رواية احرقني الحب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم ديانا ماريا
الجزء 13
مرت قشعريرة على طول جسدها وحدقت إليه بعدم استيعاب وردت بصوت مرتجف: بجد؟ بجد يا حسام؟ يعني هخرج من هنا قريب؟
أومأ برأسه وأكد بسعادة: أيوا خلاص هانت اعترفوا وهيتقبض على الباقي والبراءة بتاعتك بقت أكيد.
انهمرت دموعها ولكن لأول مرة في حياتها من الفرحة وهي تحمد الله بصوت مخنوق، عانقها حسام بقوة وهو يمسح على ظهرها بحنان فتعلقت به هديل بشدة.
ابتعدت عنه بعد أن هدأت مشاعرها قليلا لتقول بامتنان: الحمد لله يارب حسام أنا مش عارفة اشكرك إزاي بعد ربنا أنت اللي وقفت جنبي وعملت كل اللي تقدر عليه علشاني.
ناكفها بعتاب محب: وده كلام يا حبيبتي؟ ده واجبي طبعا.
أمسك وجهها بيني يديه وقبل جبينها بحب.
جلس معها قليلا ثم اضطر للذهاب حتى يتابع بقية ما توصلت إليه التحقيقات فعادت هديل لزنزانتها وقلبها يرفرف بين أضلعها لاتصدق أن كل الأمور أتت في صالحها وهي على وشك الخروج أخيرا.
ضمت يديها إلى صدرها وهي تفكر أخيرا ستنال حريتها وتظهر براءتها ستكون لها الفرصة لتحيا الحياة مرة أخرى وتبدأ حياة جديدة مع حسام.
في تلك الثانية اخترق تفكيرها فكرة مرعبة وكأنها انتبهت إليه للتو، أسرعت للحمام على الفور وأغلقت الباب ورائها ثم بدون تردد خلعت ملابسها كلها ثم وقفت أمام المرآة الصغيرة التي في الحمام، نظرت برعب لجسدها وللجروح الظاهرة به حتى آثار الحروق مازالت على يديها، التفتت لتتفحص بذعر بقية آثار الضرب على ظهرها والتي أيضا كانت واضحة نوعا ما رغم مرور الوقت عليها.
وضع يدها على شفتيها وهي تفكر برعب لقد قَبِل حسام بزوجة كانت سجينة ولا تنجب ولكن هل سيقبل أيضا بزوجة مشوهة؟
ضربت جبهتها بغيظ من نفسها لماذا لم تفكر في هذا لما لم تتذكره قبل الآن! كيف ستواجهه بجسدها المشوه هذا؟ خصوصا وأنه يصر على حفل إعلان زواجهما بعد خروجها من السجن وقد أصر على هذا الحفل رغم رغبتها بعدم إقامته لأنه يريد أن يُعرفها على أصدقائه وأيضا يريد إعلان زواجهما بشكل لائق.
تصاعدت وتيرة أنفاسها من الذعر والتوتر كيف ستواجه حسام وتخبره؟ أم تريه فحسب وتخبره أنه من أصر على الزواج بها رغم كل ما أخبرته به!
جلست على الأرض واخفت رأسها بين ركبتيها وهي تبكي بحرقة تعتمل قلبها الذى لاقى الأمرين، ارتجفت من التوقع وهي تتخيل ردة فعله عندما يرى كل تلك الجروح والتشوهات.
هل سيشمئنز منها؟ أم سيحاول مداراة الأمر حتى لا يجرحها ولكنه في النهاية رجل وسيتطلع بشغف إلى الانفراد بعروسه.
نهضت بثقل مؤلم من على الأرض وارتدت ملابسها مجددا ثم خرجت لقد اكتفت من المعاناة والتفكير أوجع رأسها ستترك الأمور على حالها ولتأتي كيفما دبرها الله.
مرت الأيام بسرعة فقد تم القبض على بقية شركاء ظافر ورغم وساطة بعضهم لم يستطيعوا أن يتهربوا من تورطهم وثبتت التهمة عليهم كما تمت تبرئة هديل وكان حسام يفعل ما في وسعه ويستخدم جميع علاقاته حتى يُسرِع خروجها قدر الإمكان.
في يوم خروجها استيقظت باكرا للغاية والأصح للقول أنها لم تستطع النوم من الحماس، حين بدلت ملابس السجن بملابسها العادية لم تستطع الانتظار حتى تخرج وتشعر بالشمس والهوا الطبيعي يداعب وجهها مرة أخرى وتستنشق أنفاسها كالأحرار من جديد.
حين سارت في ممر السجن المؤدي لباب الخروج وجدت حسام ينتظرها هناك، ما إن رأته حتى اندفعت نحوه بكل طاقته حين رآها حسام تقدم ناحيتها وهو يبتسم لها.
وصلت هديل لتنهار بين ذراعيه ترتجف من الراحة ودموع السعادة تنهمر على وجهها، دعمها بذراعيه وهو يهتف: خلاص كل حاجة وحشة خلصت يا حبيبتي مفيش عياط تاني.
لم ترد وهي تبادله العناق وتتعلق به، أسندها حتى الخارج ليوصلها لسيارته ويجلسها في المقعد الذي بجانب السائق ثم يستدير حول السيارة وينطلق بها.
كانت هديل تتطلع حولها لكل شيء بشوق وحنين كأنها غابت عنه سنين طويلة، كانت حسام يتطلع إليها بين الحين والآخر بابتسامة حين أمسك يدها وقبلها بينما يقود، التفتت له هديل كانت ملامحها المرتاحة هي أفضل جائزة يحصل عليها نتيجة تعبه المستمر طوال الشهور الماضية.
أخيرا وصل بها إلى منزلها فتطلعت إلى البيت ثم له بتوتر.
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت: أنا خايفة يا حسام.
هبط حسام من السيارة ثم توجه إليها وساعدها على الخروج وقال بابتسامة واثقة: متخافيش يا حبيبتي الكل مستنيكِ ومتشوق يشوفك أوي تعالي يلا.
شبك يده بيدها ليصعدوا وما إن رن جرس الباب حتى فتحت والدتها بسرعة كأنها كانت في انتظارهم وعلى الفور ضمت هديل لأحضانها وهي تجهش بالبكاء.
قالت والدتها بلوعة تقطع القلب: يا حبيبتي يابنتي قلبي كان واكلني عليكِ الشهور اللي فاتت دي كلها أنا لا كنت بنام ولا بأكل وأنا عارفة أنك في السجن يا قلب أمك وكمان مش قادرة أشوفك الحمدلله أنك رجعتي لينا يا حبيبتي الحمدلله.
مسحت على وجهها بنظرة أم مشتاقة تتفحص ملامحها وتنظر بحسرة لجسدها النحيل فبالتأكيد خسرت وزنا في السجن لأنها لم تكن تأكل جيدا.
نظرت هديل لوالدتها بوجه ملئ بالدموع واعتذرت منها قائلة: أنا الحمدلله بخير يا ماما قدامك أهو بس مكنتش عايزة حد فيكم يشوفي كدة كنت عايزاكِ تشوفيني زي ما أنا دلوقتي برة مش جوا بلبس السجن أبدا.
هزت والدتها رأسها متفهمة ثم ابتعدت عنها وحينها رأت هديل والدها ينظر لها بندم شديد تقدم إليها فاتح ذراعيه: هديل بنتي.
صدته هديل على الفور وهي ترفع يدها أمامه قائلة بجفاء: لو سمحت خليك مكانك متقربش مني أبدا فاهم؟ أبدا!
•تابع الفصل التالي "رواية احرقني الحب" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق