رواية ليتني لم احبك الفصل السادس عشر 16 - بقلم شهد الشوري
في صباح اليوم التالي بمنزل آسر كان يدور بينه و بين سمير مشادة كلامية
سمير بغضب :
انت عاوز توصل لايه البنت ملهاش ذنب تارك مع ابوها يبقى منك ليه متدخلهاش في النص بينكم
آسر ببرود يحسد عليه :
بتشتغل مع ابوها
سمير بصدمة :
انت ايه اللي عرفك و جبت الكلام ده منين
آسر ببرود :
سمعتها يوم حفلة مي صاحبة تيا و هي بتتكلم مع ابوها في التليفون و بتقوله انها مش راجعة الشغل
و انها زهقت
نفى سمير برأسه قائلاً :
البت بسكوتة و مش ممكن تكون بتشتغل في القرف ده و بعدين يمكن يكون شغل تاني
آسر بحدة :
متخرجة من طب بيطري ايه هيبقى دخله بشغل ابوها غير اكيد القرف اللي بيتاجر بيه
سمير بحدة :
اسألها بدل ما تظلمها يا آسر و ابعد عنها البت متستهلش حاجة وحشة احنا سألنا عليها و أخلاقها عاليه و بعدين دي صاحبة جيانا اكيد لو مش تمام مكنتش جيانا هتقرب منها و تدخلها بيتها
آسر بحدة :
ما يمكن كل ده تخطيط منها هي و ابوها لما عرف ان احنا مسكنا القضية بتاعته زقها في طريق جيانا عشان كل أخبرنا تبقى عندها و نبقى تحت عنيها
نظر له سمير بعدم تصديق ثم قال :
بلاش سوء الظن يا آسر يا تسألها و تعرف أجابت سؤال يا تسكت و تبطل تفكر فيها كده من غير ما تتأكد البت دي كويسة و انا احساسي بيقولي مده و همشي وراه
نظر له آسر بسخرية ليتابع سمير قائلاً :
انت من جواك مصدق انها بريئة و بعيدة عن كل القرف ده بس انت كرهك لابوها خلاك عاوز تكرهها عشان كده بتحط كل الشكوك دي جواك عشان تكرهها عارف ليه عشان بدأت تحس بمشاعر ناحيتها و طول المهمة اللي فاتت كان عقلك مشغول بيها و مش بتفكر غير فيها و صورتها اللي موجودة على تليفونك
تنهد ثم تابع بتخذير :
بلاش يا صاحبي تدخلها في النص بينك و بين ابوها بلاش انت قربت منها عشان تاخد معلومات عن ابوها من خلالها و عشان شكك انها بتشتغل معاه بس هي لو هي زي ما بتقول دخلت وسطنا عمدًا هقولك على اسم ابوها ليه ما هي اكيد مش هتبقى عوزاك تعرف فكر بعقلك يا آسر و بلاش تظلم و ابعد عن البت و احنا هنعرف نجيب الراجل ده و لو حصل ايه بس بلاش ندخل البت في الموضوع و بلاش انتقامك يعميك و تخطط لحاجة تانية عشان انا صاحبك و متربين سوا و عارف انك ناوي على حاجة تانية غير جمع المعلومات و غيره و كنت ناوي تنتقم من البت......بلاش ندخل الحريم وسط انتقام الرجالك يا صاحبي انت عندك بردو اللي تخاف عليه و اظن ما تحبش يحصلهم كده
قالها ثم غادر المكان تاركًا خلفه آسر يعيد ترتيب ما أفكاره بعد كلمات صديقه التي إعادته لرشده و كشفه أمام نفسه نار انتقامه تعميه حقًا و لا يعرف ما يفعل سوا انه يريد الأنتقام
..............
بخطوات بطيئة كان يدخل للمدافن الخاصة بعائلته متوجهًا بالأخص لمدفن والدته الحبيبة اليوم ذكرة وفاتها التي لم و لم ينساها أبدًا
تعمد ان يأتي وحده قبل أن يأتي والده جلس على ركبتيه أمام قبر والدته ثم وضع ازهار التوليب التي كانت تفصلها دائمًا على قبرها ثم رفع يده يقرأ لها الفاتحة و يدعو لها مسح بوجه يده و هو يأمن على دعائه خلع سترته يجلس على قبرها يحدثها بحزن و كأنها شخص موجودًا أمامه بالفعل :
وحشتيني يا نور ايوه بقولك نور ما انا دايمًا بناديلك كده عشان بابا يتضايق كان بيغير عليكي اووي نفسه يجيلك انهاردة قبل بكره عايز يجيلك و يسيبني لوحدي عشان ابقى خسرتك و خسرته....مشيتي و سيبتيني من غير ما اودعك او احضنك لأخر مرة....انا وحش و اللي بعمله في حياتي اوحش عارف انك زعلانة مني و انك نفسي اتغير بس لو كنت موجودة في حياتي كنت هكون احسن بكتير.....وحشتيني يا أمي و وحشني دعوتك ليا كل صبح و خوفك و حنانك ايهم مفيش حاجة كسرته و وجعته غير موتك وحشتيني اووي.....هتفضل دايمًا أغلى حد في حياتي
تنهد بعمق ثم قال بابتسامة و هو يمسح دموعه التي تمردت و نزلت على وجنته بغزارة :
عارفة نفسي اجيب بنوتة شبهك و اسميها نور عشان كل ما اشوفها احس بوجودك في حياتي و حواليا و اناديها نور زي ما كنت بناديلك
ارجع خصلات شعره التي تمردت على جبهته للوراء قائلاً بابتسامة و شرود :
انا عمري ما عرفت اخبي عليكي حاجة....عارفة هي مختلفة عن كل اللي عرفتهم....جميلة و رقيقة اووي و تدخل القلب علطول عنيها جميلة تخطف قلب اي حد محترمة و عفيفة عارفة حاسس اني وقعت نفس وقعة فريد و حبيت معرفش امتى و ازاي حصل رغم اني مشوفتهاش كتير و لا اتكلمت معاها كتير بس بحس ناحيتها بشعور مختلف اول مرة احسه بحس ناحيتها بالمسؤلية انها مسؤلة مني و لازم احميها و اخدلها حقها دايمًا محيراني معاها شوية تعاملني بلطف و شوية بغضب و عصبية بيخلوها زي الطفلة الصغيرة
اخذ نفس عميق قبل أن يضيف مكملاً بابتسامة :
عارفة انا اقدر اكون معاها وقح و سافل ههههه زي عادتي بس هي بتحبرني احترمها و اعاملها باحترام مجرد ما عيني تيجي في عينها مش بقدر ابعدها عنها و كأن فيهم سحر بيشدني ليها
ضحك بخفوت و هو يحك عنقه من الخلف :
من كام شهر بس كنت بسأل نفسي يا ترى هتيجي اللي تخليني احبها زي ما بابا بيحبك اما دلوقتي فأنا غرقان في حبها و من غير ما احسن غرقان و مش عارف اذا كانت هي كمان بتحبني و لا لأ و يا ترى هي بعفتها وبراءتها و جمالها ده كله تستاهل واحد زيي.....لا هي تستاهل الأحسن
ابتسم بشرود و بداخله تصميم كبير :
بس وعد مني ليكي و عهد عليا هفضل احارب و اجاهد لحد ما اكون الأحسن ده لاني مش هقدر اسيبها لغيري بعد ما حبيتها و مش هقدر اخليها تكون معايا و انا كده لازم اكون جدير بيها و استحقها يا نور لاني هي تستاهل بجد.....كان نفسي في فرصة زي اللي جات لفريد زمان و ضيعها عشان امسك فيها بأيدي و سناني....و اهي جاتلي و مش ناوي اضيعها من ايدي....ابدًا
نهض واقفًا و هو ينفض بعض الاتربة العمالقة بملابسه قبل أن يلتقط سترته يمسكها بيديه قائلاً بابتسامة حزينة :
كل شئ هيكون كويس مع الوقت الا حاجة واحدة بس عمرها ما هترجع و لا هتتعوض و هي وجودك يا أمي لو كنت اعرف انها اخر مرة هشوفك فيها كنت حضنتك و فضلت اقولك اد ايه انتي غالية و اني بحبك و إن عمر ما حد مهما كان هيقدر يعوض حرماني من وجودك في حياتي هتغير لاني هي تستاهل و عشان بعد عمر لما اجيلك اتقابل معاكي في الجنة و تكوني فخورة بيا انتي أعظم و احن ام في الدنيا و انا فخور و أسعد واحد في الدنيا انك امي و متخافيش عهدي اللي عاهدته دلوقتي هكون قده ان شاء الله
دعا لها ثم غادر المقابر بحزن يغلف قلبه على أغلى من فقده بحياته توجه للشركة ليتابع عمله و بداخله عزم و تصميم على أن يحصل على قلبها و يستحوذ عليه مثلما فعلت هي به بدون قصد
...............
داخل شركة الزيني حيث مكتب تيا و رغدة و مي كانت رغدة تعنف مي قائلة :
انت عمالة تجري وراه و هو مش معبرك عارفة عاملة زي ايه بحركاتك دي.....عاملة زي اللي بتعرض نفسها على واحد و بترخص نفسها هو لو كان عاوزك كان جيه لحد عندك و قالك بلاش دلقتك عليه و بطلي ترخصي في نفسك بحركات كل يوم دي
مي بتأفأف :
و حياة ابوكي يا رغدة فكك مني انا اللي في دماغي هعمله ايهم الزيني هيكون ليا يعني هيكون و هعمل اي حاجة عشان يكون ليا
رغدة بحدة :
و هو هيبصلك على اساس ايه ده معروف عنه انه مع واحدة كل يوم يعني بكتير هتكون في حضنه ليلة و خلاص و هيشوف غيرك انتي اللي بتوهمي نفسك بحاجات مش موجودة من الأساس هو مش عاوزك و لو انتي عوزاه اعرفي انك هتكوني ليلة مش اكتر و لا أقل
زفرت مي بضيق و غادرت من أمام مي بغضب فهي أرادت شيئًا و ستنفذه ستجعله يحبها و يعشقها و يتزوجها ايضًا
اما عن تيا كانت تجلس بجانبهم و تستمع لكل ما دار بينهم من حديث و كلمات رغدة احزنتها بشدة
خرجت لتذهب للمرحاض لتغسل وجهها بالماء لتتفاجأ بأيهم أمامها و قد وصل للشركة منذ دقائق اشاحت بوجهها بعيدًا عنه لتكمل طريقها نحو المرحاض ليعترض طريقها قائلاً :
انا ضايقتك بمكالمتي امبارح
لم تجيبه و ابتعدت لتذهب من الجهة الأخرى ليعترض طريقها ثانية قائلاً :
تيا
نهرته قائلة بحدة :
اللي بيحصل ده ميصحش و ياريت زي ما انا مش بشيل الالقاب بينا تلتزم انت كمان بكده حضرتك هنا مدير و انا هنا متدربة مش اكتر لا كان بينا سابق معرفة تخليك تتخطى حدودك معايا بالشكل ده اخر مرة تتصل برقمي و تعترض طريقي كده
كادت ان تذهب ليعترض طريقها مرة أخرى قائلاً :
ميصحش بردو تمشي و تسيبيني بعد ما قولتي اللي قولتيه من غير ما تديني فرصة اتكلم
انا اسف لو كنت اتجوزت حدودي من غير اقصد......
قاطعته تيا قائلة بحدة و قد سيطرت عليها كلمات رغدة و اقتنعت بها :
قصر الكلام.....ياريت لا تكلمني و لا ليك دعوة بيا الا بخصوص الشغل و بس مفهوم
وضع يده بجيب بنطاله قائلاً بسخرية :
مش معنى اني بتكلم معاكي باحترام و بذوق اني حضرتك تتكلمي بقلة ذوق كده
ردت عليه بصدمة و غضب :
انا قليلة الذوق
اومأ لها قائلاً :
ايوه قليلة الذوق عشان انا بتعامل معاكي بلطف و احترام و انتي دايمًا بتدي أوامر و تزعقي انا اقدر أوقف عند حدك بس انا ساكت عشان......
كاد ان يخبرها انه يصمت لأنها تروق له و هي تتحدث بعصبية مثل الأطفال و انه أصبح يعشق المجيء لتلك الشركة فقط لوجودها بها
لكنها ردت عليه بغضب :
ساكت عشان معندكش اللي تقوله بعد اللي عملته انت و ابن عمك في اختي و اتراهنتوا عليها....انا اصلاً غلطانة اني فضلت في الشركة دي بعد ما عرفت كل حاجة اخر دقيقة ليا فيها هي دلوقتي عن اذنك يا محترم
قالتها و كادت ان تذهب لتتفاجأ به يجذبها من يدها للمصعد و منه إلى مكتبه تحت محاولتها الفاشلة للتخلص من يديه التي تمسك مرفقها
دخل لمكتبه و هو يدفعها للداخل و دفع الباب بيده لكنه لم يغلق بالكامل لك تكن سالي موجودة بمكتبها
ترك يدها لتصرخ عليه بغضب :
انت ازاي تتجرأ و تمسكني كده يا بني آدم انت
زفر بضيق قائلاً :
اولا انا اسف على اني مسكتك كده بس لو كنت طلبت منك مكنتيش هترضي نتكلم سوا بهدوء
تنهد ثم قال غاضبًا :
ثانيًا انا امبارح كلمتك و قولتلك اني مكنتش ليا دعوة بالرهان ده و كنت رافضه و بعدين اختك و ابن عمي يتصرفوا مع بعض براحتهم ده دخلوا ايه بمعاملتك معايا
كان يتحدث و يقترب منها خطوة لتتراجع هي مثلها للخلف ليصبح خلفها الحائط و هو أمامها ليقول هو بذات مغزى :
يأما كل اللي بتعمليه ده بتداري بيه حاجة تانية
نظرت له قائلة بحدة و توتر :
حاجة ايه
نظر لداخل عيناها قائلاً بهدوء :
اللي انا و انتي عارفينه كويس يا تيا اللي ابتدا يتحرك جواكي و رفضاه و نفس الكلام معايا بس انا مش رافضه عارفة ليه....عشان ده احسن حاجة حصلتلي
كان يقف أمامها مباشرة ينظر بداخل عيناها التي تهرب من عيناه بتوتر تحاول اخرج الكلام من شفتيها تنهره على ما قال لكنها لم تستطيع نزل بعيناه إلى شفتيها التي تحاول اخراج الكلمات دون جدوى و رغبة ملحة بداخله تدفعه لتقبيلها بقوة الآن لكنه تراجع سريعًا ناهرًا نفسه على تفكيره فهي بريئة و نقية لا يحب أن يدنثها ابتسم و هو يردد بداخله حسنًا فلينتظر حتى تصبح ملكه
رفعت عيناها تنظر لعيناه التي قادرة على أن تآسر قلوب الجميع من شدة جمالها ليتوه كلاً منهم بعين الأخر ليقول هو بتفهم لخوفها و بنبرة صادقة لامست قلبها الذي تعالى نبضه بشدة :
تيا...خوفك اللي جواكي ده شيليه انا مش فريد عشان تخافي على نفسك مني انا ممكن اكون وحش مع الكل و مع أي حد بس معاكي انتي لا لأنك غالية و هتفضلي غالية دايمًاو لا في يوم هقدر آذيكي
نظر لداخل عيناه مشددًا على كل كلمة تخرج من شفتيه قائلاً بكل صدق و حب :
انا بحبك يا تيا
توسعت عيناها بصدمة مما قال ليعيد عليها ما قاله بتأكيد و جب صادق لم يكن يعلم انه سيشعر به يومًا تجاه اي فتاة :
بـحـبـك
لم تجيب و لم تتفوه بأي كلمة فقط بقت تنظر له بصدمة و صدرها يعلو و ينخفض بانفعال اما عنه بقى ينظر داخل عيناها و إلى تفاصيل وجهها بكل حب ليتفاجأ بها تمشي نحو الباب ثم غادرت المكتب سريعًا و هي غير مصدقة ما تفوه به منذ لحظات خرجت من الشركة سريعًا ثم إلى منزلها لتظل بغرفتها طيلة اليوم مصدومة مما حدث و لا تستوعب ما قال حتى الآن غافلة عن أعين كانت ترى و تسمع كل شئ منذ أن جذبها من يدها إلى مكتبه حتى خروجها ليشتعل الحقد و الغل بقلبها
و لا تنوي على خيرًا أبدًا
اما عنه جلس على المقعد الذي بجانبه يلوم نفسه على تسرعه و أخبارها بماهية مشاعره تجاهها لن يجازف و يذهب لوالدها الان و يتقدم لخطبتها و الزواج منها فبالطبع سيرفضه فورًا و بدون تفكير بسبب ماضيه المشرف و خاصة ما حدث مع ابنته الأولى و ما فعله فريد بها لكنه سيفعل المستحيل حتى تصبح له لقد وقع صريعًا في هواها و انتهى الأمر.....
..............
وقف طاويًا المصلاة يضعها فوق الاريكة الموجودة بالغرفة و ارتدي ملابسه يستعد لمغادرة للمنزل للذهاب لعمله وقف أمام المرآه يهندم ملابسه ليقف قليلاً و لأول مرة ينظر لذاته برضا لقد سلك الطريق الصحيح و ياليته فعل ذلك من قبل راحة شديدة يشعر بها و لم يجربها من قبل و الفضل يعود لزوجة والده التي علمته كيف يصلي ضحك بخفوت و هو يتذكر ما فعلته بينه و بين ديما
منذ فترة :
هتحفظوا قرآن سوا و اللي هيسمع حلو و احسن من التاني هعمله كيك بالشكولاته
ضحك بخفوت تعامله كطفل صغير مثله مثل ديما ساعدته كثيرًا و لن ينسى فضلها في ذلك عندما رأته بأحد الايام يجلس بالشرفة يفتح هاتفه على صورته برفقة جيانا قبلاً شجعته على أن يحكي لها و يبوح بما في قلبه لعلها تساعده ليفعل ذلك بالفعل و يبوح لها بما في قلبه لتقول لها ما لم يستطيع أن ينساه :
بص يا بني ربنا لما بيلاقي عبده بعد عنه و بيعصيه بيديه فرصة و اتنين و تلاته و أربعة....عشان يتصلح حاله و لما يلاقيه مستمر في معصيته لازم بيديه ضربه تفوقه من اللي فيه و انت فوقت و ناويت التوبة و ربنا غفور رحيم و بيغفر للي تاب توبة نصوحة......انت بدأت صح بس ناقصك حاجة الصلاة يابني أول حاجة بيتحاسب عليها العبد يوم القيامة
و الصلاة لو صَلُحت صَلُح سائر العمل لو فسدت فسد سائر العمل.....الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر....الصلاة تريحك من هموم الدنيا و تنورلك طريقك و تمحي ذنوبك.....اعبد ربنا و قرب منه هتلاقي حالك اتصلح و هترتاح القرب من ربنا حلو
تنهدت ثم قالت بابتسامة :
بخصوص البنت اللي انت بتحبها لو لقيت سعادتها مع غيرك سيبها تعيش حياتها يا بني اما لو حسيت انها لسه بتحبك و ميالة ليك حارب عشانها و عشان ترجع ثقتها فيك تاني بس المرة دي بالأفعال يا بن محمد متعملش زي ابوك ما عمل زمان....اللي قال ان الحب بيكون من النظرة الاولى غلطان اللي يحب لازم يجي من الموقف الأول لان المواقف هي دليل الحب مش الأفعال ابوك ياما قال و وعد بس عمره ما نفذ.....حارب عشان حبك يا بني لو هيكون فيه سعادتك انت و هي حارب و رجع ثقتها فيك من تاني و ادعي ربنا في كل صلاة انها تكون من نصيبك و اشكره انك رجعت و فوفت من غفوتك قبل فوات الأوان
اخذ نفس عميق و هو يردد بداخله ذلك الدعاء الذي يردده على لسانه منذ فترة :
يارب اجعلها من نصيبي
خرج من المنزل بعدما ودعهم متوجهًا لعمله بفرع شركة الزيني بالقاهرة
ليتوقف بسيارته فجأة عندما لمحها هي من اشتاقها و ذاق ألم فراقها لسنوات و حتى الآن تردد من ان ينزل و يتوجه لها_ام يكمل طريقه و يتركها بحالها و يغادر.....اختار المغادرة لكن بعد ان تأملها لوقت ليشبع قلبه المشتاق لها و كأنه لم يتصل بها من وقت لأخر من هاتف غير هاتفه ليستمع لصوتها لقد عاد لوسيلته القديمة عندما كان بالمانيا بعيدًا عنها كان من وقت لأخر يتصل بها و يستمع لصوتها إلى أن جاء يوم و قامت بتغير هاتفها انطلق بسيارته سريعًا قبل أن يضرب بقراره عرض الحائط و ينزل من سيارته و يتوجه إليها الآن
.........
مر يومان لم يتغير بهم الكثير سوا علاقة سمير و هايدي التي تتطور يومًا بعد يوم و آسر الذي أصبح يتحاشى لقاء رونزي
بمنزل أكمل النويري ليلاً كانت تيا حبيسة غرفتها طوال اليومان و لم تخرج منها سوا للضرورة باليوم الثالث دخل اكمل لغرفتها طرق الباب لكنها لم تجيب ليدخل وجدها تنهي صلاتها تقدم منها يجلس بجانبها على الارض قائلاً بابتسامة حنونة :
حرمًا
ردت عليه بابتسامة :
جمعًا ان شاء الله
ابتسم لها ثم قال بحنان :
بنوتي القمر مالها.....انارعارف اني انشغلت مع جيانا الايام اللي فاتت و اهملتك حقك عليا
نفت برأسها قائلة :
متقولش كده يا بابا انا عارفة سبب انشغالك مع جيانا ايه و بعدين انا مالي ما انا كويسة اهو
تنهد ثم قال و هو يربت على وحنتها بحنان :
مش كويسة خالص حابسة نفسك في اوضتك ليه و مش بتروحي جامعتك او التدريب بتاعك ليه و مش بتتكلمي مع حد و علطول سرحانة.....مالك يا حبيبة بابا حد زعلك قوليلي والله لهخليه يشوف النجوم في عز الضهر
ضحكت بخفوت ثم ابعدت عيناها عنه قائلة بحزن :
انا مش عاوزة اكدب عليك و في نفس الوقت مش عاوزة اقولك عن السبب ينفع نأجلها لوقت ما
اكون جاهزة
اومأ لها بابتسامة لم تخفي القلق الذي نهش قلبه ما ان أخرجت ابنته تلك الكلمات من بين شفتيها و الحزن يسيطر عليها ليقول لها بحنان :
انا قولت لاختك الكلام ده قبل كده و هقوله ليكي يا تيا محدش هيخاف عليكي اكتر من ابوكي اوعي تخبي حاجة عني شاكة انها ممكن تضرك تعاليلي و انصحك و هيفضل سر بينا زي ما انتي عاوزة انا عمري ما هضرك.....ماشي يا حبيبتي
اومأت له بابتسامة لم تخفي حزن عيناها الذي رآه هو بوضوح ليغادر الغرفة و يتركها تفكر بما عليها ان تفعله ستذهب غدًا و تخبر شهاب المدير المالي بأنها ترغب بترك التدريب في الشركة و ستكتفي بجامعتها فقط الان و تبتعد عنه هذا هو الصحيح
.............
صباحًا بقصر الزيني
ببهو القصر كان صلاح يجلس ينظر للشاب الجالس أمامه ينتظر ما يريد قوله ليفاجأه بطلبه عندما قال بجدية :
حضرتك انا بطلب ايد الانسة هايدي للجواز !!!
................
البارت خلص ♥️
اكيد كلنا عرفنا مين اللي عاوز يتجوز هايدي 🙂
ايهم الواد وقع و لا حد سمى عليه و وقع مع واحد زي اكمل مستحيل يسمح انه بنته تتجوز واحد زيه ايهم هيشوف الويل زيه زي ابن عمه اكمل مش هيسيبهم ادعولهم يا جماعة 😂😂
متنسوش التفااااعل ♥️
لينك صفحتي على الواتباد اعملوا متابعة
حلوة زيكم هنا 👇🏻♥️
دمتم سالمين يا قمراااااات نتقابل في بارت جديد يوم الجمعة بإذن الله ♥️♥️
•تابع الفصل التالي "رواية ليتني لم احبك" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق