Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قلبه لا يبالي الفصل السادس والاربعون 46 - بقلم هدير نور

 

رواية قلبه لا يبالي الفصل السادس والاربعون 46 - بقلم هدير نور 

البارت السادس الأربعون 🦋🤎
قلبه لا يبالى 🦋🤎

بعد عدة ساعات...
كان داغر يحتوي جسد داليدا بين ذراعيه يرقصان ببطئ علي نغمات الموسيقي الهادئه بساحة الرقص المخصصه بحفل زفاف زكي و ساره زوجته التي تصاحبت عليها داليدا مؤخراً....
مررت داليدا يديها برفق علي ظهر داغر العريض قائله بابتسامه مشرقه
=شوفت زكي و ساره فرحوا ازاي بالاجازه اللي ادتها لزكي..شهرين في جزر الكريبي
لتكمل وهي تضع يدها علي خده
=حبيبي ابو قلب طيب...
قبل داغر باطن يدها قائلاً
=معملتش حاجه...و دي اقل حاجه زكي يستاهلها معايا اكتر من 10سنين و عمره ما طلب اجازه يوم لنفسه و تعتبر روحي في ايديه اي حد عايز يوصلي كان زمانه وصلي عن طريق زكي ...بس زكي راجل و انا عارف اني اقدر اعتمد عليه و عارف برضو انه وقت الحد هيفديني برقبته....علشان كده انا موصيه عليكي و علي يامن لو حصلي اي حاجه ياخد باله منكوا.......
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
وضعت داليدا يدها علي فمه تمنعه من تكملة جملته هاتفه بصوت مختنق
=بعد الشر عليك...ليه كده يا داغر حرام عليك.....
دفنت وجهها بصدره تضمه بقوه اليها شاعره بقلبها ينقبض بداخلها فور سماعها كلماته القاسيه هذه
ضمها هو الاخر اليه مقبلاً اعلي رأسها قائلاً بمرح
=خلاص يا ديدا بلاش دراما احنا في فرح...
ثم اخذ يتحدث معها بلطف ومرح اخراجها من حالة الحزن التي تملكتها تلك لينجح في هذا بصعوبه في نهاية الامر...
في وقت لاحق....
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
بعد ان قاموا بتوصيل زكي و زوجته الي المطار قاد داغر سيارتهم بنفسه بينما تتبعه السياره الخاصه بالحرس
لكن في اثناء الطريق تتطلع داغر بالمرأه الجانبيه للسياره لم يجد سيارة الحرس تتبعه ليجد سياره نقل كبيره تعارض سيارة الحرس من العبور ليفهم داغر علي الفور بأن هناك مكيده قد نصبت لهم امر داليدا الجالسه بجانبه بصوت حاد
= انزلي براسك تحت ومتطلعيش الا لما اقولك..
تطلعت داليدا اليه بارتباك وهي لا تفهم شيء مما يحدث قائله بخوف
=في ايه يا داغر....؟!
قاطعها داغر بغضب بينما يضع يده علي رأسها يخفضه للاسفل
=واطي راسك.....قولتلك
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
اطاعته داليدا سريعاً و قد بدأ قلبها يخفق برعب عندما رأته يزيد من سرعة السياره ....راقبته يتحدث في الهاتف بغضب
=انتوا فين يا متولي...؟!
اجابه متولي بصوت مرتفع بينما كان يوجد في الخلفيه صوت لأطلاق اعيره ناريه
=عربيه نقل وقفت في نص طريقنا وفيها مسلحين نزلوا منها واحنا بنحاول نخلص منهم....
ليكمل صارخاً بصوت
=كمل طريقك يا داغر باشا ومتقفش ده كمين و معمولك....
القي الداغر الهاتف من يده و هو يطلق لعنه حاده بينما يزيد من سرعة قيادته للسياره لكنه اوقفها بقوه عندما ظهرت امامه فجأه سياره نقل ضخمه اغلقت الطريق امامه اخفض عينيه بعجز نحو داليدا التي كانت تبكي برعب و وجها قد شحب بشده.
 🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
امسك يدها بيده يقبض عليها بقوه وهو يفمر بانه لا يمكنه ي
جعلهم يلمسوا شعره واحده منها....
تراجع بالسياره الي الخلف بقوه ينوي الهرب لكن اصطدمت سيارته بسياره اخري كانت تسد الطريق علي سيارته..ليعلم وقتها انه لا يوجد مفر امامه من الامر المحتوم انحني علي داليدا قائلاً بصرامه
=مهما حصل اياكي تخرجي من العربيه....
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
امسكت داليدا بيده تتشبث بها بقوه وهي تبكي بهستريه
=داغر انت رايح فين ...لا علشان خاطري متخرجش ... هيموتوك
قبل رأسها بحنان محاولاً بث الاطمئنان بها لكن كان هذا اقصي شيئ يستطع فعله لها فليس معه الوقت لكي يهدئها...
اسرع بتناول سلاحه من درج السياره ثم دلف ببطئ من السياره قبل ان يهاجموها و داليدا بداخلها...
اطلق الرصاص سريعاً علي رجل قد دلف من السياره التي امامه ليسقط صريعاً في الحال..
ثم بدأ بتبادل اطلاق النيران مع  اثنين اخريين من المسلحين الذين دلفوا من السياره نجح داغر بقتلهم لكنه استدار علي الفور عندما شعر بأحدهم خلفه ليجد رجلاً ضخم يقف خلفه مباشرةً
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
هم داغر ان يطلق عليه النيران لكن نفذت ذخيرة مسدسه فلم يجد امامه الا ان يهجم عليه و يطيح بقدمه مسدسه الذي كان بيده اخذوا يتبادلوا الضربات حتي سقط الرجل ارضاً غارقاً في دماءه....
لكن لم يكتفي داغر بذلك حيث قبع فوقه يسدد له الضربات بوجهه حتي غاب تماماً عن وعيه..
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
لكن وقع قلبه داخل صدره بفزع فور ان وصل اليه صوت صراخ داليدا ارتفع علي قدميه سريعاً متجهاً نحو سيارته ليجد احدي الرجال يحاول انزالها من السياره لينجح بالامر ملقياً اياها بقسوه علي الارض...
اندفع داغر نحوهم يهاجم هذا الرجل يسدد له الضربات لكن فجأه شعر بضربه قويه علي رأسه تأتيه من الخلف...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
شعر داغر بالعالم يدور من حوله لكنه حاول التماسك من اجل زوجته التي كانت ملقيه علي الارض شاهدها بأعين زائغه و قد تشوش بصره...
4 من الرجال يتجهون نحوها ليسرع داغر بخطوات متبعثره ملقياً بجسده فوق جسد داليدا محاولاً حمايتها ليشعر بعدها بالضربات تصيب جسده من جميع الاتجاهات لكنه لم يبالي حيث غطي بجسده جسد زوجته يحميها هي و طفله من اي ضربه قد تصيبها توالات الضربات القاسيه علي انحاء جسده لكنه رغم ذلك حاول التماسك و فكره تسيطر عليه بانه سيفقد زوجته وطفله اذا استسلم و اغلق عينيه...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
لكنه لم يستطع الصمود امام احدي ضرباتهم التي اصابت رأسه حيث كانت القاضيه بالنسبه اليه.. 
لينهار جسده كالجثه الهامده فوق جسد زوجته التي كانت تصرخ باعلي صوت لديها بفزع وخوف عليه عندما رأت دماءه تسيل مغرقه جسدها و الارض من حولهم.... 
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
كانت داليدا جالسه بجانب فراش المشفي الذي يرقد عليه داغر الذي كان غارقاً في غيبوبه منذ يوم الحادث اي منذ اكثر من ثلاثة اسابيع....
ارتجف جسد داليدا بالخوف فور تذكرها لاحداث هذا اليوم الذي كادت ان تفقد به حياتها و حياة زوجها...
فبعد ان سقط داغر غائباً عن الوعي بعد تلاقيه لضربات هؤلاء الرجال دفعوا جسده من فوق جسدها ساحبين اياها رغم مقاومتها لهم و صراخها الي السياره الخاصه بهم محاولين خطفها....
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
لكن اتتها المساعده من الله في اخر لحظه حيث ظهر رجال الحرس الخاصين بداغر الذين ما انتهوا من الرجال الذين اعترضوا طريقهم انطلقوا الي موقع سيارة داغر الذي حدده جهاز التعقب الذي بها...
ليبدئوا علي الفور بالتشابك مع هؤلاء البلطجيه المرتزقه وقد اسرع احدي الحرس بالركض نحو داليدا حية قام بأدخالها الي السياره الخاص بهم حتي يحميها من تلقي اي ضربات... و لم يستغرق التشابك بينهم لوقت طويل حيث انهي رجال داغر امر هؤلاء الرجال في اقل من 5 دقائق...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
ليسرعوا ابعدها باصطحاب داغر الذي كان لا يزال فاقد للوعي الي الي المشفي...
ليشخص الطبيب بوجود عدة اصابات و رضوض منتشره بانحاء جسده كما اصيب بارتجاج بالمخ ادي الي دخوله بغيبوبه و التي لم يفيق منها حتي الان...
اما هي فقد اصيبت ببعض الكدمات فقط وتم فحص طفلها حيث اكد الطبيب لها انه بخير و لم يصيب بأي أذي...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
ومنذ تلك الليله لم تفارق داليدا داغر و لو لدقيقه واحده رافضه مغادرة المشفي حتي اضطر الطبيب الذي اخبرها انه كان صديق لوالد داغر عندما يأس من اقناعها من المغادرة و العوده
الي المنزل
حيث امر الممرضات بوضع مقعد يتم فرده ليصبح كالسرير حتي تستطيع النوم عليه بغرفة داغر..
و كانت داليدا تظل طوال الوقت قابعه بجانبه تمسك بيده بين يدها تتحدث اليه كما لو كان واعياً و يستمع اليها فقد كانت تحدثه عن ذكرياتهم و مواقفهم سوياً و عن كل شيئ يحدث من حوله...فقد اخبرها الطبيب ان هذا الامر ينجح في كثير من الاحيان..
كما كانت في كثير من الاحيان تضع يده علي بطنها المنتفخه حتي يشعر بحركة طفلهم....
رفعت داليدا يده الممسكه بها مقبله اياها بحنان وهي تهمس بصوت مختنق
=فوق يا حبيبي...فوق علشان خاطري...يامن خلاص قرب يجي...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
افلتت شهقه ممزقه منها و قد بدأت تنهمر دموعها علي خديها وهي تكمل بصوت باكي ممزق
=يرضيك يجي...و ميلقيش بابا مستنيه...
اخذت تقبل يده قبلات متتاليه مسنده جبهتها عليها و هي تدعو الله بان يعيده اليها و لطفلهم...
لكنها انتفضت في مكانها ملطقه صرخه منخفضه عندما شعرت بألم حاد يضربها اسفل بطنها وضعت يدها فوقها محاوله التنفس بقوه لكن ازداد الالم مما جعلها تنحني علي نفسها ممسكه ببطنها المنتفخه و الرعب قد زلزل داخلها خوفاً من ان يكون طفلها قرر القدوم في هذا الوقت فهي لازالت في بداية الشهر الثامن من الحمل كما انها لا يمكنها الولاده الان فيجب ان يكون داغر معها و بجانبها في هذا الوقت...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
شهقت بقوه وهي تهمس من بين أنات ألمها و قد بدأ العرق يتصبب من عنقها
=لا...لا علشان خاطري..يا حبيبي استحمل شويه.....لسه بدري
دلف الطبيب عزت الي الغرفه ليجد داليدا علي حالتها تلك غمغم بقلق
= خير يا داليدا هانم..مالك في ايه؟!
اجابته داليدا بأنفس لاهثه و الالم يزداد بقوه عليها
=بطني...بطني مش قادره
ضغط سريعاً علي الزر الذي بجانب فراش داغر لتدخل الممرضه علي الفور الي الغرفه ليأمرها بأن تصطحب داليدا الي طبيب النسا التي تتابع معه لكي يقوم بفحصها في الحال........
🌼ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ🌼
بعد عدة دقائق..
كانت داليدا مستلقيه علي الفراش تراقب الطبيب المتخصص بأعين متسعه بالخوف و هو يقوم بفحصها همست بصوت مرتجف عندما رأته قد انتهي من فحصه لها
=ده طلق مش كده..هولد دلوقتي.؟؟
اجابها الطبيب بهدوء و هو يبتسم محاولاً اطمئنانها فقد كان يعلم الحاله التي تمر بها بسبب مرض زوجها
=لا...متقلقيش لسه بدري..بس انتي محتاجه ترتاحي...مينفعش اللي انتي بتعمليه في نفسك ده...
وافقته الممرضه التي اصطحبتها الي هنا بوقت سابق
=قولها يا دكتور...دي مبتنمش..ولا بتاكل دايماً قاعده متصلبه جنب جوزها....
هز الطبيب رأسه قائلاً
=مينفعش...مينفعش يا داليدا هانم...كده مش كويس لا علشانك ولا علشان البيبي...انتي محتاجه ترتاحي فتره...لازم تروحي البيت..
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
هزت داليدا رأسها قائله بصوت مختنق بالدموع
=لا مش هسيب داغر لوحده ...مش هينفع اسيبه
زفر الطبيب بأحباط بينما يتطلع بشفقه الي وجهها الشاحب والدموع المحتبسه بعينيها المحتقنه
=خلاص هحجزلك اوضه هنا علشان تبقي جنب داغر بيه في نفس الوقت...بس توعديني مترهقيش نفسك و تاكلي و تنامي كويس...
اومأت له داليدا بالموافقه فهي يجب عليها ان تهتم بصحتها من اجل طفلها و من اجل زوجها عندما يفيق و يعود اليها....
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
بعد مرور عدة ايام....
كانت داليدا خلال تلك الايام تتردد باستمرار علي غرفة داغر تطمئن عليه و تجلس تحادثه كما اعتادت دائماً لكنها كانت تحاول في ذات الوقت ان تحصل علي عدة ساعات من النوم و الراحه من اجل طفلها....
و في ذات يوم...كانت نائمه علي الفراش بغرفتها في المشفي تحاول الحصول علي بضع ساعات من النوم حتي تعود مره اخري لزوجها عندما سمعت طرقاً علي الباب لتدلف بعدها الممرضه بوجه مبتسم مشرق هاتفه بسعاده
=داغر بيه فاق يا داليدا هانم...
فور سماع داليدا تلك الكلمات انتفضت واقفه من فوق الفراش هاتفه
=بجد....داغر ...فاق...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
اومأت لها الممرضه بالايجاب مبتسمه بتعاطف عندما رأت داليدا تنفجر باكيه وهي تحاول بتعثر ارتداء معطفها و عقد حجابها حول رأسها لتقترب منها مساعده اياها في عقده فقد كان جميع العاملين بالمشفي يتعاطفون معها فلم يروا امرأه في وضعها المتقدم هذا من الحمل وترفض مفارقة 
زوجها طوال شهر كامل و كلما دخلوا الي غرفة زوجها يجدوها تبكي او تتحدث اليه كما لوكان مستيقظاً و يستمع اليها..
ربتت الممرضه علي ذراعها برفق قائله بمرح محاوله تهدئتها
=اهدي يا داليدا هانم...ولا عايز داغر بيه اول لما يصحي شوفك منهاره كده...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
محت داليدا الدموع العالقه بوجهها قائله بابتسامه مشرقه
=صح عندك حق ..مفيش دموع خلاص الحمدلله انه قام بالسلامه ده عندي بالدنيا و ما فيها....
اسرعت بارتداء حذائها سريعاً ثم خرجت من الغرفه شبه راكضه بالممر و قلبها يرتجف بداخل صدرها من شدة اشتياقها و لهفتها اليه..
دلفت الي الغرفه الخاصه به و عينيها الجائعه تبحث عنه لتشعر بقلبها يكاد ان يقفز من داخل صدرها فور رؤيتها له جالساً علي الفراش مستيقظاً يتحدث الي الطبيب عزت صديق والده غافلاً عن وجودها...
اقتربت من الفراش بخطوات مرتجفه هامسه بأسمه رأته بأعين متلهفه يدير رأسه نحوه قائلاً وهو مقطب الحاجبين
=ايوه....
ارتبكت داليدا من ردة فعله البارده تلك فلم تكن تتوقع ان تكون هذه رد فعله عندما يراها لكنها تجاهلت هذا فكل ما يهمها انه استيقظ و اصبح بخير اقتربت منه اكثر ممسكه بيده تضغط عليها برفق
=حمدلله علي سلامتك...مش متخيل انا......
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
قاطعها داغر نازعاً يده من يدها قائلا بصوت مرتبك بينما يلتف الي الطبيب عزت
=هو في ايه مين دي يا دكتور عزت...؟!
شعرت داليدا بقلبها يهوي داخل صدرها فور سماعها كلماته تلك و هي لا تصدق بانه نطق بها ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها هامسه بصوت مرتعش
=هو انت...انت مش عارفني ..؟!
تطلع اليها داغر بتركيز عدة لحظات قبل ان يغمغم ببرود
=لا مش عارفك...ايه هو المفروض ان اعرفك و لا حاجه......
رفعت داليدا وجهها الشاحب للطبيب قائله بنبره ممزقه و هي علي وشك الانهيار و قد بدأت الارض تميد من تحت
=بيقول مش عارفني....ازاي...مش عارفني....
اقترب منها الطبيب هامساً لها بصوت منخفض حتي لا يصل الي داغر
=اسبقيني علي برا يا داليدا هانم و انا هفهمك كل حاجه....
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
ثم اشار برأسه الي الممرضه التي كانت تقف خلف داليدا و التي اسرعت بالامساك بها قبل ان تنهار علي الارض مساعده اياها في الخروج من الغرفه...
بينما راقب داغر انهيار تلك المرأه بعقل مشوش هتف بحده بعزت
=مين دي يا عزت ما تفهمني في ايه بيحصل...
اجابه عزت بارتباك
=اهدي بس يا داغر بيه....
ليكمل بتردد
=الظاهر كده انك......انك عندك مشكله في الذاكره....
ليكمل سريعاً عندما رأي وجه داغر يحتد بغضب...
=ايه اخر تاريخ انت فاكره..؟!
اجابه داغر بعد تفكير قليل
=كان اخر حاجه3/5/2020
اومأ الطبيب برأسه مهمهماً بصوت منخفض وهو يسجل شئ بالدفتر الذي بيده
=فهمت
قاطعه داغر بحده وهو يلوح بيده في وجه عزت
=فهمت ايه بالظبط... ما تقول في ايه ؟؟
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
اجابه عزت بارتباك
=داغر بيه...تاريخ النهارده هو1/8/2021
ليكمل موضحاً له
=يعني في اكتر من سنه و3 شهور مفقودين بالنسبالك و مش فاكرهم..
اتسعت اعين داغر بالصدمه فور سماعه هذا...و عقله المشوش المتعب يجد الصعوبه في فهم معني كل هذا...
اغمض عينيه و هو يرجع برأسه التي اشتد ألامها الي الخلف يستند الي الوساده فاركاً بيده جبينه محاولاً التخفيف من الالم الذي عصف به...
مما جعل الطبيب يأمر الممرضه الواقفه بجانبه ان تحقنه بمسكن و مهدئ و تتركه يرتاح ...
في ذات الوقت...
كانت داليدا جالسه بممر المشفي تبكي وهي تهمس بصوت ممزق بالالم
=مش فاكرني....داغر مش فاكرني...طيب ازاي....ده اخر حاجه كان معايا.....ازاي ينساني
احتضنتها الممرضه التي اخذت تربت علي ظهرها شاعره بالاسف علي حالتها تلك...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
لكن انتفضت داليدا مبتعده عنها واقفه علي قدميها عندما رأت الطبيب عزت يقترب منهم اتجهت اليه هاتفه من بين شهقات بكائها...
=ازاي مش فاكرني...ده انا مراته....
لتكمل بشبه هستريه و هي تضع يدها فوق بطنها المنتفخه
=حتي يامن...حتي يامن مش فاكره طيب ازاي....
ربت الطبيب عزت علي كتفها بهدوء
=اهدي.. يا داليدا هانم و تعالي.معايا..و انا هفهمك علي كل حاجه...
ثم قادها نحو غرفتها بالمشفي حيث اتبعته داليدا و هي شبه مغيبه من شدة الصدمه و البكاء اجلسها بهدوء علي الفراش بينما جلس بالمقعد امامها ...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
=داليدا هانم داغر بيه بيعاني من فقدان مؤقت بالذاكره...
قاطعته داليدا بحده و هي تمسح الدموع العالقه بوجنتيها بيدها المرتجفه
=عارفه ...عارفه انه عنده فقدان للذاكره
لتكمل و قد بدأ صوتها يتهدج بالدموع مره اخري
=بس ازاي ينساني ده انا مراته...داغر روحه فيا...استحاله ينساني بالساهل كده اكيد في حاجه غلط......
اومأ عزت برأسه قائلاً
=ما هو ده السبب...داغر كان اخر موقف له معاكي كان بيحاول يحميكي من البلطجيه اللي طلعوا عليكوا...و غصب عنه لما غاب عن الوعي اخر حاجه ترجمها دماغه انك هتموتي علي ايد البلطجيه دول...طبعاً ده علي حسب كلامك و وصفك للحادثه .... طبعاً هو ميعرفش ان الحرس بتوعه ادخلوا و انقذوكي فلما فاق عقله عمل حاجز..و حاول ينساكي خوفاً من انه يتأًذي لما يعرف انك موتي او حصلك حاجه....
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
انهمرت الدموع من عينيها بغزاره فور سماعها تحليل الطبيب للامر هامسه بصوت مرتعش ينبثق منه القهر والالم
=يعني ايه...يعني داغر هيفضل ناسيني ...مش هيفتكرني ابداً...ولا هيفتكر ابننا
اجابها عزت بهدوء
=لا طبعاً .. بس هياخد شوية وقت لما يفتكر في حالات الذاكره بترجعلها بعد يوم بعد يومين بعد اسبوع..شهر....سنه....
انتفضت داليدا واقفه وهي تهتف بينما تتجه نحو باب الغرفه
=سنه....ايه ؟! انا مش هقدر اتحمل انه يفضل ناسيني دقيقه واحده انا هروحله و هقوله كل حاجه و هخليها يفتكرني......
اوقفها صوت عزت الحاد
=اياكي... اياكي تعملي كده
ليكمل وهو يحاول رسم الجديه علي وجهه المخادع
=لو حاولتي تفكريه بالغصب ممكن يحصله انتكاسه...و يرجع للغيبوبه من تاني و ساعتها يا عالم هيفوق منها ولا لاء.. لازم الذاكره ترجعله واحده واحده و من نفسها..... 
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
تجمدت خطوات داليدا عند الباب فور سماعها كلماته تلك فهي بالطبع لن تقوم بايذاءه فالموت ارحم بالنسبه اليها من فعل اي شيئ يؤذيه..
تراجعت ببطئ و خطوات متهدله نحو الفراش مره اخري تنهار جالسه عليه بتثاقل تتطلع امامها بأعين ملبده بالبؤس والالم فعالمها باكمله ينهار من حولها و لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله...
بينما وقف الطبيب امامها يتطلع اليها بصمت عدة لحظات قبل ان يغمغم.
=داغر مش لازم يعرف انك مراته ...لحد ما هو يفتكر بنفسه...و اي حاجه طبعاً تانيه برضو هو ناسيها...بأكد عليكي تاني يا داليدا هانم اي حاجه هتغصبيه انه يفتكرها هتؤدي الي دخوله في غيبوبه مره تانيه...
صمت عندما هزت رأسها المنحني ببطئ وهي لازالت تتطلع امامها بعينيها المحتقنه والدموع تتسرب منها بلا حول ولا قوه...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
غمغم وهو يتجه نحو باب الغرفه مغادراً وهو بتطلع الي جهاز صغير بيده
=عن اذنك مضطر اسيبك في مريض محتاجني....
ثم غادر الغرفه سريعاً متجهاً الي مكتبه مخرجاً هاتفه من جيب معطفه الطبي واضعاً اياه علي اذنه قائلاً
=هاااا سمعتي بودنك يا شهيره..
اطمنتي انها هتخاف تفكره باي حاجه....
اجابته شهيره التي كانت علي الطرف الاخر من الهاتف منذ ان خرج الطبيب من غرفة داغر و اخبرها عن حالة فقدان الذاكره التي يعاني منها حيث اصرت ان تظل معه علي الهاتف اثناء محادثته مع داليدا حتي تستطع سماع ما يدور بينهم
=ايوه سمعت....و حقك هيوصلك زي ما اتفقنا متقلقش....
ثم اغلقت الهاتف دون ان تنتظر اجابته....
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
بعد مرور عدة ساعات..
دلفت الي غرفة داغر داليدا بوجهها الشاحب و جسدها الذي اصبح هزيل بسبب اهمالها في طعامها طوال الشهر الماضي بخطوات هادئه حتي لا تتسبب في ايقاظه....
ففور ان اعلمتها الممرضه بنومه اسرعت بإنتهاز تلك الفرصه لكي تطمئن عليه...
وقفت علي بعد عدة خطوات من فراشه تتطلع اليه بأعين مشتاقه اقتربت منه علي اطراف اصابعها محاوله عدم اصدار اي صوت وجلست بهدوء علي المقعد الذي بجانب فراشه و الذي كانت تشغله طوال الشهر المنصرم...
ظلت جالسه تتطلع اليه بصمت و عقلها يدور بدوائر مفرغه لا تدري ما الذي يجب عليها فعله فهي تشعر بانها وحيده تماماً...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋
ربتت علي بطنها بحنان ولطف عندما شعرت بحركة طفلها بداخلها كما لو كان يخبرها انه معها سقطت دمعه من عينيها...
فقد لم يتبقي سوا عدة اسابيع علي موعد ولادتها...كيف ستفعلها دون داغر ان يتذكرها او يتذكر حتي طفلهم..اغمضت عينيها تدعو الله بصمت ان يتذكرها زوجها في اسرع وقت قبل موعد ولادتها
فهي.لا ترغب بان يأتي طفلهم الي الحياه دون ان يستقبله والده و يرحب به...
🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋
شعرت بغصه تمزق قلبها فور تذكرها مدي لهفة داغر في السابق لاستقبال طفلهم فقد كان يأخذها بين ذراعيه و يظل يحكي لها ما الذي ينوي فعله في اليوم الذي سيحمل طفلهم بين ذراعيه فقد كان كما لو انه طفل صغير ينتظر يوم العيد
اسرعت داليدا بالنهوض بخوف وارتباك عندما بدأ داغر بتلملم في نومه لتغادر الغرفه في الحال فقد كانت خائفه من مواجهته عندما يستقيظ فماذا ستجيبه اذا سألها من هي..فلم يعد لديها اجابه لسؤاله هذا بعد تحذير الطبيب لها...

يتبع.....

  •تابع الفصل التالي "رواية قلبه لا يبالي" اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات