رواية مزرعة الغضب الفصل الثالث 3 - بقلم نرمين قدري
الفصل الثالث
وفي داخل الفيلا نظر عاصي ولدته نظرة عدم رضا وقال:
-ماما انا عارفة كل اللي حضرتك عاوزة تقوليه بس من فضلك علشان انا مش حابب اكسرلك كلمة من فضلك ما ما تدخليش في الموضوع ده وسبيني مني ليها احنا اللي شوفنا بسببهم مش شوية
= بس البنت ملهاش ذنب في اللي حصل زمان صحيح انا بكرهم كلهم لكن براحة عليها لحد ما نعرف الشرط اللي ابوها حاطه في الوصية
- واحنا كمان ما كنش لينا ذنب وانا مش فاهم انتي مهتمة قوي بلشرط ده ليه انا كده كده اشتريت مزرعة وخلاص وهي هتشتغل عندي
= لاء أوعا تستهون برضوان ابدا رضوان مش بيعمل اي خطوة مش محسوبه لما جه اختارك انت بلذات علشان تشتري المزرعة بتاعة كان عارف بيعمل ايه
بص يا عاصي رغم علامك و شهاداتك قدر رضوان يخدعك ويخبي عليك الشرط اللي في عقد أن انتقال مليكة المزرعة مربوط بلوصيه اللي كاتبها
اجاب عاصي بستهزاء:
- وايه يعني ليكن ما يكون المزرعة بتاعي
= لا متستهونش قوي كده ممكن يكون حاطط شرط أن البنت الفلاحة دي تكون هي المديرة هنا وكل حاجة تمشي بموافقتها الاول،
رضوان مش سهل ومش هيرمي بنته كده من غير ما يكون مأمن لها حياتها روز كانت روح رضوان اكتر حد حبه استحاله ما يكونش مأمنها
رفع عاصي حاجبية وظهر علي وجه علامات القلق وقال:
- تفتكري يا ماما دي تبقي مصيبة لو اللي قولتيه صح
قالت رنا و وهي تمسح دموعها:
+ عاصي احنا عشنا حياة الظلم وعرفنا اد ايه صعب ليه عاوز تعيش روز نفس اللي عشناه خد بالك هي مش هقدر تستحمل اللي احنا استحملناه احنا كنا مجبرين نتحمل كبرنا علي كده بمعني اصح اتعودنا. انت بقيت مهندس زراعي و انا خريجة كلية العلوم
لكن هي مش هاتقدر روز كبرت في حياه مرتاحة متعرفش يعني تجوع مرة وتاكل مرة روز دكتورة مش حته فلاحة زي ماما ما قالت عليها
نظر لها عاصي وهو يستعد للخروج وقال:
- لازم تقدر و تتعود علي وضعها الجديد يا رنا زي ما احنا رضينا بس الصبر حلو لسة اللي جاي احلي تصبر عليا بس بنت رضوان كله في اوانه حلو
دخلت روز غرفتها وعلي وجهها علامات الغضب والكره أخرجت هاتفها من جيب بنطالها واتصلت علي المحامي وقالت بأسلوب أمر حتي لا تفتح مجال لاي أحاديث:
- صباح الخير استاذ فؤاد لو سمحت المالك الجديد وصل ممكن حضرتك تحدد معاد علشان نفتح الوصية
وصحيح انا فكرت في كلامك و اقتنعت اسيب هنا خالص و اسافر بس حضرتك ياريت تكلم صاحب المزرعة يجبلي باقي حسابي من البيع علشان الاستاذ بيقول مهطرات انا مش فاهمة معناه فا ياريت حضرتك اللي تتعامل معاه مش انا
تنهد فؤاد وكأنه علي علم بالقادم وقال:
_ ماشي يا بنتي اهدي بس وكل حاجة ليها حل انا هكلمك البشمهندس عاصي و هاخد منه معاد علشان نخلص
- ماشي يا استاذ فؤاد بس ياريت يكون في اقرب وقت لان مش مستحملة القعده هنا خلاص
- ربنا يقدم اللي في الخير يا روز
أغلقت روز هاتفها ثم نظرت إلي ساعة يدها واطلقت شاهقه مكتومه وجرت مسرعة فكان معاد تغير دماضة الحمام التي كسر جناحها اول امس
دخلت روز علي عجل دون أن تنتبهي من الذي يقف في اخر حظيرة الطيور يتطلع علي اشكال وانواع الطيور. المختلفة
حملت روز الحمامة الصغيرة وهي تبتسم وقالت لها بحب:
عارفه أن انا اتاخرت عليكي معلش سامحني يومي كان طويل بس انتي خلاص بقيتي تمام عارفه انهم كسرو جناحك زي ما انا كمان اتكسرت بس تعرفي مش لازم تستسلمي لازم تخفي وترجعي تطيري تاني وانا كمان اوعدك أن مش هستسلم و هطير من هنا خالص وابداء حياة جديدة في اي مكان بعيد مع ناس جديدة لا يعرفوني ولا اعرفهم صحيح يعز عليا المكان هنا انا اللي عملت كله ده بس ما بليد حيله
ثم أكملت وهي تمسح دموعها وغير مباليه بمن يسمع حديثها مع الحمامة و مستمتع بضعفها وقالت؛
-بس تعرفي انا مش فاهمة ليه بابا اختاره هو بلذات علشان يبع له المزرعة و ليه بابا ما قاليش حكاية البيع دي وياتري ايه الشرط اللي بابا حطة في الوصية
ثم نظرت للحمامة بابتسامة عريضة وقالت :
ما علينا شكلي اتجننت وعماله اتكلم مع حمامه المهم أن انا كمان هطير زي ما هي هطير
ولكنها سمعت صوت يأتي من خلفها ويقول بثقة:
=نجوم السما اقربلك من حلم انك تطيري انتي هنا تحت رحمتي وبس وملكش خلاص مني
التفت روز لمصدر الصوت وقالت؛
انت ايه اللي مدخلك هنا هنا بلذات انا منعه اي حد يخش في عصافير من سلالة نادرة لو طارت هنخسر فيها كتير ولازم تكون عارف. مش علشان اشتريت المزرعة يبقي ليك الأحقية تخش اي حته في اي وقت لاء يا بشمهندس كل مكان هنا وليه وقت لزيارته
اجاب ببرود تام :
- ها خلصتي كلام بصي بقا يا شاطرة انا اخش في المكان اللي يعجبني في الوقت اللي يعجبني واظن من حكم في ماله ما ظلم واتفضلي روحي غيري هدومك وشكلك الغريب ده علشان المحامي علي وصول بصراحة أنا مشفتتش حد بالمنظر و طريقة اللبس دي الفلاحين اللي شغالين في الأرض لبسين احسن من كده
نظرت له روز نظرات مفعمة بلغضب وتجاهلت كلامه وتركته ورحلت
دخلت روز غرفتها ومازلت ملابسها في الحقائب لم تفرغها في الخزانه فقد اشتاقت لغرفتها و سريرها وكل محتويات غرفتها فاهي كانت عاشقة لغرفتها الورديه فاهي من قامت بدهان الغرفة بنفسها وتعليق ورق الحائط المزغرف عليها أدمعت عينيها ألقت تنهديدت حزن و دخلت الحمام تغتسل وكلماته ترن في اذونها علي مظهرها الخارجي الغير مهندم فاهي فعلا لم تكن تلفتفت يوما بطريقة لبسها أو تسريحة شعرها فاهي في معظم الأوقات. رفعة عاليا ومخفي تحت كاب علي رأسها
خرجت من الحمام ورمت كلامه عرض الحائط وارتدت ملابس أخري مريحة لا تمد الانوثه باي مظهر ولم تضع علي وجهها اي نوع من مساحيق التجميل ولكن كان جمالها طبيعي من حضن الطبيعة جمال هادء خلاب يسرق النظر دون مجهود
وعلي النحو الاخر تدخل المزرعة فتاة في كامل زينتها وكأنها خارجة من عرض لافخم الازياء والاكسسوارات تتطاير منها رائحة العطر تعبق المكان تدخل بسيارتها وهي تتأفف من الحر تقابل في طريقها روز وهي تمشي علي استعجال تحدث نفسها كالعاده تنده عليها بصوت متعجرف:
انت يا يا انت اللي ماشي هناك ممكن سؤال
استشاط روز أنها تحدثها بصيغة المذكر التفتت ونظرت لصاحبة الصوت وقالت وهي تزفر أنفاسها بغضب وتجز علي اسنهانها:
- نعم اي خدمة يا سكر
قالت صاحبة الصوت بعجرفه:
= معلش انا شكلي توهت في مغارة علي بابا دي، انا عاوزة اوصل لفيلا عاصي بس بقالي ربع ساعة عماله اخش من مكان اطلع من مكان تاني وكاني في جنينة حيوانات والريحه تقرف معرفش انتم ازاي مستحملين تعيشوا هنا وسط الدبان والروائح المقرفة دي
نفخت روز بشده وقد نفذت كل ذرة صبر لديها وقالت :
- حضرتك هتمشي علطول هتلاقي الفيلا في وشك اوك سلام
•تابع الفصل التالي "رواية مزرعة الغضب" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق