رواية فاطمة الفصل السابع عشر 17 - بقلم زهرة وسط اشواك
رواية فاطمة الحلقة السابعة عشر
اللهم صل علي محمد
في بيت عادل، يجلس بحجرته و هو ممسك بصورة ورد : وحشتيني يا ورد، مشتاق ليكي كل حاجة وحشه منغيرك
خيط باب حجرته، فأذن بالدخول: لتدخل لوجي و عزت
عادل و هو يعيد الصوره علي الكومودينو: خير يا ولاد
عزت: بنستأذن حضرتك حنروح لفاطمة نسهر معاها، أصلها حتسافر اسكندرية بكره
عادل: طب خدووها زيارة كويسه معاكم
ذهبت إليه لوجي و احتضنته: ربنا ما يحرمنا منك يا بابا
ضمها عادل: و لا منكو حبيبتي، و خلو بالكم بلاش ضحك و لعب بصوت عالي لأني عارفكم، و الناس عندهم حالة وفاة
عزت: متقلقش يا بابا، احنا بنعرف في الأصول برده
عادل: لولا عاوز أنام كنت رحلتهم انهاردا كمان، الناس مأصروش يوم وفاة الغالية
اللهم صل علي محمد
في حجرة عز يدخل الحجرة و يخلع جلبابه و يعلقه علي الشماعه و يأخذ ملابس بيدخل الحمام.
نيفين: حتفضل مخاصمني كتير
نظر إليها بسخرية ، ثم دخل الحمام و لم يعيرها أي اهتمام.
اللهم صل علي محمد
رن تليفونها: الو، ايوه يا كوثر لسه زي ما هو، والله أنا تعبت، بحبه والله بس مش قادرة أتأقلم مع حياته دي، هو مش مخليني محتاجة حاجة و بياخدني معاه لما يروح اسكندرية، بس وقته هنا أكتر و أنا معتش قادرة استحمل ، تخيلي أنا تقريبا طول ما احنا هنا و أنا مش بخرج من أوضتي، ريف إيه و جمال إيه، أنا مش حاسة الا بالغربة و كائنات غريبة، ههه عيال، و يتربوا بطريقة الناس دي، أنا باخد حبوب و مستنية إني أقدر أثر عليه و يخليني أنا في إسكندرية علطول و بعدين أبقي أفكر اخلف. طب سلام أحسن شكله خلاص طالع من الحمام.
خرج عز و هو يجفف شعره : بتكلمي مين.
نيفين: دي كوثر صحبتي ، ثم اقتربت منه ، و تمسك بيده: خلاص بأه يا عز يا حبيبي، قلتلك كام مرة اسفة.
عز: نزلتي انهاردا فطرتي مع الحريم.
نيفين: مش قادرة بجد، أسلوبهم في الكلام و تفكيرهم.
عز: يبجي لسانك ميخاطبش لساني، اللي مش عجبينك دول أهلي و كلامهم و تفكيرهم دا اللي تربيت عليه. و اللي حيتربوا عليه عيالنا لو ربنا أراد.
نيفين بتسرع : أنا استحالة أولادي يتربوا في البيئة دي.
وقف أمامها بغضبو: يبجي انت من سكه و أنا من سكه.
نيفين بدموع : بتبيعني بسهوله كدا.
عز : انت اللي بايعة و معندكيش استعداد تتأقلمي مع بيئة جوزك.
نيفين: خليني أنا في اسكندرية علطول، و انت تعالي لأهلك وقت ما تحب.
عز: عارف ان دا هدفك من زمان، بس دا بعدك ، أنا لا يمكن أجبل بوضع زي دا، فيا بنت الناس آخر فرصة ليكي ، يا تعيشي عيشة جوزك و تتأقلمي معاها و تنزلي مع الحريم و تدخلي المطبخ، انت كيف جابلاها علي نفسك و عليه ، أمي و مرات اخوي يطبخو و انت جاعده هنا تاكلي علي الجاهز، لع حتي جاعتك بتجيبي الخدامه تنضفهالك.
نيفين: يعني دا آخر كلام عندك.
عز و قد سرح بعيدا : لو أنا حصلي حاجة و عجزت ربنا ما يكتب ، كنتي حتتحمليني و تحبيني و تجومي علي خدمتي.
نيفين : إيه اللي بتقوله دا.
عز: تعرفي ابراهيم واد عمي، ما انت شفتيه كام مرة
نيفين : آه، المتخلف دا.
عز: مرته معتفارجهوش واصل و تراعيه و معتخلهوش عاوز حاجة، رغم انها صغيرة ، أصغر منك بحوالي ١٠ سنين و متفوجة في دراستها. و اللي يشوفها يجول أم حتراعي ولدها.
نيفين : و انت عجباك بأه مراته.
نظر لها باحتقار : للأسف علم في المتبلم يصبح ناسي.
نيفين : أنا حروح لبابي و هو يشوفلي حل معاك.
عز لم يرد عليها و تمدد علي السرير و أغمض عيناه و سرح في فاطمه و تذكر حركاتها و كلامها : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، يا رب أعوذ بك من شر نفسي.
اللهم صل علي محمد
عند فاطمة
لوجي: معقولة معتش بيتكلم خالص.
فاطمة بتنهيده: لا ، و حاسة كيف مايكون فقد الذاكرة ، بيبص للكل بغرابه ، زي ما يكون مش فاكر حد.
اللهم صل علي محمد
عزت و هو يحتسي العصير: طب و الدكاترة قالوا إيه.
فاطمة: جسديا مفهوش حاجة، و نفسيا الدكتور قال نحاول نوفرله جو هادي ، لكن محدش قادر يشخص ، لأنه فقد النطق، فمش عارفين، هل هو بطبيعته عادي و لا فاقد الذاكرة و لا خوف. فقدانه النطق مصعب الدنيا. دا غير انه بأه ينام كتير أوي
لوجي: سوري يعني يا فاطمة ، أنا شايفاكي متأثرة أوي، عشانه ، كأنك مش مغصوبة عليه، أو انه أساسا متخلف و مش بيتعامل معاكي كزوج أو بحب زي أي واحدة ما تتمني.
لكنها عزت: هو دا كلام
فاطمة: يووووه، خد من دا كتير، الكل مستغربني، و بيسأل نفس السؤال، محدش مصدأ اني بجد بحبه و مستغناش عنه، إزاي انا شخصيا معرفش،، و بزعل أوي لما حد يقول متخلف أو متأخر، لوجي مقاطعة إياها: أنا آسفة، والله انا بس بطمن عليكي
فاطمة بابتسامة: أنا بقولك بصفة عامة، و بعدين لو قربتي من ابراهيم، و عرفتيه، حتلاقيه مش متأخر لحد كبير، مش عارفة، حاسة لو أهله كانوا دخلوه المدارس الخاصة باللي زي حالته أو تابع مع دكتور كويس.
اللهم صل علي محمد: و استمروا معاه، كان حيفرق كتير، لان شكلهم دخلوه، بس مستمرش
عزت: اهم حاجة يا بطوط انك بخير و مستريحة.
فاطمة بابتسامة: الحمد لله يا حبيبي و دعواتكم يرجعله صوته و يتحسن.
لوجي : اسكتي مش مياده اتجوزت
فاطمة: بجد، ما شاء الله، ربنا يهنيها
عزت : مش حتصدقي، تخيلي مياده اتنقبت
فاطمة: لا مش معقول ، طب قول وسعت اللبس ، اتحجبت، لكن كدا مرة واحدة.
لوجي: لا و جوزها شيخ
فاطمة: سبحان مقلب القلوب، ما تدوني رقمها، ابقي ابركلها.
عزت: انت طيبة أوي يا بطوط، عاوزة تكلميها رغم انها مكنتش بطيقك، و يوم ما كانت تيجي، كنتي بتروحي لخالتك عشان تبعدي عن المشاكل معاها.
فاطمة: أنا كنت بديها العذر، الظروف اللي مرت بيها مش ساهلة، و هي كانت بتغير مني، شايفة أن باباها طلق مامتها عشان أمي.
لوجي: هي فاطمة كدا دايما تدي أعذار للي يؤذوها
فاطمة: انتم عارفين المشكله فين
عزت و لوجي: فين
فاطمة بضحك: البت دي ( مشيرة للوجي)، مش برتاحلها تتكلم معاها متصدقش انها عيلة مكملتش ١٦ سنه.
عزت بضحك: انت بتقولي فيها. ثم مثل أنه يهمس لفاطمة: أنا بقول نراقبها و نتحري خطواتها.
لوجي: لا والله، انتم حتتآمروا عليه و لا إيه. ثم أكملت بغرور: و بعدين يبني انت و هي، هما العباقرة كدا، دايما سابقين سنهم.
ضحكوا جميعا
فاطمة بضحك: فعلا عبقرية، بس في اللماضة بس
اللهم صل علي محمد
صباحا، و الجميع يسلم علي ابراهيم و فاطمة
عزيزة و هي تحتضن ابراهيم و تبكي: حتوحشني يا ولدي. بادلها ابراهيم الحضن في صمت
عبدالرحيم: مش حنوصيكي علي ولدنا يا بتي. لولا أن احنا عاشرناكي و عرفناكي بنت أصول، مكنتش اطمنت علي ولدي معاكي.
فاطمة بخجل: ابراهيم في عيوني يا حاج متقلقش عليه. و هناك في اسكندرية حنقدر نباشر مع دكتور نفسي كويس، عشان يرجع لطبيعته، أنا حاسة ان حالته بتسوء.
عبدالرحيم: ربنا يكرم أصلك و يباركلك يا بنتي، و انت لو عزتي أي حاجة، أوعي تتكسفي، انا مش أبو ابراهيم بس، انت كمان بتي.
فاطمة: أمال فينها نسمة مش شايفاها.
رجية بحزن: خدوها أهل أمها، حبيبتي ، كانت بتبكي و عاوزاكي، مخلوهاش حتي تطلع تسلم عليكي.
عبدالرحيم: الحمدلله انها جات علي جد كده، أبوها رفض الدية و جال مفيش تار بناتنا و ان ربنا أخدلهم حجهم. ثم أخفض رأسه بحزن ربنا يرحم الجميع.
عزيزة ببكاء: آآآآه يا ولدي
اقتربت منها فاطمة و هي تربت علي ظهرها: شدي حيلك يا ماما و ادعيله
رفعت عزيزة عيناها الباكية و احتضنتها: ربنا يحميكي يا بنتي و يحفظك.
عز: طب يالله يا جماعة، اتأخرنا، و متجلجوش، آني مش حتأخر عليهم، و محفوتش أسبوع ألا و أنا عنديهم
خرجوا جميعا لتوديعهم، وجدوا نيفين تركب بالأمام ، تهز قدميها بغضب لطول انتظارها، و لم تترجل من السيارة .
عز بغضب: انزلي سلمي، مش شايفانا، و لا عميتي، نزلت بغيظ و سلمت في صمت، إلي أن وصلت لفاطمة: انت بقي مرات ابراهيم المت
عز: إياك تكملي، حقطع لسانك
نيفين: أنا مش أصدي حاجة، أنا بتعرف عليها بس، أول مرة أشوفها
عبدالرحيم: براحة يا ولدي، يالله اركبي يا بتي، اركبي يا فاطمة أنت و ابراهيم. لف عز و ركب
عزيزة: ابجوا طمنونا اول ما توصلوا.
دخل جمعه و مختار و زين و هم يهرولوا و سلموا عليهم: معلش كنا في الغيط ، حتوحشنا يا هيما
مختار بضحك: ابجي سلملي علالمالح و دعوه و انصرف عز بالسيارة
اللهم صل علي محمد
نظرت فاطمة من الشياك و سرحت: يا تري، إيه مستنينا و الدنيا لسه حتعمل فيه إيه. ثم نظرت لإبراهيم، الذي بادلها النظرات: يا رب أدرني علي خدمته و ابعد عنا شياطين الإنس و الجن و اكفني شر نفسي
يتبع…
•تابع الفصل التالي "رواية فاطمة" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق