رواية مزرعة الغضب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم نرمين قدري
الفصل الثالث عشر
انا خلصت يا روز روحي غيري بسرعة
لن تتلفت له وجرت مسرعة تبدل ملابسها ولكنها وهي تجري سقط منها الفستان من تقله
قام عاصي وقفا وهي شهقت وجرت مسرعة نحو الحمام
ضحك عاصي علي تصرفها الطفولي وكأنه مازلت تعيش بقلب الطفله و وكان الطبيعة حفرت بداخلها جمال رباني لا يرضخ لتشوهات الزمان
وفي الداخل ظل وجه روز تسوده حمرة الخجل وظلت تجلس داخل الحمام مده لاباس بها فخجلها مما حدث منعها من الخروج
اقترب عاصي من باب الحمام وطرق عليه وقال :
-خير يا روز انتي ناوية تابتي جوا اخلصي انا عاوز ادخل الحمام
فتحت روز الباب ولم تنظر له وهو أيضا تعامل معها وكان لم يحدث شيء
توجهت روز نحو الأريكة الموجوده بقرب السرير و نامت عليها
خرج عاصي من الحمام و جدها تستلقي علي الأريكة نظر عاصي لها ورفع حاحبية وقال :
-بصي يا روز علشان بس الوضع ده شكلة مطول انتي دلوقتي مراتي يعني تتصرفي علي هذا الاساس
رفعت الغطاء من عليها وقالت :
+مش فاهمة قصدك ايه ؟
-قصدي انك تتعاملي براحتك هنا يعني تعملي اللي انتي عايزاه من غير . كسوف واول حاجة لازم تتعودي عليها هو. إن مينفعش تنامي علي الكنبه اولا علشان تتعودي أن مكانك علي السرير غير أن لو حد دخل فجاءة و شافك علي الكنبة. شكلنا هيكون مش حلو
+ بس اظن يا عاصي أن مينفعش. حد يخش من غير ما يخبط علي الباب
ضحك عاصي وقال ؛
- بس هبه تتوقعي منها أي حاجة
+ كويس انك فتحت الموضوع علشان انا كنت ناوية اتكلم معاك بخصوص هبه هي قاعدتها هنا مطوله
قال عاصي. مستفهما:
- مش عارف!! بس ليه؟؟
+ اولا قاعدتها ملهاش اي لازمة هنا غير أن انا مش ناوية اسكت لها علي طريقتها المستفزة معايا بجد أسلوبها لا يطاق
جلس عاصي علي حرف السرير وقال لها :
- بصي يا روز هبه حياتها كلها. ملغبطة ابوها وامها منفصلين كل واحد منهم اتجوز وشاف حياته مسالش فيها وهي بتقعد عند كل واحد فيهم شوية
وباقي الايام بتقعد عندتا تقريبا كده مقيمة معانا
- وانا مش مجبرة يا عاصي استحمل عقدها النفسية دي تروح تتعالج بص مطلعهوش عليا علشان انا اخر ذرة صبر عندي تقريبا خلصت
زفر عاصي انفاسة وقال بضيق وكان أسلوبها في صيغة الامر استفزة :
+ بقولك ايه يا روز اوعي تنسى انا هنا صاحب البيت وانا اقول من يقعد ومين يمشي اوعي تنسي انك هنا ضيفة فترة بتقضيها و ماشيه لكن هبه هنا صاحبه مكان بحكم انها قاعده معانا وخدي بالك امي بتحبها زي رنا يعني الي يزعل هبه كأنه زعل امي و اللي يزعل امي انا بعتبر ربنا ما خلقه من اصله
قامت روز واقفة وقالت بغضب :
- ايه ايه حيلك حيلك في ايه لكل ده اهدي علي نفسك كده ومش لازم كل ساعة تفكرني أن مش صاحبة البيت علشان انا عارفة ده كويس و لو نسيت الست ولدتك هتفكرني والبرنسيسة اللي بدافع عنها مش متوصيه بتفكرني بده كل دقيقة و يكون في علمك انا مش هسكت لاي حد يدوس ليا علي طرف كله الا كرمتي انا مش قليله واظن انت عارف انا مين كويس وبكون بنت مين وجدي مين ولا ايه
ذاد غصب عاصبي عليها ومسك يدها بقوة مما جعلها تتالم وقال بحده :
+كنتي بنت مين لكن دلوقتي انتي ضيفة ملكيش مكان وانا لو قلتلك مع السلامة في اي وقت هتكوني في الشارع مش مهم كنتي ايه المهم دلوقتي انتي ايه والمكان ده مكاني انا واهلي
جذبت يدها منه بقوة وقالت:
- وانا سيبهولك اشبع بيه وتركته وخرجت من الغرفة
جري وراها عاصي وجذبها من يدها وقال بحده:
+ انتي ازاي تخرجي من الاوضة بالمنظر ده اياكي رجلك تخطي برا الأوضة بعد كده بلبس البيت أو البيجامة
جذبت ابدها ونظر ته له بغضب ولكنها خرجت من الفيلا دون أن تنظر له ورمت بكلامة عرض الحائط
وقف عاصي مكانه وقد تملك منه الغضب
ابتسمت هبه من بعيد فقد شاهدت كل ما حدث بينهم واقتربت من عاصي تبخ سمها في أذنه تقالت بمكر :
= ايه يا عاصي ماالك واقف كده وسايب عروستك لوحدها بذمتك ده يوم ينفع وتخرج و نسبها ايه لحقت تزهق منها بالسرعة دي
جذ عاصي علي اسنانه وقال:
+هبه لو سمحتي ملكيش دعوة بالي بعمله ادخل اخرج انا حر خليكي في حالك وياريت ملكيش دعوة. بروز خالص
لمحت هبه خالتها تاني من بعيد
تصنعت البكاء وقالت بصوت مرتفع باكي :
= ليه كده يا عاصي انا قلبي عليك ليه المعاملة الوحشة دي لو مش عاوزني هنا قول وانا اخد هدومي وأخرج
بس بلاش تحسسني اني تقيله لحقت تمليك من ناحيتي وتقسي قلبك عليا انا كنت عملتها اي بس علشان تعمل معايا كده
اقتربت خالتها بفزع من حاله هبه وقالت بخوف:
- هبوب مالك يا قلبي من زعلك بس
قالت هبه ببكاء مصتنع
= مافيش يا خالتوا بص واضح أن انا تقيله علي العروسة حقها عاوزة تكون هي ست البيت وتتحكم وتقول مين يقعد ومين يمشي
ظهرت علامات الغضب علي وجه خالتها وقالت:
- مين دي اللي ست البيت هي ناسيت نفسها ولا اية احنا مقعدنها شفقة علشان متترميش في الشارع لكن هتزودها والله ما هبقي علي اي حاجة ولا أنها مرات عاصي و هنشوف مني وش هي مش هتحبه
نظر لهم عاصي و زفر انفاسة بضيق وقال:
+بصي يا امي روز مراتي واللي يزعلها يزعلني و هبه عماله تخترع قصص وتعشها روز لا شغاله دمغها بهبه ولا بالي بتعمله روز عندها الأهم من ده روز دكتورة و حياتها كلها شغل معندهاش وقت تضيعة في كلام فارغ وهي عارفه حدودها كويس وعارفة أنها ضيفة لفترة هنا و علشان اريحكم روز سابت الفيلا كلها وراحت تقعد في الاوضه اللي في اخر الجنينة علشان انا لسة مفكرها بكلام ده كله
نظرت هبه خالتها و علي وجهها شبه ابتسامة
قالت هبه بزعل :
= .قصدك ايه يا عاصي أنها دكتوره ومعندهاش وقت وانا اللي هايفة و معنديش حاجة تشغلني و شغله دماغي ياي ياجة
يرضيكي كده يا خالتوا عاصي يقول عليا كده
قالت خالتها :
- خلاص يا هبه بقا متزودهاش وروحي نامي وانت يا عاصي خد بالك ما ينفعش مراتك تبات انهاردة برو أوضتكم عيب قوي في حقك
قال عاصي بغضب؛
- انا اعملها ايه ما كل حد هنا مصمم يحسسها أنها ضيفة مش مرغوب فيها وأن اننا كلنا نقعدنها بدل ما تترمي في الشارع ولولا شرط الوسيه كان ومنها في الشارع فعلا
مش هي دي الحقيقه يا عاصي ولا احنا بنتبلي عليها
ماشي يا امي وهي ريحتكم خالص من الحقيقة دي انا طالع انام علشان جبت اخري
+ يعني هتسبها بتبات هناك
قال لها و هو يصعد الدرج السلم :
-لو عندك حل اعمليه انا هنام علشان مزعلش حد مني
وعند روز دخلت غرفتها وعلي وجهها دموع
فروحها قد كسرت وظلت تلعن اليوم الذي كتبت في هذه الوصية فقد هانت نفسها عندما رضخت الشرط الذي وضعة والدها ولكنها قررت أنها في اقرب وقت تتخلص من وضعها
وفي الصباح ارتدت روز ملابسها المعتادة عليها في العمل في المزرعة و بدأت تنهمك في العمل و انشغلت وتناست اوجعاها فالعمل اكبر دواء للنسيان
دخل عليها محمد صديق طفولتها ولاحظ نظرة الكسرة في عينها اقترب منها وقال وهو يربط عليها
+ مالك يارورو عيونك كلها دموع ايه غير أنك لسة عروسة ايه اللي منزلك قبل اسبوع
مسحت روز دموعا التي نزلت دون اراده منها
مسك محمد يدها وقال لها بحنان
+ اقعدي طيب ووحدي الله كده واحكيلي
ولكن دخلت هبه عليهما و شاهدت محمد وهو يمسك يدها وقالت بصوت عالي الله الله ايه اللي بيحصل هنا
علشان كده مرضتيش تباني مع عاصي علشان تنزلي بدري ويخلالك الجو مع اظن يا مدام يا خترمة لازم تحترني اسم الراجل اللي انت شيلاه
استشاك روز بغي وقالت ،
ولكن قطع كلامها دخول عاصي عليهم وقد سمع كل الحديث الذي دار بين هبه روز
-
•تابع الفصل التالي "رواية مزرعة الغضب" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق