رواية قلبه لا يبالي الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم هدير نور
البارت الثانى و العشرون 🦋🤎
قلبه لا يبالى 🦋🤎
اغلقت داليدا الهاتف مع داغر و وضعته بجيبها الخلفي من ثم اخذت تنظر من خلال التلسكوب باهتمام لكنها زفرت بحنق عندما وجدت انها لا تسنطيع رؤية الخسوف بشكل جيد من موقعها هذا مما جعلها تتحرك بالتلسكوب متخذه عدة خطوات للامام و هي لا زالت تنظر من خلاله متناسيه تماماً السور الشبه منعدم الذي يفصل بينها و بين السقوط سوا خطوه واحده. و التي تحركتها داليدا فلم تشعر بنفسها الا وقدمها تنزلق من فوق السور لتندلع منها صرخه فازعه شقت سكون المكان من حولها و هي تسقط هاويه إلى الاسفل نحو الارض التي كانت تبعد عن سطح القصر بمسافه ليست قصيره بالمره...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
لم تشعر الا و هي تتشبث سريعاً باحدي الاعمده الحديديه البارزه من سور السطح الخارجي ليصبح جسدها متعلق بالهواء. تمسكت يديها بالعمود بقوه بينما تلهث بصوت مرتفع محاوله ادخال الهواء إلى رئتيها التي انغلقت من شدة الذعر بينما الفزع و الخوف يسيطران عليها اخذت تصرخ باعلي صوت لديها طالبه المساعده لكنها كانت تعلم بطريقه يائسه بانه لن يسمعها احد فقد كان هذا الجزء الخلفي من القصر...اخفضت عينيها ببطئ تنظر برعب إلى الاسفل لتجد ان المسافه التي تفصلها عن الارض كبيره جداً لتعلم بانها اذا افلتت يدها و و سقطت للاسفل فلن تنجو...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
انفجرت باكيه و قد ادركت انها لن تنجو شاعره بالم يكاد يحطم روحها إلى شظايا فور تذكرها لداغر اخذت تهمس بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها داعيه الله ان تراه ولو للحظات قليله قبل موتها المحتم هذا. فقد كان الشخص الوحيد الذي يعنيها امره بهذه الحياه. فليس لديها احد اخر غيره يمكنها ان تحزن على فراقه... في ذات الوقت...صعد داغر إلى السطح بوجه مكفهر غاضب فقد عاد من العمل كل ما كان يرغبه فور وصوله للمنزل هو ان يأخذ داليدا بين ذراعيه و يستغرق بالنوم لمده لا تقل عن 12 ساعه متواصله على الاقل فقد ارهقه العمل كثيراً لكن ما ان وصل للمنزل لم يجد داليدا بأي مكان في جناحهم لذا قام بالاتصال بها على الفور لتخبره بانها على السطح وانها سوف تهبط للاسفل بعد قليل...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
لكنه لم يستطع الانتظار و صعد على الفور ليلحق بها فلن يستطع تركها بمفردها بهذا الوقت المتأخر في هذا المكان... زفر بحنق بينما يصل إلى باب السطح يفتحه و هو لا يمكنه فهم ما الذي تفعله تلك الحمقاء بمفردها هنا بمنتصف الليل. دخل السطح اخذت تجول عينيه بارجاء المكان بحثاً عنها لكن كان المكان خالياً تماماً غمغم باحباط بينما يخرج هاتفه ليتصل بها مغمغماً بنفاذ صبر =هنبدأ بقي نلعب يا داليدا...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
سمع رنين هاتفها يأتي بمكان ما من السطح لذا اتبع الصوت و هو يظن انها تختبئ منه حتى وصل إلى المكان الذي يطل على الجهه الخلفيه للقصر هتف ظناً انها لازالت تختبئ بمكاناً ما حتى تشاغبه =اطلعي يا دالي...لكن تجمدت باقي حروف جملته على شفتيه عندما رأي التلسكوب الخاص بها ملقي بجانب حافة السور المنخفضه شعر بقلبه يهوى داخل صدره. بينما بدأت الارض تميد من تحت قدميه عندما بدأ عقله يترجم المشهد الذي امامه اقترب من السور بخطوات بطيئه يجر قدميه جراً كما لو كان مشلولاً حتى اصبح يقف امام الحافة يخفض عينيه التي اصبحت بلون الدماء إلى الاسفل متوقعاً رؤية جسدها ملقي بالاسفل غارقاً في دماءه...لكن بدلاً من ذلك رأي ما جعل قلبه يعاود النبض من جديد فقد كانت داليدا تتشبث بيديها بقطعه من الحديد لكن سرعان ما اختفت تلك الراحه ليحل محلها الخوف و الرعب بداخله عندما ادرك ان ذلك العمود الحديدي لن يتحمل وزن جسدها كثيراً و انها معرضه للسقوط باي لحظه...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
هتف بصعوبه اسمها بصوت مرتجف بينما ينبطح فوق الارض سريعاً على بطنه ماداً يده نحوها...رفعت داليدا وجهها إلى اعلي عندما سمعت صوت داغر يهتف باسمها لتجده ينحني منبطحاً نحوها بينما يحاول مده يده اليها هزت رأسها و هي تعتقد انها تحلم من شدة يأسها لرؤيته قبل موتها سمعته يهتف بصوت متحشرج مختنق =متخفيش يا حبيبتي، انا معاكي و همسكك.
انفجرت باكيه فور سماعها كلماته تلك وقد ادركت انه بالفعل معها و انها لا تتخيل هذا فقد كانت تشعر بالرعب بسبب يدها المرتجفه التي لن تتحمل الصمود كثيراً بهذا الوضع...رأت داغر يمد يده اليها. لتحاول بصعوبه فك قبضة احدي يديها من فوق العمود الحديدي لكي تمدها نحو يده محاوله الامساك بها لكن عجزت عن الوصول اليها فقد كانت المسافه بعيده بين ايديهم...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
عند هذا قامت داليدا بالتشهد بصوت مرتجف منخفض فقد ادركت انه لن يستطيع انقاذها و هي لن تستطع الصمود كثيراً خاصة و قد بدأ ارتجاف يزداد بقوه مرعبه عالمه بان مصيرها قد حدد... سمعت داغر يهتف اسمها بيأس.=داليدا مدي ايدك اكتر ليا يا حبيبتي، متخفيش... حاولت مد يدها نحوه مره اخري لكن فشلت محاولتها تلك ايضاً بدأت تشعر بيدها تنزلق لذا رفعت عينيها اليه متأمله وجهه قبل ان تهمس بصوت مرتجف باكي من بين شهقات بكائها بينما الدموع تغرق وجهها ناطقه بتلك الكلمه التي تكنها له منذ اكثر من سنه فلن تموت دون ان تخبره اياها =داغر انا بحبك، بحبك اوي...لم تتغير تعبيرات وجهه الشاحب كما لو كان لم يسمعها حيث كان يبحث بعينيه من حوله كالمجنون عن شئ يمكنه انقذها به لذا همت ان تعيدها مره اخري عليه لكنها صرخت فازعه بدلاً من ذلك عندما رأته يتقدم بجسده المنبطح للامام اكثر حتى اصبح معظم جسده العلوي خارج السور متشبثاً بيده بالسور المنخفض بينما يده الاخري يمدها نحوها صرخت داليدا باكيه بهستريه و الخوف عليه يسيطر عليها.= داغر، لا. ارجع، ارجع علشان خاطري، هتقع... لكنه لم يستمع اليها ماداً يده نحوها اكثر هاتفاً بصوت مرتجف =يلا يا حبيبتي حاولي علشان خاطري، يلا...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
مدت يدها اليه بينما تحاول رفع جسدها بيدها الاخري المتشبثه بالعمود الحديدي لتنجح هذه المره بالامساك بيده الممدوده اليها...قبضت يده على يدها بقوه جاذباً اياها إلى الاعلي بصعوبه حتى استطاع اخيراً برفعها للاعلي جذبها داغر نحوه بقوه عندما اصبح جسدها باكمله مرتفع للاعلي ليرتمي جسدها فوق جسده و يسقطوا للخلف سوياً على ارضية السطح الصلبه افترش الارض جاذباً اياها فوق جسده يضمها اليها بقوه و هو يلهث محاولاً التقاط انفاسه التي كان يحبسها طوال الدقائق التي مرت لا يصدق بانها حيه و بين يديه للحظات فقد الامل في انقاذها عندما لم تستطع ان تصل إلى يده.
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
لكنه لن يستطع العيش بدونها فالموت بالنسبه اليه ارحم بكثير بان يعيش باقي حياته يتألم بدونها كان قلبه لا يزال يرتجف بين اضلعه بخوف لذا قام بضمها اليه بقوه اكبر دافناً وجهه بعنقها مستنشقاً بقوه رائحتها و الذعر و الخوف من فقدانها لا يزال يعصفان بداخله مرر يده بلهفه فوق ظهرها متلمساً اياها حتى يطمئن نفسه بانها بالفعل سالمه و بين يديه لا يصدق بانه كاد ان يفقدها فعند تخيله لها ملقاه كجثه هامده بالاسفل كاد ان يفقد عقله شاعراً بخوف لم يشعر بمثله من قبل...حاول التكلم و تهدئتها فقد كان جسدها يرتجف بقوه بينما شهقات بكائها تمزق السكون من حاولهم لكنه لم يستطع النطق بحرفاً واحداً فقد كان كالمشلول... دفنت داليدا وجهها الباكي بعنقه هي الاخري بينما تحيطه بذراعيها تضمه بقوه اليها برغم احتضانه لها الشديد الذي قد يتسبب باختناقها الا انها شددت من احتضانها له و هي تبكي بشهقات تمزق القلب...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
لكنها توقفت عن البكاء متجمده عندما شعرت بجسد داغر يهتز بقوه بين ذراعيها و مياه دافئه على عنقها. لتدرك على الفور بانه يبكي... همست بصوت مرتجف بينما تحاول رفع وجهه عن عنقها =داغر... لكنه لم يستجب لها رافضاً رفع وجهه لها بينما جسده لايزال يرتجف اخذت تقبل رأسه ممرره يدها المرتعشه على ذراعيه بحنان حتى شعرت به يهدئ...ظل داغر ساكناً مكانه عدة لحظات بعد ان هدئ و هو لا يصدق بانه قد بكي حقاً بهذا الشكل فبحياته بأكملها لم يفعلها حتى بيوم وفاة والده برغم الالم الذي كان يشعر به وقتها... انتفض واقفاً بصمت و هو لايزال يحمل جسدها المرتجف بين ذراعيه هابطاً بها للاسفل سريعاً كما لو كان هذا السطح مكاناً ملعون سوف يلاحقه... فور دخولهم للجناح الخاص بهم انهار داغر ث مستلقياً على الفراش وهو لا يزال يحملها بين ذراعيها لتصبح مستلقيه اسفل جسده الصلب ليسرع بضم جسدها اليه دافناً وجهه بعنقها و هو مغلق العينين و لازالت ضربات قلبه تعصف بداخله بجنون بينما هي الاخري كانت دافنه وجهها بكتفه متشبثه به محاوله الحصول على اكبر قدر من الامان الذي يوفره ذراعيه التي تحاوطها بهذا الشكل.
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
بعد عدة دقائق كانوا لايزالون على وضعهم السابق عندما رفع داغر رأسه اخيراً عن عنقها يتطلع إلى وجهها بصمت عدة لحظات بعينيه المحتقنه قبل ان يمرر نظراته المتفحصه ببطئ فوق جسدها بحثاً عن اي ضرر فد اصابها. اهتز جسده بعنف فور ان وقعت عينيه على يدها المتورمه الحمراء. الملتهبه من تمسكها بالعمود الحديدي مده طويله مما جعله يتذكر مشهد جسدها الذي كان متعلقاً بالهواء و الذي سيجد صعوبه بنسيانه طول حياته مرافقاً اياه شعوره بالخوف و الذعر الذي شعر بهم وقتها، داليدا و جسدها معلق بالهواء.رفع يدها إلى فمه مقبلاً اياها قبلات عديده و عندما انطلقت من بين شفتيها انة الم خفف من حدة قبلاته عليها لتصبح كلمسة الريشة مقبلاً كل انشاً من راحة يدها.
ارتفعت قبلاته من يدها لتشمل ذراعها وكتفها حتى وصل إلى عنقها الذي دفن وجهه به يمرر شفتيه فوق جلدها الناعم بشغف همست داليدا بصوت منخفض و قد بدأ جسدها يستجيب لقبلاته تلك =داغر...لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما دفن وجهه بعنقها و قبلها بحنان عليه من ثم ارتفع مره اخري ممرراً شفتيه برقه على وجهها موزعاً القبلات عليه كما لو كان يمجد كل انشاً منه. مقبلاً بحراره عينيها و وجنتيها حتى اخفض رأسه اخيراً متناولاً شفتيها في قبله حاره يبث بها خوفه الذي لا يزال يعصف به و حاجته اليها التي تعذبه...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
و سرعان ما تبدل خوفه داليدا إلى مشاعر اخري تسري بسائر انحاء جسدها مما جعلها ترتجف بقوة بين ذراعيه. زاد من تملكه حارق و قد تحول خوفه عليها إلى حاجه ملحه تكاد ان تقتله... عقد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر حتى اصبحت ملاصقه به ظل يقبلها بشغف و الحاح حتى سقطوا اخيراً في عالمهم الخاص الذي لا يوجد سواهم به...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
يتبع...
•تابع الفصل التالي "رواية قلبه لا يبالي" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق