رواية مرارة عشق الفصل السابع عشر 17 - بقلم دنيا دندن
عادت زمرد الى المنزل ولم تذهب ابدا إلى المستشفى للإطمئنان على خلود ،لم يستطع يامن تركها وحدها وضل برفقتها في المنزل ، غيرت ملابسها الى ملابس بيتيه مريحة ونزلت الى المطبخ ،لمحت يوسف الصغير يركض في الجوار امسكت به من ملابسه الخلفية واردفة بضيق " هارب من امك ؟!"
نفى برأسه ببرائة و رفع يديه بإستسلام قائلا " يوسف معملش حاجة " رفعت زمرد حاجبها بتهكم وهي تنضر الى وجهه الملوث بالشكولاته وقالت " امال بتجري ليه؟!"
عبس بوجهه مرددا بتافف " اكلت الشوكلاته من غير علم مامي"
لم تستغرب زمرد كلامه تعلم أنه مشاكس ،اقتربت منهم سناء ونضرت إلى ابنها بغيض قائلة " أعلقك عشان تتربى ؟!"نفى برأسه وقال بلطافة " مش هعمل مشاكل ثاني" ابتسمت ولدته بغلب وقامت بأخده من زمرد ، التي تركته وتحركت ناحية التلاجة اخدت منها عصيرا منعشا وتحركت الى الخارج و تبعتها سناء ، جلست زمرد في البهو تنضر للامام وترتشف من عصيرها كأنها تفكر في شيئ ما جلست سناء بجانبها وتركت ابنها يلعب ، نضرت إلى صديقتها وقالت بتسائل " مالك يا زيدان ؟!"
ضلت زمرد ترتشف من عصيرها وقالت بشرود " هو انا وحشه "
حدقت بها سناء تتاكد من جدية كلامها شعرت بحيرة صديقتها وقالت " انت يا زيدان ايه قالب حالك ؟!"
نضرت لها زمرد قائلة بإستغراب " ليه الكل بقولي سامحي ؟! " ثم استرسلت بجدية " انا مش منافقة حتى لو قولت اني مسامحة كفاية نضرة في عيوني الكل يعرف اني عمري ما سامحت "
وضعت سناء كفها على كف زمرد وقالت بحنان " انسي الكل وشوفي نفسك ،ولا واحد فيهم شاف معاناتك "
إستمعت صابرة إلى حديتهم بعد ان كانت عائدة من المستشفى وقالت بضيق بعد ان نضرت الى زمرد " لمرة وحدة في حياتك اشفقي على حال خلود اللى ملهاش دنب في حاجة "
نضرت لها زمرد دون اهتمام و أشاحت لها بيدها قائلة" انا مش بعرف حد غير نفسي "
لم ينل ردها اعجاب صابرة التي كانت تحاول استيعاب برودها وانها هي الحل لعلاج اختها التي سوف تموت وقالت من حرقتها" انا عارفة انك مضلومة وعشتي حياة قاسية لكن خلود زيك هي كمان مضلومة "
استقامت زمرد تنضر في عيون صابرة وقالت بصوت هادئ متألم " بتعرفي ايه عن الحياة يا صابرة ؟! أشارت إلى نفسها واسترسلت "مثلا انا عشت ايه؟!عندك فكرة انك تبقي لوحدك من غير حد؟!عارفة معنى الحياة لوحدك وانت مريضة مش لاقية حد يعملك حتى كمادات او شربة ونايمة في الشارع؟! بيت دافي يملك مش موجود ، عارف معنى تعيشي من غير ام او اب ياخدوا بالهم منك؟!تنامي في الشارع والشتاء خيط من السما وانت حرارتك مرتفعة لحد الصبح ،تتلوي من ألم المرض ؟!تدعي ان الصبح يجي؟!لانك وحدك ولا واحد ممكن يجي يساعدك؟! اضافة بصوت ضعيف تتدكر معاناتها " تترتجفي من الخوف لوحدك" كانت صابرة تنضر لها بشفقة وكدالك ادمعة عيون سناء التي تعرف ما عانته زمرد في الشارع وكم مرة مرضة وكادت ان تموت وكم من شخص تعرض لها ، ابتسمت زمرد بألم وقالت لصابرة " دا أقل حاجة من اللى انا عشته وعمري اثناشر سنه اتخيلي انت بقى السنين دي كلها ،بلاش تحاسبي حد وانت مش عايشه حياته" قالت كلامها وغادرت الى غرفتها بالاعلى نضرت سناء الى صابرة ثم اقتربت منها قائلة بحزن دفين " انت كبرتي في حضن امك وابوك، احنا يتامى حتى في وجود اهلنا " نضرت لها تتمعن كلماتها بينما جدبت سناء يد صغيرها وغادرت للخارج
ما ان دخلت زمرد غرفتها حتى تنهدت بعمق تقوي نفسها تردد جملة واحدة في راسها " انهضي عنادا بهم فقط " مررت يدها على وجهها عدة مرات ثم غيرت ملابسها واتصلت براسل لتلتقي به
وصلت الى الشركة واستقلت المصعد دخلت مكتب راسل دون إذن ،رفع عيونه عن اوراقه ونضر لها قائلا " في باب بنستادن منه" لم تابه الى كلامه وجلست أمامه توفر بحنق ، حدق بها بهدوء وقال " اللى اتفقنا عليه حصل وفعلا فارس بيدي شيكات من غير رصيد "
أزالت نضارتها الشمسيه عن عيونها ثم وضعتهم على المكتب وقالت دون تردد " بلغ عنه"
نضر لها لثانيتن ثم قال بتسائل " مش هتتراجعي عن قرارك ؟! " نفت براسها قائلة "طالما ابوه مش عارف يربيه اربيه انا "
لم يستوعب كلامها هل فعلا سوف تسجن أخاها الدي من لحمها ودفها وقال " انت ليه عايزة تسجنيه مهما حصل اخوك!!"
رفعت حاجبها بتهكم وقالت بإهتمام بعد أن استقامت " فارس اتدلل كتير لدرجة النرجسيه والفلوس مش عارف قيمتها غير أنانيته وسهره شربه ،لازم يتربيى ويعرف قيمة القرش والهبل اللى بيعمله " اومأ لها قائلا " صمت راسخ بخوفني خصوصا عليك هو ضربته بتبقى زي العقرب من غير حس"
ابتسمت قائلة بثقة" ضربوني بكل الرصاص وانا لسه عايشة،انا اللى يتخاف مني يا راسل "
ابتسم لها مرددا بتقة من قوتها " تماما دا التحفيز اللى عايزه منك " ثم استرسل بتسائل " يحصل ايه لو ضربوكي وعشتي ؟!" أشار لها بسبابته مكملات حديثه " تبقى اقوى يا غزال ،دايما ارفعي راسك واكتافك وأبقى شامخة زي الجبل ،دايما قوية يا زمرد "
اومأت له ضاحكة وغمزت له " سوفا يغير لو سمعك "
ابتسم عليها وقال " على ذكرك يوسف مبروك الحمل "
ابتسمت بهدوء قائلة " يبارك فيك " ثم استرسلت بعد أن استقامت " لازم ارجع قبل يوسف اومأ لها فغادرت بينما هو عاد إلى أعماله
لا تعلم زمرد لما اخدتها اقدامها الى المستشفى الذي تقطن به خلود ،كان قد حل الضلام وضل يوسف فقط امام باب غرفة العناية ينضر لها، اما عائلتها كانت رفقة الطبيب يشرح لهم وضعها ،خطت بتقل نحو الغرفة وقفت بجانب زوجها الذي انتبه لها ،كانت تنضر للصغيرة من الزجاج وقالت بتسائل " الدكتور قال ايه عن حالتها؟!
نضر لها يوسف وقد وضع كلا كفيه في جيب بنطاىه وقال بهدوء " حالتها استقرت لكن لازم نلاقي متبرع في اقرب وقت؟!"
اقتربت من الزجاج وقالت بلؤم " الحية دي ليها سبع ارواح بلاش تخاف عليها"
ابتسم بحنان يعلم طيبة قلبها وانها فعلا قلقة بشانها لذالك أتت الى زيارتها لكنها لن تضهر دالك، لف يده على اكتافها يحيطهم وقربها منه مردفا " كل حاجة هتتحل" اومأت له وضلت تحدق بالصغيرة بمشاعر غريبه
"بتعملي ايه هنا؟!" قالها راسخ بعد ان راها، التفتت رفقت زوجها ناحيته رفعت حاجبها وقالت دون اهتمام " جاية اشوف جوزي"
اقتربت منها مياسين قليلا وقالت بهدوء " ممكن اكلمك؟!"
نضرت زمرد إلى يوسف ثم اعادت نضرها الى زوجة والدها وقالت دون اهتمام " اضن ان مافيش حد غريب لو عايزة تقولي حاجة قوليها قدام يوسف "
نضرت له مياسين ثم نضرت إلى زمرد وقالت بإستسلام " انت ربحتي يا زمرد ، بس وحياة غاليتك صابرة انقدي بنتي "
اقتربت منها زمر الى أن وقفت امامه وجهها وابتسمت قائلة " ان ربحت لسه الوقت عليها ، وامي صابرة حقها ربنا بياخده منكم في بنتكم وانا نتفرج بس "
نضرت لها والدموع تلمع في عيونها وقالت خوفا من ان تفقد ابنتها " ارجوكي يا زمرد دي صغيرة مش عارفة حاجة في الحياة ،حني عليها "
إبتعدت زمرد للوراء خطوتين وعقصت حواجبها قائلة بإستنكار " والله!! بنتك شوفتيها صغيرة ومن الملائكة وبنت ضرتك اللى أخدتي منها أمها !!غير امها اللى انت من اسباب وفاتها عمرك جيتي قولتي يا زمرد عاملة ايه؟! او عايزة ايه ؟! سألتي عني؟! رحمتيني وانا يتيمة ؟! انت مش شفقتي عليا حتى في حياة امي ،جاية دلوقتي تطلبي الرحمة لبنتك "
انهارت مياسين خوفا على فقدان صغيرتها اقترب منها يامن وامسك بها يسندها واردف بعد أن نضر إلى زمرد " انت مش شبه امك انت جايبة الشر دا من مين؟! "
ضحكت تلك الحية بتسلية وغمزت له قائلة بمرح " شبهك للاسف " نضر لها بشيئ من الكره وقال بحدة " عارفة ليه عمري اعترفت انك بنتي واني عمري ما شوفتك "
عقصت حاجبها غير مهتمه لكلامه وقالت بملل" كنت طول عمري بطري ورا السؤال دا ،تصدق انا اللى مش شايفاك ولا عايزة اعترف بيك انك أب ليا " ثم اقتربت منه وهمست في أذنه بخفت" استنى ضربة فارس جاية في الطريق "
إبتعدت عنه قائلة بخبت وهي تضحك" انتم كلكم وانا لوحدي نشوف مين هيمشي ومين هيبقى " كان ينضر في عيونها بحقد شديد كيف وصل به الحال لهدا الضعف ولم يستطع ايقافها بل تركها تاديه وتأخد كل ما لديه اتبعت اخر كلماتها بضحكه هادئة ثم غادرت رفقت زوجها كانت مياسين في قمة ضعفها وانهيارها تردد فقط كلمة واحدة " بلاش تسيبي بنتي تموت" قبل يامن رأسها وقال بهدوء "وحياة كل دمعة نزلت من عينك لبنت صابرة تدفع تمنها"
************************************************
مرة شهر اخر كانت لاتزال خلود في تقلع في المستشفى بينما قد تم القبض على فارس الشي الدي جعل راسخ يتلقى ضربة مهلكة خصوصا مع فضيحة ان ابنه التي انتشرت ودخل على اثرها للمستشفى ليقطن به يومين كاملين بينما زمرد كانت تتابع حملها ودراستها فهي قررت أن تكمل تعليمها باحد المدارس العليا لكي تقف على قدميها بتبات وشموخ اكتر بينما ثم عقد قيران راسل وصابرة الذي كان في جو هادء وثم تاجيل الزفاف الى ان تستعيد خلود عافيتها ، كانت سناء تجلس في الحديقة ،اغلقت هاتفها بعد كلامها مع سليم الذي اصبح نعم الصديق والسند لها ثم نضرت إلى طفلة جلال وقالت بمرح " وحشك بابي " ضحكت الصغيرة بمرح فإسترسلت سناء "بكره يرجع وتلعبي معاه"
ثم استقامت بهمة مرددة " ايه رايكم نروح نزور بابي؟" قفز ابنها من الفرح واحتضنها قائلا بحماس " شكرا يا ماما " ابتسمت ثم تجهزت واخدتهم معها لمقابلة والدهم
بعدة مدة كان جلال يلعب مع أطفاله غافلا عن نضرات سناء التي كانت تتفقده بنضرات مشتاقة ،ابتسم وقال بصوت اجش بعد أن نضر لها " عاملة ايه يا سوسو؟!"
اندهشت من كلامه وتغزله بها وخصوبا بعد أن ناداها بإسم دلالها فقالت بعد ان عقصت حواجبها " احترم نفسك "
رفع راسه بإيجاب وقال بتسلية يثير حنقها " انا محترم نفسي انا قولت اطمن عليكي"
رمقته بملل تخفي سعادتها بدخوله السجن شعرت انها اخدت بتأرها منه وقد صفى قلبها قليلا من ناحية لاتنكر انها تحبه كثيرا لكن حبه اللدي في قلبها لايشفع امام ما فعله بها في الماضي نضرت إلى عيونه الخضراء التي تجدبها رغما عنها فقال بعبث يكمل ما بداه " احنا اصحاب العيون الملونة بنفهم بعض"
رمقته بحنق وهتفت بضجر " انا اللى عبرتك وجيت أشوفك "
مرر لسانه على شفتيه بلهفة من كلامها وقال بتسائل " يعني وحشتك ؟!"
فعلا قد اشتاقت له والى رائحته وقررت ان تاتي لزيارته ،الأولاد مجرد وسيلة تعتمدها مثل العذر للقاء به لكنها لم تضهر له دالك بل عقدت ساعديها وقالت بملل " جيت عشان عيالك صدعوني " رمقها بإستنكار وقال ساخرا " ولادي بردوا؟!"
استقامت بغيض من تلميحاته التي فضحتها امام نفسها وقالت بضيق " انت كويس والولاده شافوك اضن كده كفاية؟! "
ابتسم بخفة واستقام مقتربا منها ،لاحضت خطواته فإبتعدت عنه للخلف حتى حاصرها ولم يترك لها مجال لتهرب منه وقال بصوت اجش عذب بعد أن اقترب منها وهو يمرر انفه على رقبتها" قولي اني وحشتك وجيتي تشوفيني؟!"
ارتبكت من لمسه لها وقربه الدي جعل خفقان قلبها يعلو تدريجيا إلى أن أصبح مثل ضربات الطبل ،شعر بضعفها اتجاهه واهتز وجدانه من الفرح هو لم يخسرها ابدا هي لا تزال متيمة به مثله واكتر ،ارتجف جسدها من تلك المشاعر التي تولدت في داخل جوارحها مرة أخرى سند جبينه على جبينها وقال بصوت يملأه العشق والشغف " بحبك يا بنت الجبل ،وقلبي مش شايف غيرك "
امتلا فؤادها غرورا وفرحا بعد كلماته العذبة والعاشقة ونضراته التي كلها حنان وحب وقالت بصوت مرتجف مليئ بالحب الممزوج بالخوف تعترف بما يختلجها من مشاعر ناحيته " انا مش جاية عشان اقولك اني مش هقدر اعيش من غيرك ، لاني قادرة اعيش من غيرك "
فتح عيونه يتابع كلماتها التي أطاحت بقلبه وعقله خوفا من أن تتخلى عنه لكنها صدمته بإعترافها الذي قلب كيانه رأسا على عقب مرة واحدة "لكن انا مش عايزة اعيش من غيرك "
فرح قلبه وجدبها الى أحضانه مشددا عليها بقوة كبيرة وهي كدالك لفت يديها على ضهره تضمه بالمثل ضل كل منهم يشفي جروح الاخر وما ادراك ما معنى العناق وخاصتا عناق العشاق يداوي كل الجروح ويشفيها حتى تختفي وتتلاشى عن الوجود كلاهما يمسك بالاخر خوف من ان يهرب منه هي تمسك بملابسه تشدد عليها وهو يشدد على ضهرها في عناق حميمي يطفئ ضمأ القلوب ضل لاكتر من خمس دقائق منقطعان عن العالم او المكان و الزمان حتى قاطع وصلت حبهم صوت يوسف الصغير الذي كان يجدب والده من بنطاله يثير انتباهه ، ابتعد كلاهما عن بعض شعرت بالخجل وهو كدالك بعد أن نسي نفسه ومكانه ،عبس الصغير وقال بصوت باكي " عايزة اعمل الحمام" ضحك كلاهما عليه وعلى طريقته وضلا معا يقضيان وقت اسري متناسين جميع همومهم وما عاشانه سابقا
*************************************************
في شقة راسل البسيطه التي تحتوي على بهو ومطبخ وغرفتان وحمام ،كانت صابرة تنضفها بضيق ،راسل ليس بالشخص المنضم بل فوضوي ،زفرت بغيض بينما هو حاليا يطالع غيضها ببرود واستفزاز ثم قال مستفزا اياها اكتر مخرجا اياها عن صبرها " نضفي كويس وانت كل الوقت بترغي"
حدقت به بعصبية وقالت بعد أن رمت الملابسه التي تقوم بطيها وقالت بغيض " العيب مش عليا العيب عليك انت انسان فوضوي ومش منضم ،اي حاجة بتستعماها بترميها ثم انا مش خدامة عندك"
رفع منكبيه وطالعها ببرود قائلا " انت مراتي ومن واجبك تنضفي وتطبخي ،ايه دنبي ان اهلك دللوك لحد ما خربوا تربيتك"
رمقته بعصبيه وانفعال من كلماته السامة التي ينعتها بها كل مرة يدكرها بما فعلته وقالت " لو متجوزني عشان تدلني طلقني احسن "
استقام من مكانه واقترب منها يحدق بها بنضرات حارقة جعلتها ترتجف مكانها حتى انها تراجعت للخلف وهي تتمتم بخفت " عاوز ايه؟!"
لم يجبها بل اقترب اكتر حتى اختل توازنها وسقطت على الأريكة من شدة خوفها ضحك بصوت عالي وقال بتسليه" ليه الشجاعة وانت ياقلبي اول ما ابصلك تقلبي قطه "
نضرت له بغيض وكادت ان ترد فإنحدر يقابل وجهها يتمعن ملامحها بتركيز مما جعلها متصنمة مكانها قائلا بإستغراب " عينك ؟!"
ابتلعت ما بجوفها وقالت بخفت خوفا من قربه " بحبهم" استعجبت من كلماته فإسترسل "وجهك؟! " ضهرت علامات الاستفهام على وجهها فقال مجيبا اياها" بحبه كمان "ثم استرسل بإستغراب بعد أن ابتعد عنها " انت كلك على بعضك عجباني " كلماته البسيطة جعلت قلبها يخفق على ايقاع موسيقي مرتفع ، نضر إلى اندهاشها بإبتسامة واعطاها بضهره قائلا " هنسافر عشان عمليتك كلمت دكتور عن حالتك مش هنضر نستأصل الرحم " قال كلامه وغادر هو لا يريد تدكر فعلتها الشنعاء اما هي فضلت تنضر الى اثره بشرود هل يعقل انه كان يحبها من بعيد وهي لم تراه واتبعت الحب الدي اضحكها وجعلها تبكي مدى العمر ،ضلت منشغلة بالتفكير تقارن بين فارس وراسل الفرق بينهم كبير وشاسع فارس حملت منه وتركها اما راسل قد ستر عليها ويحاول أن يجعلها تعيش حياة هادئة طبيعية من دون دلال حتى تتحمل مسؤوليتها غير انه يحمي ضهرها والان سوف يعالجها ، ابتسمت بألم فعلا الفرق كبير احبت دكرا وتزوجت رجلا
**************************************************
اما زمرد فقط دهبت الى مقابلة فارس الذي سجن ، ضلت تنتضره إلى أن أتى به الحارس
حدق بها بسخرية ثم اقترب وجلس أمامها بأريحسة مردفا بسخرية " انت اخر شخص اتوقعت انه يجي يزورني"
رفعت منكبيها قائلة " انت بردوا من دمي ولازم اطمن عليك "
ضحكت بصوت عالي مستهزءا منها وقال " بتضحكي على مين؟! "
نضرت له بجدية وقالت " فارس انت حياتك غلط لازم تعيد النضر فيها ، يمكن انت فعلا بتحب صابرة ،لكن بتحبها بطريقة غلط بتدمر نفسك وتدمرها معاك المكان دا اللى يقدر يساعدك تتحسن"
صفع الطاولة بقوة وقال بإنفعال" من امتى بتعرفي مصلحتي؟! ثم استرسل بإشمأزاز " انت اصلا لا ابوكي حبك ولا أمك عاشت ليكي وكانت خاينه ولا حد في الحياة حبك لانك بنتها ،انت زي الشجرة الوحيدة الى طولها بزيد وهي بتبحث على شمس تدفيها ومهما حصل عمرها ما تنبت،ولامرة حد اهتم لوجودك"
ضلت عيونها المتلألئة بالدموع تحدق به وقالت بعد أن ابتسمت بهدوء "صابرة عمرها ما كانت خاينه ،امي كانت اول وحدة اتجوزها ابوك ،للاسف صدمها انه بحب وحدة ثانيه يوم فرحها منه واعتدى عليها ، لما جدك مات جاب امك لبتنا وكان بيحرق قلب امي بعد ما ستك وعمتك عملوها خدامة عليهم وابوك هجرها مرة وحدة وقعد يحب في امك قدامها ،وكثير كمان امي شافته، وراسخ حبك انت وانا كرهني عشان بنت صابرة ،واكملك يوم امك كانت هتخلف خلود امي كانت بتموت اترجيت راسخ يلحقها عارف قالي ايه ، ياريت تموت وارتاح وفعلا ماتت امي بين ايديا وشرفت خلود اختك ،دا انا نمت في حضنها وهي ميته ، دي الحقيقة اللى ابوك كدب عليك فيها وانا كرهته يومها ولما طلعت من البيت لا لحقني ولا دور عليا قالي لو طلعتي عمرك ترجعي "
ضل فارس يحدق بها ربما ثاثر قليلا من كلامها لكنه قال بتسائل" عشان كدة حاقدة علينا؟! "
نفت برأسها وقالت بتقة " انا عمري حقدت عليكم " رفع حاجبه بتهكم واستنكار فقالت بتقة " الحقد قليل على اللى بحسه اتجاهكم يمكن بكرهكم وعايزة موتكم اكتر حاجة توصف احساسي بدقة "
ضل ينضر لها لعدة ثواني قبل أن يضحك بصوت عالى على كلامها وقال بيأس " يمكن من حقك " ثم استرسل " لكن خلود طفلة ملهاش دخل "
أجابته بتاكيد قائلة " كلكم ليكم دخل " تنهد بحصرة وقال بعد أن مال عليها ليقترب منها اكتر " انت مش موجود في قلبك ذرة رحمة "
ابتسمت بألم قائلة دون شفقة او ان يرف لها جفن " ابدا ، الرحمه منعدمة في حياتي ، انا اتالمت لدرجة نسيت ايه معنى الرحمة "
تنهد بهدوء يعلم أنها تحقد عليه بالاساس لانه المفضل عند والده ثم اعتدل في مكانه وقال بتسائل " جيتي ليه؟!"
رفعت منكبيها قائلة " اسمع الكره حاجة وأنك اخويا حاجة ، صابرة اليوم فرحها انا مش جاية اقولك عشان اوجعك او انتقم او اتشفى في حالتك "
احمرت عيونه بعد كلامها الذي شق قلبه نصفين نعم خسرها نهائيا ولن تكون له ،فقال بسخرية " اومال ليه معدبة نفسك تشوفيني؟!"
قائلة بجدية تحاول ان تنصحه وتهون عليه " احيانا لما نحب بعض بنأذي بعض اكثر بالحب دا ، يعني بدقة اكتر بنتسبب في تعاسة الشخص اللى بنحبه ، من الأفضل نتخلى عنه "
كلامها مثل السهم القوي الذي ضرب قلبه وعقله وافاقه من أحلامه الجميلة التي من المستحيل أن تصبح واقع ،نضر في عيونها بحزن وقد ادمعت عيونه فقط خوفا من شعور ترك حبيبته وقال بصوت متألم ممزوج بالبكاء " و لو كان التخلي عنهم مؤلم وبيوجع جدا"
ابتسمت قائلة بتقة " احيانا بكون اكبر دليل على الحب أن الانسان يسيب اللى بحبه "
شعرت بتصلب جسده وانه فهم مغزى كلماتها خصوصا بعد أن طالعت تلك الدمعة الحارقة التي سقطت من عينه ،جعلتها تدرك أنه وصل الى نقطة الانهيار ،هي لا تريد اديته لكن حبه يأديه ويأدي حبيبته لذالك كان يجب عليها زيارته وتوضيح كل شيئ ونصحه شعرت في الاخير انه يبقى اخيها ودمها ،لكن دموعه اشعرتها بوخز في قلبها مما جعلها تتركه وحيد هو فعلا يحتاج الى الراحة
انسابت دموعه روايدا رويدا الى ان ابتل وجهه شعر بإنكسار قلبه وصرخ من أعماق قلبه بألم وأعلى صوت " صابرة والله بحبك "
شددة زمرد على يديها وسندت رأسها على الحائط بعد أن سمعت صراخه شعرت بالضعف شعرت انها مسؤولة عن المه شعرت بالحزن والألم داته الذي يشعر به سقطت دموعها رغما عنها شعور غريب جعلها تشعر بالذنب اتجاهه واردفة بحزن " غصب عني يا فارس لانك بتاذي نفسك قبل صابرة
*************************************************
بعد أن إستيقضت خلود طلبت من يوسف احضار زمرد لها كي تراها فهي قد اشتاقت اليها بالفعل فعل يوسف وقدم بزوجته لها ،دخلت زمرد الى الغرفة ونضرت إلى خلود التي كانت تجلس على سريرها تشعر بالملل وقالت ببرود بعد أن همهمت " الحية لسه عايشه "
ابتسمت خلود على تشبيه اختها وهتفت بمرح " لسه حية يا غزال "
اومات لها فجلست زمرد على الأريكة وتمددت بسبب تعب حملها وقالت بعد أن نضرت إلى خلود بتسائل " ايه سبب موتك المرة دي؟! "
مطت خلود شفتيها وقالت بملل " ولا حد؟!"
رفعت زمرد حاجبها بتهكم وقالت " عليا انا ؟! قولي مين السبب في حالتك؟!"
ضغطت خلود على شفتها السفليه ونضرت إلى زمرد بنصف عين قائلة بخفت " وحدة صحبتي قالت اني مريضة نفسيه ومعقدة وكل الولاد ضحكوا عليا"
إعتدلت زمرد في جلستها وحدقت بها قائلة بسخرية " بسبب وحدة نمتي في المستشفى ؟!"حركت خلود رأسها بإيجاب فقالت زمرد بعد أن أشارت لها بيدها " لا تقارني نفسك بأحد ثم استرسلت بتاكيد وهي تنضر في عيونها " لانك فوق المقارنات ،انت جميلة دا انت اروع انسانه،اياكي تسمحي لحد يطفيكي بسبب كلمة قالها "
ابتسمت خلود وقفزت من سريرها اتجاه زمرد تحتضنها بقوة وقالت بحب " بحبك يا غزال " ضلت زمرد متصنمه مكانها ولم تبادلها شعرت بتلك الكلمة تتغلغل بداخلها و تيقض مشاعر مخفية بها ،ابتعدت عنها خلود وقالت بمرح " انت معاك حق انا ملكة "
رفعت زمرد حاجبها وقالت بتهكم " انا الملكة " ضحكت خلود وقالت " انت الملكة ماليفسنت وانا الأميرة " كانت زمرد تتعجب من هدة الفتاة وكيف تتعامل معها رغم صدها لها ،دخل يوسف اثر حديتهم وقال بعد أن حمل خلود "عندنا فرح ايه رايك تحضري فيه ؟!" اومأت له سعيدة بالخبر فإستقامت زمرد ونضرت له قائلة " الحية دي مش بطقها "
ضحكت خلود على غيض الاخرى من ثم اخد يوسف الاذن من والدها لاخدها معهم
في المنزل كان الجميع يقف قدما وساق كي تنتهي اعمال الزفاف اما في غرفة صابرة كانت تجلس خائفة ومثوتره وربما شاردة لا تعلم كيف سوف تعيش مع راسل ان كان لايزال قلبها مع فارس ،دخلت زمرد اليها وجدتها تحدق في الفراغ فقالت بتهكم " خايفة ليه راسل مش هياكلك"
نضرت لها بغيض وقالت بلؤم " محدش طلب رايك؟! " ضربتها زمرد بخفة على دراعها وقالت بضيق" فكك من العصبية اليوم فرحك" ثم استرسلت بأسف " انا اسفة على اللى عملته معاكي ،صدقيني بس عشان شوفت فيكي اختي قبل اخت يوسف كان لازم احمي ،يمكن انتي بتحبي فارس وهو بحبك بس انتم الاثنين مع بعض مش مناسبين"
تمعنت في كلماتها وقالت موافقة " يمكن معاكي حق احنا الاثنين مش مناسبين لبعض " ثم استرسلت " لكن راسل؟! "
نضرت لها زمرد فهمت حيرتها خصوصا انها لم تتعرف على راسل سوى مدة قصيرة وغالب طبعه يخيف اي شخص لا يعرفه عن قرب وقالت بتقة " هو المناسب ليكي يمكن انت شيفاه قاسي بس جواه احن انسان واجدع راجل ممكن تشوفيه"
ثم اقتربت منها ومسحت دموعها المناسبة قائلة بحنان" انت تستاهلي شخص يقدرك وعارف قيمتك ،فارس بحبك او يمكن بحبك بس بطريقة مرضية حتى لو فيها الأذى ليكي"
تقبلت صابرة كلامها لانها تاكدت ان فارس ليس الزوج الصالح لها وقالت بإعتدار " انا اسفة على الكلام اللى اتهمتك بيه ،مهما قولت انا مستحيل اعرف الى عشتيه " ربتت زمرد على ضهرها وقالت بحنان " اليوم فرحك جهزي نفسك عشان تنزلي لعريسك "
نضرت لها قائلة " راسل بيكرهني !!"نفت زمرد برأسها وقالت بجدية " راسل راجل بغير على شرفه لاغير لما تعيشي معاه هتفهمي طبعه" اومأت لها وغادرت زمرد تاركة صابرة تفكر في كيفية التعامل معه
اكملت معها وخرجت التقت بيامن في طريقها فقال بهدوء وهو ينضر لها " عايز اكلمك؟!"
اومأت له وغادرت برفقته الى غرفة مكتبه جلس على الأريكة وجلست بالمثل أمامه تنهد وهو ينضر لها بينما تحدق في الاسفل وقال بهدوء " مش كفاية ؟!"
رفعت عيونها الملونة وقالت بتسائلا " كفاية ايه؟!"
ربت على كتفها مردفا" كفاية توجعي قلبك وقلب غيرك ؟!"
نضرت له حائرة وقالت " أنا مش وحشة للدرجة اللى انتم شايفينها ، انا مجرد بنت يتيمة شافة امها بتموت قدام عنيها بسبب ناس دمروها تحت مسمى حب "
تنهد يامن بهدوء يعلم ان جرحها لن يشفى وقال بتفهم" زمرد انا حاسس بيك لاني كمان خسرت انسانه بحبها واتمنيت تبقى ليا عشت مرارة العشق في بعدها ،انت فاهمة كلامي ايه معنى تحبي شخص وتعيشي بعيدة عنه ؟! اتجوزت ام يوسف غصب عني وبعدت عن حبيبتي، لكن ربنا قدرني اكون زوج صالح ليها ويمكن اكون ضلمتها لاني عمري حبتها زي ما حبيت امك لكن ربنا كتب ليا اتجوز ام يوسف وراسل يتجوز امك ، اللى هي كمان داقة مرارة العشق انها حبت واحد مش بحبها ،كل دا قسمة ونصيب زي ما امك رضية بيه لانها حبة راسخ لازم ترضي انت كمان"اقترب منها وربت على يدها مردفا بتاكيد " صابرة لو كانت حية عمرها ما كانت هتأيدك انك تبقي حقودة ،لانه وصيتها ليا اني اشيل الحقد دا من قلبك وقبل ما تموت وصتك انه مهما حصل راسخ بيفضل ابوك"
كانت تستمع إلى حديته وقلبها يرتجف ألما سقطت دموعها أبعدت يدها عن يامن وقالت بصوت ممزوج بالبكاء الدي تحتجزه في داخلها " الوجع اللى جوايا مش بيرحمني ،مش عارفة ابقى سعيدة في حياتي ،عايشة في ضلام مش عارفة اطلع منه ،ولا حاجة حتى حملي مش حاسه بيه ،كإني اتعودت على الوجع وقررت اعيش معاه" ثم استرسلت بعد أن نضرت له " انسى كل حاجة إلا موت أمي"
ابتسم مردفا بحنان" مش بقولك انسي بقولك سامحي عشان ترتاحي انت يا زمرد ، تعرفي ايه اقوى الحروب ؟!"
نضرت له بإستفهام فإسترسل " لما الانسان يحارب نفسه " استقام بعد كلماته وتركها ربما تفكر فيما تفعله وتتوقف عن اذية نفسها اولا قبل الاخرين
غادر يامن الى غرفة ابنته طرق الباب ودخل نضر لها بحب وهي ترتدي فستان زفافها الابيض اقترب منها واحتضنها بقوة وحنان مربتا على ظهرها ابتعد عنها قليلا وقال بعد أن لمعت عيونه بالفرحة " مبروك عليك يا بنتي"
ابتسمت بهدوء وقالت" شكرا يا بابا" اخرج علبة قطيفية من جبيب بنطاله ثم فتحها وأخرج منها سلسالا رقيقا دهبيا تتوسطه فراشه وقال بحنين" دا كان لامك ربنا يرحمها كانت خير الزوجة والصديقة ليا وكان امنيتها لما تتجوزي تلبسيه عشان تحسي انها معاك"
لمعت الدموع في عيونها فإسترسل بحنان" انت هتروحي بيت جوزك بس دايما بيت ابوك مفتوح ليكي مهما حصل انا موجود في ضهرك وسندك " ابتسمت على كلامه واحتضنته تبكي وقالت بندم شديد " سامحني يا بابا "
أبعدها قليلا ومسح دموعها ثم قبل رأسها وردد بمرح " كده الميكاب اللى من الصبح بتحطيه يخرب " ضحكت من وسط دموعها فالبسها سلسالها مد لها دراعه فامسكت بها ونزل معا للأسفل
كان راسل في الخارج يقف بجانب يوسف الذي كان بيدوا باردا قبل أن ينطق بهدوء " صابرة امانة عندك يا راسل " اوما له وقال بجدية " اختك فوق راسي يا يوسف "
تنهد يوسف قبل أن ينضر له بجدية وقال " انا عارف علاقة صابرة بفارس " حدقت به راسل فإسترسل يوسف" من قريب مش من بعيد ،انا عارف انها غلطانه ، لكن مهما حصل هي اختي لو شايف انك مش قد مسؤوليتها سبها من دلوقتي"
نفى راسل براسها وهتف بجدية " انا لو شايف انه صابرة انسانة سيئة مستحيل اتجوزها، هي في ايد أمينة ابقى مطمن" اومأ له يوسف مبتسما " انا واثق فيك"
بعد مدة كان الجميع يستمتع بالزفاف في وسط جو مليئ بالرقص والموسيقى كانت زمرد تقف بجانب يوسف ترتدي فستان دهبيا طويلا اقتربت منها خلود وجدبتها من يدها مردفة بحماس" تعالي نرقص يا غزال "
نفت زمرد براسها وقالت " روحي انت "
جدبتها مره اخرى فسارت معاها زمرد وهي تضحك ورقصت رفقتها كان جو يسوده المرح والود والسعادة الا ان انتهى الحفل واخد العريس عروسه
بعد تلك الليلة الجميلة اخد يوسف زمرد الى منطقة بحرية واستاجر يختا ليقضي الليلة برفقتها
بعد مدة كانت تنام زمرد على صدره وهي تحدق به بعشق متيم ثم قبلت خده مردفة " أنا عمري حبيت حد بالطريقة اللى حبيتك بيها "
قيل رأسها بحنان ولمعت عيونه بالشغف والحب لها وقال بصوت عدب " انت يا زمرد بتقلبي كياني وقلبي ،في وجودك ببقى شخص ثاني غير يوسف اللى الكل بيعرفه " ثم حدق في عيونها بعمق وقال بصدق خارج من اعماق قلبه " الله وكيلك يا غزال لساني عاجز يوصف شعوري اتجاهك من شدة حبي ليكي "
التمعت عيونها ببريق خاص وقالت بتسائل بعد ان إعتدلت واقتربت منه "الكل عارضني يا يوسف وشافني انسانة شريرة ،لكن انت ولا مرة عارضت كلامي او حتى اللى بعمله"
ابعد رأسه للخلف وحدب رأسها الى صدره مرة أخرى وقال بعد أن تنهد براحة " لانه ولا واحد فيهم فاهمك يا غزال ،انا الوحيد اللى فاهمك" ثم قرع على راسها بأصابعة وقال بتقة " فاهم اللى بدور في دماغك ، لان الكل فاكر انك شايفة انتقامك لاغير ،لكن انا شايف حاجة ثانيه انك اكتر وحدة بتهتم بالناس اللى بتحبها مهما حاولتي تخبي غصب عنك بتساعديهم من غير ما يعرفوا "
تمرمغت في صدره اكتر ومررت يدها عليه قائلة " انا بكره راسخ وعياله يا يوسف ، اذاني كتير ،لدرجة مش قادرة انسى الشعور اللى حسيته يوم موت صابرة "
ثم نضرت له وقالت بحزن " تعرف اكتر حاجة وجعاني " مرر يديه على شعرها فقالت باسى " كإني ارتكبت ذنب كبير لما اتخلقت ولليوم ذاته بلوموني عليه "
بالتاكيد لا يشعر بجرح الحبيب سوى الحبيب نفسه ،ربت على كتفها وابتسم لها قائلا بهدوء " اسمعي يا غزال الوقت بعالج كل حاجة ،طبعا انت مستحيل تنسي اللى عشتيه ابدا ، لكن مع الوقت الاحساس دا هيبتدي يختفي،احنا بنكبر وبننضج، واي حاجة كانت بتأديكي وتوجع قلبك كل ما تفتكريها ،هتبقى صغيرة ، افتكري كلامي " ثم وضع يده على بطنها مردفا بسعادة " دا هينسيكي كل اللى عشتيه اول ما تشوفيه " احتضنته بقوة وقالت بحب وامتنان " شكرا بوجودك في حياتي"
احتضنها اكتر وقبل كتفها مردفا بعشق " دا انا اللى لازم اشكرك عشان موجوده في حياتي "
تم استرسل بعيث بعد أن بدأ بتمرير يده على ظهرها " كفاية احضان يا بنتي انا طامع في حاجات ثانيه "
إبتعدت عنه قليلا وعقصت حاجبيها مردفة بغيض " بوضت علينا اللحضة " ثم وضعت يدها على فمها من شدة النوم وأردفت بإستسلام " تصبح على خير يا حبيبي " نامت على صدره فإبتسم وهو يلعب بشعرها مرددا بعشق" دايما هتلاقيني جنبك يا غزال"
صباح بعد أن تناول يوسف وزمرد فطورهما في جو جميل وهادئ استادن منها قليلا حتى يكلم الشخص الذي استاجر منه القارب حتى ياخده اليوم ايضا ولكن هده المرة كي يتحرك به وسط البحر نضر لها وقال بحنان مربتا على يدها " ابقي هنا انا نشوف الراجل واجيلك ،خدي بالك من نفسك " ابتسمت له وقالت " ماشي " غادر هو وصعدت هي الى سطح اليخث اليخت ،ابتلعت ريقها وتوقفت مكانها بعد أن رأت اربعة رجال يحيطون المكان ،ابتعدت قليلا تحاول الهروب ،لكنهم أمسكوا بها ثم توجه احدهم وفك حبل الوصل بين اليخت والميناء ليتحرك اليخت ، كان يوسف منشغلا في حديثه مع الرجل بينما اليخث يبتعد عن الميناء ، وضع احد الرجال يده على فم زمرد يمنعها من الكلام او الصراخ ،انتبه يوسف بعد أن أدار رأسه يطمئن قلبه عليها حتى وجد اليخث يبتعد عن الميناء ركض ناحيته دون تفكير بينما غرزت زمرد اسنانها على يد الحارس وحررت نفسها منه وركضت تصرخ بإسم يوسف ،لحق بها الحراس وامسكوها مره اخرى
صرخت بإسم زوجها مرة أخرى الذي جنى جنونه بعد أن شاهدهم يحتجزنها ودون تفكير رمى بنفسه إلى البحر يسبح نحوها ،رفع اولئك الرجال اسلحتهم ثم صوبوا نحوه يطلقون نيرانهم عليه دون رحمه ،حاول الوصول اليها وتجنب الرصاص الى ان الكترة تهزم الشجاعة لكن رصاصة واحدة كانت كافية بإيقاف يوسف الدي امتزج دمه مع الماء واغمى عليه وسط البحر ، اتسعت عيونها من رأيتها الى كل تلك الدماء المحيطة بمكانه وصرخت بإسمه لاكتر من مرة لكن لا حياة لمن تنادي وهنا شعرت زمرد انها ماتت لثاني مرة بعد فقدانها لوالدتها
كدة الحلقة خلصت والنهاية على الابواب 🥰🥰 رايكم في الحلقة قرار صابرة صح ولا غلط انها كملت مع راسل ؟!وسناء كان لازم تسامح ولا لا ؟!ومين خطف زمرد ؟! ويوسف مات او لسه عايش 🤫وايه هيحصل كمان؟!اراكم بستناها ❤️❤️
•تابع الفصل التالي "رواية مرارة عشق" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق