رواية مرارة عشق الفصل الثاني عشر 12 - بقلم دنيا دندن
الحلقة الثانيه عشرة
ليلا سافرت زمرد رفقت يوسف إلى منزله بالصعيد ،يعلم انها تعشق المناضر الخلابة الخضراء وتحب ان تتمشى تحت الشمس الساطعة وتستمتع باشعتها
وصل أخيرا إلى تلك السريا الضخمة الجميلة التي ورثها والده عن جده ، نزلت من السياره تستنشق رائحة العشب الاخضر ابتسمت تلقائيا وانحدرت تفك رباط حدائها ثم خلعته و وضعت قدميها الحافية على العشب الاخضر ، ابتسم يوسف على حركاتها ،لاتزال مثل الطفلة ما عشقته وهي صغيرة لا تزال تحبه رغم سن شبابها ، انزل الحقائب من السيارة ثم تقدم نحوها مردفا " تعالى ندخل عشان ترتاحي " أومات له وغادرت برفقته الى الداخل وضع الحقائب بينما رمت سترتها البيضاء وارتمت ممدة على الأريكة من شدة التعب ،كدالك يوسف ازل سترته ورمى بها على المقعد المقابل له ثم جلس بجانب قدمها ، ابتسم لها مردفا " يلا يا حببتي اطلعي خدي حمام دافي و غيري هدومك "
نفت برأسها وقد تغلب النوم عليها ، اقترب منها يوسف مردفا بحنان "يا غزال يلا عشان تنامي في سريرك " لم تجبه فقد نامت مثل الطفل الرضيع الذي ما أن يضع رأسه على السرير حتى يغفي كدالك زمرد ما أن تضع راسها حتى تغيب عن العالم ،ابتسم بخفة وحملها مردفا بسخرية" حضك زي الزفت يا يوسف اهو الغزالة نامت "
صعد بها إلى الأعلى ثم وضعها على سريره ، تقلبت في نومها واعطته بضهرها ، ابتسم بغيض يتحصر على نفسه من ثم دثرها بالغطاء وارتمى بجانبها سلط عيونه على السقف وعقد ساعده ليضعه اسفل راسه الى ان بدأ النوم ينال منه ،لينتقض اثر ركلها له بقدمها على بطنه ،صك على أسنانه بغل والتف قليلا نحو تلك الهوجاء دات النوم العنيف ، زفر محتنقا وكادت ان تصفعه بيدها الا أنه امسكها وترك لها السرير و نام على الارض
صباحا إستيقضت زمرد بكسل نضرت حولها وجدت زوجها ينام ارضا دون غطاء تدكرت انها نامت دون ان تشعر زفرت بضيق من نفسها ثم نزلت من على فراشها وانحدرت الى مستواه
وضعت يدها بلطف على شعره الاسود الغزير تحركها على نعومة شعره وتخلل يدها به ، فتح عيونه جراء لمساتها وابتسم تلقائيا بعد أن وجد عيونها الغزاليه مقابل عسليتيه مردفا " سبحان الله" ابتسمت فإسترسل " أنا كل يوم هصحى على العيون القمر دي؟! "
اومأت له فإعتدل جالسا ، أغمض عيونه منزعج من ألم ضهره
وضعت يدها على كتفه وقالت بنعومة ادهشته" أعملك مساج؟!"
اومأ لها هو بالفعل يحتاج الى تدليك لعل عضلات ضهره المتشنجة تمدد
استقامت وأشارت له إلى السرير مردفة " تعالى اقعد على السرير واقلع قميصك "
بالفعل نفد كلامها وخلع عنه ملابسه العلوية وجلس على السرير يعطيها بضهره، جلست خلفه ثم ةضعت يدها على كتفيه من قرب رقبته سريعا ما شعر بالالم اثر حركتها على كتفه وقال بغيض " بالراحة يا زيدان "
لكمته بقوة على ضهره من شدة غيضها فإبتسم رغما عنه بعد أن استفزها وأردفت بغيض" انا اللى قاعدة بدلعك وعاملة ليك قيمة ،ماشي يا ابن يامن"
ضحك عاليا وقال ساخرا " يالله يا غزال على الدلع اللى شايفه منك ، دا انت حتى نمتي امبارح وسبتيني اكل في نفسي"
حدقت به بملل من تم مطت شفتيها مردفة " أعمل ايه؟! كنت تعبانه "
التف و حدق بها لوهلة ثم إستقام مردفا " عارف " ثم استرسل بعد أن مدد يديه لها وقال " تعالى ننزل نفطر؟! "
اومأت له بسعادة وغادرت رفقته بعد مدة كان ينتضرها ان تخرج من غرفتها وهي تسبه بأسوء ما عرفته في حياتها بينما هو سعيد بإغاضتها ، زفرت بضيق وقالت بضجر " حرام عليك يا يوسف دا مش ساتر حاجة؟! "
ابتسم بتهكم ساخرا" الله وكيلك يا غزال اللى لبساه ساتر على اللى بتلبيس لخلق الله "
صاحت فيه بعنف " انت بتنتقم مني ؟!"
اماء برأسه صائحا بها " اطلعي كفاية "
فعلا بعد مدة كانت تقف بجانبه ترتدي ملابس سباحة عبارة عن مايوه قطعة واحده باللون الاسود يناقض لون بشرتها الخمرية ، بينما كان هو فقط يرتدي بنطالا يصل إلى بداية ركبته ،حدقت بالمسبح وحدقت به بغيض ، لم يهتم لها و رمى نفسه بالمسبح يغطي به رفع راسه عن الماء وحدق بها مردفا بمرح " تعالى المية حلوة "
عقصت حاجبيها وهي تنضر له بضيق وقالت " هغرق مش بعرف اعوم "
جدبها من قدمها حتى اختل توازنها و وقعت بجانبه أمسكها من خصرها واردف بمرح " قلب يوسف مش كنت معلمك تعومي "
نضرت له بعبوس وقالت " مبقتش اعرف اعوم يا سوفا "
جدبها من خصرها حتى التصقت بصدره وقال هامسا " أنا اعلمك زي زمان " ثم غمز لها عابثا" واعلمك بضمير "
دفن وجهه في رقبتها لتلف يديها بتلقائية على ضهره شعرت بالتخدير من لمساته لها حتى سقط جسدها على الماء وهو ايضا ولا يزال يحتضنها ويستبيح جسدها تحت الماء
لمساته الرقيقة والعاشقة جعلتها تتخدر رغم عنها رفعها من أسفل الماء لتاخد انفاسها المسلوبة ،سند جبينها على جبينها يستنشقان اكبر كمية من انفاس بعضهما البعض ،كلاهما يغمض عيونه في تلك اللحضة الغرامية التي يدرك فيها كل عاشق انه لا يستطيع ان يحيى دون معشوقه ،لحضة ترتفع فيها دقات القلوب وويصبح صدى صوتها مثل ايقاع الطبل العالي
فتح عيونه يحدق بغرام في غزالته ثم اردف بصوت اجش " افتحي عيونك ياغزال "
جسمها الخائف المرتجف وطريقة تنفسها بعد أن اختنقت دالك الذعر والخوف والسعادة يجعلان ملامح وجهها اكتر اغراء له ،فتحت عيونها تحدق في قناصتيه العسلية اللتان تغرقانها في بحر العسل دون تراجع ،مرر يده على دراعها فإرتجف جسدها مستجيبا له همس امام شفتيها برغبة تكاد تقتله " عينك اياكي في يوم تقفليها دا انا بعشقها وممكن أهد الدنيا عشان خاطرها "
كلماته اطربت قلبها فابتسمت مرددة بعشق " انا بحبك وبموت فيك يا أحلى يوسف في الدنيا "
مادا يقال بعد هدا الكلام لا شيئ غير الغرام و انغام العشق و اللحان الحب، عزف من جميع الالوان ، المشاعر فقط من تبقت وختم صك ملكية غزالته التي عشق عيونها منذ أن فتحت عيونها للحياة ،وكم كان حلم صعب المنال واللان أصبح حقيقة ،لم ينتهي ليلهم بل كان مثل الحلم الجميل الدي لا يريد احد الاستيقاظ منه ،ولن يكتفي بمجرد تلك اللحظات الخالدة بينهم بل سوف يصبح كل يوم هو قصة من قصص غرامهم وعشقهم الذي لم يقبل رغم سنين الفراق
************************************************
بعد أن طلبت صابرة من راسل ان تقابله وافق دون تردد لعله يعلم من تلك العروس التي اختارها له والده ، اتفق والدها معه ان يقابلها في منزلهم ،جلست مقابله في الحديقة ،تحاول استجماع شتات نفسها كانت تضن انه شخص سمين هي تعرفه مند أن كانت طفلة وفعلا كانت تلك الثعلبة تسخر منه وتتنمر على وزنه الزائد وشعره ذو اللون الاحمر ،اما الان فهي تجلس متل البلهاء تحدق في شعره الاصهب وعيونه الزرقاء وجسمه المتناسق ، كم استغربت نفسها ورددت بداخلها " هدا بشر ام فتنه ، كيف كنت عمياء وتنمرت على هدا الجمال بأكمله"
كان راسل يحدق بها بحاجب مرفوع هو يعلم مدا حب الفتيات له وعلم أنه سوف تنصدم من شكله الجديد ارتشف من قهوته و ردد بصوت رجولي خشن يوقضها من سرحانها به " انسة صابرة اضن طلبتي تشوفيني وانا جيت ،عايزة تساليني إتفضلي "
نسيت صابرة كل شيئ بل كانت لا تزال منبهرة من جماله وأجابته بتلقائية وهي تشير له بسبابتها" انت حقيقية ولا خيال"
بالفعل انصدم من ردها وشعر بالغرور انه اثار اعجابها ثم علت على ملامح وجهه الجدية وضرب الطاولة بيده بقوة متوسطة جعلتها تنتفض ،حدقت به بعد أن استعادت توازنها بينما هو صائح قائلا " لا انا واقع ،قولي عايزاني في ايه ؟!"
امتغصت ملامح وجهها وردت بضيق " ما تلم نفسك شوية و وطي صوتك ،بلاش تفتكر عشان احلويت شويه تشوف نفسك عليا"
ابتسم بإستفزاز مردفا " اضن دا مش موضوعنا عايزاني في ايه؟!"
حمحمت بحرج واردفة " انت ليه عايز تتجوزني؟!"
رفع حاجبه مردفا "مش حبا فيكي " ثم أعاد رأسه للخلف واردف ببساطة " بابا شاف اني لازم اتجوز وقالي اشوفلك عروسه و أنا وافقت " ثم استرسل ساخرا" معرفش هيختارك "
نضرت له بعدم رضى من سخريته فإسترسل " كده كده بنعرف اهلك وتربيتك انت اولى من الغريب "
ابتسمت بإستفزاز وهي تستشعر كل كلمة ساخرة منه من ثم أردفت" انا موافقة أتجوزك "
اومأ لها دون اهتمام فإسترسلت " عايزاك تعرف ان كان عندي علاقة قبل كده"
قلب عيونه بملل مردفا " مع فارس عارف كل حاجة " نضرت له مطولا تعلم أنه لايعلم بأنها اجهضت ولا علاقتها الفعليه به فإسترسلت " امتى هنعمل العقد؟!"
استقام بعد أن وضع كلتا يديه في جيبه وقال " لما يرجع اخوك " اومأت له وغادر بينما هي لعنته ولعنت نفسها ، اتصلت بزمرد بعدها تخبرها ما حصل ما أن إستمعت الى حديتها حتى أردفت بضيق" الله يخربيتك يا صابرة يوم ما توقعي ،توقعي في واحد عندك ماضي معفن معاه؟!"
زفرت صابرة بضيق من عتاب الاخرى وصاحت بها " كنت عارفة ان دا ممكن يحصل ،انا ندمت اني وافقت وتبعت كلامك "
قوست زمرد حاجبها وقالت بضيق " اخرسي سبيني افكر ،مش عارفة المشاكل بتنزل عليا من كله " ثم استرسلت بتفكير " بقولك كده كده اتجوزيه ويوم الفرح نحط ليه منوم يتخمد وضبطي انت الموضوع"
زفرت صابرة بضيق وقالت " ولو شاف جرح الاجهاض "
هزت زمرد منكبيها بملل وقالت بملل "دي اسهل حاجة قولي شيلتي كيس "
لم يعجب صابرة اي كلام من كلام زمرد شعرت بأنها سوف تخدع راسل الذي لا ذنب له باي شيئ ، هو لا يستحق ما سوف تفعله به لكن كل هدا في سبيل رد الدين الى فارس ، شعرت زمرد بتردد صابرة فقالت بضيق "صابرة قلنا من الاول لا تضعفي ولا تشفقي ، غير فكري بالعقلك دا احسن قرار ،اخوك لو عرف يدفنك وانا معاك ،كده قومي استقوي وبلاش ضميرك يوجعك على راسل ماضيه مش انضف منك"
صاحت بها بعنف " انت بتشتمي؟!"
امتغصت ملامح زمرد وقالت " أسفة ياصابرة ، انا هشوف ازاي الاقي حل وراسل يعرف كل حاجة بس الاول اتجوزيه والباقي سهل " زفرت صابرة بحنق لاتعلم اين سوف تاخدها افكار زمرد الكارثية إلا انها وافقت على مضد واقفلت الهاتف في وجه الاخرى ،زفرت زمرد بضيق وتمتمت" انا محاطة بشلة متخلفة "
*************************************************
بعد يومين من التفكير أخيرا حطت سناء اقدامها على الارض التي هربت منها بتلك الخطيئة
التي عادت تلاحقها مهما مرور الزمن ، نضرت إلى طفلها مردفة بعد أن ابتسمت " انت قولت ليا عايز تشوف باباك ؟!" اومأ لها الصغير فردت بعد أن حدقت نحو الامام" انا جبتك ليه" ابتسم لها ولم تسعه الفرحة فإحتضن قدميها وقال بحب " بحبك يا مامي "
اومأت له وأمسكت بيده عازمة على رد كرامتها وحقها المهدور ، خرجت من محطة القطارات تبحت عن وسيلة نقل ،حتى اصطدمت بسليم الذي يقف ينتضرها امام سيارته ،استغربت وجوده فأشار لها ان تتقدم ،ركض له الصغير بسرعة صائحا بإسمه نزل سليم الى مستواه والتقطه فقال يوسف بفرح " وحشتيني يا سليم" ابتسم وهو يحتضنه مردفا " وانت اكتر يا قلب سليم ، عامل ايه؟!"
ابتسم الصغير قائلا بمرح " جيت اشوف بابا " اومأ له ورفع راسه ينضر الى سناء ،التي قلبت عيونها تحاول ابعاد نضراتها عنه ثم استرسل بعد أن حمل الصغير " تعالي انا هوصلك " ارادت ان تعترض فقال" هنا لازمك حماية وانا ضهرك ،هبقى معاك خطوة خطوة "
نضرت له بإستغراب من تصرفاته لما يعاملها بهدا اللطف والحنان رغم انها اعلمته مسبقا أنها لن تحبه مهما حدث وانها لاترغب ان تخوض تجربة اخرى هي اخدت نصيبها ولن تعيد الخطأ مرة أخرى لكنه في كل مرة يصدمها بأفعاله رددت بإستفهام وهي تنضر في عيونه " انت ليه متمسك بيا كده؟!"
ابتسم وضهرت غمازتيه وقال بتلقائية " كنت قولتي ليا ان عمر حد مسك ايدك ،وان ولا حد صدقك "
رمشت أهدابها فإسترسل بصدق نابع من ثنايا روحه وهو ينضر في عمق غايتها الخضراء " انا همسك ايدك ، و لو قولتي ان ناس الفضاء شرفوا الارض هصدقك "
هل رفرف قلبها ؟! نعم دالك الشعور الغريب الذي غزا قلبها وجعلها يحلق الى عنان السماء كلامه الصادق وصل فعلا الا فؤادها وجعل عيونها تتلالأ من السعادة ، اول شخص يصدقها و بشعرها بالامان وانها مميزة فعلا ، ابتسمت له وقالت بهدوء " اول حاجة عايزة روح بيت جلال "
اومأ لها وأشار لها ان تركب السيارة وركب هو ايضا سعيدا بأنها رضت عنه اخيرا أن يساعدها اصراره كان اكبر من عنادها وانتصر أخيرا
هل رأيتم يوما ما طائرا جريحا في فصل ماطر مهما حاول ان يشفى لا يشفى جرحه ، ورغم كسره اراد ان يحلق الا أن الشتاء الماطر منعه ،فقط ضل تحت ضل شجرة يختبئ بها ،والان فجأة ضهر شخص يحمله من المطر ويخبأه في منزل دافئ ويعاج كسره الى ان يحلق مرة أخرى ، هدا حال سناء التي كان لها سليم الدواء
وقفت سيارة سليم امام سرايا جاويد العامري ، نضر إلى سناء التي كانت تتنفس بعمق لا تعلم كيف سوف تمر مواجهتها للماضي الذي حرقها وقطعها الي اشلاء وكسر قلبها الى شضايا ضلت شاردة تنضر للبيت من خلف زجاج السيارة تشعر بالخوف رغم عزيمتها
حدق بها سليم وشعر بترددها وخوفها ،ابتسم بعد أن امسك يدها بقوة وقال بعد أن نضرت له يبتها بالتقة " انا معاك، اما اليوم تاخدي حقك او تنسيه ،انت قوية يا سناء ، خدي حقك "
ابتسمت له وكأنها كانت تنتضر فقط تلك الكلمات لتستجمع قوتها ثم فتحت باب السيارة وخرجت كدالك فعل سليم وحمل طفلها تقدمت الى السرايا ودخلت ترفع راسها بكل شموخ للأعلى واخبرت الغفر انها تريد ان تقابل العائلة ، سمحتوا لها بالدخول ،دخلت رفقت سليم اللذي يحمل طفلها ما ان رأتها والدة جلال حتى استقامت تحدق بها بحقد وقالت صائحة " مين سمح للخاطية دي تعتبر بيتي؟!"
كان جلال ينزل رفقة والده ما أن لمحها حتى نزل بسرعة حدق بها وهي تنضر له والى والدته وقالت بعد أن رمقت والدته بإشمأزاز" الخاطي هو ابنك " قالتها وأشارت إلى جلال ثم استرسلت بغل تخرج جميع اوجاع قلبها بعد أن تقدمت من جلال ونزلت بصفعة على وجهه جعلته متصدنا وشهقت والدته على اثرها وقالت سناء بشراسه " الكف دا كنت لازم وتاخده من زمان ، لما سبتني وهربت " نضر لها بحدة بينما امه كادت أن تعيد لها الكف الدي اخده ولدها حتى امسكت سناء يدها بشراسه وقالت صارخة بعد أن أبعدت يدها " انت عندك بنت خافي عليها " ثم استرسلت بإحتقار" ابنك هو اللى اغاواني وانا قاصر مش فاهمة ،عاشرني معاشرة الزوج للزوجة وانا مش فاهمة كل دا عشان الثار وينتقم ،لما كنت بقوله اللى بنعمله حرام بقولي لا وان هو هيتجوزني ،لحد ما شك اني حامل وساعتها حط عليه الليل ما اصطبح عليه الحال ،اختفى وسابني للنار وانا حامل في ابنه ،ولا حتى قال هي بنت وقاصر ايه اللى ممكن يحصل لها، ثم أشارت إلى صغيرها الذي يحمله سليم ،دا ابنكم ابن العامرية بس واللى خلقني ما يتكتب على اسمكم الوسخ عارفين ليه عشان النضيف عمره ما يقبل بالوسخ"
صرخ بها والده بعنف " اخرسي اياكي تنطقي اسم العامرية على لسانك قبل ما أقطعه" ثم نضر إلى ابنه وهدر به " صحيح الكلام اللى هي بتقوله ؟!"
نضر لها ثم نضر إلى والده ابتلع غصته وهتف" فعلا دا ابني " ثم حدق بها بقوة وقال " اللى بتعمليه يا سناء كله هنتحاسب عليه وابني هاخده منك "
" أعلى ما في خيلك اركبه "قالتها بشراسه وصوت عالي ثم نضرت إلى والده وقالت بضيق" ابنك يبعد عني يا اسجنه " ثم استرسلت بعد أن استدارت " مش عايزة حد من العامرية في طريقي يا اما فعلا الثار دا هيرجع وبدل ما يبقى مي هيبقى دم " قالت كلماتها الحادة وخرجت رفقة سليم وابنها ،نضر جاويد الى والده الذي كان ينضر له بسخط وقال " من امتى بناخد حقنا من النسوان" ثم ضحك مستهزا "يا ريت حتى نسوان دي عيلة " استشعر جاويد لذاعة كلام والده وعلم أنه تخطى جميع الخطوط الحمراء نضرات الخيبة في عيون والده لا تعد ولا تحصى تركه متجمدا وغادر بينما نضرت له والدته وربتت على كتفه قائلة " انت عملت الصح"
نضر لها وعيونه تشع احمرارا مردفا بضعف" انت السبب ،مليتي قلبي بالحقد ومافكرتيش ان انت كمان عندك بنت ، بلاش هي ابني دلوقتي ومحروم منه ،اتمنى تكوني حققتي هدفك" تركها وغادر بينما هي لم تأبه ولم تعلم خطورة ما فعلته وما يعانيه ابنها من ألم
إبتعدت سناء قليلا رفقة سليم ثم نضرت له وضحكت حتى كادت ان تقع تبسم على جنونها مردفا " فرحانه ؟!"
إستنشقت اكبر كمية من الهواء ثم زفرتها بقوة تشعر كأن كانت هناك صخرة كانت فوق قلبها والان فقط ازاحتها ،ابتسمت له مردفة "اول مرة احس اني مرتاحة فعلا زمرد معاها حق لما نواجه بنرتاح"
اومأ لها سليم مردفا " انك تواجهي الماضي وتتعلمي منه ،احسن ما انك تعيشي هربانة من ماضي بطاردك مدى الحياة"
اومأت له وقالت بعد أن كست ملامح الحزن وجهها " لسه الاصعب لما أواجه عيلتي" ابتسمت بألم ساخرة " ابويا اللى ولا مرة في حياته دافع عني ،مهما الناس ضلموني ، مش عارفة ايه دنبي ليه بيكرهني؟! "
نضر لها مردفا بتسائل " اللى اعرفه مافيش أب بيكره اولاده"
سقطت دمعة من عيونها تنضر له بكسرة وقالت" لما يكون ابوك عايزك تطلعي ولد وتطلعي بنت ،وبالنسبة ليه البنت عيب وعبئ على اي عيلة ، بيكرهك ويكرهك في عشتك " ثم ابتسمت بألم وقالت بتهكم " انتم الاولاد في ام تشفق عليكم ،بس احنا البنات بالنسبة لينا الاب هو الضهر والسند لما يغيب بتغيب البنت وكرامتها "
الاب ليس فقط سند للإبنته هو عمودها الفقري هو هبتها وهو صديقها واول رجل تفتح عليه عيونها ، ان ابتسم تبتسم وان حزن تحزن وان سعد تسعد ، عاش الاب تعيش ابنته اقوى مخلوق على الارض ،وان غاب اصبحت اضعف مخلوق على وجه الارض
لا يعلم سليم مالدي يجعله ينجدب الى تلك الفتاة ما إن تتحدت حتى يشرد بها وينضر لها بغرام لا يزال لا يدركه وياترى مالدي تخفيه اكتر ؟! لكنها تحدتت بما صدمه وهي تنضر للجبل المقابل لها " انت تعرف ان العصفورة اللى اهل البلد بقولوا اتحرقت ايه اللى حصل لها ؟!"
نفى برأسه فإسترسلت " طارت بس جناحها كان مكسور وقعت " أشارت إلى الجبل وقالت وهي تتدكر ماضيها الاليم " يوم فرح جلال رميت نفسي من فوق الجبل اللى بتشوفه ،والولد الى نايم على كتفك كنت لسه جايباه ، نسيت كل حاجة في الدنيا وفكرت اموت ، بس عشت "
اقترب منها محتضنا اياها مردفا بألم لما عانته" بكرة احسن "
اومأت له مردفة وهي تبكي " اصعب حاجة الانتضار ، ونك تتامل في حد ، وانا استنيت جاويد كتير ،كان عندي امل ،بس الامل دا من غير فائدة ،الوجع اللى في قلبي اكتر من اللوجع اللى حسيته لما رميت نفسي .
إستاء على حالها و جدبها اكتر الى صدره يمدها ببعض القوة بينما خلفهم كان يقف جاويد الذي نزلت دموعه وما ادراك من دموع قهر الرجال ،شعر انه دنيئ لاقصى درجة ، حتى انه اشمأز من نفسه ،كيف دمرها ،كيف أدى قاصر ،بل حبيبته نعم هو لم يعشقها فقط بل كان يموت في هواها صرخ قلبه مناديا الرحمة لكنه لم يرحمه ، الان فقط يفكر كيف يريح قلبها و الان يعرف كيف سوف يعيد لها حقها بنفسه حتى من نفسه أيضا
*************************************************
في شركة راسخ كان اجتماع بينه وبين مجلس أعضاء الإدارة على كيفيه تسير العمل بعد أن اخدت زمرد خمسون بالمئة منها ،كان فارس برفقته وكدالك مياسين وهاجر في خضم نقاشهم فتح الباب وضهرت زمرد ،كانت ترتدي تنورة قصيرة بالكاد تغطي بداية قدميها باللون الزيتوني فوقها قميس دون اكمام من نفس نوع التنوره وتضع نضارتها ذات اللون البني وتمضغ اللبان بإستفزاز تحدتت بمرح غير لائق " surprise"
نضر لها الجميع فتقدمت بكعبها دو اللون الاسود ورمت حقيبة فوق طاولة الاجتماعات ونضرت لهم ببرود ثم أبعدت احدى الكراسي وجلست ،لم تهتم الى نضراتهم وقالت بعد أن نفخت اللبان" في اجتماع مع اعضاء مجلس الإدارة ومديرة الشركة اخر من يعلم " ثم ضحكت ساخر ونضرت إلى راسخ مردفة " دا حتى أنا وأنت بنا معرفة "
ضل راسخ يطالعها بضرات باردة وقال دون اهتمام بعد أن اعاد نضره الى الموضفين" نكمل كلامنا اضن انا واضح اننا مش هنعرض اسهم الشركة للبيع"
اومأ له الجميع فإسترسل " المناقصة دي مش هندخلها "
كانت زمرد تفهم ان راسخ يحاول تجاهلها ويشعرها بضعفها امامه لكنه لايعلم ما تنويه تلك الثعلبة كانت تبتسم بتسليه وتركتهم حتى انتهوا من الاجتماع وأمر راسخ الجميع بالمغادرة طبعا كل هدا جعل هاجر ومياسين يشمتون بها ، ما أن إستقام أعضاء الإدارة للمغادرة حتى اردفت زمرد بجدية " كل واحد يرجع مكانه"
نضر لها الجميع بمن فيهم والدها الذي نضر لها غاضبا فإبتسمت واستقامت تتقدم الى ان اصبحت خلف كرسيه الرئسي وقالت " اضن كلكم عارفين ان انا شريكة ،و راسخ وضح لكم ان كل حاجة هتبقى زي ما هي ،اي وجودي زي عدمه" نضر لها فإبتسمت ساخرة بعد أن علت ابتسامة الانتصار وجهها وقالت بتقة " انا المديرة الجديدة للشركة وكلامي اللى هيمشي على كل واحد فيكم "
حلت حالة من الهرج غير مصدقين كلامها وما تقول ،بينما كانت تبتسم وقف راسخ بصددها وقال صائحا " ايه اللى بتقوليه؟!"
ابتسمت زمرد ونفخت اللبان ليصدر صوت فرقعة تم قالت" صراحة انا كان عندي خمسين في المئة بس يعني انا وانت زي بعض ،بس بابي يامن اداني العشرة في المئة اللى كان موكلك عليها يعني بقيت سيدة اكبر نصيب انا ستين وانتم اربعين وكده ابقى انا المديرة الجديدة ،ولو سمحت يا راسخ بيه ابعد عن مكاني "
استقام محدقا بها بغضب وقال صائحا " الشركة دي انا بنتها مش عشان يجي يوم وانت تهدي كل اللى انا تعبت عشانه"
هزت منكبيها وقالت دون مبالات " دا اختيارك محدش طلب منك تتعب ،انت اللى كنت عايز " ثم نضرت إلى الموضفين تقدروا تطلعوا بنحل مشاكل عائليه" غادر الموضفون بينما نضر لها فارس وقال بتهديد " خليكي فاكرة نفسك رابحة " ثم ابتسم بإستفزاز " هتوقعي ومش هتلاقي حد "
ابتسمت ترد له استفزازه وقالت " خليك في حياتك لانك مش قدي "
حدقت بها مياسين قائلة بسخرية " عارفة ايه مش مشكلتك؟! انه ما فيش حد بحبك ولا هيحبك ،حتى ابوك ، انت ولا حاجة "
لم تحد ابتسامتها وقالت بعد أن غمزت لها" تعرفي مش محتاجة حد يحبني يعني قلبي مش بيتكسر، مش هتقدري تكسري قلبي "
نضرت لها بغضب ثم غادرة رفقة ابنها وهاجر ، نضر لها راسخ وقال مشمإزا " انت مريضة " ثم استرسل بتهديد " خافي مني ، ويوسف الى مقويك علينا بكرة او بعده يرميكي لما يعرف حقيقتك "
ابتلعت غصتها و نضرت له ساخرة وقالت بتقة تداري ارتجاف جسدها ودموعها التي تهددها بالسقوط " ابعد عني يا راسخ وبلاش تلف حوليا خصوصا الناس المقربين مني "
ابتسم مستفزا اياها " زعلتي!!"ثم استرسل بمكر " دا هدفي انك تزعلي، وخططك كلها تتقلب عليكي ، ومتعرفيش الراحة "
كم احرقها كلام والدها وجعلها ترتجف من كل جسدها شددت على قبضة يدها تتحكم في تنفسها وقالت " مافيش مشكلة انا متعودة "
تركها وغادر بينما هي قلبت عيونها تغمضهم، ترقرقت عيونها بالدموع وقالت بعد أن ابتلعت غصتها " ربنا ياخدك يا راسخ ،لو اب زيك ربنا ياخده " كلماته البسيطة اترت بها وجعلتها تغادر المكان وبالكاد تمشي حتى لا تقع من هول ألم قلبها
كان يوسف يشعر بالضيق في قلبه لا يعلم سببه عادت زمرد الى المنزل ودخلت غرفتها كان يجلس يحاول فهم دالك الألم الذي يجتاح صدره ،نضرت له بهلع واقتربت منه بسرعة مردفة بقلق " مالك يا يوسف؟!"
جدبها الى أحضانه بقوة وقال بألم " انت كويسه؟!"
نضرت له بإهتمام و وضعت يدها على خده تتحسسه بخوف وقالت " نروح الدكتور؟!"
نفى برأسه مردفا بعد أن ربت على شعرها " انا كويس الحمد لله ،بلاش تخافي "
اومأت له قلقة رن هاتفه فأجاب عليه اقفل ثم نضر لها مردفا بشرود " جاويد سلم نفسه انه ضحك على سناء لما كانت قاصر وحملت منه؟!"
اتسعت حدقتيها فإسترسل برزانه " دا اللى كان لازم يحصل ، انا رايح اشوفه " اومأت له فإستقام مغادرا بينما هي ضلت تفكر في كلام فارس هل فعلا هناك من يغدر بها بدا متاكدا من كلامه يجب ان تأخد حذرها ،يا ترى من ينوي طعنها من الضهر ، غير ان لا احد يعلم ماضيها غير سناء وسناء لن تفشي سرها مهما حصل ،رغم دالك وجدة نفسها تفكر انها يجب ان تعرف من قد يستطيع خيانتها.
•تابع الفصل التالي "رواية مرارة عشق" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق