Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لحن الزعفران الفصل الثاني 2 - بقلم شامه الشعراوي

 رواية لحن الزعفران الفصل الثاني 2 - بقلم شامه الشعراوي 

 بتبصلك واحنا خرجين بغضب وكأنها عايزة تولع فيك.
أردف باللامبالاة وقال: دى ممرضة شغاله معايا فى المستشفى.
- امممممم وطب كانت بتبصلك كدا ليه هو انت عملت ليها حاجة.
- ابدا ياستى كل الحكاية والرواية أن هى عايز تستقيل من الشغل وانا رفض طلبها.
أردفت "فيروزة" بفضول قائلة: طب وأنت رفض ليه ما كنت تسيبها.
أرجع ظهره مستنداً على الكرسى ليزفر بضيق: مينفعش أن هى تمشى ياروزا مينفعش ابدا.
قطبت حاجبيها بعدم فهم : نعم ودا ايه اللى مخليه مش نافع، صمتت لوهلة ثم أضافت بشك: أنيس هو في حاجة مابينكم يعنى بتحس باتجاهها بحاجه.
أجابها بالموافقة قائلاً: ايوة ياروزا انا بس مش بحس بحاجة أنا بحبها اوي وهى كانت بتبدالنى نفس الشعور وكنا مبسوطين وحتى قولتلها أنى هاجي أخطبها كانت فرحانة اوى، لكن معرفش مرة واحدة اتغيرت معايا وبقت عايزة تبعد وماتكملش ومش عارف ولا فاهم ايه السبب وكل ما اسألها تقولى احنا مينفعش نكمل ونكون لبعض، لحد ما أتخنقت حاسس ان هى ما بقتش تحبنى أو مكنتش اصلا بتحبنى.
- يمكن فى حاجة ياأنيس مخليها تبعد عنك كدا وهى رافضة أنها تقولها لو بتحبها أتمسك بيها وحاول تعرف هى مالها.
- فكرك أن انا مابحاولش والله بحاول بس خايف أوي يافيروزة خايف من الفراق انتي متعرفيش أنا بحبها قد ايه هى كل حياتي وروحي ومش هقدر أعيش من غيرها أنا كل اللى كنت بتمناه ان هى تبقى من نصيبى وحلالى.
أمسكت كف يديه تربت عليه بهدوء ثم ابتسمت برقة قائلة: إن شاء الله كل حاجه هتتصلح ياحبيبى خلى ثقتك ويقينك بالله اكبر من كدا وربنا يحققلك مرادك.
- ونعمة بالله حاضر ياحبيبتى.
              *****************
فى قصر العائلة..
تحدث "عامر" بضيق قائلاً: أقسم بالله ياعمر لو ما اتهديت أنت والزفت دا لاقوم ارزعك كف يلوحك.
نظر إليه "عمر" وهو يمسك "طارق" من رقبته وقال:
- ماتقول لابن أخوك ياخويا يسيب شعرى وانا اسيبه.
قبض "طارق" يديه على شعره أكثر وهو يقول:
- وربنا ما انا سيبك غير لما تقلع التيشيرت بتاعى ياحرامي الهدوم دا انا لسه شاريه وملحقتش البسه تقوم انت واخدة من دولابي.
- وأنا أعملك ايه ما انت اللى بتجيب لبس حلو وماركة حد قالك تعمل كدا.
أردف الأخر بضيق: امال انت عايزنى أبقى معفن زيك وبخيل يلا يابخيل.
تحدث "عمر" بعصبية: طب والله ما انا سيبك ياطارق الكلب.
هب "عامر" واقفاً ثم أخرج الكرباك من تحت الأريكة التى يحتفظ به من اجلهم ثم اقترب منهما سريعاً وهو يعزم على ان يلقنهم ضرباً مبرحاً : طب والله انتو اللى جبتوه لنفسكم.
تركوا خناقهم سريعاً ليركضوا مهرولين بكل الاتجاهات وهم يصرخون، بينما بقية أفراد العائلة يجلسون بهدوء يشاهدون تلك المسرحية التى تحدث أمامهم مثل كل يوم وكان أبطالها "عمر" و"طارق" مجانين عائلة الراشد
وقف "طارق" خلف السفرة وهو ينهج ليقول: 
- حرام عليك ياعمى دا مش اسلوب تتعامل بيه من ملايكة زينا.
نظر إليه بذهول وقال: انتو ملايكة دا انتو شياطين وانا هربيكم من اول وجديد.
أردف "عمر" قائلاً: فعلا عندك حق انت معرفتش تربى.
توقف "عامر" مكانه ليرفع حاجبه الايسر:
- تصدق كلامك صح انا فعلا معرفتش اربي ولكن احنا لسه فيها ياحيوان، بدأ يقترب منه بخطوات أشبه بالركض فهرول الأخر إلى ناحية باب القصر ليجد "فيروزة" امامه أختبأ ورائها قائلاً:
- الحقينى ياروزا ابوكي أتجنن وعايز يقتلني.
اقترب منهما وقال بعصبية:
- تصدق أنك عيل مش محترم علشان تقول على ابوك كدا.
- مش قصدى ياحج التعبير خانى اعمل ايه بس.
نظر إليه "طارق" بخبث: شوفت ياعمى ابنك بيقول ايه علشان تعرف بس انه قليل الادب ومش متربي.
رمقه الأخر بنظرات توعد وقال:
أخرس ياحريقة يابتاع سناء و شجرة الكلية وعصير الليمون دا انا هفضحك بكرا فى الجامعة كلها وهقولهم بتاع سناء راح و بتاع سناء جه ورقصني ياجدع.
قاطع والده حديثه قائلاً: ما انا هرقصك فعلا يابن نازلى وبعدين انت ماسك أختك كدا ليه ابعد عنها احسنلك.
وضع يديه فى وسطه وقال:
ياسلام عايزني ابعد عنها علشان تضربنى طب وربنا ما انا باعد ها.
اشتدت ملامح وجهه لتتحدث "فيروزة" سريعة قائلة:
- حقك عليا انا يابابا معلش متزعلش نفسك دا واحد متخلف سيبك منه وانا هشوفلى صرفه معاه، علشان خاطرى أهدي واقعد وريح أعصابك وماتدايقش.
ثم أمسكت أخيها من طرف أذنيه تجروا خلفها وفعلت مع "طارق" نفس الشئ وأتجهت إلى الطابق الثانى.
دخلت بهم إلى غرفتهم وجلست بهدوء على طرف الفراش: مش هتبطلوا شغل العيال دا انتو شباب فى تانية كلية المفروض تبقوا واعيين وعقالين أكتر من كدا ولا ايه.
تحدث طارق بضيق قائلاً: قولى لاخوكى اللى مش بيسمع الكلام وكل مرة هو اللى بيبدأ.
- امممم الكلام ليك وله وبعدين ياطارق انتو وهو بتلبسوا هدومكم مع بعض اشمعنا بقا النهاردة اللى اتخانقتوا.
- عشان التيشيرت لسه جيبه وكنت هخرج بيه بكرا لكن هو ماصدق لطشه ولبسه.
نظرت إلى أخيها الذى اشاح بوجهه بعيدا عنها فقالت:
- استاذ عمر مش هتتنيل تبطل رخامتك دي وازاي تسمح لنفسك تلمس حاجه مش بتاعتك يابيه دا تصرف ناس همجية وقليلة الذوق ومعندهاش دم وبجحه اتفضل اعتذر من ابن عمك واياك اشوفك بتعمل حركات العيال دي تاني.
أخفض رأسه حرجاً من كلام أخته ثم قال بنبرة حزينة:
- أنا بعتذر منك ياطارق وأسف لو كنت مديت ايدي على حاجاتك وأوعدك مش هكررها تانى ولا هلمس اي حاجه تخصك بعد كدا.
اقترب منه "طارق" الذي تبسمَ بحب أخوي ليرفع رأسه قائلاً:
أياك توطي رأسك فى الأرض تاني وانت بتكلمنى وانا معنديش أى مانع فى إنك تاخد حاجاتى أنا بس انفعلت النهاردة عشان كنت محضر الطقم دا لمقابلة الحتة بتاعتى بكرا لكن انت خطفته منى يلا مش مهم أنا وأنت واحد وكمان حقك عليا متزعلش منى انا بردو كبرت الموضوع وهو مكنش مستاهل.
- خلاص مش زعلان المهم أيدك بقا على مية جنية حق الاستشوار اللى انت بوظته. 
ضحكت "فيروزة" وضربت كف على كف لتقول:
والله العظيم البيت دا مليان بالمجانين وبعدين متنسوش تنزلوا تعتذروا من بابا ياحلوين.

•تابع الفصل التالي "رواية لحن الزعفران" اضغط على اسم الرواية

reaction:

تعليقات