رواية دموع العاشقين الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم ندى ممدوح
البارت 29 ج2
دموع العاشقين.
بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ
مييين عايزين مني أيه سبوني...
ثم زحفت للخلف محتميه بالجدار وهي تضم نفسها بذراعيها :-
موتوني انا اصلاً مليش حد ، محدش هيسئل عني موتوني بس محدش يقرب مني ، هتقولوا لربنا ايه ؟
أنفجرت دموع زين بقوة عاصفة عاتيه زجت به في الأوجاع وهمس بصوتاً مبحوح :-
أنا زين يا سجى.
هوت دموعها بقهر وهي تردد بضياع :-
زين ، كنت فين أنت مش عارف ان أختك عاميه ؟ ولا عشان انا مش اختك بجد.
# لا يااااا سجى لا يا بنتي متقوليش كدا.
اسرع زين بقولها وهو يضمها بقوة ، فتشبثت به باكية وهي ترتعش وغمغمت :-
حاولوا يغتصبوني يا زين وفجأة لما سمعوا اصوات بره سبوني انا خايفه.
دنا ياسين بتيه ومسد على ظهرها بأمان و وجع أحتل سويداء قلبه :-
سجى أنا هنا متخافيش.
# أنت مش هنا ولا هو هنا انا لوحدي ومعايا ربنا بس روح يلا ايه اللي جابك ؟
قالتها بعتاب مصحوباً بدموعٍ غزيرة تتساقط.
وكان هذا آخر شيء نطقت به قبل أن تغيب عن نفسها.
- بالخارج ركضت لمار خلف سليم الذى فر هارباً من امامها حينما شعر بنهايته، سرى الخوف بعروقه واوصاله وقتما رأى زين وياسين خارجاً بسجى فلحقت بهما وعد.، واسرع هو مستقلاً سيارته لتنجح لمار بالتعلق بها بالخلف ، حاول مراراً وتكراراً أن يزهق روحها او ابعادها لكن ذاك عزيمتها واصرارها لم ينجح ، توقف بالسيارة مترجلاً ركضاً تجاه الشاطئ ثم بلمح البصر كان يصعد احدى السفن ولحقت به لمار ببسمه خبيثه.
بلع ريقاً جافٍ بخوف وهو يطالعها بقلق وأقلعت ااسفينه بالمياة.
تراجع سليم للخلف حينما أقتربت لمار ببسمة مخيفه وتحدثت بغل :-
دلوقتي هتروح مني فين ؟ أنا سجلتلك كل حاجه وهتنعدم وانا اللي هعدمك بنفسي.
تزامنت أنهاء جملته وهي تلكمه بقدمها وقبل ان يسقط تلقفته ممسكه بمقدمة قميصه ، وطفقت تضربه گ الثور الهائج.
سقط ارضٍ ساعلاً و وقفت هي لاهثه أمامه وحدجته بنظره مليئه بالسخط ثم انقضت عليه مرة آخرى ، حتى باغته بضربه قويه على رأسها بحديدة تلقفها من جانبه.
فـ ارتدت للخلف و وقفت تترنح من شدة الألم ، فنهض هو ببسمه خبيثة وهوى بالحديده على بطنها لتتأوه بألمٍ حاد وهي تمسك مكان الألم ، اتسعت عينيه بتلذذ غريب مخيف وهوى بضرباتٍ متتالية على قدميها حتى خرت ارضٍ ،
جلس مقابلها بتشفى وقال وهو يناظرها بأعين ساخرة :-
فكرتي بـ انك هتخلصي مني ، بس انا اللي هخلص منك وارميكِ في عرض البحر دا ومحدش هيعرفلك طريق هتكونِ واجبه حلوة للسمك يا بنت الشرقاوي.
ضحك بملء فمه وهو يجلس على احد المقاعد واضعاً قدم فوق الآخرى :-
يمكن بتفكري ليه انا معديكِ كدا ، تصدقي مش عارف ممكن نسميها حقد وانا شايف الكل بيحترمك وعاملك الف حساب ، دا حتى اخويا كان بيشتشيرك في كل حاجه يمكن حاجات أنا معرفهاش ، وأخيراً كنتِ بتحومي ورايا وخطر عليا وعلى مكانتي في البلد لذلك قررت أدمر عيلتك كلها وبعت بنت لـ عمر "رفعت بصرها به بترقب فإسترسل حديثه" متبصيش كدا ايوة انا اللي فرقت بين عمرو و ورد واللي أنتِ معتبراهم عيالك، بس الغبيه نجحت في تفرقهم بس منجحتش تخلي عمرو يصدق انوا لمسها فعلاً وتمت علاقه بينهم وكان اتجوزها وقتلتها عشان خطتي فشلت بسببها.، هووووف عملت حاجات كتير في عيلتك بصراحه وانا اللي خطفت خديجه بردوا انا وراء كل حاجه حصلتلك وهتحصل لعيلتك بعد موتك.
ثم زفر بضيق وهو يطالع النجوم ويتابع حديثه :-
المشكله بنتك فاطمة دي كان زمانها ميته أصلاً من يوم ما خطفتها إلا انها برغم انها عامية ومبتشوفش خرجت وفضحتني واخويا عرف بكل مصايبي ، وبعدها زين مسبهاش وكل ما اخطط لقتلها مش بيحصلها حاجه ليه هي ايه دي.
نظرت له والشرر يتطاير من عينيها وقالت بسخط :-
ددددي عناية ربنا يا كلب.
وقفت تود البطش به فرفع الحديده ليهاجمها فأمسكت بها وحاولت نزعها من يده لكنه كان متعلق بها گ ذروق نجاه حتى دفعها بقوة لتسقط أرضٍ بالفعل كادت بالسقوط لعرض البحر لولا يديها وادراك ذاتها بالوقت المناسب.
في حين ذلك هم سليم برفع الحديدة وهو يدفعها لتتسقط بالبحر ، فتقهقر للخلف صارخاً وهو يسقط وكان قد غرق وهو يستغيث ، وقفت لمار ملقيه بذاتها خلفه دون تفكير وسبحت بالمياة تبحث عنه ولكن لم يسعفها ظلام الليل الحالك
❄اللهم أجرني من النار "3 مرات" ❄
جالسه على الفراش بسكونٍ ، عبراتها جفت ، فقط أنفاسٍ عالية كل ما يبدر. منها الآن ، أقتربت لمار جالسه على طرف الفراش بصمت ، وعبراتها تنعى ألم فؤادها الذي لا يحتمل واشتياق روحها ، بينما اكتظت الغرفه بالجميع واقفون بثباتٍ واضعون أيديهم على أفواههم ، وعبراتهم تسيل بحنين ، بينما ورد حدث ولا حرج لقد تاكدت ظنونها هي من علمت بمهايتها قبل الجميع فقد كانت اكثرهم جلوسٍ معها كيف إذاً لا تشعر بها ؟
يقف ياسين يطالعها بقلبٍ يئن وروحاً وجله وهو يردد بصره تجاه انجي بتوهان وضياع يخشي أن يأفل قمره ونجومه وشمسه.
رق قلب لمار وأنشطر وهي تقول بروح أضناها الألم :-
والله دي الحقيقه أنك بنتي احنا أهلك أنتِ اتخطفتي مننا زمان.
لم تنبس لم تطرف حتى ظلت ساكنه فقط عبراتها من تجيب ، أقترب أدهم محاولاً أخراجها من سكونها ذاك وتحدث بحنان أب :-
حبيبتي يا بنتي وحشتيني ،صدقيني دورنا عليكِ كتير والله بس مكنش متخيلين أنك عايش والحمد ربنا رجعك لينا تاني "ثم ببكاء استرسل قائلا" يعلم ربنا انك مغبتيش عن بالنا ثانية والله يا حبيبة قلبي.
- ظلت ساكنه مطأطأة الرأس بثباتٍ رهيب ، فقط تشنج جسدها بين الحين والآخر.
حتى دقق يوسف النظر بها وقال مقترحاً :-
اطلعوا بره خلوني اشوف مالها.
لم يجيبه أحد لم يلتفتوا إليه حتى الأنظار فقط تحيط سجى الساكنه بغرابه.
فـ علا صوته نسبياً قائلاً بحسم :-
سمعتوااا قولت أيه كله بره ما عدا اسماء وحبيبة.
تسحب الجميع للخارج بصمت تام ما عدا ياسين الذي دنا منها بخطوات بطيئة وجله ،وهم أن يلامس ذراعها فأنتفضت بهلع فهوت دموعه گ السيل الجارف ، فـ ابعد رأسه مزيحاً دموعه الساقطه لئلا يراها أحد ، ولكنها تمردت عليه ولم تنقطع وتيرتها فرجع للخلف مبتعداً يجاهد على تجفيفهم.
بعد الفحص قال يوسف بتنهيدة عميقه :-
سجى في حالة صدمه من اللي حصل بس هي كويسه وهنخرجها دلوقتي من الحاله دي.
متغيباً هو عن العالم ودنا جالساً بجانبها يضمها بحنان ، ودلف الجميع مرة آخرى ، فنظرت أنجي لهم بنظراتٍ حارقه تتفعمها الغيرة الساحقه ، أقتربت عائشة التى جاءت لتوها ركضاً ومعها اسراء ، فـ رفعت سجى رأسها فجأة كأنها تستشعر من الآتي فمدت يدها ببسمة قائلة بآمان توغل فؤادها :-
اسراء جيتي ؟ كنتِ فين وسيباني ؟
أقتربت أسراء وضمتها مجهشه بالبكاء ، أدمعت اسماء ثم أقتربت من اذن سجى قائلة بهمس :-
بت يا سجى يلااا قومي كلنا جنبك مفيش حاجه هتحصلك وبعدين عايزة أقولك خبر حلو تعرفي محدش يعرف نهائي أنتِ يا بت هتبقي خالتوا قريب انا حاامل.
أشرق وجهه سجى مستبشرة وتوهجت عينيها بمحبه وغمغمت :-
مبرووك يا حبيبتي.، الله هبقى خالتوا .
نظرا الجميع بعدم فهم ، فأكدت أسماء الخبر ، فحملها حذيفه ببهجه يدور بها حتى لحت عليه ان يتركها.
ظل الجميع بجانب سجى تضمها لمار وآبت على تركها هي وأدهم حتى حل الليل فغادر زين مع عائشة واسراء بعدما قبل جبينه مؤكداً لها أنه بجانبها ، وقتما شئت ستجده لا محاله ، وغادر الجميع من الغرفه متوجهاً لحجراتهم .
خرج ياسين للحديقة يستنشق الهواء النقي لعله بمروره يمحو جل هموم قلبه العالقه ويطيب روحه ويهدأ من روعه.
فجأة شعر بيد ناعمه على كتفه فـ التفت ليجد أنجي فدفع كفها دون كلمه.، لتردف هي معاتبه :-
أنا كمان مرآتك على فكرة !
تنهد بضيق وهو يقول بسخطٍ شديد :-
قولتلك مليون مرة انا بنفذ وصية اخوكِ ، كل حقوقك هتأخديها الامان والسند وكله لكن انا لا انا لسجى وبس أنتِ مراتي وهعاملك بما يرضى الله فمتحاوليش تقربي عشان مش هتلاقي غير النفور.
التمعت عينيه غضباً وأشار لها محذراً :-
وأياكِ ثم أياكِ تقربي منها ولا تعرفيها بحاجة؟
استشاطت غيظاً وغضباً وحقداً ونظرت له بأعين دامعه وغادرت حيث غرفتها ،جلست في فراشها باكية هو حب عمرها مذ أن علم قلبها معنى الحب وهو له فقط ،أيضع منها ؟
اتستسلم وتتركه وهي الآن زوجته ، ثم أخذت نفسها الاماره بالسوء بالتفكير والحقد تجاه سجى وكيف تبعده عنه ، غافله عن الرحيم الرقيب الذي يعلم ما تكنه الصدور وتخفيه.
بقى ياسين كاسف البال بغم اعتمل قلبه وجثم به ، فجلس على أقرب مقعد واضعاً رأسه بين راحتيه ، يكاد يموت من ثقل صدره ولا يدري كيف يبوح به ، ألم لاول مرة يستشعره ليس له مثيل فرفع بصره الغائرة بالسماء منادياً مولاه ﷻ ، لم ينبس وأنما قلبه أنفجر ما بجعبته للحنان المنان.
نجاه بقلباً أضناه الألم والغم والنكبه.، فحاشاه أن يرده خالي اليدين ولا يطيب خاطره ، ولا يربت على قلبه.
شعر بحركة احد يجلس بجانبه فرفع بصره وجد عثمان ، جاء يشارك أخاه بما يعتمل صدره ، وكيف يتركه يتألم دون أن يكون معه.، ربت عثمان على منكبه قائلاً بمحبه :-
هتفرج بإذن الله متشلش هم ورب الكون موجود قادر أن ينسف هموم قلبك بغمضة عين فـ أبشر.
تبسم بمحبه كأنها أشارة آتيه "أبشر فـ أبشر" وارح قلبك ، كيف يعتمله هم وربك يقولك "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"
# اتكلم فضفض باللي في قلبك!
همس بها عثمان بألم لياسين يحاول ان ينزع عن فؤاده الهم.
ولكن كيف ؟ وهو التائه بين دروب الحياة يتجرع مرارة الخوف من فقدها وخسرانها وضياعها ، أن الأنسان لا يستطع العيش بلا الهواء ، وهي هواءه ان انقطع مات على الفور ، لذا تبسم متنهداً براحة وهز رأسه وجعاً :-
مفيش يا حبيبي انا تمام هتتعدل ان شآء الله.
# أنا انا اسف إني مصدقتكش أنت و ورد لما قولتولي نسيت ان المحب دايماً حاسس بحبيبه هما روحين في روح وحده مستحيل تنفصل.
أخذا يتجاذباً اطراف الحديث
وفي حين ذلك صعدت أسماء فما كادت بالوصول لباب الغرفه حتى حملها حذيفه قائلاً بمناغشة :-
لازمك راحة يا حبيبي بقا كدا يا ماما تفرحي سجى قبل مني ليه هي اللي ابوه.
انهى جملته تزامناً وهو يضعها على الفراش فتلاشت ضحكتها ولمعت عينيها خوفاً أن يكون ذلك قد ضياقه فهتفت موضحه بصدق :-
أبداً والله مش قصدي أنا عرفت انهارده في الصبح وانا في المستشفى ، وكنت هقولك بس انت شفت اللي حصل مكنش في وقت.، فـ لما حسيت بضياع سجى وخوفها فرحتها لاني متأكده انها هتفرح ونفسيتها هتتحسن متزعلش؟
ضربها على جبهتها هامساً بمرح :-
يا عبيطه انتِ مفكرة إني زعلان ولا ايه سجى اختي زيك ؟
دفعته وهي تعتدل جالسه قائلة بغيظ :-
اختك زيي ازاي انا اختك يعني ؟
ضحك بملء فمه وهو يتفادي لكماتها وهمس :-
ايوة زيك مش انتِ اختي ؟
زمت شفتيها بغيظ قائله :-
تك خوته في دماغك.، عايز ترميني انا وعيالك ؟
تصنع الصدمه وهو محدقاً بها:-
عيااال مين انت بتتبلي عليا.
هزت رأسها نفياً ببسمه اربكته وقد ايقن أنها تخطط لشيء.
امسكت بطنها فجاه وهي تتأوه بالمٍ شديد :-
ااااه بطنيي بطني يا حذيفه روووح اعملي حاجه اشربها.
بهلع اخذ يدور حول ذاته بقلق ثم صاح وهو يمسكها :-
مااالك مااالك اعملك ايه طيب ؟
تصنعت البكاء وهي تقول بالم :-
نادملي ماماا بسرعه يلا ؟
انهت جملتها مصحوبه بصرخه.، فركض من الغرفه ولحقت به أغلقت الباب بإحكام.، اوشك على الخروج فتناهى له غلق الباب فـ أستدار قلقٍ وقرع الباب بهلع :-
اسماء أنتِ كويسة قفلتي ليه الباب.
جاءه ضحكاتها الصاخبة وهي تقول مدمعة العينين من شدة الضحك :-
ولا حاجه يا حبيبي انت اللي جبته لنفسك بات عندك بقا تستاهل.
اتسعت عينيه على أخرهما وردد بزهول :-
ابات بره كل ده كان مقلب ، كنتِ هتوقفي قلبي ، طب والله لاوريكِ.
صمت ملياً مفكراً وطرق الباب بخفوت وهو يهمس :-
ماما حبيبتي افتحي الباب يرضيكِ أنام بره كدا ؟
لم يأتيه ردها سوا ضحكه ساخرة فتوعد لها ودلف المطبخ صانعاً فنجان قهوة ، و وقف بالشرفه يرتشف منه بغيظ وهو يخطط لها.، حتى وقع بصره على الشباب.،فأرتشف الفنجان على عجاله وهبط للأسفل ، لمحه عثمان مقبل فضيق عينيه قائلا :-
هو دا نازل ليه وسايب مراته.
هز ياسين كتفيه بإستهانه ورفع حاجبه متسائلاً :-
وانت سايب ليه مراتك ونازل ؟
جلس حذيفه وهو يتمتم فنظروا له بدهشه ، فقال بغيظ :-
ايه بتبصولي كدا ليه.، مشفتوش راجل أبداً مراته طرداه.
قهقه عثمان وياسين فشاركهم بغيظ ، وظل يتسامرون حتى انهم لم يدرو متى وكيف ذهبوا بسباتٍ عميق.
وفي آوان ذلك ، دلفت عائشة للغرفه وإذ بيد زين توقفها وتحدث بصدق :-
عائشة استنى.
# خيرر.
قالتها بجمود دون ان تلتفت له ، فوقف امامها وهو يقول بصدق :-
مسامحاني ؟ عايز ابدأ من اول وجديد صدقيني أنا بحبك صحيح عرفت متأخر بس والله بحبك ومقدرش أعيش من غيرك .
أغلق جفنيه مستدعياً ثباته وتنهد بضيق وتحدث بهمسٍ صادق :-
لما حسيت إني ممكن أخسرك متخيلتش يومي من غيرك ، لما رجعت البيت وملقتكيش كنت تايه وضايع و وحيد كنت حاسس إني يتيم فقد كل أحبابه مرة وحده فمتسبنيش لأنك قوتي في الدنيا دي.
رفعت عينياها التى غشاها الدمع به تلتمس صدق كلماته ، تستشعرها بفؤادها ، وحقاً وقعت على روحها بحب.
تابع حديثه مغمغماً :-
أنا عارف إني ازيتك قوي وعملت حاجات مستحيل تغفريها ليا بس انا متأكد أنك هتديني فرصه وأنا مستعد اعمل اي حاجه.
تمعن النظر بها بترقب ، فـ زاغ بصرها قليلاً مفكرة حتى قالت بجديه :-
اي حاجه اي حاجه ؟
بصدق تحدث وهو يقترب منها :-
اي حاجه اي حاجه حتى لو روحي .
تراجعت للخلف بحدة ، وبجدية أشارة له وهي تتهيأ للخروج :-
طيب تعالى معايا.
أومأ برأسه ولم ينبس ، واتجه خلفها حتى وقفت بالمطبخ فابتلع ريقاً جافاً بإرتباك مما الاتي.
وإذ هو غارقاً بتفكيرة ، وإذ بها تقول وهي تعقد ذراعيها :-
عشان اديك فرصه تانيه يبقى هتنفذ اللي هقولك عليه دلوقتي ، هتقدر؟
تساءلت بإهتمام جلي ، فأجفل وهو يقول بتوتر :-
ايوة هرضي على اي حاجه؟
جلست على المقعد بخيلاء وزهو ورددت وهي تسند رأسه على كفها على الطاوله بجانبها وعينيها مصوبه تجاهه:-
من بكره الأكل والمسح والغسيل وكل حاجه في البيت انت اللي هتعملها ودلوقتي أعملي امممم.
وضعت سبابتها على ذقنها مفكرة ثم قالت وهي تبسط ذراعيها :-
اعملي كوباية شاي بس تكون مظبوطه وسندوتش ولا اقولك عايزه اكل بيتزا دلوقتي وانت اللي تعملها؟
صمت كئيب ثقيل ، خيم على المكان.، يتطالعها بأعين متسعه ، عبست بوجهها قائلة :-
كنت عارفه انك هترفض مش هسامحك خالص!
همت بالمغادرة فأمسك معصمها قائلاً بصدق:-
مين قلك إني هرفض ، اقعدي.
جلست عائشه بترقب ، بينما ارتدا هو المريول وشرع بأعداد ما أرادت.
بعد وقتٍ ليس بطويل ، كبتت عائشة ضحكتها بصعوبه وهي تطالع المطبخ الفوّضوي ، إلي الأرضيّة التى تملأت بالدقيق ، والكركبه وإذ به يستدير ملطخاً من رأسه لأخمص قدميه بالدقيق ، فنهضت رغماً عنها داخله بنوبة ضحك دائبه لوقتٍ طويل ، نفخ الدقيق من على شفتاه وهو يكظم غيظه ، كز على أسنانه وهو يقول بسخط:-
اسكتي بقا متضحكيش.
رفعت أناملها تكتم قهقهاتها المتواصله فغلبتها فقالت بضحك :-
يخربيتك شكلك مسخرة....
ابتسم ضاحكاً لضحكتها التى بددت ظلمات قلبه ، وهام بوجهها وملامحها الدقيقه المشرقه فتوهجت لمعة عينيه ببريق ساطع وغمغم متصنع الضيق :-
اسكتى بقا هتخربي بيتي ايه تاني ، يكفيني شرف المحاولة.
هزت رأسها عدت مرات بضحكه لا تستطع أخمادها.
وأشارت بسبابتها له بجدية :-
ابقى روق المطبخ بقا انا خلاص مش عاوزه أكل دا ياسين بيعمل احلى اكل ممكن تدوقه احلى مني كمان.
كور زين قبضة يده بغيرة فارت بأوردته وعروقه.
بينما لوحت له وهي واقفه على أسكفة المطبخ:-
يلا بقا تصبح على خير عايزه أصحى الاقى المطبخ والبيت بيلمع والفطار جاهز انا باخد علاج.
تأفف بضيق وهو يرمقها بسخط وغمغم :-
هنام واصحى اعملك كله.
أشارت له ببسمة وهي تشير له :-
تعالى ورايا طيب.
فغر فاهه واتسعت عينيه وهو يدلف لذات الغرفه التى جعلها تمكث بها وتمتم بضيق :-
بتهزري مش ممكن ، اوعى تقولي إني هنام هنا.
هزت رأسها نفياً وهي تلتقط وسادة وغطاء وحملتهم بذراعيه وهي تعيد ادراجها للخارج :-
لا طبعاً معقوله اطلب منك تنام هنا لا طبعاً.
تبسم بإريحيه متنفساً الصعداء وهو يضع يده على قلبه ولحق بها للمطبخ مره آخرى..
ألقتهم عائشه من يدها وتخصرت وهي تلتفت له متصنعه الحسم :-
هتنام هنا يا غالي.
الآن تخضبت ملامحه بحمرة الغضب ، لتبتلع ريقاً جافاً بخوف وتراجعت بإرتباك ، كبح غضبه وهو يقول بصدق :-
لو دا هيخليكِ تسامحيني فـ أنا موافق ، وانا استحق كل دا ومتأكد انه ميجيش حاجه جنب اللي عملته فيكِ.
أنهى جملته بغمزه وترتها و وردت وجنتيها تسارعت دقات قلبها بعنف من نظراته القاتله وفركت أناملها وهي تتقدم للخارج ، فأوقفها قوله وهو يقول ببسمه :-
متنسيش خدي علاجك.
ثم تقدم حاملاً طبق صغير يحمل سندوتشات وناوله لها قائلاً :-
وكلي عشان متتعبيش.، ولو أحتجتي اي حاجه اديني رنه بس وهتلاقيني عندك ونامي بدري عشان نروح لسجى بكره.
أومأت براسها وهي تتناولهم منه ببهجه سطع لها قلبه ورفرفت روحه ، تلاقت أعينهم بحديث خاطف للأنفاس معبراً عما يكنه الفؤاد وتلامست الأيدي فتفعل به عمل السحر او أشد گ كهرباء صعقته فجأة ، وسحبت كفها بقوة وهي تفر راكضه من امامه فتبسم ضاحكاً براحه ونور قلبه يشع ليتصاعد لوجهه.
💧اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى "3 مرات" 💧
[ ] باليوم التالي أنهت "سمر" روتينها اليومي حيث أدت صلاتها وتناولت طعامها وخرجت لمقابلة احدى صديقاتها
وقفت أمام الدار بإنتظار سيارة آجرة لتقلها للمكان المحدد.
بإثناء ذلك خرج حذيفه هو وأسماء يتسامرون ويتضاحكان فيما بينهما ، فإرتبكت وهي تنظر له ، فهو لا يحادثها سوا نادراً للغاية ، مذ ما حصل .
# رايحه فين يا بنتي ؟
قالتها "أسماء" وهي تقبل وجنتها بحب ، فتبسمت وهي تخبرها بموعدها مع صديقتها وعيناها لا تحيد عن "حذيفه" تود لو تقطع تلك المسافه الفاصلة بينهما ، وتضمه بإشتياقٍ شديد ، بعد صمت دام لدقيقة واحده تحدث "حذيفه" مشيراً لـ "أسماء" :-
يلا أمشي عشان أوصلك.
نكست رأسها حزنٍٕ وهي مجهشه بالبكاء ، قبل أن يسير مغادراً تمسكت أسماء بكفه مشيرة له بحسم :-
يلا سامح اختك وخدها في حضنك الدنيا مش مضمونه ، وبدل ما تبعد احتويها ، لأن حرام اللي بتعمله دا ، ومش عايزة ابني يجي على الدنيا يلاقي والده مش بيكلم عمته.
ربتت على منكبه وتابعت :-
أنت سندها في الدنيا وهتتسئل عليها روح طيب بخاطرها يلا.
نظر لها لدقيقه يحلل كلماتها بعقله ثم تبسم وهو يتجه لـ سمر ، التى انغمست بتفكيرها وإذ طيفه طل عليها لترفع عيناها به وأدمعت ، فأنتشلها بحضنه داسسٍ أياها بداخله فبكت بنحيبٍ ونشيج وهي تتعلق به.
وإذ بجل حزنها يتبدد بفرحه وتشرق دروب حياتها ، فـ الأخ ليس مجرد كلمه بقاموس العائله .. أنما هو سند وأمان واحتواء من هموم الحياة وكبوتها وكل فاقه ، هو سعادة لا تضاهيها ايةّ سعادة آخرى ، هو أمنك وسلامك من كل البشر ، إذا أفل عنكِ الجميع أخبريني بربك بمن ستلوذين ؟ إإلى غريب يذلك ويخذل فؤادك ويغدر بقلبك ويتركك على حافة الهاوية.، ام إلى أخاً يأويكِ وكتفاً تسكبين به جل همومك ، إلى أمان روحه المحيطه بكِ من أسوارٍ عظيم صعب كسره.
أنه ضحكة يومك وظهرك الذي لا يميل.
غادرا الجميع كلاً إلى وجهته ، حيث حذيفه سيوصل أسماء للمشفى التى تعمل بها.، وينطلق لعمله والتي لا سيما بشركة عمرو.، وتبقى بإنتظاره ريثما يعود لينقلها للمنزل.
[ ] ترجلت سمر من احدى سيارات الآجرة ، تحادث صديقتها بالهاتف وقالت وهي تقترب من المطعم :-
ايوة يا بنتي ، خلاص دقايق وأكون عندك اهوو.
نظرت يمنه ويسر لتمر للجانب الآخر وإذا بها تمر ، آتت سيارة مسرعه تود الأرتطام بها ، وقفت سمر متخشبه امامها بصدمه لجمتها فشلت حركتها ولم تتزحزح ، فوضعت كفيها تغط وجهها وهي تصرخ بصوتاً عال تجمهر المرء على اثره.
وإذ بيد تسحبها بقوة لتنطرح ارضٍ بجروحاً سطحيه وكانت السيارة تمر دون أذى لأحد.
رفعت سمر رأسها بأعين متسعه لا تصدق انها نجت من موتٍ محتم ، ثوانٍ وكانت صديقتها تجذبها لتقف وهي تصيح بها بتوجس :-
أنتِ غبيه عايزة تموتي ؟ ازاي تقفي قدام العربية كدا فهميني ؟
ثم ضمتها بأعين أغرقتها الدموع ، فتمتمت سمر بتوهان :-
مش عارفه مالي انا مش مصدقه إني بخير، انا والله بصيت كويس قبل ما اعدي كان الطريق هادي، معرفش امتى ظهرت العربية دي في وشي ، واول ما شفتها محستش بنفسي ، ومر قدام عيني شريط حياتي وكل ذنب اذنبته وخوفت اووي من النار والقبر وانا بتخيلهم.
ربتت وفاء على منكبها بتفهم وقالت وهي تجفل بإريحيه :-
الحمد لله أنك بخير ، كان قلبي هيقف.
انهت عبارتها تزامناً وهي تضع يدها على قلبه ، واخذتها لداخل المطعم وطلبت عصير ليمون مهدأ لأعصابهم وتجذبا اطراف الحديث حتى جاءهم الطعام.
بعد وقتِ دام لساعه وهم يتحدثون بإشتياق لبعضهما.، خرجا من المطعم وإذ بـ وفاء تبصر ذات السيارة فتمسكت يد سمر مانعتاً اياها عن المرور وهي تقول بحيرة وعيناها على السيارة :-
مش هي دي نفس العربيه اللي كانت هتخبطك بدري مش كدا ؟
تمعنت النظر لما تشير إليه فهزت رأسها بيأس قائله بضيق :-.
يا بنتي أن بعد الظن اثم يمكن وحده شبها متكبريش الموضوع يلا بينا!!.
هزت وفاء رأسها بإستهانه ، قد يكون معها حق ومجرد تشابه ليس إلا ... فأبتعد عن المطعم وإذ بالسيارة تنطلق نحوهم ، لتدفع وفاء سمر على الجدار قائله وهي تضرب على صدرها بهلع :-
اقسم بالله العربيه دي قصداكِ.
ألتفتت له سمر يتوهان وبصر زائغ :-
طيب هنعمل ايه ، انا خايفه اوووي ؟
# تعالى معايا بسرعه.
قالتها وفاء وهي تسحبها عائداً لداخل المطعم.
وجلسا على ذات الطاولة بحيرة شديده تفتك بأفئدتهم التى غلفها الهلع والرعب.
اقترحت وفاء قائله :-
رني على أخوكِ يجي.
اطرقت سمر مفكرة ، ثوانِ وكانت تضع الهاتف على أذنيها ولم يمض طويلاً ليأتيها صوته ، أخبرته بضرورة وجوده في الحال لامراً طارئ .
تنهدت بهدوء وهي تقول بإريحيه بعدما أنهت أتصالها :-
جي دلوقتي ، مش عارفه في ايه بجد ومين دول ؟
دق قلبها بعنف حينما مسكت وفاء ذراعها مشيراً لسائق ذات السيارة ، ليبتلعا ريقاً جافاً بخوف بلغ زروته وتقشعر بدنهم خوفاً ، وإذ برعدة قوية أحتاجت أوردتهم واوصالهم.
دمعت أعين سمر وهي تتلعثم قائله وهي تراقب جلوسه الذي على مقربه منهم :-
وفاااء أنا خايفه اووي بصي بيبصلي ازاي شكله عايز يموتني بجد.
أرتجفت وفاء بدورها وهي تتمتمت :-
رني على.اخوكِ تاني أستعجليه بسرعة.
اومأت وهي تنفذ اقتراحها،ليخبرها انه بالطريق.
في اوان ذلك وهي تبكِ محادثة حذيفه.، دلف أنس برفقة زينب للمطعم ، تسير بجانبه متأبطه ذراعه ... تعلو وجهها بسمه خبيثة من نفسها الأمارة بالسوء ، أتسعت عينيها وهى ترآها جالسه دون أزى ، وحدجت الرجل بنظره حارقه ، بينما ابتعد بهلعاً ناحياً سمر.غير عابئ بها ، فشلت خطتها ارادت جعله يرآها وهي تموت ولكن ما لم يكن بالحسبان أنه لم يحصل الحادث حتى.
# في ايه يا سمر ماالك أنتِ كويسه؟
لم تجيب لم ترفع حتى نظرها به ، فوثبت وفاء وهي تشير للرجل قائلة برجفه :-
الراجل دا من شوية كان هيموت سمر افتكرنا في الباديه مش قصده ،بس الغريب واحنا خرجين نمشي كان موجود بعربيته وساق ناحيتنا عايز يصدمها بالعربيه بردوا ، فخوفنا ودخلنا تاني ودخل ورآها ومن وقتها مشلش عينه من علينا.
أنهت جملتها مصحوباً ببكاء حاد وخوف تمكن من فؤادها..
اتسعت أعين أنس بصدمة وتأججت النيران بهما وألتفت للشاب الذي اذرد ريقه هلعاً وبعزم ما به كان يفر هارباً ولحق به أنس.
ولكن بسبب قدمه لم يستطع فعاد بقهراً من عجزه متهجم الوجه وتحدث دون حرفاً :-
قومي عشان اروحك.
ثم استرسل حديثه بعتاب ولوم :-
ليه مكلمتنيش من البداية.
غمغمت ببكاء دون ان ترفع بصرها به :-
كنت خايفه ومش بفكر في حاجه ورنيت على حذيفه على طول.
# أياكِ تخافي من أيّ حاجه....
هم بقول "طالما أنا حيّ موجوداً بجانبك قريباً من سويداء قلبك أحيطك بعنايتي فمما ستخشي؟"
ابتلع باقي أحروفه ،حينما قالت زينب وهي تضم ذراعه بتملك مائلة براسها على ذراعه بحب :-
انس زي اخوكِ يا سمر واي حاجه تعوزيها هو موجود مش كدا يا حبيبي ؟
حدق بها بغمموض حتى قال حذيفه الآتي ركضاً من الخارج :-
سمر مالك فيكِ ايه انتِ كويسه.
هبت واقفه بدورها فأسرع هو بتفقد كل انش بها بهلع حتى ضمته باكية بدموعٍ غزيره لا حصى لها.، فمسد على ظهرها يلهمها الأمان والراحه ويحيطها بروحه.
رمقهم انس بغيرة وتنحنح قائلاً :-
ازيك يا حذيفه طمني عليك.
لتوه أحس بوجوده فأبتعد عن اسماء مجيباً وهو يصافحه بود واحترام :-
حبيببي الحمد لله بخير.، انت طمني عليك عامل ايه دلوقتي ؟ مش احسن؟
أومأ أنس مؤكداً :-
اه الحمد لله.
ثم شرع بقص عليه كل شيء.، فأخذ سمر و وفاء ليوصل وفاء ويعيد مع سمر التي اطمئنت بوجوده.
جحافل من الاسئله ما ليس لها اجابه اخترقت عقل أنس بلا هوداة ، أحساسه بإن لها يداً وراء ما حدث مؤكداً ؟ ام انه مجرد وهم وعليه نسفه ألبتةً من عقله.، ولكن لماذا أصرت على اصتحابه بذاك الوقت تحديداً ؟ وما الدافع لأختيارها لهذا المطعم بالتحديد ؟ لماذا تغمره فكرة انها وراء ما حدث ؟
ولو صح حدسه ما يجدربه أن يفعل حيالها ؟
أسئلة كثيرة ليس لها اجابات حول نزع وتنفيضها بعيداً عن عقله لكنها أستقرت جاثمه بالفؤاد والعقل.
((رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين))
ولج عمرو باحثاً بشوقِ عن أبنته وزوحته ، فوقع مطالعهم بزهوٍ وهو يرى ديجا تشاهد احدى البرامج الدينيه و ورد منشغله بأحدى الكتب الدينيه أيضاً ، فأقترب من ديجا يود فزعها إلا أنها ألتفتت قبل أن يصل إليها هامسه وهي تشير بسبابتها الموضوعه على فمها :-
هششش متتكلمش عشان بسمع الشيخ احمد.
زم شفتيه بغيظ سرعان ما دنا خاطفاً قبله سريعه من جبهتها.، لتبستم ديجا ببهجه وهي تشير لوالدتها :-
دلوقتي هتغير عشان بستني وهي لا.
رفع حاجبه بدهش فنفت ورد التى اقتربت بصدمة قائلة بإستنكار :-
مش عيب يا ديجا كدا.
لوت ديجا فمها بسخط وهي تقف على الاريكه متخصره.
فقبل عمرو ورد من وجنتها قائلا بمناغشة :-
اهوو يا ستى ولا تزعلي نفسك عشان حاجه تافهه زي دي.
عقدت حاجبيها بغيظ والتقتت احدى الوسائد وطفقت تضرب به حتى ركض حول الأثاث بين الارئك وهي خلفه وانضمت خديجه معهم حتى انتهى بهم الحال جالسون يلتقطون انفاسهم المتلاحقه وغمغم عمرو:-
هنخرج انهارده ماشي جهزوا نفسكم.
اومأت ديجا و ورد وهم يضربوا كفاً بكف بمرح.
ركب وردٍ همٍ شديد وهي تتذكر ما آلت إليه مؤمنات المسلمين من ملابس يظنوها تغطيهم وإذ هم كاسيات عاريات ، تنظر لـ ديجا بنظره متوجسه خفية ان تتبدل حالها او ان تتعثر بطريقها فتخطئ سيرها.، وتغفل عن سائر طرق الرب ، فحملتها على قدميها قائله وهي توصيها :-
عفتك يا ديجا يا حبيبتي حافظي عليها واعلمي أن الله مطلع عليكِ بكل صغيرة وكبيره ويعلم ما يخفيه صدرك.، واحذري ثم احذري الغفله فتغفلي عن مولاكِ ، او يسحبك احد لقاع الجحيم ، ودايماً تذكري قبل كل شئ أن هناك يومٍ حساب لريب فيه ونحن على دنيا فانيه سيحتوينا القبر بنهاية المطاف ، تذكريه ظلمته و وحشته وسؤال الملكين. وجنه ونار.
رفعت ديجا ذراعيها تحيط عنق ولدتها تتظر لها بإهتمام جلي بملامحها التي أشرقت بغبطة.
لتتابع ورد ببسمه :-
وتذكري قول الرسول ﷺ "شر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم"
احذري يا ديجا من الغوص بطريق نهايته وحشه وخافى من عثرات الحياة ، واجعلي إيمانك نصب عينيكِ واياكِ وصحبة السوء كلا لا تندمي بوقت لا يفيد به الندم ، وتذكري قول الحبيب وانه وصف النساء الغير ملتزمات بالحجاب الشرعي بأنهن شر نساء المسلمين، فليحفظك الله يا حبيبتي، إني استودعتك عنده ليلهمك طريق الصلاح والفلاح.
تنهدت ورد بهدوء كأن همٍ وانزاح واسترسلت حديثها :-
و وصف بالنفاق يا حبيبتي عقوبته الدرك الأسفل من النار فخافي يا نور عيني وتذكري أن الرسول ﷺ قال " قال النبي ﷺ: نساءٌ كاسيات، عاريات، مائلات، مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنه ولا يجدن ريحها"
تذكري أنهن لا يجدن ريح الجنه التى بها ما لا عين رآت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وبها حبيبنا محمد ، وأشوقاه يا رسول الله ... واستشعري كل حرفاً بهذه الاحاديث عن الحبيب.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (النوم اخو الموت ولا يموت أهل الجنة)
في الجنه لا يوجد نوم ولا موت ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ، من كان أهل الصلاة دعي من أبواب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة)
اسرعي يا حبيبتي ولا تتدخري مالك وأنتِ لا تدرين متى أجلك حينها ستتركي كل شيءٍ خلفك ، لذا سارعي بها لفعل الخير للمحتاجين والمغرمين والمرضى والمستشفيات بصدقه تظلك بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله. صدقه لا تدري لعلها المنجيه من العذاب.
أدمعت ورد قائله ببكاء خوفاً وخشيةً من الله وتابعت :-
وتذكري أن بيوت الجنة كما قال الحبيب صلوات الله وسلامه علية.
(الجنة بناؤها لبنة من فضة، ولبنة من ذهب ، وملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وتربتها الزعفران ، من يدخلها ينعم لا ييأس ، ويخلد لا يموت ، لا تبلي ثيابهم ، ولا يفني شبابهم)
واعلمي انك قد تتوهي عن بيتك بالدنيا إلا بيتك بالاخره فأنتي تعرفينه من وسط ملايين البيوت ، اجل لم تريه ولم تسكنيه يومٍ ، ولكن الله يلقى في روعك معرفته ، قال الرسول ﷺ
فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا).
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل : هل تشتهون شيئا أزيدكم فيقولن : ربنا وما فوق ما أعطيتنا ؟ فيقول : رضواني أكبر
وقال الله عز وجل في كتابه :- (وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)
واعلمي يا ديجا "قالتها تزمناً مع تمسيد خصلاتها لها" الموت اننا ملاقوه لا محاله.
فمتى يأتي اجلنا لا ندري ، لكن من منا تود ان تاخذ روحها وهي تحادث شات مع احد الشباب، او سماع أغاني ؟ انها أشياء كثيرة.، وافضلي دايما احمديه.
فقد عجبت من أناسٍ ابتلوا بفقد احدٍ او غدر أحد وخذلان احد، مرض أو غم او حزن او اي شيء من صعوبات وعوائق الحياة التي لا تنتهي ، كسف باله وتملك منه الحزن وأصبح قلبه معتم للغايه گ حال غرفته الجالس بها وظل يبكِ ليلاً ونهار وهو لا يدري أنه خيراً له لطالما كان خيراً لبقى ،لقد زهلت وعجبت كل العجب من حزن يداهم قلوب البشر فأبتعد عن مولاه واتجه بقلبه وروعه للحياة الدنيا، ولو تأمل قليلاً لوجد ان حياته لا تكفيه شكر الرحمن على خير يقدمه له وعلى نعمه التي لا تحصى ولا تعد وكيف تعد بالله ؟ وهي كثيرة كثيرة للغاية ولكن اكثرنا غفلون بالحياة ومتاعها ونسينا الآخرة الباقيه ، وإذ نظرنا مفكرين قليلاً حولنا واستشعرنا نعم الله لما أبتعدنا ولا اخذنا من بشري رفيق غير الله.، او نستعين غيره.، ولا نشكو بثنا إلا الله "ونحن اقرب إلية من حبل الوريد"، تخيل إذ ابتلاءت الله لك تلك التي لا تستطع عليها صبراً الله يقول"وبشر الصابرين" تأمل واتلو القرآن الكريم واستشعر كل اية ستعلم كما انت مقصر ، وأن ما يعتمل صدرك من كل فاقه الله سيجازيك بها خيراً استبشر اذن.، وامحو الحياة بجل متاعبها ومتاعها واحزانها من فؤادك فكر باخرتك واعد العدة للجنه اعد لها من الان وتقرب من الله لا تقلق سيغفر الله سيتقبلك سيطيب بقلبك ويقر عينك فقد قال في كتابه الكريم "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} .
*لم يدرك بعد كيف يصالحها ، كيف يتخلل شغافها مرة اخرى بالبهجه ؟ تعين عليه التفكر بحلاً سريع لكن أبى عقله على مساعدته ألبته ، واقفاً هو باب غرفته تائهً لا يدري أيدخل أم يعود أدراجه ويذهب لعمله وجلاً من ملاقتها ، لكن ماذا هو فاعلاً أمام هذا الشوق الصادر من منبع فؤاده ، أشتاقت عينيه لرؤياها وإذ لم يرآها سيصيبه شيءٍ حتماً.
تردد كثيراً في الدخول وهو يسترق السمع واصوات الفتيات بالداخل ، تحير فكره وقلبه واذرد ريقه بثقل وتنهد تنهيدة عميقه مصحوبه بشهيق ليهدأ من روعه ، وأدار مقبض الباب وطل منه ليطالعه وجهها الضحك ، وإذ بعينه لا ترى غيرها كأن الفتيات تبخروا فجأة ولم يبقى إلا هي ، سحرته من أول ما وقع بصره عليها فراشته ، تنحنح حينما تناهى له حديث مكه الموجه إليه.، فتبسم وهو يحك ارنبة أنفه وقال وهو ما زال ممسك بمقبض الباب ، الذي ليس مفتوحاً سوا بمسافة وقوفه وتحدث بمرح حينما راى ملامح البهجه التى تلاشت من على وجهها حينما أستمعت صوته :-
ايه دا بسم الله الرحمن الرحيم عفريت مالكم لبسين أكحل كلكم ليه كدا ؟
إذ أن الفتيات كانوا يرتدون اسدالات سوداء والانقبه سوداء أيضاً.
قبل جبهة سجى وهو يقول :-
يا نهار قمر قاعد وسط أشباح ؟
لكمته أسماء بغيظ وهي تقول بإمتعاض :-
ماشي ماشي يا عم ياسين ، لما يجي ابني بس ولا بنتي هخليها تطلعوا عليك.
رفع حاجبه لها بغيظ ثم شوح بيده قائلاً بسخط:-
يلا يا بت من هنا وخدي جوز الأشباح دول معاكِ.
"أحنا مش طالعين ، أطلع أنت احنا قاعدين مع سجى"
همست بها ديجا وهي تتخصر بغيظ بنبرة حادة.
فنظر لها بغيظ وحرك كفه على ذقنه بمعنى "ماشي حسابك بعدين"
ثم وجه حديثه لسجى ، فـ عليه أن يبذل جل جهدة باكتساب مسامحتها :-
حبيبتي عامله ايه طمنيني عنك؟
أجابة سجى بإقتضاب :-
كويسه.
بلحظه كانت معلقه بين يديه حينما حملها متجهاً بها للأسفل وهو يقول :-
خليكم ماطلعوش خدوها الأوضة.
تلوت سجى بين يديه صارخه :-
سبني يا ياسين رايح بيا فين ؟
- وقفت أنجي محدقه بهم بكرهٍ شديد وأبتغاض شديد وازدراء ، تشع عينيها بالنيران التى توقدت بفؤادها بحقدٍ جسيم ، أغروقت عيناها بدمع الاسى والقهر تتمنى أن تكن مكانها وأن هي من تحظى بذاك الحب ، حسناً ما زال هناك وقت لتفريقهم لن تيأس ستفعل سائر ما بوسعها وتفرق بينهما ؛ لا تدرك أن ذاك القلب الذى جاء على هذه الحياة ، جاء على عشقها فقط فهو حيّ لأجلها ظل سنين على ذكرياتها ولم يستطع أحد أخذ قلبه الذي بقى اسيراً لعشقها.
يداً قويه سحبتها داخل الغرفه مغلقه الباب خلفها ، فرفعت رأسها على والدتها قائله بسخط :-
مالك يا ماماا في ايه بتشديني كدا ليه ؟
صاحت والدتها بلهجه محذره مفعمه بالغصب :-
بتفكري في ايه يا بنت بطني ولا بتخططي لأية ، فوقي لنفسك ومتعمليش حاجه تندمي عليها ، ياسين مبيحبكش ولا حبك ولا هيحبك في يوم من الايام ياسين من يومه بيحب بنت خالتك لمار فاطمه وأهي رجعت ليهم بخير ، ومتنسيش فضل الناس دول احنا لو فضلنا عمرنا كله مش هنوفيه ، اخوكِ انا واثقه انه لو كان عارف ان ياسين بيحب سجى مكنش وصاه عليكِ ، فوقي لنفسك دا مش حب اللي بيحب مبيعرفش يأزي حبيبه وتهمه سعادته ، فوقي يا بنتي ومضيعيش نفسك وخذي شيطانك.
أنفعلت زينب وهي تنظر لها بغضب صائحه :-
دا جوزززي دلوقتي وانا مش هسيبه ليها.
بهدوء ربتت الأم على منكبه قائله بخزي :-
ربنا يهديكِ قبل فوات الاوان.
وخرجت وتركتها تنفعل غيظٍ وهي تفكر.
* أنزل ياسين سجى من بين يديه بالحديقه الخلفية وما زال محاوط خصرها بقوة وتحدث بهمسٍ ساحر :-
وبعدين بقا كدا مينفعش لازم تسمعيني ، أنتِ لسه زعلانه منى؟
قربه أربكها وترها ، تسارعت دقات فؤادها التى تباريح الشوق وهجتها وتلعثمت قائله وهي تتلوي تحاول الفكاك من بين يديه :-
لا مش زعلانه من حد انا... اوعى بقا سبني.
قربها أكثر وهو يهمس بجانب اذنها بنبره ساحرة :-
يبقي زعلانه يا فطومتي.
قاطعته قائله بضيق :-
انا مش فطومة حد.، واوعى كداا.
كلما حاولت الخلاص شدد من ضمها اكثر وبمحبه تحدث :-
طب متزعليش أنا والله كان عندي مشوار مهم عشان كدا مشيت أنا أسف.
أغروقت عينيها بالدمع ثم ذرفته بغزارة وهي تهمس بصوتاً متحشرج :-
لو مكنتش جييت كانوا هياخدوني منك ؟
ضم رأسها لصدرة فـ أعتصره بداخله وهو يؤكد :-
بعد ما لقيتك ورجعتيلي محدش يقدر يبعدك عني تاني ولا ياخدك مني!
لا يدرون كم مر عليهم من الوقت وهم هكذا ، كانت تتوق لأمانه وها هو يحيطها بإرتياح لتشع نور قلبه من جديد.
"هوووف بقا كل ما أشوفكم الاقيكم حضنين بعد وتخليها تعيط"
قالتها ديجا بغيظ وهي تتخصر ، فبفزع حاولت سجى الأبتعاد إلا انه شدد من ضمها قائلاً بغيظ :-
وأنتِ ليه تنطيلنا كل شويه ... خلفناكِ ونسينا احنا.
جزت ديجا على اسنانها بغيظ وهي تتوعد لها ثم ضربة قدمها بالارض قائله :-
متحضنهاش فاهم ولا لا ؟
رفع حاجبه قائلاً بسخط :-
والله اللي غيران مننا يعمل زينا؟
تعالت ضحكات سجى لتوهج فؤاده وتبدد ظلامه.
بينما تصنعت ديجا التفكير وهي تحك بسبابتها ذقنها هامسه بشرود :-
امال ليه عثمان ومكه مش بشوفهم مع بعض نهائي.
وإذ بغته اتسعت مقلتيها قليلاً وهي تضع يدها على فمها بصدمه واشارت لياسين :-
ايه دا ؟ يالهوي اي دا ؟
قطب ياسين حاجبيه وهو ينظر للخلف بحيرة وردد :-
ايه فى ايه مفيش حاجه ؟
اشارت له ديجا بيدها وما زالت على صدمتها :-
لا في اهوو هناك روح بس كدا وسيب سجى دقيقه.
نفذ كلماتها ظنً منه ان هناك امراً ما وإذ به يقع بحمام السباحه وتتعالى ضحكات ديجا عالياً وهي تصفق قائلة :-
هييييييييه عملتها فيك احسن.
جز ياسين على اسنانه وهو يتوعد لها وخرج من حمام السباحه لتركض هي هاربه من بضحكات رنانه.
نفض شعره من المياة على وجه سجى وهو يقول بضحكه :-
عجبك كدا يعني فرحانه اوي وبتضحكِ.
ثم صمت ملياً بدا بتفكير وحاوط كتفها واخذها للداخل وهو يقول :-
تعالي يا بنتي ام نغير ، وبعدين نفكر ونخطط سوا؟
تساءلت بفضول :-
نخطط لايه ؟
مال على اذنيها هامساً :- في عيالنا يا حبيبتي.
غطت وجهها بحياءٍ شديد وهي توخزه بجنبه فتأوه بخوفت ليناظر لمار مقبله عليهم بغضب جم ، فزم شفتيه بضيق هامساً باذنه :-
حاسس أن امك هتكلني وتقلبها حما بجد ؟
جذبتها لمار من ذراعه تضمها بحنين وهي تقول :-
ابعد يا عم عن بنتي ؟
" دي حبيبتي ومراتي على فكرة وانا اول واحد حسيت انها فاطمه "
قالها برفع حاجب وغيظ ، فقالت لمار بنفس لهجته :-
وهي بنتي وعايزه أشبع منها انت فاهم....
قاطعتها سجى قائله ببسمه :-
أنت ازاي اتاكدت إني فاطمه ؟
حرك راحته على شعره وهو يقول بصدق :-
انا كنت حاسس بس لكن كنت خايف اطلع في وهم ، لكن يوم الحفله ورد أكدت احساسي وبدانا انا وهي نجمع عنك معلومات..
انهى جملته تزمنًّ مع قدوم ورد التي ضمت سجى قائله :-
سمعتكم على فكرة .. ومتساليش عرفت ازاي لانك بنتي زي ما بنت لمار وانا اكتر وحده كانت بتقعد معاكِ حرفياً كدا مكنتش بسيبك فجأة.
باليوم التالي استيقظ عثمان ولم يجد مكه بحث عنها مراراً وتكراراً دون جدوى ، انقلب المنزل رأسٍ على عقب ، بحث بالخارج بكل مكان قد تتواجد به لكن بات كل شيء بالفشل .
عاد للبيت خائفاً وجلاً وجلس على اقرب مقعد بهم وجملة واحده فقط تتردد بإذنه "هيجي يوم ومش هتلاقيني جنبك ، هتشتقلي ومش هكون موجوده زي دلوقتي ؛ ربنا ياخدني عشان ترتاح مني"
فاضت عينيه بالدمع وهو يضع رأسه بين يديه بينما ولج ياسين ركضاً من الخارج صالحاً :-
مكه انخطفت.
وقف الجميع بهلع يضعون أيديهم على افواههم بصدمه وتوجس ، بينما دفع ياسين بورقه لعثمان فتناولها بعجاله وهو يقرأ بها " لو عايز مراتك بخير ومتخسرهاش تعالى على العنوان دا ولوحدك انت فاهم ، اياك تجيب اي حد معاك.، انا حذرتك كتير وقولتلك سيب القضيه بس أنت مصمم تنفذ اللي في دماغك ودلوقتي هخسرك حياتك تؤ تؤ مش حياتك أنت حياتك هي مراتك اللي معايا ما هي لو راحت أنت هتعيش جثه وبس سلام بإنتظارك واي حركه غدر قصادها حياة الحلوة اللي معايا "
لم تحمله قدميه فانهار على المقعد بقلب يكاد تتوقف نبضاته.
يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل مـــا يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلــــها يا من إليه المشتكى و المفزع
يا من خزائن جوده في قول كن امنن فان الخير عندك اجمـع
مالي سوى فقري إليك وسيلــة و بالافتقار اليم ربي اضـرع
مالي سوى قرعي لبابك حيلــة فلئن رددت فأي باب اقـرع
و من ذا الذي أدعو واهتف باسمه إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك أن يقنط عاصيا الفضا أجزل و المواهب أوسع
البارت 29 ج2
دموع العاشقين.
بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ
مييين عايزين مني أيه سبوني...
ثم زحفت للخلف محتميه بالجدار وهي تضم نفسها بذراعيها :-
موتوني انا اصلاً مليش حد ، محدش هيسئل عني موتوني بس محدش يقرب مني ، هتقولوا لربنا ايه ؟
أنفجرت دموع زين بقوة عاصفة عاتيه زجت به في الأوجاع وهمس بصوتاً مبحوح :-
أنا زين يا سجى.
هوت دموعها بقهر وهي تردد بضياع :-
زين ، كنت فين أنت مش عارف ان أختك عاميه ؟ ولا عشان انا مش اختك بجد.
# لا يااااا سجى لا يا بنتي متقوليش كدا.
اسرع زين بقولها وهو يضمها بقوة ، فتشبثت به باكية وهي ترتعش وغمغمت :-
حاولوا يغتصبوني يا زين وفجأة لما سمعوا اصوات بره سبوني انا خايفه.
دنا ياسين بتيه ومسد على ظهرها بأمان و وجع أحتل سويداء قلبه :-
سجى أنا هنا متخافيش.
# أنت مش هنا ولا هو هنا انا لوحدي ومعايا ربنا بس روح يلا ايه اللي جابك ؟
قالتها بعتاب مصحوباً بدموعٍ غزيرة تتساقط.
وكان هذا آخر شيء نطقت به قبل أن تغيب عن نفسها.
- بالخارج ركضت لمار خلف سليم الذى فر هارباً من امامها حينما شعر بنهايته، سرى الخوف بعروقه واوصاله وقتما رأى زين وياسين خارجاً بسجى فلحقت بهما وعد.، واسرع هو مستقلاً سيارته لتنجح لمار بالتعلق بها بالخلف ، حاول مراراً وتكراراً أن يزهق روحها او ابعادها لكن ذاك عزيمتها واصرارها لم ينجح ، توقف بالسيارة مترجلاً ركضاً تجاه الشاطئ ثم بلمح البصر كان يصعد احدى السفن ولحقت به لمار ببسمه خبيثه.
بلع ريقاً جافٍ بخوف وهو يطالعها بقلق وأقلعت ااسفينه بالمياة.
تراجع سليم للخلف حينما أقتربت لمار ببسمة مخيفه وتحدثت بغل :-
دلوقتي هتروح مني فين ؟ أنا سجلتلك كل حاجه وهتنعدم وانا اللي هعدمك بنفسي.
تزامنت أنهاء جملته وهي تلكمه بقدمها وقبل ان يسقط تلقفته ممسكه بمقدمة قميصه ، وطفقت تضربه گ الثور الهائج.
سقط ارضٍ ساعلاً و وقفت هي لاهثه أمامه وحدجته بنظره مليئه بالسخط ثم انقضت عليه مرة آخرى ، حتى باغته بضربه قويه على رأسها بحديدة تلقفها من جانبه.
فـ ارتدت للخلف و وقفت تترنح من شدة الألم ، فنهض هو ببسمه خبيثة وهوى بالحديده على بطنها لتتأوه بألمٍ حاد وهي تمسك مكان الألم ، اتسعت عينيه بتلذذ غريب مخيف وهوى بضرباتٍ متتالية على قدميها حتى خرت ارضٍ ،
جلس مقابلها بتشفى وقال وهو يناظرها بأعين ساخرة :-
فكرتي بـ انك هتخلصي مني ، بس انا اللي هخلص منك وارميكِ في عرض البحر دا ومحدش هيعرفلك طريق هتكونِ واجبه حلوة للسمك يا بنت الشرقاوي.
ضحك بملء فمه وهو يجلس على احد المقاعد واضعاً قدم فوق الآخرى :-
يمكن بتفكري ليه انا معديكِ كدا ، تصدقي مش عارف ممكن نسميها حقد وانا شايف الكل بيحترمك وعاملك الف حساب ، دا حتى اخويا كان بيشتشيرك في كل حاجه يمكن حاجات أنا معرفهاش ، وأخيراً كنتِ بتحومي ورايا وخطر عليا وعلى مكانتي في البلد لذلك قررت أدمر عيلتك كلها وبعت بنت لـ عمر "رفعت بصرها به بترقب فإسترسل حديثه" متبصيش كدا ايوة انا اللي فرقت بين عمرو و ورد واللي أنتِ معتبراهم عيالك، بس الغبيه نجحت في تفرقهم بس منجحتش تخلي عمرو يصدق انوا لمسها فعلاً وتمت علاقه بينهم وكان اتجوزها وقتلتها عشان خطتي فشلت بسببها.، هووووف عملت حاجات كتير في عيلتك بصراحه وانا اللي خطفت خديجه بردوا انا وراء كل حاجه حصلتلك وهتحصل لعيلتك بعد موتك.
ثم زفر بضيق وهو يطالع النجوم ويتابع حديثه :-
المشكله بنتك فاطمة دي كان زمانها ميته أصلاً من يوم ما خطفتها إلا انها برغم انها عامية ومبتشوفش خرجت وفضحتني واخويا عرف بكل مصايبي ، وبعدها زين مسبهاش وكل ما اخطط لقتلها مش بيحصلها حاجه ليه هي ايه دي.
نظرت له والشرر يتطاير من عينيها وقالت بسخط :-
ددددي عناية ربنا يا كلب.
وقفت تود البطش به فرفع الحديده ليهاجمها فأمسكت بها وحاولت نزعها من يده لكنه كان متعلق بها گ ذروق نجاه حتى دفعها بقوة لتسقط أرضٍ بالفعل كادت بالسقوط لعرض البحر لولا يديها وادراك ذاتها بالوقت المناسب.
في حين ذلك هم سليم برفع الحديدة وهو يدفعها لتتسقط بالبحر ، فتقهقر للخلف صارخاً وهو يسقط وكان قد غرق وهو يستغيث ، وقفت لمار ملقيه بذاتها خلفه دون تفكير وسبحت بالمياة تبحث عنه ولكن لم يسعفها ظلام الليل الحالك
❄اللهم أجرني من النار "3 مرات" ❄
جالسه على الفراش بسكونٍ ، عبراتها جفت ، فقط أنفاسٍ عالية كل ما يبدر. منها الآن ، أقتربت لمار جالسه على طرف الفراش بصمت ، وعبراتها تنعى ألم فؤادها الذي لا يحتمل واشتياق روحها ، بينما اكتظت الغرفه بالجميع واقفون بثباتٍ واضعون أيديهم على أفواههم ، وعبراتهم تسيل بحنين ، بينما ورد حدث ولا حرج لقد تاكدت ظنونها هي من علمت بمهايتها قبل الجميع فقد كانت اكثرهم جلوسٍ معها كيف إذاً لا تشعر بها ؟
يقف ياسين يطالعها بقلبٍ يئن وروحاً وجله وهو يردد بصره تجاه انجي بتوهان وضياع يخشي أن يأفل قمره ونجومه وشمسه.
رق قلب لمار وأنشطر وهي تقول بروح أضناها الألم :-
والله دي الحقيقه أنك بنتي احنا أهلك أنتِ اتخطفتي مننا زمان.
لم تنبس لم تطرف حتى ظلت ساكنه فقط عبراتها من تجيب ، أقترب أدهم محاولاً أخراجها من سكونها ذاك وتحدث بحنان أب :-
حبيبتي يا بنتي وحشتيني ،صدقيني دورنا عليكِ كتير والله بس مكنش متخيلين أنك عايش والحمد ربنا رجعك لينا تاني "ثم ببكاء استرسل قائلا" يعلم ربنا انك مغبتيش عن بالنا ثانية والله يا حبيبة قلبي.
- ظلت ساكنه مطأطأة الرأس بثباتٍ رهيب ، فقط تشنج جسدها بين الحين والآخر.
حتى دقق يوسف النظر بها وقال مقترحاً :-
اطلعوا بره خلوني اشوف مالها.
لم يجيبه أحد لم يلتفتوا إليه حتى الأنظار فقط تحيط سجى الساكنه بغرابه.
فـ علا صوته نسبياً قائلاً بحسم :-
سمعتوااا قولت أيه كله بره ما عدا اسماء وحبيبة.
تسحب الجميع للخارج بصمت تام ما عدا ياسين الذي دنا منها بخطوات بطيئة وجله ،وهم أن يلامس ذراعها فأنتفضت بهلع فهوت دموعه گ السيل الجارف ، فـ ابعد رأسه مزيحاً دموعه الساقطه لئلا يراها أحد ، ولكنها تمردت عليه ولم تنقطع وتيرتها فرجع للخلف مبتعداً يجاهد على تجفيفهم.
بعد الفحص قال يوسف بتنهيدة عميقه :-
سجى في حالة صدمه من اللي حصل بس هي كويسه وهنخرجها دلوقتي من الحاله دي.
متغيباً هو عن العالم ودنا جالساً بجانبها يضمها بحنان ، ودلف الجميع مرة آخرى ، فنظرت أنجي لهم بنظراتٍ حارقه تتفعمها الغيرة الساحقه ، أقتربت عائشة التى جاءت لتوها ركضاً ومعها اسراء ، فـ رفعت سجى رأسها فجأة كأنها تستشعر من الآتي فمدت يدها ببسمة قائلة بآمان توغل فؤادها :-
اسراء جيتي ؟ كنتِ فين وسيباني ؟
أقتربت أسراء وضمتها مجهشه بالبكاء ، أدمعت اسماء ثم أقتربت من اذن سجى قائلة بهمس :-
بت يا سجى يلااا قومي كلنا جنبك مفيش حاجه هتحصلك وبعدين عايزة أقولك خبر حلو تعرفي محدش يعرف نهائي أنتِ يا بت هتبقي خالتوا قريب انا حاامل.
أشرق وجهه سجى مستبشرة وتوهجت عينيها بمحبه وغمغمت :-
مبرووك يا حبيبتي.، الله هبقى خالتوا .
نظرا الجميع بعدم فهم ، فأكدت أسماء الخبر ، فحملها حذيفه ببهجه يدور بها حتى لحت عليه ان يتركها.
ظل الجميع بجانب سجى تضمها لمار وآبت على تركها هي وأدهم حتى حل الليل فغادر زين مع عائشة واسراء بعدما قبل جبينه مؤكداً لها أنه بجانبها ، وقتما شئت ستجده لا محاله ، وغادر الجميع من الغرفه متوجهاً لحجراتهم .
خرج ياسين للحديقة يستنشق الهواء النقي لعله بمروره يمحو جل هموم قلبه العالقه ويطيب روحه ويهدأ من روعه.
فجأة شعر بيد ناعمه على كتفه فـ التفت ليجد أنجي فدفع كفها دون كلمه.، لتردف هي معاتبه :-
أنا كمان مرآتك على فكرة !
تنهد بضيق وهو يقول بسخطٍ شديد :-
قولتلك مليون مرة انا بنفذ وصية اخوكِ ، كل حقوقك هتأخديها الامان والسند وكله لكن انا لا انا لسجى وبس أنتِ مراتي وهعاملك بما يرضى الله فمتحاوليش تقربي عشان مش هتلاقي غير النفور.
التمعت عينيه غضباً وأشار لها محذراً :-
وأياكِ ثم أياكِ تقربي منها ولا تعرفيها بحاجة؟
استشاطت غيظاً وغضباً وحقداً ونظرت له بأعين دامعه وغادرت حيث غرفتها ،جلست في فراشها باكية هو حب عمرها مذ أن علم قلبها معنى الحب وهو له فقط ،أيضع منها ؟
اتستسلم وتتركه وهي الآن زوجته ، ثم أخذت نفسها الاماره بالسوء بالتفكير والحقد تجاه سجى وكيف تبعده عنه ، غافله عن الرحيم الرقيب الذي يعلم ما تكنه الصدور وتخفيه.
بقى ياسين كاسف البال بغم اعتمل قلبه وجثم به ، فجلس على أقرب مقعد واضعاً رأسه بين راحتيه ، يكاد يموت من ثقل صدره ولا يدري كيف يبوح به ، ألم لاول مرة يستشعره ليس له مثيل فرفع بصره الغائرة بالسماء منادياً مولاه ﷻ ، لم ينبس وأنما قلبه أنفجر ما بجعبته للحنان المنان.
نجاه بقلباً أضناه الألم والغم والنكبه.، فحاشاه أن يرده خالي اليدين ولا يطيب خاطره ، ولا يربت على قلبه.
شعر بحركة احد يجلس بجانبه فرفع بصره وجد عثمان ، جاء يشارك أخاه بما يعتمل صدره ، وكيف يتركه يتألم دون أن يكون معه.، ربت عثمان على منكبه قائلاً بمحبه :-
هتفرج بإذن الله متشلش هم ورب الكون موجود قادر أن ينسف هموم قلبك بغمضة عين فـ أبشر.
تبسم بمحبه كأنها أشارة آتيه "أبشر فـ أبشر" وارح قلبك ، كيف يعتمله هم وربك يقولك "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"
# اتكلم فضفض باللي في قلبك!
همس بها عثمان بألم لياسين يحاول ان ينزع عن فؤاده الهم.
ولكن كيف ؟ وهو التائه بين دروب الحياة يتجرع مرارة الخوف من فقدها وخسرانها وضياعها ، أن الأنسان لا يستطع العيش بلا الهواء ، وهي هواءه ان انقطع مات على الفور ، لذا تبسم متنهداً براحة وهز رأسه وجعاً :-
مفيش يا حبيبي انا تمام هتتعدل ان شآء الله.
# أنا انا اسف إني مصدقتكش أنت و ورد لما قولتولي نسيت ان المحب دايماً حاسس بحبيبه هما روحين في روح وحده مستحيل تنفصل.
أخذا يتجاذباً اطراف الحديث
وفي حين ذلك صعدت أسماء فما كادت بالوصول لباب الغرفه حتى حملها حذيفه قائلاً بمناغشة :-
لازمك راحة يا حبيبي بقا كدا يا ماما تفرحي سجى قبل مني ليه هي اللي ابوه.
انهى جملته تزامناً وهو يضعها على الفراش فتلاشت ضحكتها ولمعت عينيها خوفاً أن يكون ذلك قد ضياقه فهتفت موضحه بصدق :-
أبداً والله مش قصدي أنا عرفت انهارده في الصبح وانا في المستشفى ، وكنت هقولك بس انت شفت اللي حصل مكنش في وقت.، فـ لما حسيت بضياع سجى وخوفها فرحتها لاني متأكده انها هتفرح ونفسيتها هتتحسن متزعلش؟
ضربها على جبهتها هامساً بمرح :-
يا عبيطه انتِ مفكرة إني زعلان ولا ايه سجى اختي زيك ؟
دفعته وهي تعتدل جالسه قائلة بغيظ :-
اختك زيي ازاي انا اختك يعني ؟
ضحك بملء فمه وهو يتفادي لكماتها وهمس :-
ايوة زيك مش انتِ اختي ؟
زمت شفتيها بغيظ قائله :-
تك خوته في دماغك.، عايز ترميني انا وعيالك ؟
تصنع الصدمه وهو محدقاً بها:-
عيااال مين انت بتتبلي عليا.
هزت رأسها نفياً ببسمه اربكته وقد ايقن أنها تخطط لشيء.
امسكت بطنها فجاه وهي تتأوه بالمٍ شديد :-
ااااه بطنيي بطني يا حذيفه روووح اعملي حاجه اشربها.
بهلع اخذ يدور حول ذاته بقلق ثم صاح وهو يمسكها :-
مااالك مااالك اعملك ايه طيب ؟
تصنعت البكاء وهي تقول بالم :-
نادملي ماماا بسرعه يلا ؟
انهت جملتها مصحوبه بصرخه.، فركض من الغرفه ولحقت به أغلقت الباب بإحكام.، اوشك على الخروج فتناهى له غلق الباب فـ أستدار قلقٍ وقرع الباب بهلع :-
اسماء أنتِ كويسة قفلتي ليه الباب.
جاءه ضحكاتها الصاخبة وهي تقول مدمعة العينين من شدة الضحك :-
ولا حاجه يا حبيبي انت اللي جبته لنفسك بات عندك بقا تستاهل.
اتسعت عينيه على أخرهما وردد بزهول :-
ابات بره كل ده كان مقلب ، كنتِ هتوقفي قلبي ، طب والله لاوريكِ.
صمت ملياً مفكراً وطرق الباب بخفوت وهو يهمس :-
ماما حبيبتي افتحي الباب يرضيكِ أنام بره كدا ؟
لم يأتيه ردها سوا ضحكه ساخرة فتوعد لها ودلف المطبخ صانعاً فنجان قهوة ، و وقف بالشرفه يرتشف منه بغيظ وهو يخطط لها.، حتى وقع بصره على الشباب.،فأرتشف الفنجان على عجاله وهبط للأسفل ، لمحه عثمان مقبل فضيق عينيه قائلا :-
هو دا نازل ليه وسايب مراته.
هز ياسين كتفيه بإستهانه ورفع حاجبه متسائلاً :-
وانت سايب ليه مراتك ونازل ؟
جلس حذيفه وهو يتمتم فنظروا له بدهشه ، فقال بغيظ :-
ايه بتبصولي كدا ليه.، مشفتوش راجل أبداً مراته طرداه.
قهقه عثمان وياسين فشاركهم بغيظ ، وظل يتسامرون حتى انهم لم يدرو متى وكيف ذهبوا بسباتٍ عميق.
وفي آوان ذلك ، دلفت عائشة للغرفه وإذ بيد زين توقفها وتحدث بصدق :-
عائشة استنى.
# خيرر.
قالتها بجمود دون ان تلتفت له ، فوقف امامها وهو يقول بصدق :-
مسامحاني ؟ عايز ابدأ من اول وجديد صدقيني أنا بحبك صحيح عرفت متأخر بس والله بحبك ومقدرش أعيش من غيرك .
أغلق جفنيه مستدعياً ثباته وتنهد بضيق وتحدث بهمسٍ صادق :-
لما حسيت إني ممكن أخسرك متخيلتش يومي من غيرك ، لما رجعت البيت وملقتكيش كنت تايه وضايع و وحيد كنت حاسس إني يتيم فقد كل أحبابه مرة وحده فمتسبنيش لأنك قوتي في الدنيا دي.
رفعت عينياها التى غشاها الدمع به تلتمس صدق كلماته ، تستشعرها بفؤادها ، وحقاً وقعت على روحها بحب.
تابع حديثه مغمغماً :-
أنا عارف إني ازيتك قوي وعملت حاجات مستحيل تغفريها ليا بس انا متأكد أنك هتديني فرصه وأنا مستعد اعمل اي حاجه.
تمعن النظر بها بترقب ، فـ زاغ بصرها قليلاً مفكرة حتى قالت بجديه :-
اي حاجه اي حاجه ؟
بصدق تحدث وهو يقترب منها :-
اي حاجه اي حاجه حتى لو روحي .
تراجعت للخلف بحدة ، وبجدية أشارة له وهي تتهيأ للخروج :-
طيب تعالى معايا.
أومأ برأسه ولم ينبس ، واتجه خلفها حتى وقفت بالمطبخ فابتلع ريقاً جافاً بإرتباك مما الاتي.
وإذ هو غارقاً بتفكيرة ، وإذ بها تقول وهي تعقد ذراعيها :-
عشان اديك فرصه تانيه يبقى هتنفذ اللي هقولك عليه دلوقتي ، هتقدر؟
تساءلت بإهتمام جلي ، فأجفل وهو يقول بتوتر :-
ايوة هرضي على اي حاجه؟
جلست على المقعد بخيلاء وزهو ورددت وهي تسند رأسه على كفها على الطاوله بجانبها وعينيها مصوبه تجاهه:-
من بكره الأكل والمسح والغسيل وكل حاجه في البيت انت اللي هتعملها ودلوقتي أعملي امممم.
وضعت سبابتها على ذقنها مفكرة ثم قالت وهي تبسط ذراعيها :-
اعملي كوباية شاي بس تكون مظبوطه وسندوتش ولا اقولك عايزه اكل بيتزا دلوقتي وانت اللي تعملها؟
صمت كئيب ثقيل ، خيم على المكان.، يتطالعها بأعين متسعه ، عبست بوجهها قائلة :-
كنت عارفه انك هترفض مش هسامحك خالص!
همت بالمغادرة فأمسك معصمها قائلاً بصدق:-
مين قلك إني هرفض ، اقعدي.
جلست عائشه بترقب ، بينما ارتدا هو المريول وشرع بأعداد ما أرادت.
بعد وقتٍ ليس بطويل ، كبتت عائشة ضحكتها بصعوبه وهي تطالع المطبخ الفوّضوي ، إلي الأرضيّة التى تملأت بالدقيق ، والكركبه وإذ به يستدير ملطخاً من رأسه لأخمص قدميه بالدقيق ، فنهضت رغماً عنها داخله بنوبة ضحك دائبه لوقتٍ طويل ، نفخ الدقيق من على شفتاه وهو يكظم غيظه ، كز على أسنانه وهو يقول بسخط:-
اسكتي بقا متضحكيش.
رفعت أناملها تكتم قهقهاتها المتواصله فغلبتها فقالت بضحك :-
يخربيتك شكلك مسخرة....
ابتسم ضاحكاً لضحكتها التى بددت ظلمات قلبه ، وهام بوجهها وملامحها الدقيقه المشرقه فتوهجت لمعة عينيه ببريق ساطع وغمغم متصنع الضيق :-
اسكتى بقا هتخربي بيتي ايه تاني ، يكفيني شرف المحاولة.
هزت رأسها عدت مرات بضحكه لا تستطع أخمادها.
وأشارت بسبابتها له بجدية :-
ابقى روق المطبخ بقا انا خلاص مش عاوزه أكل دا ياسين بيعمل احلى اكل ممكن تدوقه احلى مني كمان.
كور زين قبضة يده بغيرة فارت بأوردته وعروقه.
بينما لوحت له وهي واقفه على أسكفة المطبخ:-
يلا بقا تصبح على خير عايزه أصحى الاقى المطبخ والبيت بيلمع والفطار جاهز انا باخد علاج.
تأفف بضيق وهو يرمقها بسخط وغمغم :-
هنام واصحى اعملك كله.
أشارت له ببسمة وهي تشير له :-
تعالى ورايا طيب.
فغر فاهه واتسعت عينيه وهو يدلف لذات الغرفه التى جعلها تمكث بها وتمتم بضيق :-
بتهزري مش ممكن ، اوعى تقولي إني هنام هنا.
هزت رأسها نفياً وهي تلتقط وسادة وغطاء وحملتهم بذراعيه وهي تعيد ادراجها للخارج :-
لا طبعاً معقوله اطلب منك تنام هنا لا طبعاً.
تبسم بإريحيه متنفساً الصعداء وهو يضع يده على قلبه ولحق بها للمطبخ مره آخرى..
ألقتهم عائشه من يدها وتخصرت وهي تلتفت له متصنعه الحسم :-
هتنام هنا يا غالي.
الآن تخضبت ملامحه بحمرة الغضب ، لتبتلع ريقاً جافاً بخوف وتراجعت بإرتباك ، كبح غضبه وهو يقول بصدق :-
لو دا هيخليكِ تسامحيني فـ أنا موافق ، وانا استحق كل دا ومتأكد انه ميجيش حاجه جنب اللي عملته فيكِ.
أنهى جملته بغمزه وترتها و وردت وجنتيها تسارعت دقات قلبها بعنف من نظراته القاتله وفركت أناملها وهي تتقدم للخارج ، فأوقفها قوله وهو يقول ببسمه :-
متنسيش خدي علاجك.
ثم تقدم حاملاً طبق صغير يحمل سندوتشات وناوله لها قائلاً :-
وكلي عشان متتعبيش.، ولو أحتجتي اي حاجه اديني رنه بس وهتلاقيني عندك ونامي بدري عشان نروح لسجى بكره.
أومأت براسها وهي تتناولهم منه ببهجه سطع لها قلبه ورفرفت روحه ، تلاقت أعينهم بحديث خاطف للأنفاس معبراً عما يكنه الفؤاد وتلامست الأيدي فتفعل به عمل السحر او أشد گ كهرباء صعقته فجأة ، وسحبت كفها بقوة وهي تفر راكضه من امامه فتبسم ضاحكاً براحه ونور قلبه يشع ليتصاعد لوجهه.
💧اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى "3 مرات" 💧
[ ] باليوم التالي أنهت "سمر" روتينها اليومي حيث أدت صلاتها وتناولت طعامها وخرجت لمقابلة احدى صديقاتها
وقفت أمام الدار بإنتظار سيارة آجرة لتقلها للمكان المحدد.
بإثناء ذلك خرج حذيفه هو وأسماء يتسامرون ويتضاحكان فيما بينهما ، فإرتبكت وهي تنظر له ، فهو لا يحادثها سوا نادراً للغاية ، مذ ما حصل .
# رايحه فين يا بنتي ؟
قالتها "أسماء" وهي تقبل وجنتها بحب ، فتبسمت وهي تخبرها بموعدها مع صديقتها وعيناها لا تحيد عن "حذيفه" تود لو تقطع تلك المسافه الفاصلة بينهما ، وتضمه بإشتياقٍ شديد ، بعد صمت دام لدقيقة واحده تحدث "حذيفه" مشيراً لـ "أسماء" :-
يلا أمشي عشان أوصلك.
نكست رأسها حزنٍٕ وهي مجهشه بالبكاء ، قبل أن يسير مغادراً تمسكت أسماء بكفه مشيرة له بحسم :-
يلا سامح اختك وخدها في حضنك الدنيا مش مضمونه ، وبدل ما تبعد احتويها ، لأن حرام اللي بتعمله دا ، ومش عايزة ابني يجي على الدنيا يلاقي والده مش بيكلم عمته.
ربتت على منكبه وتابعت :-
أنت سندها في الدنيا وهتتسئل عليها روح طيب بخاطرها يلا.
نظر لها لدقيقه يحلل كلماتها بعقله ثم تبسم وهو يتجه لـ سمر ، التى انغمست بتفكيرها وإذ طيفه طل عليها لترفع عيناها به وأدمعت ، فأنتشلها بحضنه داسسٍ أياها بداخله فبكت بنحيبٍ ونشيج وهي تتعلق به.
وإذ بجل حزنها يتبدد بفرحه وتشرق دروب حياتها ، فـ الأخ ليس مجرد كلمه بقاموس العائله .. أنما هو سند وأمان واحتواء من هموم الحياة وكبوتها وكل فاقه ، هو سعادة لا تضاهيها ايةّ سعادة آخرى ، هو أمنك وسلامك من كل البشر ، إذا أفل عنكِ الجميع أخبريني بربك بمن ستلوذين ؟ إإلى غريب يذلك ويخذل فؤادك ويغدر بقلبك ويتركك على حافة الهاوية.، ام إلى أخاً يأويكِ وكتفاً تسكبين به جل همومك ، إلى أمان روحه المحيطه بكِ من أسوارٍ عظيم صعب كسره.
أنه ضحكة يومك وظهرك الذي لا يميل.
غادرا الجميع كلاً إلى وجهته ، حيث حذيفه سيوصل أسماء للمشفى التى تعمل بها.، وينطلق لعمله والتي لا سيما بشركة عمرو.، وتبقى بإنتظاره ريثما يعود لينقلها للمنزل.
[ ] ترجلت سمر من احدى سيارات الآجرة ، تحادث صديقتها بالهاتف وقالت وهي تقترب من المطعم :-
ايوة يا بنتي ، خلاص دقايق وأكون عندك اهوو.
نظرت يمنه ويسر لتمر للجانب الآخر وإذا بها تمر ، آتت سيارة مسرعه تود الأرتطام بها ، وقفت سمر متخشبه امامها بصدمه لجمتها فشلت حركتها ولم تتزحزح ، فوضعت كفيها تغط وجهها وهي تصرخ بصوتاً عال تجمهر المرء على اثره.
وإذ بيد تسحبها بقوة لتنطرح ارضٍ بجروحاً سطحيه وكانت السيارة تمر دون أذى لأحد.
رفعت سمر رأسها بأعين متسعه لا تصدق انها نجت من موتٍ محتم ، ثوانٍ وكانت صديقتها تجذبها لتقف وهي تصيح بها بتوجس :-
أنتِ غبيه عايزة تموتي ؟ ازاي تقفي قدام العربية كدا فهميني ؟
ثم ضمتها بأعين أغرقتها الدموع ، فتمتمت سمر بتوهان :-
مش عارفه مالي انا مش مصدقه إني بخير، انا والله بصيت كويس قبل ما اعدي كان الطريق هادي، معرفش امتى ظهرت العربية دي في وشي ، واول ما شفتها محستش بنفسي ، ومر قدام عيني شريط حياتي وكل ذنب اذنبته وخوفت اووي من النار والقبر وانا بتخيلهم.
ربتت وفاء على منكبها بتفهم وقالت وهي تجفل بإريحيه :-
الحمد لله أنك بخير ، كان قلبي هيقف.
انهت عبارتها تزامناً وهي تضع يدها على قلبه ، واخذتها لداخل المطعم وطلبت عصير ليمون مهدأ لأعصابهم وتجذبا اطراف الحديث حتى جاءهم الطعام.
بعد وقتِ دام لساعه وهم يتحدثون بإشتياق لبعضهما.، خرجا من المطعم وإذ بـ وفاء تبصر ذات السيارة فتمسكت يد سمر مانعتاً اياها عن المرور وهي تقول بحيرة وعيناها على السيارة :-
مش هي دي نفس العربيه اللي كانت هتخبطك بدري مش كدا ؟
تمعنت النظر لما تشير إليه فهزت رأسها بيأس قائله بضيق :-.
يا بنتي أن بعد الظن اثم يمكن وحده شبها متكبريش الموضوع يلا بينا!!.
هزت وفاء رأسها بإستهانه ، قد يكون معها حق ومجرد تشابه ليس إلا ... فأبتعد عن المطعم وإذ بالسيارة تنطلق نحوهم ، لتدفع وفاء سمر على الجدار قائله وهي تضرب على صدرها بهلع :-
اقسم بالله العربيه دي قصداكِ.
ألتفتت له سمر يتوهان وبصر زائغ :-
طيب هنعمل ايه ، انا خايفه اوووي ؟
# تعالى معايا بسرعه.
قالتها وفاء وهي تسحبها عائداً لداخل المطعم.
وجلسا على ذات الطاولة بحيرة شديده تفتك بأفئدتهم التى غلفها الهلع والرعب.
اقترحت وفاء قائله :-
رني على أخوكِ يجي.
اطرقت سمر مفكرة ، ثوانِ وكانت تضع الهاتف على أذنيها ولم يمض طويلاً ليأتيها صوته ، أخبرته بضرورة وجوده في الحال لامراً طارئ .
تنهدت بهدوء وهي تقول بإريحيه بعدما أنهت أتصالها :-
جي دلوقتي ، مش عارفه في ايه بجد ومين دول ؟
دق قلبها بعنف حينما مسكت وفاء ذراعها مشيراً لسائق ذات السيارة ، ليبتلعا ريقاً جافاً بخوف بلغ زروته وتقشعر بدنهم خوفاً ، وإذ برعدة قوية أحتاجت أوردتهم واوصالهم.
دمعت أعين سمر وهي تتلعثم قائله وهي تراقب جلوسه الذي على مقربه منهم :-
وفاااء أنا خايفه اووي بصي بيبصلي ازاي شكله عايز يموتني بجد.
أرتجفت وفاء بدورها وهي تتمتمت :-
رني على.اخوكِ تاني أستعجليه بسرعة.
اومأت وهي تنفذ اقتراحها،ليخبرها انه بالطريق.
في اوان ذلك وهي تبكِ محادثة حذيفه.، دلف أنس برفقة زينب للمطعم ، تسير بجانبه متأبطه ذراعه ... تعلو وجهها بسمه خبيثة من نفسها الأمارة بالسوء ، أتسعت عينيها وهى ترآها جالسه دون أزى ، وحدجت الرجل بنظره حارقه ، بينما ابتعد بهلعاً ناحياً سمر.غير عابئ بها ، فشلت خطتها ارادت جعله يرآها وهي تموت ولكن ما لم يكن بالحسبان أنه لم يحصل الحادث حتى.
# في ايه يا سمر ماالك أنتِ كويسه؟
لم تجيب لم ترفع حتى نظرها به ، فوثبت وفاء وهي تشير للرجل قائلة برجفه :-
الراجل دا من شوية كان هيموت سمر افتكرنا في الباديه مش قصده ،بس الغريب واحنا خرجين نمشي كان موجود بعربيته وساق ناحيتنا عايز يصدمها بالعربيه بردوا ، فخوفنا ودخلنا تاني ودخل ورآها ومن وقتها مشلش عينه من علينا.
أنهت جملتها مصحوباً ببكاء حاد وخوف تمكن من فؤادها..
اتسعت أعين أنس بصدمة وتأججت النيران بهما وألتفت للشاب الذي اذرد ريقه هلعاً وبعزم ما به كان يفر هارباً ولحق به أنس.
ولكن بسبب قدمه لم يستطع فعاد بقهراً من عجزه متهجم الوجه وتحدث دون حرفاً :-
قومي عشان اروحك.
ثم استرسل حديثه بعتاب ولوم :-
ليه مكلمتنيش من البداية.
غمغمت ببكاء دون ان ترفع بصرها به :-
كنت خايفه ومش بفكر في حاجه ورنيت على حذيفه على طول.
# أياكِ تخافي من أيّ حاجه....
هم بقول "طالما أنا حيّ موجوداً بجانبك قريباً من سويداء قلبك أحيطك بعنايتي فمما ستخشي؟"
ابتلع باقي أحروفه ،حينما قالت زينب وهي تضم ذراعه بتملك مائلة براسها على ذراعه بحب :-
انس زي اخوكِ يا سمر واي حاجه تعوزيها هو موجود مش كدا يا حبيبي ؟
حدق بها بغمموض حتى قال حذيفه الآتي ركضاً من الخارج :-
سمر مالك فيكِ ايه انتِ كويسه.
هبت واقفه بدورها فأسرع هو بتفقد كل انش بها بهلع حتى ضمته باكية بدموعٍ غزيره لا حصى لها.، فمسد على ظهرها يلهمها الأمان والراحه ويحيطها بروحه.
رمقهم انس بغيرة وتنحنح قائلاً :-
ازيك يا حذيفه طمني عليك.
لتوه أحس بوجوده فأبتعد عن اسماء مجيباً وهو يصافحه بود واحترام :-
حبيببي الحمد لله بخير.، انت طمني عليك عامل ايه دلوقتي ؟ مش احسن؟
أومأ أنس مؤكداً :-
اه الحمد لله.
ثم شرع بقص عليه كل شيء.، فأخذ سمر و وفاء ليوصل وفاء ويعيد مع سمر التي اطمئنت بوجوده.
جحافل من الاسئله ما ليس لها اجابه اخترقت عقل أنس بلا هوداة ، أحساسه بإن لها يداً وراء ما حدث مؤكداً ؟ ام انه مجرد وهم وعليه نسفه ألبتةً من عقله.، ولكن لماذا أصرت على اصتحابه بذاك الوقت تحديداً ؟ وما الدافع لأختيارها لهذا المطعم بالتحديد ؟ لماذا تغمره فكرة انها وراء ما حدث ؟
ولو صح حدسه ما يجدربه أن يفعل حيالها ؟
أسئلة كثيرة ليس لها اجابات حول نزع وتنفيضها بعيداً عن عقله لكنها أستقرت جاثمه بالفؤاد والعقل.
((رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين))
ولج عمرو باحثاً بشوقِ عن أبنته وزوحته ، فوقع مطالعهم بزهوٍ وهو يرى ديجا تشاهد احدى البرامج الدينيه و ورد منشغله بأحدى الكتب الدينيه أيضاً ، فأقترب من ديجا يود فزعها إلا أنها ألتفتت قبل أن يصل إليها هامسه وهي تشير بسبابتها الموضوعه على فمها :-
هششش متتكلمش عشان بسمع الشيخ احمد.
زم شفتيه بغيظ سرعان ما دنا خاطفاً قبله سريعه من جبهتها.، لتبستم ديجا ببهجه وهي تشير لوالدتها :-
دلوقتي هتغير عشان بستني وهي لا.
رفع حاجبه بدهش فنفت ورد التى اقتربت بصدمة قائلة بإستنكار :-
مش عيب يا ديجا كدا.
لوت ديجا فمها بسخط وهي تقف على الاريكه متخصره.
فقبل عمرو ورد من وجنتها قائلا بمناغشة :-
اهوو يا ستى ولا تزعلي نفسك عشان حاجه تافهه زي دي.
عقدت حاجبيها بغيظ والتقتت احدى الوسائد وطفقت تضرب به حتى ركض حول الأثاث بين الارئك وهي خلفه وانضمت خديجه معهم حتى انتهى بهم الحال جالسون يلتقطون انفاسهم المتلاحقه وغمغم عمرو:-
هنخرج انهارده ماشي جهزوا نفسكم.
اومأت ديجا و ورد وهم يضربوا كفاً بكف بمرح.
ركب وردٍ همٍ شديد وهي تتذكر ما آلت إليه مؤمنات المسلمين من ملابس يظنوها تغطيهم وإذ هم كاسيات عاريات ، تنظر لـ ديجا بنظره متوجسه خفية ان تتبدل حالها او ان تتعثر بطريقها فتخطئ سيرها.، وتغفل عن سائر طرق الرب ، فحملتها على قدميها قائله وهي توصيها :-
عفتك يا ديجا يا حبيبتي حافظي عليها واعلمي أن الله مطلع عليكِ بكل صغيرة وكبيره ويعلم ما يخفيه صدرك.، واحذري ثم احذري الغفله فتغفلي عن مولاكِ ، او يسحبك احد لقاع الجحيم ، ودايماً تذكري قبل كل شئ أن هناك يومٍ حساب لريب فيه ونحن على دنيا فانيه سيحتوينا القبر بنهاية المطاف ، تذكريه ظلمته و وحشته وسؤال الملكين. وجنه ونار.
رفعت ديجا ذراعيها تحيط عنق ولدتها تتظر لها بإهتمام جلي بملامحها التي أشرقت بغبطة.
لتتابع ورد ببسمه :-
وتذكري قول الرسول ﷺ "شر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم"
احذري يا ديجا من الغوص بطريق نهايته وحشه وخافى من عثرات الحياة ، واجعلي إيمانك نصب عينيكِ واياكِ وصحبة السوء كلا لا تندمي بوقت لا يفيد به الندم ، وتذكري قول الحبيب وانه وصف النساء الغير ملتزمات بالحجاب الشرعي بأنهن شر نساء المسلمين، فليحفظك الله يا حبيبتي، إني استودعتك عنده ليلهمك طريق الصلاح والفلاح.
تنهدت ورد بهدوء كأن همٍ وانزاح واسترسلت حديثها :-
و وصف بالنفاق يا حبيبتي عقوبته الدرك الأسفل من النار فخافي يا نور عيني وتذكري أن الرسول ﷺ قال " قال النبي ﷺ: نساءٌ كاسيات، عاريات، مائلات، مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنه ولا يجدن ريحها"
تذكري أنهن لا يجدن ريح الجنه التى بها ما لا عين رآت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وبها حبيبنا محمد ، وأشوقاه يا رسول الله ... واستشعري كل حرفاً بهذه الاحاديث عن الحبيب.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (النوم اخو الموت ولا يموت أهل الجنة)
في الجنه لا يوجد نوم ولا موت ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ، من كان أهل الصلاة دعي من أبواب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة)
اسرعي يا حبيبتي ولا تتدخري مالك وأنتِ لا تدرين متى أجلك حينها ستتركي كل شيءٍ خلفك ، لذا سارعي بها لفعل الخير للمحتاجين والمغرمين والمرضى والمستشفيات بصدقه تظلك بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله. صدقه لا تدري لعلها المنجيه من العذاب.
أدمعت ورد قائله ببكاء خوفاً وخشيةً من الله وتابعت :-
وتذكري أن بيوت الجنة كما قال الحبيب صلوات الله وسلامه علية.
(الجنة بناؤها لبنة من فضة، ولبنة من ذهب ، وملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وتربتها الزعفران ، من يدخلها ينعم لا ييأس ، ويخلد لا يموت ، لا تبلي ثيابهم ، ولا يفني شبابهم)
واعلمي انك قد تتوهي عن بيتك بالدنيا إلا بيتك بالاخره فأنتي تعرفينه من وسط ملايين البيوت ، اجل لم تريه ولم تسكنيه يومٍ ، ولكن الله يلقى في روعك معرفته ، قال الرسول ﷺ
فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا).
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل : هل تشتهون شيئا أزيدكم فيقولن : ربنا وما فوق ما أعطيتنا ؟ فيقول : رضواني أكبر
وقال الله عز وجل في كتابه :- (وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)
واعلمي يا ديجا "قالتها تزمناً مع تمسيد خصلاتها لها" الموت اننا ملاقوه لا محاله.
فمتى يأتي اجلنا لا ندري ، لكن من منا تود ان تاخذ روحها وهي تحادث شات مع احد الشباب، او سماع أغاني ؟ انها أشياء كثيرة.، وافضلي دايما احمديه.
فقد عجبت من أناسٍ ابتلوا بفقد احدٍ او غدر أحد وخذلان احد، مرض أو غم او حزن او اي شيء من صعوبات وعوائق الحياة التي لا تنتهي ، كسف باله وتملك منه الحزن وأصبح قلبه معتم للغايه گ حال غرفته الجالس بها وظل يبكِ ليلاً ونهار وهو لا يدري أنه خيراً له لطالما كان خيراً لبقى ،لقد زهلت وعجبت كل العجب من حزن يداهم قلوب البشر فأبتعد عن مولاه واتجه بقلبه وروعه للحياة الدنيا، ولو تأمل قليلاً لوجد ان حياته لا تكفيه شكر الرحمن على خير يقدمه له وعلى نعمه التي لا تحصى ولا تعد وكيف تعد بالله ؟ وهي كثيرة كثيرة للغاية ولكن اكثرنا غفلون بالحياة ومتاعها ونسينا الآخرة الباقيه ، وإذ نظرنا مفكرين قليلاً حولنا واستشعرنا نعم الله لما أبتعدنا ولا اخذنا من بشري رفيق غير الله.، او نستعين غيره.، ولا نشكو بثنا إلا الله "ونحن اقرب إلية من حبل الوريد"، تخيل إذ ابتلاءت الله لك تلك التي لا تستطع عليها صبراً الله يقول"وبشر الصابرين" تأمل واتلو القرآن الكريم واستشعر كل اية ستعلم كما انت مقصر ، وأن ما يعتمل صدرك من كل فاقه الله سيجازيك بها خيراً استبشر اذن.، وامحو الحياة بجل متاعبها ومتاعها واحزانها من فؤادك فكر باخرتك واعد العدة للجنه اعد لها من الان وتقرب من الله لا تقلق سيغفر الله سيتقبلك سيطيب بقلبك ويقر عينك فقد قال في كتابه الكريم "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} .
*لم يدرك بعد كيف يصالحها ، كيف يتخلل شغافها مرة اخرى بالبهجه ؟ تعين عليه التفكر بحلاً سريع لكن أبى عقله على مساعدته ألبته ، واقفاً هو باب غرفته تائهً لا يدري أيدخل أم يعود أدراجه ويذهب لعمله وجلاً من ملاقتها ، لكن ماذا هو فاعلاً أمام هذا الشوق الصادر من منبع فؤاده ، أشتاقت عينيه لرؤياها وإذ لم يرآها سيصيبه شيءٍ حتماً.
تردد كثيراً في الدخول وهو يسترق السمع واصوات الفتيات بالداخل ، تحير فكره وقلبه واذرد ريقه بثقل وتنهد تنهيدة عميقه مصحوبه بشهيق ليهدأ من روعه ، وأدار مقبض الباب وطل منه ليطالعه وجهها الضحك ، وإذ بعينه لا ترى غيرها كأن الفتيات تبخروا فجأة ولم يبقى إلا هي ، سحرته من أول ما وقع بصره عليها فراشته ، تنحنح حينما تناهى له حديث مكه الموجه إليه.، فتبسم وهو يحك ارنبة أنفه وقال وهو ما زال ممسك بمقبض الباب ، الذي ليس مفتوحاً سوا بمسافة وقوفه وتحدث بمرح حينما راى ملامح البهجه التى تلاشت من على وجهها حينما أستمعت صوته :-
ايه دا بسم الله الرحمن الرحيم عفريت مالكم لبسين أكحل كلكم ليه كدا ؟
إذ أن الفتيات كانوا يرتدون اسدالات سوداء والانقبه سوداء أيضاً.
قبل جبهة سجى وهو يقول :-
يا نهار قمر قاعد وسط أشباح ؟
لكمته أسماء بغيظ وهي تقول بإمتعاض :-
ماشي ماشي يا عم ياسين ، لما يجي ابني بس ولا بنتي هخليها تطلعوا عليك.
رفع حاجبه لها بغيظ ثم شوح بيده قائلاً بسخط:-
يلا يا بت من هنا وخدي جوز الأشباح دول معاكِ.
"أحنا مش طالعين ، أطلع أنت احنا قاعدين مع سجى"
همست بها ديجا وهي تتخصر بغيظ بنبرة حادة.
فنظر لها بغيظ وحرك كفه على ذقنه بمعنى "ماشي حسابك بعدين"
ثم وجه حديثه لسجى ، فـ عليه أن يبذل جل جهدة باكتساب مسامحتها :-
حبيبتي عامله ايه طمنيني عنك؟
أجابة سجى بإقتضاب :-
كويسه.
بلحظه كانت معلقه بين يديه حينما حملها متجهاً بها للأسفل وهو يقول :-
خليكم ماطلعوش خدوها الأوضة.
تلوت سجى بين يديه صارخه :-
سبني يا ياسين رايح بيا فين ؟
- وقفت أنجي محدقه بهم بكرهٍ شديد وأبتغاض شديد وازدراء ، تشع عينيها بالنيران التى توقدت بفؤادها بحقدٍ جسيم ، أغروقت عيناها بدمع الاسى والقهر تتمنى أن تكن مكانها وأن هي من تحظى بذاك الحب ، حسناً ما زال هناك وقت لتفريقهم لن تيأس ستفعل سائر ما بوسعها وتفرق بينهما ؛ لا تدرك أن ذاك القلب الذى جاء على هذه الحياة ، جاء على عشقها فقط فهو حيّ لأجلها ظل سنين على ذكرياتها ولم يستطع أحد أخذ قلبه الذي بقى اسيراً لعشقها.
يداً قويه سحبتها داخل الغرفه مغلقه الباب خلفها ، فرفعت رأسها على والدتها قائله بسخط :-
مالك يا ماماا في ايه بتشديني كدا ليه ؟
صاحت والدتها بلهجه محذره مفعمه بالغصب :-
بتفكري في ايه يا بنت بطني ولا بتخططي لأية ، فوقي لنفسك ومتعمليش حاجه تندمي عليها ، ياسين مبيحبكش ولا حبك ولا هيحبك في يوم من الايام ياسين من يومه بيحب بنت خالتك لمار فاطمه وأهي رجعت ليهم بخير ، ومتنسيش فضل الناس دول احنا لو فضلنا عمرنا كله مش هنوفيه ، اخوكِ انا واثقه انه لو كان عارف ان ياسين بيحب سجى مكنش وصاه عليكِ ، فوقي لنفسك دا مش حب اللي بيحب مبيعرفش يأزي حبيبه وتهمه سعادته ، فوقي يا بنتي ومضيعيش نفسك وخذي شيطانك.
أنفعلت زينب وهي تنظر لها بغضب صائحه :-
دا جوزززي دلوقتي وانا مش هسيبه ليها.
بهدوء ربتت الأم على منكبه قائله بخزي :-
ربنا يهديكِ قبل فوات الاوان.
وخرجت وتركتها تنفعل غيظٍ وهي تفكر.
* أنزل ياسين سجى من بين يديه بالحديقه الخلفية وما زال محاوط خصرها بقوة وتحدث بهمسٍ ساحر :-
وبعدين بقا كدا مينفعش لازم تسمعيني ، أنتِ لسه زعلانه منى؟
قربه أربكها وترها ، تسارعت دقات فؤادها التى تباريح الشوق وهجتها وتلعثمت قائله وهي تتلوي تحاول الفكاك من بين يديه :-
لا مش زعلانه من حد انا... اوعى بقا سبني.
قربها أكثر وهو يهمس بجانب اذنها بنبره ساحرة :-
يبقي زعلانه يا فطومتي.
قاطعته قائله بضيق :-
انا مش فطومة حد.، واوعى كداا.
كلما حاولت الخلاص شدد من ضمها اكثر وبمحبه تحدث :-
طب متزعليش أنا والله كان عندي مشوار مهم عشان كدا مشيت أنا أسف.
أغروقت عينيها بالدمع ثم ذرفته بغزارة وهي تهمس بصوتاً متحشرج :-
لو مكنتش جييت كانوا هياخدوني منك ؟
ضم رأسها لصدرة فـ أعتصره بداخله وهو يؤكد :-
بعد ما لقيتك ورجعتيلي محدش يقدر يبعدك عني تاني ولا ياخدك مني!
لا يدرون كم مر عليهم من الوقت وهم هكذا ، كانت تتوق لأمانه وها هو يحيطها بإرتياح لتشع نور قلبه من جديد.
"هوووف بقا كل ما أشوفكم الاقيكم حضنين بعد وتخليها تعيط"
قالتها ديجا بغيظ وهي تتخصر ، فبفزع حاولت سجى الأبتعاد إلا انه شدد من ضمها قائلاً بغيظ :-
وأنتِ ليه تنطيلنا كل شويه ... خلفناكِ ونسينا احنا.
جزت ديجا على اسنانها بغيظ وهي تتوعد لها ثم ضربة قدمها بالارض قائله :-
متحضنهاش فاهم ولا لا ؟
رفع حاجبه قائلاً بسخط :-
والله اللي غيران مننا يعمل زينا؟
تعالت ضحكات سجى لتوهج فؤاده وتبدد ظلامه.
بينما تصنعت ديجا التفكير وهي تحك بسبابتها ذقنها هامسه بشرود :-
امال ليه عثمان ومكه مش بشوفهم مع بعض نهائي.
وإذ بغته اتسعت مقلتيها قليلاً وهي تضع يدها على فمها بصدمه واشارت لياسين :-
ايه دا ؟ يالهوي اي دا ؟
قطب ياسين حاجبيه وهو ينظر للخلف بحيرة وردد :-
ايه فى ايه مفيش حاجه ؟
اشارت له ديجا بيدها وما زالت على صدمتها :-
لا في اهوو هناك روح بس كدا وسيب سجى دقيقه.
نفذ كلماتها ظنً منه ان هناك امراً ما وإذ به يقع بحمام السباحه وتتعالى ضحكات ديجا عالياً وهي تصفق قائلة :-
هييييييييه عملتها فيك احسن.
جز ياسين على اسنانه وهو يتوعد لها وخرج من حمام السباحه لتركض هي هاربه من بضحكات رنانه.
نفض شعره من المياة على وجه سجى وهو يقول بضحكه :-
عجبك كدا يعني فرحانه اوي وبتضحكِ.
ثم صمت ملياً بدا بتفكير وحاوط كتفها واخذها للداخل وهو يقول :-
تعالي يا بنتي ام نغير ، وبعدين نفكر ونخطط سوا؟
تساءلت بفضول :-
نخطط لايه ؟
مال على اذنيها هامساً :- في عيالنا يا حبيبتي.
غطت وجهها بحياءٍ شديد وهي توخزه بجنبه فتأوه بخوفت ليناظر لمار مقبله عليهم بغضب جم ، فزم شفتيه بضيق هامساً باذنه :-
حاسس أن امك هتكلني وتقلبها حما بجد ؟
جذبتها لمار من ذراعه تضمها بحنين وهي تقول :-
ابعد يا عم عن بنتي ؟
" دي حبيبتي ومراتي على فكرة وانا اول واحد حسيت انها فاطمه "
قالها برفع حاجب وغيظ ، فقالت لمار بنفس لهجته :-
وهي بنتي وعايزه أشبع منها انت فاهم....
قاطعتها سجى قائله ببسمه :-
أنت ازاي اتاكدت إني فاطمه ؟
حرك راحته على شعره وهو يقول بصدق :-
انا كنت حاسس بس لكن كنت خايف اطلع في وهم ، لكن يوم الحفله ورد أكدت احساسي وبدانا انا وهي نجمع عنك معلومات..
انهى جملته تزمنًّ مع قدوم ورد التي ضمت سجى قائله :-
سمعتكم على فكرة .. ومتساليش عرفت ازاي لانك بنتي زي ما بنت لمار وانا اكتر وحده كانت بتقعد معاكِ حرفياً كدا مكنتش بسيبك فجأة.
باليوم التالي استيقظ عثمان ولم يجد مكه بحث عنها مراراً وتكراراً دون جدوى ، انقلب المنزل رأسٍ على عقب ، بحث بالخارج بكل مكان قد تتواجد به لكن بات كل شيء بالفشل .
عاد للبيت خائفاً وجلاً وجلس على اقرب مقعد بهم وجملة واحده فقط تتردد بإذنه "هيجي يوم ومش هتلاقيني جنبك ، هتشتقلي ومش هكون موجوده زي دلوقتي ؛ ربنا ياخدني عشان ترتاح مني"
فاضت عينيه بالدمع وهو يضع رأسه بين يديه بينما ولج ياسين ركضاً من الخارج صالحاً :-
مكه انخطفت.
وقف الجميع بهلع يضعون أيديهم على افواههم بصدمه وتوجس ، بينما دفع ياسين بورقه لعثمان فتناولها بعجاله وهو يقرأ بها " لو عايز مراتك بخير ومتخسرهاش تعالى على العنوان دا ولوحدك انت فاهم ، اياك تجيب اي حد معاك.، انا حذرتك كتير وقولتلك سيب القضيه بس أنت مصمم تنفذ اللي في دماغك ودلوقتي هخسرك حياتك تؤ تؤ مش حياتك أنت حياتك هي مراتك اللي معايا ما هي لو راحت أنت هتعيش جثه وبس سلام بإنتظارك واي حركه غدر قصادها حياة الحلوة اللي معايا "
لم تحمله قدميه فانهار على المقعد بقلب يكاد تتوقف نبضاته.
يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل مـــا يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلــــها يا من إليه المشتكى و المفزع
يا من خزائن جوده في قول كن امنن فان الخير عندك اجمـع
مالي سوى فقري إليك وسيلــة و بالافتقار اليم ربي اضـرع
مالي سوى قرعي لبابك حيلــة فلئن رددت فأي باب اقـرع
و من ذا الذي أدعو واهتف باسمه إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك أن يقنط عاصيا الفضا أجزل و المواهب أوسع
•تابع الفصل التالي "رواية دموع العاشقين" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق