رواية مزرعة الغضب الفصل التاسع عشر 19 - بقلم نرمين قدري
الفصل التاسع عشر
قال عاصي وقد تملكه الحزن وهو يعلم أن كل كلمة قالها محمد كان محق فيها ولكن لا يعلم ماذا يفعل :
= روز فين يا محمد علشان خاطر روز عندك قولي هي فين وعملت ايه في الاسبوعين دول وظهرها عامل ايه كان شكلها تعبان اوي وهي خارجة من هنا انا عاوز اطمن عليها بجد القلق هيموتني صدقني يا محمد انا اول مرة اندم الندم ده ممكن بقا تقولي علي مكانها هي فين
- معرفش و متحاولش علشان مش هقولك هي فين
= بس روز مراتي وانا من حقي اعرف مراتي فين
- كانت مراتك انت شكلك بتنسي انك رميت عليها يمين الطلاق قدمنا كلنا و بطريقة مهينه زي اللي تكون عاملة عامله انت أهنت كرامتها وكبريئها قدام الكل
= لاء يا محمد انا رجعت روز لعصمتي اليوم اللي مشت في من هنا روز مراتي و مخرجتش من ذمتي ساعة واحده هي راحت فين أنا لازم ارجعها وارد ليها كرامتها اللي راحت
- وانا اسف يا عاصي معنديش تصريح أن اقولك مكانها بعتذر منك
وفي مكان آخر رن هاتف هبه نظرت حولها تتلفت يمين ويسار وذهبت الي الحديقة تتحدث
_ايوا يا ماهر بتتصل ليه مش قلتلك متتكلمش هنا غير الضرورة انت مصمم نتكشف ولا ايه حكايتك انا لما صدقت بدأت اصلح الأوضاع هنا و خلاص عاصي بقا ملكي
قال ماهر بملل:
+ الموضوع باخ قوي يا هبه وطول زياده عن اللزوم
انتي عاوزة فلوس عاصي
وعاوزة المزرعة عاملة ترتبي وتخطيطي تخلصي من رنا و خالتك ازاي و حكايتك مطوله
انا بقا مالي بده كله
شغلي متعطل لحد حضرتك ما تحققي احلامك اللي شبه مستحيله وانا تحت رحمتك انا بقا مليش دعوة بلعك بتاعك ده كله كل اللي انا عاوزة ورق المناقصات اللي هو دخلهم خشي المكتب و صوري الأوراق دي خليني اخلص انا شغلي كله واقف وفرصه أن عاصي دلوقتي مشغول بيدور علي السنيورة و مش فايق للشغل هو ده الوقت اللي نضرب في ضربتنا و ارجعه يشحت تاني و المزرعة تبقي بتاعتنا
وكل حاجة يمتلكها عاصي هتكون بتاعتي
-ياسلام يا ماهر اديك اللي انت عاوزه و بعدين تخلا بيا
لا يا بابا انت بتحلم مافيش ورق غير لما اخد انا الفلوس واتجوز عاصي وابقي صاحبة البيت ده
+هبه انتي اكيد مجنونه انت علي بال متحققي كل احلامك دي انتي محتاجة الفانوس السحري علشان يحققها اكون انا خسرت كل المناقصات يا هبله افهمي بعد كده مش هتكوني محتاجة تتجوزي عاصي علشان انا اصلا هاخد منه المزرعة وكل حاجة بيمتلكها بمجرد ما عرف المناقصات اللي داخل فيها انا هاخد منه كل التعاقدات
- وانا ايه اللي يضمن ليا أن بعد ما اديك ورق شغله هتكتب المزرعة باسمي
+ اكتب ايه يا ختي باسمك انتي عبيطة ولا شكلك كده بقا انا بقالي سنين بشتغل تحت أيده و اخطط علشان المزرعة تكون باسمك
- امال انت كنت فاكر ايه انا مستحملة العيشة هنا وسط البهائم والريحة المؤرفه و مستحملة رنا وقرفها ولا الحيزبونه الكبيرة بتحكمتها و عاصي اللي فاكر نفسة جاب الديب من ديلة وكأنه لما اخد المزرعة امتلك الكون
ليه علشان بعد كل ده المزرعة ما تتكتبش باسمي بقولك ايه يا ماهر اتقي شري انا لا ليا عزيز ولا ليا غالي انا استغنيت عن ابني اللي في بطني بحبيتين دوا و لا تهزلي رمش يعني ممكن استغني عنك بكلمتين لعاصي تلاقي نفسك برا حياته كلها صيحيح مش هنكر انك ساعدتني كتير لانك عارف اسرار عاصي كلها وعرفتتي اللعب علي نقط ضعفه بس ده يا حبيبي مش مبرر فا خدها مني نصيحة بلاش تلعب معايا انا علشان اللي عاوزه بخده حتي لو غصب و ادي اول واحده غارت من المزرعة الدور علي رنا هي كده ولا كده قلبهلنا حزن و نكد مش هتاخد في ايدي غلوة ولو صلت أن اموتها مش هتردد في داهية بقا ملهاش لازمة اصلا
والحيزبونه مكانها محفوظ وعاصي بعد الجواز ديتها اكله حلوة بقليل من السم و باي باي عاصي و تخلص الحدوته البايخه دي و اكون ارتحت من العيله دي بقا
تنهد ماهر بضيق وقال:
يااااه علي السواد اللي جواكي ربنا يكفينا شرك بس انا هموت واعرف ليه الكره ده كله لخالتك و اولادها مع أن انا معاهم من زمان و شوفتهم قد ايه بيحبوكي ليه يا هبه كل الكره ده رغم أن ظروفك طول عمرها احسن منهم طول عمرك بتاخدي اللي انتي عايزاه
نظرت هبه للفراغ وعلامات الحقد والكره تخرج من عينيها وقالت بغل
امي وخالتي أختين تؤام
خالتي حبت جوزها رغم أن ظروفه ما كنتش قد كده لكن كان عنده حنان وحب يكفي العالم امي لما شافت ازاي جوز خالتي بيحبها غارت منها وحاولت تاخده لنفسها ولكن هو صدها كان بيحب خالتي قوي
بدأت توقع بينهم و تحسسها بظروفها و النقص اللي عندها لكن خالتي الحب كان مغطي عنيها عن أي حاجة نقصاها
امي صممت تتجوز حد غني علشان تفضل تزل في اختها وتحسسها بعجز جوزها وفعلا اتجوزت ابويا من غير حب مجرد بنك وبس بيصرف وهو حس بكده وبدأ يعملها بجفاء لأنها كانت حامل فيا ومكنش ينفع يطلقها كانت أمي عندها كل حاجة بس ما كانتش راضية بحالها و كل مرة تشوف خالتي تحسسها أنها احسن منها
ولكن كانت شايفة معاملة جوز خالتي وازي بيتعامل مع اختها وايه كمية الحب الاهتمام رغم ظروفهم و انا كمان كبرت علي كده شايفة أن رنا متفوقة عليا في كل حاجة حتي حب ابوها ليها اول ما تولدت كان فرحان بيها كأنه جاب نجمة من السما رغم أنه اصلا ماكنش حتي عارف يجبلها اللبن بتاعها كان حته جنايني حقير شغال في مزرعة جد روز
رنا رغم انها قاعده علي كرسي متحرك وانا كنت برمي ليها هدومي القديمة علشان تلبسها قدرت تنجح وتخش كلية العلوم و أنا هبه هانم اللي عندي كل حاجة و الخدم تحت رجلي معرفتش حتي اخد ثانوي عام
ابوها كان بيحبها وانا بابا شايفني غلطة حياته بسببي هو عاش مع امي بطبعها ده عشر سنين أجبر أنه يستحملها ويستحمل طمعها علشاني فكان دايما بيعاملني كنت انا السبب في اللي هو فين حتي بعد ما تقلبت حياه خالتي وجوزها مات دي كانت الضربه الكبيرة ليها حزنت عليه حزن انا عمري ما شوفته علشان كده هي بتكره روز وبتكره اي حاجة تفكرها بجوزها واللي حصله سودت حياه روز و ده كان في مصلحتي عرفت ليه بكرهم علشان انا رغم أن انا عندي كل حاجة بس معرفتش اخلي ابويا يحبني معرفتش اخلي عاصي يحبني معرفتش حتي اخد شهاده ورنا رغم عجزها اخوها كان ظهر ليها كان معها في كل خطوة رغم ظروفهم اتحدوا مع بعض وخالتي اشتغلت وعاصي اشتغل وبدأ اول مناقصة ليه حتي البت العاجزه كانت شغاله من البيت عن طريق النت كان نجاحهم يوم بعد يوم بيزود كرهي ليهم بقا البت العاجزة تاخد شاهده و اخوها بيحبها كررت اخد منها اهم حاجة حضن امها منها و خليت خالتي تحبني اكتر منها بقيت املي ودان خالتي من ناحيتها واقولها انا بحبك انا اللي هشرفك قدام الناس انتي دلوقتي غير زمان انتي محتاجة بنت تكون قدام الناس وهي من كتر ما هي طيبة بقت تصدقني وتعمل كل اللي قلت عليها هبله بقا متعرفش أن انا اول واحده هبعها مكانها في دار المسنين محجوز من سنه هبله بقا ربنا يعنها تتحمل نتيجة طيبتها
وفجاءة فاقت علي قلم يهوي علي وجهها بشده التفتت هبه لتجد خالتها قد سمعت كل المكالمة الهاتفية نظرت لها خالتها والدموع تنهمر من عينيها وقالت:
+ليه ليه انتي انا فضلتك علي اولادي ليه يا هبه انا خربت بيت عاصي علشان تكوني انتي مراته
كسرت فرحة رنا علشانك ليه يا هبه انا كنت معتبراكي بنتي ليه الكره ده كله
قالت هبه بصوت جهوري
- علشان كل نجاح ليكم بيحسسني اد ايه انا حد فاشل نجاح رنا بيوريني خيتي رنا العجزة بقت معاها شهاده وانا لأ ،
رنا اللي كانت بتاخد حاجتي بعد مزهق منها وارميها. كل اللي يشوفها بيحبها وانا هبه هانم محدش شايفني اصلا
قالت رنا من خلفها :
+ وانا عمري ما حسستك بده انتي اللي كل مرة كنتي متعمده تحسسيني بعجزي وانا ما كنتش برد عليكي ولا بقولك بتقولي ايه ولا بتعملي كده كنت بصبلك و اسكت
اقتربت منها هبه بغل وقالت :
- علشان اللي زيك مش لازم بعيش انتي لازم تموتي علشان انتي مش احسن مني لازم تموتي موتي وبدأت تحاول أن تخنق رنا من عنقها تحت صراخ أمها جري عاصي ومحمد عليهم محاولت انتزاع هبه من علي رنا التي كانت تسعل بشده
احتضن عاصي رنا وقال لها بخوف شديد:
= حببتي انتي كويسة فيكي حاجة
هزت رنا رأسها أنها بخير
التفت عاصي نحو محمد وقال :
= خد رنا وماما من هنا يا محمد
محمد كان يمسك هبه حتي لا تفلت منه
قال محمد وهو ينظر اتجاه عاصي:
- ناوي على ايه يا عاصي بلاش تعمل حاجة تضيعك
قال عاصي وهو يأخذ هبه من يد محمد:
+ متقلقش عليا انا هعمل الصح اللي كان مفروض يتعمل انا بقالي مده مراقبها ومسجل كل مكلمتها مع الحيوان التاني اللي زمان الشرطة قبضت عليه خلاص
و اخد هبه وحبسها في زريبة الحيوانات واغلق عليها النور وسط صراخها تركها وسط الحيوانات ثلاثة أيام بدون طعام أو ماء كادت تختنق من الرائحة الكريهة المنبعثة منها ومن الحيوانات
اتصل عاصي بمصحة نفسية و أحضرت سيارتها واخدت هبه
وفي القاهرة اندمجت روز وحياتها الجديدة وبدأت تتأقلم عليها عجبها شغل التدريس في الجامعة اختلفت حياتها عن حياة المزرعة بدأت تهتم بملابسها وشكلها الاجتماعي وكانت محل اعجاب لكثير من زملائها ولكنها كانت تتجاهل نظراتهم مر شهر و روز تعمل واخر اليوم ترجع منزلها تغلق بابها وتستعيد ذكرياتها
ولكن كل يوم تشعر بأجهاد شديد قررت الذهاب الي الطبية لمعرفة سبب الإجهاد المستمر ولكنها زفت ليها خبر حملها
•تابع الفصل التالي "رواية مزرعة الغضب" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق