رواية لا تتركني الفصل الثالث 3 - بقلم اسماعيل موسى
لا_تتركنى
٣
قبل ذهابها للعمل حذرت والدتي احمد ان يغادر الشقه، قالت بنبره محذره، الطعام هناك، الماء في الزجاجه، لا تنسى الموقد مشتعل اذا استخدمته
رافقتنى والدتي بطريقها نحو العمل الي المدرسه، انهيت حصصي الدراسيه، فور عودتي كان أحمد بأنتظاري، كان متحمس جدآ لتشجيعي، لطخ وجهه بألوان فريقي المحبب، قال لى أحمد
يوسف تناول طعامك بسرعه، دعنا ننزل للشارع قبل وصول والدتك
قلت لكن والدتك قالت لا تنزل الشارع يا احمد ؟
همس احمد بخجل، والدتي يا يوسف تطلب منك أيضا ان لا تلعب في الشارع لكنك تلعب كل يوم، انت ترى حالتى لا استطيع السير وبعد توقفى عن المدرسه احبس داخل الشقه ليل نهار ؟
قلت احمد '' 'انا سريع، عندما المح والدتي اركض نحو الشقه، لكن انت ستقبض عليك' ' ستوبخنى انا لا انت
رفع احمد يده كأنه يؤدى قسم، سأرجع قبل موعد عودتها يا يوسف
قلت انا اسف لا استطيع فعل ذلك، والدتى ستعاقبنى، كنت اكره رغبته فى مرافقتى ونظرة الأطفال اليه ولا اعرف لماذا وهو غير قادر على الجرى يرغب بمتابعة كورة القدم ، انهيت طعامي ونزلت للشارع لعبت مبارتين انتصرت خلالهم وعدت قبل وصول والدتي بدقائق قليله' ''
****
داخل الشقه قلت احمد انتصرت، احرزت خمسة أهداف كان ادائي مبهر، ابتسم لي أحمد قال انت الأفضل يا يوسف، انت الأفضل فى كل شيء، ثم أسند نفسه على الجدار ومضى يجر جسده ببطيء ورتابه
****
قبلها كان احمد يسألني عن كل حركه قمت بها، كيف ركلت الكره وكيف فشل الحارس في التصدي لها،
عن عيون زملائي وتصفيق المشجعين، عن حكم المباراه
عن الماره بالشارع وسعادتهم باحرازي هدف، تلك المره اكتفي بأنت الأفضل...
****
'' 'لقد عرفت بعدها كيف يضمحل الكلام للحد الأدنى ويقل الود، لم يطلب مني احمد مره اخري نقله للشارع ولا حتي الشرفه الا انه لم يتوقف عن مشاهدة مباريات كرة القدم، جعل يقتصد في مصروفه مدة ستة أشهر كامله حتي خرج مره مع والدتي وعاد ببلاي استيشن
كان فرح جدا، واستمر ايام طويله لا يتوقف عن اللعب، كان يحفظ اسماء الاعبين، المدربين والحكام وكان ينتصر علي دومآ
اتهمته بالغش في اللعب، قال سألعب بفريق سهل رغم ذلك كسبنى
اغتظت منه، قلت في الحقيقه انت لن تنتصر علي ابدا ولن تستطيع ركل الكره ابدا
'' قال أحمد نعم في الحقيقه انا عاجز، قدمي لا تتحرك، أعرف ذلك، لطالما حاولت ليالى طويله ان اسير مثلك، انا اركل الكره وأجرى فرحآ باحرازى هدف، لكن منذ تلك اللحظه لن أن اتسول رفقتك''
كانت أول مره يبدي احمد اعتراضه علي افعالي حتي اني شعرت بالذنب
قلت سأخذك معي لمشاهدة مباراه في الشارع؟؟
قال لا سألعب هنا، اذهب انت، استمتع بوقتك.
'' 'بدأت اكبر واعرف معني ان يشجعك شخص وانت منتصر وانت مهزوم وانت في اسواء حالاتك انه الحب' ''
كبر اخي، ابتاعت له والدتي كرسي متحرك كانت سعادته به بالغه للحد الذي دفعه لمطالبة والدتي بأخذه في جوله في الشارع '' '
قالت والدتي يوسف أخيك سيرافقك في جوله انا متعبه جدا، وكان بادي علي وجه والدتي المرض الذي سيرافقها الي حين موتها' '
اعترض احمد
قال سأنتظر اذآ حتي تكوني بصحه جيده، اذكر ان والدتي اقتربت من أحمد، اذكر أيضا انها انحنت عند قدميه وقبلت يديه وقالت بحزن عاهدنى ان تكون قوي مهما حدث، الحياه لا ترحم! ولم اعرف كيف سيكون قوى وهو بتلك الحاله ''
مضت شهور واحمد ينتظر حتي يخرج في جوله في الشارع لكن حال والدتي لم يتبدل بل ساء اكثر حتي لزمت سريرها،
***
تقشفنا بعد مرضها، احمد كان لا يأخذ مصروفه ويتركه لي من أجل مصاريف دروس الثانويه العامه، توقف عن شراء الحلوى او طلب العصائر والمثلجات توقف حتى عن تناول طعامه بنهم
كان أحمد لا يغادر والدتى ابدا ، يسهر الي جوارها، يدلك ساقيها وذراعيها، يقبل يديها كل ساعه، احيان كنت أشعر انه يرغب بحملها من على السرير فى حضنه ويهدهدها مثل طفله، كان يحفظ موعد الدواء ويقدمه لوالدتى يتحمل صراخها وعلومها وعتابها عندما تتألم.
كانت والدتى تصرخ تعبت من تناول الدواء، لن اتناول ولا قرص دواء اخر
يترجاها احمد، يتوسلها بعيون دامعه، يركض نحو غرفتى، يطلب منى ان امنح والدتى الدواء، يقول والدتى تحبك أكثر منى حاول أن تمنحها الدواء ستوافق، كنت غير مهتم، وكنت اعرف انه يكذب.
لم ينزعج اخى احمد ابدآ، لم أراه حانق او متكدر، كان آخى احمد راضى بحاله لدرجه بعيده جدا ثم حضرت الليله التعيسه عندما باغتت والدتي اوجاع الوفاه كان أحمد اخر من سمع كلامتها، طرق غرفتي بوجه دامع واخبرني ان والدتى تموت.
•تابع الفصل التالي "رواية لا تتركني" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق