رواية تاني حب الفصل السادس 6 - بقلم ملك ابرهيم
هزت فريدة راسها بالايجاب وخرجت سميحة من الغرفة وبكت فريدة مرة تانيه وهي بتحاول تقنع نفسها ان حكايتها مع كامل خلاص انتهت وهو دلوقتي ابن عمها وبس ولازم تتعود تعيش من غيره وتشيل حبه من قلبها.
-------
صباح اليوم التالي.
كانت فريدة صاحيه من بدري وتقريبا منمتش طول الليل وهي بتبكي ومش قادرة تصدق اللي كامل قاله عليها وصدمتها فيه كانت أكبر واول صدمة في حياتها وفي النهايه قررت انها تسمع كلام مرات عمها وتهتم بدراستها ومستقبلها وتتعامل مع كامل علي انه ابن عمها وبس. طبعا الفكرة نفسها كانت بالنسبه لها صعبه وشبه مستحيله بس كلام كامل وجعها وكسر قلبها وكانت لازم تسترد كرامتها قدام نفسها وتعرف قيمتها وزي ما مرات عمها قالتلها ان مفيش حد يستاهل انها تضيع حياتها عشانه ولازم تبدأ بداية جديدة.
بصت في الساعه وكانت 6 صباحا ولسه بدري على ميعاد الجامعه. وقفت تفكر تعمل ايه في الوقت ده مفيد غير انها تفكر في كامل وعايزة تعود نفسها متفكرش فيه تاني وتخرجه من حياتها ويبقى فعلا بالنسبه ليها ابن عمها وبس.
فتحت خزانة الملابس بتاعها وهي بتفكر وخرجت لبس رياضي وقررت انها تنزل تجري وتخرج الوجع اللي جواها في الرياضة.
غيرت لبسها ورفعت شعرها لفوق واخدت الايربودز بتاعها عشان تشغل اغانيها المفضله وخرجت من غرفتها ونزلت على تحت ودخلت المطبخ لانها عارفه ان مرات عمها بتصحى بدري وبتحب تجهزلهم الفطار بنفسها.
فريدة: صباح الخير يا طنط.
ابتسمت سميحة وبصتلها ولقتها نازله لابسه لبس رياضي وواضح عليها التعب والاجهاد: صباح الخير على اجمل بنت في الدنيا.
قربت منها فريدة وقبلتها من خدها وقالتلها: هستأذنك اروح اجري شويه عايزة ابدأ يومي بدري.
سميحة بحنان: ماشي يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك.
ابتسمت فريدة وقبل ما تتحرك وقفتها سميحة تاني: استني يا فريدة خدي مايه معاكي.
ضحكت فريدة: انا كنت ناسيه المايه.. شكرا يا طنط ربنا يخليكي ليا.
ابتسمت لها سميحة وهي حاسه بالوجع اللي فيها وعارفه انها بتحاول تخرج وجعها وحزنها في اي حاجة.
خرجت فريدة من البيت وهي بتستعد تبدأ يومها بنشاط.
مشيت وهي بتستمتع بالهوا البارد وراحت للمكان المخصص للجري في الكومباوند اللي ساكنه فيه.
اكتشفت ان في عدد كبير من الناس هنا بيبدؤ يومهم بالرياضه وكانت حاسه بالراحة جدا في المكان وسط الخضره وريحة الزهور اللي حواليها في كل مكان، اخدت نفس عميق بارتياح وخرجت معاه كل الوجع والحزن اللي جواها وشغلت الاغاني اللي بتحبها وبدأت تجري.
بقلمي ملك إبراهيم.
في البيت صحيت شهد وراحت غرفة فريدة تطمن عليها وتسألها هتروح معاها الجامعه النهارده ولا لأ.
خبطت كتير على غرفتها وملقتش رد قلقت عليها وفتحت الباب واتصدمت لما لقت الغرفة مترتبه وفريدة ملهاش اثر. خافت ان فريدة تكون عملت مصيبه تاني واتوقعت انها مكانتش نايمه في البيت زي المره اللي فاتت وجريت على غرفة مامتها وملقتش مامتها برضه وراحت علي غرفة اخوها وخبطت بقوة وفتح لها كامل بقلق وهو بيكمل لبسه عشان يروح شغله.
شهد: كامل انا مش لاقيه فريدة في اوضتها وشكلها مكانتش نايمه في البيت الليلة دي كمان!
بصلها بصدمة وافتكر مكالمة عمه واتوقع ان فريدة سابت البيت وخرج بسرعه من غرفته على غرفة فريدة واول حاجة عملها انه فتح دولاب اللبس بتاعها عشان يتأكد هي اخدت لبسها ولا لأ وارتاح لما شاف لبسها وكل حاجاتها مكانها.
اتكلمت شهد بقلق: هنعمل ايه دلوقتي يا كامل ؟
زعق كامل بعصبيه وهو حاسس انه خلاص هيتجنن من عمايل فريدة: انا زهقت منها ومن عمايلها وحقيقي مش عارفه اعمل معاها ايه.
خرج من غرفة فريدة وشهد ماشيه وراه قلقانه ونزلوا على تحت وكانت مامتهم جهزت الفطار.
كامل قرب من مامته واتكلم معاها بغضب: شوفتي يا أمي عشان تعذريني لما قولتلك ان فريدة عمرها ما هتتغير.
سميحة مكانتش فاهمه هو يقصد ايه وسألته بقلق: في ايه ياكامل انا مش فاهمه حاجة! فريدة عملت ايه؟
اتكلمت شهد بقلق: فريدة مش موجودة في البيت يا ماما وشكلها مكانتش نايمه في اوضتها من امبارح.
بصتلهم سميحة بغضب: فريدة فعلا مش موجودة في البيت دلوقتي بس كانت نايمه في اوضتها طول الليل ومخرجتش من البيت غير الصبح بدري..
بصت ل كامل وكملت كلامها: وخدت اذني قبل ما تخرج.
كامل بص لمامته بصدمة وسألها: خرجت راحت فين الصبح بدري كده؟!
سميحة: راحت تجري.
هز كامل راسه وقال بسخرية: وطبعا هنلاقيها راجعه بمصيبه دلوقتي!
سميحة بنبرة حادة: كامل .. انا مش هسمحلك تدخل في حياة فريدة تاني.. انا اتكلمت معاها امبارح وفهمتها ان موضوعكم انتهى وخلاص خلصنا ملكش دعوه بيها تاني وانا المسؤوله عنها.
كامل اتصدم لما مامته قالتله انها عرفت فريدة ان موضوعهم انتهى.
اتكلمت شهد بصدمة: موضوعهم انتهى يعني ايه يا ماما؟
بصتلها مامتها وقالت: يعني كامل وفريدة مش هيتجوزوا يا شهد وخطوبتهم انتهت خلاص.
بصت شهد ل كامل وسألته: ليه كده يا كامل دا انت وفريدة بتحبوا بعض من زمان.
سميحة بغضب وهي بتبص ل كامل: ده كان قرار كامل يا شهد وهو اللي اختار كده وفريدة احترمت قراره وان شاء الله ربنا هيعوضها بلي يحبها ويستحملها بكل مشاكلها.
كامل بص لمامته بصدمة لما قالت بكل بساطة ان فريدة ممكن تقابل واحد غيره ويحبها وياخد مكانه في قلب فريدة وحياتها، مجرد التفكير ان ده ممكن يحصل جننه، طول عمره وهو عارف ان فريدة له هو ومستحيل تكون لحد تاني، طب ليه اخد القرار ده وكان شايف انه صح وانه مش هيكون مرتاح لو كمل مع فريدة واكتشف دلوقتي انه مستحيل يوافق ان فريدة تكمل مع غيره!
كملت سميحة كلامها وهي بتقوله: على فكرة فريدة سمعت كل كلامك معايا امبارح وعشان كده اتصلت بـ باباها وكانت عايزة تمشي من البيت بس انا رفضت انها تخرج من البيت هنا لانه بيتها زيك وزي اختك بالظبط.
بكت شهد بحزن وقالت: ليه كده يا كامل دي فريدة بتحبك اوي وانت كمان بتحبها.
سميحة بغضب وهي بتبص لابنها اللي كان شارد ومصدوم من الكلام اللي بيسمعه: كامل عارف مصلحته يا شهد.
كامل اتصدم اكتر لما عرف ان فريدة سمعت كلامه عنها يعني كده هو وفريدة موضوعهم انتهى رسمي وقراره ده مبقاش ينفع فيه رجوع، كان متلخبط وحاسس انه اتسرع في قراره ده وانه ميقدرش يعيش من غيرها وكان لازم ياخد وقت اكتر يفكر.
في الوقت ده دخلت فريدة البيت وهي بتبتسم وكلها طاقه وقلبها طبعا دق اول لما شافت كامل قدامها وكان لازم تبتسم اكتر وهي بتقرب منهم عشان تثبتله ان كلامه موجعهاش وموضوعهم اللي انتهى مأثرش فيها.
فريدة بابتسامه: صباح الخير.
لاحظت التوتر اللي بينهم وبكاء شهد وغضب مرات عمها وكامل اللي بيبصلها بنظرة غريبة اول مرة تشوفها في عينيه.
فريدة: في ايه؟
ردت عليها سميحة: مفيش يا حبيبتي اطلعي يلا غيري هدومك بسرعه وانزلي عشان تفطروا قبل ما تروحوا الجامعه.
هزت فريدة راسها بابتسامه واتحركت عشان تطلع على غرفتها وبعدين وقفت مكانها وافتكرت الدبلة بتاعها وخرجتها من الجاكيت اللي كانت لبساه ورجعت تاني بخطوات مرتبكة وحاولت تظهر قوتها وثقتها في نفسها ووقفت قدام كامل.
كامل بصلها من غير ما يتكلم وهرب كل الكلام قصاد عينيها ولأول مرة يحس ان مش من حقه يتأملها ويبص في عينيها.
اما فريدة قلبها كان بيدق بسرعه وذكريات كتير جمعتهم كانت بتظهر قدام عينيها وقلبها مش قادر يصدق انه المفروض ميدقش ل كامل تاني وصوت كامل وهو بيتكلم عليها مع مامته وكل كلمة قالها كانت بتتردد جواها تاني وكأنها سكينه بتقطع في قلبها اللي لسه بيدق ليه.
رفعت ايديها قدام عينيه بالدبلة بتاع خطوبتهم وعيونها كانت بتلمع بالدموع مع ابتسامه مزيفه على شفايفها وهي بتقوله: اتفضل دبلتك يا كامل.. انا عارفه اني خلعتها من ايدي كتير وكنت بلبسها تاني.. بس دي هتكون اخر مرة اخلعها لاني مش هلبسها تاني.
مسكت ايديه وفتحتها وحطت الدبلة جواها وهو واقف قصادها مصدوم ومامته حزينه عليهم وشهد بتبكي.
هربت دمعه من عيون فريدة وهي بتقفل ايديه علي الدبلة وقالتله: وشكرا يا كامل على كل اللي عملته عشاني من واحنا صغيرين.. انا عارفه اني تعبتك كتير وعملتلك مشاكل اكتر.. شكرا على كل حاجة يا ابن عمي.
خلصت كلامها واتحركت من قدامه بسرعه قبل ما تبكي ويظهر ضعفها قدامه. شهد طلعت وراها وهي بتبكي عشانهم وسميحة طلعت على غرفتها وهي كاتمه في قلبها حزنها. كامل فضل واقف مكانه وماسك الدبله في ايديه وحاسس انه خسر كل حاجة فعلا وانه اتسرع في قراره بس خلاص مبقاش ينفع الرجوع.
بقلمي ملك إبراهيم.
بعد اسبوعين.
البيت اصبح كله حزين والضحك والدوشه اللي كانت فيه انتهت.
فريدة كانت بتقضي يومها بين الجري الصبح والجامعه وترجع البيت تذاكر وتفضل قاعده في غرفتها ساكته بالساعات.
كامل كان بينزل شغله كل يوم بدري ولما يخلص شغل يفضل يلف بالعربيه وهو لسه محتار ومش عارف القرار اللي اخده ده كان صح ولا غلط بس اللي كان عارفه ومتأكد منه ان حياته اصبحت فاضيه وممله بعد ما خطوبته هو وفريدة انتهت.
سميحة كانت بتتابع كل اللي بيحصل بحزن لكنها كانت ساكته وسايبه الايام تثبت لـ كامل ان قراره كان غلط وانه بيحب فريدة.
شهد كانت دايما بتحاول تشغل فريدة بأي حاجة عشان تخفف عنها الحزن وكان نفسها فريدة ترجع زي الأول بشخصيتها المرحة المنطلقه المجنونه اللي كانت بتخلي للدنيا طعم.
--------
في مكتب كامل قبل ما ينتهي ميعاد شغله دخل العسكري وبلغه ان في انسه واقفه برا بتسأل عليه وبتستأذن عشان تدخل.
كامل قلبه دق بسرعه وتخيل انها فريدة وطلب من العسكري انه يدخلها بسرعه.
عينيه كانت على الباب وهو منتظر دخول فريدة عليه بصراخها وهي بتبكي وعامله مشكله جديده من مشاكلها.
كان في ابتسامه على شفايفه وهو في انتظار دخولها وفورا اختفت الابتسامة لما دخلت مها بمنتهى الهدوء وقربت منه وهي بتبتسم برقه.
مها: مساء الخير.. انا كنت عند بابا وجيت اسلم عليك قبل ما امشي.
وقف كامل وبادلها السلام بالايد ورحب بيها.
كامل بابتسامه هاديه: اهلا وسهلا اتفضلي.
قعدت مها وقالت برقه: خايفه اكون عطلتك عن شغلك؟
كامل: ابدا.. تشربي ايه؟
مها: شكرا انا شربت في مكتب بابا.. ايه رأيك تعزمني على الغدا برا.
كامل سكت شويه وهو محتار، مها حست بالاحراج وقالت: انا اسفه لو مشغول النهارده ممكن نأجلها وقت تاني.
كامل حس انه احرجها واتكلم بسرعه: لا ابدا مش مشغول ولا حاجة انا بس كنت بفكر نروح نتغدا فين.
ابتسمت مها وقالت: انا اعرف مكان حلو جدا وواثقه انك هتحبه.
هز كامل راسه بالايجاب وقال: تمام يلا بينا.
قام معاها واخدها في عربيته وراحو المكان اللي اختارته وكان المكان هادي جدا ويشبه شخصية مها.
كامل دخل المكان وهو بيبص حواليه وشايف الشبه الكبير اللي بين روح المكان وبين روح مها وافتكر فريدة والاماكن اللي كانت بتحب تروحها واللي كانت طبعا بتشبه روح فريدة المرحة الشقيه.
شاورت مها قدام عينيه وخرجته من أفكاره وشروده: إيه روحت فين!
ابتسم كامل وهو بيبصلها وللحظه شافها فريدة بشقاوتها وحركاتها المجنونه اللي كانت دايما بتجننه في كل مكان يخرجوا فيه. ابتسم وهو بيبصلها واتكلمت مها بخجل بعد ما لاحظت تأمله فيها: كامل انت بتبصلي كده ليه؟
فاق كامل علي صوتها وشافها مها اللي قدامه مش فريدة زي ما كان بيتخيل وبص حواليه واتكلم: المكان هنا هادي اوي.
ابتسمت مها واعتقدت انه كان بيتأملها بأعجاب وحب ولما سألته بيبصلها ليه حاول يغير الموضوع..
مها: المكان ده من الاماكن المفضله عندي ودايما كنت باجي هنا مع بابا وانت اول حد غير بابا يجي معايا هنا.
كامل فهم من كلامها انها بتقصد انه شخص مهم في حياتها ونظراتها وكلامها كانوا بيأكدوا ان في جواها مشاعر اتجاهه.
مش هينكر انه اول ما اقابلها واتعرف عليها كان في جواه مشاعر اعجاب وانبهار بيها ولحد ما اخد قرار انه ينهي موضوعه هو وفريدة وبدأت كل مشاعره تتلخبط ومبقاش عارف هو عايز ايه!
عايز فريدة اللي بيعشقها وشخصيتها المجنونه المرحة ومشاكلها الكتير اللي كانت بتجننه.. ولا عايز مها بعقلها الكبير وافكارها اللي بتشبه افكاره وشخصيتها الهادية.
كان في صراع بين قلبه وعقله ومشاعره كلها كانت متلخبطه... بقلمي ملك إبراهيم.
...
•تابع الفصل التالي "رواية تاني حب" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق