البت و تطبطبي عليها زي اي أم  ...لا و كمان عايزة تكسري مجاديفها ؟؟ انتي ايه!!! 😤

كان يهم بالخروج ثم تذكر شيئا فإلتفت إليها بتذمر 

- اه افتكرت ...البنت مش عايزانا نكون معاها ...عايزة تروح وحدها عارفة ليه ؟؟! 

لوت فاتن بوزها بدون ان تنطق بكلمة فأكمل و هو يجز على اسنانه:


 لإنها  عايزة يا تفرح لوحدها او تحزن لوحدها مش عايزة تشاركنا ولا حاجة منهم هوما الإثنين .. 

لو سقطت فهي عايزة تحزن لوحدها لانها عارفة ان انتي مش هتطبطبي عليها و لا تهوني حزنها بالعكس هتلوميها و تزودي عليها حزنهاا اكثر بكلامك الس"م

و لو نجحت فهي شايفة انها الوحيدة اللي من حقها تحتفل و تفرح بالنجاح ده ...انتي ما تستاهليش تفرحي معاها لانك ما عملتيش عشانها حاجة... هي نجحت لوحدها من غير  تحفيز و لا حب ولا طبطبة 

شفتي وصلتي البنت لفين بجبروتك و قسوتك ؟؟! 😡

ثم خرج و تركها لغيظها


في مصر 

(بقالنا كثير ما زرناش ام أميرة 🥰)

-بقولك اي يا بت يا ندى 

- ايوة يا ماما

- اختك وحشتني اوي يا بنتي. . و ابوكي مش راضي يشحنلي رصيد دولي  عشان اسأل خالتك عليها 

- طب و الحل يا ماما 

- انا كنت مخبية من مصروف البيت عشان اكلم خالتك و اسألها عنها ... خذيه و اطلعي عند عمك متولي اشحنيلي رصيد على رقمي و تعالي

-رصيد ايه ده اللي عاوزة تشحنيه من ورايا يا فاطمة ؟؟ 

نظر الى ابنته و قال : روحي انتي على اوضتك يا بنتي 


بينما أطرقت فاطمة رأسها  بضيق و قالت : اعمل ايه ؟؟  ما انت مش راضي تريح قلبي 😖

-اريح قلبك ازاي ؟؟ بأنك تضيعي فلوسي كل أسبوع على الرصيد و  تكلمي اختك و تطلع مش عارفة حاجة عنها و في الاخر تديكي على قفاكي بكلمتين  يعكننو عليكي طول الأسبوع  ؟؟

-اومال افضل كدة قلبي مشغول أحسن  ؟؟ 😤

-و ينشغل قلبك ليه ؟؟  ما انتي عارفة ان البنت في تدريب و مانعين عنها التلفون... و الستشهر اللي قالت عليهم ما عداش منهم حتى نصهم !! و اهي كلمتك مرة لما لقت فرصة يبقى حاولي تصبري و تستني لحد ما تلاقي فرصة غيرها


-مليش في كل ده انا ....عايزة اسمع صوتها عشان يرتاح بالي 😭

رجب بتهكم : -اااه ...و عشان يرتاح بالك بقى احنا نكلم فاتن  كل شوية و هات يا رغي... يبقى انتي شايفة اننا نفضل نشحن لغاية ما نفلس  على كدة ...و  خلينا ناكل بعد كدة راحة البال و  نستحمى براحة البال  و نشغل التكييف براحة البال و نركب مواصلات براحة البال !!! ايه رأيك ؟؟! 😤

-خلاص ما طلبتش حاجة 😓...انا هأقوم أحطلك العشاء 😓


توجهت نحو المطبخ بضيق فأمسكها ثانية 

-تعالي اقعدي ..

إقتربت بحزن فأجلسها بجانبه  وإحتضنها بحب -

ما يهونش عليا زعلك ...حقك عليا ..انا فلوس الدنيا كلها فداكي المهم تكوني مبسوطة  ده لو كنتي بجد بتكلمي بنتك و بتتبسطي.. بس انتي بتضيعي فلوسي عشان تنكدي على نفسك .. و انا ما بقيتش طايق اشوفك  زعلانة و مخنوقة كل ما كلمتك فاتن ...دي لسانها بينقط س"م و بدل ما تواسيكي بتزود حيرتك اكثر !


فاطمة بضيق : اختي فاتن من لما كنت صغيرين و هي قاسية كدة بس من برة ...لكن من جوااها طيبة و لو كانت تعرف حاجة أكيد كانت هتريح قلبي مش هتخبي عليا  😓

-و الله انتي اللي طيبة اوي و على نياتك .. قال فاتن طيبة و مش بتخبي عليها حاجة قال !!...زي ما قالتلك ان بنتها اتجوزت ..و اهي بقت حامل كمان و انتي برضو لسة مش عارفة الموضوع 

-حامل !!! مين دي اللي حامل؟؟

 -بنت اختك ... حنان ..ما انتي عارفة ان  هند  مرات مسعد تبقى بنت عم سنية ...

-ايوة عارفة !!

-قالتله ان سنية هتو"لع في نفسها من الغيظ خايفة حنان تجيب لإبن عمها بدر الولد اللي عايزه 

فاطمة بحزن: كدة يا اختي ؟؟ كدة تخبي عني حاجة زي دي ؟؟؟ ليه هو انا كنت هأحسدها؟؟ ده انا معتبراها زي أميرة و كنت هافرحلها زيك بالضبط ! 

-قال يعني مخبية الخبر عشان خايفاكي تحسديها ؟؟ يا عالم عاملة ايه  هناك ولا  ابوها كان جايبها  تتجوز غصب عنها و من غير فرح ليه ؟ طب  تلاقيها حتى هي اللي اسمها أمها مش فرحانة بالجوازة دي عايزة انتي تفرحي ؟؟! 

-المهم انها خبت عني خبر مهم زي ده 😓

-طب ما تزعليش يا ستي ... هو انا قلتلك عشان تتضايقي كدة !! خلاص يا ستي انا بعد العشاء هاشحن رصيد و اخليكي تكلميها و تفشي غلك فيها .. اهي مرة من نفسنا بقى  ..بدل ما هي اللي  كايداكي  في كل مرة😌😂

ضحكت فاطمة بإنكسار : مش باعرف اتشفى في حد و خصوصا اختي 

رجب بحب: عارف ..هو انا حبيتك من فراغ ؟ ☺️


كان وقت اعلان النتيجة و الجميع مجتمع امام المدرسة الثانوية و متحمس لمعرفة النتيجة 

الطلبة مع اهاليهم و اصدقائهم مجتمعين و ينتظرون  تلك اللحظة الحاسمة من حياتهم و هم يترقبون بكل لهفة و قلق النتيجة في هواتفهم من اجل توثيق تلك اللحظة التاريخية مع بعضهم


وصل صالح مع فاتن و بحثا في كل الأرجاء عن سحر لكنها غير موجودة 

رأى صالح صديقتها تنتظر برفقة والدتها بحماس و ترقب  

صالح : ساندي ألم تري سحر؟ لقد جاءت  قبل قليل 

-لا لم ارها لقد اخبرتني ألا انتظرها لانها لن تأتي 

عادت الى اهلها و تركته في حيرة 


-راحت فين اومال !!!؟؟

فاتن بتذمر :راحت فين اومال ؟؟! بتسأل دلوقت ؟؟ مش انت اللي سمحتلها تطلع لوحدها ؟؟  بتسأل ليه ؟

صالح : فاتن ارجوكي مش ناقصك النتيجة هتطلع بعد أقل من دقيقة و انا ما عنديش كلمة السر بتاعها و البت مختفية 

-ماهوما هيعلقوا النتائج ما تقلقش ..

-انا قلقان عالبت مش النتيجة 😤 خايف تعمل حاجة في نفسها او تتعرض لنوبة و هي لوحدها 


كانت فاتن  ستتكلم لكنها لمحته قادما نحوهما بقلق فقالت بغضب : الجدع ده جاي هنا يعمل ايه ؟؟! 😤

التقت صالح ليجد خالد مبتسما بقلق خفي

-سلام عليكم  ياعمي 

-و عليكم السلام يا ابني 


نظرت إليه بملل ثم قالت : صالح انا رايحة جوة اسأل المدرسة بتاعتها يمكن عندها  علم بمكانها

نظر خالد بتعجب: هي سحر فين يا عمي ؟؟ مش النتيجة هتظهر دلوقت ؟؟

صالح بحزن: ايوة يا ابني ...بس سحر نفسيتها ز"فت من امبارح مش طايقة حد و لا طايقة نفسها حتى ... ولا مهتمة بنتيجة ولا غيرها ... مفيش غير هات يا عياط

-يعني رفضت تجي المدرسة معاكم  ؟

-مش عارف ...قالت هتطلع تشم هوا كنت فاكرها جاية هنا 

بس مش عارف راحت فين؟؟


 فكر خالد ثم قال :تشم هوا؟  انا عارف هي فين.  

كان يهم بالمغادرة مسرعا حين قال صالح بخوف

-بجد  عارف !!! رايح  فين؟؟ طب خذني معاك 

- ما تقلقش يا عمي... سحر امانة في رقبتي هأجيبهالك لحد البيت .

ركب  سيارته و انطلق مسرعا 


بعد لحظات خرجت النتائج و علا الهتاف و الصراخ و الحماس 

علقت النتائج في لوح المدرسة فركض صالح نحوها بترقب و خوف يتمعن في تلك الصفحات الى أن رأى اسمها 

- نجحت !!! بمحموع 73  في المية !! !! 😍

تجمعت الدموع في عينيه لا يصدق ان صغيرته فعلتها !! 😍


تقدمت نحوه فاتن بتساؤل و هي ترى النتائج من بعيد 

-خير بتعيط ليه ..أكيد سقطت 😏

من فرحته عانقها بكل قوته و هو يقول :  نجحت يا فاااااتن !!! حبيبتي الصغيرة نجحت !!  جااابت 73 في المية!! انا مش مصدق !!! الحمد لله ...الحمد لله ...الحمد لله ..يا ما انت كريم يا رب 🥰😍😭

فاتن بفرحة: بتتكلم بجد !!! وريني كدة!!!


قرأت اسمها و صرخت سحر!!! أخييييييرا  فرحتي قلبي 🥰

بكى صالح بحرقة و قد كانت تلك الدموع  مزيجا بين دموع الفرح و دموع الحزن لأنها ليست موجودة ليقاسمانها تلك اللحظة الاسطورية التي طالما انتظرها الجميع و هاهي الأسرة قد تشتتت و لم يبق حولهما احد


امسك هاتفه بإثارة و حاول الاتصال بها كثيرا لكنه لا يستطيع ... هاتفها اما مغلقا او في وضع طيران


أتصل بخالد في الحال 

فرد هذا الاخير  و هو مركزا نظره على الطريق و يسوق بأقصى سرعته 

-الو ايوة يا عمي...خير !! 

-نجحت يا خاااالد !! بنتي نجحت!!! سحر نجحت ...جاااابت 73 تصدق !!!!  

تنهد خالد بعمق و تهللت كل اساريره غبطة و قال

الحمد لله ...ألف مبرووووك يا عمي 😍


بعد مدة 

وصل أخيرا الى المكان ركن سيارته مسرعا و ركض بإتجاه الشلال 

كانت تجلس على احدى الصخور القريبة و هي تنظر بحزن إلى تلك المياه المنسابة بفوضوية ساحرة  


 تمسك بهاتفها الذي وضعته  مسبقا على وضع الطيران كي لا يزعجها احد  و هي  ترى تلك النتيجة التي انتظرتها سنتين كاملتين و مع هذا لا تشعر سوى بغصة تملأ دواخلها لا ترضى ان تزول مهما بكتها 

 تنهدت بحزن  دفين و هي تمسح دمعة فرت رغما عنها

-كنت متأكد اني هألاقيكي هنا ☺️

-خااااالد !!! 😳

-أيوة يا عيون خالد 😍

يتبع بقلمي آلاء إسماعيل البشري 🔥

  •تابع الفصل التالي "رواية الاميرة و المغترب" اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات